عواطف عبداللطيف
10-12-2018, 11:50 PM
أبو اسحاق الألبيري
375 - 460 هـ / 985 - 1067 م
إبراهيم بن مسعود بن سعد التُجيبي الإلبيري أبو إسحاق.
شاعر أندلسي، أصله من أهل حصن العقاب، اشتهر بغرناطة
شعره كله في الحكم والمواعظ،
وهذه قصيدة له يخاطب ابنه أبابكر حاظا له على التزود و النهل من العلم والتخلق بطيب الأخلاق والفعال
(تَفُتُّ فُؤادَكَ الأَيّامُ فَتّا.)
وَ نَفسَـكَ ذُمَّ لا تَذمُـم سِـواها
تَفُتُّ فُـؤَادَكَ الأَيَّــامُ فَـتّا * وَ تَنحِتُ جِسمَكَ السّاعَاتُ نَحتا
وَتَدعوكَ الـمَنونُ دُعاءَ صِدقٍ * أَلا يا صـاحِ أَنـتَ أُريدُ أَنـتا
أَراكَ تُحِـبُّ عِرسًا ذاتَ غَدرٍ * أَبَتَّ طَـلاقَـها الأَكيـاسُ بَتّا
تَنامُ الدَهرَ وَيْحَكَ في غَطيـطٍ * بِـها حَـتّى إِذا مِـتَّ اِنتَبَـهتا
فَكَم ذا أَنتَ مَخـدوعٌ وَ حَتّى * مَـتى لا تَرعَـوي عَنها وَ حَتّى
أَبا بَـكرٍ دَعَوتُـكَ لَو أَجَبتا * إِلى مـا فيهِ حَظُّـكَ إِن عَقَلتـا
إِلى عِـلمٍ تَكـونُ بِهِ إِمـامًا * مُطـاعًـا إِن نَهَيتَ وَإِن أَمَـرتا
وَتَجلو ما بِعَينِكَ مِـن عَشاها * وَتَهـديكَ السَبيـلَ إِذا ضَـلَلتا
وَتَحمِـلُ مِنهُ في ناديكَ تاجًـا * وَيَكسـوكَ الجَمـالَ إِذا اغتَرَبتا
يَنالُكَ نَفعُـهُ مادُمـتَ حَـيًّا * وَيَبقـى ذُخـرُهُ لَكَ إِن ذَهَـبتا
هُـوَ العَضبُ المُهَنَّدُ لَيسَ يَنبو * تُصيبُ بِـهِ مَقـاتِلَ مَـنْ ضَرَبتا
وَ كَنزٌ لا تَخـافُ عَلَيـهِ لِصًّا * خَفيفُ الحَملِ يوجَـدُ حَيثُ كُنتا
يَـزيدُ بِكَثـرَةِ الإِنفـاقِ مِنهُ * وَينقُــصُ إِن بِهِ كَفًّا شَـدَدتا
فَلَو قَـد ذُقتَ مِن حَلواهُ طَعمًا * لآثَــرتَ التَعَلُّــمَ وَاجتَهَدتا
وَلَم يَشغَلَكَ عَنهُ هَوى مُـطاعٌ * وَ لا دُنيَــا بِـزُخرُفِهـا فُتِنتا
وَلا أَلــهاكَ عَنهُ أَنيقُ رَوضٍ * وَ لا خِــدرٌ بِرَبرَبِـهِ كَـلِفتا
فَقُوتُ الروحِ أَرواحُ المَعـاني * وَلَيـسَ بِأَن طَـعِمتَ وَأَن شَرِبتا
فَواظِبهُ وَ خُـذ بِالجِـدِّ فـيهِ * فَإِن أَعطــاكَهُ اللهُ أَخَــذتا
وَ إِن أوتيتَ فيـهِ طَـويلَ باعٍ * وَقـالَ النـاسُ إِنَّكَ قَـد سَبَقتا
فَـلا تَأمَـن سُـؤالَ اللهِ عَنهُ * بِتَوبيـخٍ عَـلِمتَ فَـهَل عَمِلتا
فَرَأسُ العِلـمِ تَقـوى اللهِ حَقًّا * وَ لَيـسَ بِأَن يُقـال لَقَد رَأَستا
وَ ضـافي ثَوبكَ الإِحسانُ لا أَن * تُرى ثَـوبَ الإِساءَةِ قَـد لَبِستا
إِذا مـا لَم يُفِـدكَ العِلمُ خَيرًا * فَخَيرٌ مِنـهُ أَن لَو قَـد جَـهِلتا
وَ إِن أَلقـاكَ فَهمُـكَ في مَهاوٍ * فَلَيتَـكَ ثُـمَّ لَيتَـكَ ما فَهِمتا
سَتَجني مِن ثِمارِ العَجـزِ جَهلًا * وَ تَصغُـرُ في العُيـونِ إِذا كَبُرتا
