شاكر السلمان
08-20-2017, 12:21 AM
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} (الانعام 93)
تفسير الطبري
قَوْله تَعَالَى :{ الْيَوْم تُجْزَوْنَ عَذَاب الْهُون بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّه غَيْر الْحَقّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاته تَسْتَكْبِرُونَ } .
وَهَذَا خَبَر مِنْ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَمَّا تَقُول رُسُل اللَّه الَّتِي تَقْبِض أَرْوَاح هَؤُلَاءِ الْكُفَّار لَهَا, يُخْبِر عَنْهَا أَنَّهَا تَقُول لِأَجْسَامِهَا وَلِأَصْحَابِهَا: أَخْرِجُوا أَنْفُسكُمْ إِلَى سَخَط اللَّه وَلَعْنَتِهِ, فَإِنَّكُمْ الْيَوْم تُثَابُونَ عَلَى كُفْركُمْ بِاَللَّهِ, وَقِيلكُمْ عَلَيْهِ الْبَاطِل, وَزَعْمِكُمْ أَنَّ اللَّه أَوْحَى إِلَيْكُمْ وَلَمْ يُوحِ إِلَيْكُمْ شَيْئًا, وَإِنْذَاركُمْ أَنْ يَكُون اللَّه أَنْزَلَ عَلَى بَشَر شَيْئًا, وَاسْتِكْبَاركُمْ عَنْ الْخُضُوع لِأَمْرِ اللَّه وَأَمْر رَسُوله وَالِانْقِيَاد لِطَاعَتِهِ .
{ عَذَاب الْهُون } وَهُوَ عَذَاب جَهَنَّم الَّذِي يُهِينهُمْ فَيُذِلّهُمْ, حَتَّى يَعْرِفُوا صَغَار أَنْفُسهمْ وَذِلَّتهَا.
كَمَا حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن, قَالَ: ثَنَا أَحْمَد بْن الْمُفَضَّل, قَالَ: ثَنَا أَسْبَاط, عَنْ السُّدِّيّ: أَمَّا { عَذَاب الْهُون } فَاَلَّذِي يُهِينهُمْ.
حَدَّثَنَا الْقَاسِم, قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْن, قَالَ: ثَنِي حَجَّاج, عَنْ اِبْن جُرَيْج:{الْيَوْم تُجْزَوْنَ عَذَاب الْهُون } قَالَ: عَذَاب الْهُون فِي الْآخِرَة بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ .
وَالْعَرَب إِذَا أَرَادَتْ بِالْهُونِ مَعْنَى الْهَوَان ضَمَّتْ الْهَاء, وَإِذَا أَرَادَتْ بِهِ الرِّفْق وَالدَّعَة وَخِفَّة الْمَئُونَة فَتَحْت الْهَاء, فَقَالُوا: هُوَ قَلِيل هَوْن الْمَئُونَة; وَمِنْهُ قَوْل اللَّه :{ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض هَوْنًا } يَعْنِي: بِالرِّفْقِ وَالسَّكِينَة وَالْوَقَار; وَمِنْهُ قَوْل الْمُثَنَّى اِبْن جَنْدَل الطُّهَوِيّ.
وَنَقْض أَيَّام نَقَضْنَ أَسْره ** هَوْنًا وَأَلْقَى كُلّ شَيْخ فَخْره
وَمِنْهُ قَوْل الْآخَر:
هَوْنكُمَا لَا يَرُدّ الدَّهْر مَا فَاتَا ** لَا تَهْلِكَا أَسَفًا فِي إِثْر مَنْ مَاتَا
يُرِيد: رَوْدًا.
وَقَدْ حُكِيَ فَتْح الْهَاء فِي ذَلِكَ بِمَعْنَى الْهَوَان وَاسْتَشْهَدُوا عَلَى ذَلِكَ بِبَيْتِ عَامِر بْن جُوَيْن: نُهِينُ النُّفُوسَ وَهَوْن النُّفُوس عِنْدَ الْكَرِيهَةِ أَعْلَى لَهَا وَالْمَعْرُوف مِنْ كَلَامهمْ ضَمّ الْهَاء مِنْهُ إِذَا كَانَ بِمَعْنَى الْهَوَان وَالذُّلّ, كَمَا قَالَ ذُو الْإِصْبَع الْعُدْوَانِيّ:
اِذْهَبْ إِلَيْك فَمَا أُمِّيّ بِرَاعِيَةٍ ** تَرْعَى الْمَخَاضَ وَلَا أُغْضِي عَلَى الْهُونِ
يَعْنِي عَلَى الْهَوَان. وَإِذَا كَانَ بِمَعْنَى الرِّفْق فَفَتْحهَا .
