المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنثى تتجدد لذتها (قصيدة تكتبها انت)


محمد حمدي غانم
12-15-2017, 09:28 PM
أنثى تتجدد لذتها (قصيدة تكتبها انت)

تَشغَفُني طِفلةُ قلبٍ
أنثى تتجدّدُ لذتُها
بَسمتُها تمحو الآلامْ
لا يُنهكُها وجعُ العمرِ وإحباطُ الأحلامْ
يُسعدُها من عشقي مَسُّ أناملِها
يُضحكُها قولٌ عاديٌّ جدًّا
لا تَعبأُ بالأشياءِ وبالأرقامْ
تتحمّسُ أن نركضَ كالطفلينِ على الطرقاتْ
نرسمُ بأصابعِنا قلبا فيه اسْمانا
فوقَ زجاجِ السياراتْ
نصمتُ حين يُناجي
- عندَ غروبِ الشمسِ -
نسيمُ النيلِ هوانا في دفءِ النظراتْ
أنثى يَعزفُها شِعري بالخفقاتْ
تبتكرُ اللهفةَ
تُلبِسُ كلَّ قديمٍ ثوبَ جديدٍ، وتُطرّزُه بالبهجاتْ
تَسكبُ بعضَ الدهشةِ في أكوابِ العمرِ،
وترتشفُ العشقَ بقلبٍ يحتضنُ اللحظاتْ
أنثى يتجدّدُ معها رَونقُ نفسِ اللحظةِ آلافَ المراتْ!
حينَ تحدّقُ مشدوهًا في عينيها مثلَ سماءْ
فيها تَسبحُ للأبديةِ بجناحيكَ وتعلو.. تسمو كالأضواءْ
تسمو عشقًا حتى تتناغمَ في عينِكَ كلُّ الأشياءْ
وتكونُ سعيدًا
حينَ تطيرُ بعيدًا
تمرحُ في الأجواءْ
وتعودُ إليها ملهوفا
فيَشدُّكَ نفسُ جلالِ العطرِ ونفسُ نقاءِ الماءْ
ويشدُّكَ إجهادُ ملامحِها من أعمالِ البيتِ ليبقى واحتَكَ الغنّاءْ
ويشدُّكَ همسٌ في سجدتِها،
يَخشعُ قلبُكَ حينَ تَخصُّكَ فيه بخيرِ دعاءْ
لم يَخرجْ من جنّتِه آدمُ يوما.. جنّتُه حواءْ
وتشدُّكَ حكمتُها
حينَ تراها جالسةً قربَ النافذةِ تقلّبُ في صفحاتِ كتابْ
وتشدُّكَ حينَ تُداعبُ زهراتٍ يُهديها للدنيا حبُّكما بجمالٍ خلاّبْ
ويشدُّكَ طعمُ حنانِكَ في إغفاءتِها
كالقطّةِ فوقَ أريكتِها
كانت تنظرُ - شوقَ رجوعِكَ ليلا - صوبَ البابْ
حينَ تَراخَى
- فوقَ ضِيا عينيها سهوًا عنها -
هذا الكحلُ الذائبُ في الأهدابْ
وتشدُّكَ طُرَّتُها، بَسمتُها، وتَقَوُّسُ حاجبِها باستغرابْ
وتشدُّكَ تَقطيبتُها، دمعتُها، وتكوُّمُها بينَ يديكَ بكلِّ عتابْ
ويشدُّكُ كيفَ تعيدُ
- بنظرةِ صفوٍ دامعةٍ في عينيها -
بقواميسِكَ تعريفَ خصامِ الأحبابْ!
وتشدُّكَ حينَ تراها تتخيّرُ بعضَ الأثوابْ
لا يَعنيها إلا أن تَلمحَ في عينِكَ مشتاقا نظرةَ إعجابْ
وتشدُّكَ من كفّيكَ إلى جنّتِها وتُذيقُكَ أشهَى الأعنابْ
وتراها ذاتَ صباحْ
تَعبَقُ كالزهرِ الفوّاحْ
وَهْيَ تقلّبُ كوبَ الشايِ وتحكي شيئًا
شيئا ما
تشردُ مبتسما
تتداخلُ كلُّ الأنغامْ
تكبرُ تلكَ الطفلةُ عاما، عامينِ، ثلاثةَ أعوامْ
ما أسرعَ ما تعدو الأيامْ
والوقتُ الحُلوُ يمرُّ سريعًا في رشفاتِ الشايْ
في همساتِ النايْ
في لحظاتٍ تَمزجُ طعمَ الحلمِ بطعمِ الذِّكرَى في ثَغرٍ بسّامْ
يتغيرُ موضعُ شمسِ العمرِ رُوَيدًا
تتغيرُ أرقامُ الأعوامْ
لكنْ لا يكبرُ قلبُ الطفلةِ يومًا
لا يَنضُبُ نبعُ الإلهامْ
محمد حمدي غانم
8/12/2017

عواطف عبداللطيف
12-16-2017, 02:31 AM
تتغيرُ أرقامُ الأعوامْ
لكنْ لا يكبرُ قلبُ الطفلةِ يومًا
لا يَنضُبُ نبعُ الإلهامْ