وَتُفقَدُ إِن جَـهِلتَ وَأَنـتَ باقٍ * وَ توجَـدُ إِن عَلِمتَ وَقَد فُقِدتا
وَ تَـذكُرُ قَـولَتي لَكَ بَعدَ حينٍ * وَ تَغبِطُهـا إِذا عَنهـا شُـغِلتا
لَسَـوفَ تَعَـضُّ مِن نَدَمٍ عَلَيها * وَمـا تُغـني النَدامَةُ إِن نَدِمتا
إِذا أَبصَـرتَ صَحبَكَ في سَماءٍ * قَد ارتَفَعـوا عَلَيكَ وَ قَد سَفَلتا
فَراجِعهـا وَ دَع عَنـكَ الهُوَينى * فَمـا بِالبُطءِ تُـدرِكُ مَا طَلَبتا
وَلا تَحفِـل بِمـالِكَ وَ الْهُ عَنهُ * فَلَيسَ المـالُ إِلا مـا عَـلِمتا
وَ لَيسَ لِجاهِـلٍ في الناسِ مَعنىً * وَ لَو مُلكُ العِـراقِ لَهُ تَـأَتّى
سَيَنطِـقُ عَنكَ عِلمُكَ في نَـدِيٍّ * وَ يُكتَبُ عَنـكَ يَومًا إِن كَتَبتا
وَ مَـا يُغنيكَ تَشيِيـدُ المَبـاني * إِذا بِالجـَهلِ نَفسَكَ قَد هَدَمتَا
جَعَـلتَ المـالَ فَوقَ العِلمِ جَهلًا * لَعَمـرُكَ في القَضيَّةِ ما عَدَلتا
وَ بَينَهُمَـا بِنَـصِّ الوَحـيِ بَونٌ * سَتَعـلَمُهُ إِذا طَــهَ قَـرَأتا
لَئِن رَفَــعَ الغَنيُّ لِواءَ مــالٍ * لَأَنتَ لِـواءَ عِلمِكَ قَد رَفَعتا
وَإِن جَلَـسَ الغَنيُّ عَلى الحَشايا * لَأَنتَ عَلى الكَواكِبِ قَد جَلَستا
وَ إِن رَكِـبَ الجِيادَ مُسَوَّمـاتٍ * لَأَنتَ مَنـاهِجَ التَّقـوى رَكِبتا
وَمَهما اِفتَـضَّ أَبكـارَ الغَـواني * فَكَم بِكرٍ مِنَ الحِكَمِ اِفتَضَضتا
وَ لَيسَ يَضُـرُّكَ الإِقتــارُ شَيئًا * إِذا مـا أَنتَ رَبَّـكَ قَد عَرَفتا
فَمـا عِنـدَهُ لَكَ مـِن جَميـلٍ * إِذا بِفِنــاءِ طـاعَتِـهِ أَنَختَا
فَقابِل بِالقَبـولِ صَحيحَ نُصحي * فَإِن أَعرَضتَ عَنهُ فَقَد خَسِرتا
وَ إِنْ راعَـيتَهُ قَـولاً وَ فـِعـلا * وَتاجَــرتَ الإِلَهَ بِـهِ رَبِحتا
فَلَيسَـت هَـذِهِ الدُنيـا بِشَيءٍ * تَسـوؤُكَ حُـقبَةً وَ تَسُرُّ وَقتا
وَ غـايَتُهـا إِذا فَكَـرَّت فيهـا * كَفَيئِكَ أَو كَحُلمِكَ إِن حَلَمتا
سُجِـنتَ بِهـا وَ أَنتَ لَها مُحِبٌّ * فَكَيفَ تُحِـبُّ ما فيهِ سُجِنتا
وَتُطعِمُـكَ الطَعَـامَ وَ عَن قَريبٍ * سَتَطعَـمُ مِنكَ ما مِنها طَعِمتا
وَ تَعرى إِن لَبِسـتَ لَها ثِيــابًا * وَ تُكسى إِن مَـلابِسَها خَلَعتا
وَتَشهَـدُ كُـلَّ يَومٍ دَفـنَ خِلٍّ * كَأَنَّـكَ لا تُـرادُ بِما شَهِدتا
وَ لَـم تُخلَـق لِتَعمُـرها وَ لَكِن * لِتَعبُرَهـا فَجِـدَّ لِمـا خُلِقتا
وَإِن هُدِمَت فَـزِدها أَنتَ هَـدمًا * وَحَصِّن أَمرَ دينِكَ ما اِستَطَعتا
وَ لا تَحـزَن عَلى ما فـاتَ مِنها * إِذا مـا أَنتَ في أُخـراكَ فُزتا
فَلَيسَ بِنافِـعٍ مـا نِلــتَ فيها * مـِنَ الفاني إِذا البـاقي حُرِمتا