تفسير الطبري
قَوْله تَعَالَى :{ الْيَوْم تُجْزَوْنَ عَذَاب الْهُون بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّه غَيْر الْحَقّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاته تَسْتَكْبِرُونَ } .
وَهَذَا خَبَر مِنْ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَمَّا تَقُول رُسُل اللَّه الَّتِي تَقْبِض أَرْوَاح هَؤُلَاءِ الْكُفَّار لَهَا, يُخْبِر عَنْهَا أَنَّهَا تَقُول لِأَجْسَامِهَا وَلِأَصْحَابِهَا: أَخْرِجُوا أَنْفُسكُمْ إِلَى سَخَط اللَّه وَلَعْنَتِهِ, فَإِنَّكُمْ الْيَوْم تُثَابُونَ عَلَى كُفْركُمْ بِاَللَّهِ, وَقِيلكُمْ عَلَيْهِ الْبَاطِل, وَزَعْمِكُمْ أَنَّ اللَّه أَوْحَى إِلَيْكُمْ وَلَمْ يُوحِ إِلَيْكُمْ شَيْئًا, وَإِنْذَاركُمْ أَنْ يَكُون اللَّه أَنْزَلَ عَلَى بَشَر شَيْئًا, وَاسْتِكْبَاركُمْ عَنْ الْخُضُوع لِأَمْرِ اللَّه وَأَمْر رَسُوله وَالِانْقِيَاد لِطَاعَتِهِ .
{ عَذَاب الْهُون } وَهُوَ عَذَاب جَهَنَّم الَّذِي يُهِينهُمْ فَيُذِلّهُمْ, حَتَّى يَعْرِفُوا صَغَار أَنْفُسهمْ وَذِلَّتهَا.
كَمَا حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن, قَالَ: ثَنَا أَحْمَد بْن الْمُفَضَّل, قَالَ: ثَنَا أَسْبَاط, عَنْ السُّدِّيّ: أَمَّا { عَذَاب الْهُون } فَاَلَّذِي يُهِينهُمْ.
حَدَّثَنَا الْقَاسِم, قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْن, قَالَ: ثَنِي حَجَّاج, عَنْ اِبْن جُرَيْج:{الْيَوْم تُجْزَوْنَ عَذَاب الْهُون } قَالَ: عَذَاب الْهُون فِي الْآخِرَة بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ .
وَالْعَرَب إِذَا أَرَادَتْ بِالْهُونِ مَعْنَى الْهَوَان ضَمَّتْ الْهَاء, وَإِذَا أَرَادَتْ بِهِ الرِّفْق وَالدَّعَة وَخِفَّة الْمَئُونَة فَتَحْت الْهَاء, فَقَالُوا: هُوَ قَلِيل هَوْن الْمَئُونَة; وَمِنْهُ قَوْل اللَّه :{ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض هَوْنًا } يَعْنِي: بِالرِّفْقِ وَالسَّكِينَة وَالْوَقَار; وَمِنْهُ قَوْل الْمُثَنَّى اِبْن جَنْدَل الطُّهَوِيّ.
وَنَقْض أَيَّام نَقَضْنَ أَسْره ** هَوْنًا وَأَلْقَى كُلّ شَيْخ فَخْره
وَمِنْهُ قَوْل الْآخَر:
هَوْنكُمَا لَا يَرُدّ الدَّهْر مَا فَاتَا ** لَا تَهْلِكَا أَسَفًا فِي إِثْر مَنْ مَاتَا
يُرِيد: رَوْدًا.
وَقَدْ حُكِيَ فَتْح الْهَاء فِي ذَلِكَ بِمَعْنَى الْهَوَان وَاسْتَشْهَدُوا عَلَى ذَلِكَ بِبَيْتِ عَامِر بْن جُوَيْن: نُهِينُ النُّفُوسَ وَهَوْن النُّفُوس عِنْدَ الْكَرِيهَةِ أَعْلَى لَهَا وَالْمَعْرُوف مِنْ كَلَامهمْ ضَمّ الْهَاء مِنْهُ إِذَا كَانَ بِمَعْنَى الْهَوَان وَالذُّلّ, كَمَا قَالَ ذُو الْإِصْبَع الْعُدْوَانِيّ:
اِذْهَبْ إِلَيْك فَمَا أُمِّيّ بِرَاعِيَةٍ ** تَرْعَى الْمَخَاضَ وَلَا أُغْضِي عَلَى الْهُونِ
يَعْنِي عَلَى الْهَوَان. وَإِذَا كَانَ بِمَعْنَى الرِّفْق فَفَتْحهَا .