تأمـــــلات فى الآيــــات

[سرالختم ميرغني]

تأمـــــلات فى الآيــــات
" ليس كمثلــــــه شــــيئ "
عندما أتأمل هذه الآية أتعجــــب . فى الواقــــع هى التى تفــــرض نفســـــها على خيالى . وليســـت كالآيات الأخــــرى أتذكــــــرها فى المناســــبات . لا أحــــد يُنكــــر أنه شـــــيئٌ مصـــــــنوع . مصـــنوع كســـــيارة أو طـــــائرة أو ( روبوت ) . وعندما أخلـــــد إلى نفســــى أقـــــول : ولكــــــنك عندما تزور مصـــــنع الســــيارات ترى بأم عينيك زحــــاما وصـــــناعا مهــــــرة يربطــــــون أشــياء ، وآلات ، وعمـــــال منهمكـــــــون فى الطـــــلاء وآخـــــرون فى الأجهـــــزة الكهربائية وآخرون فى الإطــــــارات .. إلخ إلخ ، وكــــذا الحـــــال فى مصــــنع الطــــائرات ومصــــنع ( الروبوتات ) وفى كل المصـــــانع .. حتى مصنع الأحذية . حركــــــة دائبـــــــة ورقــــــابة وإشـــــراف .. إلخ
ولكــــن افرض أن شـــــخصا فكــــر فى زيارة المصــــنع الذى أنتجــــك . إن إنتاجك اســــتغرق وقتا كما يســــتغرق إنتاج الســــيارة أو الطائرة أو الروبوت أو أى شيئ . وهــــذا المصـــــنع فى بطـــــن أمـــــك طــــبعا . فهــــل ســــيرى عمالا مهرة ومشرفين ومراقبين وفنيين وآلات وحــــركة دائبـــــة ؟ بل هــــل ســـيرى الصــــانع ؟ لا ترى صانعا ومع ذلك يمضى العمل فى دقــــــة متناهـــية .
عـــندئذٍ تقفـــــز الآية الكـــــريمة " ليس كمثلـــــه شـــــيئ " إلى خــــيالى .

</B></I>

[هديل الدليمي]

لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير
والأبصار هنا بمعنى الخطرات والأوهام
إلاّ أنه أقرب إلينا من حبل الوريد
شكرا للطرح الجميل والقيم
كلّ البيلسان

[سرالختم ميرغني]

تحــــية لشــــاعرتنا هـــــديل بورك في قلمــــها .

[ألبير ذبيان]

بوركتم وأحسن الله إليكم وزادكم من علومه

[سرالختم ميرغني]

بوركتم وأحسن الله إليكم وزادكم من علومه
--------------------------------------------------------------------

" ليس كمـــثله شــــيئ " تُشـــبه عندى " ولـــم يكــــن له كـــفؤا أحــــد " شكـــرا شــــاعرنا ألـــــبير .

[سرالختم ميرغني]

تأملاتى اليوم فى الآية " هو الأول والآخر "
الأصل عند البشــــر هو العــــدم . العـدم فى كل شــــيئ . مثال : أمامــــك كـــــرسى . الأصل هو ألا يكــــون هنالك كـــــرسى . ولكـــنك فى مكــــتب . والمكتب أعده أشـــخاص . فأعدوا الكراسى إما لجلوس الموظــــفين أو للزوار . أمامك قلـــــم . الأصل فى هــــذا القلم هو عـــدمه . ولكن الأقـــــلام صنعتها مصـــــانع لبيعــــها لطلاب المدارس والموظـــــفين . وهكـــــذا كل شــــيئ تراه عيناك . وتلمســــه يداك . كان معــــدوما ، ثم أوجده موجـــــد . حتى نفس الإنســــان . كان عدما. ثم وُلــــــد ذات يوم . أى شـــيئ ملمـــــوس ، الأصــــل فيه العــــــدم . مهمــــا كان الشــــيئ عظـــــيما كالجبل الشـــــامخ وكالبحـــــر الخضم وحــــتى كالشمس والنجم والكواكب ، طالـــــما أنهـــــا ملموســــة فأصــــلها العـــــدم .
يُســـــتثنى شــــيئ واحــــد فقـــــط من هــــذه النظـــــرية . وهو صـــــانع هــــذه الأشـــــياء . فلا يجـــــــوز منطــــقا أن الأصــــــل فيه هو العـــــدم . الكــــوكب ، وإن كـــــان بعــــيدا ، فهو شــــيئ ملمـــــوسٌ محســـــوس . وإن أردت التأكـــــد فاســـــأل رواد الفضـــــاء الذين مشــــــوا بأرجلــــــهم على ســـــطح القمـــــر . ولا يغرك ضخــــامة الكـــــوكب . فهو كالأمثلــــة الســـــابقة من كرســــيٍّ وقلـــــمٍ وغيرهمـــــا ، الأصـــــل فيه هو العــــــدم . أما صــــانع هذا الكــــوكب فلا يُوجــــد شـــيئ اسمـــــه " عــــدم " فى حـــياته . فالأصــــل عنده هو الوجــــود .
تســــرى هـــذه النظــــرية وتنطـــبق على كل شـــــيئٍ فى الكــــون . وإن كان هنالك أكثر من كــــــون ، فالنظــــرية قائمـــــة . وهــــى هى نفســــها لا تتغـــــير . طـــــالما الشـــــيى ملمـــــوس محســــــوس فالأصــــل فيه هو العـــــدم . الكواكب البعيدة والنجــوم البعــــيدة والمجـــــرات التى تبعــــد آلاف الســـــنين الضــــوئية كلــــها تخضـــــع لنفس النظـــــرية . ويظــــل صــــانع هــــذه الأجســـــام - أى موجـــــد هــــذه الأشــــياء - هو الوحـــــيد الســـــرمدىّ الدائم فى حـــياته .

</B></I>