مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر/ الوليد دويكات
وطن النمراوي
06-27-2010, 09:29 PM
على بركة الله أبدؤ
تدوين قصائد الشاعر
وليد دويكات
وطن النمراوي
06-27-2010, 09:31 PM
كرمــــــــــــــــل
فتاة فلسطينية كانت تقاوم الغاصب المحتل قرب حاجز عسكري عند جامعة بيرزيت ، أصابتها رصاصة في البطن ...نقلتها في سيارتي .
لن تختطفني من دمي
لن تستريح كما الدموع على وتر
لن تستريح من السفر
وجعي كما غُصنٌ تناثر في الحقول
حزني كصوت قرنفلة
يا عابرين على الجراح
مهلا هنا
زيتونةٌ تبكي على مرأى الورود
هذي حكايةُ عاشقة
حملت حجر
هذي حكاية عاشقة
ذهبت هناك
صوب الحواجز والجنود
وسلاحها
كانَ الحجارة والإرادة والشجن
قامت تغني للوطن
فأتت إليها في المنام رصاصة وشظيتان
تلك الرصاصة لم تصبها وحدها
كانت أصابت حلمنا المنثور فوق الأمنيات
ودقيقتان
بيني وبينك يا ابنتي
لا تستعدي للغياب
هيا استمري في التنفس والشهيق
يا موتُ غادر من هنا
دعني أفاوضك الرحيل
كرمل فتاةٌ حالمة
في أذنها قرطٌ من العزَّ القديم
وهناك حشدٌ من جنود
وبنادقٌ تصطاد في أرضي الورود
كرمل أصابتها الرصاصة وهي تشدو أغنية
فليرحل المحتلُ عن أرض الجدود
كرمل تئنُّ وصوتها
لحنُ الحياة
كرمل دعيني أعتذر
عن جيش أمتنا العتيد
عن قمّةٍ عربية أخرى تُشاطرك النشيد
كرمل لوحدك قاومي
جيشُ العرب
في الكرنفال
يخشى على قصر الأمير
جيشُ العرب
لا شئ يملكُ كي يجيئك حاملا بعض الحنان
جيش العرب
جيشُ إحتفالاتٍ ولهو
جيشٌ لقمع تظاهرة
بعد الصلاة
وهناك كرملُ نائمة
وجراحها مثل الندى
ودموعها لا تستريح على الخدود
طُف في المدائن يا أخي
واصرخ بصوتٍ في المدى
هذي حكاية عاشقة
حملت حجر
هذي حكاية عاشقة
عشقت وطن
الوليد
وطن النمراوي
06-27-2010, 09:32 PM
أنشودة الماء
وكأنَّ هذا الحرف لا
لا يستطيعُ لكِ الوُصول
وأنا المسافرُ في تفاصيلِ الكلام
وأنا الرحيلْ
وأنا الغيابْ
وأنا القصيدةُ في تَرانيم الصباحْ
ونشيدُ طفلٍ حينَ يُدركُ جيدا
أن النشيدَ كما الهواءْ
أنَّ النَّشيدَ كما الرَّذاذْ
ما بينَ سُنبلةٍ ونايْ
تَعبتْ خُطايْ
وأنا الحديثُ المُشتهى
وقتَ الغُروبْ
وغناءُ طيرْ
فوقَ الغُصونْ
كيْ يَرسمَ الصُّبحَ الجديدْ
يا راحلة
خلفَ الدُّروبْ
كيفَ انتبهتِ إلى صهيلِ فَراشةٍ بينَ الورودْ
كيفَ اقتحمتِ قصائدي
رغمَ الحدودْ
هيَ زنبقة
كانت تنامُ على الجدارْ
كانت تُناجيها الفراشةُ في الصباحٍ وفي النهار
فيفوحُ منها كلٌّ يومٍ رائحة
وقُرنفُلة ..
كانت هُناك
من قُربِ شُبّاكي تنام
كانت تُداعبُها النسائمُ والطيور
فيفوح منها كلُّ يومٍ رائحة
يا ليتَ لي وجهاً تَغَمّسَ في النّدى
حتى أعانقَ وردتي هذا الصباح
ولنا لقاء
في ذلكَ الرّكنِ البعيد
في الشارعِ المَنسيِّ أو
تحتَ الغمام
هل يا تُرى
سنُجيدُ أسرارَ الكلام
أم أنّنا ..
سنتوهُ في بحر الحنين
يا ساكنة
خلفَ المسافةِ والسفر
خلفَ العواصمِ والمدن
خلفَ السحاب
هل تسمَعينْ
صوتي وصوتَ قَصيدتي
همسي ونبضي في الحروف
ولها سلام
تلكََ العُيون الناعسة
وكذا الرموش
ولها سلام
تلكَ الجدائلُ فوقَ كتفك عندما
ترتاحُ مثل غزالةٍ بين الغمام
ماذا أقول
عن ألفِ شوقٍ في دمي
لصبيّةٍ مثل القمر
في كلِّ يومٍ يشتهيني حلمُها
وتقولُ لي :
مَن أنتَ ؟؟ من أيِّ ريحٍ قد أتيت ؟؟
ما اسمكَ؟؟وما لونُكَ الأزَليُّ في سفَر الفصول؟
ما سرُّكَ المحفورُ في شَجَني ؟؟
من أيَّ نافذةٍ تجئ ؟؟
فأعودُ أنظرُ في المرايا كي أراني من جديد
فأرى هناك
رجلاً يحدُّقُ في المكان
وأرى أنا
وأنا حكايةُ شاعرٍ
ما زالَ يبحثُ عن وَطَن
لي منزلٌ
بين الحقيقةِ والخيال
لي صاحبان
قلمي ووجهُ حبيبتي
ومعي بطاقةْ
في خانة الإسمِ الصغيرة
كتبوا بها
إسماً تَشكَّلَ من حروفٍ أربعة
الواو : وجدٌ قد تناثر في الضلوع
واللام : حرفٌ باتَ سرّي في الحياة
والياءُ : يبقى نبضُ حبِّك في العروق
والدّالُ : دمعٌ قد تسربلَ فوقَ خدْ
جزرٌ ومَدْ
هي رحلةٌ أخرى تُلاحقُ خطوتي
وظِلالُ وعدْ
قالتْ : لماذا لم تَسلني مَنْ أنا ؟؟!!
