ثنائيةُ (قصائد الماء والنار)محمد سمير&إبتهال بليبل) [الأرشيف]

سمير عودة

03-30-2010, 12:39 AM

أنا الماءُ الذي تحيا
به الأرضُ التي كانت وما زالت
تقولُ بأنها عطشى
إلى بَرَدي
إلى قيدي
إلى زَرَدي
أنا الماءُ الذي غطى محيّاكِ
وأطفأ ناركِ الحرّى المجوسيّةْ
أنا ينبوعُكِ الصافي
أنا إكسيرُكِ الشّافي
أنا البحرُ الذي غرقتْ بهِ السفنُ الخُرافيةْ
فهيا ...
جففي مائي
بنيرانِكْ

إبتهال بليبل

04-01-2010, 09:20 AM

http://ban0ta.jeeran.com/files/39191.jpg
ويْلاهُ ممّن لُقِّنَ بِنَارٍ
رَاحتْ تُعَرّي كُلَّ فارسٍ
لبَس جسمَها
أمام مرآةٍ مقدسة ...
ليتَك تتجاهَلُ غَمامَتها
بوشاحٍ لا يلينْ
جمرٌ مجوسيٌّ
يتشاكى على شفيرِ طاسَةِ الرُوحِ
بحمَىً وَ آنيةٍ تُصَلْصِلُ بنكهةِ السقوطِ
كالحظِّ اعتادَ صياغةَ شَهوةِ النَّدَمِ
أنا حوريَّةُ النَارِ
عند فقداني
تمسكُ كُسوةُ الدفءِ برودةَ الروحِ
وعَند أقترابي
تَغرسُ أنيابَ سوادي
بأرحامِ القُلوب قَبل الأشلاءْ
هَل سَمعتَ يا ماءْ ؟
بأساطيرِ الجِنِّ والسَحرةِ
وكَيف هيّجتْ نيرانُهم الزرقاءْ ؟

أسيراً أضحى مجنوناً

سمير عودة

04-01-2010, 12:40 PM

أيا حوريةَ النارِ المجوسيّةْ
أحبُّ القيدَ
في آتونِكِ المملوءِ بالفتنةْ
وإني أعشقُ الإيغالَ في عينيكِ
قبلَ دخوليَ الجنّةْ
وهذا التوتُ في شفتيكِ
يسحرُني
ويُلقيني
بوادي الجنِّ
والأحلامِ
والأوهامِ
والإدمانِ
والسّحرِ الذي يغزو شراييني
أعينيني
على نسيانِ بعدي عنكِ
واستنزافِ أعصابي
أجيبيني
فإنَّ العشقَ يا حوريّةَ النيرانِ
يُضنيني

إبتهال بليبل

04-01-2010, 02:42 PM

(
)
(
غَريبٌ يا جَسَدَ النَار ِ،
تسْألُ عن مَاءِ المَطَرْ
ثم تَسِيرُ فِي دُروبِ الإيابْ
تَعرفُ أن الموتَ فِيهِ مَرَاسِيِمُ
تسْتَرَيحُ بَيِن رَسائِلِ جذُوعِهَا
ارتَخَت....
تُعَايِنُ أغصَانَ النَبضِ اليَابِسةْ ....

سمير عودة

04-02-2010, 01:10 AM

أوَلَمْ تعلمْ يا جسدَ النارِ
بأنَّ اللهَ تعالى
قد جعلَ من الماءِ
جميعَ الأحياءْ ؟؟؟
وغدوتُ أنا إكسيرَ حياتِكَ
لن تعرفَ موتاً في حبي
ما دمتَ معي
وحياتُكَ من دوني تبدو
ذراتِ هباءْ

إبتهال بليبل

04-02-2010, 10:39 AM

مَا أجْدَرَ أن تُحمي نِيرانُ النّفسِ
نَوَاخِسَ الشَوقِ
فتنحَنِي لِضَّبَابِ مَاءٍ
يَترَعُ بأفَاعِي الحَواسِّ

سمير عودة

04-02-2010, 12:04 PM

ما أجدرَ أن نتوضّأَ
بالماءِ الطاهرِ والجاري
من جبل النفسِ إلى واديها الأخضرِ
حيثُ زهورُ السّوسنِ
تملؤنا عشقاً أبدياً
يحملُنا فوق الغيماتْ

إبتهال بليبل

04-02-2010, 12:14 PM

يا جَسَدَ الحَرَائقِ
جَعَلْتَ فِضَّةَ البَوحِ مَصهُورةً
تُتْحِفُهَا حِمَمُ التّرْحالِ
تَوَدُّ لَوْ تَصبُّ السُكُونَ
بِوَابِلِ الأَرَقْ

