تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أوتوغراف


عبدالكريم وحمان
05-04-2010, 09:27 PM
أمنية

دخل السيد عثمان غرفة الانتظار و لم يستطع الجلوس على كرسي. كان متوترا للغاية. فزوجته حليمة دخلت لتضع مولودها.
رفع كفيه إلى السماء و بدأ يدعو بصوت خافت أن يرزق بولد.
فبعد أربعة عشرة سنة من الزواج ، لم تنجب له زوجته سوى البنات ( ثلاثة بالضبط ). وكانت أمنيته دائما أن يرزق بولد يحمل اسمه من بعده.
لم يكن يشعر بالوقت يمر و لا بعائلته الموجودة بجواره في غرفة الانتظار.
بعد مدة ، فتح باب غرفة العمليات و ظهر الطبيب و ابتسامة على شفتيه. تقدم نحو السيد عثمان و هو يقول : ً مبروك يا سيدي. وضعت زوجتك فتاة جميلة جدا و هما الاثنتين بصحة جيدة. ألف مبروك. ً
و غادر الطبيب غرفة الانتظار.
رفع السيد عثمان بصره إلى السقف و هو يردد : ً الحمد لله على كل ما وهبني إياه. الحمد لله. ً


أوتوغراف

كنت برفقة زوجتي أسماء نتناول العشاء في أحد المطاعم حين دخلت كنزة المطعم و هي ممسكة بيد طفل لم يتجاوز السابعة من العمر. جلسا في طاولة على يميننا.
حدقت فيها لثوان غير مصدق ما أرى. و لكن، وخوفا من إثارة انتباه زوجتي أسماء، حولت نظري إلى الطعام.
كانت كنزة حب حياتي. تعرفنا على مقاعد الجامعة و عزف قلبينا لحن الحب. بعد الجامعة ، تقدمت إلى والدها راغبا في الزواج . و لكنه رفضني لفقري و زوّجها من ابن خالتها القاطن في اسبانيا.
دخلت معهد التمثيل و بدأ نجمي يسطع في سماء عالم الفن و قد أصبحت في فترة وجيزة ( و الحمد لله ) من الوجوه الشابة المعروفة في عالم السينما بعد تمثيلي في فيلمين لقيا نجاحا جماهيريا و نقديا.
لم انتبه إلا و كنزة تقف بجواري.
ابتسمت لي و قالت : ً أعتذر يا سيد توفيق ، و لكن ابني الصغير تعرّف عليك و أحبّك في فيلمك الأخير و يريد أن توقع له أوتوغرافا في دفتره. ممكن؟ ً
ابتسمت لها و أومأت أن لا مانع لدي. اقترب مني الطفل الصغير و قدّم لي دفتره. أخرجت قلمي من الجيب الداخلي لبذلتي. التفتت إلى الطفل و سألته : ً ما اسمك يا صغيري ؟ ً
ابتسم لي و أجاب : ً اسمي توفيق العلا لي يا سيد توفيق. مصادفة رائعة أن يكون اسمي مثل اسمك، أليس كذلك؟ ً

سولاف هلال
05-05-2010, 02:08 PM
المبدع عبد الكريم وحمان
أعجبتني كثيرا قصة أوتوغراف
عجبا لهذه الدنيا كم هي صغيرة
تقديري

عبدالكريم وحمان
05-05-2010, 09:03 PM
الأستاذة المبدعة سولاف هلال
الدنيا أصغر مما نظن
شكرا لمرورك
تحياتي

عبد الرسول معله
05-17-2010, 10:17 AM
كم هو جميل حين تختزل الحروف كل الأحداث وتدع

المتلقي يتخيلها كما يريدها هو ليشارك الكاتب فيها

قرأت واستمتعت وعرفت أنك من الذين قالوا عنهم

خير الكلام ما قلّ ودلّ

تحياتي ومودتي

عبدالكريم وحمان
05-17-2010, 08:52 PM
و انا ايضا قرأت تعليقك وسعدت
أولا لإعجابك بالقصة و ثانيا لمرورك الكريم
تحياتي أستاذي الغالي

عواطف عبداللطيف
05-30-2010, 12:31 PM
بالرغم كل شئ
بقي ما في القلب داخل القلب لعمقه

هكذا عندما تقف المادة أمام نبض القلب

ومضة جميلة

تحياتي