فأجَبْتُها : قَدْ كانَ قلبي قَدْ وَشى
يوماً إليْ
فَنَقشْتُ إسْمَكِ فَوْقَ روحٍ هائمة
لا تسأليني يا صبيةُ عَنْ تفاصيلي ومَنْ
يوماً أكون
نامي قليلاً تحت رمشي والجفونْ
أو فاستَريحي تَحتَ أغصانِ الشّجونْ
وقصيدَتان
لك واحدة
أخفيْتُها خلفَ النُّجوم
كي لا تَطالُ حُروفها
تلكَ الرِّياح
ولموطنٍ خلْفَ القيود
تبقى القصيدةُ في سَفَر
وجعلتُ قلبي بيتها
وحرستُها بجوارحي
خَوْفَ الجنود
في الليلِ يأتينا الجُّنود
ويُدَنّسون حقولنا وهواءَنا
الطائراتُ الحاقداتْ
تُلقي القنابلَ والرَّصاصْ
ما فوقَ حُلْمٍ نائمٍ بين الضلوع
ويُلاحقونْ
طفلاً تَربّى في المنافي والحصار
نامي قليلاً تحتَ رمشي والجفون
ما بينَ عوسَجَةٍ ووردْ
سيجئُ وعدْ
ما بينَ ظلُّكِ والمساء
ولنا لقاء
وبهِ سنكتبُ كلَّ شئ
فأنا أحبُّك يا ابنتي
وأنا القَصيدةُ والقلم
الوليد
http://www.w6w.net/album/45/w6w_w6w_200504301142433b06968bb.jpg
وطن النمراوي
06-27-2010, 09:33 PM
نشيد الغروب
هذا أنا
قد جئتُ من خلف المسافة كي أرتبَّ خافقي
حتى أعيدك للقصيدة من جديد
حتى أكونك في الحضور وفي الغياب
تخشَيْنَ مثلي من تفاصيل الحروف
تخشَيْنَ مثلي أن أبوحَ إلى الرَّذاذ على جُذوع الياسمين
هذا أنا
لا شئَ لي
ماذا سأفعلُ كي أعيدَ الريحَ صوبَك ثانية ...
وأعيد ترتيبَ النُّقاط على الحروف
هذا الغريبُ هو الحبيبْ
هذا الغريقُ هو الصديقْ
هذي السحابةُ فوقَ أرضي نائمة
لا شئَ لي
لا ذكرياتٌ لا طُقوسٌ لا غياب
لا الظلُّ لي
مذ كنتُ طفلاً يافعا
لا زالَ يتبعُني ويرصدُ خَطْوَتي
وكأنّ شيئاً داخلي
ما زالَ ينبُذني ويطردُني إلى منفىً جديد
حولي تناثرَت الوُجوه
تتعددُ الأصواتُ والكلماتُ والخطوات
تتزاحمُ الأفكارُ في نَسَقٍٍ فريد
تجتاحُني النظراتُ تأسرُني هُنا
لا شئَ لي
هذا اللقاءُ حبيبتي
لا ليسَ لي
هذا المكانُ بما حَوى من ذكريات
من أمنيات ...
من أغنيات
لا ليسَ لي
من أينَ أبدأني وقد
ألقيتُ نفسي جانبا
وخرجتُ من لُغَةِ الحُروفِ إلى هنا
وخرجتُ منها سالما
تلك الرصاصةُ أخطأتني في المدى
ما زلتُ أمتهنُ التنفسَ والهواء
ما زلت حيّاً رغمَ موتي في الغِناء
ما زلتُ أذكرُ وجهَ أمّي في ترانيمِ المساء
ما زلتُ أحيا رغم موتِ مشاعري
هذا المكانُ بما حوى من ذكرياتٍ ليسَ لي
كلُّ الذينَ عرفتُهُم
وسمعتُهُم
وسألتُهُم
ورأيتُهُم
لا لستُ أذكُرُهُم وما
سجّلتُهم يوماً بذاكرتي القديمة
لا صوتَ أسمعه هنا
لا لونَ يجذبُ شَهْوَتي
لا مفرداتٍ للحنينِ إلى دَمَي
لا شئَ لي
لا شئَ لي
هذا أنا
والوقتُ يجهَلُني تماما
والوردُ ينشُدُني سلاما
وأقول يا صوتي متى
ترتدُّ لي
حتى أرى وجهي ووجهَ حبيبتي
حتى أشكّلَ مرّةً أخرى لقاءً مُشْتَهى
حتى أبيعَ مَشاعِري
حتى أقدّمَ طاعَتي
للعابرينَ على جِراحي النّازفة
لا شئَ يُشْبِهُني سِوى
وجهٌ تناثرَ في الغياب
وأقولُ يا صوتي المُدرّج في الحَنين
ماذا تريدُ اليومَ منّي
