المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عيونُ الفرات


رياض شلال المحمدي
04-18-2018, 10:55 AM
مُهداة إلى الأستاذ الشاعر ناظم الصرخي ، من وحي قصيدته ( ألوان الطيف ) ، مع التقدير :

نَصَعَتْ ، فَجَادَتْ غَيْرَةُ النَّفَحَاتِ
تَسْتَصْحِبُ الآمالَ والدَّعَواتِ

وَتَوقَّدَتْ قُدُمًا ، يُضيءُ جَمالُها
رُتبَ البَيانِ ، وَفرقدَ الوَمَضَاتِ

عِبَرٌ تزيَّا بالرَّشادِ بَواحُها
وتزيَّنَتْ بروائحِ السَّرَوَاتِ

لُمَعٌ مِن الإحسانِ حيكَ فؤادُها
لمَّا أطلَّتْ مِن حِسانِ عِظاتِ

شَرُفَتْ بذكرِ الخالداتِ مِن الحمى
وَمكارمِ العظَماءِ في الشرُفاتِ

من سالفِ الحَسَبِ الأثيلِ صباحُها
وَمَساؤها مُتَجَمِّلٌ مِن آتِ

لتلائمَ القلبَ الصَّدوقَ فلم يَلُمْ
طِيبَ المَعاني طَيِّبُ الخَطَراتِ

دَعها فَديْتُكَ تنهلُ النُّعمى فقد
أجريتَ فيها رائعَ الهمَسَاتِ

وَبها تهيمُ أصائلُ الوطنِ الذي
ما اعتادَ غيرَ نَسَائمِ الرَّحَماتِ

تَرِدُ السَّناءَ حَضارةً ، فكأنَّما
مَا اسْتعْذبَتْ إلا نَدى الحَضَراتِ

فَمِنَ الشِّمالِ حُبورُها وَعيونُها
وَمن الجنوبِ تَجــودُ بالبَسَماتِ

شرقيَّةُ العِرفانِ ترسُمُ ثَغرَها
دارُ السَّلامِ بأشرفِ الغاياتِ

فمضَتْ تُعانِقُ بالمشـاهدِ تارةً
أو تمنحُ الظمآى عيونَ فراتِ

فإذا ظِلالُ السِّحرِ بعضُ بيانِها
وَإذا القريضُ يضجُّ بالقُبُلاتِ

وإذا الأديبُ مُتيَّمٌ بعبيرها
شِعرًا وَذكرًا رائقَ المَلَكــاتِ

هو " ناظمُ الصَّرخيُّ " شاعرُها الذي
صَحِبَ الكبارَ وَنَخْوةَ المَهُجاتِ

يَسْتَبشِرُ الإبداعُ حينَ يزورُهُ
في جَلوةِ الإيقاعِ والخطَواتِ

يُعنى برَيْحَانِ البَديعِ رَواحُهُ
ليُقشِّبُ التَّرْصيعَ في الغدَواتِ

وَشهادتي مَجْروحةٌ في حَقِّ مَن
لمّا تُحِطْ بوفائهِ عَزَماتي

نُبْلٌ ، وإحساسُ الرَّحيقِ ، وَرؤيةٌ
وَسَريرةٌ بَيْضا ، وَطولُ أناةِ

حتى إذا انبثقتْ بدورُ شعورِهِ
عَذُبتْ لأهلي صورةُ التائاتِ

واليومَ فزتُ بذكــرهِ فتعطّرتْ
بنقاءِ أحبابِ الكبار حياتي

وعسايَ أنصِفُ في غنائي شاعرًا
تهفو إليه صبابةُ النَّاياتِ

أوَ ليسَ نَبْعيَّ الشَّمائلِ نِسْبةً
في دَوْحِهِ اتلفتْ جموعُ ثِقاتِ

هذي ، وتلك ، وفي القريضِ بقيَّةٌ
لا ريبَ يَجمعُ لونُها أشتاتي

**(( الكامل – 2018 ))**

عامر الحسيني
04-18-2018, 11:33 AM
احسنت وابدعت اخي الحبيب
الشاعر الاديب أ.رياض النجيب
درة جاءت ردا على درة
لله دركما من شاعرين كريمين
حفظكما الله ورعاكما
http://www.nabee-awatf.com/vb/attachment.php?attachmentid=896&stc=1&d=1506682597

الدكتور اسعد النجار
04-18-2018, 01:33 PM
نعم المهدي ونعم المهدى اليه

محبتي

هديل الدليمي
04-18-2018, 06:04 PM
هو " ناظمُ الصَّرخيُّ " شاعرُها الذي
صَحِبَ الكبارَ وَنَخْوةَ المَهُجاتِ

يَسْتَبشِرُ الإبداعُ حينَ يزورُهُ
في جَلوةِ الإيقاعِ والخطَواتِ


وكلّنا نشهد لإبداعه وقلمه المكين
يا لهذا النص الفاره السامق
هنيئاً لنا شاعران بحجميكما
كلّ التقدير

علي التميمي
04-18-2018, 07:44 PM
لله انتما من شاعربن
دام بيانكم و مداد ابداعكم
اجدتم و احسنتم شعرا
حفظكم الله

تواتيت نصرالدين
04-18-2018, 08:49 PM
ألـــوان الطيـــف (من وحي الشاعر ناظم الصرخي)

(ما بين قوسين أسماء لمدن عراقية)

ارْمِي سِـلَالَكِ وَاجْتَنِي مِنْ رَوْضَـتي
وَرْدًا نَديًّـــا عَــاطِـــــر النَّسَــــــمَاتِ

رَيَّـانَـةٌ وَالطّيـبُ نَـفْـحُ غَــدِيـِــرِهَـــا
وزَهَــتْ بِرَغْــمِ الْهَـــمّ وَالآهَــــــاتِ

هِيَ بَهْجَــــةٌ لِلنَّاظــرِيـنَ وَمُـتْـعَــــةٌ
هِيَ نُورُ هَـذَا الْكَــوْنِ وَالظّـلَـمَــــاتِ

