المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علّمتَ أحرارَ الورى مِنْ كربلا


سراج الربيعي
09-01-2020, 03:24 PM
علّمتَ أحرارَ الورى مِنْ كربلا

لمْ يبقَ مِن عمَدٍ ولا أطنابِ = إلاّ بقايا مِنْ رمادِ عذابي
تركوا الديارَ وغلّقوا أبوابَها = ياربعُ أينَ منازلُ الأحبابِ
يا ساكني تلك الديارِ تحيةٌ = مِنْ مُدْنفٍ يبكي على الأصحابِ
لو أنَّ في الأحلامِ دورَ أحبتي = لذهَبْتُ أسْعى نحو كلِّ سرابِ
لو حلَّقوا بين المَجرةِ والسُّها = لَجَعلْتُ أحلامي مع المتصابي
لو خُيّرَ العُشاقُ لاخْتاروا اللظى = ما أعذبَ الأحزانِ بالأوصابِ
فالصُّبحُ يشهدُ للمُعنّى في الهوى = عما يدورُ بهاجسِ المُنتابِ
والدمعُ رقراقاً على عينِ الفتى = لمْ يُسلِهِ نعيٌّ بغير جوابِ
أضناهُ صدَّ النّيراتِ عن الدُّجى = وكفى ، دليلُ تقلُّبِ الأحقابِ
وارتابَ في وسطِ الهمومِ كيانُهُ = بالهجرِ والأحداثِ والأسبابِ
ولطالما كنتَ الوفيَّ بغربتي = وتعُدَّ للمجهولِ ألفَ حسابِ
ولئَنْ شكوتُ إلى الوصالِ لواعجي = مُسْتشهداً بمعاجمِ الكُتّابِ
فلأنتَ خيرُ رفيقِ دربٍ في الدُنا = بمناقبٍ بزّتْ ذووي الأترابِ
وتركتني لا بالطلولِ معلّقاً = قلبي ولا متلذذاً بالصّابِ
فقعدتُ كالمثكولِ بينَ مصائبٍ = إذْ لا أُلامُ على عظيمِ مصابي
وردَ ابنُ طه للعراقِ تحوطُهُ = أُسدٌ الشرى مِن صفوةِ الأنسابِ
الحاملينَ منَ العقيدةِ أصلَها = لمْ ينكصوا يوماً على الأعقابِ
والذائدينَ عنِ الحسينِ ورحلِهِ = يومَ الطفوفِ بمنتهى الإسهابِ
والعارفين بحقِّ أصحابِ الكساٍ = والرافضين لكلِّ ذي إرهابِ
والباذلينَ عنِ الرسالةِ أنفُساً = يومَ الوغى بقساطلٍ وحرابِ
ومُقدّمين نفوسَهُمْ وقلوبَهمْ = هدْياً لدينِ اللهِ والمحرابِ
والجاعلينَ قلوبَهمْ بدروعِهِمْ = مثلَ اتحادِ العينِ بالأهدابِ
والرافعين سراجَ آلِ محمدٍ = فوقَ الضلالِ ومبدأَ الأعرابِ
والتائقين إلى الردى بعقيدةٍ = والآخذينَ مباديءَ الأطيابِ
والفائزين بحبِ آلِ المُصطفى = والناكرينَ لدولةِ الإرهابِ
قومٌ إذا شرَعوا الهجومَ على العدا = برقتْ صوارمُهُمْ على الأقطابِ
والمُعرضينَ عنِ الطُّغاةِ وفكرِهِمْ = قدْ ساءَها نهجاً بغيرِ صوابِ
هيهاتَ تُفنى أُمّةٌ ميمونةٌ = وهناكَ ذو نهجٍ وذو ألبابِ
بالأمسِ أفنيتَ الطُغاةَ فقلْ لهُمْ = مَنْ ذا يدوسُ حدودَ أسدُ الغابِ
واليومُ صوتُكَ في الطفوفِ مُجاهرٌ = بالعزِّ لا بالذُّلِ كالمرتابِ
للهِ دُرُّكَ مِن شهيدٍ خصّهُ = ربُّ السَّماء بمُجْمَلِ الألقابِ
