حكايــات

[رياض شلال المحمدي]

* - يراعةٌ تطل على المقبرة ، لكنّها أسفي قد استشرى بها الفساد ، ليت شعري يا تُرى ،
كيف سيكون لونها ، لو كان مطلاً على شاطىء البحر ؟!

* - يتهادى فوضويا ، يلبس الجبّة أو يجني الكَرْمَ من عطر السماء ، قلت هيا : لا تعاصيني ،
فأنا وأنت يا ابن دربي خلطاء ، وابتهل باسم الصدى ، رتّل علينا عازفا للحاء باء أو للباء حاء ، أو
تشهّى ، فلنا حولك ما جاد الوداد ، شرُفات وبشارات حِداد ، لا تقل من سابغات الأمس شيئا ، وافترشْ جرحك
لن يجدي الدواء ، لا تقل يا صاحبي " بانت سعاد " .

* - إنما السرُّ مع اللهو وآمالِه ~ يمنح الطير خياما من حرير
يغتدي حولك يحثو من نوالِه ~ فارتقبْ همس الأماني والغدير
( واسقني واشرب على أطلاله ) ~ غَرِدًا كالحور في جوّ السَّدير .

[رياض شلال المحمدي]

* - أطرب الأفقُ وحنَّ الثملُ ~ وازهى الشوقُ وآبَ الغزلُ
ورشفنا الحلوَ من جنّته ~ فتبدّى ملء دهري العسلُ
قلت مهلا يا رياض الأدبا ~ وانحني ، هزّ فؤادي الأملُ
بلغي الجيل ثقافات الصِّبا ~ وانثري النور لتصفو المقلُ


* - لبَسَ القلب ربيعَ الفكَر ~ فارتقى يلهج باسم الزهَرِ
حاملا أخراه يرنو نبضه ~ كيف أغرى غاديات العبر
غمَر الأيام طيبا وانثنى ~ يقتفي إرثي ومسرى أثري
إيه يا جنة أحلام اللقا ~ وحياء الغيد بين الأكُرِ
هذه الزُّهرُ صدى إبداعِنا ~ وذه الفردوس تحكي صوري

[رياض شلال المحمدي]

.. وإذا النّورس ولى ، وانقضت عنا سويعات الدلال ، وإذا القُمْريّ أبكته تباريح الخريف ، حينها
تعلقُ بالبين شناشيل الوصال ، وترى الركبان حسرى ، وتنادي زورق الطيف الصغير ، لا مصير ، لا مصير ، لا مصير يتراءى ، وإذا الودْق حسير ، ورفيق الحسن باكٍ ، وهنا أسمع وحيا ، غيثه ساعفني يوم تغنّى مشرقيا .

[رياض شلال المحمدي]

بيتُ طينٍ وبساطٍ وإناء
وبقـايا من دقــيقٍ وحساء
وهـزار شّـفـه طول العناء
أسقطوني حينها غِـبّ المساء
صارخا ملتمساً ثديَ الوفاء
وهمُ فرط بكائي سعداء
ليت أمي وضعتني في العراء
علقت حبلي بجذع دون ماء
أو بنجمٍ في متاهات السماء
وهبت روحي أساطير الفداء
ليتها ،، لكن هراءٌ أن نشاء

[رياض شلال المحمدي]

وبنينا الدار ... دار الخلفاء
فــإذا ما جئت دار الأولياء

قاصدا ( معهد نفط ) الأغنياء
ومضت ساعات عمري والرجاء

بين لهوٍ وإشــارات الظباء
رحت أعدو ولي ( الخاكي ) رداء

أصنع الطلق ليحيا الـنـبــلاء
لم يطل عهدي فناداني القضاء

عـدت أبكي نحو قصري بــدواء
وفــؤادٍ ليس يدري ما العناء

ويسارٍ يُتّمتْ قبل الفناء
ليت أمي وضعتني في العراء

علقت حبلي بجذع دون ماء
عـدت أحكي سائلاً غيث الشتاء

أين بيت الطين من قصر الرياء؟

[رياض شلال المحمدي]

وتسألني ..
فأمضي أسبق العاشقين ، لعلّي أترع السلمى .. بلا وطن خجولا !
أمنّي النفس كاساتي .. ولا من قرين .. ترجرجني شكوك الليل .. كالمتعبين ،
وتسألني ...
فما انتهضت اجاباتي .. لكيما أرحم الساهرين .. فوا لهفي ، ويا لغتي :
أقول لها تهدّي ، قبل أن ينتفي الاصباح ، تشظي حول آهاتي – خذيني الى
القدّاح .. بكفّي ترقص الاقداح .. أناديها .. تناديني .. فاسمعيني ،
سهري يخلب الارواح .. بلا شجن يقول مخبرا تِرب المعجبين :

تحوم الذكريات وغير ناس
بأنّ أساك زادُ الذكرياتِ

تلقفها العذول وأنت أدرى
بما حاكت ظنون الترّهاتِ

وألهاك المسير بلا يقين
فما عادت تقبّلني بناتي

كــمرآة تكسّر في صباها
خليّ القلب يلعب بالشتاتِ

[رياض شلال المحمدي]

وأسألها ...
فتمرق من أساهـــــا .. تداعب مقلتي ، لتستقيني من السحاب ،
جراحات ينادمها السراب .. كقارب وحشة أدمى الضفاف .. وجدولِ حيرة
أبكى الجدائل .. بها الحنـّـاءُ .. يجذب كلّ أهداب الفسائل .. يصوغ من الحُليّ ، مسافات الدموع .. يرى فوق المدائن .. ومضة من يســــوع ، وهو يشدو بهدوء .. بهدوء ...

أخا ثقتي حذار من الندامى
بسيف ندامتي حــزّوا الغمـــامــــا

وأخبرني أدلاّء الغواني
بأنّ معذبـــــي هجـــرَ الغرامــــــا

تسبل لاهيا باسم المتاهي
فما فـقــه الســلالـم والســـلامــــا

أخا ثقتي تمكّـــن من مُــقامي
اذا لم تسترق مــــنّي مَـــقامــا

[رياض شلال المحمدي]

وتسألني .. وأسألها .. وأسألهم .
ولكن دون جدوى ..
أهـــانوا لحن حبّي
لـــذا أبقى أنادي بالحنين ..
طول دربي

قلبي إلى ذكراك دومًا شيّقُ
ويكاد يسبقني إليك المنطقُ

يا صاحب النَّفحاتِ يا ألق الضحى
خذني فؤادًا بالوفاءِ يُصفّقُ

يا بدءَ شعري منذ هفهف ودكم
فالفكر يشدو بالمعارف يبرقُ

عذبت بك الآيات من صفو الهوى
فالحال منتهضٌ وبالي يعبقُ

كي يحمل الزهرات باقاتٍ لمن
أحيا ربيعي فالمداركُ تورقُ

[رياض شلال المحمدي]

صعبٌ .. بأن أدنو مداركْ ..
أو ألتقي ....
يوما مساركْ ،
أو أقـتـفـيـك مشاعرا ...
ورفارفُ الجوزاء داركْ ،
بل إنني ...
أتخير المعنى الذي ..
يرتاد غاركْ ،
صعبٌ على قلب الفتى ..
أن يرتدي ...
شغفا إزاركْ ،
وجميل كل قريحة ..
بهواك من زمن تباركْ
ورقائق العزمات ...
ترنو ...
لم تـردْ إلا بحاركْ ،
يامطلع الآمال ...
يبقى يرتجي المضنى مزاركْ ..
نفاحته .. خطراته .. ومضاته
تهوى مناركْ ،
وضميرهُ .... ونميرهُ ...
لا زال ملتمسا جواركْ
لكنني مستوثقٌ ...
من منحة عشقت فناركْ ،
قد قلتها متيقنا ...
أسمعتَ حاضرتي قراركْ ،
وإليك آبتْ مهجتي ...
واختارت الدنيا خياركْ
قد قلتَ للطُّلَحَاءِ لا ...
لكنهم جهلوا أثاركْ ...
هم واهمون جميعهم ...
لن يعتلوا ابدا جداركْ ،
يا فارس الهيجا الذي ....
هيهات لو شقوا غباركْ ،
هذا العراق ..
وهذه بغداد ...
حاملة شعاركْ ...،
وذه القلوب الحانيات
لأمتي أضحت ستاركْ ،
أقدم فجند الله يا محبوب
قد حفظت دياركْ ....
أقدم بفجرك زاهيا ...
لتزف للوطن انتصاركْ

[رياض شلال المحمدي]

يخلبُ اللبّ بَريق عند أبوابِ الخليج

وحفيف الشطّ يغفو حول ربّات الأريج

ونعيـــمٌ سافرٌ ...
تسحرُنا ضفّــتُــهُ
صافحته الزُهـــرُ بينا لاذ في خفق المروج

ليت شعري ...
هل صحا منتدبًا سيّابَه
ذاكرا عهدَ الأماني ...
يالَأطياب النشيج

باعثا في الروح معنىً
يتنامى خلسةً
وله من ملكوت الصفو زُلفى وعروج

واعتمرنا بجناح غادر الشمس طروبا
ويواسي بالتهاني أعيناً فهو البهيج

فانتهض يا دمعُ
أقداحي عزيزٌ ريقها
واملأ الدِنّ جــلالا وجمالا للحجيـــج

وادّكرْها لحظاتٍ ليس تُنسى للهوى
وأغانٍ رَدّدت صهباؤها لحنَ الضجيج

مدنٌ هامت وأخرى تتهادى لهفاً
انّـــما جوهرتي قيعانُها تاج البروج .