هي رَوْضَةٌ صَـاغَ الإلـه جِنَـانَــــهَــا
لا تَسْــأَلِي مِنْ أَيْنَ لِي نَفَـحَـــــــاتِـي

حِلّيْ بِأَرْضِ الرَّافِــــدينِ لِتَــعْــرفــي
إنَّ التُّــــرَابَ يَضُــــوعُ بِالْبَــرَكَـــاتِ

رُسُــلٌ على مَـرِّ الْعُـصُــورِ تَوَاتَـرَتْ
إذ طَـهّـــــرتْــهُ بأَشْــــرَفِ الآيَـــــاتِ

الله أنْـزَلَـــهَـــا لتُصْلِــــحَ أنْـفُسًـــــــا
تَاهَـــتْ بـدرْبِ الْبَــــغْــيِ واللَّـــــذَّاتِ

فيها التُّـقَاةُ الصَّــالِحونَ يَحُــوطُهــمْ
نُورُ الإلـــــه بأَبْـهَـــــرِ الـهَـــــــالاتِ

فِيهَا الطَّـوَائِفُ والْمَذَاهـِــبُ في عَـلٍ
تَسْـمـو بِوَصْـلٍ جَــانَبَ الشُّبُــهَــــاتِ

إِلَّا الَّذي مَهَـنَ الْعَـمَـــالَـةَ والْخَنَــــــا
مـنْ حَــــطَّ مَــبْـيـــوعًــــا بــدولاراتِ

لَفَظتْــهُ أدْيَـــانُ السَّــمَاءِ بِعَــدْلِـــهــا
مَحَــقَـــتْ تلاعُــبَــــه بـمُـعْــتَـقَـــداتِ

مرّي على سَمْتِ الجِبـَــالِ لتُبْــصِري
نَجْـمًا يُغَـــازِلُ ظَبْــيَـةَ الْفَـلَـــــــــوَاتِ

(أَرْبِيلُ) عَاصِمَةُ النَّسِيـــمِ وَقِـلْـعَــــةٌ
وَهْــاجَـــــةٌ وَمَـلِيــحَـــةُ الْقَسَـمَــــاتِ

وَ(دْهــوكُ ) وَاحَـةُ مُلْتَـقَى لِطَـوَائِفٍ
آثارُهَـــــا شَــهَــدتْ إلى الأَشْتَــــــاتِ

وَعلى (السُّلَيْـمَانيَّـة) الـــدَّوْح الَـذِي
وَهَــــبَ الإلـــهُ رُباهُ خَيْـــرَ هِبَــــــاتِ

وبـ(نَيْنَـوَى) الْحَـدْبَاء صَرْحُ حَضَارَةٍ
مِعْطَــــاءَةٍ مَـزْهُـــــوَةِ السَّـــاحَــــــاتِ

هَذي(صَلَاح الدّيــــن) بَارَكَتِ اسْمُها
بِالْفَـــارِسِ الْمَنْصُـــورِ بِالصَّلَـــــواتِ

أَرْدى الْعَــدوَ وَحَـــرَّرَ الْقُــدْس الَّتي
كَانَـتْ تَـئِـنّ وَتَسْـكُـــب الْعَـبَـــــــــرَاتِ

شَرُفَتْ بـ(سـامــراءَ) سـرّتِ منْ رأى
وإمامِهَا (الهاديْ)* سَنَـا الْمِشْـــــكَاةِ


أُمُّ الْمَـــــآذن شَـعْشَـعَــتْ أَنْـوَارُهَــــــا
(أنْـبَــــارنَـا) خَـفْـــاقَــــة الـرَّايَــــــاتِ

مُحْتَـلّـهَــــــا مَا ذَاقَ يَـومَــــاً راحــــــةً
وَتَـجَــــــــرَّعَ الإذْلَالَ والْخَـيْــبَـــــــــاتِ

(فلْـوجَـةُ) الشَّــرَفِ الْمُقَـــاوِمِ رَايَـــــة
رَفَّــتْ عَلى الْودْيَــــانِ وَالْهَضَبَـــــــاتِ

للْبُـْرتُـقَــــالِ مَـدِينَـــــةٌ نَاءَتْ بـِهَــــــــا
وَيْـلَاتُ دَهْـــــــــرٍ بِئْــسَ مِـنْ وَيْـــلَاتِ

(دِيَـالَــى) مَدِينَــــةُ عِـــزَّة ٍ وَمَفَـاخِـــــرٍ
لَنْ يَنْـفَــــعَ التَّعْـتِيــــمُ عَنْ رَغَـبَـــــاتِي

أَحْيَيتُ ذِكْــرَى وَالفُــــــؤَادُ بِهِ ضَــنَـــى
فَتَقَــــافَـــزَ الـــرُّمَـــــانُ بالسَّــــــــــلّاتِ

وَخَمَـــائِـلُ الْقِـــــدّاحِ فَــــاحَ أَرِيجُـــــهَا
بيْـنَ الْبِيــــوتِ تَضُوعُ في الطُّرُقَــــــاتِ

(كـرْكُـــوك) أَحْـــلَى مَا تَـرَاهُ نَوَاظِـري
لَكنّــنِـي أَخْــــشَى مِـنَ العَــثَــــــــراتِ

يا بُؤْسَ قَـومٍ عَازِميـــنَ على النَّــــوَى
والـدّرْبُ وَعْــرٌ غَــصَّ بالآفَــــــــــــاتِ

إنّي رأَيَتُ على البَعِيــــــدِ فَتِيـــلَــــــــةً
مَـوقُــــوتَـــةً ذُخِـــــــرتْ لكَـــــرْبٍ آتِ

إذْ أنَّـك الشّــــرْيـانُ في وَاحَـــــاتِـنَــــــا
والْمُلْتَـــقَى لِطَــــــوَائـفٍ وصِــــــــــلاتِ

في (كَــــرْبَلَاءَ) دَمُ الشَّــهَـادةِ مُـزْهِـــرٌ
والرُّوضَتَــــانِ تَجُــــودُ بالنَّفَـحَـــــــاتِ

