محمد عبد الحفيظ القصاب
06-11-2021, 01:42 AM
هذا ما رآه الفتى، في عمر السادس عشر، وهو يأنفُ من الحبّ، ويقعُ فيه، ويهذي شِعْرًا!
ما أحْلاهُ مِنْ أَلَم
==========
يا قلبُ قد كنتَ في حالٍ مـنَ النِّعَـمِ
لا شيءَ فيكَ منَ الإسهـادِ والسَّقَـمِ
*
تــدورُ فــي فَـلـَـكِ الأحـــلامِ طـاغـيـةً
عليكَ في الفمِ منها نخـبُ مُبْتَسِـمِ
*
وكنـتَ تأنـفُ مــنْ عـشـقٍ تُـصـارُ بــهِ
مسخًا فتأبى عليكَ النفـسُ بالهِمَـمِ
*
وكـمْ كفـرْتَ بلـحـظٍ مــنْ ذواتِ هــوًى
تـحـومُ فــوقَ ريــاضِ الـحـبِّ والحُـلُـمِ
*
فَرحْتَ ترسـمُ فـوقَ الوجـهِ شاهـدةً
مـن الجمـودِ تحيـلُ الـوردَ فــي نــدمِ
*
ومــا خلـيـتُ مــن الأشــواق دامـعــةً
وإنَّمـا فـي ليالينا احتسيـتُ دمــي
*
وكـم نظـرتُ إلـى لحـظٍ علـى عـجـلٍ
فمـا هويـتُ كمـا قـالَ الثقـاتُ : عـَـمِيْ
*
والآنَ منـذُ رأيـتُ اللحـظَ مـنـكِ هــوى
بـكـلّ شـاهـدةٍ مــن عـالَــمِ الـظـلـمِ
*
علمـتُ أنَّ حقـوقَ القلـبِ قـد وَثـَقـَتْ
بـي عندمـا أشْرَكَتْهُ النفـسُ بالـعـدمِ
*
جـاورتِ روحـي عَنَاءً دونهـا جـسـدي
فقـد أتيـتِ عليهـا قبـلُ فــي الـرحـمِ
*
وقــد عمـيـتُ كـمـا قــالَ الثـقـاتُ ومــا
أبـصـرتُ غـيـرَ خـيـالٍ مـنـكِ مُحْـتـكـمِ
*
وكنـتُ أسـهـرُ ليـلـي فــي مُـدارَسـةٍ
فالليلُ نادِلُ والأشـــــعارُ لَمْ تَنَمِ
*
ومـا جزعـتُ مـن الأيــامِ وهــي ســدًى
فالخـوفُ كونـكِ وهـمـًا جــاءَ مُتَّهـمـي
*
أنـِّـي جعـلـتُ حـيـاتـي غـيــرَ زاهِـــرةٍ
وجئـتُ بالـهـمِّ محـفـورًا بــلا رســمِ
*
ألهـيـتِ عقـلـيَ عـمَّـا كــان يشـغـلـه
فـصـارَ عـِقـدًا ولـكــنْ غـيــرَ مُنْـتـظـمِ
*
فالشـوقُ يحمـلُ لـي مـا كنـتُ أعرفـهُ
نوعـاً مــنَ الآهِ لـكـنْ غـيـرَ مُنْقـسـمِ
*
فـخِـلْـتــهُ ألــمـــاً مــمَّـــا يـــراودنـــي
فـكـانَ بـعـدَ جِـهــادٍ غـيــرَ مُحْـتـشـمِ
*
جوارحـي سَقِمَتْ بالشـوقِ فـي ألــمٍ
إلـيـكِ لـكنْ ومـــا أحـــلاهُ مـــنْ ألـــمِ
*
تقاسمـتْـنـي يـــدا جُـــرحٍ منـاصـفـةً
مابينَ عشقي وبينَ المجدِ في القلمِ
*
إليهما تطلبُ الأرواحُ نَجْدتــــها
وإنَّـنـي بهـمـا فــي قـبـضـةِ الـحـكـمِ
*
والعشـقُ يطفـرُ فـي الأرواحِ هِمَّتَـهـا
للمـجـدِ إقـدامـهُ مــن غـيـرِ مُـنْـهـزمِ
*
فأنتِ عشقي ومجـدي منـكِ منبعـهُ
والقلبُ يأبى عليكِ الحنثَ بالقسمِ
*
لو لمْ تكنْ منـكِ عيـنُ الحـبِّ قائمـةً
ما كـانَ شعـري لـهُ وحـيٌ ولـمْ يقـمِ
