المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (النص الأول) من سلسلة ضوء جهاد بدران على نصوص نبع العواطف


جهاد بدران
06-02-2021, 10:27 PM
النّص : كَفَاك
النّاص : ناظم الصرخي
القراءة : جهاد بدران
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


النص :
ــــــــــــــــــ


كَـفَــــــاكَ

أيا كانِـزَ اللُّؤْمِ بين الضلوعْ
كلانا بحضـرة هــــذا السَـــفَرْ

سنلقاك يوماً وما من غراب
مُـوارٍ لســوءةِ عبـدٍ فَجَــــرْ

ويا أيها الذئب ذات التبــاس
ألـمْ تـدرِ؟ لليــل فجــرٌ أَغَـــرْ

فمالك عفْـت سنين البيــاض
وجئتَ بوجـهٍ بـدا كالصَخَـــرْ

أترويْ غليـل موات السنيـن
بومـضة زيـفٍ طغى واندثـرْ

أما ترعويْ؟ أمْ تراه السراب
غَـوَاكَ بدربٍ يُغـرُّ البَـصَــــرْ

كفاكَ جحـــودًا كفاكَ اِختيــالاً
فإنك مابـيـن فكـــيْ حجــــــرْ

يحبّــك شيطانــها والشـــواذ
إذا شئْتَ واددْ لتـلقى سَـقَـــرْ

حنانيـــك يا خــالــقي أننــي
إليــك أوكّــل مـا في البشـــرْ

لبسنـا سـواداً على ضَيْـمنـا
كأن الســـوادَ لنــا مُدَّخَــــــرْ

ومـا زاغَ يـومـاً بنـا طـرْفُنـا
على جـارِنا أو بسوءٍ حَضــرْ

تعــال أيا صــاحبي نلتــقـي
لأوْريك غيّكَ والـمتّـجَــــــرْ

تعــال أصالـح فيــك الزمــان
وأَسْمو بروحــك عـن منحَــدرْ

فروحيَ تأبى شــذاذ النفوس
وليـس بقلبـي لهــا مستــقـرْ

ولكنّ ربيْ هــدى بالسمــاحِ
إليه الردى والهـدى والظفـرْ

فوجّه لصوب السماء اليدين
وقـلْ هاكَ عبـدٌ بكى واعتَــذَرْ

المتقـارب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


القراءة :


كَـفَــــــاك....
ما أبهى هذه الخريدة وما تحمل بين ضلوعها عطر العبر والحكم..
قصيدة من عالم الجمال نُسجت..
ومن وحي الحكمة جُبلت..
ومن نفحات العبر وَجّهت..
لتكون مَعْلَمًا أدبيًا راقيًا من معالم الأدب الذي يُفاخر به...
ليس إلا لاكتمال هلال البناء بدرًا من البلاغة والتصاوير والتشابيه والصور الفنية المبدعة المتقنة..التي تعتبر توجيهات ومواعظ لإنسان طغت عليه أنياب الظلم لنفسه ولغيره..فبات عقيماً للفرح والسكينة والعيش الآمن ..من أمن ذاتي وأمن فكري وأمن اجتماعي..
ليصبح أسير العتمة والتخبط والإنحراف عن جادة الحق...

كفاكَ...
لمجرد أن نتجول بين أضلع هذا العنوان ..يتبادر لذهننا تساؤلات جمة ..تسقط تحت سياط النهي والزجر من أشياء جمة..
فكلمة ..كفاك..وحدها تدعم تفكيرنا نحو الخيال أن ينسج خيوطاً من بؤرة ما يحدث مع الإنسان في زمنٍ يباغتنا بكثرة ذنوب البشر ولا حياة لمن يعتبر إلا من رحم ربي..
خاصة وبعد أن امتدت أذناب الفسق والعصيان في ممارستها في تمزيق أواصر المجتمعات في كل مكان ووضع بصمة الظلم بين الأفراد..وهذا بكل تأكيد تخطيط مبرمج مدروس في توسيع بؤرة الفساد بين أغصان هذه الأمة المكلومة..
ومن منطلق هذا العنوان ودون قراءة المضمون..فإنه يرشدنا على وجود سوداوية في الحياة وفي الإنسان ..يريد الشاعر بها أن ينهى عن شيء ما ..فيه عبرة ونصح وتوجيه وابتعاد عن منكر ما...
يبدأ الشاعر الكبير بلوحتك الفنية الراقية بقوله:

( أيا كانِـزَ اللُّؤْمِ بين الضلوعْ
كلانا بحضـرة هــــذا السَـــفَرْ

سنلقاك يوماً وما من غراب
مُـوارٍ لســوءةِ عبـدٍ فَجَــــرْ

ويا أيها الذئب ذات التبــاس
ألـمْ تـدرِ؟ لليــل فجــرٌ أَغَـــرْ).