حتى أعيدَكَ للمكان
ومتى تُغادِرُني حُروفي دونَ خَوفٍ أو أنين
وأقولُ لي
والخوفُ يَسكُنُ في شَراييني ونَبْضي في عروقي كلّها
الخوف يسكنُ في ملامح نشوتي
هذا المكان بما حوى
من ذكريات
من أمنيات
من أغنيات
ليس لي
نابلس المحتلة
وطن النمراوي
06-27-2010, 09:34 PM
تفاصيل أخرى للبحر
دمعٌ لتموزَ المضرَّج بالغياب
كلُّ الكمنجات استعدت للبكاء
والنايُ كان
يبكي ويغرق في النحيب
وأنا الغريب
صوتُ المكان يشدّني
لأطير صوب غمامة أخرى هناك
يا ليتَ لي وجها تغمَّسَ في الندى
حتى أراك
هات اعطني يوما عصاك
كي أنزع الفوضى التي
سكنت ملامح حقلنا
هي كرمةٌ
قد نعتصرها في المساء
حتى تشاطرني النبيذ
يوما ستتبعني خُطاك
وأتوه في فلك انتباهي من جديد
وحدي على باب القصيدة واقفٌ
وغداً سيبدأني النشيد
لا شئَ يقلقني على باب الطفولة من جديد
أو حين ألمحُ صورتي
وكأنني ما كنتُ طفلاً ذات يوم
وكأنَّ أحداثَ الطفولة كانَ حلماً قد تناثر في المنام
وحدي أنا
في هذه الدنيا الغريبة في الفصول
لا ظلَّ لي
حتى أحسَّ بأنني
يوما مررت من الحواري والزقاق
لا خلَّ لي
لا أصدقاء ولا رفاق
حتى أعيد صياغة الفرح المعلَّق في العناق
لا صوتَ لي
حتى يبادلني الحديث
ماذا أقول اليوم لي
لو كنتُ يوماً جدولا
كي ترتوي أعشابُ حقلك من دمي
حتى أعيدك للرحيل وللرماد
للعابرين إلى الرحيل
وردٌ وشاي
وغناءُ طير
هيا ارحلي
نحو المدينة الحالمة
ثمَّ اتركيني مرتين
حتى أراها تحت هدبي نائمة
منفايَ لي
منفاك لك
والوقت يمضي كالسحاب
هل نلتقي
إن شئتَ في مقهى المدينة في المساء
غرباءُ نحن
ولنا هنالك طاولة
وقصيدتان
ولنا شراب
شكراً لتموز المضرَّج بالعذاب
شوقٌ لآب
يوماً سيرجعني إلى الأرض اليباب
ويعيدُ لي
ما ضاعَ منّي ذات شوق في اللقاء
بعض التفاصيل الدقيقة للحنين
لغتي وحبرُ قصيدتي
حلمٌ يراودُ فكرتي
شكراً لتموز المسافر في السراب
وجدٌ لآب
يا عاشق الوجع المحاصر في المدائن والقرى
ماذا جرى
حتى تحاصرك البلاد
جلادنا لا وجهَ له
لا قلب له
دعني أحاوره أنا
كي تستريح من الألم
دعني أعيرك إن أردتَ اليوم جلدي
حتى تعانقه السياط
واصرخ قليلا إن لمحت سياطه
تسري على ظهري وجلدي
حين يبدأني الألم
وتصيح عني طالما
قد صحتُ قبل اليوم عنك
شكراً لتموزَ المضرَّج بالجراح
لا الشمسُ شَمسُكَ لا السلاح
في كل شبرٍ فوقَ أرضي حاجزان
وبَنادقٌ خلفَ الحواجز صوبَ قلبي مُشرعة
لا أشرعة
في البحر تحملُ راحَتيك
قُل ما لديك
حتّى أعيدَكَ للمرافئ سالما
لا الشمسُ شمسكَ لا السلاح
زمنُ الجراح
هذا رَحيلُكَ من دمك
أمرٌ مُباح
هذا بقاؤكَ خلفَ ظلّكَ كي ترى
وجهاً تَخفّى في القناع
قُم وارتديني في ظلامكَ نجمَةً
حتّى تَسيرَ بلا ضياع
وجعٌ لتموز المقيّد بالأنين
والليلُ لي
في كل يوم تشتهيني نجمتان
ولها يراودني الحنين
من بات مثلي فوق سرج الريح يغفو في المدى
لا تسأليني يا صبية كيف يخطفنا الرّدى
هي قنبلة...