وَ لا تَضحَك مَعَ السُفَهـاءِ لَهوًا * فَإِنَّكَ سَوفَ تَبكي إِن ضَحِكتا
وَكَيفَ لَكَ السُرورُ وَأَنتَ رَهـنٌ * وَلا تَدري أَتُفـدى أَم غَـلِقتا
وَسَـل مِن رَبِّـكَ التَوفيـقَ فيها * وَأَخلِص في السُؤالِ إِذا سَأَلتا
وَ نادِ إِذا سَجَـدتَ لَهُ اِعتِـرافًا * بِما ناداهُ ذو النـونِ بنُ مَتّى
وَ لازِم بابَـهُ قَرعًـا عَســاهُ * سَيفتَــحُ بابَهُ لَكَ إِن قَرَعتا
وَأَكثِـر ذِكـرَهُ في الأَرضِ دَأبًا * لِتُذكَرَ في السَّمـاءِ إِذا ذَكَرتا
وَ لا تَقُـل الصِبا فيـهِ مَجـالٌ * وَفَـكِّر كَم صَـغيرٍ قَد دَفَنتا
وَ قُـل لي يا نَصيـحُ لأَنتَ أَولى * بِنُصحِكَ لَو بِعَقلِكَ قَد نَظَرتا
تُقَطِّعُنـي عَـلى التَفريـطِ لَومًا * وَبِالتَفريـطِ دَهرَكَ قَد قَطَعتا
وَ في صِـغَري تُخَوِّفُنـي الـمَنايا * وَ ما تَجري بِبالِكَ حينَ شِختا
وَكُنتَ مَـعَ الصِبا أَهـدى سَبيلًا * فَما لَكَ بَعدَ شَيبِكَ قَد نُكِستا
وَها أَنا لَم أَخُـض بَحـرَ الخَطايا * كَما قَـد خُضتَهُ حَتّى غَرِقتا
وَ لَـم أَشـرَب حُـمَيًّا أُمِّ دَفـرٍ * وَ أَنتَ شَرِبتَـها حَتّى سَكِرتا
وَلَم أَحـلُل بِـوادٍ فيـهِ ظُـلمٌ * وَأَنتَ حَلَلتَ فيهِ وَ اِنْـهَمَلتا
وَلـَم أَنشَـأ بِعَصـرٍ فيهِ نَفـعٌ * وَ أَنتَ نَشَأتَ فيهِ وَ ما انتَفَعتا
وَ قَد صاحَبـتَ أَعـلامًا كِبـارًا * وَ لَم أَرَكَ اِقتَدَيتَ بِمَن صَحِبتا
وَنـاداكَ الكِتـابُ فَلَـم تُجِبـهُ * وَنَهنَهَكَ المَشيـبُ فَما اِنتَبَهتا
لَيَقبُـحُ بِالفَتـى فِعـلُ التَصـابي * و َأَقبَـحُ مِنهُ شَيـخٌ قَد تَفَتّى
فَأَنـتَ أَحَـقُّ بِالتَفنيـدِ مِنّـي * وَلو سَكَتَ المُسيءُ لَما نَطَقتا
وَ نَفسَـكَ ذُمَّ لا تَذمُـم سِـواها * بِعَيـبٍ فَهِيَ أَجدَرُ مَن ذَمَمتا
فَلَو بَكَت الدّمـا عَينـاكَ خَـوفًا * لِذَنبِكَ لَم أَقُـل لَكَ قَد أَمِنتا
وَمَـن لَكَ بِالأَمـانِ وَأَنتَ عَبـدٌ * أُمِرتَ فَما ائتَمَرتَ وَ لا أَطَعتا
ثَقُلتَ مِنَ الذُنوبِ وَ لَستَ تَخشى * لِجَهلِكَ أَن تَخِـفَّ إِذا وُزِنتا
وَ تُشفِقُ لِلمُصِرِّ عَلى المَعـاصـي * وَتَرحَمُـهُ وَ نَفسَكَ ما رَحِمتا
رَجَعتَ القَهقَرى وَخَبَطتَ عَشـوا * لَعَمرُكَ لَو وَصَلتَ لَما رَجَعتا
وَ لَو وافَيـتَ رَبَّكَ دونَ ذَنـبٍ * وَناقَشَكَ الحِسـابَ إِذًا هَلَكتا
وَ لَم يَظلمـكَ في عَمَـلٍ وَ لَكِن * عَسيـرٌ أَن تَقـومَ بِما حَمَلتا
وَ لَو قَد جِئتَ يَومَ الفَصلِ فَـردًا * وَأَبصَـرتَ المَنـازِلَ فيهِ شَتّى
لأَعظَمتَ النّـدامَةَ فيـهِ لَهـفًا * عَلى ما في حَيـاتِكَ قَد أَضَعتا
تَفِـرُّ مِــنَ الهَجيـرِ وَ تَتَّقـيهِ * فَهَـلاّ عَـن جَهَنَّمَ قَد فَرَرتا