أيا كانز اللؤم...
(أيا) هي من أدوات النداء للبعيد..
والنداء هو الوسيلة التي تُستخدم في إثارة انتباه شخص ما..
و( ويا أيها الذئب..) هنا ( يا) من أدوات النداء للقريب والبعيد..
فالشاعر مناداته اشتملت على الجميع..لإثارة انتباههم لما يريد ايصاله من تحذيرات وتوجيهات ونهي..سنتعرف عليها من خلال ما رسم من إبداع بين أروقة الكلمات...

( أيا كانِـزَ اللُّؤْمِ بين الضلوعْ
كلانا بحضـرة هــــذا السَـــفَرْ)

صورة شعرية تقشعرّ لها الأبدان..رُسمت بحرفية عالية وبناء محكم ..
عندما قرأتها ذهب خيالي لآية كريمة " والذين يكنزون الذهب والفضة"..

والشاعر هنا كنز اللؤم بين الضلوع لتكون صورة موحية لهؤلاء الممتلئة قلوبهم بالحقد والظلم والقسوة..
فكلمة (كانز..يكنز) معناها الذي يدخر المال دون أن يزكيه أو ينفق منه..بمعنى الوقوع بالآثام ..
{ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } التوبة 34...
وأما كانز اللؤم..كناية عن الوقوع في المعاصي وما يغضب الله..فاللؤم واكتنازه في الصدور ..كناية عن قمة الظلم والسواد الموجود في القلوب..فكان تشبيهاً غاية في البراعة والإتقان ..ومهارة في توظيف الصور في مكانها المناسب وهذا يدل على براعة الشاعر في رسم حدود حرفه الفذ..
فيخاطب الشاعر هذا الإنسان الذي يحمل بين ضلوعه القسوة أن ..كلانا بحضرة هذا السفر...
يشمل نفسه وغيره وكل فئات المجتمع بأنهم في سفر من هذه الدنيا..وكل ما يجري على الأرض من فساد سيجد الإنسان أثر ذلك حين يكثر الظلم وتتمزق أوصال البشر عن بعضهم فلا يجدون من يقف معهم وقت الشدة ولا يجدون الرحمة فيما بينهم من كثرة القلوب الميتة الفاسدة..حيث عبّر عنها الشاعر بقوله:

( سنلقاك يوماً وما من غراب
مُـوارٍ لســوءةِ عبـدٍ فَجَــــرْ )

تناص رائع من قصة الغراب وما حصل بين هابيل وقابيل في القرآن الكريم...كناية عن الفساد والقتل والظلم..
والصورة الشعرية هنا صورة موجعة جداً للفساد الذي عمّ الأرض وانتزعت الرحمة من القلوب...

( ويا أيها الذئب ذات التبــاس
ألـمْ تـدرِ؟ لليــل فجــرٌ أَغَـــرْ)..

وأما الذئب هنا صورة وكناية عن الخداع والمكر والدهاء الذي يُنصب بين عيون البشر الظالمة ..أفلا يدري أن ما من ظالم إلا وعقابه يدنو ..وما من ليلي إلا ويعقبه الفجر...

(فمالك عفْـت سنين البيــاض
وجئتَ بوجـهٍ بـدا كالصَخَـــرْ

أترويْ غليـل موات السنيـن
بومـضة زيـفٍ طغى واندثـرْ)...

هنا يهز الشاعر الانسان من أعماقه ليعيده لرشد عقله كما كان في السابق من بياض العقل والقلب..يريده أن يصحو ..وهذه طبعاً عملية توجيهية إرشادية لمن غابت عنهم جمال الحياة ونقاء القلوب...فالقلوب اليوم أصبحت كالصخر ..وهذا تشبيه بليغ متقن في تعرية قلوب البشر في هذا الواقع المرير اليوم ..

(أما ترعويْ؟ أمْ تراه السراب
غَـوَاكَ بدربٍ يغـرَ البَـصَــــرْ

كفاكَ جحـوداً كفاكَ اِختيــالاً
فإنك مابـيـن فكـــيْ حجــــــرْ

يحبّــك شيطانــها والشـــواذ
إذا شئْتَ واددْ لتـلقى سَـقَـــرْ)..