كانت هنالك في الممر
وضحيّةُ الموت المفجئ طفلتان
في كلّ ليلٍ تشتهيني نجمتان
هي قبلةٌ أخرى لظلّ جديلة
وقصيدتان
لا نهرَ لك
حتى تُعدَّ زوارقاً صوبَ اليمام
لا بحرَ لك
حتى تفكّر بالرحيل إلى الغمام
القاتلون الآن جاءوا
من شارع ٍ
فيه المخيّمُ كان يحبو
نحو المدينة الوادعة
كي ينشدوا لك أغنية
وردٌ لجرحك حين يقطُرُ بيلسان
ماذا تبقى من شهورٍ في السنة
حتى نموت على الرصيف
هذا حُزيران الموشَّح بالهزيمة والبكاء
أيلول أم تموز أم آذار أم نيسان
ماذا تبقى من شهور في السنة
حتى نفكّر كيف يخطفنا الهوان
نيسانُ يا نيسانُ يا وجع المدينة والمكان
لمدينتي نيشان من
دمعٍ تناثر في الدموع
ولها شراع
قد أخطأتها البوصلة
حتى تعيش كما المدائن هانئة
في كل ليل تشتهيني نجمتان
نم يا صديقي تحت جفني ربما
يوماً ستشعر بالأمان
ثمَّ استحمَّ بدمعتي
ما عاد لك
إلا المنافي والحصار
الوليد
وطن النمراوي
06-27-2010, 09:35 PM
في حضرة الغياب
مهداة إلى روح الشاعر الكبير / محمود درويش
بكى الزيتون في سفح الجليل
على من كان في الفصحى دليلي
وفي نابلس تبكيه الروابي
وفي حيفا ويافا والخليل
فمن للشعر بعدك يا صديقي
يعيد له من الحظ الجزيل
فيا درويش تسألني القوافي
فتسبقني دموعي في الهطول
ويا درويش تسألني بلادي
فلا أدري الجواب فما سبيلي
حصانك قد تركت هنا وحيدا
يبث حنينه لك بالصهيل
أقمت بربوة للقدس ترنو
بنظرة عاشق قبل الرحيل
كأنَّكَ جاثمٌ فوق الروابي
تراقبُ إذنهم لك بالدخول
ترددُ في فضاء القدس طرفاً
يزيل الهمَّ عن قلب العليل
على جبل بقرب القدس تغفو
مسافة قُبلَةٍ أو دون ميل
وكنتَ تجوب ذي الدنيا بشعر
وتنشئُ في النفوس وفي العقول
وتهتف في هوى فلسطين شعرا
ولا ترجو الثناء مع الجميل
قتيلا في هواها عشت عمرا
فأكرم بالمفدّى والقتيل
فلسطين الحبيبة أنت ثكلى
فليس هناك بعدك من بديل
سنتبع في خطاك إذا مشينا
ويمضي جيلنا من بعد جيل
وتسألني القوافي عن أمير
تعجَّلَ في الترجل والرحيل
أرى حزني يُغالبني وحيناً
تُغالبني دموعي في الهطول
فهل حقّاً مضى درويش عنا
وسوف يغيبُ في سفرٍ طويل
وطن النمراوي
09-06-2010, 06:05 PM
ذكرى على جبل جرزيم
1. قد عدتُ يا جرزيمُ فاذكر عودتي
فعلى جدارِ الصمتِ بُحَّتْ صرختي
2. أنتَ الحبيبُ ومن بخدركَ خانني
وأضاعَ أحلامي ، أضاعَ صبابتي
3. قد كنتَ يا جرزيمُ معبدَ عشقنا
في الحبِّ دربي قد غَدوتَ وقِبْلَتي
4. كم بُلبُلٍ غنّى بسفحكَ عندما
عَزَفتْ على الأغصانِ عشقاً ريشتي
5. وكذلكَ الأشجارُ ترقُصُ كلّما
قد ماسَ فيكَ قوامُ كُلِّ مليحةِ
6. لو تملكُ الأحجارُ نُطْقاً مثلَنا
لَتَكلَّمَت من سحر كلِّ جميلة
7. وبدى حزيناً صامتاً مُتَلوّعا
عيبالُ إذْ يشكو ظلامَ الوَحْشَة
8. يخلو منَ الغيدِ الكواعبِ بينما
يختالُ فيكَ قوامُ كلِّ خريدةِ
9. كمْ عاشقٍ قد طافَ حولكَ مثلما
حجاجُ مكَّةَ في فناء الكعبةِ
10. لكنَّ قلبي قد سبتهُ جميلةٌ
حسناءُ ترفلُ في ثيابِ العزَّةِ
11. حوراءُ فاتنةٌ ، تمايلَ قدُّها
فَهَوَتْ بقلبي ، ثمَّ صارتْ بُغْيتي
12. مَنْ ذا يُبلِّغُها هوايَ لعلَّها
يوماً تَحنُّ إذا شَجَتْها حالتي
13 . ( زَيتيةَ العينينِ ) قلبي هائمٌ
وأنا المُتَيَّمُ منذُ أوَّل نظرةِ
14. أحبيبيتي : إنا لبَعْضٍ ما الذي
خلاّكِ تَخشي أن تكوني قسمَتي
15. قلبي تعذّبَ حينَ جاءَكِ زائرُ
قد قالَ في عَلَنٍ : تعالي زوجتي
16. أتُرى التي أحببتُها وعشقتُها
ترضى هواني أم تُفضّلُ لوعتي !!
17 . يا هندُ قلبي في هواكِ مُقَيّدٌ
وظللتِ وحدكِ في الغرامِ سجينتي
18. لا تسأليني أن أعودَ لبلدَةٍ
فيها قَتلتِ مع الزمانِ حكايتي
19. أنسيتِ حُبّاً قد ترعرعَ في الصبا
مَنْ لي بغير هواكِ يُذكي نَشوتي
20. كُنّا صغاراً حينَ قَلْبُكِ قالها :
إنّي أحبُّكَ ، فاحتَكمتِ بمُهجتي
21. وَهَوَتْ يداكِ على يديَّ وَقَبَّلّتْ
شَفَتاكِ خدّي يا مَلاكي وجَنَتي
21. وجَعلتُ كلَّ النجمِ عِقْداً صُغْتُهُ
والبدرَ عَلَّكِ تفرَحي بهديَّتي
22. واليومَ أسألُ : أينَ أنتِ مليكتي
فاحتارَ قلبي ، مَنْ يُبدّدُ حيرتي !!