سمير عودة

04-02-2010, 03:13 PM

يا جسداً شرقيَّ القسماتْ
يصهرني لؤلؤكَ الكامنُ في الكلماتْ
فأبادر للترحالِ إليكَ
على أكتافِ النجماتْ
أسكنُ قطراتِ الطلِّ
على أوراقِ الورداتْ
أدخلُ مع ذراتِ العبقِ الداخلِ في رئتيكَ
وأمضي
أتلمسُ كلَّ تضاريسِكَ
حتى تحرقني...
فأضيع بلذّةِ هاتيكَ اللسعاتْ

إبتهال بليبل

04-02-2010, 03:27 PM

تُزَاوِلُ عَدَّ خطواتِ الغَمامِ

خوفاً مِن وَقُوفهِ فَوقَ أشلآءٍ

تَصْدَعُ بسَطْوَةِ

رُؤوسٍ لم تَنَمْ أرْوَاحُها
)
(
)

تلثُمُ جُثثاً مَحشوَّ ةً بِالدُّخانِ

والجَليدُ يَدعوها إلى المَوتِ

وتَدعُوهُ هيَ إلى الاحتضانِ

فَوق تُرَابٍ تُسامِرُها الرِّيحُ

مُغتسِلةً بجرحِ لهيبِها الأزرَقْ

سمير عودة

04-02-2010, 10:14 PM

دعيني أجمع أشلاءَ اللهبِ الأزرقِ
أصنع منها
أرجوحةَ عشقٍ تتهادى
بين العينينِ الساهرتينِ
على إيقاعِ الجسدِ الغافي
في دوامةِ هاويتي المسكونةِ بالجنِّ المتمرّدِ
حيثُ ينادي دوماً :
يا سيدتي
لبيكِ
أنا عبدٌ مأمورٌ
رهنَ يديكِ
قولي ما شئتِ فإني
أقرأُ أفكاركِ من عينيكِ

إبتهال بليبل

04-02-2010, 10:28 PM

تُعادي حِجارَةً مُبَلّلةً بالشّيبِ
رَسَمَتْ زيفَ شَبابٍ ضَآقَ بالمطالبِ
ومن حَرِيقٍ لاقتهُ بِخُطى البحرِ
أرهبتَ رُكوعاً يعتسفُ ذات الحَرائِقْ

سمير عودة

04-04-2010, 10:27 AM

حبُّكِ - سيدتي - يحشُرُني
في قمقُمِ حزنٍ وسوادٍ
تلسعُني نارُ الحرمانْ
وأنا ماردُكِ المتمرّدُ
والمتفرّدُ
أستجدي كفاً ناعمةً
لتقومَ بحكِّ المصباحْ

إبتهال بليبل

04-04-2010, 06:33 PM

حِين أكون مَعِكَ ألآقِي البرّ

فِي سِجَادَة رَحِيلِي

يُغدقُ هولَ الإنطِفاء

سمير عودة

04-04-2010, 08:11 PM

حينَ تكونينَ معي
يتهادى السوسنُ والزنبقُ
تتراقصُ أزهارُ الرمانِ
على نغماتِ النايِ
القابعِ في محرابِ جنونِكِ
يا قديسةَ محرابي

إبتهال بليبل

04-06-2010, 09:23 PM

إني رأيتُكَ في محرابِ جنونِيِ

عاصباً النَار بِالماءِ

فدعْ عَنك ذّؤبان جَلِيد

الفؤادَ

مِمَّنْ أقامَ تَّخلْيد

لِعذابات

تهجُر أثر شَّمعة جاعت

لِشُعلة أنيس

يمَيع أَصابِعه لِيَرسمَ نوراً مستعارٌاً

سمير عودة

04-06-2010, 11:46 PM

لماذا تبخلُ سيدتي بعواطفِها ؟
والحبُّ عطاءْ ؟
ولماذا تيأسُ سيدتي؟
والحبُّ رجاءْ ؟
ولماذا يتجمّدُ قلبُكِ
يا شمعةَ روحي؟
والنورُ الساطعُ من قلبي
ملأ الأرجاءْ؟

إبتهال بليبل

04-10-2010, 05:28 PM

ثملاً تضَعُ مِجْرَفَ خطاكَ
لتشُقّ رملاً ساكناً في بحيرةِ النسيانْ
تهجعُ وسطَ ظلامِ الصُّدورْ
قشورُ طيفٍ خرافيٍّ
(
)
أطَأْطَىء بعطشِي في العَناء ..
أستأثر بمَوْجِ الهزيمةِ
لِخُلودٍ يفرُّ بأقْدامٍ مَذْبوحَةٍ
على معابِدَ
كانَتْ مُقَدَّسةً
تنشُدُ في ضَوْضاءِ الصمتِ صَّلاةَ الجنازةِ
وداعاً لجسدِ الوَجَعْ