( أما ترعوي ).. صيغة سؤال باستفهام لحثه على الصحوة والتنبه بما في هذه الحياة من غرور وفتن ممتلئة بالفساد والشهوات مما تؤدي بصاحبها للجحود والتبختر بكبرياء من ظلم وقسوة..
يخاطبه الشاعر ..كفاك الجحود كفاك اختيالا..
ينبّهه حتى لا يكون سقر هو المأوى النهائي ..
يحذره ليعود عن غيّه والتيه الذي يلم به والفتن المحيطة به..ويكفي السواد البشري الذي يغطي الأرض بسبب التمزق في كل شيء والإنحرافات المختلفة التي سادت المجتمعات اليوم..
صور مذهلة ووترابط وإتقان مع الألفاظ وما تعكس من معاني تربوية عميقة تستند على النصح والتوجيه وصحوة للضمائر الميتة ..
وترتبط مع روح النص وفق الحس الداخلي والخارجي..مع اندماج النفس ونبرة الحرف وفق رموز تتفاعل مع هذا الإحساس الداخلي الذي يعيشه الشاعر في حلقة الأمة وتضاريسها المختلفة وفق فكر واعٍ حكيم ..
حيث يستند الشاعر على صور واقعية وتشابيه دلت على موقع الشاعر من البلاغة والفصاحة والبراعة في النسج..ضمن الدلالات المختلفة التي تقع على عاتق ذلك المجتمع المتفكك والفرد المفسد الضال...

(حنانيـــك يا خــالــقي أننــي
إليــك أوكّــل مـا في البشـــرْ

لبسنـا سـواداً على ضَيْـمنـا
كأن الســـوادَ لنــا مُدَّخَــــــرْ

ومـا زاغَ يـومـاً بنـا طـرْفُنـا
على جـارِنا أو بسوءٍ حَضــرْ)..

هنا الروعة تكمن حين يوكل الشاعر أمره لله ..بعد أن عاث الفساد بين البشر على الأرض..
(لبسنا سواداً على ضيمنا).. صورة موجعة مؤلمة متقنة الأبعاد والمفاهيم على كل الأصعدة..تصلح لكل زمان ومكان..وهذا هو سر جمالها وقوّتها في النظم.. فما الضيم إلا
الظلْم..والإِذْلال أو المَذلَّة...التي كانت من عمليات الإفراز الفردي وعلى مستوى جماعي ومجتمعي..فنتيجة حتمية من تناسل الظلم والهوان والمذلة أن ينبت لباس السواد في النفوس..لأنهم من زرع ذلك وتم حصاده علقماً...لعدم التعاضد والتكاتف والتوادد بين أفراد المجتمع الواحد...

(تعــال أيا صــاحبي نلتــقـي
لأوْريـك غيّـكَ والـمتّـجَــــــرْ

تعــال أصالـح فيــك الزمــان
وأســمو بروحـك عن منحَـدرْ

فروحيَ تأبى شــذاذ النفوس
وليـس بقلبـي لهــا مستــقـرْ)...

هنا الروعة في قمة الإنسانية لدعوة الأفراد للتصالح ونبذ الفساد وتغيير النفوس وتوجيهها لمصالحة الذات ..فالمجتمع يستقيم من استقامة أفراده..والمجتمع يبدأ صلاحه من صلاح الفرد..ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..قال تعالى:
" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ".. سورة الأنفال 53..
" وقول الحق تبارك وتعالى في سورة الرعد:
" إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" 11 الرعد..
فعملية التغيير والإصلاح في أي مجتمع تبدأ من الفرد أولاً ومن مبادرته بذلك..
ويختم الشاعر لوحته الراقية النفيسة بدرر هي خلاصة التوجه إلى الله..

(ولكنّ ربيْ هــدى بالسمــاحِ
إليه الردى والهـدى والظفـرْ

فوجّه لصوب السماء اليدين
وقـلْ هاكَ عبـدٌ بكى واعتَــذَرْ)..

