سراج الربيعي
10-25-2019, 07:40 PM
ياقلبَ زينبَ والجراحُ كثيرةٌ
كمْ قوّضَتْ فِتنُ الزّمانِ منامي = بسهامِ حقدٍ أجّجـَتْ آلامي
ولِكَمْ نظرتُ إلى الثَّكُولِ وشجْوِهِ = حتى لمِستُ حوادثَ الأيامِ
وسَمِعتُ ثاكلةً تئنُ مِنَ الأسى = لمْ تنشغِلْ أهاتُها بسجامِ
قومٌ أطلَّ الموتُ عندَ بيوتِهِمْ = والعزُّ لا يحلو بغيرِ حُسامِ
يادهرُ كمْ أضنيتَ قلبي بالجوى = فكأنّما أجرُ الولاءِ حِمامي
لهفي على الشُرفاءِ بينَ ربوعِهِمْ = يشكونَ مِن غدرٍ معَ الإيلامِ
وعلمتُ ما في الغدرِ غيرُ تباعدٍ = مِنْ قبلةِ التوحيدِ والإسلامِ
جفّتْ محابرُ حاسِدي في بركةِ الــــــ = تهويلِ والتكفيرِ والإعلامِ
إني وجدتُ الزّيفَ قبلةَ خائبٍ = قدْ أودعوهُ محاجرَ الإعدامِ
ضَربَ الأنا قيداً عليهِ وأطفأتْ = شمسٌ الحقائقِ شُعلةُ الإلهامِ
وأعزُّ ما تركَ النبيلُ لقومِهِ = عزُّ المآثرِ كالحُسينِ الظامي
فاسْتوحَشَتْ دورُ الصلاةِ بقتلهِ = لمّا أتاها بالرؤوسِ الرامي
والكونُ مُلتحِفُ السّوادِ مُكدّرٌ = يُنبي بقتلِ منازلَ الإنعامِ
إنْ كانَ قتلُ السّبطِ غيرَ مُحرّمٍ = هاتيكَ مُعضلَةٌ على الأفهامِ
قومٌ قدْ اتخذوا الدراهمَ قبلةً = وتوضّؤوا في حانةِ الأنغامِ
وتدارسوا طمْسَ الحقائقِ سُنّةً = وانقادتِ الأهواءُ كالأغنامٍ
أنّى التفتُّ رأيتُ شيخاً فاسِقاً = قدْ فرّقَ الأقوامَ بالأحكامِ
ما أقبحَ الأعوادُ تُهدِمُ بعضَها = مانفعُ تلبيةٍ بلا إحرامِ
كونوا على علمٍ فمِنْ سبطِ الهُدى = المرتجى ومُحطِّمُ الأصنامِ
لا حقَّ إلاَ ما تُقررُهُ السّما = ويقولُ هذي سُنّةُ العلَاّمِ
فخُذوا بأسبابِ السّماءِ وحرّروا = أفكارَكُمْ مِنْ سَطوةِ الإرغامِ
يانهجَ محزوزِ الوتينِ مِن القفا = ببتواترِ الأحقادِ والإجرامِ
خَلَتِ المساجدُ مِن سناكَ وأوحشتْ = مِنْ بعدِ نورِكَ كعبةُ الأقوامِ
ياأيها الرأسُ المُشالُ على القنا = تهدي السّبيلَ إلى الكتابِ السامي
آمنتُ بالرأسِ الشريفِ وما تلى = للكهفِ والتوحيدِ والأنعامِ
يانورَ أروقةِ السّماءِ وما بها = مِن أنجمٍ وكواكبٍ ونظامِ
حَطّمتَ أعوادَ الطُّغاةِ بكربلا = مِنْ بائعي ذممٍ ومِنْ حُكامِ
فَتَرَصّدَتْ تلكَ العواسلُ ضيغَماً = هي شرُّ ما لمَحَتْ يدُ الإجرامِ
رُمْتَ الجهادَ فكنتَ أشجعَ قائدٍ = والبيضً ساخطةٌ على الأقزامِ
قدْ قلتَ في يومِ الطفوفِ مَواعظاً = نزلَتْ على أسْماعِ كلِّ هُمامِ
فأتتكَ آلافُ النبالِ رسائلاً = لمْ تخْلُ مِنْ دَينٍ على الإسلامِ
ليسَ الكلامُ بنافعٍ يومَ الوغى = إنَّ القلوبَ كثيرةُ الأوغامِ
في كلِّ قلبٍ للطُغاةِ مشاعلٌ = للآن وهْيَ كثيرةُ الأرقامِ
أكذا يُجازى آلُ بيتِ محمّدٍ = فكأنّهُمُ قومٌ مِنَ الأعجامِ