23. أينَ الحبيبةُ ؟؟ أينَ عهدُ لقئنا ؟؟
قبلَ الغُروبِ على بساطِ الخُضرَةِ
24. قد كنتِ يا هندُ الدليلَ بظلمتي
فرحلتِ حتّى أنكرتني غُربتي
25. وَجُننْتُ من فَرْطِ اشتياقي عندما
تاهت على أطيافِ بيتِكِ خطوتي
26. ( زَيتيةَ العينينِ ) عودي واذكري
عَهداً تولّى كُنتِ فيه حبيبتي
27. فَلَطالما قد قلت حينَ لقائنا :
أنتَ الهوى ، ومُنايَ أنتَ وفرحتي
28. لا شئَ يُبعدُ أو يُفرّقُ شَمْلَنا
إلا المنيّةُ ، فاستبانتْ فرحتي
29. فَمضيتُ في درب اغترابي لم أزل
أشدو بذكركِ في ليالي خَلوتي
30. فتركتُ داري راحلاً ومُسافراً
ورَضيتُ أن أحيا بدار الغُربةِ
31. حتى أجيئكِ عاشقاً متلهفاً
زوجاً يضمُّكِ بعدَ طول تَشَتُّتِ
32. ونبوحُ للملأ المحيطِ غرامَنا
ولْتُعْلِني ، قد عادَ فارسُ قصّتي
33. كم ليلَةٍ وحدي سَهرتُ مُناجياً
نجمَ الليالي في عذاب اللوعة ِ
34. ما غِبْتِ عَنّي يا حبيبةُ بُرْهَةً
فأنا بذكركِ قد جَمعتُ بقيَّتي
35. لكنها الأيام حالت بيننا
مَنْ ذا يُعيدَك كي يُحققَ بُغيتي
36. جرزيمُ جئتُكَ بعدَ طولِ فراقنا
جرزيمُ جئتُكَ كي تُعيدَ حبيبتي
37. جرزيمُ جئتُكَ سائلاً بتودّدٍ :
أينَ التي أحببتُها بطفولتي
38. جرزيمُ هل لي عندَ دَوحكَ موعداً
يُطفي لَهيبي أو يُبَدّدُ لَهفتي
39. جرزيمُ يا حبّي أتيْتُكَ ربما
شَوْقٌ دعاني كي تُكفكفَ دمعتي
40. لو كنتَ تعلمُ كيفَ بَغتةَ جاءَني
خَبَرُ تَخَفّى عبرِ سطر رسالة ِ
41. قد خطَّهُ ذاك الصديقُ بحَسْرَةٍ
حَفْلُ الزفافِ أتى مساءَ الجمعَة ِ
42. لَصُعقتَ من ألَمٍ وبتَّ مُحَطَّما
وسقطتَ في واديكَ بعدَ هُنيْهةِ
43. هلْ حَقَّ صارتْ مَنْ أحبُّ حليلَةً
غيري يُناديها إليَّ حبيبتي
44. هل حَقَّ صارت بعدَ عامٍ قد مضى
أمّاً لطفلٍ ليسَ فيه سَجيَّتي
45. مَنْ ذا يُبشّرُني بأنَّ سليبتي
قد طُلّقَتْ حتى تَعودَ حليلَتي
46. منْ ذا يُحرِّمُ ذا الزواجَ لأجلها
إنّي أحرّمُهُ خلالً شَريعتي
47. ما كنتُ أندَمُ إن عَشقْتُكِ إنّما
قد كان بُعدُكِ أمَّ عَمروٍ غلطَتي
48. إنّي كرهتُ العلمَ فَرَّقَ شملنا
وفراقُنا أضحى أساس مُصيبتي
49. يا دهرُ أمرُكَ في الغرامِ مُحيّرٌ
قُل لي : لمنْ خَلَّفتَ بعدَكَ حيرتي !!
50. إنّي خُلقتُ كشمعَة وضياؤها
كانت لهندٍ ثُمَّ ذابتْ شمعتي
51. إني ارتضيتُ لكِ السعادةَ والهنا
وأنا اكتفيتُ بلا لقاكِ تعاستي
52. ماذا جرى جرزيمُ أضحى مُقفراً
من كل طيرٍ صادحٍ وا حَسرتي !!
53. قفراً به الغربانُ تعلو أيكَهُ
وبها فقدتُ سريرتي وسكينتي
54. وصخورُه الجرداء أمستْ جَلْمدا
من بعد ما كانت ملائك رحمة
55. شَجَرُ الصنوبر قد تدلى غصنه
يأساً ، حزيناً بعد هجر أحبَّتي
56. سالت دُموعٌ من بقايا جذعه
شوقاً لماضٍ عاشَ فيه بعزّةِ
57. لو كانَ ينطقُ شاكيا لمّا بكى
مثلي ، لأدْركَ كيفَ تَحرقُ شكوتي
58. الصخرُ والشجرُ الحزينُ تَعريّا
وخَلَتْ سُفوحُكَ من ربيع الخضرةِ
59. ومضيتُ مهزوزَ الخطى بربوعه
وتُلازمُ الخطوَ المحطَّمَ أنَّتي
60. مُتَسلِّقاً ، مُتَعَثّراً ، مُتّدحرجا
ما كنتُ أدري ما يَدورُ بنيَّتي
61. وجلستُ أرقبُ بيتَها من سفحه
كالصقر يجلسُ فوقَ أعلى قمّةِ
62. فبكيتُ حينَ قرأتُ اسمي واسمَها
يَتعانقانِ على محيّا الصخرة
64. ما زالتْ الأحجارُ تذكُرُ وُدّنا
عَجَباً لقلبكِ كيفَ ينسى مهجتي
65. فلذا تَقرَّرَّ أن أعيشَ مسافراً
من غير ذكرى قد تُعكّرُ رحلتي
66. فلتعذريني إن مضيتُ فإنني
قررتُ هجراً دونَ أيِّ تَلفُّتِ
67. ولتعلمي يا هندُ أني عاشقٌ
من غير حُبّكِ قد فقدتُ هويّتي
68. أمضي بمركبتي وموجُكِ عاصفٌ
إعصارُ هجرِكِ كانَ أنهى رحلتي
الوليد
جرزيم وعيبال : جبلان يحيطان بمدينة نابلس .