بمعنى أصلح نفسك مع الله يصلح الله نفسك مع كل شيء..
عملية تربوية وتبليغ رسالة هادفة وسامية ودعوة لله في إصلاح الذات وتوجيهات تربوية قدمها الشاعر على طبق من ماس لمحاسبة الذات قبل محاسبة الله لنا وحتى يصلح مجتمعاتنا..فحين نمد الأيدي للسماء بصدق وخشوع وتبتل ..فلن تعود خاوية من رحمة الله وهدايته ورحمته..فقط ينقصنا حسن التوجه إليه والصدق في الدعاء..والتدبر والخشوع في آلائه لنيل رضاه وهدايته..
(وقـلْ هاكَ عبـدٌ بكى واعتَــذَرْ)..
الشاعر يذكر عملية البكاء والإعتذار ..
وهذه العمليات إنما قمة الخنوع والتودد لله بالمغفرة وهي دليل الصدق في المشاعر ..
وهذا ما يحتاجه كل فرد في محاسبة نفسه لتستقيم في محراب الله..
كفاك..
كفاك..
أيها الإنسان الظالم لنفسه ولغيره
وكفانا جميعاً ظلماً وبعداً عن دروب الحق واتباع الهوى...
...

الشاعر الكبير المبدع المحترف في صياغة الكلمات النفيسة البليغة في النفس أثرها...
أ.ناظم الصرخي
قدمت لنا لوحة فريدة جمالها سحري تحمل نفحات الوعظ والإرشاد والموعظة الحسنة ..
وهذه رسالة الشاعر المبدع ليرتقي بشعره نحو الكمال والجمال والجلال..فالشعر مرآة الشاعر وذاته وأفكاره وعقيدته ومبادئه...
في هذه الخريدة قدمت لنا تراكيب لغوية متقنة مندمجة مع المؤثرات الذاتية التي منحت الخيال أبعاداً تتلاءم مع الحدث والمشاعر المدفونة والتي تصادمت مع الواقع الإنساني الذي أثار البوح بما يتلاءم مع الحدث والأزمة الخانقة اليوم..وبتجسيد محكم يصور عبرها الفكر الناتج وبناء المجتمعات التي وصلت لدرجة التفكك وعلاقتها بالفرد ..
ألفاظ إبداعية مشحونة بالدلالات المعبرة عن صفات الفرد والمجتمع...
بوركتم وقلمكم النفيس وحرفكم البديع وما تنسجون من جمال وتألق..
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية

شاكر السلمان
06-03-2021, 12:23 AM
قراءات رائعة من ناقدة ذات باعٍ طويل نسعى أن نكون من تلاميذها
تصح هذه القراءات أن تكون في كتاب ليستفيد منه من يهمهم الأمر..


بوركت سيدتي جهاد

تواتيت نصرالدين
06-03-2021, 01:50 AM
قراءات رائعة من ناقدة ذات باعٍ طويل نسعى أن نكون من تلاميذها
تصح هذه القراءات أن تكون في كتاب ليستفيد منه من يهمهم الأمر..


بوركت سيدتي جهاد


فعلا أستاذ شاكر هذا الجهد المعرفي وهذا التناول النقدي لنصوص نخبة من أدباء النبع من طرف الشاعرة
والناقدة جهاد بدران يستحق أن يكون في كتاب وهذا يرجع بالدرجة الأولى لسعيكم الدؤوب في اصدار بعض
الأعمال هنا بالنبع التي برزت للنور ولما لا هذه السلسلة القيمة. لتكون مرجعا وتشجيعا لكل مجتهد .
تحية تليق أستاذ شاكر ...تحية تليق أستاذة جهاد . ودمتما في رعاية الله وحفظه
-----

جهاد بدران
06-03-2021, 08:20 PM
قراءات رائعة من ناقدة ذات باعٍ طويل نسعى أن نكون من تلاميذها
تصح هذه القراءات أن تكون في كتاب ليستفيد منه من يهمهم الأمر..

بوركت سيدتي جهاد

أستاذنا الكبير
أ.سلمان الشاكر
عميدنا الذي يضيء حرفه من نور كتاب الله وهو يسطر أعذب التاريخ الإسلامي وما فيه من نفحات إيمانية مستقاة من القرآن الكريم..
العفو منكم أستاذنا الرائع، بل نحن الذين نسعى لنكون تلاميذ في مدرسة فكركم وعلمكم، والفخر العظيم هو توقيعكم وشهادتكم..
هذه شهادة أثمّنها كثيرا من كاتب وعالم أمثالكم وشخصية جليلة فاضلة..
إن شاء الله سأبنيها في كتاب بعد أن أنهي دراستي للماجستير قريبًا بإذن الله..
فتخ الله عليكم بفيض من نور وعلم وخير كثير..
وجزاكم الله كل الخير
أسعدني توقيعكم الباذخ ومروركم المضيء
وأفتخر بشخصية عظيمة مثقفة مدركة لمفاتيح الحياة والسماء..
رعاكم الله وحفظكم من كل شر