[رياض شلال المحمدي]

أسفر الصبح بين طيب الأقـــــاحي
فانتشى الحبّ منشدا للصباح

والتقت حول خــــافقي شـــــاهقات
تسرق السحر تحتفي بالرياح

تـتســـامى بســـفحـــها مســـرعات
سحبٌ خجلى لم تجد من طماح

فرّقــــتها عرائـــس مـن صــــــفاء
تمنح الدفء زهوها في الراح

يـــالــطيف أبـــلّــني ثـــمّ ولّـــــــى
يصف السكر لائذا بالجراح

ضــــاحكا يـبـتـنـي لنا ذكــــريــات
علّ عمري يبثها في الرواح

[رياض شلال المحمدي]

عَانِقْ بحسِّكَ بالأشعارِ إخوانا
واذكرْ لهم من عيونِ الحبِّ ألوانا

في يوم أنْ شحَّ مَنْ في الكونِ قاطبةً
جادوا بما مَلكوا صِدقًا وَعِرفانا

أبقَوْا من الذكر للذكرى جَميلَ هَوىً
وأسّسوا من شذى الترحاب بستانا

ما كنتُ أبلغ مسعىً جلَّ صاحبُه
حتى ولو عشتُ باقي العمر شكرانا

نادَوا ضمائرَهم : ماذا نقولُ غدًا
إذا ابنُ حاضرةِ الأنبار قد عانا

[رياض شلال المحمدي]

للرُّوحِ عشقٌ يسحرُ الألبابا
يُحيي المشاعرَ يمنحُ الأطيابا

بل في هواهُ الطيّبون تنافسوا
بمدادِ حِسٍ باركَ الأصحابا

فانهضْ به صحِّحْ يقينَكَ مخلصًا
كيما ترى في حُسنهِ الأحبابا

إن تطلبِ الأسبابَ تلك محجَّةٌ
بيضاء ، فاحذرْ أن تطيلَ سِبابا

أو رحتَ تتخذ الظلال مظنَّةً
فاجعلْ فؤادك في العيون مهابا

تثري الجَنانَ مُتيًّما فإذا به
يردُ الجِنانَ بإرثِه " سيّابا "

[رياض شلال المحمدي]

أسعفِ القلبَ مُنشدًا يا حادي
وانثرِ الزَّهر في دروبِ الفؤادِ

وارتقبْ من روائع الجاهِ ذكرًا
رَيث يلقى الزمانُ نُعمى الودادِ

باسمَ الثغرِ والهَوى والمعاني
رائقَ الوصْفِ والنَّدى والمداد

همُّهُ همُّ أهلهِ والمغاني
والتماسُ العلاءَ للأحفادِ

همُّه أنْ يعودَ زهوُ الأماني
وظلالُ الهنا ، ومجدُ الرَّمادي

وابتهاج الديار نبضُ قراها
حين تحدو بمجدها بغدادي

[رياض شلال المحمدي]

على الشفاهِ ، على الخدَّينِ والمُقَلِ
تركتُ لي أثرًا من سالفِ الأملِ

فما رأيتُ عطاءً منكِ آثرني
فهل جهلتِ القِرى ، أم أنتِ في شُغَلِ؟

يا طيَّبَ اللهُ مسعى كلِّ فاتنةٍ
باسمِ الوفاءِ تناجي منطقَ الغزلِ

فما اعترى قلبَها وهنٌ ولا أنِفَتْ
طيوبُها العمرَ مغنى الواثقِ البطلِ

ما أبدلتْ بالعَنا أقباسَ بهجتِنا
بل عانقَ البِشْرُ ذكراها مَدى القُبَلِ

فبادلينا من الأشواقِ أكرمِها
كيما تدومَ الغوالي دونما كللِ

بها ينادي التَّلاقي كلَّ باسمةٍ
من الحَياة ، فلا عتبٌ من الجُمَلِ

وترتقي طُرَفُ الأشعار حاملةً
كالياسمين عيونًا من ندى العسَلِ

جَنى جَواها جَميلٌ يومَ جَلَّلهُ
جَوُّ الغَرامِ مُجيبًا جَارةَ النُّزُلِ

همى هيامًا ، فهمَّ الفهْمُ يلهمُهُ
كما تماهى مع الإيهامِ ذو زجَلِ!

فكاد يستلم الفردوسَ أوَّلُهُ
يوصي أواخرَهُ يا دهشةُ احتفلي

فما يُكمِّمُ بالأكمام مكتتمًا
سِرًا جلا بعبيقِ الخاطر الجَذِلِ

فمنطقي زاده علمٌ ومعرفةٌ
أزدادُ منه التزامًا زاهرَ المُثُـلِ

[رياض شلال المحمدي]

قـبّــلتني ... وشاءت الأقدارُ
أن تحاكي شعورَنا الأقمارُ

فسكبنا الدموع وهي تـنادي
يا حبيبي : أهكذا الأمطارُ

يا حبيبي فداك لبّي وشدوي
أين منّي هواك والأشعارُ

أوَ لستَ الأديب في كلّ حــالٍ
فـانـظـمـنّـي لتطرب الأفكارُ

ما تشا قل ، فأنت عطر الحنايا
أنت حبيّ التليد والتـــذكارُ

أنت نبراس بهجــةٍ ووفاءٍ
لك ذوقٌ ، ومنطقٌ زخّـــــــارُ

وحياتي بنور وصلك تــُــعنى
فكأنيّ لكلّ دوحٍ هــَــزارُ

صِـف لنا أعيــنًا ودمعًا وسهداً
أنت تدري حفيفُ قلبي يغارُ

أنت أدرى بما تودّ الأماني
كـــربيعٍ له تحنّ الثمارُ

[رياض شلال المحمدي]

قلتُ مهلاً حبيبتي لا تزيدي
حسراتي ، فــقــد تـشــبّ النــارُ

قلتُ مهلا فما الزمان زماني
كي تلومي ، ولا قراري قرارُ

مانسيت اللقاء رغم التنائي
يــوم هِــمنا ، وللســرى أطــوارُ

يوم همنا ، فكلّ ظلٍّ رقـــيــقٍ
ولنا منك في الهدى أوطــــارُ


وتــداوينا بالغرام صـــغاراً
فـتـفـانى مع السقام الصَــغارُ

وتركنا على الصبا بصماتٍ
في قصيد الورى إليها يشارُ

ذا قريضي إلى مقامك أسرى
يحمل الودّ كله إيثارُ

بــه دوما تمتعي ، فشعوري
لك دوما حبيبتي زوّارُ

[رياض شلال المحمدي]

أم الوفاء وأنت العمر أغنيتي
دعي الشعور إلى عينيك يناسبُ

حتى إذا جعل الأحداق قبلته
صلىّ كــأنّ رمـوش العين مـحـرابُ

واستقبل الضاد نشوانا يقبلها
متى يشا ، فـجـمال الشعر خـلاّبُ

وكيف لا وحروف الحب قاطبة
في جفنكِ اتسدت ، والجفنُ وثّـابُ!

