مهدي ناصر رفاعي
07-26-2021, 04:38 PM
القات
ويلي من القات ما أسوأ عواقبه
ويالهُ حسرةً تقضي على الهمم
فنيت مالي ووقتي في مهاترةٍ
وفي خيالٍ وأحلامٍ من الوهم
في مجلس القات عمّ الأنس مبتسماً
على الوجوه بروح الهم والسقم
يبدي ارتياحاً ويسلي قلب صاحبه
في نشوةٍ أورثت بحراً من الندم
والوقت يمضي وداعي الله في ندب
إلى الصلاة فهيا قوموا للحكم
لم يسمعوه، وأيم الله قد سمعوا
لكنّ إبليس دقّ العود بالنغم
وباض فيهم يواري الجمر متقداً
بشيشةٍ حبلها مترٌ على قدم
قد ناح يعزف لحن الغنج متشحاً
وواهج القلب بالمزمار كالوشم
وظلّ فيهم بثوب العشق متشحاً
يروي لهم سيرة العشاق والندم
قد أبحروا في ربى قيسٍ وليلته
وكيف هام بقلبٍ لاح كالنجم
وحين ناخ الدجى ساروا بمركبهم
ووجهوه بلاد الغرب والعجم
وأرقتهم عيون الغيد سافرةً
واستحسنوا رعشة الأهداب والديم
وهاج فيهم جنونٌ في محبتهم
وقد تحسوا كؤوس الشهد والكرم
وذاق منهم لذيذ الريق ممتزجاً
بخمرة العشق في لعبٍ وفي نهم
وأبلج الصبح واهتلّت نسائمه
وعانق القوم أحلاماً من الوهم
وأصبحوا كالذي يبدي ندامته
يقلب الكف حيرانا من السقم
تهافتوا في شتيم القات واتفقوا
أن يجعلوهُ مع الأوساخ والبجم
وحين ناموا وقد قرّت جفونهمُ
قاموا إلى الزاد مغمورين في النعم
هرعوا سريعاً الى جارٍ يزودهم
بكفتة القات أوقشعٍ من الحزم
وقد تناسوا يميناً في ذمائمهم
وماعتاهم من الأكدار في العتم
وهكذا دأبهم في القات عادتهم
ويحلفون برب البيت والقلم
بادرتهم ناصحا، شُلّت مسامعهم
إن المحب لمن يهوى لفي صمم
إلى النصيحة لايدنو بمسمعه
ولايبالي لما يسمع من الكلم
هذا هوى في النفس كم يودي بصاحبه
فلا تدعها لما ترتاح كالنَعم
ياعاشق القات لن تسمو بنشوته
ولن يقودك أن تبلغ الى القمم
فاسمو بنفسك لاتنحو مآربها
واكبح عليها جماح الخيل باللجم
ولذ عليك برب الكون معتصماً
واسلك عليك بدرب الخير تستقم
شعر الأستاذ /مهدي ناصر رفاعي
ويلي من القات ما أسوأ عواقبه
ويالهُ حسرةً تقضي على الهمم
فنيت مالي ووقتي في مهاترةٍ
وفي خيالٍ وأحلامٍ من الوهم
في مجلس القات عمّ الأنس مبتسماً
على الوجوه بروح الهم والسقم
يبدي ارتياحاً ويسلي قلب صاحبه
في نشوةٍ أورثت بحراً من الندم
والوقت يمضي وداعي الله في ندب
إلى الصلاة فهيا قوموا للحكم
لم يسمعوه، وأيم الله قد سمعوا
لكنّ إبليس دقّ العود بالنغم
وباض فيهم يواري الجمر متقداً
بشيشةٍ حبلها مترٌ على قدم
قد ناح يعزف لحن الغنج متشحاً
وواهج القلب بالمزمار كالوشم
وظلّ فيهم بثوب العشق متشحاً
يروي لهم سيرة العشاق والندم
قد أبحروا في ربى قيسٍ وليلته
وكيف هام بقلبٍ لاح كالنجم
وحين ناخ الدجى ساروا بمركبهم
ووجهوه بلاد الغرب والعجم
وأرقتهم عيون الغيد سافرةً
واستحسنوا رعشة الأهداب والديم
وهاج فيهم جنونٌ في محبتهم
وقد تحسوا كؤوس الشهد والكرم
وذاق منهم لذيذ الريق ممتزجاً
بخمرة العشق في لعبٍ وفي نهم
وأبلج الصبح واهتلّت نسائمه
وعانق القوم أحلاماً من الوهم
وأصبحوا كالذي يبدي ندامته
يقلب الكف حيرانا من السقم
تهافتوا في شتيم القات واتفقوا
أن يجعلوهُ مع الأوساخ والبجم
وحين ناموا وقد قرّت جفونهمُ
قاموا إلى الزاد مغمورين في النعم
هرعوا سريعاً الى جارٍ يزودهم
بكفتة القات أوقشعٍ من الحزم
وقد تناسوا يميناً في ذمائمهم
وماعتاهم من الأكدار في العتم
وهكذا دأبهم في القات عادتهم
ويحلفون برب البيت والقلم
بادرتهم ناصحا، شُلّت مسامعهم
إن المحب لمن يهوى لفي صمم
إلى النصيحة لايدنو بمسمعه
ولايبالي لما يسمع من الكلم
هذا هوى في النفس كم يودي بصاحبه
فلا تدعها لما ترتاح كالنَعم
ياعاشق القات لن تسمو بنشوته
ولن يقودك أن تبلغ الى القمم
فاسمو بنفسك لاتنحو مآربها
واكبح عليها جماح الخيل باللجم
ولذ عليك برب الكون معتصماً
واسلك عليك بدرب الخير تستقم
شعر الأستاذ /مهدي ناصر رفاعي