سرالختم ميرغني
06-11-2019, 06:26 PM
من الموسوعة الأدبية الشاملة
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS9RqLBudr56P46fNAeXMa6BTD_Fq7TA ru8PACOYt0p1YIiqWZBpA
راسبوتين . . الشيطان المقدس
" الشيطان المقدس " هو اللقب الذى أطلق على القس الراهب قريقورى راسبوتين . وكان رجلا مرهوب السطوة ، معروفا بسلاطة اللسان . وقد كان للاتهامات التى وجهت إليه والأفاعيل الشنعاء التى نسبت إليه أثرٌ كبير فى خلق تلك الصورة التى يظهر فيها راسبوتين رجلا خبيبث الطوية سيئ المكر ، والسبب الرئيسى فى انهيار نظام الحكم القيصرى فى روسيا .
وكان يروق للقائمين بالثورة الإبقاء على تلك الصورة لتكون شاهدا على الفساد الذى ارتكست فيه روسيا القيصرية ، يضاف إلى ذلك ولع الكثيرين بأخبار الفضائح المدوية والحوادث المثيرة .
لعب فى قصر الأسرة القيصرية الروسية الأخيرة باسم القداسة دورا لم يلعبه فى التاريخ ضريبٌ له ، واغتالوه ، وفى العام التالى لم يكن فى روسيا قصرٌ ولا قيصر .
نشـــــأته
---------
تبدأ قصة حياة راسبوتين فى سيبريا . فقد كان والده من صغار المزارعين بها . وكان إلى جانب عمله يقوم بتربية الخيل . وقد وفق فى ذلك فصلحت أحواله وكثر ماله . ونشأ راسبوتين محبا للخيل ، شديد الكلف بها ، ميالا إلى القراءة فى الكتاب المقدس والاستماع إلى ما به من أقاصيص . ولما اكتمل نموه وصلب عوده عجب من أمره الأب بيوتر فى الناحية . فقد وجد فيه مزيجا عجيبا من التقوى ، ولكنه مع ذلك كان يشارك لداته من شبان الناحية فى الإقبال على الشراب وتصيد الفتيات . وقد قبله بيوتر على علاته ، وأغضى عما يعرفه من هفواته لأنه كان دائم القراءة فى الأسفار المقدسة .
وتزوج الشاب قريقورى ورزق أطفالا وكان مع ذلك لا يزال عائشا فى كنف أبيه ، وفى جانبٍ من دار أبيه كان هناك قبو يشبه الغار لإيواء الأولياء أو الهاربين من مطاردة الشرطة . وحينما بلغ الثالثة والثلاثين من عمره غيرت حادثة عرضية سير حياته ، وذلك أن نجاح أبيه فى تربية الخيل أغراه بأن يضيف إلى أعماله فى الزراعة نقل الناس على ظهور خيله من مكان إلى آخر ، وتولى هذه المهمة جريجورى الذى كان يحسن رياضة الخيل ويجيد التفاهم معها ومعرفة طبائعها .
---------------------
اعتناقه مذهب الكلستى
وكان دير فيركلوتير أقرب إلى أن يكون منفى لمعاقبة الرهبان الخارجين على العقيدة ويشرف على إدارته طائفة من أشد الرهبان محافظة . وأعجب ذلك الجوّ جريجورى ولكنه سرعان ما سلم زمام نفسه للجماعة الخارجة على العقيدة ، وهم أنصار مذهب الكلستى khlysty وهو مذهب يرمى إلى التخلص من الخطيئة بالانغماس فيها والندم فى أعقاب ذلك على اقترافها . وهذا فى نظر أصحاب هذا المذهب هو الطريق المؤدى إلى التوبة الصادقة والإيمان الحق . وهم يقولون كيف يتوب من الذنب من لم يقارفه ؟ وكيف يندم على الخطيئة من لم يقع فى شباكها ويذق حلاوتها ويتجرع مرارتها ؟
-----------------------------------------------------
ذيوع تدينه
وشاعت أخبار تقواه فى القرية . وأقبل عليه الرجال ليعرفوا ما شأنه ويتبينوا أحواله ، وتبعهم النساء ، وكانوا يعودون من حضرته متأثرين بكلماته ومظهره ونظراته الآثرة . وقلّ الإقبال على كنيسة الحى ، فساء ذلك الأب بيوتر قسّ الكنيسة فانبرى لمنازلة الشيطان وأرسل أحد رجال الشرطة لزيارة راسبوتين فى قبوه ويرى جلية أمره . ولكن الشرطى ، بعد أن جالسه ، أخذ بسحره وكان من السباقين إلى التماس البركة من " الأب جريجورى " ، وأبلغ رؤساءه أنه لم يجد ما يدعو إلى الريبة ، وأُهملت شكوى الأب بيوتر .
ثم كثر الهمس بين الناس عن ذهابه إلى الغابات المحيطة ببكروفسكو مصحوبا بأتباعه من النساء حيث كان يثبت لهن عمليا ضرورة اقتراف الخطيئة للندم عليها والتماس المغفرة ، وظل مظهر النساء المصابات بالعصاب والحريصات على التوبة عن طريق ارتكاب الخطيئة من المظاهر الملازمة له الحافّة به أينما اتجه . والبينات المؤيدة لحدوثه ثابتة بالروايات المختلفة والأدلة القاطعة ، وهذا هو جانب الدجل وناحية الضعف والتهافت فى حياة هذا الرجل العجيب الشأن .