عواطف عبداللطيف
10-09-2010, 08:58 AM
عرس الشهيد
إلى روح الشهيد / أسامة وليد دويكات ، وإلى قامة شهداء الثورة الفلسطينية وشهداء الأمة .
دُموعُ العينِ مالَكِ في جُمودِ
أمِنْ صَخْرٍ خُلقْتِ ومنْ حَديدِ
ومالَكِ عاصِياتٌ لا تفيضي
عَلى الوَجَناتِ كالدُّر النَّضيدِ
لقَدْ جَلَّ المُصابُ بِمَن فَقدْنا
( فزيدي منْ بُكائكِ ثُمَّ زيدي )
فقالتْ لي : وهَلْ يُبْكى شَهيدٌ !!
كمِثْلِ البَدْرِ في بيتِ السُّعودِ
فَبُشرى يا أسامةُ ألفَ بُشرى
بأنَّكَ غِبْتَ في ذِكْرٍ حَميدِ
وأنَّكَ قَدْ حَلَلْتَ بدارِِ أخرى
مَعَ الشُّهداءِ في عَيْشٍ رَغيدِ
بِوَعْدٍ منْ عُلا الرّحمنِ حقًّ
ولَيْسَ اللهُ يُخلِفُ في الوُعودِ
وكانَ الحُزْنُ في الأعماقِ شوقاً
إليكَ وأنتَ في البَلَدِ البَعيدِ
وما زَهوي بِنَظْمِ الشِّعْرِ إلا
لأُوفي حَقَّ مِثْلِكَ في قَصيدي
فَقُمْ وانْظُرْ لِعُرْسِكَ كَيْفَ يزهو
بهذا اليَوْمِ في هذي الُحشودِ
سقى قَبْراً يَضُمُّكَ كُلُّ غَيْثٍ
وَكُلُّ مُجَلْجَلٍ هَزِجِ الرُّعودِ
فَقَبْلَكَ رَمْزُنا دَوماً تَمنّى
بأنْ يّرقى شَهيداً للخُلودِ
فَسَطَّرَ في العُلا آياتِ مَجْدٍ
وَعَلَّمَنا دُروساً في الصُّمودِ
وَردَّدها على الدنيا ثَلاثاً
شّهيداً ... ألفُ كلا للقُيودِ
فَصَبراً يا أبا عيسى وصَبْراً
أحبَّتَهُ، ويا أمَّ الوليــــــــــد
وكُفّي عن بُكائكِ أمَّ عيسى
فهذا اليومُ عُرْسٌ للشَّهيدِ
وقومي زَغْردي يا أمَّ عيسى
لِمَنْ زفَّتهُ حـــــــــورٌ بالوُرودِ
سَتبقى فَتْحُ رائدةَ المعالي
وغاباً فيهِ مُجتَمَعُ الأســودِ
ويَبقى نَجْمُها أبداً مُنيرا
إلى العلياءِ دوماً في صُعودِ
وَليسَ يَضيرُها ما قدْ تناهى
لها بالأمسِ من باغٍ حَقودِ
فلا تَبْغي منَ الجُهلاءِ حِلْماً
ولا تَرجو المَوَّدَةَ من حَســودِ
فتيهي يا ( بلاطةُ ) ثُمَّ تيهي
بِعزِّ بَنيكِ والأمِّ الوَلـــــــــــودِ
وَلَدْتِ لَنا منَ الشُّهداءِ فَخراً
فهُمْ بِقُلوبنا لا في اللُّحودِ
لِعزِّ بلادهم كانوا جُنوداً
فأحْبِبْ بالبِلادِ وبالجُنودِ
الوليد
نابلس المحتلة
ــ بلاطة : مسقط رأس الشاعر والشهيد ، قرية صغير شرق نابلس.
عواطف عبداللطيف
10-15-2010, 11:52 AM
ثورة الحب
غَزَت قلبي وعنّتهُ الظباءُ
وليس للحظها أبداً دواء
أحبُّ دلالها وأهيم فيه
ويرفضُ وَصْلَها منّي الحَياءُ
أتوهُ بحُسْنها شَوْقاً وحبّاً
ويحرقُ مهجتي منها الضياء
إذا تمشي فغصنٌ قد تَثنّى
وإن ولَّت كما تجري الظباء
وإن غمضتْ إذا حضرتْ لنومٍ
فطفلٌ في الفراشِ له الثناءُ
جلستُ وصاحبي أشكوه همّي
وشاركنا تَناجينا المساء
أحدّثه الرّوايةَ منذُ عَهْدٍ
بقرب ( السَّبْعِ ) إذ بدأ اللقاء
دُهشتُ بدمعه يَلْوي حَديثي
ويَنْصَحُني ، فما هذا الوفاء!!