فأتتكَ كلُّ فضيلةٍ محمودةٍ = بكرائمِ المُتَفضِّلِ الوهابِ
كمْ رامَ آلافُ الطغاةِ لرمْسِها = فتركتَها عاراً على الأصلابِ
فالأرضُ تُروى بالدماءِ وترتوي = منها العقيدةُ عندَ كلِّ خضابِ
للهِ دُرُّكَ مِنْ أبيِّ في الوغى = تمضي مُضِيَّ الليثِ في الإغضابِ
يا سيدّ الشهداءِ أيُّ شجاعةٍ = رُويتْ معاجزَها يدُ الإعجابِ
لمّا مضيتَ إلى القتالِ مُجلّلاً = بمبادىءٍ فيهِنَّ ألفُ كتابِ
فأتتكَ آلافُ النبالِ مِن العدا = مِنْ كلِّ وغدٍ مجرمٍ كذابِ
قومٌ يبيعونَ النفوسَ بدرهَمٍ = ما مُتِّعوا بفضائلٍ وثوابِ
فكشفتَ عنهُمْ في الطفوفِ سَرائراً = وفضحتَهُمْ زُمُراً بغيرِ نقابِ
وسقيتَهُمْ مُرّ الكؤوسِ بكربلا = حتى أتيتَ لآخرِ الأذنابِ
وجعلتَهُمْ سودَ الوجوهِ ولمْ تقفْ = حالَ الدُّعاءِ بلعنةٍ وسَبابِ
برزَتْ عليكَ الحادثاتِ وطالما = كنتَ الأبيَّ الحرَّ في الترحابِ
فَثَبتَّ والأرزاءُ يتبعُ بعضَها = ببواترِ الأشفارِ والأنيابِ
برؤوسِ ألسنةِ القلوبِ وخُبثِها = مذكورةٌ في سورةِ الأحزابِ
ردّتْ قريشٌ للنبيِّ ديونَها = وأميةٌ مِنْ كربلا بإيابِ
قتلوا ابنَ طه ثمَّ داسوا صَدرَهُ = سَلَبوهُ حتى باليَ الأثوابِ
هتَكَتْ أُميّةُ للرسولِ محمّدٍ = خدراً وأخبيةً بألفِ حِجابِ
للهِ آياتِ الجلالِ ثواكلٌ = مِنْ كلِّ نائحةٍ بغيرِ جوابِ
ماذا جمِعنَ مِن الدّماءِ لفاطمٍ = أو مِنْ رزايا الطفِ والأوصابِ
لهفي على تلك النساءِ فلا سَلا = صبُّ الدموعِ نوائحَ الأسرابِ
صَبغَتْ مناكبَها السِّياطُ بحُمرةٍ = زرقاءَ مِنْ ضربٍ على الجلبابِ
فجَرَتْ على تلك البسيطةِ أدمُعٌ = والخدرُ ذو شجنٍ وذو تطرابِ
وجراحُ أفئدةٍ يحُنُّ لنوحِها = عُرْسُ الشبابِ وقلبُ طفلٍ حابي
ماذنبُ طفلٍ بالدّماءِ مُضمّخٌ = ومطوّقٌ بالموتِ والنِّشابِ
خلّفتَ في قلبِ الحُسينِ لواعجاً = ومآتماً للكَرْبِ في الأبوابِ
ومنازلٍ بقيتْ تئُنُ مِن الأسى = مابينَ زينبَ بالجوى وربابِ
ومدامعٍ سَقَتِ الحجيجَ بسَجْمِها = حتى تَفشّى الحزنُ كالإلهابِ
اللهُ يشهدُ أنّ صوتَكَ خالدٌ = في كلِّ زاويةٍ وكلِّ يبابِ
إنْ كانَ للتوحيدِ ذكرٌ في الورى = مِنْ مَنحَرٍ مُتعبّدٍ أوابِ
كمْ كنتَ تهتفُ للردى في هيبةٍ = إنَّ الشهادةَ أوسعُ الأبوابِ
ياسيّدَ الشهداءِ أنتَ رسالةٌ = غراءُ سائرةٌ إلى الآرابِ
علّمتَ أحرارَ الورى مِنْ كربلا = كيفَ الحياةُ لقائدٍ وثّابِ
سراج الربيعي – تاسوعاء 1442 هـ 29/ 8/ 2020 دبي - الكامل