سحره فى النفوس والمرضى
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS9RqLBudr56P46fNAeXMa6BTD_Fq7TA ru8PACOYt0p1YIiqWZBpA
راسبوتين . . الشيطان المقدس
" الشيطان المقدس " هو اللقب الذى أطلق على القس الراهب قريقورى راسبوتين . وكان رجلا مرهوب السطوة ، معروفا بسلاطة اللسان . وقد كان للاتهامات التى وجهت إليه والأفاعيل الشنعاء التى نسبت إليه أثرٌ كبير فى خلق تلك الصورة التى يظهر فيها راسبوتين رجلا خبيبث الطوية سيئ المكر ، والسبب الرئيسى فى انهيار نظام الحكم القيصرى فى روسيا .
وكان يروق للقائمين بالثورة الإبقاء على تلك الصورة لتكون شاهدا على الفساد الذى ارتكست فيه روسيا القيصرية ، يضاف إلى ذلك ولع الكثيرين بأخبار الفضائح المدوية والحوادث المثيرة .
لعب فى قصر الأسرة القيصرية الروسية الأخيرة باسم القداسة دورا لم يلعبه فى التاريخ ضريبٌ له ، واغتالوه ، وفى العام التالى لم يكن فى روسيا قصرٌ ولا قيصر .
نشـــــأته
---------
تبدأ قصة حياة راسبوتين فى سيبريا . فقد كان والده من صغار المزارعين بها . وكان إلى جانب عمله يقوم بتربية الخيل . وقد وفق فى ذلك فصلحت أحواله وكثر ماله . ونشأ راسبوتين محبا للخيل ، شديد الكلف بها ، ميالا إلى القراءة فى الكتاب المقدس والاستماع إلى ما به من أقاصيص . ولما اكتمل نموه وصلب عوده عجب من أمره الأب بيوتر فى الناحية . فقد وجد فيه مزيجا عجيبا من التقوى ، ولكنه مع ذلك كان يشارك لداته من شبان الناحية فى الإقبال على الشراب وتصيد الفتيات . وقد قبله بيوتر على علاته ، وأغضى عما يعرفه من هفواته لأنه كان دائم القراءة فى الأسفار المقدسة .
وتزوج الشاب قريقورى ورزق أطفالا وكان مع ذلك لا يزال عائشا فى كنف أبيه ، وفى جانبٍ من دار أبيه كان هناك قبو يشبه الغار لإيواء الأولياء أو الهاربين من مطاردة الشرطة . وحينما بلغ الثالثة والثلاثين من عمره غيرت حادثة عرضية سير حياته ، وذلك أن نجاح أبيه فى تربية الخيل أغراه بأن يضيف إلى أعماله فى الزراعة نقل الناس على ظهور خيله من مكان إلى آخر ، وتولى هذه المهمة جريجورى الذى كان يحسن رياضة الخيل ويجيد التفاهم معها ومعرفة طبائعها .
---------------------
اعتناقه مذهب الكلستى
وكان دير فيركلوتير أقرب إلى أن يكون منفى لمعاقبة الرهبان الخارجين على العقيدة ويشرف على إدارته طائفة من أشد الرهبان محافظة . وأعجب ذلك الجوّ جريجورى ولكنه سرعان ما سلم زمام نفسه للجماعة الخارجة على العقيدة ، وهم أنصار مذهب الكلستى khlysty وهو مذهب يرمى إلى التخلص من الخطيئة بالانغماس فيها والندم فى أعقاب ذلك على اقترافها . وهذا فى نظر أصحاب هذا المذهب هو الطريق المؤدى إلى التوبة الصادقة والإيمان الحق . وهم يقولون كيف يتوب من الذنب من لم يقارفه ؟ وكيف يندم على الخطيئة من لم يقع فى شباكها ويذق حلاوتها ويتجرع مرارتها ؟
-----------------------------------------------------
ذيوع تدينه
وشاعت أخبار تقواه فى القرية . وأقبل عليه الرجال ليعرفوا ما شأنه ويتبينوا أحواله ، وتبعهم النساء ، وكانوا يعودون من حضرته متأثرين بكلماته ومظهره ونظراته الآثرة . وقلّ الإقبال على كنيسة الحى ، فساء ذلك الأب بيوتر قسّ الكنيسة فانبرى لمنازلة الشيطان وأرسل أحد رجال الشرطة لزيارة راسبوتين فى قبوه ويرى جلية أمره . ولكن الشرطى ، بعد أن جالسه ، أخذ بسحره وكان من السباقين إلى التماس البركة من " الأب جريجورى " ، وأبلغ رؤساءه أنه لم يجد ما يدعو إلى الريبة ، وأُهملت شكوى الأب بيوتر .
ثم كثر الهمس بين الناس عن ذهابه إلى الغابات المحيطة ببكروفسكو مصحوبا بأتباعه من النساء حيث كان يثبت لهن عمليا ضرورة اقتراف الخطيئة للندم عليها والتماس المغفرة ، وظل مظهر النساء المصابات بالعصاب والحريصات على التوبة عن طريق ارتكاب الخطيئة من المظاهر الملازمة له الحافّة به أينما اتجه . والبينات المؤيدة لحدوثه ثابتة بالروايات المختلفة والأدلة القاطعة ، وهذا هو جانب الدجل وناحية الضعف والتهافت فى حياة هذا الرجل العجيب الشأن .
سحره فى النفوس والمرضى