في رَوضَـةِ (النَّـجَـفِ)الشَّــرِيـفِ مَـآثِرٌ
وَمَفَاخِـــــرٌ غَـطَّـتْ على البَاحَـــــــــاتِ

فَإِذا انْتَخِيــــتَ بِيــــومِ عِــسْــــرٍ إنَّمَــا
ذِخْـــــرُ النَّبــيّ وَحَــــاضِــرُ الشّــــدَّاتِ

الْغَالِـــبُ الأَسَــدُ الْهُمَـــــامُ الْمُـرْتَضَـى
فَهــوَ الْكَفِيـــــلُ بِحَـــلِّ مَاهــوَ عَـــــاتِ

يَجْـــــلِـيْ بـإذْنِ الله كـــلَّ مُــلِـمَّــــــــــةٍ
مُجْليْ الْهُمُـــومَ وَفَــارجُ الْـكَــرَبـــــاتِ

أَمَّـا (بِبَـابِـلَ) فَالْجَنَـــائِـــنُ شَـــاهِــــــدٌ
في رَوْعَــــةِ الْـمِعْــمَـــــارِ والإنْبَـــــاتِ

مِنْ بَخْـت نَصْــرَ تَوَاتَــرَتْ أَمْجَــــادُهَــا
بِبـزُوغِ نُـــــــــورٍ بَــــدَّدَ الظُّـلُـمَـــــــاتِ

غَلَّ الْيَـهُــــودَ بِغَـــــــزْوةٍ لَمَّــــا تَـزَلْ
أَوْجَــــاعُـــــهَا مَحْـفُـــــورَةً بِثَـبَـــــــاتِ

و(الْقَـــادِسِيّـــةُ) معْـلَــــمٌ وحــضــــارةٌ
فِيــهَا تَـجَـلّــــــتِ أَرْوُع الْغَــــــــــزَواتِ

فَتَحَـطَّـمَـتْ تِيـجَـــانُ كِـسْرَى وَانْطَــوَتْ
صَفَحَــــاتَ كُــفْـــرٍ جَـــرَّتِ الوَيْــــــلاتِ

نَخْــلُ (السَّــمَاوَةِ) طَبْـــعُهُ مِنْ طَبْـعِــنَـا
لايَنْـحَـنِــي للْــــــــذِلِّ والإسْــــبَــــــــاتِ

طَبَــعَ (المُثَـــنّى) بَصْـمــةً في أَرْضِـــهِ
في الْبـــأْسِ وَالإيْثَـــــارِ والْـوَثَبَـــــــاتِ

(وَاسِـــطْ) مَدِينَـــــةُ عِــــزَّةٍ وثقــافـــــةٍ
وَالْمُلْتَــقَـى لِجَـــوانِـــــبٍ وجِهَــــــــــاتِ

في النَّحْـــو أَغْنَى نَفْطَــويـه مَعَــــالِــماً
في مَـنْطَـقِ الإسْنَــــــادِ والإِثْبــــــــــاتِ

والشّـعْـــرُ فِيــهَا مَنْجَــــــمٌ يَاقُــوتــــــهُ
مُتَنَبْـــــئ الدِّيـــــــوَانِ والسَّـــاحـــــــاتِ

فَخـرَتْ بِـمَــرْقَـــدِه الدِّيَــــار وَصَـافَـحَتْ
أفْـكَــــــارَه والشّــــــعــرَ والخَـلَجــــــاتِ

(ذِي قَـــــــارُ) مـرآةٌ لِتَــارِيـخٍ سَــمَـــــا
أورٌ وَسَـــومَـــرُ وَمْـضَـــةُ الْـمــــــــرآةِ

زَقْـــــوُرَةٌ تَحْـــكِــي غِـنَـى آثَـارِهَـــــــــا
وَمَعَـــالِــــمٍ قَـدْ تَمْـــــلأ الصَـفَــحَــــــاتِ

ولآلِ إبـراهـيـــــمَ فيــــهَـا شَــــاهِــــــــدٌ
بـَيـــتُ النُّبــــوّةِ عَـامِـــــر الحُجُــــــراتِ

وَخُـطَى النّــبيّ الْحَـــقّ خَيْـرُ شَــواهــدٍ
لِطَـهَــــــارَةٍ ومَــــآثِــــــرٍ وصِـــفَــــــاتِ

لَو فَـــاحَ دِجْـــلَــة في(الْعُزِيـرَ) تَنَسَّـمِي
لِقَـرَنْفُــــــلٍ يَـسْــــري مَعَ النّسَمَـــــــاتِ

بِضَريح (عِزرا)* قَدْ تَمَجَّـــد ذكـــرهــا
الْمَيّــــت الْمَبْعُـــــــــــوث للْحَيَــــــواتِ

(مَيْـسَــانُ) يَا مَهْــدَ الطُّـفُــولَـةِ والْمُـنَى
لَمْ تَبْــرَحِي حُـــــزْنِي وَلا مَلْـــــهَـاتِــي

جَــرَّبْــــتُ فِيــــكِ مَحَبَّـــــــةً لاتَـنْـتَـــهِي
وَوَجَــــدْتُ فِيــــكِ مَـسَـــــــرَّةً لِلآتِـــــي

(الْبَصْـرةُ) الْفَيْــــحَـاءُ ثَغْـــــرٌ بَاسِــــــمٌ
والنَّخـــلُ جَـــــــادَ عَليـه بالْبَسَــــــمَـاتِ

أَرْضٌ مُبَــارَكَــــةٌ تَضُــوعُ مَحَـــبـــــــةً
وَمَـعِـيْـنُــــهَا بَاقٍ مَـعَ السَّـــنَـــــــــوَاتِ

فَـتَـرَى الْفَـرَاهِيـــــدِيَّ سَــنَّ قَــوَاعِـــــدًا
للشّــعْــــــرِ في وَزْنٍ ومِنْ نَـغَــمَـــــــاتِ

والْجَهْبَـــذَ الْبَـــصْـريّ نُـور مَنَــــــــارةٍ
للْعِــــلْــــــمِ والآدابِ والصَـحَــــــــــوَاتِ

