سراج الربيعي
10-12-2017, 12:38 PM
رَحَلَتْ عقيلةُ هاشمٍ مذهولةً
ياليلُ إنّي أسْتغيثُ وأكتبُ =ولآلِ بيتِ المصطفى أتَقَرّبُ
ياليلُ مالي بالتّصَبُرِ بالنّوى =فأنا لِوَصْلِ مَقامِها أترَقب ُ
ياليلُ ما عَرِف َالفؤآدُ مَنازلاً =إلاّ التي فيها الحوائجُ تُطلَبُ
ياليلُ مِنْ فَوق السّحابِ نظَمْتُها =دُرَراً تُنضّدُها العقولُ وتكتُبُ
مُتشوِّقٌ متعطِّشٌ مُتكدِّرٌ =مُتلهِّفٌ ، ولِوَصْلِها مُترقِّبُ
والناسُ بين موَدّعٍ ومُرحّبٍ =يشتاقُ للنورِ المُهيبِ الغيهبُ
ناحَ الفؤادُ فكلُّ شيءٍ ثاكلٌ =وبكى الجميعُ فكلُّ شيءٍ يندُبُ
وتَزيدني ذكرى الطفوفِ مآسِياً = حيثُ الخيامُ بأيِّ ذنبٍ تُسْلبُ
أمسيتُ أندُبُ ليثَها وحماتَها =والقلبُ بالخَطْبِ العظيمِ مُعَذَّبُ
فقصَدْتُ مِن بُعدِ المكانِ مقامَها =فكأنّهُ النورُ العظيمُ المُجْذِبُ
حيثُ اسْتطالَ إلى السّماء مُكَبراً =إنّ السّماءَ بكلِ ثأرٍ تَطْلُبُ
شاءتْ لَهُ العَلْياءُ أقدَسَ مَنْزِلٍ =مِن ْ نَسْلِ طه يُسْتدّلُ وَيُنسَب ُ
وإذا تأمَّلَ قاصدٌ لمقامِها =سحَّ الفؤآدُ لها وذابَ الأصْلبُ
فاحْتَرْتُ كيفَ أنوحُ عند مقامِها =فكأنَما في كلِّ رُكْنٍ زينبُ
إذْ كلُّ فردٍ ثاكلٌ متيتّمٌ =إذْ كلُّ عضوٍ نازفٌ مُتخضّبُ
والحزنُ مبسوطٌ على أركانِها =كانت لفَقْدِهُمُ تَنوح ٌ وَتندبُ
فقصّدتها كالثاكلاتِ مُكدَّراً =ومِن المنابعِ مَدْمَعٌ يتصبّبُ
قابلْتَها بنوائحٍ مَشهودَةٍ = يأتي ، إذا اشتدَّ النياحُ ، المُتعَبُ
يا آيةً قرأَ الزمانُ بيانَها = بَقِيَتْ معاجزُها وخابَ المُرْعِبُ
قَدْ كان َ مِنْ ألطافِها ما شَدَّني =جَعَل َ الكَسيح َلِسِرّهـَا يتَعَقَبُ
تاللهِ كَم ْسَجدوا على أعتابها =زُمَر ُ الملوكِ لهم ْ : عُروشٌ تُرهِبُ
منهمْ لحاجاتٍ يبوحُ بِسِرّها = مِنهُمْ مريضٌ بالدّعا يتطبَبُ
مَنْ كانَ في كنَفِ الإمامةِ خادمٌ =بحِمى الإلهِ مُتوّجٌ ومُقرّبُ
أنا لستُ أنسى بالطفوفِ مَصائباً =أعلى علاً مما رووهُ وأغرَبُ
لهفي على الإخوانِ كيف تفرّقوا =والسِّبْطُ مِن حقدِ ابن هندٍ يُسْلَبُ
أفَلا علمتَ رَحيلَها في عاشرٍ =لهفي عليها بالقواضِبِ تُضرَبُ