ما كنت أعلم قبل اليوم معذرة
ما كنت أعلم أنّ القلبَ أوّابُ

حتى دنوت من الخدّين فانهمرت
خـوطـرٌ هـزّها أنسٌ وإعـجـابُ

خواطر من وعاءِ الصدق صادرة
لها من الفجرِ إشراق وإسهابُ

أنت الوفيَة أنت العمر أجعله
في راحتيكِ ، وما والله ارتابُ

أنت الحبيبة لكن واسمحي كرما
أن نجعل الود للمحبوب ينسابُ

قـد قـدّر الله لقيانا وفي عجلِ
وتـلـك حكمتــه والحــيَ وهَــابُ

[رياض شلال المحمدي]

ضحكتْ شؤونُ الخـدّ حين تحـدّرا
دمــعٌ أبـــلّ حُـشــاشــتي ، أوَ ما درى

أنّ الشبابَ ملاك غصنٍ قـد ذوا
فـالـفــكرُ واهٍ ... والفــؤاد تـــعثـــرا

رشفَ الأسى غُصصاً تبثُّ مكادحاً
تُــملي على الـعــبرات لـحـنـاً أصـفــرا

لـمّـا سرت دررُ الأديب فدار بي
لـهــفٌ على آلامــــــيَ الحــرىّ سرى

يــا أدمعي التـعِـبات كُفّي كفكفي
مــا كان مــنّــي ، إن أطـلـتُ تــحــيّـرا

جاذبتُ حَـزني وافترشت محازني
عِــبراً طــويت لــذا فــقــدت المَــعــبرا

طـار الهناء فعشت دهري أعسراً
مــا بين سُــــهـدٍ أو سُـــهــادٍ ، طائــرا

يا هل تُرى ينسى الزمان صبابتي
أم يـســـتـلـذ بوحـشــتي ، يا هل ترى؟

عُمْرٌ معنىّ ، ثمّ معنى عامرٌ
وهـــوىً تـهـاوى بــالـقـصــيــد مُثـرثــرا

أوّاه قلبي ، والوفاء أهابَ بي
فـــأتاك مـسْــكاً بالحــنيـــن مُــعـنــبـرا

[رياض شلال المحمدي]

عانِقْ سُهى ، واحفلْ بلثمِ شذاها
شِعرًا ، وَقصْدًا لا يرومُ سواها

إن كنتَ تلتَمِسُ المَشاعرَ آيبًا
فالأمنياتُ تألَّقتْ بحماها

أو رحتَ تبحثُ عن رُواءِ ظِلالِها
فالياسمينُ - مُغرِّدًا - سَمَّاها

فارشُفْ بلا وَجَلٍ شهيَّ وصالِها
هيَ كالسُّها تهوى القلوبُ ضياها

يُنسيكَ مَرْآها إماراتِ الدُّجى
لا شيءَ يشبه في الزَّمانِ لقاها

قد داهمتْني مرَّةً فاسابقتْ
أشواقُنا ، يَهَبُ الدموعَ فضاها

واهَّابطتْ ملءَ البلاغةِ أحرفٌ
من مطلعِ البَسَماتِ قد حيَّاها

كيما تصوغَ من البها معزوفةً
تَيْمُ القوافي جَرسُها جَلاَّها

حتى إذا صمَتَ المُسامِرُ أطرقتْ
وَتحدَّثتْ باسمِ الحَيا عَيْناها

[رياض شلال المحمدي]

أعنيكَ .. لا يعني الضمير سواكا
في كلِّ دربٍ أعتني بخطاكا

ووصلتني ، أحرقتَ أشواك النَّوى
ورأيتني أبكي صنيعَ هواكا

يا واهب الأمل البريء مذاهبا
هلاّ رأيتَ معذبًا ناداكا

ألفيتُ عطركَ ماثلا ملء الضحى
فكأنني أهديته معناكا

ورقبتك الهتان محض مروءةٍ
مرسايَ يهفو عاشقا مسراكا

توحي الحياة تذبُّ عن خطراتنا
وحلفتَ أن تسمو عيون لغاكا

فاقرأ تحايانا لكل جنينةٍ
قد أدمنت فرط الحيا نجواكا

أبلغ إلى راعي البلاغة مخبرا
أدبي رأى في مقلتي الأفلاكا

واسّابقت نحوي الجواهر فازدهت
روحٌ يُقبل مجدُها الإدراكا

[رياض شلال المحمدي]

تعالي منيتي ...
دار المدارُ ،
فلو تدرين ما فعل الغبار
تعالي ذاكريني
لست أنسى بأنّ البدر
غافصه انهيارُ،
تعالي وارحمي المضنى ..
فإنّي عشقت الليل ...
فامتعض النهارُ،
ولو أغفى الجَنان بلا إيابٍ ..
ولو ولىّ مصيري .. والمسارُ ،
تعالي ..
يا براءة كلّ ثغر ...
فطيف البعض ...
من صحوي يغارُ ،

[رياض شلال المحمدي]

يا موجَع القلب : يـا أنفاسَ من ذهبوا
ويا مجيب الحيارى حيثما ندبوا

يا جرح كل الليالي حين يؤلمــني :
يصيح بي ، فــإذا بالشعر يضطربُ!

يا مَن على ذكره الحادي يشاطرني
ضيمَ الزمان ، فيغفو صوته العذبُ

هل كان للصبّ ... ما إن مسّ خاطرَه
نفح العراري بطيفٍ ينتفي الوصَبُ؟

الروح أزلفتها هل ثَّم من ثمنٍ
من بعد روحي بــه أنجو فلا عتبُ؟

[رياض شلال المحمدي]

سَلامًا لأيَّامٍ لطيفٌ وصالُها
وَسُقيا لروحٍ لا يَغيبُ جمالُها

وركنٌ ركينٌ من بهاءٍ ، وبهجةٌ
متى رَقَّ بالٌ يَستطيبُ نوالُها

حبائبُ يُزجونَ الوئامَ سجيَّةً
كما سُحُبٍ أوحى الهناءَ زلالُها

ووحيُ مودَّاتٍ يلوحُ مع السَّنا
إذا بالمعاني البِكْرِ يَسمو هلالُها

على كلّ حالٍ تُسعفُ الرأيَ فكرةٌ
تغني بــآمالٍ سخيٌّ مَــآلُها

جمالٌ وصفوٌ وازدهاءٌ تحفُّهُ
عرائسُ شِعرٍ يصطفيك دلالُها

زمانُ حنانٍ مَعْ حِسانِ مواهبٍ
تطوفُ على سحر البيانِ ظِلالُها

[رياض شلال المحمدي]

أين مني جمالها ويح نفسي
هل تراها تعي دموعي وحسي

أين مني ظِلالهم من حياتي
وحفيفُ الزمان تلقاء همسي

باعثا مَعْ حمائم الروح شيئا
من ربيع الغرامِ آياتِ أنسِ

سَاهرًا أرتجي وصالَ جناها
يوم ضاق الفضاءُ وانبتَّ غرسي

لست أدري مع انهمار المآسي
هل يماهي مقاصدي شوطُ نَحْسِ

أم هو الوهم واجترارُ التجافي
من ضياعٍ وغربةٍ بعد بؤسِ

كيف آسى على هُويَّةِ فكرٍ
ليس يغني فضاؤها أيَّ درسِ

لم تذق غير طائفٍ من طيوفٍ
ثم ضاعت بين الشقا والتأسّي

[رياض شلال المحمدي]

إلى الله فارحلْ فالمحبةُ موقفُ
فؤادك شوقًا في الجنان يرفرفُ

وتلك نهايات الوداد بلغتَها
وما بعد معناها البديع تزلّفُ

لك النُّورُ يا قلبًا تباهى مودِّعًا
فأحزنَ أحبابًا ، وطال تأسّفُ

غدًا نلتقي ، والأمنيات تحفُّنا
وضوء يقينٍ بالجمالِ معرّفُ

يقول هنيئًا بالمقام حبيبنا
وطوباك محبوب الأفاضل يوسف

[رياض شلال المحمدي]

باركْ لصفوةِ فكرٍ طاب حاديها
باسم الثقافة أغشتنا أقاحيها

ويا نديم معاني الورد أجملها
للإتحاد تهاني الود نهديها

هم ثلةٌ مِنحُ الإيثار تغبطهم
كأس الوفاء عميد القوم ساقيها

غرّد بهم ولهم فالروح ساطعة
بدورها ، والأماني في مراقيها

عسى تؤوب أماسي البِشْر تغمرنا
في حبّ بغداد فيّاضٌ تجلّيها

وينهض الأدبُ المعطاء في وطنٍ
به الجراح كثيراتٌ غواليها

هذه وتلك ، وللأحباب قاطبة
أحلى المعاني عيون الشعر تزجيها

[رياض شلال المحمدي]

سكنَ الرَّحيقُ ، وغادرَ الأحبابُ
جُنَّ الصَّدى ، واستسْلمتْ أعنابُ

وتلعْثمت صورُ الطيوفُ قصيَّةً
مُذ أدبرت عن ضعنها الأطيابُ

واسألْ شعورك لو خلوت بفكرةٍ
هل للرَّبابِ مع العتابِ إيابُ

أم شارف الورد الأفول صبابةً
فالمَنُّ بيْنٌ ، والإيابُ عتابُ

يا سَوْرة في حيرتي مدفونة
أنّى شهقت يشفها الإعجابُ

لوذي بربات الجمال محبةً
فلقد تنادى حولها الطلابُ

[رياض شلال المحمدي]

