تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كلُّ عامٍ وأنتَ الضميرْ!!


محمد عبد الحفيظ القصاب
01-01-2021, 01:22 AM
قصيدة نثر
------------
كلُّ عامٍ وأنتَ الضميرْ!!
========
وأنتَ بخيرْ!! لمنْ؟



أقتربُ من عجوزٍ في الواحدةِ والعشرينْ
أهديها ملاءةَ الصبايا على لونِ الكآبةْ
تغمزُ بيدٍ من خجلِ السنينْ
وتقطفُ القمرَ وتخفيهِ معَ غرابِها
وتسلخُ ريشةً وتدسُّها
في شعري .. دونَ علمي
----



وأنتَ بخيرْ..
أحتك ُّ بالشيخِ في رمشهِ الأبيضْ
في حدقةٍ مشققةٍ أتعبتْها مشاهدُ الوخزْ
وترهَّلتْ ذاكرةُ العيدِ عندَ الفمْ
فنهضَ في ساقي لأُهديهِ فخذَ الصنوبرْ
وهَمْهَمَ في أُذني وذهبْ..
دونَ علمي
وجدتُ جانبَ رأسي
في ظلِّ الحجارةِ السوداءِ بلا شحمتهْ
كانتْ بعضا ً منهُ
أخذَها ولم يُعطني غيرَ الألمْ
--



وأنتِ بخيرْ...
أحبو لطفلةٍ تلعبُ بكبريتِ الفقرْ
رأتْني شطْرَ وجهٍ بينَ الظلِّ واحتراقِ العودْ
فأهْدتْني قبلَ انطفائهِ..
نسيمَ النارِ في أنفي
وأهديْتُها ورقةَ التوتِ تسترُ عورةَ البردْ
ودونَ علمي..
وجدتني أبتلعُ علبةَ كبريتٍ مشتعلةْ
وأهضمُ بعضا ً من شَعْرِ ذلكَ القَصَبْ
وتحتَ لساني سُكـَّرةٌ وضعْتُها في فمِ طفلةٍ
فارقتْ روحَها تحتَ امتصاصي للنحيبِ واللهبْ
--


وأنتِ بخيرْ..
أهرولُ إليها ,, فتاتي
وجدتُ أنّي أقتربُ على أكثر من جهةْ
ساق ٌ تقفزْ
وأذنٌ صماءْ
وأنفٌ عديمُ النفعِ
وشعرٌ بِريشةٍ تنغمسُ في ذاكرتي
وفمٌ من حرفينِ على شفتينِ مضمومتينْ
وعين ٌ بلا حدقةٍ غادرتْ محجرَ الإهداءْ
ليس معي غيرُ ذراعينِ وقلبْ
وبعضِ دفء ٍ من هضمِ نارِ الوصولْ
كلُّ عامٍ وأنتِ بلا اقترابٍ واحتكاكٍ وحبو
كلُّ عامٍ وأنتِ مدينةٌ صباحيةٌ وأنا القبو

كلُّ عامٍ وأنتَ الضميرْ
يا غارةَ صحوتي
وغادةَ نشوتي
وغابةَ فرحتي
كلُّ عامٍ وأنتَ بخيرْ .............


-------
محمد عبد الحفيظ القصاب
25-12-2005 م

علي التميمي
01-01-2021, 08:50 AM
الله ..
يا له من صباح اصافح فيه هذا الجمال
كل عام و انت بخير شاعرنا الفذ الهمام
بورك بيانك

محمد فتحي عوض الجيوسي
01-01-2021, 09:21 PM
هذه الروعه وهذا الفن الراقي وهذه النثرية الثرية بالجمال ليس لها إلا
التثبيت

هديل الدليمي
01-02-2021, 11:36 PM
نثرية ثرية غنيّة بالمعنى
تتشعّب مفاهيمها الأعمق في الأذهان
وتحتلّ الذوائق بفكرتها الإنسانية السامية
كلّ عام وأنتم بخير وعافية
مودّة بيضاء

ألبير ذبيان
01-04-2021, 01:13 PM
وقفت هنا وتأملت كثيرا بما فيها من معان حسان وصور نضاحة ملهمة!
ما أجملها من بوح زين المكان بألقه وأناقته
محبتي والود

الدكتور اسعد النجار
01-05-2021, 08:34 AM
قلادة أنفس من التبر وأحلى من الشهد

غنية بمعانيها عميقة بدلالاتها

كل عام وأنت ترفل بالصحة والعافية

فرج عمر الأزرق
01-19-2021, 07:28 PM
متن النثرية مائز بمراوغاته مشهدا و موضوعا
مفتتح النص بارادوكسي بامتياز يحفز المصطدم به على إعمال الفكر فيه و الترحل في بكارة الصورة
أقترب من عجوز في الواحدة و العشرين
متلازمة التأزم و التمزق مع و حيال الآخر كيفه أو كيفها تحديدا هنا حقا تكون ... منطلق البحث إن كانت بخير .. و كيف تكون كذلك من في الواحدة و العشرين و يراها ناصها عجوزا ساعة اقترابه منها
هي دروشة السؤال بما يخدم فعلي الإبهار و الإدهاش تصويريا و دلاليا
و بعد تفكيك تلك المتلازمة يردفها بنسخة تقابلها و تدعمها في البحث عن الآخر كيف يكون تحديدا هذه المرة "هو" ربما على ما يفوق خيرها "هي" ؟! و قد إحتكت به شيخا في شعره الأبيض ...
ما ورد بين المتلازمتين تدقيق و تفريع لهما على طرفي المعنى و المبنى
بفرشاة كلامية عمقت الفكرة و أغنت الصورة في معظم ردهات الأثر
(فقط صديقكم الأزرق لا يتعاطف مع موسيقىية ما قبل قفل رائعتكم على تلك الجرسية : يا غارة صحوتي
يا غادة نشوني
يا غابة فرحتي .. في محضر جلالة قصيدة النثر)
وفقتم في اقتناص الفكرة و برعتم في شرحها لغة و صورة
دمتم حيث الإبداع يكون...
محبتي و تقديري

عواطف عبداللطيف
01-25-2021, 10:08 AM
وأنتِ بخيرْ...
أحبو لطفلةٍ تلعبُ بكبريتِ الفقرْ
رأتْني شطْرَ وجهٍ بينَ الظلِّ واحتراقِ العودْ
فأهْدتْني قبلَ انطفائهِ..
نسيمَ النارِ في أنفي
وأهديْتُها ورقةَ التوتِ تسترُ عورةَ البردْ
ودونَ علمي..
وجدتني أبتلعُ علبةَ كبريتٍ مشتعلةْ
وأهضمُ بعضا ً من شَعْرِ ذلكَ القَصَبْ
وتحتَ لساني سُكـَّرةٌ وضعْتُها في فمِ طفلةٍ
فارقتْ روحَها تحتَ امتصاصي للنحيبِ واللهبْ

مؤلمة فعلاً

متى ينتهي هذا الوجغ

كتاباتك تحتاح لوقفة
حماك الله
تحياتي