تواتيت نصرالدين
02-08-2024, 07:59 PM
حكم المنية في البرية جاري
*********
https://www.youtube.com/watch?v=54MUopki5Bs&t=14s
1 – حُكــمُ المَنِيَّة في البَرية جارِ***** مــا هــذه الدنـيـا بدارِ قرارِ
2 – بينا يُرى الإنسان فيها مُخْبِراً**** حتى يُرى خبراً من الأخبارِ
3 – طُبعت على كدرٍ وأنت تريدها **** صَفْـواً من الأقذاء والأكدارِ
4 – ومكلِّفُ الأيام ضـد طباعها ***** مُتًطلِّب فـي الماء جذوة نارِ
5 – وإذا رجوت المستحيل فإنما **** تبني الرجاء على شفيـر هارِ
6 – فالعيش نوم والمنية يقظة ***** والـمـرء بينهـما خـيال سـارِ
7 – والنفس إن رضيت بذلك أو أبت ***** مـنقـادة بأزمة الأقـدارِ
8 – فاقضــــوا مآربكم عِجالاً إنمـــا ***أعمـاركم سفرٌ مـن الأسفـارِ
9 – وتراكضوا خيل الشباب وبادروا****أن تســترد فإنهــن عـوارِ
10 – فالدهر يخدعُ بالمنى ويغص إن ** هَـنّـا ويهدم ما بنى بـبـوارِ
11-ليـس الزمان وإن حَرصتَ مسالماً * خُلُقُ الزمان عدواةُ الأحرارِ
12 – أني وترتُ بصارم ذي رونــقٍ *** أعــددتهُ لـطِــلابةِ الأوتـارِ
13 – زَرِدً فأحكم كل موُصِلِ حَلْقَــةٍ ** بحُبَابَةٍ فــي مـوضِع المسمارِ
14 – لو كنت تمنعُ خاض دونك فتيـةٌ ** منا بحـور عـواملٍ وشـفـارِ
15 – فَدَحَوا فويق الأرضِ أرْضاً مِنْ دَمٍ ** ثم انثنوا فبنوا سماء غُبَارِ
16 – قــومٌ إذا لبسوا الدروع حسـبتها*** سُحُـباً مزرّرةً علـى أقـمارِ
17 – وترى سيوف الدارعين كأنهـا **** خُلُـجٌ تُـمَــدُّ بـها أكفُ بحـارِ
18 – لو أشرعوا أيمانهم من طولها ** طعنوا بها عَوْضَ القَـنَا الخَطَّارِ
19 – شُوسٌ إذا عُدِمُوا الوَغى انتجعوا لها ** في كُلِّ أوْبٍ نُجْعَةَ الأمطارِ
20 – جَنَبُوا الجياد إلى المطِيِّ ورَاوَحُـوا ** بَيْنَ السُّروج هناك والأكْوَارِ
21 – فكأنما مَلَئوا عِيَاب دُرُوعِهِـمْ *** وغُمُـودَ أنْصُلِهـم سَـــرَابَ قِـفَــارِ
22 – وكأنما صَنَعُ السّوَابِغ عَــــزَّه **مــاءُ الحديـدِ فصـاغَ مـــاءَ قَــــرَارِ
23 – فتَدرَّعوا بمتُــون ماءٍ جــامـــدٍ *** وتَقَنّـعـوا بِحَـبَــابِ مــاءٍ جـــارِ
24 – أُسْدٌ ولكن يُؤْثِــــرُون بِزادِهِــــم ** وَ الأُسْـــدُ ليـس تَدِيــنُ بالإيـثَـارِ
25 – يَتَزَيَّنُ النــادي بِحُسنِ وجوههـم*** كَــتَــزَيُّــنِ الـهَـالاتِ بالأقــمَـــارِ
26 – يَتَعَطَّفُون على المُجاورِ فيهـم **** بالمـنْـفِـسَـاتِ تَـعـطُّـف الأَظــــآرِ