سيّـــــابَــهـا جِيــــكُورَهَــا وَبويــبَــــهـا
وبِهَــا الْتَــقَى النَّـهْـــــرَانِ كَالآيَــــــــاتِ

نَخْــــلُ(الخَصِيــــبِ) مُبَـــــارَكٌ وَتَرَيــنَهُ
يَـزْهُــو بِرَغْـــمِ الْــــوَأَدِ والنَّــكَبـَـــــــاتِ

للعُـــــرْبِ شَـــــطٌّ نَبْـــضُــهُ سَـــامٍ بِــها
(وَالْـفَــــاو) وَجْــــهٌ وَاسِـــعُ الْحَـدَقَـــاتِ

مـرّي على بَـوْحِ الْعُــطُـــــورِ وَنَبْعِـــهَـا
سَـتَــرَينَ نَزْفَ الْمِسْــــكِ مِنْ كَـلِمَـــاتِي

بَغْــــــدَادُ رُوحُ الْعَـــصْــرِ في أَوْدَاجِـنَــا
عَـبَـقُ السّنِيــــن وَمَكْمَـنُ الْجَـمَــــــراتِ

تَشّــذو بِعِـطْــر(الْكَاظِمَيــن)* وَتَزْدَهِــي
بِـ(أبي حنيــفـةَ )* سَــامِي الدَّرَجَـــــاتِ

بَغْــــــدَادُ إنّ شَــــهَادتي مَـجْــــــروحَـةٌ
فَالنَّبْـــضُ أَنْـتِ وَقُــبْــلَـةُ النَّـظَــــــــرَاتِ

بَابُ السَّـــنَـا وشُــمُـوسُـــهُ والْمُجْـتَــنَى
قَـمَـــرُ الرَّشِيــــد يَضُوعُ في الْوَاحَـــاتِ

الكامــــل


*الهادي :هو الإمام علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السَّلام)

*عزرا: يقال عنه عزير ويقال أنه نبي من أنبياء الله انزله الله على بني اسرائيل وهناك رأي آخر يقول انه رجل صالح وهو حبر من أحبار بني اسرائيل . ويقال أن نسبه يعود إلى لاوي بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم عليهم السلام . حيث قال تعالى: (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) وقد ورد ذكره في القران، في موضع آخر حيث قال الله تعالى (( وقالت اليهود عزير ابن الله )
*الكاظمين :هما الإمام موسى الكاظم والإمام محمد الجواد (عليهما السلام) ومرقداهما في مدينة الكاظمية
*أبو حنيفة :هو أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي صاحب المذهب الحنفي في الفقه الإسلامي
------------------------------
عيون الفرات (من وحي الشاعر رياض شلال المحمدي)
مُهداة إلى الأستاذ الشاعر ناظم الصرخي ، من وحي قصيدته ( ألوان الطيف ) ، مع التقدير :

نَصَعَتْ ، فَجَادَتْ غَيْرَةُ النَّفَحَاتِ
تَسْتَصْحِبُ الآمالَ والدَّعَواتِ

وَتَوقَّدَتْ قُدُمًا ، يُضيءُ جَمالُها
رُتبَ البَيانِ ، وَفرقدَ الوَمَضَاتِ

عِبَرٌ تزيَّا بالرَّشادِ بَواحُها
وتزيَّنَتْ بروائحِ السَّرَوَاتِ

لُمَعٌ مِن الإحسانِ حيكَ فؤادُها
لمَّا أطلَّتْ مِن حِسانِ عِظاتِ

شَرُفَتْ بذكرِ الخالداتِ مِن الحمى
وَمكارمِ العظَماءِ في الشرُفاتِ

من سالفِ الحَسَبِ الأثيلِ صباحُها
وَمَساؤها مُتَجَمِّلٌ مِن آتِ

لتلائمَ القلبَ الصَّدوقَ فلم يَلُمْ
طِيبَ المَعاني طَيِّبُ الخَطَراتِ

دَعها فَديْتُكَ تنهلُ النُّعمى فقد
أجريتَ فيها رائعَ الهمَسَاتِ

وَبها تهيمُ أصائلُ الوطنِ الذي
ما اعتادَ غيرَ نَسَائمِ الرَّحَماتِ

تَرِدُ السَّناءَ حَضارةً ، فكأنَّما
مَا اسْتعْذبَتْ إلا نَدى الحَضَراتِ

فَمِنَ الشِّمالِ حُبورُها وَعيونُها
وَمن الجنوبِ تَجــودُ بالبَسَماتِ

شرقيَّةُ العِرفانِ ترسُمُ ثَغرَها
دارُ السَّلامِ بأشرفِ الغاياتِ

فمضَتْ تُعانِقُ بالمشـاهدِ تارةً
أو تمنحُ الظمآى عيونَ فراتِ

فإذا ظِلالُ السِّحرِ بعضُ بيانِها
وَإذا القريضُ يضجُّ بالقُبُلاتِ

وإذا الأديبُ مُتيَّمٌ بعبيرها
شِعرًا وَذكرًا رائقَ المَلَكــاتِ

هو " ناظمُ الصَّرخيُّ " شاعرُها الذي
صَحِبَ الكبارَ وَنَخْوةَ المَهُجاتِ

يَسْتَبشِرُ الإبداعُ حينَ يزورُهُ
في جَلوةِ الإيقاعِ والخطَواتِ

يُعنى برَيْحَانِ البَديعِ رَواحُهُ
ليُقشِّبُ التَّرْصيعَ في الغدَواتِ

وَشهادتي مَجْروحةٌ في حَقِّ مَن
لمّا تُحِطْ بوفائهِ عَزَماتي

نُبْلٌ ، وإحساسُ الرَّحيقِ ، وَرؤيةٌ
وَسَريرةٌ بَيْضا ، وَطولُ أناةِ

حتى إذا انبثقتْ بدورُ شعورِهِ
عَذُبتْ لأهلي صورةُ التائاتِ

واليومَ فزتُ بذكــرهِ فتعطّرتْ
بنقاءِ أحبابِ الكبار حياتي

وعسايَ أنصِفُ في غنائي شاعرًا
تهفو إليه صبابةُ النَّاياتِ

أوَ ليسَ نَبْعيَّ الشَّمائلِ نِسْبةً
في دَوْحِهِ اتلفتْ جموعُ ثِقاتِ

هذي ، وتلك ، وفي القريضِ بقيَّةٌ
لا ريبَ يَجمعُ لونُها أشتاتي

**(( الكامل – 2018 ))**
--------------------
ما أجمل الإشادة بالوطن وربوعه ودرره الجميلة وبرجاله الموهوبين حين يسطرونه
بحروف من ذهب تبقى إرثا خالدا للأجيال . لله دركما من شاعرين تفتخر بهما هذه
الديار والأرض المقدسة أرض العراق الأبي . دام لكما الألق .ودمتما في رعاية الله وحفظه.

