انحياز النقد

[مصطفى معروفي]

النقدعندنا لا يعامل الكتاب على قدم المساواة,فهو يولي عناية خاصة ببعضهم وكأنهم أنبياء الأدب,ويهمل آخرين وكأن ما يكتبه هؤلاء لا يستحق المتابعة والقراءة.
ولو أننا وضعنا ازدواجية موقف النقد هذه موضع الفحص والإستقراء لتبين لنا أن وراء الأكمة ما وراءها كما يقولون,ولاكتشفناأن ثمة خلل كامن في العلا قة التي تربط بين النقد والأدب نتج عن بناء وقيام هذه العلاقة خارج أسوار الكتابة.
صحيح أن هناك من الكتاب من لا يهمه أنال نصيبا من النقدأم لم ينله ,فالأمران عنده سيان.لكن الأجدر بالنقد أن يكون نزيها و موضوعيا,وأن لا يكيل بمكيالين حتى يحقق ويضمن لنفسه المصداقية,إذ ماذا يفيد الناقد لو أنه ربح العالم و خسر نفسه؟
هذا سؤال نطرحه على السادة النقاد.

[ألبير ذبيان]

سؤال جميل ورائع أيها القدير، ويستحق الخوض في مضمونه وإسقاطاته،
وأراه مادة دسمة غنية موحية لآراء الإخوة والأخوات الأدباء لتناوله وإدلاء وجهات النظر.
وأنا عن نفسي أقول رأيي، لا كناقد ولكن كمتابع وقارئ.
فأرى أن الناقد عموماً، يقصد بتوجهاته واختياراته النقدية نصوصاً ذات صلة بأمور عدة - من وجهة نظره-
تتعلق بأحد الأمور التالية، أو ببضعها، أو بكلها مجتمعة:
1-العلاقة المعرفية بينه وبين كاتب النص المُتناول.
2-فكرة النص التي قد توائم توجه الناقد وميولاته (وجدانية، سياسية...).
3-الحجم الإبداعي واللافت للنص المُتناول، والذي يحض أي ناقد متابع على الخوض فيه.
4-القيمة الأدبية لصاحب النص، إذ أن معالجة نصوص كاتب ما، تكون من باب الحفاوة
التي يقدمها الناقد من باب الاحترام لهذه القامة الأدبية الشامخة.
5-وأخيرا -من وجهة نظري- والأهم هو الوقت، إذ إنه عامل هام جدا في حالة النقد،
أن يتاح للناقد قراءة النصوص ومتابعتها، فضلا عن الخوض فيها واستقراءها،
وهذه العملية تأخذ منه الوقت والجهد الكثير.


هذا ما رأيته بتواضع.
محبتي والاحترام

[هديل الدليمي]

ربما يتعلّق الأمر بذائقة الناقد وما يميل إليه من أجناس أدبية معيّنة قد تكون ضمن اختصاصه مثلا
ولا نستبعد أيضا الإهمال والتفرقة عند البعض لمصالح واعتبارات تخصّهم
وهذا لا يبرر تغاضيهم عن باقي النصوص المهمة، بل قد يعرّضهم لخسارة سمعتهم الأدبية
طرح هام وجدير بالوقوف عنده
شكرا أيها الكريم

[مصطفى معروفي]