27 – من كُلِّ مَنّ جَعَلَ الظُّبى أنْصَـارَهُ ** وَكـرُمْنَ فاستَغْـنَى عَــــن الأنْـصَارِ
28 – والليثُ إن بارَزْتَــهُ لم يَعْتَمِــدْ **** إلا عـلــى الأنـيــــابِ والأظْــفَــارِ
29 – وإذا هـــوَ أعتقَلَ القناةَ حَسِبْتَهـا **** صِلاً تَـأبــطــهُ هـــزبـــرٌ ضــارِ
30 – زرَدُ الدِّلاصِ مِنَ الطِّعَانِ بِرُمْحِـهِ *** مِـثْـلُ الأسَـــاوِر في يـدِ الإِســوَارِ
31 – ويَجُرُ حِينَ يَجُـرُ صَعْدَةَ رُمْحِـهِ **** في الجَحْفَـلِ المُتَضَايِـقِ الجَــرِّارِ
32 – ما بَيْنَ تُرْبٍ بالدمـــاءِ مُلَبَّــــدٍ **** زَلِـــقٍ وَنَـقْـــــعٍ بـالطِّـرَادِ مُـثَــارِ
33 – والهونُ فـــي ظِلِ الهوينى كامنٌ **** وجلالــة الأخْطَارِ فــي الإخْطَارِ
34 – تَنْدَى أسِـــرَّةُ وجهــــهِ ويمينـه **** فــــي حـــالة الإعسار والإيسـارِ
35 – ويَمُدُّ نحو المكرُمــــــاتِ أنــامِلاً ***** لـلــرِّزْقِ فــي أثْنَائِـهنَ مَـجَــارِ
36 – يَحْوِي المعَالـــي غَالِبــــاً أو خَالِباً**** أبــــداً يُـــدَاني دونها ويُــدَاري
37 – قد لاح في ليلِ الشبابِ كواكــــبٌ * ***إنْ أُمْـهِلَتْ آلَــتْ إلـــى الإســــفارِ
38 – يا كوكباً ما كان أَقصرَ عُـــــمْرِه ******* وكذا تكونُ كواكـــبُ الأسحارِ
39 – أُثْنـي عليـه بإثْـــــرِه ولـو انّـــه **** لـــم يُـغْـتَـبَـط أثـنــــيتُ بــالآثــــارِ
40 – وهِلالُ أيامٍ مضى لــــم يَسْـــــتَدِر**** بَــــدْراً ولم يُمهَـل لـوقـتِ سِـــرَارِ
41 – عَجِلَ الخسُــــوفُ عليه قبلَ أوَانــــه **** فَـمحَــــاه قـبــلَ مَـظِـنَّةِ الإبْدَارِ
42 – واسْــتُلَّ مـــن أتْرابِه وَلِدَاتِــــــه *** كالمُقْلَــــةِ اسْــتُلَّتْ مِــــنَ الأَشْــــفَارِ
43 – فـكــأن قـلـبـي قـبـــرهُ وكأنـــــه ***** فِــي طَـيِّه سِــــرٌ مـــن الأسْـــرَار
44 – إن يُحتقـر صِغَـراً فَـــــرُبَّ مُفَـخَّــــمٍ**** يـبـدُو ضَـئِـيلَ الشّـخْصِ للنُّظَّــارِ
45 – إنّ الكواكـبَ فــــي عُلّوِ مَحلِّهــــــا ***** لـتُرى صِغَـاراً وهي غـيرُ صِغارِ
46 – وَلَــدُ المُعزَّى بعضٌه فَـــــإذا انْقَضى*** بَعْــــضُ الفـتى فالكلُ فــي الآثــارِ
47 – أبكِيــــه ثـــم أقــولُ مُعــــتَذراً لــه **** وُفِّقــتَ حيــــنَ تــــــركـتَ أَلأَم دَارِ
48 – جَــــاورتُ أعْدَائي وجاورَ ربَّــهُ **** شَتَّــــــان بـيـنَ جِـــوَارهِ وَجِــــوَاري