ألبير ذبيان
04-19-2018, 11:06 AM
ونعِّما الشاعران أنتما
بوركت الأنامل الكريمة المعطاءة
وحفظ الله العراق الحبيب من كل مكروه وسوء وكافة أقطارنا العربية الحزينة
دمتما بخير وعطاء
وسلمت حواسكم أيها القدير

محبتي والاحترام


تثبت

ليلى أمين
04-19-2018, 04:09 PM
بوركت حروفك السخية
ما أروعك من شاعر و أنت تهدي الاحبة ورودا بهذا الحجم!
دام نبضك
نعم الهادي ونعم المهدى إليه
دمت شاعرنا رمز فخرنا

ناظم الصرخي
04-19-2018, 11:59 PM
الله الله ما أروعك أخي الغالي شاعرنا القدير الأستاذ رياض
أنت مثال للنقاء في زمن النقاء وزمن الضياع والجفاء
فلك المجد أخي النبيل على مبادرتك الجميلة
قصيدة فاقت حروفي وأسعدت القلب وروحي
حيّاك الله وألف شكر
إمتناني وتقديري
وتحياتي العطرة

رياض شلال المحمدي
04-21-2018, 08:07 AM
احسنت وابدعت اخي الحبيب
الشاعر الاديب أ.رياض النجيب
درة جاءت ردا على درة
لله دركما من شاعرين كريمين
حفظكما الله ورعاكما
http://www.nabee-awatf.com/vb/attachment.php?attachmentid=896&stc=1&d=1506682597




أحسن الله إليك ودمت بخير وعافية دائما أبدا ، تقديري .

رياض شلال المحمدي
04-21-2018, 08:08 AM
نعم المهدي ونعم المهدى اليه

محبتي


وأنعم وأكرم بك أيها المعطاء ، تحيتي وسلامي .

رياض شلال المحمدي
04-21-2018, 08:10 AM
هو " ناظمُ الصَّرخيُّ " شاعرُها الذي
صَحِبَ الكبارَ وَنَخْوةَ المَهُجاتِ

يَسْتَبشِرُ الإبداعُ حينَ يزورُهُ
في جَلوةِ الإيقاعِ والخطَواتِ


وكلّنا نشهد لإبداعه وقلمه المكين
يا لهذا النص الفاره السامق
هنيئاً لنا شاعران بحجميكما
كلّ التقدير

وهنيئا لحرفي أن تمر به معاني الشواعر المبدعات ، تحيتي وتقديري .

رياض شلال المحمدي
04-21-2018, 08:11 AM
لله انتما من شاعربن
دام بيانكم و مداد ابداعكم
اجدتم و احسنتم شعرا
حفظكم الله

وفقكم الله وزادكم من فضله أنسا وحبورا ، محبتي .

عواطف عبداللطيف
04-22-2018, 12:56 PM
حياك الله هدية ثمينة
والنعم منكما
حلقتكما في سماء النبع بنقاء وود ومحبة ووفاء
حفظكما الله
دمت بألق
تحياتي

نزهان الكنعاني
04-23-2018, 04:40 PM
حياكما الله
نعم المهدي والمهدى إليه
ولله درّكما من شاعرين
يفضيان علينا من نفيس
الشعر دائما وأبدا
لكما مني كل الود
والمحبة

رياض شلال المحمدي
04-24-2018, 08:55 PM
ألـــوان الطيـــف (من وحي الشاعر ناظم الصرخي)

(ما بين قوسين أسماء لمدن عراقية)

ارْمِي سِـلَالَكِ وَاجْتَنِي مِنْ رَوْضَـتي
وَرْدًا نَديًّـــا عَــاطِـــــر النَّسَــــــمَاتِ

رَيَّـانَـةٌ وَالطّيـبُ نَـفْـحُ غَــدِيـِــرِهَـــا
وزَهَــتْ بِرَغْــمِ الْهَـــمّ وَالآهَــــــاتِ

هِيَ بَهْجَــــةٌ لِلنَّاظــرِيـنَ وَمُـتْـعَــــةٌ
هِيَ نُورُ هَـذَا الْكَــوْنِ وَالظّـلَـمَــــاتِ

هي رَوْضَةٌ صَـاغَ الإلـه جِنَـانَــــهَــا
لا تَسْــأَلِي مِنْ أَيْنَ لِي نَفَـحَـــــــاتِـي

حِلّيْ بِأَرْضِ الرَّافِــــدينِ لِتَــعْــرفــي
إنَّ التُّــــرَابَ يَضُــــوعُ بِالْبَــرَكَـــاتِ

رُسُــلٌ على مَـرِّ الْعُـصُــورِ تَوَاتَـرَتْ
إذ طَـهّـــــرتْــهُ بأَشْــــرَفِ الآيَـــــاتِ

الله أنْـزَلَـــهَـــا لتُصْلِــــحَ أنْـفُسًـــــــا
تَاهَـــتْ بـدرْبِ الْبَــــغْــيِ واللَّـــــذَّاتِ

فيها التُّـقَاةُ الصَّــالِحونَ يَحُــوطُهــمْ
نُورُ الإلـــــه بأَبْـهَـــــرِ الـهَـــــــالاتِ