الدكتور اسعد النجار
09-02-2020, 09:17 AM
أحسنت وأجدت

فثورة كربلاء اضحت مدرسة لكل ثائر

لك كل الاعتزاز والمودة

ألبير ذبيان
09-02-2020, 09:39 AM
رائعة تضج بالنور الولائي المتين حكت مأساة كربلاء المريرة
وأتاحت للقارئ المتابع فرصة لمعرفة ما جرى فيها من أحداث لا تخفى على ذي لب
إن قضية الحسين قضية الله، وإن ثأره ثأر الله
لأنه قام بحركته المقدسة امتثالا للأمر الإلهي وما خرج لا لطلب دنيا ولا لنيل ملك كما يصور البعض!
سلمت حواسكم شاعرنا الفذ الهمام ولا عدمتم الجمال والفطنة
جعلها الله في ميزان حسناتكم وشفع فيكم الحسين صلوات الله عليه
محبتي والاحترام




تثبت

هديل الدليمي
09-02-2020, 10:14 AM
ما أجملها من أبيات تسري مع العقيدة تلاوة نحو السماء
لشاعر يتملّكه الولاء بوعي وحسّ أدبي رفيع
ويتوشّح حبّهم الطاهر بأثواب شتّى.. والقلوب على أشكالها تقع!
الشاعر الموالي القدير سراج الربيعي
أتيتم بالحقيقة المطلقة.. في حلّة نفيسة فاخرة
تقبّلها الله منكم وزادكم إيمانا ورفعة
ودّ يتجدد

تواتيت نصرالدين
09-02-2020, 02:18 PM
اللهُ يشهدُ أنّ صوتَكَ خالدٌ = في كلِّ زاويةٍ وكلِّ يبابِ
إنْ كانَ للتوحيدِ ذكرٌ في الورى = مِنْ مَنحَرٍ مُتعبّدٍ أوابِ
كمْ كنتَ تهتفُ للردى في هيبةٍ = إنَّ الشهادةَ أوسعُ الأبوابِ
ياسيّدَ الشهداءِ أنتَ رسالةٌ = غراءُ سائرةٌ إلى الآرابِ
علّمتَ أحرارَ الورى مِنْ كربلا = كيفَ الحياةُ لقائدٍ وثّابِ
---
لله درك ياسراج ما أروعك وأنت تضيء بسراج شعرك الذي لا ينضب زيته
مساحات الألم لعل الذكرى تنفع المؤمنين الصادقين وتجعل ذكرى معلم الأحرار
وقائد الأبرار الحسين بن علي صلوات الله عليه منهجا ومسلكا لطلب الحق والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آل بيته الأطهار .
قصيدة أكثر من رائعة جعلها الله في ميزان حسناتك . ودمت في رعاية الله وحفظه.

ناظم الصرخي
09-02-2020, 11:35 PM
السلام على أبي عبدالله الحسين وأخيه وأبنائه وأنصاره الميامين
أعظم الله أجرك وأثابك في الدنيا والآخرة
وجعل هذه القصيدة الرائعة في ميزان حسناتك
تحياتي الزكية

سراج الربيعي
09-03-2020, 07:19 AM
أحسنت وأجدت

فثورة كربلاء اضحت مدرسة لكل ثائر

لك كل الاعتزاز والمودة


أحسن الله إليكم ورزقكم شقاعة محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين

لاعدمناك أستاذنا الكريم العزيز الدكتور أسعد النجار

سيقى صوت سيد الشهداء والأحرار مدويا بهيهات منا الذله

تقبل سلامي

سراج الربيعي
09-03-2020, 07:28 AM
رائعة تضج بالنور الولائي المتين حكت مأساة كربلاء المريرة
وأتاحت للقارئ المتابع فرصة لمعرفة ما جرى فيها من أحداث لا تخفى على ذي لب
إن قضية الحسين قضية الله، وإن ثأره ثأر الله
لأنه قام بحركته المقدسة امتثالا للأمر الإلهي وما خرج لا لطلب دنيا ولا لنيل ملك كما يصور البعض!
سلمت حواسكم شاعرنا الفذ الهمام ولا عدمتم الجمال والفطنة
جعلها الله في ميزان حسناتكم وشفع فيكم الحسين صلوات الله عليه
محبتي والاحترام