خَلَتِ الديارُ وأوحشتْ عشاقَها = أنّى تكونُ مساكنُ الأيتامِ
ياقلبَ زينبَ والجراحُ كثيرةٌ = مُتفتِّتٌ بمصائبٍ وضِرامِ
يا أمَّ أركانَ المصائبِ في الدُّنا = لكِ في الجهادِ معاولٌ في الشامِ
للغاصبينَ الحقَّ مِنْ سُفنِ الهُدى = والقاطعينَ حبائلَ الأرحامِ
والناكثينَ عهودَ آلَ محمّدٍ = لايرتضونَ بسنّةٍ وذمامِ
والغاصبينَ الحقَّ مِنْ سبطِ الهُدى = والناكثينَ شهادةَ الإبرامِ
فعرِفتُ كيف تموتُ أفئدةُ الورى = وعرفتُ كيفَ نهايةُ الأجسامِ
سجّلتُ في سُفنُ النجاةِ هويّتي = وهناكَ لي قلَمٌ معَ الأقلامِ
فَجَرَتْ معَ الآلامِ روحُ عقيدتي = لِيعيشَ في أفيائها إقدامي
كالسّيفِ قولي ، كالسّهامِ مقولتي = والحقُّ دربي والولاءُ هيامي
قيّدْتني بالبيضِ وهْي بضاعتي = أترى تجارتنا بغيرِ سهامِ
فطوَيتُ آمالَ الهوى ونبذتُها = عبثاً أكونُ بمعبدِ الأوهامِ
قلبي يحنُّ إلى ترابِ أحبّتي = وبغيرهِ إذْ لايكونُ مقامي
هذا أنا ولكربلاء مسيرتي = شتّان بين الحقِّ والآثامِ
ولّى الطُغاةُ عنِ البلادِ وما درى = عن قومهِ نمرودُ ذو الإجرامِ
قيّدتُ قلبي بالشجونِ فلمْ أجدْ = إلاّ الدموعَ على مدى الأعوامِ
وأقمتُ في ذكراكَ أبهى محفلٍ = وكذاك صوتي في ربوعِ الشّامِ
إنّي نَظمْتُ الشّعرَ حينَ عرِفتُهُ = للروحِ والإحساسٍ لا الأحلامِ
أبو حسين الربيعي 25/10/2019 دبي 26 صفر 1441 الكامل
كمْ قوّضَتْ فِتنُ الزّمانِ منامي = بسهامِ حقدٍ أجّجـَتْ آلامي
ولِكَمْ نظرتُ إلى الثَّكُولِ وشجْوِهِ = حتى لمِستُ حوادثَ الأيامِ
وسَمِعتُ ثاكلةً تئنُ مِنَ الأسى = لمْ تنشغِلْ أهاتُها بسجامِ
قومٌ أطلَّ الموتُ عندَ بيوتِهِمْ = والعزُّ لا يحلو بغيرِ حُسامِ
يادهرُ كمْ أضنيتَ قلبي بالجوى = فكأنّما أجرُ الولاءِ حِمامي
لهفي على الشُرفاءِ بينَ ربوعِهِمْ = يشكونَ مِن غدرٍ معَ الإيلامِ
وعلمتُ ما في الغدرِ غيرُ تباعدٍ = مِنْ قبلةِ التوحيدِ والإسلامِ
جفّتْ محابرُ حاسِدي في بركةِ الــــــ = تهويلِ والتكفيرِ والإعلامِ
إني وجدتُ الزّيفَ قبلةَ خائبٍ = قدْ أودعوهُ محاجرَ الإعدامِ
ضَربَ الأنا قيداً عليهِ وأطفأتْ = شمسٌ الحقائقِ شُعلةُ الإلهامِ
وأعزُّ ما تركَ النبيلُ لقومِهِ = عزُّ المآثرِ كالحُسينِ الظامي
فاسْتوحَشَتْ دورُ الصلاةِ بقتلهِ = لمّا أتاها بالرؤوسِ الرامي
والكونُ مُلتحِفُ السّوادِ مُكدّرٌ = يُنبي بقتلِ منازلَ الإنعامِ
إنْ كانَ قتلُ السّبطِ غيرَ مُحرّمٍ = هاتيكَ مُعضلَةٌ على الأفهامِ
قومٌ قدْ اتخذوا الدراهمَ قبلةً = وتوضّؤوا في حانةِ الأنغامِ
وتدارسوا طمْسَ الحقائقِ سُنّةً = وانقادتِ الأهواءُ كالأغنامٍ
أنّى التفتُّ رأيتُ شيخاً فاسِقاً = قدْ فرّقَ الأقوامَ بالأحكامِ