فِيهَا الطَّـوَائِفُ والْمَذَاهـِــبُ في عَـلٍ
تَسْـمـو بِوَصْـلٍ جَــانَبَ الشُّبُــهَــــاتِ

إِلَّا الَّذي مَهَـنَ الْعَـمَـــالَـةَ والْخَنَــــــا
مـنْ حَــــطَّ مَــبْـيـــوعًــــا بــدولاراتِ

لَفَظتْــهُ أدْيَـــانُ السَّــمَاءِ بِعَــدْلِـــهــا
مَحَــقَـــتْ تلاعُــبَــــه بـمُـعْــتَـقَـــداتِ

مرّي على سَمْتِ الجِبـَــالِ لتُبْــصِري
نَجْـمًا يُغَـــازِلُ ظَبْــيَـةَ الْفَـلَـــــــــوَاتِ

(أَرْبِيلُ) عَاصِمَةُ النَّسِيـــمِ وَقِـلْـعَــــةٌ
وَهْــاجَـــــةٌ وَمَـلِيــحَـــةُ الْقَسَـمَــــاتِ

وَ(دْهــوكُ ) وَاحَـةُ مُلْتَـقَى لِطَـوَائِفٍ
آثارُهَـــــا شَــهَــدتْ إلى الأَشْتَــــــاتِ

وَعلى (السُّلَيْـمَانيَّـة) الـــدَّوْح الَـذِي
وَهَــــبَ الإلـــهُ رُباهُ خَيْـــرَ هِبَــــــاتِ

وبـ(نَيْنَـوَى) الْحَـدْبَاء صَرْحُ حَضَارَةٍ
مِعْطَــــاءَةٍ مَـزْهُـــــوَةِ السَّـــاحَــــــاتِ

هَذي(صَلَاح الدّيــــن) بَارَكَتِ اسْمُها
بِالْفَـــارِسِ الْمَنْصُـــورِ بِالصَّلَـــــواتِ

أَرْدى الْعَــدوَ وَحَـــرَّرَ الْقُــدْس الَّتي
كَانَـتْ تَـئِـنّ وَتَسْـكُـــب الْعَـبَـــــــــرَاتِ

شَرُفَتْ بـ(سـامــراءَ) سـرّتِ منْ رأى
وإمامِهَا (الهاديْ)* سَنَـا الْمِشْـــــكَاةِ


أُمُّ الْمَـــــآذن شَـعْشَـعَــتْ أَنْـوَارُهَــــــا
(أنْـبَــــارنَـا) خَـفْـــاقَــــة الـرَّايَــــــاتِ

مُحْتَـلّـهَــــــا مَا ذَاقَ يَـومَــــاً راحــــــةً
وَتَـجَــــــــرَّعَ الإذْلَالَ والْخَـيْــبَـــــــــاتِ

(فلْـوجَـةُ) الشَّــرَفِ الْمُقَـــاوِمِ رَايَـــــة
رَفَّــتْ عَلى الْودْيَــــانِ وَالْهَضَبَـــــــاتِ

للْبُـْرتُـقَــــالِ مَـدِينَـــــةٌ نَاءَتْ بـِهَــــــــا
وَيْـلَاتُ دَهْـــــــــرٍ بِئْــسَ مِـنْ وَيْـــلَاتِ

(دِيَـالَــى) مَدِينَــــةُ عِـــزَّة ٍ وَمَفَـاخِـــــرٍ
لَنْ يَنْـفَــــعَ التَّعْـتِيــــمُ عَنْ رَغَـبَـــــاتِي

أَحْيَيتُ ذِكْــرَى وَالفُــــــؤَادُ بِهِ ضَــنَـــى
فَتَقَــــافَـــزَ الـــرُّمَـــــانُ بالسَّــــــــــلّاتِ

وَخَمَـــائِـلُ الْقِـــــدّاحِ فَــــاحَ أَرِيجُـــــهَا
بيْـنَ الْبِيــــوتِ تَضُوعُ في الطُّرُقَــــــاتِ

(كـرْكُـــوك) أَحْـــلَى مَا تَـرَاهُ نَوَاظِـري
لَكنّــنِـي أَخْــــشَى مِـنَ العَــثَــــــــراتِ

يا بُؤْسَ قَـومٍ عَازِميـــنَ على النَّــــوَى
والـدّرْبُ وَعْــرٌ غَــصَّ بالآفَــــــــــــاتِ

إنّي رأَيَتُ على البَعِيــــــدِ فَتِيـــلَــــــــةً
مَـوقُــــوتَـــةً ذُخِـــــــرتْ لكَـــــرْبٍ آتِ

إذْ أنَّـك الشّــــرْيـانُ في وَاحَـــــاتِـنَــــــا
والْمُلْتَـــقَى لِطَــــــوَائـفٍ وصِــــــــــلاتِ

في (كَــــرْبَلَاءَ) دَمُ الشَّــهَـادةِ مُـزْهِـــرٌ
والرُّوضَتَــــانِ تَجُــــودُ بالنَّفَـحَـــــــاتِ

في رَوضَـةِ (النَّـجَـفِ)الشَّــرِيـفِ مَـآثِرٌ
وَمَفَاخِـــــرٌ غَـطَّـتْ على البَاحَـــــــــاتِ

فَإِذا انْتَخِيــــتَ بِيــــومِ عِــسْــــرٍ إنَّمَــا
ذِخْـــــرُ النَّبــيّ وَحَــــاضِــرُ الشّــــدَّاتِ

الْغَالِـــبُ الأَسَــدُ الْهُمَـــــامُ الْمُـرْتَضَـى
فَهــوَ الْكَفِيـــــلُ بِحَـــلِّ مَاهــوَ عَـــــاتِ

يَجْـــــلِـيْ بـإذْنِ الله كـــلَّ مُــلِـمَّــــــــــةٍ
مُجْليْ الْهُمُـــومَ وَفَــارجُ الْـكَــرَبـــــاتِ

أَمَّـا (بِبَـابِـلَ) فَالْجَنَـــائِـــنُ شَـــاهِــــــدٌ
في رَوْعَــــةِ الْـمِعْــمَـــــارِ والإنْبَـــــاتِ