وطالَ حَديثُنا حَتى انْتَشَينْا
بِلثْم مُدامةٍ فيها الهناءُ
شَرقْتُ بدَمْعَتي أمّا صَديقي
فصاحَ بعنوةٍ: هذا شَقاءُ
فَسالتْ دمعةٌ من عَينِ صَبٍّ
وعذّبني التَّجني والجَفاء
بَلاني الدهرُ في حُبٍّ عَظيمٍ
وأرَّقَ مُهْجَتي هذا البَلاءُ
فَطَوْراً أفَتديهِ بِدَمْعِ عَيْني
وَطَوْراً لا أطيقُ لهُ فِداءُ
تحمّلتُ المشقّةَ حيث يعيا
نبيُّ الله أيّوبَ احتواءُ
سأسردُ قصّتي منْ غَيرِ خَوفٍ
وأروي ما أطيقُ له رِواء
ففيها دمعةٌ ثمَّ ابتسامٌ
وفيها فرحةٌ ثمَّ اكتواءُ
مضيتُ بمفردي في ظُلْم ليْلٍ
وَجَدْتُ بلَيْلَتي ما قَدْ أشاءُ
فَتاةٌ مثل بَدْرٍ قدْ تجلّت
بحُسْنٍ لا يجُاريها البَهاءُ
ويبدو شَعْرُها حُلوا طويلاً
يطيرُ ، فكيفَ إنْ هَبَّ الهَواءُ
وأمّا وَجْهُها يَبْدو بَريئًا
فليسَ كمثله يبدو صَفاءُ
طويلٌ جيدُها والخَصْرُ مثلي
نحيلٌ إننا دوماً سَواء
وتمَضي قِصّتي في حُبِّ سَلْمى
ليَوْمٍ فيهِ قدْ وقَعَ الجَفاءُ
لأعلمَ أنني من بين ألْفٍ
مُحاصر في هَواكِ وذا غباء
وفيتُ بحبها لكنَّ سلمى
سَلَتْ قلبي ، فما هذا الرّياء
تُحدثني سليمى وهي تَبْكي
ومزّقَ مُهجَتي منْها البُكاءُ
وَتَطْلُبُ رُؤْيَتي مِنْ قُرْبِ َبْيتي
وَتَسألُني وَقَدْ حَلَّ المَساءُ
ولمّا أن تَلاقَتْ مُقْلتانا
بَكَتْ سَلمى َوراوَدَني البُكاءُ
وَضَمّتْ صَدْرَها فوقاً لِصَدْري
لِتَرْسُمَ قُبْلَةً فيها الشِّفاءُ
عفيفٌ كانَ مَجلسُنا ولكنْ
مضى في حين غَفْلتنا اللقاء
تَعاهَدْنا على حُبٍّ خفيٍّ
وَلَنْ يُنْهي مَحَبَّتَنا الخَفاء
فسلمى مِثْلُ عُصْفورٍ جَميلٍ
تَغنّى حَيْثُ قَدْ طابَ الِغناءُ
بحبكِ يا سُليمى ضاءَ قَلْبي
بِغَيْرِ هَواكِ قلبي لا ُيضاء
فلا ليلى تُساوي منك ظفراً
ولا نَشوى ولا حَتّى هَناء
ولو كلُّ النِّساءِ كمثل سلمى
لسادَ الدهرَ في زمني النساء
فكلُّ جميلةٍ تلقاك يوماً
تقولُ بحسرةٍ إنّي هباء
ذئابٌ حولَ قلبي قد تراءت
وما تدري الذئابُ سوى العواء
ولكنّي بكيتُ جوىً عليها
من الأيام إن عزَّ اللقاء
فليسَ سواي يحفظها بقلب
جعلتُ جداره منّي الوفاء
دفنتُ هواك في قلبي لأني
كريمُ النفس من شيمي الوفاء
فبتُّ معذَّباً والعينُ حيرى
فلا نومٌ يطيبُ ولا ثواء
إذا هبَّ الهواء فأنت فيه
يداعبُ مهجتي ذاك الهواء
وإن جاءت معذبتي بهجرٍ
أقولُ لصاحبي أين العزاء!!؟
فأخشى أن أكون ( لويس ) عصري
فما نفعَ الفرنجيَّ الدهاء
فلو عدنا لتاريخٍ لقلنا
بأنّي وابن باريس سواء
ويشفعُ لي بوصلك ظلمُ ليل
يغيبُ النجمُ فيها والضياء
فإنَّ الشمسَ تفضحُنا وتفشي
تلاقينا، متى حان اللقاء
ويسبقُ خطوتي شوقي إليها
ويتبَعُني مع الخَطْو الرَّجاء
ضفافُ النيل لا تنسى خُطانا
كذا الأشجارُ تذكرُ والسماء
فهل لي منكِ وصلاً بعدَ هجرٍ
يُداوي مهجَةً فيها العياء
الوليد
السبع : بقالة السبع الكبرى في حي توريل في المنصورة بمصر .* لويس : المقصود الملك الفرنسي لويس التاسع ، غزا المنصورة وتم سجنه في المنصورة ويوجد السجن في نهاية السكة الجديدة على شارع البحر ، والمقصود أن لويس غريب عن مصر كما هو الحال مع الشاعر .
