موسى الجهني
01-07-2025, 07:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.
.
.
.
.
خُذني إليك فلن أعيشَ طويلا
هذي الحياةُ أقلُّ مما قِيلا
لم يدْعُني الداعي إليها مرةً
ليُشيرَ قلبي نحْوها ويَميلا
ليست مجازفةً أُراودُ صبْرَها
فأنا أرى ظلّي عليّ ثقيلا
لا وقتَ بين النبضتينِ وعابثٌ
من عاشَ يمْلأُ نقْصَها تأويلا
ما هذه الأفلاكُ إلا مشهدٌ
في قصةٍ هِيَ أعقدٌ تفصيلا
لا الراحلون قد انتهت أدوارُهم
فيها، ولا أحيا الوقوفُ طُلُولا
ليت الليالي َ إذْ سَـرَتْ بك خِلْسةً
تَرَكَتْ وراءك لي إليكَ سبيلا
يا سيدي يا سيدَ الساداتِ ما
أشقى الذي لم يتخذْكَ خليلا
ليس الحجازُ كما تركتَ، ولم يزل
وجهُ المدينةِ شاحبًا مذهولا
شاخت بأصلابِ الرجالِ نطافُها
وارتدّ كُـلٌّ عن هواه مَــلُولا
وترَدّتِ الكلماتُ من شُرُفاتِها
وازداد صمتُ المُبصرين نُحُولا
واستوحشَ المحرابُ من زُوّارِهِ
وكأنّ شيئًا لم يكُنْ مأهولا
ما أيتمَ الثقلينِ بعدك والندى
والجِـدَّ والصمصامةَ المصقولا
من بعدك اختلفَ الزمانُ ولو رجَـعْتَ
وشئْتَ أرْجَـعْتَ الرؤوسَ ذُيُـولا
يا معصمَ التاريخِ لولا أنّهُ
في راحتيكَ مُـذَلّـلٌ تذليلا
كُـلُّ العصورِ كأنها لك موكبٌ
حتى قدمتَ فبُدلت تبديلا
إنّ القبائلَ لو جُمعنَ قبيلةً
ليسوا لظِـلّكَ في الوجودِ قبيلا
ما كُنتَ مستثنًى وكيف يصحُّ
الاستثناءُ والباقي يكونُ قليلا!
أنت الذي مُذْ قلتَ: لستُ بقارئٍ
قرأ الزمانُ على يديك فصولا
فأجَزْتَ بعضًا منه غيرَ مُذمّمٍ
وتَـرَكْتَ بعضًا فاستحالَ رذيلا
إنْ شقّ في الأرضِ الأكارمُ زمزمًا
فلقد شَقَـقْتَ فُراتَها والنيلا
أو ردّدَ الشعراءُ قولةَ قائلٍ
فالصمتُ منك صداهُ أعظمُ قِيلا
مَنْ علّمَ الأسماءَ آدمَ لم يكُنْ
ليُعِـدَّ للمعنى سواك كفيلا
يا مُعطيَ الأشياءِ معناها كما
لو كُنْتَ تملكُ غيرَهُنّ بديلا
كالشمسِ طاشت في السماءِ شظيّةً
لو أنها لم تتخذْكَ دَليلا
لو لم تُنِـلْها من حيائك جذوةً
ما أصبحَ الظلُّ الظليلُ ظليلا
ومنابتُ الليلِ العريضِ تطاوَلَتْ
لتراك تملأُ نفْـسَها ترتيلا
صوتٌ أجـلُّ بأنْ يكونَ له صدًى
خَـرَقَ السماءَ وخالطَ التنزيلا
يا ساقيًا دونَ الخلائقِ سدرةً
شَـهِدَتْ بأنّ يَـدَ النبيّ الطُـوْلى
لولا انتقاؤك من خِـيَارِ الأنبيا
لم يُوْهَبِ ابراهيمُ إسماعيلا
ولو السماءُ أشَـحْتَ عن أشياخِها
ما كان جبرائيلُ جبرائيلا
علموا بقَدْرِكَ أجمعين فلم تزلْ