مِنْ بَخْـت نَصْــرَ تَوَاتَــرَتْ أَمْجَــــادُهَــا
بِبـزُوغِ نُـــــــــورٍ بَــــدَّدَ الظُّـلُـمَـــــــاتِ

غَلَّ الْيَـهُــــودَ بِغَـــــــزْوةٍ لَمَّــــا تَـزَلْ
أَوْجَــــاعُـــــهَا مَحْـفُـــــورَةً بِثَـبَـــــــاتِ

و(الْقَـــادِسِيّـــةُ) معْـلَــــمٌ وحــضــــارةٌ
فِيــهَا تَـجَـلّــــــتِ أَرْوُع الْغَــــــــــزَواتِ

فَتَحَـطَّـمَـتْ تِيـجَـــانُ كِـسْرَى وَانْطَــوَتْ
صَفَحَــــاتَ كُــفْـــرٍ جَـــرَّتِ الوَيْــــــلاتِ

نَخْــلُ (السَّــمَاوَةِ) طَبْـــعُهُ مِنْ طَبْـعِــنَـا
لايَنْـحَـنِــي للْــــــــذِلِّ والإسْــــبَــــــــاتِ

طَبَــعَ (المُثَـــنّى) بَصْـمــةً في أَرْضِـــهِ
في الْبـــأْسِ وَالإيْثَـــــارِ والْـوَثَبَـــــــاتِ

(وَاسِـــطْ) مَدِينَـــــةُ عِــــزَّةٍ وثقــافـــــةٍ
وَالْمُلْتَــقَـى لِجَـــوانِـــــبٍ وجِهَــــــــــاتِ

في النَّحْـــو أَغْنَى نَفْطَــويـه مَعَــــالِــماً
في مَـنْطَـقِ الإسْنَــــــادِ والإِثْبــــــــــاتِ

والشّـعْـــرُ فِيــهَا مَنْجَــــــمٌ يَاقُــوتــــــهُ
مُتَنَبْـــــئ الدِّيـــــــوَانِ والسَّـــاحـــــــاتِ

فَخـرَتْ بِـمَــرْقَـــدِه الدِّيَــــار وَصَـافَـحَتْ
أفْـكَــــــارَه والشّــــــعــرَ والخَـلَجــــــاتِ

(ذِي قَـــــــارُ) مـرآةٌ لِتَــارِيـخٍ سَــمَـــــا
أورٌ وَسَـــومَـــرُ وَمْـضَـــةُ الْـمــــــــرآةِ

زَقْـــــوُرَةٌ تَحْـــكِــي غِـنَـى آثَـارِهَـــــــــا
وَمَعَـــالِــــمٍ قَـدْ تَمْـــــلأ الصَـفَــحَــــــاتِ

ولآلِ إبـراهـيـــــمَ فيــــهَـا شَــــاهِــــــــدٌ
بـَيـــتُ النُّبــــوّةِ عَـامِـــــر الحُجُــــــراتِ

وَخُـطَى النّــبيّ الْحَـــقّ خَيْـرُ شَــواهــدٍ
لِطَـهَــــــارَةٍ ومَــــآثِــــــرٍ وصِـــفَــــــاتِ

لَو فَـــاحَ دِجْـــلَــة في(الْعُزِيـرَ) تَنَسَّـمِي
لِقَـرَنْفُــــــلٍ يَـسْــــري مَعَ النّسَمَـــــــاتِ

بِضَريح (عِزرا)* قَدْ تَمَجَّـــد ذكـــرهــا
الْمَيّــــت الْمَبْعُـــــــــــوث للْحَيَــــــواتِ

(مَيْـسَــانُ) يَا مَهْــدَ الطُّـفُــولَـةِ والْمُـنَى
لَمْ تَبْــرَحِي حُـــــزْنِي وَلا مَلْـــــهَـاتِــي

جَــرَّبْــــتُ فِيــــكِ مَحَبَّـــــــةً لاتَـنْـتَـــهِي
وَوَجَــــدْتُ فِيــــكِ مَـسَـــــــرَّةً لِلآتِـــــي

(الْبَصْـرةُ) الْفَيْــــحَـاءُ ثَغْـــــرٌ بَاسِــــــمٌ
والنَّخـــلُ جَـــــــادَ عَليـه بالْبَسَــــــمَـاتِ

أَرْضٌ مُبَــارَكَــــةٌ تَضُــوعُ مَحَـــبـــــــةً
وَمَـعِـيْـنُــــهَا بَاقٍ مَـعَ السَّـــنَـــــــــوَاتِ

فَـتَـرَى الْفَـرَاهِيـــــدِيَّ سَــنَّ قَــوَاعِـــــدًا
للشّــعْــــــرِ في وَزْنٍ ومِنْ نَـغَــمَـــــــاتِ

والْجَهْبَـــذَ الْبَـــصْـريّ نُـور مَنَــــــــارةٍ
للْعِــــلْــــــمِ والآدابِ والصَـحَــــــــــوَاتِ

سيّـــــابَــهـا جِيــــكُورَهَــا وَبويــبَــــهـا
وبِهَــا الْتَــقَى النَّـهْـــــرَانِ كَالآيَــــــــاتِ

نَخْــــلُ(الخَصِيــــبِ) مُبَـــــارَكٌ وَتَرَيــنَهُ
يَـزْهُــو بِرَغْـــمِ الْــــوَأَدِ والنَّــكَبـَـــــــاتِ

للعُـــــرْبِ شَـــــطٌّ نَبْـــضُــهُ سَـــامٍ بِــها
(وَالْـفَــــاو) وَجْــــهٌ وَاسِـــعُ الْحَـدَقَـــاتِ

مـرّي على بَـوْحِ الْعُــطُـــــورِ وَنَبْعِـــهَـا
سَـتَــرَينَ نَزْفَ الْمِسْــــكِ مِنْ كَـلِمَـــاتِي