يا دار مَيـّـة والمحب يسائلُ
قـُـتـل الزمـــان أم الزمـــانُ القاتـلُ

أم نار عشقي والهوى لاتنطفي
في مهجتي استعرت وأذكى العاذلُ

بمَ نأتسي وهواك دون قلوبنا
وسوى الحبائب في المطالب باطلُ

أحببتُ فيك روائحا لمّا تزل
يــا دار مــيّــة بــالـفـــؤاد تــغــازلُ

وجعلت أستشفي إلى أن عادني
طيرٌ تــمـلــكــه الـفـراق الخـــاذلُ

فشكى لي البث القديم ولوعة
في ذكـــرهــا للـذكــريات شمائلُ
لا زلت أقفو سحرها متحيّرا
والليل يــهــزأ ، والنهار مجادلُ

أهوى الظباء وما سلوت نعيمها
ولــكــم تــأثــر بالجمال مواصلُ

ولكم يتيه مع العيون معذب
وهــو الأبـــيّ المسـتـفـزّ الباسلُ

قد أملتني لحظة في لحظها
والحض لو علــم الهلال منازلُ

[رياض شلال المحمدي]

بنى الجسورَ مَهيبًا ، وارتقى عِبَرا
نحو اقتناءِ الأماني غَيرةً عَبَرا

نحو الغدِ المشرقِ الموعودِ بلسمُهُ
يحدو به أملٌ يهواهُ مُفتخرا

أو علَّهُ بجمالِ الرأي يمنحُنا
دفءَ الحنانِ ، ليبقى الشوطُ مختَصَرا

جنى من الودِّ ما تسخو القلوبُ به
وطوَّق الرُّوحَ بالآمال .. ثم سرى

عساه إذ ينتخي معنى الوفاء يرى
ذكرًا رفيعًا سوى الأمجاد ما ذكرا

ما كان يعلم أنَّ الليلَ يحسدُهُ
وكلُّ من زوَّر التأريخ منتحِرا

لم يدر أن ينهشَ الغاوي سريرتَهُ
ومبدأُ الحُسْن في تصويرهِ عثرا

حتى تظلَّ جراحُ الأفق فاغرةً
والذكرياتُ تردُّ الفجرَ معتذرا

فلم تغادرْ حروفَ الروح داجيةٌ
بل ارتمى في قوافينا النَّوى حَذَرا

وتستجيشُ عوادي الوجدِ عامرةً
وتلتقي لوعتي رُوعَ الحمى عُـمُرا

فاجنحْ إلى الوصفِ لا للسَّلم شاعرنا
فالجاه مهما سما يغتالُه النُّظرا !!

[رياض شلال المحمدي]

نادى الهلال ، وأشرق الإيمانُ
يا مسلمين : أتاكمُ رمضانُ

فاستقبلوه وباركوا العمر الذي
بالخير أدرك حاله رمضانُ

هذا هو الشهر الفضيل بنوره
هذا عظيمٌ شأنه رمضانُ

يا قوم شهر الله مدَّ جناحه
ماذا على من زاره رمضانُ

فاستغنموا الوقت الثمين تعبدا
فغدا سيشفع للورى رمضان



http://18670735_1378372492259451_2979470503056304545_n

[رياض شلال المحمدي]

فكري على ذكر الحبيب مقيمُ
ثـمّ ابـنُ جـنـبـي فـي هـواه يـهـيــمُ

وروائح النسمات تحكي أنّــه
بـجـمـالــــه بين الـعـبـــاد عـظـيـمُ

وعبيره أغنى القلوب ، وصاله
مـلء الحـشا بالأعـطـيــات كـريـمُ

هو رائعٌ هو مخلصٌ هو صادقٌ
وصــديــق قـــومٍ فـي نـداه حميــمُ

إني غدوت مغردا بمداده
حتى نـظـمـت وهـزّنــي الـتـرنـيـمُ

وحفظت معناه اللطيف بحاضري
وعـلـى حـمـاه مـع الـذوات أحـومُ

الخـافـقـــان تـعـلـقـا بسنائــه
والجـنّــتــان لـمــن أتـــاه نـعـيـــمُ

وزمانه في كل وصف أوحــدٌ
ونـعـيـمـــه عـنــد الإلــه مـقـيـــمُ

[رياض شلال المحمدي]

تنفّست أمنياتي .. فانحنى القمرُ
وجـنّـبـتـنـي عـوادي لـوعـتي الـفـكـرُ

يـا لـيـتـهـا لـيـتـهـا ترنو الى كـبدٍ
نـيـرانه بعدها مـا ذاقـهـا بـشرُ

غـداة غـازلتها روحًا بلا جسد
وهي التـي من هواها يـعجَـبُ القـدرُ

يمرّني ثغرُها طيفًا فـيدهشني
حـتى صحـوت وأجفاني بها حورُ

أقسمتُ بالتين والزيتون يا ألمي
لولا أبتسامتهـا ما أينع الثـمرُ

[رياض شلال المحمدي]

ما لي أحُسّ بوحشةٍ وبعادِ
كـدمــوع أشــــواقٍ بلا ميعادِ ؟

ما لي أمرّ على الدروب معذّبــــًا
والجفْـن منّـي غــارقٌ بسـهـادِ ؟

ما لي أنادي لا أرى من سامعٍ
غـيـرَ الصــدى والآه والـعُـوّادِ ؟

ما لي أعـدّ ، وخاطري متوقّـدٌ
بالزُهــر والأنـفـاس والأورادِ ؟

ما لي تسامرُ بالنجوم بصيرتي
لـكـنّـها تـغـفـــو مــــع الآرادِ ؟

ما لي على الومضات تعزُب هـمّـتي
وتـضـيـع أشـعاري بلا أوتادِ ؟

ما لي يترّب بالقصيد تهكمي
والقـصد في الأسلوب دون سَدادِ

ما لي تطاردني المظاهرُ غفلة
وعواصفُ التـغـريـر بالمرصادِ ؟

ما لــلأيـادي تستغيث بمهجتي
وعـيـون قـلبـي مـا لهـنّ أيـادي ؟

[رياض شلال المحمدي]

أتفجعني بمن سكنوا شعوري
لتقتلني غَياباتُ الضَّمير

أما أبقيت للمضنى بصيصًا
به ينأى عن الوجع المثير

أما علمت سماؤك أنَّ قلبي
يكفكف بالغوالي في الغدير

بلا معنى يبعثر بالقوافي
كمهموم بلا أملٍ كسير

مضى يتحضَّن الذكرى ليصغي
نعيبا ظلَّ ينعى بالطيور

خليل الروح لا تدع المعنَّى
نشيج هواه يوهي بالصدور

فما عرف الزَّمان له نظيرًا
وما أوحي المدى غير السَّعير

ولكن حكمة الأيام فينا
ليستولي القليل على الكثير

[رياض شلال المحمدي]

رياض الشعر زاهية تغنّي
فيطرب مسمع الكونين فنّي
يحاكـــي بالصَّبا لحنًا بلحنِ
رياض الشعر عانقها بإخــــلاصٍ رياضُ

بفكرٍ طيّبٍ ولسانِ صدقِ
يناجي بالحبيب ، له تلقّي
فأسرى بالحشا الظامي يُرقّي
وقلبٍ ذي صفاءٍ من مناظره البياضُ

دعاءُ الأوليــــــاءُ لهُ مَعينُ
ووصلٌ فيه للماضي حنينُ
يُجـدّدُ نورَ فكرتــــه اليقينُ
وحـبُّ الصــالحين له بلا عُـجُـبٍ حِـياضُ

فما كــلّت أناملُـــــه يـمـينًا
يباركــه الهوى صبَّا أمينا
وحتى راح يتشح الشجونا
بمنطقِهِ سما ، وسـواه في الأحلام خاضوا

وظــلّ لمرشـد الأحباب يشدو
ومن نـفـحاته الأسلوب يجدو
يروح متيّمًا فرِحًا ويغدو
فليس بغيره المعنــى ، ولا أدبٌ يُـراضُ

إلى أن آنسَ الأشعار حُبّا
يعبّ سُـلافةَ الإشراق عـبّا
ويمضي يحتسي الومضات سُحْبا
ليُسعـدنـا ، وإن لام العواذلُ أو أفاضــوا

ينادمُ بالغنى الروْضَ الأغنّى
ويشمخ حاملاً للأهل مغنى
لهذا خبّروا الأدباء أنّا
بلا حـسدٍ ، تباهت في خواطرنا الرياضُ

[رياض شلال المحمدي]