(23)
==============البسيط
محمد عبد الحفيظ القصاب-90-ح
ما أحْلاهُ مِنْ أَلَم
==========
يا قلبُ قد كنتَ في حالٍ مـنَ النِّعَـمِ
لا شيءَ فيكَ منَ الإسهـادِ والسَّقَـمِ
*
تــدورُ فــي فَـلـَـكِ الأحـــلامِ طـاغـيـةً
عليكَ في الفمِ منها نخـبُ مُبْتَسِـمِ
*
وكنـتَ تأنـفُ مــنْ عـشـقٍ تُـصـارُ بــهِ
مسخًا فتأبى عليكَ النفـسُ بالهِمَـمِ
*
وكـمْ كفـرْتَ بلـحـظٍ مــنْ ذواتِ هــوًى
تـحـومُ فــوقَ ريــاضِ الـحـبِّ والحُـلُـمِ
*
فَرحْتَ ترسـمُ فـوقَ الوجـهِ شاهـدةً
مـن الجمـودِ تحيـلُ الـوردَ فــي نــدمِ
*
ومــا خلـيـتُ مــن الأشــواق دامـعــةً
وإنَّمـا فـي ليالينا احتسيـتُ دمــي
*
وكـم نظـرتُ إلـى لحـظٍ علـى عـجـلٍ
فمـا هويـتُ كمـا قـالَ الثقـاتُ : عـَـمِيْ
*
والآنَ منـذُ رأيـتُ اللحـظَ مـنـكِ هــوى
بـكـلّ شـاهـدةٍ مــن عـالَــمِ الـظـلـمِ
*
علمـتُ أنَّ حقـوقَ القلـبِ قـد وَثـَقـَتْ
بـي عندمـا أشْرَكَتْهُ النفـسُ بالـعـدمِ
*
جـاورتِ روحـي عَنَاءً دونهـا جـسـدي
فقـد أتيـتِ عليهـا قبـلُ فــي الـرحـمِ
*
وقــد عمـيـتُ كـمـا قــالَ الثـقـاتُ ومــا
أبـصـرتُ غـيـرَ خـيـالٍ مـنـكِ مُحْـتـكـمِ
*
وكنـتُ أسـهـرُ ليـلـي فــي مُـدارَسـةٍ
فالليلُ نادِلُ والأشـــــعارُ لَمْ تَنَمِ
*
ومـا جزعـتُ مـن الأيــامِ وهــي ســدًى
فالخـوفُ كونـكِ وهـمـًا جــاءَ مُتَّهـمـي
*
أنـِّـي جعـلـتُ حـيـاتـي غـيــرَ زاهِـــرةٍ
وجئـتُ بالـهـمِّ محـفـورًا بــلا رســمِ
*
ألهـيـتِ عقـلـيَ عـمَّـا كــان يشـغـلـه
فـصـارَ عـِقـدًا ولـكــنْ غـيــرَ مُنْـتـظـمِ
*
فالشـوقُ يحمـلُ لـي مـا كنـتُ أعرفـهُ
نوعـاً مــنَ الآهِ لـكـنْ غـيـرَ مُنْقـسـمِ
*
فـخِـلْـتــهُ ألــمـــاً مــمَّـــا يـــراودنـــي
فـكـانَ بـعـدَ جِـهــادٍ غـيــرَ مُحْـتـشـمِ
*
جوارحـي سَقِمَتْ بالشـوقِ فـي ألــمٍ
إلـيـكِ لـكنْ ومـــا أحـــلاهُ مـــنْ ألـــمِ
*
تقاسمـتْـنـي يـــدا جُـــرحٍ منـاصـفـةً
مابينَ عشقي وبينَ المجدِ في القلمِ
*
إليهما تطلبُ الأرواحُ نَجْدتــــها
وإنَّـنـي بهـمـا فــي قـبـضـةِ الـحـكـمِ
*
والعشـقُ يطفـرُ فـي الأرواحِ هِمَّتَـهـا
للمـجـدِ إقـدامـهُ مــن غـيـرِ مُـنْـهـزمِ
*
فأنتِ عشقي ومجـدي منـكِ منبعـهُ
والقلبُ يأبى عليكِ الحنثَ بالقسمِ
*
لو لمْ تكنْ منـكِ عيـنُ الحـبِّ قائمـةً
ما كـانَ شعـري لـهُ وحـيٌ ولـمْ يقـمِ
(23)
==============البسيط
محمد عبد الحفيظ القصاب-90-ح