49 – أشـــكو بُعَادكَ لي وأنتَ بموضِعٍ***** لـولا الـــردى لسَمِعْـتَ فيه سِـرَاري
50 – والشـــرقُ نحوَ الغربِ أقربُ شُقَّـة ***** من بُعـدِ تِـلكَ الخمسةِ الأشْــــبَارِ
51 – هيهـــات قــد عَلِقَتْكَ أشرَاك الردى **** واعْـتَاقَ عُمْـــرَكَ عَائِـقُ الأَعْمَـارِ
52 – ولقـــد جريتَ كما جَرَيـتُ لغايـــةٍ **** فبلغْتَهَـا وأبـــوكَ فــــي المِـضْـمَارِ
53 – فــــإذا نطقتُ فأنــــتَ أولُ منطقــي **** وإذا سكـتُ فـأنتَ فــي إضـمـاري
54 – أُخــــفِي مـــن البُرحـاءِ نــاراً مثلمـا **** يُخفِـي من الـنـار الـزنادُ الواري
55 – وأُخَفِّضُ الزَّفَرَتِ وَهْـــــيَ صَوَاعــــدٌ *** وَأُكَفـكِفُ العَـبَـرَاتِ وهيَ جَـــوَارِ
56 – وشِــهَابُ زَنْدِ الحُزْنِ إن طَاوَعتُـــــهُ **** وَارٍ وإن عَــاصَــيْـــتُــهُ مُتَـوارِ
57 – وأكـــفُّ نِيـران الأسى ولرُبّمَـــا *****غُلِـبَ التّصَــــبُّـرُ فارتَمَـتْ بِـشَـرَارِ
58 – ثــــوبُ الريـاء يَشِـــفُ عمّا تَحْتَهُ ***** فــإذا التَحَـفــتَ بــهِ فـإنـكَ عَـارِ
59 – قَصُرتْ جُفوني أم تبَـــاعَدَ بَيْنَهَــا **** أم صُــوِّرَتْ عَـيْـنِـي بِـــلا أَشْـــفَارِ
60 – جَفَــــتِ الكَرَى حتى كأن غِرَارهـا *** عِـنْـدَ اغْتِـمَـاضِ العـيـنِ حَــدُّ غِــرَارِ
61 – ولو استَزَارَت رَقدةً لرمى بهــا ***** مــا بَـيـنَ أجْفَـانِـي مـــنَ الـتَّـيَّـــارِ
62 – أُحْيِي ليَالِي التِّمِّ وهــي تُمِتُنـــي **** وَيُـمِـيـتُــهــن تَــبَــلُّـجُ الأنــــــــوَارِ
63 – حتى رَأَيْتُ الصُّبْحَ يَرْفَعُ كَفَّــهُ ****** بالضَّـوءِ رَفْـرَفَ خَيْـمَـةٍ مِـنْ قَــارِ
64 – والصُبحُ قـد غَمَـرَ النجـومَ كأنـه ***** سيـلٌ طغـى فطـمـا عـلـى الأنـوارِ
65 – وتلهب الأحشاءِ شَيَّبَ مَــفرِقي **** هــذا الضـيـاءُ شُـــواظُ تـلــك الـنَّــارِ
66 – شابَ القَذَالُ وكُلُّ غُصـنٍ صَائـــرٌ **** فَيـنَـانُـهُ الأَحْــوَى إلــــى الإزهـــارِ
67 – والشِّبْهُ مُنجَذِبٌ فَلِم بِيضُ الدُّمى **** عـن بِــيـضِ مَـفــرِقِـه ذواتُ نِــفَــارِ
68 – وتوَدُّ لو جَعَلَتْ سَـــوادَ قُلُوبِــــها *** وسَــــوَادَ أعيُنهـا خِضَـاب عِــذَاري
69 – لا تَنفِرُ الظَّبياتُ عنــه وقـد رأت **** كيفَ إختلافُ النَّبْـتِ فــــي الأَطْـوَارِ
