المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دِمَشْقِيُّ الهَوَى الغَرِدُ


محمد عبد الحفيظ القصاب
07-23-2021, 01:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين



https://f.top4top.io/p_2029tbpxz1.png


دِمَشْقِيُّ الهَوَى الغَرِدُ
-----------------------
------------------------------
1-أنا الفَرِيْدُ الدِّمَشْقيُّ الهَوَى الغَرِدُ
ذِي نِبْعَةُ الشِّعْرِ والأحْرارُ لَمْ يَرِدُوا

2-تَوَضَّأَ القلبُ منِّي فَجْرَ ساجِدَةٍ
وحَطَّمَ النَّبْضَ إشْراقًا ويَعْتَبِدُ

3-ولَمْلمَ الشَّمسَ من سَجّادِ أوْرِدَتِي
صَلّى ضُحاهُ دِمشقَ العاشِقُ الفَرِدُ

4-وغُوطَةُ العَينِ مِنْ حَبِّ الغَمامِ نَمَتْ
كَبُؤْبُؤِ البَحرِ، هاجَ الماءُ والبَرَدُ

5-وقامَ يرفعُ كفَّ المَوْجِ مِنْ سُحُبٍ
تَبَتَّلتْ في أَدِيْمِ الشَّامِ تَحْتَشِدُ

6-ويَسْألُ اللهَ إعْزازًا بِهِ اكْتَمَلَتْ
جَوارِحُ الحَرْفِ تَرْقَى ثُمَّ تَجْتَهِدُ

7-هلْ كانَ يَعْلَمُ أرْكانَ الصَّلاةِ لَها؟
وكَعْبَةُ اللهِ، ما امْتَدّتْ إليهِ يَدُ!

8-الحَجُّ في يَوْمِهِ، والباقِياتُ غَدَتْ
للشَّامِ في حِجَجٍ فرْضًا، وما قَصَدوا!

9-قامَتْ مَآذِنُ حَرْفِي تَسْتَقِي أَدَبًا
مِنْ العُلا، الشِّعْرُ في مِحْرابِهِ البَلَدُ

10-هُبّوا أيا شُعَراءَ الشَّامِ في مَدَدِي
في مَدْحِ مَعْشُوقَتِي لا يَنْتَهِي المَدَدُ

11-والشِّعْرُ يَنْتَظِرُ الأحْرارَ تُنْجِدُهُ
فَهامَ حَوْلِي كَلِيْمَ المَجْدِ يَفْتَقِدُ

12-رِضْوانُهُ القَلْبُ لَمَّا لمْ يَطَأْهُ نَدًى
إلَّا بِزَمْزَمِكَ المَحْفُوظِ يا أَبَدُ

13-فادْخُلْ إلى جَنَّةِ التَّارِيخِ مُعتَمِرًا
مِيْقاتُ وَصْلِكَ بِي إحْرامُهُ العَدَدُ!

14-واخْلَعْ نِعالَ لِحاظِ الكَوْنِ في حَرَمِي
وارْمِ المَشاهِدَ ما كانُوا، وما شَهِدوا

15-إذا مَلَكْتَ جَمالاً فهْوَ مِنْ صُوَري
يَغْفُو الجَمالُ على زِنْدِي ويَعْتَمِدُ

16-مَدَدْتُ كَفّي إلى القُدُّوسِ يُلْهِمُنِي
سَبْعًا طَهُوْرًا يُعَفُّ الحَرْفُ والكَبِدُ

17-فَقُمْتُ أَكْسِرُ عُنْقَ المَجْدِ في شَرَفٍ
لا تَرْفَعِ الرَّأْسَ إنِّي الباشِقُ الأَحَدُ!

18-أنا دِمَشْقُ نِفاياتِي جَواهِرُكُم
لا تَسْألِ الدُّرَّ! إنِّي الحاصِدُ الحَصَدُ !

19-إذا مددْتُ جناحَ الفَجْرِ مِنْ دُرَرٍ
تَناثَرَتْ في نُجُومِ الكَوْنِ تَقْتَصِدُ

20-ويَرْتَدِي مِنْ مِدادِي الكَوْنَ مُفتخِرًا
فالشَّامُ فاتِنَةُ الأكْوانِ يا أَسَدُ!

