نبيه السعديّ
12-17-2019, 02:44 PM
تبدّل الحال..
الناظر إلى وطننا العربي، يرعبه ما يدور فيه من حروب ومجاعات، ونحن بلاد السلام والثروات!! الجزائر بلد المليون ونصف شهيد؛ يدور في دائرة مفرغة بين انتخاب وانتحاب.. ليبيا؛ تحكّ جسدها بأظافر من فولاذ، فتسيل دماؤها مغطّية آبار بترولها المنهوبة.. اليمن السعيد؛ يفقد سعادته بجيرانه الأعراب، ويبكي ويشكو، ولا أحد يسمع شكواه.. سوريا؛ تعاني من الورم الإرهابي الداعشي الخبيث، وكلّما حاولت التخلّص من مرضها، يمدّها الأمريكي بفايروسات قاتلة جديدة.. العراق؛ الذي تخلص من مرض احتلاله الأمريكي، أدخلوه في نفق تفيض فيه سيول الدماء والفوضى.. لبنان الوديع؛ جعلوا له من قوّته سببا لتدميره، ومسلكا لمحنته!!
تَبَدَّلَ الحَـــــالُ.. حتَّى لمْ أَعُـــــــــدْ أَدرِي
هلْ ذا منَ الدَّهْرِ.. أمْ مِنْ أَرذَلِ العُمــرِ؟!
مَا عَــــادَ في آخِــــرِ السَّـبعِينَ مِنْ رَمَـقٍ
يُوفِي بِحَاجَـــــــةِ مَقْهُـــــورٍ إلى الصَّــبرِ
يَشُــــدُّنِي زَمَنِي البَاقي لِخَـــــــــــــــاتِمَةٍ
وليسَ فيما تَبَقَّى.. فُســــــــــــحَةٌ تُغْـرِي
إنَّ المَظَاهِـــــــرَ لا تُبــــدِي لِنَاظِــــــــرِهَا
حَقِيــــــــقَةَ المُجتَلَى.. أوْ وَاقِـــعَ الأَمــــرِ
فالدَّمعُ يَصــلُحُ في التَّعبـيرِ عنْ شَـــــجَنٍ
كَمَا ويَصــــلُحُ تَعـــــــبيراً عـنِ البِشْــــــرِ
****
تلكَ الحُــــرُوبُ.. وقَـــد هَــــاجَتْ زَلازِلُهَا
حَتّى تَصَــــــــدَّعَ مَبنَى إِرثِــــنَا الفِكْــــرِي
فِعْلُ الحُرُوبِ عَلَى التَّفْكِيْرِ.. أَخْطَـــــرُ مِنْ
قَـــــتْلٍ.. وتَدمِـــيرِ أَحـــيَاءٍ مِنَ الصَّــــخرِ
الأَمْنُ غَــــــابَ.. وَقَامَــتْ دُونَهُ شِــــــلَلٌ
تَدَجَّجَتْ.. لِلأَذَى كَــــــــرِّاَ بِلا فَــــــــــرِّ
وحَيثُما يَفْـــقُدِ القَانُـــــــــونُ هَيبَــــــــــتَهُ
تَسْعَ البِـــــــلادُ إلى مُســـــتَقْبَلٍ مُـــزرِي
فَوْضَى السِّـــلاحِ.. وإنْ أَوْفَتْ بِحَاجَــــتِهِ
فَمَـــــــا نِهَايَتُها تُفْضِي إلى الخَـــــــــــيرِ
إنَّ السَّــــــــلاحَ مُعَــــــينٌ لِلْخَـــــبيرِ بِــهِ
وَقَـــــــاتِلٌ مُخْـتَفٍ لِلْحَامِـــــــلِ الغِـــــــــرّ
يَستأْسِـــدُ الفَــــأْرُ.. إنْ سَـــــلَّحتَهُ بِعَصاً