70 – شَيْئَان يََنْقَشِعَـانِ أولَ وَهْلَـــــةٍ *** شَـــرْخُ الشَّـبَـابِ وَخُـلَّـةُ الأشْــرَارِ
71 – لاَ حَبَّـذَا الشّيْـبُ الوَفِـيُّ وَحَبَّــذَا **** ظِـــلُّ الـشَّـبَـابِ الـخـائِــنِ الــغَــدَّارِ
72 – وَطَرِي من الدُّنْيَا الشّبَابُ وَرَوْقُهُ *** فـإذا انْقَضَـى فقـد انقَضَـت أوطَـاري
73 – قَصُـرَت مسافتُـهُ ومـا حسنَاتُـهُ *****عـــــنــدي ولا آلاؤه بِـــقِــــصَــارِ
74 – نَزدَادُ هَمَّاً كلما ازدَدنـــــا غِنىً **** والفَقْـرُ كُــــلُّ الفَقْـرِ فــــــي الإكْـثَـارِ
75 – ما زادَ فَوقَ الزَّادِ خُلفٌ ضَائِــعٌ **** فـــي حــــــــادثٍ أو وارثٍ أو عَــــارِ
76 – إني لأرحَمُ حَاسِدِيَّ لِحَرِّ مــا ****** ضَـمَّـت صُـدُورُهُـم مــــــن الأوغَــارِ
77 – نَظَروا صنيع الله بي فعُيُونُهــــــم ***** فــي جَـنَّـةٍ وقلُوبُـهُـم فــــي نـــارِ
78 – لا ذَنْبَ لي كم رُمتُ كتمَ فَضَائِلي **** فـكـأنـمـا بــرقــعـتُ وجــــــه نـــهـارِ
79 – وستـرتُـهـا بتـواضُـعـي فتَطـلَّـعـتْ *** أعـنـاقُـهـا تَـعْــلُـو عــلـى الأســتَـــارِ
80 – ومــن الـرجـالِ معـالـمٌ ومـجَـاهـلٌ *** ومن الـنــجومِ غــوامِـــضٌ ودَرَاري
81 – والناسُ مُشتَبِهُون فـــــي إيرَادهِم ***** وتَـبَـايـنُ الأقــوَامِ فــــي الإصـدَارِ
82 – عَمْرِي لقد أوطَأتُهُم طُرُقَ العُلى **** فعَـمُـوا ولــم يَـقـفـــوا عـلــى آثـــاري
83 – لـو أبصَـروا بِقُلُوبِهِـم لأستَبـصَـرُوا *** وعَمَى البَصَائِـر مِـن عَـمى الأبـصَـارِ
84 – هلا سَعَوا سَعيَ الكِرَامِ فأدرَكـــــوا ***** أو سَــلَّــمُــوا لــمــواِقِـــعِ الأقــــدَارِ
85 – ذَهَبَ التكَرُّمُ والوَفَـاءُ مــن الــــورى *** وتَــصَــرَّمَـــا إلا مــــــن الإشـــعَـــارِ
86 – وَفَشَت خِيَانَات الثِّقـاتِ وَغَيرهُـــمْ **** حــتــى اتّـهَـمـنَــا رُويَـــــةَ الأبــصَـارِ
87 – ولربما اعتَضَدَ الحَلِيمُ بِجَاهِـــــلٍ ***** لا خَيْــــرَ فـــــي يُمـنَـى بِغَـيْـر يَــسَـارِ
88 – لله دَرُّ الـنَّــائِــبَــات فَــإنَّــهـــــــــا ***** صَــدَأُ الـلِّـئَـــامِ وصَـيـقَــلُ الأحْـــرَارِ
89 – هل كنــــتُ إلا زَبـــــرَةً فَطَبَعنَـنِي **** سَيفــــــاً وأطلـقَ صَرفــهُـن غِـــــراري
90 – زَمَنٌ كأمِ الكلبِ تَرأَمُ جَروَهَــــا ***** وتَصُـدُّ عـن ولَــــدِ الهِزَبـرِ الـضَّـاري
--------