سؤال جميل ورائع أيها القدير، ويستحق الخوض في مضمونه وإسقاطاته،
وأراه مادة دسمة غنية موحية لآراء الإخوة والأخوات الأدباء لتناوله وإدلاء وجهات النظر.
وأنا عن نفسي أقول رأيي، لا كناقد ولكن كمتابع وقارئ.
فأرى أن الناقد عموماً، يقصد بتوجهاته واختياراته النقدية نصوصاً ذات صلة بأمور عدة - من وجهة نظره-
تتعلق بأحد الأمور التالية، أو ببضعها، أو بكلها مجتمعة:
1-العلاقة المعرفية بينه وبين كاتب النص المُتناول.
2-فكرة النص التي قد توائم توجه الناقد وميولاته (وجدانية، سياسية...).
3-الحجم الإبداعي واللافت للنص المُتناول، والذي يحض أي ناقد متابع على الخوض فيه.
4-القيمة الأدبية لصاحب النص، إذ أن معالجة نصوص كاتب ما، تكون من باب الحفاوة
التي يقدمها الناقد من باب الاحترام لهذه القامة الأدبية الشامخة.
5-وأخيرا -من وجهة نظري- والأهم هو الوقت، إذ إنه عامل هام جدا في حالة النقد،
أن يتاح للناقد قراءة النصوص ومتابعتها، فضلا عن الخوض فيها واستقراءها،
وهذه العملية تأخذ منه الوقت والجهد الكثير.
هذا ما رأيته بتواضع.
محبتي والاحترام
أخي و صديقي العزيز و الشاعرالمرموق ألبير ذبيان:
أشكرك كثيرا على ردك الكريم و أقول:
النقد ليس بالشي السهل كما قد يتوهمه بعض المبطلين ،فالناقد ينبغي له أن يتحلى بالسلوك الحسن أولا و أن لا يكون ثرتارا في كل ناد يخطب،و ثانيا عليه أن يكون أديبا و زيادة ،فأنا مثلا إذا أردت نقد الشعر علي أن أكون شاعرا/أديبا ثم علي أن أكون ملما و داريا بالنقد و أدواته و وظيفته/الزيادة.
أخي الأستاذ ألبير:
يبدو لي و الله أعلم أن ميدان حتى أصبح ميدانا مستباحا ،مثله في ذلك مثل الشعر الذي أصبح فيه كل من هب و دب يقول عن نفسه بأنه شاعر ،تجد الشعراء سيلا عرمرما بينما تجد الشعر مجرد قطرة ماء ضئيلة فيه.فتصور أحد الصعاليك يقوم إلى نصك الشعري أو النثري و هو موتور و الغباء كل الغباء باد فيه خربشته و يظن أنه ينقد في حين هو يحدث.
أنا أعرف ان النقد يعني الإضافة و إظهار ما كان خفيا في النص المنقود ،حتى يستفيد القارئ ،و أما دون هذا فهو لا يعبر عن شيء سوى العفونة.
أخي ألبير:
حسب تجربتي المتواضعة القيمة لا تعطى للشاعر إلا من طرف الشاعر ، و من طرف الناقد إذا سبق له أن مارس الشعر ،فأهل مكة أدرى بشعابها ,
أشكرك أخي الودود على تعقيبك الذي ينم عن سلوكك المؤدب و عن سعة ثقافتك.
تسلم أخي الكريم.
أخوك:مصطفى معروفي

[مصطفى معروفي]

ربما يتعلّق الأمر بذائقة الناقد وما يميل إليه من أجناس أدبية معيّنة قد تكون ضمن اختصاصه مثلا
ولا نستبعد أيضا الإهمال والتفرقة عند البعض لمصالح واعتبارات تخصّهم
وهذا لا يبرر تغاضيهم عن باقي النصوص المهمة، بل قد يعرّضهم لخسارة سمعتهم الأدبية
طرح هام وجدير بالوقوف عنده
شكرا أيها الكريم

أختي الفاضل هديل الدليمي الحاضرة دائما و اللامعة دائما:
أنا أتعجب من بعض خفافيش الليل حين يعمدون إلى نص شعري و أدبي و يوظفون فيه معاولهم الخسيسة معتقدين أنهم نقاد بالفعل ،بينما هم في واد و النقد في واد آخر.
أشير إلى نقطة مهمة و هي أن الناقد الحقيقي غير ملزم بمواكبة كل النصوص ،إلا انه من باب الأخلاق العامة في الأدب نطلب منه أن لا يكون منحازا ،فالانحياز يضرب النزاهة في الصميم ،و كما تعلمين فالنزاهة مقوم أساسي في النقد و إلا كنا أمام دجل و شعوذ لا أمام نقد ينير أمامنا سبل النص و يهدينا إلى ما يكمن في غوره.
النقد مهمة صعبة تتطلب ضبط المنهج و أدواته ، وهو ما لا يريد الصعاليك أن يفهموه.
دمتِ بخير أستاذتنا الفاضلة هديل.
أ