لَكِنَّـهَا في غَـــــــدٍ.. تَقْضِي على الفَــــأْرِ
نَرَى الجَـــــرِيمَةَ تَسْعَى فِي شَـــــوَارِعِنَا
نُغْضِي خُــنُوعاَ.. ونُخْـفِي أنَّــــــنا نَدرِي
****
أَوْلادُنَا انْسَــلَخُوا عَنْ جِســـــمِ طَـاعَـــتِنَا
جَفَّ الوَلاءُ.. ونَهْـــــــــرُ الوُدّ لمْ يَجــــرِ
ثَقَافَةُ القَـتْلِ.. في أَرجَــــائِنا انْتَشَــــــرتْ
وليسَ مِنْ خُــــــــلُقٍ يَثْنِي عنِ النَّشْــــــرِ
****
عاداتُنا سَــــقَطَتْ في "قَعـــــــرِ مُظْلِـمَةٍ"
ولاتَ مُخْــــــــرِجُها مِنْ ذلكَ القًعْـــــــــــرِ
قَدْ أَعمَلَ الفَقـــــرُ في الأَخْـــــلاقِ مِخْلَـبَهُ
فَشُــــوِّهَتْ.. وتَدَاعَــــتْ في يَدِ الفَـــــــقْرِ
المَــــالُ يَضْمَنُ خَـيرَ النَّاسِ.. إِنْ عَدَلُـوا
وقِلّــــــةُ المَـــــــالِ تُدنِيـــهِمْ مِنَ الشَّــــرّ
يُمَارِسُ الخَطْـفَ.. مَنْ أَضْحَى بِلا عَــمَلٍ
يَجنِي المَلايِينَ مِنْ بَيـْــــــــعِ الفَتَى الحُـرِّ
قَد تَشْتَرِي ابْنَكَ مِنْ خَاطِفِـــــــينَ.. وَفِي
سُوقِ النَّخَاسَـــةِ لا تســــأَلْ عَنِ السِّـعرِ!
****
إِنْ تَنْتَهِ الحَــــــربُ.. تَتْرُكْ بَعْـــدَهَا أَثَرٌ
يَدُومُ مَفْعُــــــــولُهُ حُقْــــــباً مِنَ الدَّهْــرِ
فَالحَـربُ كالخَمْرِ.. إِنْ جَفَّتْ مَشَــارِبُهَا
يَدُوْمُ مَفْعُولُهَا.. فِي شَـــــــارِبِ الخَمْرِ
*****
نبيه محمود السّعديّ
11/10/2018
الناظر إلى وطننا العربي، يرعبه ما يدور فيه من حروب ومجاعات، ونحن بلاد السلام والثروات!! الجزائر بلد المليون ونصف شهيد؛ يدور في دائرة مفرغة بين انتخاب وانتحاب.. ليبيا؛ تحكّ جسدها بأظافر من فولاذ، فتسيل دماؤها مغطّية آبار بترولها المنهوبة.. اليمن السعيد؛ يفقد سعادته بجيرانه الأعراب، ويبكي ويشكو، ولا أحد يسمع شكواه.. سوريا؛ تعاني من الورم الإرهابي الداعشي الخبيث، وكلّما حاولت التخلّص من مرضها، يمدّها الأمريكي بفايروسات قاتلة جديدة.. العراق؛ الذي تخلص من مرض احتلاله الأمريكي، أدخلوه في نفق تفيض فيه سيول الدماء والفوضى.. لبنان الوديع؛ جعلوا له من قوّته سببا لتدميره، ومسلكا لمحنته!!
تَبَدَّلَ الحَـــــالُ.. حتَّى لمْ أَعُـــــــــدْ أَدرِي
هلْ ذا منَ الدَّهْرِ.. أمْ مِنْ أَرذَلِ العُمــرِ؟!