وَ لَسـتَ تُطيقُ أَهوَنَــها عَذابًا * وَ لَو كُنـتَ الحَديدَ بِها لَذُبتا
فَـلا تُكـذب فَإِنَّ الأَمـرَ جِدٌّ * وَلَيسَ كَما اِحتَسَبتَ وَلا ظَنَنتا
أَبَـا بَكـرٍ كَشَفـتَ أَقَلَّ عَيْبِي * وَ أَكثَـرَهُ وَ مُعظَمَـهُ سَتَرتا
فَقُـل ما شِئتَ فيَّ مِنَ المَخَـازي * وَضـاعِفها فَإِنَّكَ قَد صَدَقتا
وَمَهمـا عِبتَنـي فَلِفَـرطِ عِلمي * بِبـاطِنَتي كَأَنَّـكَ قَد مَدَحتا
فَـلا تَرضَ المَعايِـبَ فَهِيَ عـارٌ * عَظيـمٌ يُورِثُ الإِنسـانَ مَقتا
وَ تَهـوي بِالوَجـيهِ مِـنَ الثُرَيّا * وَتُبـدِلُهُ مَكـانَ الفَوقِ تَحتا
كَمَا الطَّاعَـاتُ تَنعَلُكَ الدَرارِي * وَتَجعَلُكَ القَـريبَ وَإِن بَعُدتا
وَتَنشُـرُ عَنكَ في الدُنيا جَميـلا * فَتُلفى البَـرَّ فيهـا حَيثُ كُنتا
وَ تَمشـي في مَنـاكِبَهـا كَريمًا * وَتَجنِـي الْحَمدَ مِمّا قَد غَرَستا
وَأَنتَ الآن لَم تُعـرَف بِعَـابٍ * وَلا دَنَّسـتَ ثَوبَـكَ مُذ نَشَأتا
وَ لاَ سَابَقـتَ في ميـدانِ زورٍ * وَلا أَوضَعـتَ فيـهِ وَ لاَ خَبَبْتَا
فَـإِن لَم تَنأَ عَنـهُ نَشِبـتَ فيهِ * وَمَن لَكَ بِالخَـلاصِ إِذا نَشِبتا
وَ دَنَّسَ ما تَطَهَّـرَ مِنـكَ حَتّى * كأَنَّـكَ قَبلَ ذَلِكَ مـا طَهُرتا
وَصِـرتَ أَسيـرَ ذَنبِكَ في وَثاقٍ * وَكَيفَ لَكَ الفُكاكُ وَقَد أُسِرتا
وَخَفْ أَبنَاءَ جِنْسِكَ وَاخْشَ مِنهُم * كَمَا تَخْشَى الضَّرَاغِمَ وَالسَبَنتَى
وَ خـالِطهُم وَ زايلهُم حِـذارًا * وَكُـن كالسَّـامِريّ إِذا لَمِستا
وَإِن جَهِلـوا عَلَيكَ فَقُل سَلامًا * لَعَلَّكَ سَـوفَ تَسـلَمُ إِن فَعَلتا
وَ مَن لَكَ بِالسَّـلامَةِ في زَمـانٍ * يَنـالُ العُصـمَ إِلاّ إِن عُصِمتا
وَ لا تَلبَثْ بِحَـيٍّ فيـهِ ضَيـمٌ * يُميـتُ القَلـبَ إِلا إِن كُبِّلتا
وَ غَـرِّب فَالغَـريبُ لَهُ نَفـاقٌ * وَشَـرِّق إِن بَريقَـكَ قَد شَرِقتا
وَ لَو فَوقَ الأَميـرِ تَكـونُ فيها * سُمُـوًّا وَ اِفتِخَارًا كُنـتَ أَنتا
وَإِن فَرَّقتَهـا وَ خَرَجـتَ مِنها * إِلى دارِ السَّـلامِ فَقـدَ سَلِمتا
و َإِن كَرَّمتَـها وَ نَظَـرتَ مِنها * بِإِجـلالٍ فَنَفسَـكَ قَـد أَهَنتا
جَمَعـتُ لَكَ النَّصائِحَ فَاِمتَثِلها * حَياتَـكَ فَهِيَ أَفضَلُ ما امتَثَلتَا
وَطَوَّلـتُ العِتـَابَ وَزِدتُ فيهِ * لِأَنَّـكَ في البِطَـالَةِ قَد أَطَـلتا
فَلا تَأخُـذْ بِتَقصيري وَ سَهْوي * وَخُـذ بِوَصِيَّتي لَكَ إِن رَشَدتا
وَ قَـد أَردَفتُهَـا سِتًّا حِـسانًا * وَ كـانَت قَبـلَ ذَا مِئَـةً وَسِتّا
375 - 460 هـ / 985 - 1067 م
إبراهيم بن مسعود بن سعد التُجيبي الإلبيري أبو إسحاق.