وكفيلُها فوقَ الترابِ مقَطّعٌ =ومرمّلٌ بدمائهِ ومخضّبُ
ذهبَ الكماةُ فكلُّ شيءٍ ثاكلٍ =لاطائرٌ لاسائرٌ لا كوكبُ
أفَلا عَلِمْتَ وُقوفها مذهولةً =كَانَتْ لَها زُمَرُ الملائك ِ تَنْحَبُ
فوَصَلتُ أخطُو زاحِفا مُتكدّراً =وكذا الجوى فيه العزاءُ الأوجبُ
ناديتُ أين يزيدُكمْ في أرضكمْ =في قعرِ صاليةِ الجحيمِ يُعَذّبُ
أضحى بها هذا اللعينُ مُخلّداً =لعناً عليهِ المحكماتُ تُرتِّبُ
وعليهِ قدْ رُدّتْ فجائعُ كربلا =منها لأهوالِ القيامةِ تُنصَبُ
لمْ تُبقِ أهوالُ الطفوفِ على الدُّنا =ما يُستظلُّ بهِ ولا ما يُطْنبُ
وأسيرُ في دربِ البلاءِ وأغتدي =هاتيكَ حاسرةَ الخمارِ وتُسْلبُ
ودّعنَ أحفادَ الكساءِ وهلْ أتى =وقلوبهنَّ مِن المصائبِ تُشْخبُ
رَحَلَتْ عقيلةُ هاشمٍ مذهولةً =إنّ الذُهولَ لكلِّ ثكلى مَطْلَبُ
فاحْتَرْتُ في نظمِ القصيدِ وماجرى =فكأنَّ سَهْماً للفؤادِ يُصَوَّبُ
سَحّتْ قلوبُ المؤمنين تفجّعاً =وأرى النجومَ كأنّها تتصبّبُ
لي عَبْرةٌ كالجَّمرِ عندَ نزولِها =وتبيتُ تُحرقُ بالفؤادِ وتُلهِبُ
وإذا البلاءُ رَمَى القلوبَ بنَبْلِهِ =عنْ أيِّ سهمٍ في المقابرِ تطْلُبُ
عمَّ الرثاءُ فكلُّ شيءٍ ثاكلٌ =وقسا الزّمانُ فكلُّ شيءٍ مَخْلَبُ
إذْ كلُّ شيءٍ في الدُّنا مُتكدّرٌ =إذْ كلُّ قلبٍ في الورى مُتصّوبُ
والناسُ تلتحفُ المساءَ وترتدي =حُللَ الرزايا في العزاءِ وتنحَبُ
أمْسَت حياتُهُمُ بغيرِ مَسَرّةٍ =ولقدْ تكونُ كأنّها لا تذْهَبُ
لهفي على الأبطالِ كيفَ تعفّروا =لهفي على الفرسانِ كيفَ تخضّبوا
لهفي على آلِ الرسولِ ورحلِهِ =في أيِّ أرضٍ في البريةِ أطنبوا
قيدٌ وأغلالٌ وسَوْطٌ كاللظى=والقلبُ منْ آثارها مُتَلَهّبُ
أيبيتُ رحلُ محمّدٍ فوقَ الثرى =ويزيدَ فوقَ حريرهِ يتقلّبُ
كيف امتطتْ تلك النياقِ وغادرتْ =قسْراً وكنتُ أظُنُّها لاتركبُ
لو يرجعُ الزّمنُ الخؤونَ قتلتهُ =حتى الردى ، لكنّهُ لا يُطلبُ
يا آيةَ الصّبرِ المُكنى باسمِها =إنّ الفؤآدَ مِن الفراقِ مُعذَّبُ
إنّي رجوتُ اللهَ عَوداً دائماً =لمّا دعاهُ السائلُ المُتغرِّبُ
كتبت مساء 11/5واكملت 18/5/2005 ابو حسين سراج الربيعي - بدايات قصائدي