أبو الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي
*********
https://www.youtube.com/watch?v=54MUopki5Bs&t=14s
1 – حُكــمُ المَنِيَّة في البَرية جارِ***** مــا هــذه الدنـيـا بدارِ قرارِ
2 – بينا يُرى الإنسان فيها مُخْبِراً**** حتى يُرى خبراً من الأخبارِ
3 – طُبعت على كدرٍ وأنت تريدها **** صَفْـواً من الأقذاء والأكدارِ
4 – ومكلِّفُ الأيام ضـد طباعها ***** مُتًطلِّب فـي الماء جذوة نارِ
5 – وإذا رجوت المستحيل فإنما **** تبني الرجاء على شفيـر هارِ
6 – فالعيش نوم والمنية يقظة ***** والـمـرء بينهـما خـيال سـارِ
7 – والنفس إن رضيت بذلك أو أبت ***** مـنقـادة بأزمة الأقـدارِ
8 – فاقضــــوا مآربكم عِجالاً إنمـــا ***أعمـاركم سفرٌ مـن الأسفـارِ
9 – وتراكضوا خيل الشباب وبادروا****أن تســترد فإنهــن عـوارِ
10 – فالدهر يخدعُ بالمنى ويغص إن ** هَـنّـا ويهدم ما بنى بـبـوارِ
11-ليـس الزمان وإن حَرصتَ مسالماً * خُلُقُ الزمان عدواةُ الأحرارِ
12 – أني وترتُ بصارم ذي رونــقٍ *** أعــددتهُ لـطِــلابةِ الأوتـارِ
13 – زَرِدً فأحكم كل موُصِلِ حَلْقَــةٍ ** بحُبَابَةٍ فــي مـوضِع المسمارِ
14 – لو كنت تمنعُ خاض دونك فتيـةٌ ** منا بحـور عـواملٍ وشـفـارِ
15 – فَدَحَوا فويق الأرضِ أرْضاً مِنْ دَمٍ ** ثم انثنوا فبنوا سماء غُبَارِ
16 – قــومٌ إذا لبسوا الدروع حسـبتها*** سُحُـباً مزرّرةً علـى أقـمارِ
17 – وترى سيوف الدارعين كأنهـا **** خُلُـجٌ تُـمَــدُّ بـها أكفُ بحـارِ
18 – لو أشرعوا أيمانهم من طولها ** طعنوا بها عَوْضَ القَـنَا الخَطَّارِ
19 – شُوسٌ إذا عُدِمُوا الوَغى انتجعوا لها ** في كُلِّ أوْبٍ نُجْعَةَ الأمطارِ
20 – جَنَبُوا الجياد إلى المطِيِّ ورَاوَحُـوا ** بَيْنَ السُّروج هناك والأكْوَارِ
21 – فكأنما مَلَئوا عِيَاب دُرُوعِهِـمْ *** وغُمُـودَ أنْصُلِهـم سَـــرَابَ قِـفَــارِ
22 – وكأنما صَنَعُ السّوَابِغ عَــــزَّه **مــاءُ الحديـدِ فصـاغَ مـــاءَ قَــــرَارِ
23 – فتَدرَّعوا بمتُــون ماءٍ جــامـــدٍ *** وتَقَنّـعـوا بِحَـبَــابِ مــاءٍ جـــارِ
24 – أُسْدٌ ولكن يُؤْثِــــرُون بِزادِهِــــم ** وَ الأُسْـــدُ ليـس تَدِيــنُ بالإيـثَـارِ
25 – يَتَزَيَّنُ النــادي بِحُسنِ وجوههـم*** كَــتَــزَيُّــنِ الـهَـالاتِ بالأقــمَـــارِ
26 – يَتَعَطَّفُون على المُجاورِ فيهـم **** بالمـنْـفِـسَـاتِ تَـعـطُّـف الأَظــــآرِ