ما أقبحَ الأعوادُ تُهدِمُ بعضَها = مانفعُ تلبيةٍ بلا إحرامِ
كونوا على علمٍ فمِنْ سبطِ الهُدى = المرتجى ومُحطِّمُ الأصنامِ
لا حقَّ إلاَ ما تُقررُهُ السّما = ويقولُ هذي سُنّةُ العلَاّمِ
فخُذوا بأسبابِ السّماءِ وحرّروا = أفكارَكُمْ مِنْ سَطوةِ الإرغامِ
يانهجَ محزوزِ الوتينِ مِن القفا = ببتواترِ الأحقادِ والإجرامِ
خَلَتِ المساجدُ مِن سناكَ وأوحشتْ = مِنْ بعدِ نورِكَ كعبةُ الأقوامِ
ياأيها الرأسُ المُشالُ على القنا = تهدي السّبيلَ إلى الكتابِ السامي
آمنتُ بالرأسِ الشريفِ وما تلى = للكهفِ والتوحيدِ والأنعامِ
يانورَ أروقةِ السّماءِ وما بها = مِن أنجمٍ وكواكبٍ ونظامِ
حَطّمتَ أعوادَ الطُّغاةِ بكربلا = مِنْ بائعي ذممٍ ومِنْ حُكامِ
فَتَرَصّدَتْ تلكَ العواسلُ ضيغَماً = هي شرُّ ما لمَحَتْ يدُ الإجرامِ
رُمْتَ الجهادَ فكنتَ أشجعَ قائدٍ = والبيضً ساخطةٌ على الأقزامِ
قدْ قلتَ في يومِ الطفوفِ مَواعظاً = نزلَتْ على أسْماعِ كلِّ هُمامِ
فأتتكَ آلافُ النبالِ رسائلاً = لمْ تخْلُ مِنْ دَينٍ على الإسلامِ
ليسَ الكلامُ بنافعٍ يومَ الوغى = إنَّ القلوبَ كثيرةُ الأوغامِ
في كلِّ قلبٍ للطُغاةِ مشاعلٌ = للآن وهْيَ كثيرةُ الأرقامِ
أكذا يُجازى آلُ بيتِ محمّدٍ = فكأنّهُمُ قومٌ مِنَ الأعجامِ
خَلَتِ الديارُ وأوحشتْ عشاقَها = أنّى تكونُ مساكنُ الأيتامِ
ياقلبَ زينبَ والجراحُ كثيرةٌ = مُتفتِّتٌ بمصائبٍ وضِرامِ
يا أمَّ أركانَ المصائبِ في الدُّنا = لكِ في الجهادِ معاولٌ في الشامِ
للغاصبينَ الحقَّ مِنْ سُفنِ الهُدى = والقاطعينَ حبائلَ الأرحامِ
والناكثينَ عهودَ آلَ محمّدٍ = لايرتضونَ بسنّةٍ وذمامِ
والغاصبينَ الحقَّ مِنْ سبطِ الهُدى = والناكثينَ شهادةَ الإبرامِ
فعرِفتُ كيف تموتُ أفئدةُ الورى = وعرفتُ كيفَ نهايةُ الأجسامِ
سجّلتُ في سُفنُ النجاةِ هويّتي = وهناكَ لي قلَمٌ معَ الأقلامِ
فَجَرَتْ معَ الآلامِ روحُ عقيدتي = لِيعيشَ في أفيائها إقدامي
كالسّيفِ قولي ، كالسّهامِ مقولتي = والحقُّ دربي والولاءُ هيامي
قيّدْتني بالبيضِ وهْي بضاعتي = أترى تجارتنا بغيرِ سهامِ
فطوَيتُ آمالَ الهوى ونبذتُها = عبثاً أكونُ بمعبدِ الأوهامِ
قلبي يحنُّ إلى ترابِ أحبّتي = وبغيرهِ إذْ لايكونُ مقامي
هذا أنا ولكربلاء مسيرتي = شتّان بين الحقِّ والآثامِ
ولّى الطُغاةُ عنِ البلادِ وما درى = عن قومهِ نمرودُ ذو الإجرامِ
قيّدتُ قلبي بالشجونِ فلمْ أجدْ = إلاّ الدموعَ على مدى الأعوامِ
وأقمتُ في ذكراكَ أبهى محفلٍ = وكذاك صوتي في ربوعِ الشّامِ
إنّي نَظمْتُ الشّعرَ حينَ عرِفتُهُ = للروحِ والإحساسٍ لا الأحلامِ
أبو حسين الربيعي 25/10/2019 دبي 26 صفر 1441 الكامل