البحر الكامل
ياليلُ إنّي أسْتغيثُ وأكتبُ =ولآلِ بيتِ المصطفى أتَقَرّبُ
ياليلُ مالي بالتّصَبُرِ بالنّوى =فأنا لِوَصْلِ مَقامِها أترَقب ُ
ياليلُ ما عَرِف َالفؤآدُ مَنازلاً =إلاّ التي فيها الحوائجُ تُطلَبُ
ياليلُ مِنْ فَوق السّحابِ نظَمْتُها =دُرَراً تُنضّدُها العقولُ وتكتُبُ
مُتشوِّقٌ متعطِّشٌ مُتكدِّرٌ =مُتلهِّفٌ ، ولِوَصْلِها مُترقِّبُ
والناسُ بين موَدّعٍ ومُرحّبٍ =يشتاقُ للنورِ المُهيبِ الغيهبُ
ناحَ الفؤادُ فكلُّ شيءٍ ثاكلٌ =وبكى الجميعُ فكلُّ شيءٍ يندُبُ
وتَزيدني ذكرى الطفوفِ مآسِياً = حيثُ الخيامُ بأيِّ ذنبٍ تُسْلبُ
أمسيتُ أندُبُ ليثَها وحماتَها =والقلبُ بالخَطْبِ العظيمِ مُعَذَّبُ
فقصَدْتُ مِن بُعدِ المكانِ مقامَها =فكأنّهُ النورُ العظيمُ المُجْذِبُ
حيثُ اسْتطالَ إلى السّماء مُكَبراً =إنّ السّماءَ بكلِ ثأرٍ تَطْلُبُ
شاءتْ لَهُ العَلْياءُ أقدَسَ مَنْزِلٍ =مِن ْ نَسْلِ طه يُسْتدّلُ وَيُنسَب ُ
وإذا تأمَّلَ قاصدٌ لمقامِها =سحَّ الفؤآدُ لها وذابَ الأصْلبُ
فاحْتَرْتُ كيفَ أنوحُ عند مقامِها =فكأنَما في كلِّ رُكْنٍ زينبُ
إذْ كلُّ فردٍ ثاكلٌ متيتّمٌ =إذْ كلُّ عضوٍ نازفٌ مُتخضّبُ
والحزنُ مبسوطٌ على أركانِها =كانت لفَقْدِهُمُ تَنوح ٌ وَتندبُ
فقصّدتها كالثاكلاتِ مُكدَّراً =ومِن المنابعِ مَدْمَعٌ يتصبّبُ
قابلْتَها بنوائحٍ مَشهودَةٍ = يأتي ، إذا اشتدَّ النياحُ ، المُتعَبُ
يا آيةً قرأَ الزمانُ بيانَها = بَقِيَتْ معاجزُها وخابَ المُرْعِبُ
قَدْ كان َ مِنْ ألطافِها ما شَدَّني =جَعَل َ الكَسيح َلِسِرّهـَا يتَعَقَبُ
تاللهِ كَم ْسَجدوا على أعتابها =زُمَر ُ الملوكِ لهم ْ : عُروشٌ تُرهِبُ
منهمْ لحاجاتٍ يبوحُ بِسِرّها = مِنهُمْ مريضٌ بالدّعا يتطبَبُ
مَنْ كانَ في كنَفِ الإمامةِ خادمٌ =بحِمى الإلهِ مُتوّجٌ ومُقرّبُ
أنا لستُ أنسى بالطفوفِ مَصائباً =أعلى علاً مما رووهُ وأغرَبُ
لهفي على الإخوانِ كيف تفرّقوا =والسِّبْطُ مِن حقدِ ابن هندٍ يُسْلَبُ
أفَلا علمتَ رَحيلَها في عاشرٍ =لهفي عليها بالقواضِبِ تُضرَبُ
وكفيلُها فوقَ الترابِ مقَطّعٌ =ومرمّلٌ بدمائهِ ومخضّبُ
