المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اندحــار


الفرحان بوعزة
07-07-2018, 10:42 PM
تشترط وتشترط، لهثت نحو السراب. يبس عودها، اختفت نضارتها.
يوما سألت "رأسها"، تجملت، اختارت ألوانا صارخة. اعترضتها أمها وهي تبتسم، إلى أين؟
ــ لي موعد مع الشيطان.

الوليد دويكات
07-08-2018, 12:23 AM
عميقة ورائعة ...
كانت تُجيد الرفض وعندما فات الأوان لجأت لطرق شيطانية
نص فيه تصوير دقيق لجانب نراه ...

رائع أنت

الوليد دويكات
07-08-2018, 12:23 AM
يسعدني أن أكون أول العابرين هذا الفضاء الجميل

ألبير ذبيان
07-08-2018, 09:21 AM
بلى.. حيث بات الشيطان حجة نعلق عليها آثامنا!!
سلمت أناملكم أيها القدير
محبتي

محمد خالد بديوي
07-08-2018, 11:44 AM
تشترط وتشترط، لهثت نحو السراب. يبس عودها، اختفت نضارتها.
يوما سألت "رأسها"، تجملت، اختارت ألوانا صارخة. اعترضتها أمها وهي تبتسم، إلى أين؟
ــ لي موعد مع الشيطان.





حكائية (نفيسة) بمعانيها العميقة ورسالتها
الاجتماعية الإنسانية البليغة الهادفة. تبدأ
من عنوان قوي...

{اندحـــار}

بمعنى الهزيمة والانكسار، والتحطم. ومن معانيها أيضا
الدفع والابعاد، وقد جاء في الأثر:
(ما من يوم إبليس فيه أدحر ولا أدحق منه في يوم عرفة}
والدحر هنا على سبيل الإذلال والمهانة كما قيل.
وفي محكم التنزيل:

{أخرج منها مذءوما مدحورا}
وقد قيل في معناها : الطرد والابعاد.

وقبل الاندحار والسقوط وهو ما آل إليه حال (البطلة) كانت
يانعة وإن لم يقل النص هذا. وما يرجح هذا هو أنها وكما
وصفها (النص) كانت ..

{تشترط وتشترط}

إذن كانت كثيرة الشروط بدوافع
الرغبات وما تأمر به النفس من رفعة عيش، وحياة
بذخ وشهوات، مستندة على ما تملك من امكانيات
جمالية مطلوبة في هذا العصر. ثم يقول النص أنها:

{لهثت نحو السراب}

وبهذه الجملة الدقيقة التي اختزلت
سنوات كثيرة، نجدها قد بالغت الى درجة لم تشعر بمرور
الزمن.. ودون أن تنتبه الى (درب) لا يفضي إلا الى السراب.
لهذا سقطت في هوة سحيقة ..وطردت من رحمة واسعة.!
هذا ضيق عليها الدرب الواسع، وقلل من الفرص الكثيرة
المتاحة أمامها حين كانت تملك الخيار..نشعر بهذا من خلال:

{ يبس عودها، اختفت نضارتها.}

وتتجلى براعة أستاذنا القاص القدير الفرحان بو عزة من خلال
سؤال خطير تطلقه (البطلة) الى رأسها، دون أن تترجم اللغة هذا
السؤال، ولا (الاجابة) عليه. تاركا تشكيل السؤال للمتلقي،وكذلك
ترك تشكيل إجابته للمتلقي وإن جعل الإجابة تبدو (ككائن حي ) يتحرك
ويحرك (البطلة) فقال النص:

{تجملت، اختارت ألوانا صارخة.}

حركة اقتضت الاعتراض من أمها وسؤالها عن وجهتها..

{ إلى أين}

لم تتردد في الإجابة، رغم ضياع عمرها هدرا بسبب التردد
وشروط كثيرة وكبيرة ساهمت باختفاء نضارتها..

{لي موعد مع الشيطان.}

إجابة سريعة..جاءت بعد سؤال. وسؤال جاء بعد
أن (يبس عودها) وبعد دفع غايته الطرد والابعاد
ترتب عليه سقوط مريع.!