شاعر أندلسي، أصله من أهل حصن العقاب، اشتهر بغرناطة
شعره كله في الحكم والمواعظ،
وهذه قصيدة له يخاطب ابنه أبابكر حاظا له على التزود و النهل من العلم والتخلق بطيب الأخلاق والفعال
(تَفُتُّ فُؤادَكَ الأَيّامُ فَتّا.)
وَ نَفسَـكَ ذُمَّ لا تَذمُـم سِـواها
تَفُتُّ فُـؤَادَكَ الأَيَّــامُ فَـتّا * وَ تَنحِتُ جِسمَكَ السّاعَاتُ نَحتا
وَتَدعوكَ الـمَنونُ دُعاءَ صِدقٍ * أَلا يا صـاحِ أَنـتَ أُريدُ أَنـتا
أَراكَ تُحِـبُّ عِرسًا ذاتَ غَدرٍ * أَبَتَّ طَـلاقَـها الأَكيـاسُ بَتّا
تَنامُ الدَهرَ وَيْحَكَ في غَطيـطٍ * بِـها حَـتّى إِذا مِـتَّ اِنتَبَـهتا
فَكَم ذا أَنتَ مَخـدوعٌ وَ حَتّى * مَـتى لا تَرعَـوي عَنها وَ حَتّى
أَبا بَـكرٍ دَعَوتُـكَ لَو أَجَبتا * إِلى مـا فيهِ حَظُّـكَ إِن عَقَلتـا
إِلى عِـلمٍ تَكـونُ بِهِ إِمـامًا * مُطـاعًـا إِن نَهَيتَ وَإِن أَمَـرتا
وَتَجلو ما بِعَينِكَ مِـن عَشاها * وَتَهـديكَ السَبيـلَ إِذا ضَـلَلتا
وَتَحمِـلُ مِنهُ في ناديكَ تاجًـا * وَيَكسـوكَ الجَمـالَ إِذا اغتَرَبتا
يَنالُكَ نَفعُـهُ مادُمـتَ حَـيًّا * وَيَبقـى ذُخـرُهُ لَكَ إِن ذَهَـبتا
هُـوَ العَضبُ المُهَنَّدُ لَيسَ يَنبو * تُصيبُ بِـهِ مَقـاتِلَ مَـنْ ضَرَبتا
وَ كَنزٌ لا تَخـافُ عَلَيـهِ لِصًّا * خَفيفُ الحَملِ يوجَـدُ حَيثُ كُنتا
يَـزيدُ بِكَثـرَةِ الإِنفـاقِ مِنهُ * وَينقُــصُ إِن بِهِ كَفًّا شَـدَدتا
فَلَو قَـد ذُقتَ مِن حَلواهُ طَعمًا * لآثَــرتَ التَعَلُّــمَ وَاجتَهَدتا
وَلَم يَشغَلَكَ عَنهُ هَوى مُـطاعٌ * وَ لا دُنيَــا بِـزُخرُفِهـا فُتِنتا
وَلا أَلــهاكَ عَنهُ أَنيقُ رَوضٍ * وَ لا خِــدرٌ بِرَبرَبِـهِ كَـلِفتا
فَقُوتُ الروحِ أَرواحُ المَعـاني * وَلَيـسَ بِأَن طَـعِمتَ وَأَن شَرِبتا
فَواظِبهُ وَ خُـذ بِالجِـدِّ فـيهِ * فَإِن أَعطــاكَهُ اللهُ أَخَــذتا
وَ إِن أوتيتَ فيـهِ طَـويلَ باعٍ * وَقـالَ النـاسُ إِنَّكَ قَـد سَبَقتا
فَـلا تَأمَـن سُـؤالَ اللهِ عَنهُ * بِتَوبيـخٍ عَـلِمتَ فَـهَل عَمِلتا
فَرَأسُ العِلـمِ تَقـوى اللهِ حَقًّا * وَ لَيـسَ بِأَن يُقـال لَقَد رَأَستا
وَ ضـافي ثَوبكَ الإِحسانُ لا أَن * تُرى ثَـوبَ الإِساءَةِ قَـد لَبِستا
إِذا مـا لَم يُفِـدكَ العِلمُ خَيرًا * فَخَيرٌ مِنـهُ أَن لَو قَـد جَـهِلتا
وَ إِن أَلقـاكَ فَهمُـكَ في مَهاوٍ * فَلَيتَـكَ ثُـمَّ لَيتَـكَ ما فَهِمتا
سَتَجني مِن ثِمارِ العَجـزِ جَهلًا * وَ تَصغُـرُ في العُيـونِ إِذا كَبُرتا
وَتُفقَدُ إِن جَـهِلتَ وَأَنـتَ باقٍ * وَ توجَـدُ إِن عَلِمتَ وَقَد فُقِدتا