آثارُ خَـطْوِكَ في السماءِ الأولى
لولا إرادةُ ذي الجلالِ لَـطَـأْطَـأَتْ
بك واستعدّ عُـلُـوُّها ليَـزولا
ما ازددتَ قَـدْرًا حين جاوزتَ العُلى
فلقد صَـعِـدْتَ إلى السماءِ نُـزُولا
يكفيك أنّ اللهَ جلّ جلالُهُ
أدناكَ منه محبةً وقَـبولا
مُـنْذُ الْـتَـقَتْ حَـوّا بآدمَ، واهتدى
موسى، وجَـدّفَ نوحُ كنتَ رسولا
مُـنْذُ ارتعاشِ الماءِ أوّلَ مرةٍ
حتى امتلاءِ لظى الجحيمِ عويلا
أنت المقدّسُ والمُخَلّصُ أُشهدُ الـ
قُرآنَ والتوراةَ والإنجيلا
ولقد ذُكرتَ مَشَارقًا ومَغَاربًا
وأجارَ ذكْرُك بُكرةً وأصيلا
بدمي وقلبيَ مَـنْ إذا أبصرتَهُ
أبصرتَ سَـمْحًا لا يُضامُ جليلا
ليس الهلالُ سِوى قُلامةِ ظُفْرِهِ
فَـمَنِ ارتضى البَـدْرَ المُطِـلَّ مَثيلا!
فَـاقَ الجمالَ وحقِّ ربِّ مُحمّدٍ
لم يُـوْفِهِ مَـنْ قال: كان جميلا
لا تَـرْتَـوي الأبصارُ منه جلالةً
فتُردُّ نحْـو يمينِهِ لِـتَـنُـوْلا
ضرَبَتْ مهابتُهُ القلوبَ ولم يَـزَلْ
كُـلّ الذي في كفّهِ مـأمولا
سَمْحٌ إذا بَـسَـطَ اليمينَ رأيتَهُ
يُعطي الغريبَ كما يُؤمِّـنُ جيلا
أنّـى تَـوَجّـهَ في المدينةِ عائلٌ
لا يَـلْقَ غيرَ الهاشميّ مُـعِـيلا
أنّـى تَـوَجّـهَ في المدينةِ عاثِـرٌ
لا يَـلْقَ غيرَ الهاشميّ مُـقِيلا
أَفَـمَنْ أقالَ الأرضَ عثْـرَتَها كَـمَـنْ
عَـثَـرَتْ به واسْتَـحْصَـدَتْهُ حَـصِيلا
بأبي وأميَ لا اشتراكَ لغيرِهِ
معَهُ لأُطلقَ أفعلَ التفضيلا
آوى وأغدقَ قَـدْرَ ما رَسَخَ اسْمُهُ
وامتدّ عَـرْضًا أو تعملقَ طُـوْلا
وتكفّـلَ المُستشفعين بِهِ كما
لو كان عن آحادِهم مسؤولا
يأتونه بالمُغلقاتِ عواصيًا
فيردّها بالمُعجزاتِ ذَلُـولا
ومن اتقى النقصانَ طافَ على اسْمِهِ
حتى يرى المتربّصين فُـلُوْلا
ومن استرابَ أتى بحُبٍّ صادقٍ
كي لا يعودَ وراءَهُ مخذولا
بأبي وأميَ ما تشرّبَ حُبَّهُ
قلبٌ وكان مصيرُهُ مجهولا
لا والذي كتـبَ الصحائفَ لم يَـزَلْ
يُـمْـلي الصلاةَ على النبيّ هُـطُوْلا
ما حَـدَّ حَـدًّا للنبيّ مُحَمّدٍ
ليُقالَ طِـبْتَ إلى هُـناك وُصُوْلا
يا ربّ صلِّ على النبيّ وآلِهِ
ما أشعَـلَتْ كلِـماتُهُ قِنديلا
يا ربّ صلِّ على النبيّ وآلِهِ
ما رامَ قَـصْـدًا في الحياةِ نبيلا
يا ربّ صلِّ على النبيّ وآلِهِ
ما دُمْـتَ رَبًّــا بالعبادِ وكيلا
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
تحيتي
موسى احمد العلوني
.