شاكر السلمان
06-04-2021, 12:22 AM
أستاذنا الكبير
أ.سلمان الشاكر
عميدنا الذي يضيء حرفه من نور كتاب الله وهو يسطر أعذب التاريخ الإسلامي وما فيه من نفحات إيمانية مستقاة من القرآن الكريم..
العفو منكم أستاذنا الرائع، بل نحن الذين نسعى لنكون تلاميذ في مدرسة فكركم وعلمكم، والفخر العظيم هو توقيعكم وشهادتكم..
هذه شهادة أثمّنها كثيرا من كاتب وعالم أمثالكم وشخصية جليلة فاضلة..
إن شاء الله سأبنيها في كتاب بعد أن أنهي دراستي للماجستير قريبًا بإذن الله..
فتخ الله عليكم بفيض من نور وعلم وخير كثير..
وجزاكم الله كل الخير
أسعدني توقيعكم الباذخ ومروركم المضيء
وأفتخر بشخصية عظيمة مثقفة مدركة لمفاتيح الحياة والسماء..
رعاكم الله وحفظكم من كل شر
سأكون في خدمتكم في بناء هذا الكتاب إن أبقاني الله لذلك الوقت
سلمت وجهودك الأدبية الراقية

جهاد بدران
06-04-2021, 12:45 AM
سأكون في خدمتكم في بناء هذا الكتاب إن أعطاني الله عمرا
سلمت وجهودك الأدبية الراقية
أستاذي الرائع وعميدنا الغالي
أ.شاكر السلمان
أيّ كرم وأيّ فضل منّه الله عليّ بحسن استقبالك حرفي وتشجيعك العظيم هذا.. الحمد لله الذي أكرمني بثلة عظيمة في هذا المكان ، والتي ترفع من هامة الحرف وتعمل على بنائه بطيب خاطر وأخلاق عالية..
يسعدني ويشرفني والله توجيهاتكم ومساعدتكم القيمة ، وهذا حظ عظيم أناله من قامة أدبية عالية المقام رفيعة المستوى تملك ناصية الأدب من أوسع الأبواب...
سعادتي لا توصف بكم أستاذي الرائع شاكر السلمان
حفظكم الله ورعاكم وأطال عمركم في رضى الله وأنتم تنعمون بالصحة والعافية..

ألبير ذبيان
06-07-2021, 10:27 AM
نتابع هذا الألق وهذا الجهد الفاره في نبش بواطن المعاني وما تحت السطور
شكرا لكم أديبتنا الراقية القديرة هذا الإنجاز الذي يدرّس

دمتم بألق ومن رقي إلى أرقى

شاكر السلمان
06-07-2021, 11:22 AM
تم فرز القراءات وترقيمها ليسهل على المتلقي قراءتها ولكونها مواضيع تستحق الإهتمام