سمير عودة

04-11-2010, 10:33 PM

سمير عودة

04-24-2010, 11:56 PM

لماذا أطلتِ عليَّ الغيابْ ؟
وأنتِ تلوكينَ ...سُهدي
أنا لن أخوضَ بفصلِ العتابْ
لأنّي أفضّلُ أن تغرقي
بباقاتِ وردي
وشعري
وشهدي
تعالي ....
فإن اشتياقي
تجاوز حدَّ السماءْ

إبتهال بليبل

04-28-2010, 09:01 PM

تعلمُ شاغلتي

أنا نحملُ نفسَ الهمِّ
ونفسَ الجرحِ الساكنِ فينا
أولستِ تعيشينَ قيامةَ ما بين النهرينْ ؟
وأنا أسكنُ في عمقِ جراحِ القدسِ وأقصانا
والقدسُ وبغدادُ كنارانِ احترقا

في مركزِ دائرةِ المشهدْ

أ يحلو المَوت غَرقاً كتعْويذَة تلقِي بــعلقمْ
النَار عَلَى كَاهِل شَرنقَة التَّلاشِي
أ تحلو العُزلَةُ كخَاتِمَة للأنفاس
** لُطْفَاً **
لآ تَعتَقل الرُّوح
ودَعنِي أليَوم أقص عَلِيك نَبا المَسَاء
فالرِيح فِي وَطَني تَسَلحت لِخَطف ضُلوع الحَنينِ
وَ ليتَكَ رأيتَها لأنتَهَيِت بَين أحضَانها غِوايَة
قَدْ أَكون شَبح نَارٍ يشاغبكَ فتنة
قَدْ أَكون شَظَايا حَمَلتها الرِيح مِن بَغدَاد إليِكَ
تَشتَعلُ بصَّرخَة الإحتِراق
تَصطَاد الأجسَاد سَطوَة كَما أصطَادني الدَهر رَهِينة

إبتهال بليبل

04-28-2010, 09:26 PM

لماذا أطلتِ عليَّ الغيابْ ؟

وأنتِ تلوكينَ ...سُهدي
أنا لن أخوضَ بفصلِ العتابْ
لأنّي أفضّلُ أن تغرقي
بباقاتِ وردي
وشعري
وشهدي
تعالي ....
فإن اشتياقي

تجاوز حدَّ السماءْ

سَقَطَت
فِي حفر الغِيَاب

ومن حَولِي عُفُونَة الأنين يُلاصِقه زِحَام مَوت

ومن حَولِي صَبية الأماني
يَبحثون بَين الحِجارة عَنْ كسرَّة حُلم

سَقَطَت
أتلو التَّهَانِي عَلى حُريَّة شَتتَّها السُجون

سَقَطَت
بِذِكْر حُمَّى الدَمَار

حيثُ غيث المَاء وأَنقَاض الرَمَاد

إبتهال بليبل

04-28-2010, 09:43 PM

مدينتي
تَلعَق نِيرآن الرَّحيل

تَرتَجِف مِن وَجع البَرد

أسرق نَسمة مِنها و أعبرُ جِسر العِناق

أهرب بِمَطر مِيلادِي قَطرَة بقَطرَة
وَلَكن إِلَى أين ؟!

سمير عودة

04-30-2010, 02:33 PM

أ يحلو المَوت غَرقاً كتعْويذَة تلقِي بــعلقمْ
النَار عَلَى كَاهِل شَرنقَة التَّلاشِي
أ تحلو العُزلَةُ كخَاتِمَة للأنفاس
** لُطْفَاً **
لآ تَعتَقل الرُّوح
ودَعنِي أليَوم أقص عَلِيك نَبا المَسَاء
فالرِيح فِي وَطَني تَسَلحت لِخَطف ضُلوع الحَنينِ
وَ ليتَكَ رأيتَها لأنتَهَيِت بَين أحضَانها غِوايَة
قَدْ أَكون شَبح نَارٍ يشاغبكَ فتنة
قَدْ أَكون شَظَايا حَمَلتها الرِيح مِن بَغدَاد إليِكَ
تَشتَعلُ بصَّرخَة الإحتِراق
تَصطَاد الأجسَاد سَطوَة كَما أصطَادني الدَهر رَهِينة