.
.
.
.
.
خُذني إليك فلن أعيشَ طويلا
هذي الحياةُ أقلُّ مما قِيلا
لم يدْعُني الداعي إليها مرةً
ليُشيرَ قلبي نحْوها ويَميلا
ليست مجازفةً أُراودُ صبْرَها
فأنا أرى ظلّي عليّ ثقيلا
لا وقتَ بين النبضتينِ وعابثٌ
من عاشَ يمْلأُ نقْصَها تأويلا
ما هذه الأفلاكُ إلا مشهدٌ
في قصةٍ هِيَ أعقدٌ تفصيلا
لا الراحلون قد انتهت أدوارُهم
فيها، ولا أحيا الوقوفُ طُلُولا
ليت الليالي َ إذْ سَـرَتْ بك خِلْسةً
تَرَكَتْ وراءك لي إليكَ سبيلا
يا سيدي يا سيدَ الساداتِ ما
أشقى الذي لم يتخذْكَ خليلا
ليس الحجازُ كما تركتَ، ولم يزل
وجهُ المدينةِ شاحبًا مذهولا
شاخت بأصلابِ الرجالِ نطافُها
وارتدّ كُـلٌّ عن هواه مَــلُولا
وترَدّتِ الكلماتُ من شُرُفاتِها
وازداد صمتُ المُبصرين نُحُولا
واستوحشَ المحرابُ من زُوّارِهِ
وكأنّ شيئًا لم يكُنْ مأهولا
ما أيتمَ الثقلينِ بعدك والندى
والجِـدَّ والصمصامةَ المصقولا
من بعدك اختلفَ الزمانُ ولو رجَـعْتَ
وشئْتَ أرْجَـعْتَ الرؤوسَ ذُيُـولا
يا معصمَ التاريخِ لولا أنّهُ
في راحتيكَ مُـذَلّـلٌ تذليلا
كُـلُّ العصورِ كأنها لك موكبٌ
حتى قدمتَ فبُدلت تبديلا
إنّ القبائلَ لو جُمعنَ قبيلةً
ليسوا لظِـلّكَ في الوجودِ قبيلا
ما كُنتَ مستثنًى وكيف يصحُّ
الاستثناءُ والباقي يكونُ قليلا!
أنت الذي مُذْ قلتَ: لستُ بقارئٍ
قرأ الزمانُ على يديك فصولا
فأجَزْتَ بعضًا منه غيرَ مُذمّمٍ
وتَـرَكْتَ بعضًا فاستحالَ رذيلا
إنْ شقّ في الأرضِ الأكارمُ زمزمًا
فلقد شَقَـقْتَ فُراتَها والنيلا
أو ردّدَ الشعراءُ قولةَ قائلٍ
فالصمتُ منك صداهُ أعظمُ قِيلا
مَنْ علّمَ الأسماءَ آدمَ لم يكُنْ
ليُعِـدَّ للمعنى سواك كفيلا
يا مُعطيَ الأشياءِ معناها كما
لو كُنْتَ تملكُ غيرَهُنّ بديلا
كالشمسِ طاشت في السماءِ شظيّةً
لو أنها لم تتخذْكَ دَليلا
لو لم تُنِـلْها من حيائك جذوةً
ما أصبحَ الظلُّ الظليلُ ظليلا
ومنابتُ الليلِ العريضِ تطاوَلَتْ
لتراك تملأُ نفْـسَها ترتيلا
صوتٌ أجـلُّ بأنْ يكونَ له صدًى
خَـرَقَ السماءَ وخالطَ التنزيلا
يا ساقيًا دونَ الخلائقِ سدرةً
شَـهِدَتْ بأنّ يَـدَ النبيّ الطُـوْلى
لولا انتقاؤك من خِـيَارِ الأنبيا
لم يُوْهَبِ ابراهيمُ إسماعيلا
ولو السماءُ أشَـحْتَ عن أشياخِها
ما كان جبرائيلُ جبرائيلا
علموا بقَدْرِكَ أجمعين فلم تزلْ
آثارُ خَـطْوِكَ في السماءِ الأولى