إلى الدَّار ترنو أعينٌ طال مسراها
تسائل عن روحــي وأطيــاف ذكـــراهــا

فلا أرق الأشواق خفَّ وميضه
ولا جادهـــا غيثٌ ، ولا الملتقــــى فاهــا

يعاودها خفق الأزاهر خلسةً
يكـفـكـف دمعًــا فــي مســاربــه تاهــــا

خلا طائر الأحلام ظلَّ مرفرفًا
حيــال جراحٍ لم تعــد تبتغــي جـاهــــا

حيال الأماني الراقدات بلهفةٍ
فيوكـــزها ، علَّ الرَّبيـــــع تولاهـــــا

فديتك بوح الروح يا دار فاحملي
رسوم التداني ، وادفعي رسم مرآهــا

فلا الزَّهر لا ليلى ذكرنَ شواغلي
ولا سُــدَّة الذكـــرى تمـيـل بفـتـواهـا

[رياض شلال المحمدي]

هل زرت حي الهوى حيث انتهى الأرَبُ
إلى ظلالٍ تلاقت حولها الهدُبُ

أم عشت تردادها ليلاً فما لمحت
عيناك خفق حروفٍ وردها الشُّهُبُ

فلا تلم حدقًا عاف العنا مزقًا
أهدى لنا حبقًا ريحانه يرفُ

[رياض شلال المحمدي]

صِـفْ ليَ الراح إن سقتكَ النُّعوتْ
حسبُ قلبي يُـقاتُ ليس يـقـوتُ

وتـعـلّـمْ فـداك نثري وشِــعري
لغة الحبّ في الكبار السكوتُ

وانبهارٌ على بلاغــةِ حــرْفٍ
طالمـا بـثـه السُّها والقنوتُ

هــو سِحرُ البيانِ دون كــلامٍ
وبــه الملكُ طــاف والملكــوتُ

هــو قـدسـيّـة الجمال ، وصــال
هــو سِــرٌّ ونـفـحــة وثــبوتُ

[رياض شلال المحمدي]

فاضتِ الرُّوحُ حيث راقَ العِناقُ
إنّما ما التفَّتْ لديَّ السَّاقُ

جسدٌ يرقبُ المسيرَ ، ومعنى
ظاهرٌ بالخَفاءِ منهُ انطــلاقُ

وَحفيفُ الفؤادِ هالةُ نورٍ
تتسامى بعطرها الأعماقُ

ترسمُ الذكرَ دهشةً ليس تخفى
يتأسّى بفكرها المشتاقُ

وعيونٌ من الوصالِ تنادي
أين راعي الحمى وأين النياقُ

طويَ الوقتُ والمكانُ فهيا
نستقي القربَ ، فالخلودُ مَذاقُ

[رياض شلال المحمدي]

محبّتي لكمُ لا البعد يفنيها
ولا الحياة التي جُنّتْ مآسيها

إيْ إنّها رفقةٌ للهِ خالصةٌ
وكيف لا ؟ فيضُ نور الخلِّ ساقيها

غدًا لنا لقيةٌ في الخلد طيّبةٌ
تحفّها طيّباتٌ طاب هاديها

فللعهودِ مقاماتٌ تهيب بنا
بأن ننال الأقاحي من أعاليها

وللزمان شذى ذكرىً وذاكرةٍ
دومًا تنادي : أمِن بَوْحٍ يصافيها

[رياض شلال المحمدي]

جميلٌ يبهر الرائي ضياهُ
فوا ألمي متى نُسقى نداهُ

فناظرة له عيني ولكن
فؤادي كله كمدٌ وآهُ

حبيبي أيُّ معنى أنتَ تهوى
فأطلبه ولا أبغي سواهُ

نظرت القدّ أعجبني ولمّا
نـشدت القرب أعيتني لغاهُ

شببت مع اليقين فتىً صدوقا
ويشهد لي بذلك منتهاهُ

ولمّا رحت أبحث عن وصالٍ
رأيت القلب قـد قصرت خطاهُ

فلو فسّرت لي ما بتّ أشكو
فلا تفسير يمكن أن أراهُ

[رياض شلال المحمدي]

أنَا قد سئمتُ فمن يريدُ جراحي
ما بين طيفٍ قاتمٍ ونواحِ

أنا قد سئمْتُ ، هجرتُ قحط حدائقي
ليعودَ يستلبُ الوداعَ صباحي

وَلعلّهُ يبقى عناقًا خالدًا
في فسحةٍ الأعماقِ دونَ براحِ

ويكلّلُ الحَدقاتِ وَسْمُ وسامةٍ
من غابر النَّفحاتِ والأرواحِ

سامَ الخريفُ بضاعتي بهبوبِهِ
وتنسَّمتْ ضَوْضاؤهُ بوشاحِ

منها تشيخ الأمنيات فلا أرى
إلا بقايا زفرةِ الأشباحِ

شيَّعْتُ آمالًا ، فشاعَ أنينها
حولَ القريض ، وومضةِ القِدَّاحِ

[رياض شلال المحمدي]

قِصَّتي في الحُبِّ غَنَّتها الجروحْ
فدعوني رَيثَ تجني الراحَ روحْ

ساءلوا بَوحَ الليالي تعلموا
كيفَ أضنى القلبَ إيقاعُ النُّزوحْ

فإذا أبصرتمُ سؤدَدها
خبِّروها عن حكاياتٍ تنوحْ

عِلْمُ نفسٍ بالهوى يرقبُها
تتأسَّى في مباديه الشروحْ!

مثل شمسٍ دون ضوءٍ تختبي
همُّها في لفحِ إشراقِ الفصيحْ

أيُّ ليلٍ ، لستُ أدري غالها
فابتدا البينُ يناجي بالسفوحْ

وتداعت حول فكري همسةٌ
تعشق الدمعَ ، بما تهوى تبوحْ

ورنينُ الفجر يوصي إلفها
يا نديم الحسن لا تنس القروحْ

أين ذكرى الشعر أين الملتقى
أم هي النزوةُ في دربي تلوحْ

[رياض شلال المحمدي]

عذبٌ لسانُكَ إنْ رأيتَ نوالي
وإذا انقطعْتُ قطعْتَ كلَّ وصالِ

فأقِمْ حيالَ ظنُونِك اللاتي ذوَتْ
ثمَّ ارتقِبْ يومَ النزالِ نِصالي

لا تعجَبنْ بحديثِ ودٍّ سَالفٍ
ما كلُّ مُبتَهجٍ يَدومُ ببالِ

عُجُبُ النُّفوسِ خطيئةٌ لا تنزوي
حتى تزمَّ هجيرَها آصالي

وصدودُ مَنْ جحدَ الديارَ سرابُه
يبلى ، إذا ما قيس في إقبالي

هِيَ سُنَّةٌ بين المتونِ قرأتُها
مِن قبلِ شَرْحِ الجَهبَذِ المِفضالِ

لا كالذي ذبُلَتْ زهورُ بيانِهِ
وزعيقُهُ يحتجُّ بالأطفالِ

وَشعورُهُ عندَ المنصَّةِ موقظٌ
صُوَرَ الحُطيْئةِ " جرولِ " القتَّالِ

ويلومُ مَنْطقُهُ المُقارفُ أخطلاً
فكبيرُه وَصغيرُهُ كالتالي!

[رياض شلال المحمدي]

يا صاح يؤلمني الحديث فلا تسلْ
عمّا جرى من فيضِ ذكراها المُقَلْ

هي رحمة ، أو نبض شوقٍ سالفٍ
بروائحِ الماضي غزيرًا لم يزلْ

والحبُّ في شفقِ المحبِّ مظنَّةٌ
قل لي أخا الروح اليتيمةِ ما العملْ

أوهت أمانيه الدوائر فانزوى
عنه الفؤاد مولولاً ثمَّ ابتهل

واستوطن الوجع التليد ضميرَهُ
والقصدُ حول قصيد روحي ما اكتمل

شاخت مواويلٌ ، وشفَّ نسيبُها
لم يبق غير نشيج قافية الطلل

أواه من حُرَقِ الزَّمانِ ومن غدٍ
ما عدتُ أفقه كيف يذبح بالغزل

إن أدبر البوح الرغيد عن اللقا
فمتى يزور حدائق المعنى الأهل

إن عكَّرت صفوَ الكؤوس ملامةٌ
ومضى الندامى ، فارتقب فجر الأجل

[رياض شلال المحمدي]

قُلْ ما تشاء بك القلوبُ منوَّرةْ
ما آبتِ الكلماتُ ترجو المعذرةْ

قُلْ ما تشاء حبيبَ قلبي فالمَدى
يُصْغي ، وأنظارُ المحبَّةِ مُقمرَةْ

والصَّبرُ تدري ليس ينفدُ وِردُهُ
مُذ كانتِ العَبَراتُ فيَّ مُعبِّرةْ

شاطِرْ حروفَ الودّ بعضَ تآلفٍ
بكَ كلُّ أجناسِ البديعِ مثوَّرةْ

آنِسْ من اللحظاتِ صفوَ هَوامرٍ
من رائعِ النفحاتِ جاءتْ مُزهِرَةْ

آثرتُ سُقياكَ اللطيفُ نوالُها
فالحالُ أينع ، والقوافي مثمرةْ

قلْ ما تشا ، تكفي المُباهي همسةٌ
مِنْ حُسْنِ روحِكَ ، كي يطيلَ تفكَّرهْ

ويروحُ ينتدبُ العيونَ ضميرُهُ
بجَمالِ إيقانٍ نقيّ المقدرةْ

وَتجيءُ تلقاءَ الحِمى صُورُ الهَوى
بصَفائِها المعهودِ تشدو الحَنجَرةْ

[رياض شلال المحمدي]