عمر مصلح
06-07-2021, 07:13 PM
في هذه الوقفة التفسيرية للنص اشتغلت الناقدة على منظومة واحدة من المنظومات النقدية، أي المرحلة الأولى وكان التأثر الجمالي واضحاً.
وكنت أطمح بقراءة التأويل والإستنتاج والموقف.. إذ أن النص يحتمل ذلك.
لكن الناقدة أرادت - حسب اعتقادي- تأشير حالة صحية في النص حين ابتعد عن إجبار المتلقي على العودة إلى المعنى القاموسي، وهذا يحسب لهما (ألشاعر والناقدة) طبعاً.
فقد رسم الصرخي نصه بمفردات سلسة بائنة غير متروكة، وحسب قناعتي أن أسوأ الشعر ما يجبرك على العودة للبحث عن المعاني.
في المفصل الأخير من الورقة - محور النقاش - تناولت الأستاذة جهاد أطراف التأويل، حيث ربطت ملاءمتة مع الأزمة اليوم، ولكن كمرور الكرام.
ورغم حداثة متابعتي لكتابات الأستاذة بدران، إلا إني كوّنت فكرة بالغة الأنوثة عن جمال وحسن تدبير آرائها النقدية.
إذ تأكدت قدرتها على المطاولة، وعدم اكتفائها بالعرض والتفسير الحرفي، بل تحيله إلى مدخل أو مداخل.
وعوداً على بدء أول علينا تأمل جملة (لمجرد أن تتجول بين أضلع هذا العنوان) التي استندت على استهلال النص (أيا كانز اللؤم بين الضلوع).
وحسب فهمي - كقارئ بسيط - أن الشاعر أورد ذلك إلى القفص الذي هو عبارة عن زنزانة للمشاعر والقناعات، ولا يتم الإفراج عنها إلا بعد إثبات الأسباب الموجبة له.
وهذا يقودنا إلى منطقة أخرى، تعيها الناقدة، لكنها لم تشأ التوقف عندها، لسبب أجهله، ربما لأنها لا تريد تشظية الإنطباع وتوجيهه لاتجاه آخر.
لكني كمتلق يعتقد نفسه قارئاً، أحيل الأمر إلى منطقة أخرى، وأسفر عن قصدية شاءت الناقدة عدم التوقف عندها قصداً، وهي (البديع).
فلو استعرنا تعريف (الخطيب القزويني) هذا : (هو العلم الذي يعرف به وجوه تحسين الكلام "لفظاً وتشبيهاً"بعد رعاية المطابقة ووضوح الدلالة).
ويعرفه ابن خلدون بـ (هو النظر في تزيين الكلام أما بالسجع أو الترصيع أو التورية أو الطباق).
لذا أعتقد جازماً ان الناقدة أرادت كشف ذلك، لكنها لم تتوقف عنده ملياً، كي لا ينفلت الرأي الإنطباعي من عقاله، ويلج اتجاهات هي لا تريد ولوجها.
ودعماً لما أسلفت أستعير ما قاله الشاعر (كامل الشناوي)
(لست قلبي وإنما خنجر أنت في الضلوع).
وثمة كلمة لابد منها، هي أن الأستاذة بدران لا تنتخب إلا ما اتفقت عليه الذائقة من أناقة بوح، وعلينا متابعتها لأنها - حسب اعتقادي - دليل من ضل نفسه إلى المرايا.. قرائياً.
تحية ود واعتزاز أيتها الواعية، وتحية لمحفز المشاعر فينا الأستاذ ناظم الصرخي.
والشكر والإمتنان للنبل المتمثل بالأستاذ شاكر السلمان، الذي تسعى له الفضيلة حيث هو.

ناظم الصرخي
06-19-2021, 02:16 AM
بوركت جهودك أديبتنا الأريبة الأستاذة جهاد بدران ووفقك ورعاك لسبر غور النصوص وإلقاء الضوء الكاشف بنبل ودراية وخلفية ثقافية واسعة، المشهد النقدي بحاجة إلى هكذا قراءات تفكك النص وتكتشف ما يخبأه من نفائس، عذرًا إن قلت بوجه المتحذلقين والمتفذلكين ومدّعي الأدب الحداثوي الذي هو بعيد عنهم ببون شاسع، كفانا وجع رأس من قراءاتكم المليئة بالمصطلحات المزخرفة والتي لا تفي أي نص حقه ولا تمت له بصلة، النقد إبحار وغوص واستطلاع واكتشاف والناقد يعتبر الضلع الثالث للعمل المقروء حيث يشكل مع الناص والقارئ مثلثًا جماليًا يبهر الناظرين.
تقديري لهذا الحرف البهي
وأزكى تحياتي

جهاد بدران
06-26-2021, 11:02 PM
نتابع هذا الألق وهذا الجهد الفاره في نبش بواطن المعاني وما تحت السطور
شكرا لكم أديبتنا الراقية القديرة هذا الإنجاز الذي يدرّس

دمتم بألق ومن رقي إلى أرقى

ودام عليكم الضياء والألق وأنتم تفترشون من حدائق قلمكم روعة التعليق ودرر الكلام
حتى تعالت أصوات حروفكم وهي تنبئ بعظيم سبركم لأبعاد الضوء وأنتم ترسمون
مواطن الألق وسام شرف لمتابعتكم حرفي في كل أين..
مروركم تأشيرة جمال وسعادة تغمرني إذ أنتم العين الثاقبة التي تترك الأثر الجميل ،
وهذا فخر واعتزاز لأديب فذ ومتلقي من الدرجة الأولى
أستاذنا الكبير الراقي الرائع
أ.ألبير ذبيان
ممتنة جدا مع عجز كامل لشكركم ولمتابعتكم قراءاتي
هنيئا للمكان الذي تضعون فيه حرفكم الفاره
دمتم ودام عبق قلمكم ينثر الجمال في مواطن الأدب الراقي
رعاكم الله ووفقكم لحبه ورضاه