21-مَنْ قدّرَ اللهُ أنْ يَعْلو لِعزَّتِها
فَقَدْ تَنَعَّمَ مِنْ أمْجادِها الأَمَدُ

22-فلا سَماءَ إذا أبْصَرْتَ مِنْ سُقُفٍ
إلّا سَماءُ دِمَشْقَ النُّورُ يَنْفَرِدُ

23-أُظِلُّ تَحْتَ جَناحِي كُلَّ مُنْتَسِبٍ
لَمْ يَرْضَ إلَّايَ فَيْءَ الخُلدِ يَلْتَحِدُ

24-ولا (هُناكَ) فَإنْ دَلّتْ.. على وَطَنِي
ولا (هُنا).. غيرُ قلبِ الشَّامِ يَعتَمِدُ

25-أنا الشَّآمُ نَسِيمِي في المَدَى عَبِقٌ
مَنْ شَمَّنِي ياسَمِينًا زارَهُ الرَّغَدُ

26-دِمَشْقُ يا طِفْلَتِي، قَلْبِي بلا شَغَفٍ
فالعِشْقُ أنْتِ، وحِمْصُ الرُّوْحُ والوَلَدُ

27-ما غَرَّدَتْ في جُفُونِ الغَيمِ عَنْدَلَةٌ
إلّا اسْتَقَتْ من عِيُونِ الشَّامِ تَبْتَرِدُ

28-فَزائِرُ الشَّامِ لا يَنْسَى مَحاسِنَها
مَسِيْحُ ذاكِرَةٍ، فالذّاكِرُ الحَسَدُ

29-دِمَشْقُ ذاكِرَةُ التاريخِ إنْ ذُكِرَتْ
تُنسِ الأنامَ تواريْخًا بِها وُلِدُوا

30-إنّي الدَّفِينُ بِماءٍ فاضَ كَوْثَرُهُ
فُراتِيَ، البَرَدَى، عاصِي العِدا.. الرُّفُدُ

31-كَمْ سَوَّدَتْ جَبَهاتُ الغَيِّ رابِيَتِي
قاسْيونُ يربِضُ والأمْجادُ تَسْتَنِدُ

32-في وَشْوَشَاتِ صَغِيْرِ التُّرْبِ مَلْحَمَةٌ
تَتْلُو بَيانَ كَبِيرِ المَجْدِ ما سَجَدُوا

33-هذا كِتابُ عِمادِ الدِّيْنِ في وَطَنِي
مِهْراقُ رُوْحٍ عَلَيْها الصَّحْبُ قَدْ رَقَدُوا

34-إذا جَلَسْتَ على كُرْسيِّ سَطْوَتِها
فما سَها المُنْتَهَى فالكُلُّ مُفْتَقَدُ

35-بَطِرْتَ في نِعَمِ الفَيْحاءِ لا بَطَرٌ
يَدُومُ في مَطَرِ الفَيْحاءِ يا بَدَدُ

36-سَيْفٌ مِنِ اللهِ في رِعْداتِ خائِنِنا
لنْ يَسْكُتَ الحَقُّ إنِّي المارِدُ الوَتَدُ

37-مَهْما دَعَوْتَ حَدِيْدًا في مَقاصِلِنا
يَفُلُّ سِكّينَها... أعْناقُها الجُدُدُ

38-هَسَسْتُ للحَرفِ إعْصارًا فَهَسْهَسَ لِي
هَمَسْتُ فارْتَعَدَ الحَدَّادُ والحَدَدُ

39-هاتِ الثُّرَيَّا إلى مَطْحُونِ مِطْرَقَتِي
لمْ تَلْقَ غَيْرِي فَإنِّي الطَّاحِنُ العَرِدُ

40-يَحُومُ حَوْلِي منَ الأعْداءِ مُقْتَبِسٌ
فالنَّارُ تَغوي ونُورِي للعِدا رَشَدُ

41-أمُّ الوَصايا تفادَتْ أمَّ صَفْعَتِها
فَحاذِرِ الرُّوْحَ في أحْلابِها الرَّصَدُ

42-فلمْ تَطَلْ حَلَماتِ الطُّهْرِ رَضْعَتُهُمْ
ولنْ تَطالَ عُرُوْقَ الحَيِّ يا جَسَدُ!