أدركْ هواكَ بناي الرُّوحِ في العمَلِ
واطوِ الجراحاتِ سائِلْ صفوةَ المِللِ

عن كلِّ بارقةٍ للفكر مُشرقةٍ
تُضفي على الصَّفو معنىً زاهرَ المُثلِ

وكلِّ ذي أدبٍ شعَّتْ مداركُهُ
فهامَ يرقى يُناجي رائعَ السُّبُلِ

وانقشْ على الأفقِ صبَّارًا أخا ثقتي
بالصَّبر والنُّور حرفًا للهَوى وصِلِ

دونَ الفؤادِ مَتاهاتٌ وأقبيةٌ
تُردي الجَمالَ ، فما تَنجو من الوَجَلِ

يَدُ المعاناةِ طالتْ في مساربِها
في زرقةِ العَينِ أجناسٌ منَ العِللِ!

فإنْ رمتْكَ ظنونُ الوَقتِ ، والتهبتْ
أرزاءُ واشي النَّوى ، للحُبِّ فارتحلِ

أدركْ أقاحي الألى صحَّتْ هويَّتُهم
دعِ المفاهيمَ تُغني أربُعَ الأهَلِ

واصدُقْ حيالَ المنى وارشفْ ندى حِكَمٍ
صيغتْ من المجدِ لم تعبأ بمنتحِلِ

[رياض شلال المحمدي]

لله درُّ معانٍ أنت ساقيها
حرفًا فحرفًا ، فلم تنفد أقاحيها

لكنَّها نفذت صوب القلوب وكم
جاد البديع بها فانساب حاديها

تشدو على رفرف العلياء همَّته
ويبتدي قصصًا من قلب واديها

هي القريحة أرزاقٌ يمنُّ بها ال
معطي ، لذا قتمرت حسنًا قوافيها

وطاب موردها من كل مكرمةٍ
وغرَّدت في ضواحينا غواليها

[رياض شلال المحمدي]

أشَيرُوا عَلى قَلبي وَلَهْفي المُرَقرَقِ
عَلى أيِّ فجٍّ للدُّموعِ سَنلتقي

أشيرُوا رفاقَ الشِّعر والودِّ والنَّدى
فلا واردٌ مِن غير وِردٍ مُشقشَقِ

سَعينا بما أغرى الفؤادَ صُدورُه
وصَيِّبُ آماقي يُصيبُ وَيتقي

وكامنُ حُبِّ البالِ عَارضَهُ الهَوى
فَلا الليلُ مَأنوسٌ ولا بتُّ أرتقي

بلى جَـدَّ في الآهاتِ رَسمُ عَواذلٍ
وَمَا سَامِتِ الأيَّامُ غيرَ تعشُّقي

فإنْ سئمتْ وِرقُ الرِّواقِ لحونَها
تخلى صَداها عن حِمى المُتألقِ

[رياض شلال المحمدي]

هل كان للعمر إيقاعٌ نناجيهِ
به لذيذُ وصالٍ لستُ أخفيهِ

هل مرَّ طيفُ حبيبٍ عنه سائلةٌ
سحائبُ الوصفِ ، هل دانت أقاحيهِ

هلْ خفَّ عن سهري ما دام من وجع
ومن شرودٍ .. متــونُ الآهِ تُمليهِ

[رياض شلال المحمدي]

أسرى بأفئدة القلوب
أقاحُ
والحب خفق
والوداد جناح
أسرى يخاطبني بأزكى نفحة
فاستعذبت خطراته الأرواحُ
وتنسّمت حول الأزاهر رقة
باحت فأبكى الطيّبين بواحُ
إيه أقاحي العاشقين تفضلي
فربيع عمري أثخنته جراح
عودي فما فتأ الوصال يعودني
والشدو ما جار الزمان
مباحُ

[رياض شلال المحمدي]

لا تهجرنّ الراح والأغنيات
واعدل إلى حاناتنا الفضليات،

هذي كؤوس القوم أهل الهنا
ممزوجةٌ بالحبّ تبدي العِظات،

فاسق الفؤادَ صفو صفرائها
فإنّها لم تخلُ من مكرمات،

رقراقةٌ زيتيّة المجتلى
دارت على الصبّ فعاف السُبات،

حتىّ إذا انتشيتَ مستغرقا
وحرّك القلبَ غرامُ السقاة،

أطرب فلا كؤوس من بعدها
إلاّ الكرى والريب والترّهات

[رياض شلال المحمدي]

يا صاح:
تفنى هموم البال قاطبة
وتشمخ الروح
تمضي تنقش الطُّرفا
لكنّه اللؤم للدنيا
ومَن غدروا بالأمنيات
أضاعوا الخيطَ والطَّرفا
تجري المقادير
لكني على ثقةٍ
بأنَّ مَن ذهبوا
لم يعرفوا الشغفا
تبقى تحنُّ لعطر القلب خاطرتي
به تصيب الهوى
والجاهَ
والهدفا

[رياض شلال المحمدي]

في مثل هذا اليوم صافحَنا المدى
ما كنتُ أعلم أنْ يغادرَني النَّدى

منذُ افتتحتُ العهدَ يُتمًا فاضحًا
مِن قبله سَلبتْ شوارعُنا اليدا

في مثل هذا اليوم أيقنَ خاطري
أن لن يَؤوبَ من المنى إلا الصَّدى

فخريطة الوطن الجريح خرائط
في طيها لغة الهوى ذهبت سدى

[رياض شلال المحمدي]

إلى وَبْلِ ظلِّ الرُّوحِ نَمضي كَواكِبا
وَتَغدو جِراحَاتُ القَوافي مَذاهبا

فديناكَ يا لهفَ الزمان أمَا ترى
طيوفَ النَّدامى لا تطيقُ مَصَائبا

وهل آبَ من ذكرى الصَّباباتِ موعدٌ
فما البالُ أغنانا ، ولا كنت ثائبا

ولا الزهر واسى الناعمات من الصِّبا
يُتمتمُ حيرانًا : أما زلتَ شاحبا

فإن قلت وافى الصبر أجهش باكيا
وَيزجي من الوصف الشجيِّ سَّحائبا

فلا تنس تلقاء العيون حديثنا
فللروح أنباءٌ تحبكّ واهبا

[رياض شلال المحمدي]

ريحٌ شَعْواءٌ في الحاءِ ... فيها إيحاءٌ عَشْوائي

تُرخي إيحاءاتُ الرُّحمى ... مِن نُبْلِ فؤادِ الغَيداءِ

وَضَميرُ الشِّعر يُراودُها ... وَخَيالُ العِشْقِ الميفاءِ

يا ليتَ بُنيّاتِ المعنى ... تُصْغي مَا أهدَتْ أشذائي

هذا ياقوتُ أخيلتِها ... وَافى مَلكوتِ العَلياءِ

مِن كلِّ وَميضٍ شرقيٍّ ... حَيَّاهُ الفكرُ بلا داءِ

وَنَعيمُ النظرةِ مُبتسِمٌ ... يتماهى باسم الأنداءِ

[رياض شلال المحمدي]

يَمِّمْ بفكرِكَ والفؤادِ الطاهِرِ
نحوَ الغَوالي من عبير بصَائر

نحوَ الذي رُزقَ البهاءَ مُتيمًا
نال المكارمَ كابرًا عن كابرِ

قُلْ يا حَبيبُ أتيتُ دَوْحكَ فاجتذبْ
قلبي إليكَ وَجُدْ بوَصلٍ غامرِ

لُغتي على دَربِ الوَفَاءِ نَقشْتُها
وَشدوتُ عنكَ عنِ الحَنان الهامِرِ

وَلحدِّ أنْ فاضَ البَديعُ على الرُّبا
يَرنو زهورَكَ يا رَبيعَ خَواطِري

يَتحَضَّنُ الأنظارَ حينَ وَهبتَها
للصَّادقينَ ذوي الشُّعور الباهِرِ

يَستنهضُ المعنى .. يُغرّد نايُه
عن ظلكَ الجادي بحسنٍ وافر

عن وعدِك الرُّوحيِّ في رَوضِ الهَنا
ونعيمِ حبٍّ مِن خليلٍ زاهِر

وَعسى لنا في يوم لُقيانا غدًا
أثرٌ جميلٌ في جِنانِ الغافِر

[رياض شلال المحمدي]