وَ تَـذكُرُ قَـولَتي لَكَ بَعدَ حينٍ * وَ تَغبِطُهـا إِذا عَنهـا شُـغِلتا
لَسَـوفَ تَعَـضُّ مِن نَدَمٍ عَلَيها * وَمـا تُغـني النَدامَةُ إِن نَدِمتا
إِذا أَبصَـرتَ صَحبَكَ في سَماءٍ * قَد ارتَفَعـوا عَلَيكَ وَ قَد سَفَلتا
فَراجِعهـا وَ دَع عَنـكَ الهُوَينى * فَمـا بِالبُطءِ تُـدرِكُ مَا طَلَبتا
وَلا تَحفِـل بِمـالِكَ وَ الْهُ عَنهُ * فَلَيسَ المـالُ إِلا مـا عَـلِمتا
وَ لَيسَ لِجاهِـلٍ في الناسِ مَعنىً * وَ لَو مُلكُ العِـراقِ لَهُ تَـأَتّى
سَيَنطِـقُ عَنكَ عِلمُكَ في نَـدِيٍّ * وَ يُكتَبُ عَنـكَ يَومًا إِن كَتَبتا
وَ مَـا يُغنيكَ تَشيِيـدُ المَبـاني * إِذا بِالجـَهلِ نَفسَكَ قَد هَدَمتَا
جَعَـلتَ المـالَ فَوقَ العِلمِ جَهلًا * لَعَمـرُكَ في القَضيَّةِ ما عَدَلتا
وَ بَينَهُمَـا بِنَـصِّ الوَحـيِ بَونٌ * سَتَعـلَمُهُ إِذا طَــهَ قَـرَأتا
لَئِن رَفَــعَ الغَنيُّ لِواءَ مــالٍ * لَأَنتَ لِـواءَ عِلمِكَ قَد رَفَعتا
وَإِن جَلَـسَ الغَنيُّ عَلى الحَشايا * لَأَنتَ عَلى الكَواكِبِ قَد جَلَستا
وَ إِن رَكِـبَ الجِيادَ مُسَوَّمـاتٍ * لَأَنتَ مَنـاهِجَ التَّقـوى رَكِبتا
وَمَهما اِفتَـضَّ أَبكـارَ الغَـواني * فَكَم بِكرٍ مِنَ الحِكَمِ اِفتَضَضتا
وَ لَيسَ يَضُـرُّكَ الإِقتــارُ شَيئًا * إِذا مـا أَنتَ رَبَّـكَ قَد عَرَفتا
فَمـا عِنـدَهُ لَكَ مـِن جَميـلٍ * إِذا بِفِنــاءِ طـاعَتِـهِ أَنَختَا
فَقابِل بِالقَبـولِ صَحيحَ نُصحي * فَإِن أَعرَضتَ عَنهُ فَقَد خَسِرتا
وَ إِنْ راعَـيتَهُ قَـولاً وَ فـِعـلا * وَتاجَــرتَ الإِلَهَ بِـهِ رَبِحتا
فَلَيسَـت هَـذِهِ الدُنيـا بِشَيءٍ * تَسـوؤُكَ حُـقبَةً وَ تَسُرُّ وَقتا
وَ غـايَتُهـا إِذا فَكَـرَّت فيهـا * كَفَيئِكَ أَو كَحُلمِكَ إِن حَلَمتا
سُجِـنتَ بِهـا وَ أَنتَ لَها مُحِبٌّ * فَكَيفَ تُحِـبُّ ما فيهِ سُجِنتا
وَتُطعِمُـكَ الطَعَـامَ وَ عَن قَريبٍ * سَتَطعَـمُ مِنكَ ما مِنها طَعِمتا
وَ تَعرى إِن لَبِسـتَ لَها ثِيــابًا * وَ تُكسى إِن مَـلابِسَها خَلَعتا
وَتَشهَـدُ كُـلَّ يَومٍ دَفـنَ خِلٍّ * كَأَنَّـكَ لا تُـرادُ بِما شَهِدتا
وَ لَـم تُخلَـق لِتَعمُـرها وَ لَكِن * لِتَعبُرَهـا فَجِـدَّ لِمـا خُلِقتا
وَإِن هُدِمَت فَـزِدها أَنتَ هَـدمًا * وَحَصِّن أَمرَ دينِكَ ما اِستَطَعتا
وَ لا تَحـزَن عَلى ما فـاتَ مِنها * إِذا مـا أَنتَ في أُخـراكَ فُزتا
فَلَيسَ بِنافِـعٍ مـا نِلــتَ فيها * مـِنَ الفاني إِذا البـاقي حُرِمتا
وَ لا تَضحَك مَعَ السُفَهـاءِ لَهوًا * فَإِنَّكَ سَوفَ تَبكي إِن ضَحِكتا
