المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين


سرالختم ميرغني
04-01-2018, 09:23 PM
"ربما يودّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين"
__________________________

على الرغم من أن هذه الآية الكريمة إخبارٌ عما سيحدث في الآخرة إلا أنها دوما تجئ فى خاطرى فى حياتنا الدنيا . عندما استعرض حياتى الماضية وأتحسر على أخطاء جسيمة ارتكبتها أو ذنوب اقترفتها فأقول فى نفسى:ماذا لو كنت عدلت عن فعلتى تلك فى اللحظة الأخيرة؟ وثبت لرشدى وغيرت رأيى وصرفت النظر عنها ومضيت لحال سبيلى؟ أو كنت بدّلتها بفعلةٍ حسنة فى محل السيئة التى نفّذتها؟ واشعر بالفرق الهائل بين القرارين . فرقٌ كبعد المشرقين . وفى كل مرة يطوف بخيالى مثل هذه الذكرى الأليمة ، وبدون استثناء ، تصاحبها الآية الكريمة (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) . حقا إن الإسلام لو تذكرته واعتصمت به ينجيك من كل سوء . ولا تندم على أي شيئ فعلته أو شيئٍ تركته مستجيرا بالإسلام فهو دائما حميد العاقبة . ما زلت وحتى هذه اللحظة كلما تذكرت موقفا مخزيا أتذكر معه (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) !

شاكر السلمان
04-01-2018, 10:46 PM
يكفي الندم.... فهو توبة
{ رُبَّمَا } بالتشديد والتخفيف { يود } يتمنى { الذين كفروا } يوم القيامة إذا عاينوا حالهم وحال المسلمين { لو كانوا مسلمين } ورب للتكثير فإنه يكثر منهم تمني ذلك وقيل للتقليل فإن الأهوال تدهشهم فلا يفيقون حتى يتمنوا ذلك إلا في أحيان قليلة .
البلاغة في هذه الآية:
- التعبير بالضد: في قوله: «ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين» اختلف علماء البلاغة في المراد بهذا التعبير وقد قرر النحاة أن ربما لا تدخل إلا على الماضي؟ وما المراد بمعنى التقليل الذي تفيده رب؟ وقد أجيب عن الاول بأن المترقب في اخبار الله تعالى بمثابة الماضي المقطوع به في تحققه فكأنه قيل ربما ود، وأجيب عن الثاني بأن هذا مذهب وارد على سنن العرب في قولهم لعلك ستندم على فعلك وربما ندم الإنسان على ما يفعل ولا يشكون في ندامته ولا يقصدون تقليله والعقلاء يتحرزون من التعرض من المظنون كما يتحرزون من المتيقن الثابت وهذا الجواب جميل ولكن الاجمل منه أن يقال: إن العرب تعبر عن المعنى بما يؤدي عكس مقصوده ومنه قول أبي الطيب المتنبي:
ولجدت حتى كدت تبخل حائلا ... للمنتهى ومن السرور بكاء


الفوائد:
- (رب) ويقال ربت وربما وربتما وقد تخفف حرف جر للتقليل أو للتكثير حسبما يستفاد من سياق الكلام ولا يدخل الا على نكرة وهو في حكم الزائد فلا يتعلق بشيء نحو: رب جهل رفع، وإذا لحقته «ما» كفته عن العمل فيجوز دخوله على الافعال والمعارف فتقول ربما أقبل الخليل وربما الخليل مقبل وقد يبقى على عمله كقوله «ربما ضربة بسيف صقيل» وتكف بما فتدخل حينئذ على الاسم والفعل وتصير كحرف الابتداء يقع بعدها الجملة من الفعل والفاعل كقوله:
ربما تجزع النفوس من الأمر له فرجة كحل العقال والمبتدأ والخبر كقول أبي دؤاد الايادي:
ربما الجامل المؤبل فيهم ... وعناجيج بينهنّ المهار

وتخلفها الواو كقول امرئ القيس:
وليل كموج البحر أرخى سدوله ... عليّ بأنواع الهموم ليبتلي

كما تخلفها الفاء كقول امرئ القيس أيضا:
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع ... فألهيتها عن ذي تمائم محول

هذا ورب في الآية معناها التكثير كما قال الشاعر:
رب رفد هرقته ذلك اليوم ... وأسرى من معشر أقيال