27 – من كُلِّ مَنّ جَعَلَ الظُّبى أنْصَـارَهُ ** وَكـرُمْنَ فاستَغْـنَى عَــــن الأنْـصَارِ
28 – والليثُ إن بارَزْتَــهُ لم يَعْتَمِــدْ **** إلا عـلــى الأنـيــــابِ والأظْــفَــارِ
29 – وإذا هـــوَ أعتقَلَ القناةَ حَسِبْتَهـا **** صِلاً تَـأبــطــهُ هـــزبـــرٌ ضــارِ
30 – زرَدُ الدِّلاصِ مِنَ الطِّعَانِ بِرُمْحِـهِ *** مِـثْـلُ الأسَـــاوِر في يـدِ الإِســوَارِ
31 – ويَجُرُ حِينَ يَجُـرُ صَعْدَةَ رُمْحِـهِ **** في الجَحْفَـلِ المُتَضَايِـقِ الجَــرِّارِ
32 – ما بَيْنَ تُرْبٍ بالدمـــاءِ مُلَبَّــــدٍ **** زَلِـــقٍ وَنَـقْـــــعٍ بـالطِّـرَادِ مُـثَــارِ
33 – والهونُ فـــي ظِلِ الهوينى كامنٌ **** وجلالــة الأخْطَارِ فــي الإخْطَارِ
34 – تَنْدَى أسِـــرَّةُ وجهــــهِ ويمينـه **** فــــي حـــالة الإعسار والإيسـارِ
35 – ويَمُدُّ نحو المكرُمــــــاتِ أنــامِلاً ***** لـلــرِّزْقِ فــي أثْنَائِـهنَ مَـجَــارِ
36 – يَحْوِي المعَالـــي غَالِبــــاً أو خَالِباً**** أبــــداً يُـــدَاني دونها ويُــدَاري
37 – قد لاح في ليلِ الشبابِ كواكــــبٌ * ***إنْ أُمْـهِلَتْ آلَــتْ إلـــى الإســــفارِ
38 – يا كوكباً ما كان أَقصرَ عُـــــمْرِه ******* وكذا تكونُ كواكـــبُ الأسحارِ
39 – أُثْنـي عليـه بإثْـــــرِه ولـو انّـــه **** لـــم يُـغْـتَـبَـط أثـنــــيتُ بــالآثــــارِ
40 – وهِلالُ أيامٍ مضى لــــم يَسْـــــتَدِر**** بَــــدْراً ولم يُمهَـل لـوقـتِ سِـــرَارِ
41 – عَجِلَ الخسُــــوفُ عليه قبلَ أوَانــــه **** فَـمحَــــاه قـبــلَ مَـظِـنَّةِ الإبْدَارِ
42 – واسْــتُلَّ مـــن أتْرابِه وَلِدَاتِــــــه *** كالمُقْلَــــةِ اسْــتُلَّتْ مِــــنَ الأَشْــــفَارِ
43 – فـكــأن قـلـبـي قـبـــرهُ وكأنـــــه ***** فِــي طَـيِّه سِــــرٌ مـــن الأسْـــرَار
44 – إن يُحتقـر صِغَـراً فَـــــرُبَّ مُفَـخَّــــمٍ**** يـبـدُو ضَـئِـيلَ الشّـخْصِ للنُّظَّــارِ
45 – إنّ الكواكـبَ فــــي عُلّوِ مَحلِّهــــــا ***** لـتُرى صِغَـاراً وهي غـيرُ صِغارِ
46 – وَلَــدُ المُعزَّى بعضٌه فَـــــإذا انْقَضى*** بَعْــــضُ الفـتى فالكلُ فــي الآثــارِ
47 – أبكِيــــه ثـــم أقــولُ مُعــــتَذراً لــه **** وُفِّقــتَ حيــــنَ تــــــركـتَ أَلأَم دَارِ
48 – جَــــاورتُ أعْدَائي وجاورَ ربَّــهُ **** شَتَّــــــان بـيـنَ جِـــوَارهِ وَجِــــوَاري