وَكَيفَ لَكَ السُرورُ وَأَنتَ رَهـنٌ * وَلا تَدري أَتُفـدى أَم غَـلِقتا
وَسَـل مِن رَبِّـكَ التَوفيـقَ فيها * وَأَخلِص في السُؤالِ إِذا سَأَلتا
وَ نادِ إِذا سَجَـدتَ لَهُ اِعتِـرافًا * بِما ناداهُ ذو النـونِ بنُ مَتّى
وَ لازِم بابَـهُ قَرعًـا عَســاهُ * سَيفتَــحُ بابَهُ لَكَ إِن قَرَعتا
وَأَكثِـر ذِكـرَهُ في الأَرضِ دَأبًا * لِتُذكَرَ في السَّمـاءِ إِذا ذَكَرتا
وَ لا تَقُـل الصِبا فيـهِ مَجـالٌ * وَفَـكِّر كَم صَـغيرٍ قَد دَفَنتا
وَ قُـل لي يا نَصيـحُ لأَنتَ أَولى * بِنُصحِكَ لَو بِعَقلِكَ قَد نَظَرتا
تُقَطِّعُنـي عَـلى التَفريـطِ لَومًا * وَبِالتَفريـطِ دَهرَكَ قَد قَطَعتا
وَ في صِـغَري تُخَوِّفُنـي الـمَنايا * وَ ما تَجري بِبالِكَ حينَ شِختا
وَكُنتَ مَـعَ الصِبا أَهـدى سَبيلًا * فَما لَكَ بَعدَ شَيبِكَ قَد نُكِستا
وَها أَنا لَم أَخُـض بَحـرَ الخَطايا * كَما قَـد خُضتَهُ حَتّى غَرِقتا
وَ لَـم أَشـرَب حُـمَيًّا أُمِّ دَفـرٍ * وَ أَنتَ شَرِبتَـها حَتّى سَكِرتا
وَلَم أَحـلُل بِـوادٍ فيـهِ ظُـلمٌ * وَأَنتَ حَلَلتَ فيهِ وَ اِنْـهَمَلتا
وَلـَم أَنشَـأ بِعَصـرٍ فيهِ نَفـعٌ * وَ أَنتَ نَشَأتَ فيهِ وَ ما انتَفَعتا
وَ قَد صاحَبـتَ أَعـلامًا كِبـارًا * وَ لَم أَرَكَ اِقتَدَيتَ بِمَن صَحِبتا
وَنـاداكَ الكِتـابُ فَلَـم تُجِبـهُ * وَنَهنَهَكَ المَشيـبُ فَما اِنتَبَهتا
لَيَقبُـحُ بِالفَتـى فِعـلُ التَصـابي * و َأَقبَـحُ مِنهُ شَيـخٌ قَد تَفَتّى
فَأَنـتَ أَحَـقُّ بِالتَفنيـدِ مِنّـي * وَلو سَكَتَ المُسيءُ لَما نَطَقتا
وَ نَفسَـكَ ذُمَّ لا تَذمُـم سِـواها * بِعَيـبٍ فَهِيَ أَجدَرُ مَن ذَمَمتا
فَلَو بَكَت الدّمـا عَينـاكَ خَـوفًا * لِذَنبِكَ لَم أَقُـل لَكَ قَد أَمِنتا
وَمَـن لَكَ بِالأَمـانِ وَأَنتَ عَبـدٌ * أُمِرتَ فَما ائتَمَرتَ وَ لا أَطَعتا
ثَقُلتَ مِنَ الذُنوبِ وَ لَستَ تَخشى * لِجَهلِكَ أَن تَخِـفَّ إِذا وُزِنتا
وَ تُشفِقُ لِلمُصِرِّ عَلى المَعـاصـي * وَتَرحَمُـهُ وَ نَفسَكَ ما رَحِمتا
رَجَعتَ القَهقَرى وَخَبَطتَ عَشـوا * لَعَمرُكَ لَو وَصَلتَ لَما رَجَعتا
وَ لَو وافَيـتَ رَبَّكَ دونَ ذَنـبٍ * وَناقَشَكَ الحِسـابَ إِذًا هَلَكتا
وَ لَم يَظلمـكَ في عَمَـلٍ وَ لَكِن * عَسيـرٌ أَن تَقـومَ بِما حَمَلتا
وَ لَو قَد جِئتَ يَومَ الفَصلِ فَـردًا * وَأَبصَـرتَ المَنـازِلَ فيهِ شَتّى
لأَعظَمتَ النّـدامَةَ فيـهِ لَهـفًا * عَلى ما في حَيـاتِكَ قَد أَضَعتا
