المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عن آية يومئذٍ (8)


شاكر السلمان
03-12-2018, 10:05 AM
( يومئذ )

(8)

{يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا * يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} ( طه (http://www.alawfa.com/Go.aspx?cn=4)108-109)



{يَوْمَئِذٍ} أَيْ يَوْمَ إِذْ يَنْسِفُ اللَّهُ الْجِبَالَ يَتَّبِعُونَ أَيِ الْخَلَائِقُ الدَّاعِيَ دَاعِيَ اللَّهِ إِلَى الْمَحْشَرِ نَحْوَ قَوْلِهِ {مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ } وَهُوَ إِسْرَافِيلُ يَقُومُ عَلَى صَخْرَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ يَدْعُو النَّاسَ فَيُقْبِلُونَ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ يَضَعُ الصُّوَرَ فِي فِيهِ، وَيَقُولُ: أَيَّتُهَا الْعِظَامُ الْبَالِيَةُ وَالْجُلُودُ الْمُتَمَزِّقَةُ وَاللُّحُومُ الْمُتَفَرِّقَةُ هَلُمَّ إِلَى الْعَرْضِ عَلَى الرَّحْمَنِ.

وَقِيلَ: هُوَ عَلَى الْقَلْبِ أَيْ لَا عِوَجَ لَهُمْ عَنْهُ بَلْ يَأْتُونَ مُقْبِلِينَ إِلَيْهِ مُتَّبِعِينَ لِصَوْتِهِ مِنْ غَيْرِ انْحِرَافٍ.

وَقَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ يُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ الْإِخْبَارَ أَيْ لَا شَكَّ فِيهِ، وَلَا يُخَالِفُ وُجُودَهُ خَبَرُهُ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ لَا مَحِيدَ لِأَحَدٍ عَنِ اتِّبَاعِهِ، وَالْمَشْيِ نَحْوَ صَوْتِهِ وَالْخُشُوعُ التَّطَامُنُ وَالتَّوَاضُعُ وَهُوَ فِي الْأَصْوَاتِ اسْتِعَارَةٌ بِمَعْنَى الْخَفَاءِ، وَالِاسْتِسْرَارُ لِلرَّحْمَنِ أَيْ لِهَيْبَةِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ مُطَّلِعٌ قُدْرَتُهُ.

وَقِيلَ هُوَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ أَيْ وَخَشَعَ أَهْلُ الْأَصْوَاتِ وَالْهَمْسُ الصَّوْتُ الْخَفِيُّ الْخَافِتُ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِالْهَمْسِ الْمَسْمُوعِ تَخَافُتُهُمْ بَيْنَهُمْ وَكَلَامُهُمُ السِّرُّ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ صَوْتَ الْأَقْدَامِ وَأَنَّ أَصْوَاتَ النُّطْقِ سَاكِنَةٌ.

وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: إِلَّا هَمْساً وَهُوَ الرَّكْزُ الْخَفِيُّ وَمِنْهُ الْحُرُوفُ الْمَهْمُوسَةُ.

وَقِيلَ: هُوَ مِنْ هَمْسِ الْإِبِلِ وَهُوَ صَوْتُ أَخْفَافِهَا إِذَا مَشَتْ، أَيْ لَا يُسْمَعُ إِلَّا خَفْقُ الْأَقْدَامِ وَنَقْلُهَا إِلَى الْمَحْشَرِ انْتَهَى.

وَعَنِ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةُ وَابْنُ جُبَيْرٍ: الْهَمْسُ وَطْءُ الْأَقْدَامِ، وَاخْتَارَهُ الْفَرَّاءُ وَالزَّجَّاجُ وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا تَحْرِيكُ الشِّفَاهِ بِغَيْرِ نُطْقٍ، وَعَنْ مُجَاهِدٍ الْكَلَامُ الخفي ويؤيده قِرَاءَةُ أُبَيٍّ فَلَا يَنْطِقُونَ إِلَّا هَمْساً وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الصَّوْتُ الْخَفِيُّ يَوْمَئِذٍ بَدَلٌ مِنْ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ أَوْ يَكُونُ التَّقْدِيرُ يَوْمَ إِذْ يَتَّبِعُونَ وَيَكُونُ مَنْصُوبًا بلا تنفع ومَنْ مَفْعُولٌ بِقَوْلِهِ لَا تَنْفَعُ.

ولَهُ مَعْنَاهُ لِأَجْلِهِ وَكَذَا فِي وَرَضِيَ لَهُ أَيْ لِأَجْلِهِ، وَيَكُونُ مَنْ لِلْمَشْفُوعِ لَهُ أَوْ بَدَلٌ مِنَ الشَّفَاعَةِ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ أَيْ إِلَّا شَفَاعَةَ مَنْ أَذِنَ لَهُ أَوْ مَنْصُوبٌ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ، أَوِ اسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِعٌ فَنُصِبَ عَلَى لُغَةِ الْحِجَازِ، وَرُفِعَ عَلَى لُغَةِ تَمِيمٍ، وَيَكُونُ مَنْ فِي هَذِهِ الْأَوْجُهِ لِلشَّافِعِ وَالْقَوْلُ الْمَرْضِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.