.................................................. .................................................. ..........
لقد جمّعتُ شظاياكِ
ورهنتكِ في أعماقِ النفسِ
زمرّدةً تغرقني في سحرٍ أبديِّ التأثيرِ
حتى أني
صرتُ أتابعُ أخبارَ الوطنيْنِِ المسلوبينِ
وصيدَ الأجسادْ
في القدسِ وبغدادْ
في نشرات الأخبارِ
يا منية نفسي
إنا في الهمِّ سواءْ

سمير عودة

04-30-2010, 02:51 PM

سَقَطَت
فِي حفر الغِيَاب

ومن حَولِي عُفُونَة الأنين يُلاصِقه زِحَام مَوت

ومن حَولِي صَبية الأماني
يَبحثون بَين الحِجارة عَنْ كسرَّة حُلم

سَقَطَت
أتلو التَّهَانِي عَلى حُريَّة شَتتَّها السُجون

سَقَطَت
بِذِكْر حُمَّى الدَمَار

حيثُ غيث المَاء وأَنقَاض الرَمَاد
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .........................

في بلدي
(عطيلٌ) قطّع أشلائي
يمنعني أن أشربَ من مائي
إن لم أدفع كلَّ فواتيري
وفوائدها البنكيةْ
قالوا لي يوماً :
لحمُكَ هذا من خيراتِ عُطيْلٍ
فقلتُ :
خسئتمْ ...
فعطيْلٌ يحيا من خيراتِ بلادي

سمير عودة

04-30-2010, 03:07 PM

مدينتي
تَلعَق نِيرآن الرَّحيل

تَرتَجِف مِن وَجع البَرد

أسرق نَسمة مِنها و أعبرُ جِسر العِناق

أهرب بِمَطر مِيلادِي قَطرَة بقَطرَة
وَلَكن إِلَى أين ؟!
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ...........................
بغدادُ علت فيها الغربانْ
وتنمر أتباعُ الفرسِ وخدامُ الرومانْ
وتلوث ماءُ النهرينِ بكلِّ أكاذيبِ الخصيانْ
بغدادُ حبيبةُ روحينا
انتُهكتْ من حفنةِ صبيانْ
وفقدنا فيها أحباباً
وفقدنا فيها الخلانْ
فغدت بغدادُ مدينةَ أحزانْ

إبتهال بليبل

05-01-2010, 05:02 PM

يَارجُل المَطَرْ
دَعنِي أُهَرول بِتوق حُوريَّة فَوق الأنفاس
فبَصَر الرُوح هَزيل ..
دَاهَمَه بَريقَ أَنفاسِكَ
وأَنكَبَّ فَوق أَنقاض دَهر مُتخَم بالظَّامئين
بِدَمعَة صمَّت ...
كَانَت سرابيل بَغدَاد دَّامِية وَسَّمائها
َيحدُّهَا غَضب الصُّدور
يَذُوب فيهِ الجِيَاع ..

سمير عودة

05-06-2010, 12:39 AM

حوريةَ بغدادَ انتظريني عند النهرِ
ببستانِ النخلاتْ
سأخرجُ من تحتِ الأرضِ
أزلزلُها...
تحت كراسيِّ طغاةِ العصرِ
نحلّقُ بعد التحريرِ
على أكتافِ الغيماتْ
وأضمُّكِ يا منيةَ نفسي
بينَ ضلوعي
نتبادلُ أجملَ قبلاتْ

إبتهال بليبل

05-09-2010, 08:49 PM

أنتظركَ بِلا نَدَم

خَلف جُدرَان

مَدينة ، أزقَتها ضَيقة

أنتظركَ

لِأضع جُنونِي بَين يَديِك بِحُروف امرأة مِن وَرق

أتَلمس مَلآمحكَ بِرؤوس حَبري

أخطُكَ أيقونة ، فِيما ألواني تَنفذ

مُستَحيلة تُعزيني بيَقين عَزائي فِيكَ

أنتظركَ بِلا نَدَم

وأعذرني عَلى جُنونِي

فَأنتَ فِي النِهايَة تَقطف تَفاحة أخرى

سمير عودة

05-09-2010, 11:01 PM

قدري أن أقطفَ أخرى
وأراكِ بها
إيقونةَ عشقٍ أبديّةْ
قدري أن أحيا في قمقمِ قدري المجنونِ
وأصحو كالأمِّ الثكلى
أتساقطُ مثلَ وريقاتِ الأشجارِ بتشرينَ الأولِ
أحملُ همّاً
لو وزّعناهُ على سكانِ الأرضِ لزادَ
وولّدَ قهراً
من قيدٍ أدمى أيدينا
فانتظريني
داخلَ محرابِ جنونِكْ
فأنا لن أرضى
أن أقطفَ غيرَكِ
يا تفاحةَ عمري