تَفِـرُّ مِــنَ الهَجيـرِ وَ تَتَّقـيهِ * فَهَـلاّ عَـن جَهَنَّمَ قَد فَرَرتا
وَ لَسـتَ تُطيقُ أَهوَنَــها عَذابًا * وَ لَو كُنـتَ الحَديدَ بِها لَذُبتا
فَـلا تُكـذب فَإِنَّ الأَمـرَ جِدٌّ * وَلَيسَ كَما اِحتَسَبتَ وَلا ظَنَنتا
أَبَـا بَكـرٍ كَشَفـتَ أَقَلَّ عَيْبِي * وَ أَكثَـرَهُ وَ مُعظَمَـهُ سَتَرتا
فَقُـل ما شِئتَ فيَّ مِنَ المَخَـازي * وَضـاعِفها فَإِنَّكَ قَد صَدَقتا
وَمَهمـا عِبتَنـي فَلِفَـرطِ عِلمي * بِبـاطِنَتي كَأَنَّـكَ قَد مَدَحتا
فَـلا تَرضَ المَعايِـبَ فَهِيَ عـارٌ * عَظيـمٌ يُورِثُ الإِنسـانَ مَقتا
وَ تَهـوي بِالوَجـيهِ مِـنَ الثُرَيّا * وَتُبـدِلُهُ مَكـانَ الفَوقِ تَحتا
كَمَا الطَّاعَـاتُ تَنعَلُكَ الدَرارِي * وَتَجعَلُكَ القَـريبَ وَإِن بَعُدتا
وَتَنشُـرُ عَنكَ في الدُنيا جَميـلا * فَتُلفى البَـرَّ فيهـا حَيثُ كُنتا
وَ تَمشـي في مَنـاكِبَهـا كَريمًا * وَتَجنِـي الْحَمدَ مِمّا قَد غَرَستا
وَأَنتَ الآن لَم تُعـرَف بِعَـابٍ * وَلا دَنَّسـتَ ثَوبَـكَ مُذ نَشَأتا
وَ لاَ سَابَقـتَ في ميـدانِ زورٍ * وَلا أَوضَعـتَ فيـهِ وَ لاَ خَبَبْتَا
فَـإِن لَم تَنأَ عَنـهُ نَشِبـتَ فيهِ * وَمَن لَكَ بِالخَـلاصِ إِذا نَشِبتا
وَ دَنَّسَ ما تَطَهَّـرَ مِنـكَ حَتّى * كأَنَّـكَ قَبلَ ذَلِكَ مـا طَهُرتا
وَصِـرتَ أَسيـرَ ذَنبِكَ في وَثاقٍ * وَكَيفَ لَكَ الفُكاكُ وَقَد أُسِرتا
وَخَفْ أَبنَاءَ جِنْسِكَ وَاخْشَ مِنهُم * كَمَا تَخْشَى الضَّرَاغِمَ وَالسَبَنتَى
وَ خـالِطهُم وَ زايلهُم حِـذارًا * وَكُـن كالسَّـامِريّ إِذا لَمِستا
وَإِن جَهِلـوا عَلَيكَ فَقُل سَلامًا * لَعَلَّكَ سَـوفَ تَسـلَمُ إِن فَعَلتا
وَ مَن لَكَ بِالسَّـلامَةِ في زَمـانٍ * يَنـالُ العُصـمَ إِلاّ إِن عُصِمتا
وَ لا تَلبَثْ بِحَـيٍّ فيـهِ ضَيـمٌ * يُميـتُ القَلـبَ إِلا إِن كُبِّلتا
وَ غَـرِّب فَالغَـريبُ لَهُ نَفـاقٌ * وَشَـرِّق إِن بَريقَـكَ قَد شَرِقتا
وَ لَو فَوقَ الأَميـرِ تَكـونُ فيها * سُمُـوًّا وَ اِفتِخَارًا كُنـتَ أَنتا
وَإِن فَرَّقتَهـا وَ خَرَجـتَ مِنها * إِلى دارِ السَّـلامِ فَقـدَ سَلِمتا
و َإِن كَرَّمتَـها وَ نَظَـرتَ مِنها * بِإِجـلالٍ فَنَفسَـكَ قَـد أَهَنتا
جَمَعـتُ لَكَ النَّصائِحَ فَاِمتَثِلها * حَياتَـكَ فَهِيَ أَفضَلُ ما امتَثَلتَا
وَطَوَّلـتُ العِتـَابَ وَزِدتُ فيهِ * لِأَنَّـكَ في البِطَـالَةِ قَد أَطَـلتا
فَلا تَأخُـذْ بِتَقصيري وَ سَهْوي * وَخُـذ بِوَصِيَّتي لَكَ إِن رَشَدتا
وَ قَـد أَردَفتُهَـا سِتًّا حِـسانًا * وَ كـانَت قَبـلَ ذَا مِئَـةً وَسِتّا