مَا عَــــادَ في آخِــــرِ السَّـبعِينَ مِنْ رَمَـقٍ
يُوفِي بِحَاجَـــــــةِ مَقْهُـــــورٍ إلى الصَّــبرِ
يَشُــــدُّنِي زَمَنِي البَاقي لِخَـــــــــــــــاتِمَةٍ
وليسَ فيما تَبَقَّى.. فُســــــــــــحَةٌ تُغْـرِي
إنَّ المَظَاهِـــــــرَ لا تُبــــدِي لِنَاظِــــــــرِهَا
حَقِيــــــــقَةَ المُجتَلَى.. أوْ وَاقِـــعَ الأَمــــرِ
فالدَّمعُ يَصــلُحُ في التَّعبـيرِ عنْ شَـــــجَنٍ
كَمَا ويَصــــلُحُ تَعـــــــبيراً عـنِ البِشْــــــرِ
****
تلكَ الحُــــرُوبُ.. وقَـــد هَــــاجَتْ زَلازِلُهَا
حَتّى تَصَــــــــدَّعَ مَبنَى إِرثِــــنَا الفِكْــــرِي
فِعْلُ الحُرُوبِ عَلَى التَّفْكِيْرِ.. أَخْطَـــــرُ مِنْ
قَـــــتْلٍ.. وتَدمِـــيرِ أَحـــيَاءٍ مِنَ الصَّــــخرِ
الأَمْنُ غَــــــابَ.. وَقَامَــتْ دُونَهُ شِــــــلَلٌ
تَدَجَّجَتْ.. لِلأَذَى كَــــــــرِّاَ بِلا فَــــــــــرِّ
وحَيثُما يَفْـــقُدِ القَانُـــــــــونُ هَيبَــــــــــتَهُ
تَسْعَ البِـــــــلادُ إلى مُســـــتَقْبَلٍ مُـــزرِي
فَوْضَى السِّـــلاحِ.. وإنْ أَوْفَتْ بِحَاجَــــتِهِ
فَمَـــــــا نِهَايَتُها تُفْضِي إلى الخَـــــــــــيرِ
إنَّ السَّــــــــلاحَ مُعَــــــينٌ لِلْخَـــــبيرِ بِــهِ
وَقَـــــــاتِلٌ مُخْـتَفٍ لِلْحَامِـــــــلِ الغِـــــــــرّ
يَستأْسِـــدُ الفَــــأْرُ.. إنْ سَـــــلَّحتَهُ بِعَصاً
لَكِنَّـهَا في غَـــــــدٍ.. تَقْضِي على الفَــــأْرِ
نَرَى الجَـــــرِيمَةَ تَسْعَى فِي شَـــــوَارِعِنَا
نُغْضِي خُــنُوعاَ.. ونُخْـفِي أنَّــــــنا نَدرِي
****
أَوْلادُنَا انْسَــلَخُوا عَنْ جِســـــمِ طَـاعَـــتِنَا
جَفَّ الوَلاءُ.. ونَهْـــــــــرُ الوُدّ لمْ يَجــــرِ
ثَقَافَةُ القَـتْلِ.. في أَرجَــــائِنا انْتَشَــــــرتْ
وليسَ مِنْ خُــــــــلُقٍ يَثْنِي عنِ النَّشْــــــرِ
****
عاداتُنا سَــــقَطَتْ في "قَعـــــــرِ مُظْلِـمَةٍ"
ولاتَ مُخْــــــــرِجُها مِنْ ذلكَ القًعْـــــــــــرِ
قَدْ أَعمَلَ الفَقـــــرُ في الأَخْـــــلاقِ مِخْلَـبَهُ
فَشُــــوِّهَتْ.. وتَدَاعَــــتْ في يَدِ الفَـــــــقْرِ
المَــــالُ يَضْمَنُ خَـيرَ النَّاسِ.. إِنْ عَدَلُـوا
وقِلّــــــةُ المَـــــــالِ تُدنِيـــهِمْ مِنَ الشَّــــرّ
يُمَارِسُ الخَطْـفَ.. مَنْ أَضْحَى بِلا عَــمَلٍ
يَجنِي المَلايِينَ مِنْ بَيـْــــــــعِ الفَتَى الحُـرِّ
قَد تَشْتَرِي ابْنَكَ مِنْ خَاطِفِـــــــينَ.. وَفِي
سُوقِ النَّخَاسَـــةِ لا تســــأَلْ عَنِ السِّـعرِ!
****
إِنْ تَنْتَهِ الحَــــــربُ.. تَتْرُكْ بَعْـــدَهَا أَثَرٌ
يَدُومُ مَفْعُــــــــولُهُ حُقْــــــباً مِنَ الدَّهْــرِ
فَالحَـربُ كالخَمْرِ.. إِنْ جَفَّتْ مَشَــارِبُهَا
يَدُوْمُ مَفْعُولُهَا.. فِي شَـــــــارِبِ الخَمْرِ
*****
نبيه محمود السّعديّ
11/10/2018