حين قرأت إجابة (البطلة) خطر لي انها إجابة مباشرة
ومن وجهين.. الأول: أن البطلة لم تراوغ والدتها ولم
تحاول خداعها، على العكس تماما، قالت ما تنوي فعله
بكل صراحة. الثاني: النص لم يراوغ أيضا..ولم يحاول
استدراج المتلقي الى افتراض حدوث ما يتناقض مع
ما ستكون عليه القفلة، ومع ذلك فإن (الصدمة) حدثت.
وفعل الدهشة لم يخفت بريقه..!
ربما لأن هذا (القص) ومن خلال (البطلة) كان يصور فعل
السقوط الذي بدأ من نقطة واضحة وكبيرة وهي الــ اندحار ــ
الى نقطة في أسفل قاع هاوية سحيقة. هذا الرصد وتصويره
يحتاج الى دقة واتقان من ناحية.. ولأنه نتيجة حتمية يتجذب إليها
القارئ بمقدار براعة المصور وقدراته في انتقاء اللقطات
والصياغة المناسبة للحدث من ناحية أخرى.. فنحن ما بين
ــ اندحار ــ يشكل علاقة وثيقة مع (الشيطان) حسب موروثنا
الديني..وأعرافنا عموما.. و(موعد مع الشيطان) النتيجة الحتمية
لمن اندحر، وبدأ سقوطه منذ زمن وما ننتظره هو وصول المندحر
الى مكانته التي يستحقها. فكان التخلي عن الشروط السابقة والانصياع
الى الرغبات السابقة دون شرط أو قيد..وبالتالي الوقوع في شَرَك الرذيلة
والخطيئة..!!

لذلك أجد نفسي منحازا الى أن الحكائية جاءت منطقية وحققت شروطها تماما
فكنت وكأنني (أشاهد فيلما) لرواية قرأتها سابقا. وسيدو طبيعيا أن تختلف بعض
الأحداث، وقد أتوقع نهاية مختلفة في (تصويرها وتصورها) لكنها لن تتناقض مع
المعنى المراد منها ولن تبتعد عن مراميها.


أديبنا القدير القاص الفرحان بو عزة

استمتعت وأنا أتناول هذا الحرف المضئ
هذا الصباح لما فيه من اتقان وتمكن الكاتب
الخبير الذي يملك أداوت متطورة وثقافة
واسعة ووعي كبير.

بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقدير

هديل الدليمي
07-08-2018, 04:54 PM
فاتها القطار ولم تبق لها سوى وجهة واحدة
هذه هي نهاية كلّ مغرور
قصة معبرة بتكثيف ذكي
دام لك الألق أديبنا القدير الفرحان بوعزة
كلّ البيلسان

الفرحان بوعزة
07-08-2018, 09:09 PM
عميقة ورائعة ...
كانت تُجيد الرفض وعندما فات الأوان لجأت لطرق شيطانية
نص فيه تصوير دقيق لجانب نراه ...

رائع أنت
شكرا لك أخي المبدع المتألق الوليد على قراءتك المركزة ،
شكرا على كلمتك الطيبة وإشادتك المشجعة ، تشجيع أعتز به ..
محبتي وتقديري

الفرحان بوعزة
07-08-2018, 09:12 PM
يسعدني أن أكون أول العابرين هذا الفضاء الجميل

سررت أخي الوليد باهتمامك النبيل ،اهتمام أعتز به ..
مرور طيب وهادف ومشجع ..
محبتي وتقديري

الفرحان بوعزة
07-08-2018, 09:16 PM
بلى.. حيث بات الشيطان حجة نعلق عليها آثامنا!!
سلمت أناملكم أيها القدير
محبتي
سلام الله عليكم أخي المبدع المتألق ألبير ..
فعلا ،عندما نخطئ أو نضيع الفرصة ، أو نفشل في تحقيق هدف ما نتهم الشيطان ،
شكرا على قراءتك القيمة ، شكرا على تواصلك الدائم ، تشجيع أعتز به ..
محبتي وتقديري