تثبت

ثبتكم الله على محبة آل محمد عليهم أفضل الصلاة والسلام أستاذنا وأديبنا الكريم الوفي ألبير ذبيان

الحمد لله وله المنن العظام على توفيقة لنا لحب نبيه الكريم محمد وعترته الطهار صلوات الله عليهم أجمعين

شكرا لكم أستاذنا الجليل على تواجدكم

تقبل سلامي ودعواتي

سراج الربيعي
09-03-2020, 07:37 AM
ما أجملها من أبيات تسري مع العقيدة تلاوة نحو السماء
لشاعر يتملّكه الولاء بوعي وحسّ أدبي رفيع
ويتوشّح حبّهم الطاهر بأثواب شتّى.. والقلوب على أشكالها تقع!
الشاعر الموالي القدير سراج الربيعي
أتيتم بالحقيقة المطلقة.. في حلّة نفيسة فاخرة
تقبّلها الله منكم وزادكم إيمانا ورفعة
ودّ يتجدد





الأستاذه المواليه والأديبه المتألقه دائما هديل الدليمي

رعاكم الله ويسر أموركم ببركة محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين فهم وسيلة العباد العارفين بحقهم إلى الله

حفظكم الله ورعاكم
تقبلوا سلامي ودعواتي الأخوية

سراج الربيعي
09-03-2020, 07:39 AM
اللهُ يشهدُ أنّ صوتَكَ خالدٌ = في كلِّ زاويةٍ وكلِّ يبابِ
إنْ كانَ للتوحيدِ ذكرٌ في الورى = مِنْ مَنحَرٍ مُتعبّدٍ أوابِ
كمْ كنتَ تهتفُ للردى في هيبةٍ = إنَّ الشهادةَ أوسعُ الأبوابِ
ياسيّدَ الشهداءِ أنتَ رسالةٌ = غراءُ سائرةٌ إلى الآرابِ
علّمتَ أحرارَ الورى مِنْ كربلا = كيفَ الحياةُ لقائدٍ وثّابِ
---
لله درك ياسراج ما أروعك وأنت تضيء بسراج شعرك الذي لا ينضب زيته
مساحات الألم لعل الذكرى تنفع المؤمنين الصادقين وتجعل ذكرى معلم الأحرار
وقائد الأبرار الحسين بن علي صلوات الله عليه منهجا ومسلكا لطلب الحق والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آل بيته الأطهار .
قصيدة أكثر من رائعة جعلها الله في ميزان حسناتك . ودمت في رعاية الله وحفظه.

الأستاذ والأديب العزيز تواتيت نصر الدين حفظكم الله وقضى حوائجكم ويسرها جميعها وجعلكم من المتمسكين بحبلهم ونهجهم

لاعدمنا الله من تواجدك الغالي

تقبل سلامي

سراج الربيعي
09-03-2020, 07:41 AM
السلام على أبي عبدالله الحسين وأخيه وأبنائه وأنصاره الميامين
أعظم الله أجرك وأثابك في الدنيا والآخرة
وجعل هذه القصيدة الرائعة في ميزان حسناتك
تحياتي الزكية


الأستاذ الكريم والأديب الفذ ناظم الصرخي

الله يرعاكم ويحفظكم وعظم الله لكم الأجر والثواب بهذا المصاب الذي سيبقى إلى يوم يبعثون ز

تقبل سلامي ودعواتي الأخوية

عواطف عبداللطيف
09-10-2020, 12:07 PM
ياسيّدَ الشهداءِ أنتَ رسالةٌ = غراءُ سائرةٌ إلى الآرابِ
علّمتَ أحرارَ الورى مِنْ كربلا = كيفَ الحياةُ لقائدٍ وثّابِ

السلام على سيد الشهداء سبط رسول الله الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم
أحستا
فعلاً رسالة

حزاك الله خيراً
تحياتي