لولا إرادةُ ذي الجلالِ لَـطَـأْطَـأَتْ
بك واستعدّ عُـلُـوُّها ليَـزولا
ما ازددتَ قَـدْرًا حين جاوزتَ العُلى
فلقد صَـعِـدْتَ إلى السماءِ نُـزُولا
يكفيك أنّ اللهَ جلّ جلالُهُ
أدناكَ منه محبةً وقَـبولا
مُـنْذُ الْـتَـقَتْ حَـوّا بآدمَ، واهتدى
موسى، وجَـدّفَ نوحُ كنتَ رسولا
مُـنْذُ ارتعاشِ الماءِ أوّلَ مرةٍ
حتى امتلاءِ لظى الجحيمِ عويلا
أنت المقدّسُ والمُخَلّصُ أُشهدُ الـ
قُرآنَ والتوراةَ والإنجيلا
ولقد ذُكرتَ مَشَارقًا ومَغَاربًا
وأجارَ ذكْرُك بُكرةً وأصيلا
بدمي وقلبيَ مَـنْ إذا أبصرتَهُ
أبصرتَ سَـمْحًا لا يُضامُ جليلا
ليس الهلالُ سِوى قُلامةِ ظُفْرِهِ
فَـمَنِ ارتضى البَـدْرَ المُطِـلَّ مَثيلا!
فَـاقَ الجمالَ وحقِّ ربِّ مُحمّدٍ
لم يُـوْفِهِ مَـنْ قال: كان جميلا
لا تَـرْتَـوي الأبصارُ منه جلالةً
فتُردُّ نحْـو يمينِهِ لِـتَـنُـوْلا
ضرَبَتْ مهابتُهُ القلوبَ ولم يَـزَلْ
كُـلّ الذي في كفّهِ مـأمولا
سَمْحٌ إذا بَـسَـطَ اليمينَ رأيتَهُ
يُعطي الغريبَ كما يُؤمِّـنُ جيلا
أنّـى تَـوَجّـهَ في المدينةِ عائلٌ
لا يَـلْقَ غيرَ الهاشميّ مُـعِـيلا
أنّـى تَـوَجّـهَ في المدينةِ عاثِـرٌ
لا يَـلْقَ غيرَ الهاشميّ مُـقِيلا
أَفَـمَنْ أقالَ الأرضَ عثْـرَتَها كَـمَـنْ
عَـثَـرَتْ به واسْتَـحْصَـدَتْهُ حَـصِيلا
بأبي وأميَ لا اشتراكَ لغيرِهِ
معَهُ لأُطلقَ أفعلَ التفضيلا
آوى وأغدقَ قَـدْرَ ما رَسَخَ اسْمُهُ
وامتدّ عَـرْضًا أو تعملقَ طُـوْلا
وتكفّـلَ المُستشفعين بِهِ كما
لو كان عن آحادِهم مسؤولا
يأتونه بالمُغلقاتِ عواصيًا
فيردّها بالمُعجزاتِ ذَلُـولا
ومن اتقى النقصانَ طافَ على اسْمِهِ
حتى يرى المتربّصين فُـلُوْلا
ومن استرابَ أتى بحُبٍّ صادقٍ
كي لا يعودَ وراءَهُ مخذولا
بأبي وأميَ ما تشرّبَ حُبَّهُ
قلبٌ وكان مصيرُهُ مجهولا
لا والذي كتـبَ الصحائفَ لم يَـزَلْ
يُـمْـلي الصلاةَ على النبيّ هُـطُوْلا
ما حَـدَّ حَـدًّا للنبيّ مُحَمّدٍ
ليُقالَ طِـبْتَ إلى هُـناك وُصُوْلا
يا ربّ صلِّ على النبيّ وآلِهِ
ما أشعَـلَتْ كلِـماتُهُ قِنديلا
يا ربّ صلِّ على النبيّ وآلِهِ
ما رامَ قَـصْـدًا في الحياةِ نبيلا
يا ربّ صلِّ على النبيّ وآلِهِ
ما دُمْـتَ رَبًّــا بالعبادِ وكيلا
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
تحيتي
موسى احمد العلوني