من يحب بصدق يبقى قلبه ينبض بالحب والحياة مهما امتد الزمن

أسعدك الله
تحياتي

ليلى أمين
12-16-2017, 07:59 AM
وما أجمله من قلب يتنفس الطفولة
ما أروع أنثى تتجدد فالحياة معها تتجدد
جميل أن تعيش الطفولة فينا لترحل الى الابد هواجس نرسمها نحن الكبار
حرف جميل راق وفكرته أجمل

عوض بديوي
12-16-2017, 09:02 AM
ســلام الله وود ،
الله الله الله
نص فاخر في الركن ومن نفائس الكـلام ،
في سردية شعرية ماتعة أتت على الجمال لا ريب ....
وهذا التجدد أكثر من نصفه منك و فيك...:)
و ما أجمل القلوب التي لا يملؤها إلا الحب...!!
نص أغبطكم عليه ...
فشكرا للامتاع
أجدتم و أبدعتم
يحفظكم الله ويرعاكم وعينه تحرسكم
لكم القلب ولقلبكم الفرح
بورك المداد
مودتي و محبتي

محمد حمدي غانم
12-16-2017, 12:42 PM
كل الشكر والتقدير على هذا الاحتفاء بالنص الأساتذة:
أ. عواطف عبد اللطيف
أ. ليلى أمين
أ. عوض بديوي
دمتم بخير
تحياتي

هديل الدليمي
12-16-2017, 05:49 PM
قصيدة ترفل بجمالها بلغة شعرية متدفّقة
زلال هذا المطر الهاطل من غيمة إبداعك أخي القدير محمد
إعجابي الجم

محمد حمدي غانم
12-16-2017, 09:50 PM
شكرا لتقديرك أ. حنان الديلمي
تحياتي

محمد فتحي عوض الجيوسي
12-17-2017, 09:44 AM
إنها لعمري قصيدة رائعة بامتياز والسر فيها بساطة لغتها وصورها الحلوة الممزوجة بإتقان إنها لامست شغاف قلبي وما في من تقصير تجاه زوجتي لكانك تتكلم عني شكرا سيدي

ألبير ذبيان
12-17-2017, 01:59 PM
شكرا لكم شاعرنا المتألق رقيق البوح وعذوبته
دمتم بألق

محمد حمدي غانم
12-18-2017, 12:13 AM
أ. محمد فتحي:
شكرا لتقديرك وجميل كلماتك
هذه القصيدة بالفعل ليست تجربتي الشخصية وكنت أعني أن تكون تجربة كل آدم مع حوائه.. وكتبت تعقيبا عليها أنني:
"كتبتها لأحاول أن أجلو الرتابة وأعيد الدفء للمشاعر بين الزوجين في منتصف العمر.. فكثير من الزوجات تصاب بالملل والعصبية وتفقد الاهتمام بنفسها في هذه السن.. والنتيجة الطبيعية ان الرجل يبدأ في النظر اليها كمديرة لشئون المنزل والابناء وتفتنه النساء الاصغر سنا في الشارع والعمل وعلى الفيسبوك، ويصل الامر احيانا إلى الزواج عليها.. وفي كلتا الحالتين تسرع الزوجة باتهامه بخيانة الحب والعشرة وتهدم المعبد بدلا من ان تبذل القليل من الجهد للانتصار في هذه المعركة السهلة.. تستطيع الزوجة دائما بلمسات صغيرة ان تجدد حب زوجها فبينهما رحلة عمر وألفة الذكريات.. الرجل كالطفل يسهل الهاؤه وشغل انتباهه وهو يحب فكرة ان يكون معشوقا اكثر من ان يكون عاشقا لهذا يسهل على اي امرأة تشعره باهتمامها ان تأسره، لذا من المهم الا تتوقف زوجته عن ان تكون مصدر الهائه الدائم.. اعني بالحب والاهتمام به وبجمالها وليس مجرد المصاريف والطلبات والشكوى
قد يستغرب البعض كيف تصنع افكار كهذه قصيدة كهذه.. ولكنه الشعر حينما يخاطب القلب لا العقل ويوحي للا وعي بما يجب ان يدركه الوعي.
هذه قصيدة لكل رجل وامرأة في اي سن.. سيجد نفسها فيها حتما في بعضها او معظمها.. طفلة او مراهقة او زوجة او أما.. ابا او مراهقا او زوجا او طفلا.. لهذا انصحكم باعادة قراءتها لتعيشوها كانكم من كتبها لا انا وستشعرون بها بشكل اخر."
تحياتي

محمد حمدي غانم
12-18-2017, 12:14 AM
أ. ألبير ذبيان:
شكرا لتقديرك
تحياتي

ناظم الصرخي
12-21-2017, 12:36 AM
نص متألق وتناغم ماتع يأخذ بالألباب ويشده النواظر
خطواتك تضيء الأفق ،دمت نهر ألق مزهر الضفاف بزهور الإبداع
أعطر التحايا

دوريس سمعان
12-21-2017, 10:16 AM
هكذا هو النبض
لا يعترف بالأعوام
ولا بغفوة الزمن على دروبها

كل المودة والتقدير

محمد حمدي غانم
12-22-2017, 03:56 AM
شكرا لتقديركما أ. ناظم و أ. ديزيريه
تحياتي