قيس النزال
04-24-2021, 12:14 AM
كان موظفا في دائره أمنيه من موقع متواضع ولم يكن ينال من احترام من حوله بما يرضيه..وبعد مضايقات ممن حوله ترك وظيفته بلا تقاعد ولا تعويضات..ابتسمت له الحياة وصادف من يستخدمه ويعطيه مايستحق وربما أكثر..أول شئ فعله جمع ماعنده واستدان فوقه واشترى سيارة تلفت الأنظار وراح يتبختر بها أمام زملائه السابقين وكأنه يقول لهم..لقد نجحت..شوفوني هاأنذا ..كنت فقيرا ذليلا بينكم واليوم هاهي سيارتي وساعتي وبدلتي..وساسلة ذهب تطوق عنقي..هذه صوره واحده لسايكولوجية المنبوذون ..ثم ارتقت بهم الدنيا فكان همهم الأنتقام من الأيام ومن البشر..ولو أن القارئ يسترجع الأيام فحتما ستكون له حكايات مثلها عن أناس غير هذا...السياسيون بالعراق مثال لهذا..واحد كان يعتاش على المعونات التي لاتكاد تسد رمقه في بريطانيا ورفع شكوى أن زوجته مريضه فيحصل على مساعد اضافيه ستين باونا بالشهر وبعد التحرير صار وزيرا وهرب من العراق بل تم تهريبه من شركائه بالسرقات فراح يساوم على نادي رياضي ب 750 مليون باون استرليني فهو في بريطانيا ليقول لهم ...هاأنذا..ولا يدري انهم يحتقرونه لأنهم يعرفون أن أمواله قذره سرقها من أفواه الجياع...وآخر كان يتسكع على أرصفة السيده زينب يبيع مايبيعه بما يسد رمقه وبعد أن استلم الحكم بالعراق صار موكبه عشرات السيارات وفوقه تحوم الهليكوبترات وترافقه سيارات الأسعاف وابنه يتجول في شوارع لندن بسياره فيراري مطلية بالذهب الخالص وربما مصنوعة من الذهب..ليعلن أنا هنا..لايدري أن الأولى به أن يلتفت الى الفقراء في بلده..يريد أن ينتقم ممن احتقروه لسوء عمله...انها حكايات كثيره يحتفظ العراقيون بالكثير منها...انها سيكولوجية الناقصين الذين يعتقدون أن الفلوس تكسبهم هيبة ووقار...