49 – أشـــكو بُعَادكَ لي وأنتَ بموضِعٍ***** لـولا الـــردى لسَمِعْـتَ فيه سِـرَاري
50 – والشـــرقُ نحوَ الغربِ أقربُ شُقَّـة ***** من بُعـدِ تِـلكَ الخمسةِ الأشْــــبَارِ
51 – هيهـــات قــد عَلِقَتْكَ أشرَاك الردى **** واعْـتَاقَ عُمْـــرَكَ عَائِـقُ الأَعْمَـارِ
52 – ولقـــد جريتَ كما جَرَيـتُ لغايـــةٍ **** فبلغْتَهَـا وأبـــوكَ فــــي المِـضْـمَارِ
53 – فــــإذا نطقتُ فأنــــتَ أولُ منطقــي **** وإذا سكـتُ فـأنتَ فــي إضـمـاري
54 – أُخــــفِي مـــن البُرحـاءِ نــاراً مثلمـا **** يُخفِـي من الـنـار الـزنادُ الواري
55 – وأُخَفِّضُ الزَّفَرَتِ وَهْـــــيَ صَوَاعــــدٌ *** وَأُكَفـكِفُ العَـبَـرَاتِ وهيَ جَـــوَارِ
56 – وشِــهَابُ زَنْدِ الحُزْنِ إن طَاوَعتُـــــهُ **** وَارٍ وإن عَــاصَــيْـــتُــهُ مُتَـوارِ
57 – وأكـــفُّ نِيـران الأسى ولرُبّمَـــا *****غُلِـبَ التّصَــــبُّـرُ فارتَمَـتْ بِـشَـرَارِ
58 – ثــــوبُ الريـاء يَشِـــفُ عمّا تَحْتَهُ ***** فــإذا التَحَـفــتَ بــهِ فـإنـكَ عَـارِ
59 – قَصُرتْ جُفوني أم تبَـــاعَدَ بَيْنَهَــا **** أم صُــوِّرَتْ عَـيْـنِـي بِـــلا أَشْـــفَارِ
60 – جَفَــــتِ الكَرَى حتى كأن غِرَارهـا *** عِـنْـدَ اغْتِـمَـاضِ العـيـنِ حَــدُّ غِــرَارِ
61 – ولو استَزَارَت رَقدةً لرمى بهــا ***** مــا بَـيـنَ أجْفَـانِـي مـــنَ الـتَّـيَّـــارِ
62 – أُحْيِي ليَالِي التِّمِّ وهــي تُمِتُنـــي **** وَيُـمِـيـتُــهــن تَــبَــلُّـجُ الأنــــــــوَارِ
63 – حتى رَأَيْتُ الصُّبْحَ يَرْفَعُ كَفَّــهُ ****** بالضَّـوءِ رَفْـرَفَ خَيْـمَـةٍ مِـنْ قَــارِ
64 – والصُبحُ قـد غَمَـرَ النجـومَ كأنـه ***** سيـلٌ طغـى فطـمـا عـلـى الأنـوارِ
65 – وتلهب الأحشاءِ شَيَّبَ مَــفرِقي **** هــذا الضـيـاءُ شُـــواظُ تـلــك الـنَّــارِ
66 – شابَ القَذَالُ وكُلُّ غُصـنٍ صَائـــرٌ **** فَيـنَـانُـهُ الأَحْــوَى إلــــى الإزهـــارِ
67 – والشِّبْهُ مُنجَذِبٌ فَلِم بِيضُ الدُّمى **** عـن بِــيـضِ مَـفــرِقِـه ذواتُ نِــفَــارِ
68 – وتوَدُّ لو جَعَلَتْ سَـــوادَ قُلُوبِــــها *** وسَــــوَادَ أعيُنهـا خِضَـاب عِــذَاري
69 – لا تَنفِرُ الظَّبياتُ عنــه وقـد رأت **** كيفَ إختلافُ النَّبْـتِ فــــي الأَطْـوَارِ
70 – شَيْئَان يََنْقَشِعَـانِ أولَ وَهْلَـــــةٍ *** شَـــرْخُ الشَّـبَـابِ وَخُـلَّـةُ الأشْــرَارِ