وَالظَّاهِرُ أَنَّ الضَّمِيرَ فِي أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ عَائِدٌ عَلَى الْخَلْقِ الْمَحْشُورِينَ وَهُمْ مُتَّبِعُو الدَّاعِي.

الإعراب
(يومئذ) ظرف منصوب أو مبني على الفتح لأنّه أضيف إلى مبني متعلّق بـ(يتّبعون)، والجملة المستعاض منها بالتنوين هي نسفت الجبال، (لا) نافية للجنس (له) متعلّق بخبر لا والضمير فيه يعود إمّا إلى الداعي أي لا عوج لدعائه، وإمّا إلى الاتّباع المفهوم من سياق الكلام أو المقدّر، (الواو) عاطفة (للرحمن) متعلّق بـ(خشعت)، (الفاء) عاطفة (إلّا) أداة حصر (همسا) مفعول به منصوب، وهو في الأصل نعت لمنعوت محذوف أي كلاما همسا أي مهموسا.
جملة: «يتّبعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا عوج له ... » في محلّ نصب حال من الداعي أو هي استئنافيّة لا محلّ لها.. وقيل هي نعت لمصدر محذوف أي تتّبعون الداعي اتّباعا لا عوج له.
وجملة: «خشعت الأصوات ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: «لا تسمع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خشعت.109- (يومئذ) متعلّق بـ(تنفع)، (إلّا) أداة حصر يجوز أن تكون للاستثناء و (من) في محلّ نصب على الاستثناء بحذف مضاف أي شفاعة من أذن.. أو في محلّ رفع بدل، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به عامله تنفع، وهو المشفوع له، (له) الأول متعلّقب (أذن)، و(له) الثاني متعلّق ب(رضي)، واللام للتعليل أي لأجله، (قولا) مفعول به منصوب.
وجملة: «لا تنفع الشفاعة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أذن له الرحمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «رضي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.


تنويه: التفسير من البحر المحيط
والإعراب من كتاب الجدول في اعراب القرآن الكريم

عوض بديوي
03-12-2018, 10:30 AM
سـلام من الله وود ،
ويـا لجمال لغة القرآن والعربيةَ ؛
بأهل الاختصاص ...!!
جهد واشتغال مبارك ميمون ...
شـكرا للرفـد والإثراء ، أستاذنا أ. شـاكر السـلمان...
بـورك مـدادكـم
مـودتي و مـحبتي

الدكتور اسعد النجار
03-12-2018, 10:41 AM
شكرا عمدتنا الفاضل لنشرك موضوعات

تدفع عنا القلق وتشعرنا بالاطمئنان

مودتي

سرالختم ميرغني
03-12-2018, 11:28 AM
بورك فى قلم عمدتنا متعه الله بالصحة .

ألبير ذبيان
03-12-2018, 11:47 AM
أحسن الله إليكم وحفظكم
دمتم بخير

هديل الدليمي
03-12-2018, 08:51 PM
أتوق دوما لمواضيعك المتجذرة بالطهر
دام توفيقك أيها القدير

شاكر السلمان
03-14-2018, 12:57 AM
سـلام من الله وود ،
ويـا لجمال لغة القرآن والعربيةَ ؛
بأهل الاختصاص ...!!
جهد واشتغال مبارك ميمون ...
شـكرا للرفـد والإثراء ، أستاذنا أ. شـاكر السـلمان...
بـورك مـدادكـم
مـودتي و مـحبتي
شكرا عمدتنا الفاضل لنشرك موضوعات

تدفع عنا القلق وتشعرنا بالاطمئنان

مودتي
بورك فى قلم عمدتنا متعه الله بالصحة .
أحسن الله إليكم وحفظكم
دمتم بخير
أتوق دوما لمواضيعك المتجذرة بالطهر
دام توفيقك أيها القدير

ألف شكر لمرورٍ يسعدني
بارك الرحمن فيكم وأكرمكم

بسمة عبدالله
03-16-2018, 02:51 AM
ما أجمل ما تكتب هنا من مواضيع تتعلق بالقرآن الكريم

ولغته العربية الجميلة

حفظك الرحمن شيخنا الجليل ،، تقديري

شاكر السلمان
03-16-2018, 04:19 PM
ما أجمل ما تكتب هنا من مواضيع تتعلق بالقرآن الكريم

ولغته العربية الجميلة

حفظك الرحمن شيخنا الجليل ،، تقديري
بوركت بسمة الخير
شكرا لك