الفرحان بوعزة
07-08-2018, 09:17 PM
دوما تفاجئني بقراءتك القيمة أخي المبدع المتألق محمد خالد ، قراءة مبنية على تفكيك المبنى والمعنى للوصول إلى ما يرد أن يقوله النص ،مع فتح تلك الفجوات الخفية ،وإعادة تشكيلها تشكيلا منسجما مع دلالات النص ..
إنه الإبداع فوق الإبداع.. قراءاتك أخي محمد تجعل النص يتنفس من عمقه نحو حياة جديدة تحييه وتخلده أدبيا ومعرفيا وثقافيا. لا أطيل شكرا على تواصلك القيم والمفيد ،
استفدت كثيرا من طريقة تحليلك للنصوص ،وكيفية استدراجها لتبوح أكثر بناء على التجربة والثقافة وامتلاك مهارة لخرق النصوص ونبشها من أجل بنائها من جديد..
شكرا على اهتمامك النبيل ،تشجيع أعتز به ..
محبتي وتقديري

الفرحان بوعزة
07-08-2018, 09:21 PM
فاتها القطار ولم تبق لها سوى وجهة واحدة
هذه هي نهاية كلّ مغرور
قصة معبرة بتكثيف ذكي
دام لك الألق أديبنا القدير الفرحان بوعزة
كلّ البيلسان

المبدعة المتألقة هديل تحية طيبة ..
شكرا على قراءتك الموجزة والمركزة ، فعلا ،اغترت بحسنها أو مكانتها فلم تظفر بأي شيء .
خسرت نفسها وجسدها وقيمتها في الحياة .. الفرصة لا تعاد عدة مرات ..
شكرا على كلمتك الطيبة ،كلمة أعتز بها ..
مودتي وتقديري

قصي المحمود
07-09-2018, 12:48 AM
تشترط وتشترط، لهثت نحو السراب. يبس عودها، اختفت نضارتها.
يوما سألت "رأسها"، تجملت، اختارت ألوانا صارخة. اعترضتها أمها وهي تبتسم، إلى أين؟
ــ لي موعد مع الشيطان.
التقاطة ذكية مجتمعية كما عودنا الفرحان في كامرته اللغوية الإجتماعية
نص يستحق الأشادة والتقدير لكاتبه الزميل الصديق الفرحان

قصي المحمود
07-09-2018, 12:50 AM
للتثبيت لتثمين هذا النص

عواطف عبداللطيف
07-09-2018, 01:01 PM
عندما مرَّ الزمن بسرعة
لجأت إلى طريق جديد لعلها تجد ضالتها فيه

يرفضون ويشترطون متناسين إن الأيام تمر وكل يوم يمر يأخذ معه الكثير منا

نص جسدَّ صورة من صور الواقع بدقة وألق

تحياتي

الفرحان بوعزة
07-09-2018, 11:34 PM
التقاطة ذكية مجتمعية كما عودنا الفرحان في كامرته اللغوية الإجتماعية
نص يستحق الأشادة والتقدير لكاتبه الزميل الصديق الفرحان



المبدع المتألق قصي تحية طيبة ..
شكرا على قراءتك الهادفة والمركزة ،
شكرا على كلمتك الطيبة ،تشجيع أعتز بها ..
مودتي وتقديري

الفرحان بوعزة
07-09-2018, 11:37 PM
عندما مرَّ الزمن بسرعة
لجأت إلى طريق جديد لعلها تجد ضالتها فيه

يرفضون ويشترطون متناسين إن الأيام تمر وكل يوم يمر يأخذ معه الكثير منا

نص جسدَّ صورة من صور الواقع بدقة وألق

تحياتي

المبدعة المتألقة عواطف تحية طيبة ..
شكرا على قراءتك القيمة لهذا النص المتواضع.
ضياع العمر وضياع الأسرة والمكانة الاجتماعية .
شكرا على كلمتك الطيبة ،كلمة أعتز بها ..
مودتي وتقديري