71 – لاَ حَبَّـذَا الشّيْـبُ الوَفِـيُّ وَحَبَّــذَا **** ظِـــلُّ الـشَّـبَـابِ الـخـائِــنِ الــغَــدَّارِ
72 – وَطَرِي من الدُّنْيَا الشّبَابُ وَرَوْقُهُ *** فـإذا انْقَضَـى فقـد انقَضَـت أوطَـاري
73 – قَصُـرَت مسافتُـهُ ومـا حسنَاتُـهُ *****عـــــنــدي ولا آلاؤه بِـــقِــــصَــارِ
74 – نَزدَادُ هَمَّاً كلما ازدَدنـــــا غِنىً **** والفَقْـرُ كُــــلُّ الفَقْـرِ فــــــي الإكْـثَـارِ
75 – ما زادَ فَوقَ الزَّادِ خُلفٌ ضَائِــعٌ **** فـــي حــــــــادثٍ أو وارثٍ أو عَــــارِ
76 – إني لأرحَمُ حَاسِدِيَّ لِحَرِّ مــا ****** ضَـمَّـت صُـدُورُهُـم مــــــن الأوغَــارِ
77 – نَظَروا صنيع الله بي فعُيُونُهــــــم ***** فــي جَـنَّـةٍ وقلُوبُـهُـم فــــي نـــارِ
78 – لا ذَنْبَ لي كم رُمتُ كتمَ فَضَائِلي **** فـكـأنـمـا بــرقــعـتُ وجــــــه نـــهـارِ
79 – وستـرتُـهـا بتـواضُـعـي فتَطـلَّـعـتْ *** أعـنـاقُـهـا تَـعْــلُـو عــلـى الأســتَـــارِ
80 – ومــن الـرجـالِ معـالـمٌ ومـجَـاهـلٌ *** ومن الـنــجومِ غــوامِـــضٌ ودَرَاري
81 – والناسُ مُشتَبِهُون فـــــي إيرَادهِم ***** وتَـبَـايـنُ الأقــوَامِ فــــي الإصـدَارِ
82 – عَمْرِي لقد أوطَأتُهُم طُرُقَ العُلى **** فعَـمُـوا ولــم يَـقـفـــوا عـلــى آثـــاري
83 – لـو أبصَـروا بِقُلُوبِهِـم لأستَبـصَـرُوا *** وعَمَى البَصَائِـر مِـن عَـمى الأبـصَـارِ
84 – هلا سَعَوا سَعيَ الكِرَامِ فأدرَكـــــوا ***** أو سَــلَّــمُــوا لــمــواِقِـــعِ الأقــــدَارِ
85 – ذَهَبَ التكَرُّمُ والوَفَـاءُ مــن الــــورى *** وتَــصَــرَّمَـــا إلا مــــــن الإشـــعَـــارِ
86 – وَفَشَت خِيَانَات الثِّقـاتِ وَغَيرهُـــمْ **** حــتــى اتّـهَـمـنَــا رُويَـــــةَ الأبــصَـارِ
87 – ولربما اعتَضَدَ الحَلِيمُ بِجَاهِـــــلٍ ***** لا خَيْــــرَ فـــــي يُمـنَـى بِغَـيْـر يَــسَـارِ
88 – لله دَرُّ الـنَّــائِــبَــات فَــإنَّــهـــــــــا ***** صَــدَأُ الـلِّـئَـــامِ وصَـيـقَــلُ الأحْـــرَارِ
89 – هل كنــــتُ إلا زَبـــــرَةً فَطَبَعنَـنِي **** سَيفــــــاً وأطلـقَ صَرفــهُـن غِـــــراري
90 – زَمَنٌ كأمِ الكلبِ تَرأَمُ جَروَهَــــا ***** وتَصُـدُّ عـن ولَــــدِ الهِزَبـرِ الـضَّـاري
--------
أبو الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي