محمد خالد بديوي
10-08-2019, 10:47 AM
{ رحيل القمراهداء لكل أعضاء النبع الأكارم
بمناسبة مرور عشر سنوات على انطلاقة منتدبات النبع .كما أنها
تجربة متواضعة وكتابة النثيرة بشكل مختلف إلى حد ليس بعيدا
.. دمتم ودام عطاؤكم الكبير وكل عام وأنتم بخير.}
https://www.youtube.com/watch?v=TbJYfiMalVc&list=RDTbJYfiMalVc&index=1
هذا رابط لمعزوفة رحيل القمر للفنان العراقي المبدع نصير شمة.
رحــيـل الـقـمـر
شئ ما في داخلي المحطم؛ انكسر
لا أعرف ما هو..فقد كنت فراشة مهووسة
بالزهر وصوت فيروز المنبعث من شُباك
غرفة سيدة مزقت شِباك العنكبوت وتخلصت
من عيش الوهن..كنت أراها أصغر من دمية
سرقها "القط" وأخفاها بين أغصان شجرة مرتفعة
وواسعة ..طاعنة بالكرم.. تقرأ من تعرجات
وجهي ،وعورة برجي..أنا لا شئ في النهار
وفي الليل ..يسعدني ما أساوي ..
"يمامة كانت في أعلى الشجرة"
اليمامة لم تكن غبية..والصياد كان رجلا عاديا
لكنه تعود الإصغاء..بروحه؛ وقلبه..الخربشات
في اللحظات الأخيرة قبل الرحيل.!
الشجرة الواسعة..تطالع الوجع..تهتز كجبل يحدق
بقناص جائع أنهكته الوشوشات..ترجمه (بالبرحي)
وتزين رجوعه (بالخستاوي) ..
شئ في لبي انكسر..أو تكسر..لا أدري ما هو
بعض الأشياء، حين تتكرر ؛ يصير السؤال
عقيما..كراحل لا شئ سيأتي بعده...
لكن...
من أين كل هذا الضجيج والضجر، وشفاه
الناس كأنها حجرا اطبق على حجر..
في قريتي الكبيرة..
لا بحر..فأبدأ المسير في عتمة..يرافقني صوتها
الهادر..موج يصفعه موج آخر..هدوء يمص دم
الليل الأسود..لا " كتف" نهر أنظر منه إلى سماء
بعيدة ونجومه الكثيرة تتشاجر..تتراشق حجارة من
شرر..
تعودت على ىشواطئ ليلى.. لها ما يشبه ظهرعجوز
انحنى.. ما يشيه سنام جمل سينحني..وما بينهما
أخرج فارغ اليدين أنا..تلك المقبرة تعرف أسمها
جيدا... (مقبرة ليلى)...
..كنت عصفورا صغبرا..أناديها فتأتي..تقف على
الشباك الشرقي للغرفة المظلمة..تبتسم وبيدها حقنة
كبيرة من القهر..غير مرة تقصف ريشي الأول..وهي
لا تدرك معنى الشبع. كان طافحا بالأحلام صديقي
الوغد، كان أكبر مني بالريش والغناء..يحدثني عن
هجرة سيرافق بها من تجاوزا اختبارات التحليق
بعيدا عن المقل.. علة واحدة جاءت مع هواء مر من
فوق البيادر..الماء..وأمواج تتمايل وجدا في السهل
أصابته..فخلعت باب قلبه ..الجرح غائر..والريش
يدور في دوائر ضيقة .. يرتفع قليلا.. ثم يرتطم
بالأرض، يعانق حرارة الدم..كانت الهجرة فجر هذه
الليلة فدعوه يمشي قليلا على شواطئ ليلى..ليلى التي
لم تنفث في صدره لتحلق أحلامه ولو لمرة واحدة..هو
وكل ما يحمل من صور ابتعلته بلقمة واحدة.!
كنت طفلا أصغر من الحلم ..أرفع من صوت السيدة
الوحيدة.. وهي تردد خلف فيروز....
{ انت وانا ياما نبقى
نوقف على حدود السهل
وعلى خط السما الزرقا
مرسومة طريق النحل}
هل كانت تحبني..وأحبها..ربما..وربما
كان الحب يقف في (المساحة البيننا)
لا أراها ولا تراني.. حتى صارت ترى
علة.. ومسافة ..ما بيننا .!
كنت عاشقا لرماح الفجر والصهيل..والأن أصحو
متـأخرا.. أقل من النهار.. وأكثر من الليل بقليل.!
كانت علة واحدة..ثم صارت أسرابا من العلل..
صرت بطيئا وحملي يميل من الثقل..
أسير على شاطئها..أقرفص غلى ظهرها
المحني..أحدق في السماء..أعد نجومها ألف
مرة..أعيد العد بعد كل ألف مُرة..لا شئ يسبق
السنونو في تفرده وتفريده..يشق دربا ما بين حمد
وتسبيح .. وعزف لا يليق إلا بالهديل..
وأراقب رحيل القمر..!
معذرة ليلى ..يأتي الصباح يروح
ويبقى ما يقال عنه: من القلب إلى القلب
ومن الروح إلى الروح.!
بمناسبة مرور عشر سنوات على انطلاقة منتدبات النبع .كما أنها
تجربة متواضعة وكتابة النثيرة بشكل مختلف إلى حد ليس بعيدا
.. دمتم ودام عطاؤكم الكبير وكل عام وأنتم بخير.}
https://www.youtube.com/watch?v=TbJYfiMalVc&list=RDTbJYfiMalVc&index=1
هذا رابط لمعزوفة رحيل القمر للفنان العراقي المبدع نصير شمة.
رحــيـل الـقـمـر
شئ ما في داخلي المحطم؛ انكسر
لا أعرف ما هو..فقد كنت فراشة مهووسة
بالزهر وصوت فيروز المنبعث من شُباك
غرفة سيدة مزقت شِباك العنكبوت وتخلصت
من عيش الوهن..كنت أراها أصغر من دمية
سرقها "القط" وأخفاها بين أغصان شجرة مرتفعة
وواسعة ..طاعنة بالكرم.. تقرأ من تعرجات
وجهي ،وعورة برجي..أنا لا شئ في النهار
وفي الليل ..يسعدني ما أساوي ..
"يمامة كانت في أعلى الشجرة"
اليمامة لم تكن غبية..والصياد كان رجلا عاديا
لكنه تعود الإصغاء..بروحه؛ وقلبه..الخربشات
في اللحظات الأخيرة قبل الرحيل.!
الشجرة الواسعة..تطالع الوجع..تهتز كجبل يحدق
بقناص جائع أنهكته الوشوشات..ترجمه (بالبرحي)
وتزين رجوعه (بالخستاوي) ..
شئ في لبي انكسر..أو تكسر..لا أدري ما هو
بعض الأشياء، حين تتكرر ؛ يصير السؤال
عقيما..كراحل لا شئ سيأتي بعده...
لكن...
من أين كل هذا الضجيج والضجر، وشفاه
الناس كأنها حجرا اطبق على حجر..
في قريتي الكبيرة..
لا بحر..فأبدأ المسير في عتمة..يرافقني صوتها
الهادر..موج يصفعه موج آخر..هدوء يمص دم
الليل الأسود..لا " كتف" نهر أنظر منه إلى سماء
بعيدة ونجومه الكثيرة تتشاجر..تتراشق حجارة من
شرر..
تعودت على ىشواطئ ليلى.. لها ما يشبه ظهرعجوز
انحنى.. ما يشيه سنام جمل سينحني..وما بينهما
أخرج فارغ اليدين أنا..تلك المقبرة تعرف أسمها
جيدا... (مقبرة ليلى)...
..كنت عصفورا صغبرا..أناديها فتأتي..تقف على
الشباك الشرقي للغرفة المظلمة..تبتسم وبيدها حقنة
كبيرة من القهر..غير مرة تقصف ريشي الأول..وهي
لا تدرك معنى الشبع. كان طافحا بالأحلام صديقي
الوغد، كان أكبر مني بالريش والغناء..يحدثني عن
هجرة سيرافق بها من تجاوزا اختبارات التحليق
بعيدا عن المقل.. علة واحدة جاءت مع هواء مر من
فوق البيادر..الماء..وأمواج تتمايل وجدا في السهل
أصابته..فخلعت باب قلبه ..الجرح غائر..والريش
يدور في دوائر ضيقة .. يرتفع قليلا.. ثم يرتطم
بالأرض، يعانق حرارة الدم..كانت الهجرة فجر هذه
الليلة فدعوه يمشي قليلا على شواطئ ليلى..ليلى التي
لم تنفث في صدره لتحلق أحلامه ولو لمرة واحدة..هو
وكل ما يحمل من صور ابتعلته بلقمة واحدة.!
كنت طفلا أصغر من الحلم ..أرفع من صوت السيدة
الوحيدة.. وهي تردد خلف فيروز....
{ انت وانا ياما نبقى
نوقف على حدود السهل
وعلى خط السما الزرقا
مرسومة طريق النحل}
هل كانت تحبني..وأحبها..ربما..وربما
كان الحب يقف في (المساحة البيننا)
لا أراها ولا تراني.. حتى صارت ترى
علة.. ومسافة ..ما بيننا .!
كنت عاشقا لرماح الفجر والصهيل..والأن أصحو
متـأخرا.. أقل من النهار.. وأكثر من الليل بقليل.!
كانت علة واحدة..ثم صارت أسرابا من العلل..
صرت بطيئا وحملي يميل من الثقل..
أسير على شاطئها..أقرفص غلى ظهرها
المحني..أحدق في السماء..أعد نجومها ألف
مرة..أعيد العد بعد كل ألف مُرة..لا شئ يسبق
السنونو في تفرده وتفريده..يشق دربا ما بين حمد
وتسبيح .. وعزف لا يليق إلا بالهديل..
وأراقب رحيل القمر..!
معذرة ليلى ..يأتي الصباح يروح
ويبقى ما يقال عنه: من القلب إلى القلب
ومن الروح إلى الروح.!