بَغْــــــدَادُ رُوحُ الْعَـــصْــرِ في أَوْدَاجِـنَــا
عَـبَـقُ السّنِيــــن وَمَكْمَـنُ الْجَـمَــــــراتِ

تَشّــذو بِعِـطْــر(الْكَاظِمَيــن)* وَتَزْدَهِــي
بِـ(أبي حنيــفـةَ )* سَــامِي الدَّرَجَـــــاتِ

بَغْــــــدَادُ إنّ شَــــهَادتي مَـجْــــــروحَـةٌ
فَالنَّبْـــضُ أَنْـتِ وَقُــبْــلَـةُ النَّـظَــــــــرَاتِ

بَابُ السَّـــنَـا وشُــمُـوسُـــهُ والْمُجْـتَــنَى
قَـمَـــرُ الرَّشِيــــد يَضُوعُ في الْوَاحَـــاتِ

الكامــــل


*الهادي :هو الإمام علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السَّلام)

*عزرا: يقال عنه عزير ويقال أنه نبي من أنبياء الله انزله الله على بني اسرائيل وهناك رأي آخر يقول انه رجل صالح وهو حبر من أحبار بني اسرائيل . ويقال أن نسبه يعود إلى لاوي بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم عليهم السلام . حيث قال تعالى: (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) وقد ورد ذكره في القران، في موضع آخر حيث قال الله تعالى (( وقالت اليهود عزير ابن الله )
*الكاظمين :هما الإمام موسى الكاظم والإمام محمد الجواد (عليهما السلام) ومرقداهما في مدينة الكاظمية
*أبو حنيفة :هو أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي صاحب المذهب الحنفي في الفقه الإسلامي
------------------------------
عيون الفرات (من وحي الشاعر رياض شلال المحمدي)
مُهداة إلى الأستاذ الشاعر ناظم الصرخي ، من وحي قصيدته ( ألوان الطيف ) ، مع التقدير :

نَصَعَتْ ، فَجَادَتْ غَيْرَةُ النَّفَحَاتِ
تَسْتَصْحِبُ الآمالَ والدَّعَواتِ

وَتَوقَّدَتْ قُدُمًا ، يُضيءُ جَمالُها
رُتبَ البَيانِ ، وَفرقدَ الوَمَضَاتِ

عِبَرٌ تزيَّا بالرَّشادِ بَواحُها
وتزيَّنَتْ بروائحِ السَّرَوَاتِ

لُمَعٌ مِن الإحسانِ حيكَ فؤادُها
لمَّا أطلَّتْ مِن حِسانِ عِظاتِ

شَرُفَتْ بذكرِ الخالداتِ مِن الحمى
وَمكارمِ العظَماءِ في الشرُفاتِ

من سالفِ الحَسَبِ الأثيلِ صباحُها
وَمَساؤها مُتَجَمِّلٌ مِن آتِ

لتلائمَ القلبَ الصَّدوقَ فلم يَلُمْ
طِيبَ المَعاني طَيِّبُ الخَطَراتِ

دَعها فَديْتُكَ تنهلُ النُّعمى فقد
أجريتَ فيها رائعَ الهمَسَاتِ

وَبها تهيمُ أصائلُ الوطنِ الذي
ما اعتادَ غيرَ نَسَائمِ الرَّحَماتِ

تَرِدُ السَّناءَ حَضارةً ، فكأنَّما
مَا اسْتعْذبَتْ إلا نَدى الحَضَراتِ

فَمِنَ الشِّمالِ حُبورُها وَعيونُها
وَمن الجنوبِ تَجــودُ بالبَسَماتِ

شرقيَّةُ العِرفانِ ترسُمُ ثَغرَها
دارُ السَّلامِ بأشرفِ الغاياتِ

فمضَتْ تُعانِقُ بالمشـاهدِ تارةً
أو تمنحُ الظمآى عيونَ فراتِ

فإذا ظِلالُ السِّحرِ بعضُ بيانِها
وَإذا القريضُ يضجُّ بالقُبُلاتِ

وإذا الأديبُ مُتيَّمٌ بعبيرها
شِعرًا وَذكرًا رائقَ المَلَكــاتِ

هو " ناظمُ الصَّرخيُّ " شاعرُها الذي
صَحِبَ الكبارَ وَنَخْوةَ المَهُجاتِ

يَسْتَبشِرُ الإبداعُ حينَ يزورُهُ
في جَلوةِ الإيقاعِ والخطَواتِ

يُعنى برَيْحَانِ البَديعِ رَواحُهُ
ليُقشِّبُ التَّرْصيعَ في الغدَواتِ

وَشهادتي مَجْروحةٌ في حَقِّ مَن
لمّا تُحِطْ بوفائهِ عَزَماتي

نُبْلٌ ، وإحساسُ الرَّحيقِ ، وَرؤيةٌ
وَسَريرةٌ بَيْضا ، وَطولُ أناةِ

حتى إذا انبثقتْ بدورُ شعورِهِ
عَذُبتْ لأهلي صورةُ التائاتِ

واليومَ فزتُ بذكــرهِ فتعطّرتْ
بنقاءِ أحبابِ الكبار حياتي

وعسايَ أنصِفُ في غنائي شاعرًا
تهفو إليه صبابةُ النَّاياتِ

أوَ ليسَ نَبْعيَّ الشَّمائلِ نِسْبةً
في دَوْحِهِ اتلفتْ جموعُ ثِقاتِ

هذي ، وتلك ، وفي القريضِ بقيَّةٌ
لا ريبَ يَجمعُ لونُها أشتاتي

**(( الكامل – 2018 ))**
--------------------
ما أجمل الإشادة بالوطن وربوعه ودرره الجميلة وبرجاله الموهوبين حين يسطرونه
بحروف من ذهب تبقى إرثا خالدا للأجيال . لله دركما من شاعرين تفتخر بهما هذه
الديار والأرض المقدسة أرض العراق الأبي . دام لكما الألق .ودمتما في رعاية الله وحفظه.

بوركت وسلمت أيها الشاعر الكبير في القلب مقامه ، تحيتي وتقديري
لمرورك العذب الرائع ، مع كثير ود .