أتيتُ إمامَ الرُّوحِ بالقلبِ راجيًا
وصَالًا مَدَى الأشواقِ يُطفي اللظى بيا

وَأنظارَ تَحنانٍ تعانقُ دمعتي
لعلَّ عبيرَ الأنسِ يجتاحُ باليا

فما لي من الأوقاتِ غيرُ لطائفٍ
تُعلِّمُ أفكارَ المُحبِّ التَّدانيا

تُكفكِفُ عن صَبر الحَياةِ ظنونَهُ
لتُهدي ظِلالَ الأمنياتِ مَعانيا

وَيَصْفو نميرُ الودِّ بالذوقِ وَالهَوى
فراتًا قَراحًا وَافيَ الرَّاحِ زاكيا

يُعرّفني بالخلدِ ما كنتُ ذاكرًا
وَتَمضي بدورُ العُمْرِ تجني الغواليا

[رياض شلال المحمدي]

إذا فقدتَ عزيزًا فاتركِ العِبَرا
تنهلُّ صوبَ المآقي ترسُمُ العَبَرا

نعم همُ غادروا للخلد واتسدوا
أحلى النَّمارقِ باتوا سادةً أمرا

نعم همُ أسَّسوا للنور أروقةً
لم يتركوا لحِسان الملتقى أثرا

إلا ومن روحهم صاغوا الوفا طُرَفا
كانوا أباةً كبارًا غيْرةً وقِرى

لكن يعزُّ على قلبِ الجراحِ بأنْ
يتيهُ حزنًا .. يُحاكي صبرُهُ القدرا

فيمّمِ الدارَ بَوْحَ الودّ مُلتمسًا
من ذكرياتِ الغوالي والهوى أكُرا

عساك تلقى عيونَ الطلّ أو مددًا
يُنادمُ الحرفَ مشتاقــًا ومعتذرا

وقد يَفيءُ عليك الظلُّ أسئلةً
ونبضَ أجوبةٍ يَستنطقُ الحجَرا

[رياض شلال المحمدي]

غَرامُ المَرابعِ يَشفي الغليلْ
عُهودَ تَـنامى النَّسيمُ العليلْ

نَطوفُ الرَّبيعَ نزورُ الحقولَ
لنقطفَ ذكرى الزَّمانِ الجَميلْ

حَنانيكَ ظِلَّ الأماني العِذاب
وَخفقَ الحُبارى وَلحنَ الهديلْ

عشقناك طيفًا يرومُ الخلود
ولم ندر أنَّ الحبورَ قليلْ

ولا مرَّ في خاطر السَّاهرين
بأنَّ الأغاني تحبُّ الرَّحيلْ

[رياض شلال المحمدي]

فداؤكَ شِعري أخا الطَّيـبـيـنْ
وَبوحُ الفؤادِ وعَزفُ الوَتينْ

وَلُطفُ المعاني وَبرقُ الجَمالِ
وما لاحَ حُبَّا من المُقلتينْ

لأنَّكَ كالغيثِ وَقتَ السَّخاءِ
وَكفُّكَ بيضاءُ في المحسنينْ

تآلفَ مَسعاكَ أنّى استدار
يُهادي الحَبائبَ كأسَ اليقينْ

يُنيلُ العواطفَ من دون مَنِّ
لينفي مخاوفَ قَحطِ السنينْ

[رياض شلال المحمدي]

ننشد الحب ما تسامى الفؤادُ
ليطيب القريض والإنشادُ

يوم تصفو بصيرة القرب يعنو
للمعاني مع العيون الرشادُ

هذه منحة الزمان وذكرى
ساقها للأديب الأريب سَدادُ

فاحتفلنا بها ورقَّ قلب التداني
وسقانا من الهنا " سجَّادُ "

فاكتب الشكر ذاكرا أغنياتٍ
زاحمتها سميرةٌ وسعادُ

في أماسي العهود بين الغوالي
وارتجال الوئام وهو مرادُ

أيها الفجر في اللقا لي بواح
فالمدى شادٍ والهوى ميَّادُ

[رياض شلال المحمدي]

أعاني مــا أعاني في المتاهي
وقد سلبت ذراعـــي ياإلهي

يمينٌ في مكارمها تناهت
فهل من منّــــةٍ تـجزي التناهي ؟

فأرجع للأكابر في ســموٍّ
أصافحهم بلا حرجٍ أباهي

أعاني في ضميري في حياتي
وقلبي ، من عيوب ذوي الملاهي

فهل من جنّـــةٍ هل من خلــودٍ ؟
وهل من ضحكةٍ تنجي شفاهي ؟

لقد سئمت من الدنيا شجوني
ولم تفتأ تغالبني المناهي

لأنّـــي في يساري محض هاوٍ
ولكنّي صبورٌ دون آهِ

[رياض شلال المحمدي]

باقٍ على شَفةِ الوجدانِ إيمانُ
حتى ولو رَحَلتْ بالقلبِ إيمانُ

فالصَّبرُ والذكرُ والرُّحمى ومنزلةٌ
أغنى حِماها مع النَّعماءِ إيقانُ

يا فِلذةَ الكبدِ المضنى أما بَصُرتْ
عيناك روحيَ ، هل للوصلِ ركبانُ

أم إنَّ للخلد ، والفردوسُ باسمةٌ
مناظرًا بثَّها بالحبِّ رضوانُ

[رياض شلال المحمدي]

أحببتُه فذكرتُ قافيةَ النَّـقا
لمّا تناهتْ بالوصالِ وَباللقا

لما احتفلنا عندَ خاطرةِ الوَفا
فالوصفُ يشدو بالجمالِ معتَّـقا

وَتراقصَ الوَرْدُ الشَذيّ مَلابُهُ
يردُ الفؤادَ مَدى الهيامِ مُرَقرَقا

يا سحرَ تبياني سَألتُكَ ب*****
هاتِ العيونَ السَّاهراتِ تشوَّقا

أقبلْ على طيفِ الحبائبِ مُسرعًا
زدنا معَ الصُّور الرَّقيقةِ مَنطقا

وانسُجْ لربَّاتِ الدَّلال غلائلاً
تهوى العروجَ لكي تصونَ الموثقا

[رياض شلال المحمدي]

**(( يا سحر تبياني سألتك ب***** ))**

**((:1 (45)::1 (18)::1 (45): ))**

[رياض شلال المحمدي]

أحببتُه فذكرتُ قافيةَ النَّـقا
لمّا تناهتْ بالوصالِ وَباللقا

لما احتفلنا عندَ خاطرةِ الوَفا
فالوصفُ يشدو بالجمالِ معتَّـقا

وَتراقصَ الوَرْدُ الشَذيّ مَلابُهُ
يردُ الفؤادَ مَدى الهيامِ مُرَقرَقا

يا سحرَ تبياني سَألتُكَ ب*****
هاتِ العيونَ السَّاهراتِ تشوَّقا
أقبلْ على طيفِ الحبائبِ مُسرعًا
زدنا معَ الصُّور الرَّقيقةِ مَنطقا

وانسُجْ لربَّاتِ الدَّلال غلائلاً
تهوى العروجَ لكي تصونَ الموثقا

[رياض شلال المحمدي]

حِكاياتٌ ، وَناياتٌ ، سَتُهدى
ألِفْنَ الفنَّ من لُبنى وَسُعدى

وَأحلامٌ تلقَّفها نديمٌ
فراحَ مُتَمتِمًا شَوقًا يؤدّى

تحضَّنتِ الشَّواطىءَ مُقلتاها
وَصادفَ أنْ أغاثَ الشِّعرُ قَصْدا

فَأضرحةُ الهيامِ بلا رقيبٍ
تُسرُّ إذا سَقاها العِطرُ شَهدا

[رياض شلال المحمدي]

أسِفتُ عَلى العُمرِ لمَّا نَضَبْ ------- لـمَطْلِ الجِراحِ وَطولِ النَّصَبْ
كَـدَمعٍ تولَّـى يُذيـعُ الأسى ------- ---- وَقلبٍ تـقَـلَّبَ أنَّـى ذَهَبْ
رَثيتُكَ يا ابنَ الزَّمانِ الرَّهيبْ -------- خَيالُكَ وَالرَّاسياتِ انـتَـحَبْ
وَنبْضُ شُعورِكَ دونَ الضَّمير ---------- يُمزِّقُ بالشَّوقِ ثمَّ اضطرَبْ
فَلا الغَيثُ وافى هِضابَ النَّوى ------ وَلا ابتسَمتْ للديارِ السُّحُبْ
خيالُكَ يلهو مَعَ الهَمهماتْ ---------- سَقيمَ الظنونِ كما هَبَّ دَبْ