أما علة دخوله على النكرة واختصاصها بها لأن النكرة تدل على الشيوع فيجوز فيها التقليل لقبولها التقليل، والتكثير لقبولها التكثير وأما المعرفة فمعلومة المقدر لا تحتمل تقليلا ولا تكثيرا، ولكنها قد تدخل في السعة على المضمر كما تدخل على المظهر مثل دخول الكاف في الضرورة كقول العجاج:
كل الذنابات شمالا كثبا ... وأم أوعال كها أو أقربا

إلا أن الضمير بعد رب يلزم الإفراد والتذكير والتفسير بتمييز يأتي بعده نحو ربه رجلا عرفته وربه امرأة لقيها وقال ابن النحاس:
«اختلف في الضمير العائد الى النكرة هل هو معرفة أو نكرة فإن قلنا بأن ضمير النكرة نكرة وبه قال السيرافي والزمخشري وجماعة فلا إشكال في دخول رب على الضمير لأنه لما أبهم من جهة تقديمه على المفسر من جهة وقوعه للمفرد والمثنى والمجموع بلفظ واحد وشاع من جهةتفسيره بالنكرة صار فيه من الإبهام والشيوع ما قارب به النكرة فجاز دخول رب عليه. وقال الشيخ ابن النحاس: لا بد للمخفوض بها أو بما ناب منابها من الصفة أولا فمن الناس من قال منهم بعدم اللزوم ومنهم من قال باللزوم كأبي علي الزمخشري وابن عصفور واحتجوا لذلك بأن الصفة في النكرة للتخصيص فهي تفيد الموصوف تقليلا فيوافق المعنى المقصود في أن رب للتقليل» وقال الشيخ بهاء الدين أيضا «إنما جاز: رب رجل وأخيه، ولم يجز: رب أخيه، لأن الثواني يجوز فيها ما لم يجز في الأوائل من قبل انه إذا كان ثانيا يكون ما قبله قد وفى الموضوع حقه فيما يقتضيه فجاز التوسع في ثاني الأمر بخلاف ما إذا أتينا بالتوسع في أول الأمر فإنا حينئذ لا نعطي الموضع شيئا مما يستحقه، هذا إذا لم نقل إن المضاف الى ضمير النكرة نكرة فإن قلنا انه نكرة كان الجواز أسوغ» قال: «ولا يكون العامل فيها إلا بمعنى المضي كقولك رب رجل جواد لقيته أو أنا لاق أو هو ملقي ولا تقول:
رب رجل جواد سألقى أو لألقين لأن التقليل في الماضي شائع ولا كذلك في المستقبل لأنه لم يعلم فيتحقق تقليله» قال: وتلزم أبدا الصدر لشبهها بحرف النفي من جهة مقاربة التقليل للنفي لأن النفي اعدام الشيء وتقليله تقريب من إعدامه ولأن العرب استعملوا القليل في موضع النفي قال الشاعر:
قلما يبرح المطيع هواه ... كلفا ذا صبابة وجنون

معناه ما يبرح المطيع هواه كلفا.
وهناك أبحاث تتعلق برب لا يتسع لها صدر هذه الفوائد.

بوركت استاذنا

سرالختم ميرغني
04-01-2018, 11:19 PM
تحية مباركة لعمدتنا الذى لا يبخل بتوضيحٍ منه وتفسير ونحو وبلاغة للآيات الكريمة بورك في مداده .

ألبير ذبيان
04-02-2018, 10:09 AM
أحسن الله عاقبتنا على ما فيه خيرنا وصلاحنا ورضاه
دمتم بألق أيها الطيب
محبتي

سرالختم ميرغني
04-02-2018, 11:12 AM
أحسن الله عاقبتنا على ما فيه خيرنا وصلاحنا ورضاه
دمتم بألق أيها الطيب
محبتي
*************************************
شاعرنا ألبير لا يألو جهدا في الاطلاع على مقالات الإخوة الزملاء بورك في قلمه

الدكتور اسعد النجار
04-02-2018, 02:06 PM
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الايمان

تحياتي

هديل الدليمي
01-03-2019, 04:52 PM
لسنا معصومين أيها الكريم
تبقى النقطة الأهم هي لحظة الإنابة التي لا يحظى بها إلاّ القلّة قبل فوات الأوان
الحمد لله على نعمة الإسلام
وفقنا الله وإياكم لما يحبّ ويرضى
مودّتي ودعائي

محمد فتحي عوض الجيوسي
01-03-2019, 10:37 PM
شكرا لك جدا استاذ ميرغني ولك استاذ شاكر لهذه الافادة الطيبة جدا