ذهبَ الكماةُ فكلُّ شيءٍ ثاكلٍ =لاطائرٌ لاسائرٌ لا كوكبُ
أفَلا عَلِمْتَ وُقوفها مذهولةً =كَانَتْ لَها زُمَرُ الملائك ِ تَنْحَبُ
فوَصَلتُ أخطُو زاحِفا مُتكدّراً =وكذا الجوى فيه العزاءُ الأوجبُ
ناديتُ أين يزيدُكمْ في أرضكمْ =في قعرِ صاليةِ الجحيمِ يُعَذّبُ
أضحى بها هذا اللعينُ مُخلّداً =لعناً عليهِ المحكماتُ تُرتِّبُ
وعليهِ قدْ رُدّتْ فجائعُ كربلا =منها لأهوالِ القيامةِ تُنصَبُ
لمْ تُبقِ أهوالُ الطفوفِ على الدُّنا =ما يُستظلُّ بهِ ولا ما يُطْنبُ
وأسيرُ في دربِ البلاءِ وأغتدي =هاتيكَ حاسرةَ الخمارِ وتُسْلبُ
ودّعنَ أحفادَ الكساءِ وهلْ أتى =وقلوبهنَّ مِن المصائبِ تُشْخبُ
رَحَلَتْ عقيلةُ هاشمٍ مذهولةً =إنّ الذُهولَ لكلِّ ثكلى مَطْلَبُ
فاحْتَرْتُ في نظمِ القصيدِ وماجرى =فكأنَّ سَهْماً للفؤادِ يُصَوَّبُ
سَحّتْ قلوبُ المؤمنين تفجّعاً =وأرى النجومَ كأنّها تتصبّبُ
لي عَبْرةٌ كالجَّمرِ عندَ نزولِها =وتبيتُ تُحرقُ بالفؤادِ وتُلهِبُ
وإذا البلاءُ رَمَى القلوبَ بنَبْلِهِ =عنْ أيِّ سهمٍ في المقابرِ تطْلُبُ
عمَّ الرثاءُ فكلُّ شيءٍ ثاكلٌ =وقسا الزّمانُ فكلُّ شيءٍ مَخْلَبُ
إذْ كلُّ شيءٍ في الدُّنا مُتكدّرٌ =إذْ كلُّ قلبٍ في الورى مُتصّوبُ
والناسُ تلتحفُ المساءَ وترتدي =حُللَ الرزايا في العزاءِ وتنحَبُ
أمْسَت حياتُهُمُ بغيرِ مَسَرّةٍ =ولقدْ تكونُ كأنّها لا تذْهَبُ
لهفي على الأبطالِ كيفَ تعفّروا =لهفي على الفرسانِ كيفَ تخضّبوا
لهفي على آلِ الرسولِ ورحلِهِ =في أيِّ أرضٍ في البريةِ أطنبوا
قيدٌ وأغلالٌ وسَوْطٌ كاللظى=والقلبُ منْ آثارها مُتَلَهّبُ
أيبيتُ رحلُ محمّدٍ فوقَ الثرى =ويزيدَ فوقَ حريرهِ يتقلّبُ
كيف امتطتْ تلك النياقِ وغادرتْ =قسْراً وكنتُ أظُنُّها لاتركبُ
لو يرجعُ الزّمنُ الخؤونَ قتلتهُ =حتى الردى ، لكنّهُ لا يُطلبُ
يا آيةَ الصّبرِ المُكنى باسمِها =إنّ الفؤآدَ مِن الفراقِ مُعذَّبُ
إنّي رجوتُ اللهَ عَوداً دائماً =لمّا دعاهُ السائلُ المُتغرِّبُ
كتبت مساء 11/5واكملت 18/5/2005 ابو حسين سراج الربيعي - بدايات قصائدي
البحر الكامل