[رياض شلال المحمدي]

أجملُ العمرِ ومضةُ الأصدقاءِ
وأماسي الوصالِ إثـرَ الصَّفاءِ

وازدهاءُ القلوبِ نبضًا عجيبًا
عنهُ تحكي ظواهرُ الجوزاءِ

يتحلَّى الشعورُ وَصْفًا دقيقًا
يتخفَّى ليستضيءَ نقائي

يتجلَّى للذوقِ منه اعترافٌ
وَهوَ يدري بمنطقِ الأشياءِ

فَأشارتْ من الحِسانِ مَرايا
عندها فاغرٌ سَبيلُ الإخاءِ

لتصوغ الحنينَ رسمَ فؤادٍ
وَتحوكَ البديعَ بالإنتماءِ

[رياض شلال المحمدي]

لكِ يَـدعو يا ( بَـراءُ ) الأولياءْ
ما تَـراءتْ في رُؤاكِ الفِيزياءْ

هوَ عِلمٌ رائقٌ فيهِ العَنا
مُنذُ غنَّى في سَماهُ الأذكياءْ

كم تَـناهى الشَّرقُ فيهِ قُدُمًا
ثمَّ جاءَ الغَربُ يسْتجدي الثراءْ

فاحملي مَـجدَ الأوالي عَلَمًا
سَابقي فيه كبارَ العُلماءْ

وَاذكريها بالوَفا جَامعةً
يا هوى الأنبارِ يا عِطرَ النَّقاءْ

إنَّه الفكرُ مِدادُ الأدبا
عنده الناس مدى الفَهم سَواءْ

والذي يهجُر مَغنى سِحرِه
فهو من كلِّ مَعانيهِ بَراءْ

[رياض شلال المحمدي]

تعالَ مع الطيفِ أو في السَّحَر
وَألا تطيل علينا السَّفَرْ

تعالَ شعورًا يبلُّ الصَّدى
لتورق روحي يُغني النظرْ

عرفناك بِشْرًا وَما في الحِمى
سِواكَ خليلٌ حفيَّ العِبَرْ

فلولا اجتبيتَ أماني الضُّحى
وَأبقيتَ للورد بعضَ الأثر

فمنذ التقينا جوار السَّنا
يُماهي المَعاني حفيفُ القَمَرْ

نقشتَ على القلبِ أحلى الشذى
وَأهديتَ للعمر أزهى الدُّرر

ضممتَ إلى الصَّدر شكوى الأديب
فطاب المساءُ ودمعي انهمَرْ

[رياض شلال المحمدي]

حيّ الربيع مع المرابع واغتنم
ســــاعــات أنسٍ خــلــتــهــا أعــصــــارا

واذكر من استهدى الشجيّ بعطره
لا غــروَ تستشفي بـــه اســتـذكـــــارا

واقرأ لــه باسم الجمال قصيدة
مـــن وحـــيـه أوحـــت إلـــيّ شــــعـــارا

فـــكـأنّــه - والقلب صفّق ذاكرا -
ســـرّ الحـــيـــاة يُـــبــــارك الأعـــمـــــارا

آنـسـتُ فــيـه حـقـيـقـة الـودّ الـذي
شـــغـف الأكــابــر أطــرب الأبــــــرارا

خــبّـره أنّ الصــبّ عـنــه مـســائـلٌ
فــبــه رأى الإحـســـان والأنــــــــــــوارا

[رياض شلال المحمدي]

حنينك في القريض يبوح شوقًا
لتندى فيه أنسام العراقِ

ويحملك الوفاء إلى ربوعٍ
بها التحنان موفور العناقِ

لعلّ الخلد أن تحيا صبورًا
وترويك الأصالةُ في اتلاقِ

وتنهض تسكب المعنى طريفًا
على ريّاه تحفل بالتلاقي

أخا العبرات طوبى للمباني
وقد فاهت أهابت بالمآقي

وشكرًا من صميم القلب منّا
وحتى تنتفي سبلُ الفراقِ

[رياض شلال المحمدي]

وإنـــــــا وجـــدنــــا هــهــنـــا بــهــجـــةَ الــشِّــعـــرِ
ومعنـى مـن الوجـدان ، بـل لوعـة العمـرِ

فــمــا كــــان مــنـــا غــيـــر ومــضـــة خــاطـــر
على شرفات النَّبض ، في غاية الشكر

فــــطــــوبــــى لــــفــــكــــر بـــالـــعـــيـــون مــــــغــــــردٍ
وعــــذب خــيــالٍ يـبـتـنـي ســامـــقَ الــذكـــرِ

عـلــى سُـــدّة الـبـحـر الـطـويـل تـكـامـلـت
فـيـا رحـلــة طـابــت كـمــا بـهـجـة الـفـجـر

[رياض شلال المحمدي]

وهن هنَّ لهم في مهجتي ذكرى
وفي الحنايا وفي الأشواقِ والمسرى

وهنَّ هنَّ سخاءً في ربا فِكَري
يصحبْنَ خاطرتي والروح والمجرى

وهنَّ بين صباحات الندى ألقٌ
أسفرنَ شدوًا ، فأجدتْ مقلتي قَطْرا

[رياض شلال المحمدي]

مجهودُ فكريَ أهديهِ أساتذتي
ووالديَّ ومَن نالوا شَذا ثِقتي

أهل الندى والتقى والخير أجمله
تعطّروا بالهدى حبًّا بجامعتي

أخصُّ بالذكر ( محمودًا ) مَن احتفلتْ
به المقاصد فانسابت بحرفنتي

بحثًا ... عسى عنده الأجيال تذكرنا
تفوز بالعلم - إتقانًا - ومعرفةِ

وصل ربي على الهادي معلمنا
والآل والصحب عَدّ القصد في اللغة

[رياض شلال المحمدي]

ألوانُها حينَ مَـرَّتْ شَفَّها التَعبُ
وَالعادياتُ التي آساسُها العَتبُ

بَناتُ بَـحرٍ قُبيلَ الصَيفِ تُـتـعـبُـنا
تُـهدي الرياحَ أَغانيها لِـمَن غَـرَبـوا

وَساءَلتني عَنِ الذكرى مَدامعُها
فَطرفُها لوعةٌ تَـحكـي بها السُحبُ

فَـقلتُ : أنـزلتِـنـي فـي قَـفر خاطرةٍ
فاخضرَّ بـوحـي ، تَـناهتْ حولهُ الشُهبُ

ما بينَ أبعادِ قلبـي وَالهوى لغةٌ
لَـم تَـدر أنـكِ أمٌ للسَنا وأبُ

سِـحرٌ أظلَّ مَـرايانا ، فَـما كتبتْ
نَـجوايَ غيرَ يَـتـيـمٍ عَافَـه الأدَبُ

[رياض شلال المحمدي]

أبغدادُ صبرًا لن يدومَ عويلُ
سيوقظُ أفراحَ الديارِ نخيلُ

ستهتزُّ أركانُ الضَّلال وينجلي
خَرابُ نفوسٍ أسَّــسَتْـه ذيولُ

وتعمرُ أنحاءُ الضَمائرِ دمعةٌ
شَذاها على دربِ الهناءِ يسيلُ

تغنّي لريحانِ الكبار حناجرٌ
ليندى بأصداءِ الهتافِ أصيلُ

وغيرُ بعيدٍ تستعيدُ بهاءها
أماسي الهوى حيث الفؤادُ يقولُ

ودجلة يهدي للفراتِ نسيبه
لقاء صفاء ما اعتراه دخيلُ

[رياض شلال المحمدي]

أَإِبنُكَ ؟ وَالفؤادُ بهِ كسيرُ
فَـما اعتادَتْ تأوّدَهُ الطيورُ

أَإِبنُكَ وَالأسى أبدًا قَرينٌ
وَحالٌ عندهُ تَـغـفـو الزهورُ؟

أإبنُكَ والأمانـي دونَ عَهدٍ
لأنَّ خِطابَ دمعتِنا غزيرُ

أَإِبنُكَ وَالأقاحـي راحلاتٌ
فلا أملٌ إلى المغنى يَطيرُ

عَـدِمتُ حَقائِـق التسليم حتى
تَـمرَّد خَاطري وَبكـى الشعورُ

[رياض شلال المحمدي]

أهواكِ وَتهجرنـي الصورُ ---- إلا خطَراتُكِ يا سَـحَـرُ

ما زلتُ بقلبــي أُبـصرُها ---- عِطرًا تنسابُ بــه العِبَرُ

فَـتعالــي نَـنـظــمُ قِـصَّــتَـنا ---- آياتٍ يَـعشقُـها السَّفَـرُ

فالـحُـبُّ العابـرُ مُنهزمٌ ---- والـحُبُّ الصادقُ يَـنـتصرُ