43-فإنْ يَرَ المَوْتُ أفْعالي تَوارَ بِها
يُغَرْغِرُ المَوْتُ في حَلْقِي وينْطَرِدُ

44-فَما سَمَوتَ إلى وَجْدٍ كَوَجْدِكَ بِي
ولا تَواجُدَ وَجْدٍ غيرُ ما أجِدُ

(44)
========================
محمد عبد الحفيظ القصاب
صيدا-لبنان 19-6-2021
-----------------------

يَعْتَبِدُ: ...اعْتبَدَهُ : اتَّخَذَهُ عبْدًا
الفَرِدُ:جَاءَ فَرِداً : وَاحِداً
الحَصَد : الزَّرْعُ الْمَحْصُودُ
البَدَدُ : الحاجة.. الطَّاقة
الحَدَدُ : المُمْتَنِعُ الباطلُ
العَرِدُ : الصُّلْبُ الشديدُ

سليدا يوسف
07-23-2021, 01:22 AM
الفَرِيْدُ الدِّمَشْقيُّ / الشاعر والأديب محمد عبد الحفيظ القصاب

هنا انفردت برائعة من روائع الفن والأدب

هنا جاءك البيان والبديع ساجدا

هنا زُفّت عروس الأكوان دمشق على قلمك

هنا كان الحرف صامدا

لم تترك لنا ما نقوله أيها الرائع

فكل أبجديات اللغة اليوم أتت لك ساجدة

فوق الابداع رُسمت أحرف اسمك

واستحقيت لقب شاعر العرب بحدارة وبلا منافس

اعجابي وتقيمي

محبتي ...

https://scontent.falg7-1.fna.fbcdn.net/v/t1.6435-9/s480x480/215338898_1811226692395140_4366932735049926118_n.j pg?_nc_cat=105&ccb=1-3&_nc_sid=b9115d&_nc_eui2=AeGG1vup_gi0_yZETYyiDXeBNQiwEtOnZdQ1CLAS0 6dl1EokoKd-jr6s1cZNrAJUoM8cPKgblYMRA17dxRiBgv7i&_nc_ohc=J1uiViTCuVUAX8j3eI3&_nc_ht=scontent.falg7-1.fna&oh=2a021c083e67f020ee0afb21cc2b4d71&oe=60FF4EE7

هديل الدليمي
07-24-2021, 12:40 AM
رسمتم بمداد قلبكم العاشق للوطن لوحة شعرية متكاملة البهاء
حفظ الله سورية ومدائنها الزاهيات السامقات أبدا
بورك اليراع بما حمل من وفاء وبلاغة
مودّة بيضاء

ألبير ذبيان
07-25-2021, 10:24 AM
مرت على دمشق أهوال وأهوال عبر التاريخ
وبقيت صامدة شامخة أبية برغم كل شيء
سلمت حواسكم شاعرنا القدير ودمتم بألق وجمال
محبتي والود

الدكتور اسعد النجار
07-26-2021, 02:32 PM
هي دالية الوفاء لدمشق التاريخ والحضارة

تحياتي

محمد الفهد
08-01-2021, 10:00 AM
ما اجمله من حرف
والاجمل تلك التي كتب لاجلها
رائع واكثر
تحياتي وتقديري

عواطف عبداللطيف
08-01-2021, 12:32 PM
فَزائِرُ الشَّامِ لا يَنْسَى مَحاسِنَها
مَسِيْحُ ذاكِرَةٍ، فالذّاكِرُ الحَسَدُ

وكيف لي نسيانها
دمشق الخير والبهاء والإباء

دلالية عابقة حلقت في سماء النبع وفاءاً وشوقاً وبهاءاً

جماكم الله وحمى دمشق وأهلها

دمتم بألق
تحياتي