http://image.arabseyes.com/files/images/10dbd9ce3.jpg
عواطف عبداللطيف
10-15-2010, 11:55 AM
رباعية الحب
ومالي كُلَّـــــــــــما ناجيْــــتُ سلمى
يُجلجِلُ في الحشى همسي ونبضي
وإنْ مـــــا غِبْتِ عنّـــي كانَ بعــــضي
يُفتـــــشُ عَنك في أجزاء بعـــــــضي
http://www.iraq-ina.com/admin/news/16108.jpg
عواطف عبداللطيف
10-15-2010, 12:00 PM
رباعية الوفاء
وَحْدي أفتِّشُ لا أحدْ
غيري يُفَتّشُ في الظلام
سَيَظلُّ حبّكِ للأبَدْ
أحلى حِكاياتِ الغَرام
عواطف عبداللطيف
10-23-2010, 11:25 AM
ترنيمة للوطن
كُنّا صِغاراً عندَما
كُنّا نُغَنّي للوَطَنْ
ثُمَّ اكْتَشفنا أنَّنا
كنّا الضَّحيَّةَ والثَّمَنْ
لا مِصْرُ صارَتْ مِصْرُنا
وَكَذا العِراقُ مَعَ اليَمَن
لا لستُ أمْلُكُ مَوْطِناً
ما دامَ شعبي يُمْتَهَن
الوليد
وطن النمراوي
10-25-2010, 11:53 PM
مقطوعة السهد
قلبي بِلِيْلي قَدْ أرِقْ
هَلْ لي بِقَلْبِكِ أن يَرِقْ
سَرَقَتْ فُؤادي غادَةٌ
مَنْ ذا يُحاكمُ مَنْ سَرَقْ !!
كَيْفَ استَباحَتْ خافِقي
مِنْ غير خوفٍ أو قَلَق
رُدّي فُؤادي وارْحَمي
يا هندُ قلبي كالورَقْ
أخشى إذا شِئْتِ الفراق
بِلهيبِ هجرِكِ يحْترقْ
وطن النمراوي
10-30-2010, 12:00 AM
إلى راحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلة
سالتْ على هذا التَّنائي أدْمُعي
فنقشتُ اسمَ حبيبتي في أضلُعي
أدركتُ حين عَشقْتُها أنَّ التي
ضيّعتُها ، كانت بفردوسي معي
رحلَ الرّبيعُ فما لمحتُ خيالَها
في ذلك الروضِ الجميل الأبدع
ومضى الشتاءُ فما سمعتُ حديثَها
في رعْده المُتَراكضِ المُتَفجّع
وظننتُ شوقاً في المنام تزورني
فأفقتُ مذعوراً أفتّشُ مخدَعي
وسألتُ عنها في السماء كواكباً
وركضتُ أبحثُ في الفضاء الأوسع
حتى التقيتُ هناك نجما حائرا
فسألتُ : من قد كانَ مثلي لا يعي
أسمعتَ صوتَ حببتي ؟؟ أرأيتَها ؟؟
في أيِّ وقتٍ أو بأيّة موضع
رَحَلت وخابت كلُّ آمالي بها
مثلُ الشَّباب متى مضى لا يرجع
وطن النمراوي
11-08-2010, 02:54 PM
إغتيال الليل
إهداء : الى الطفل الفلسطيني والمرأةالفلسطينية ... الذين اعتادوا مداهمات يهود بعد منتصف الليل .
صوتُ الرّصاصِ هُناكَ يَسْري في المَمرْ
وضجيجُ أقدامِ الطُغاة
صوبي يسيرُ ولا أحدْ
إلايَّ في هذاالمكانْ
الصوْتُ يخترقُ المكانْ
الصوتُ يخترقُ الزمانْ
نامي قليلاً يا بقايا فكْرَتي
بدَأَ الحُطامْ
ها قد تَكَسَّر في المدى ريشُ الَحمامْ
حلَّ الظلامْ
حوْلي أنا
والنوْمُ يعرفُهُ النيامْ
إلا أنا
وحدي أنا
وأنا هُنا
وهُنا أنا
ماذا أنا؟؟
ِظلُّ الأماني في السَّنا
شَبَحٌ دنا
صمتٌ لنا
الصوْتُ يدنو من جدارِ نائمِ في المُنْعَطَفْ
يا ليْلُ هيّا لا تَخَفْ
والبابُ عندي مُسْتَباحْ
يا شمسَ أُغنيةَ الصباحْ
داوي الجراحْ
فالصمتُ مزَّقه الرصاصْ
ولا خَلاصْ
أتُرى الطغاة اليومَ جاءوا يسرقوا منّي أنا !!!
منْ لي سوايَ اليومَ يُـؤنِسُ وحْدَتي
هل يا تُرى سيحطموا تلكَ النَّوافذ والجدارْ
أينَ الفرارْ !!
وأنا وأحلامي هـُنا
نَخْشى منَ الليلِ المُدجّج بالجُنودْ
صوتُ البنادقِ يَصْنَعُ الفوضى وما
أدري لماذا يسرقونَ الليلَ منّي والسّكونْ
وصِراخُ ماجدةٍ هُناكْ
في الشارعِ الخلفي للبيتِ المُجاورِ للجنونْ
جاءَ الجـُـنودْ
وكلابُـهُم
نبحتْ عليْ
نجمٌٍ تَناثرَ في الفضاءْ
وأقولُ في نَفسي إذا
دخلوا هنا ...
هل يسرقوا منّي أنا !!
وأعيدُ أسئلتي عليْ
صمتي المخيّمُ في المكانْ
وأخافُ من صمتي يلاقي صوتَـهمْ
وخُــطى الجنودْ
فوقَ الدرجْ
قُـربَ النوافذِ والجدارْ
صوتُ الرصاصِ هُناكَ يسري في المــمرْ
يرتدُّ في أذني الصّدى
فأخالـني وحدي وما
غيري هنالكَ في المدى
يا ليلُ لا تأتي لنا
كي لا يجيئكَ زائراً
شبحُ الجنودْ
الوليد
http://i4.tagstat.com/image01/5/8c45/001C0525oN5.jpg
وطن النمراوي
11-12-2010, 05:10 PM
أغنية أخيرة للوردة
http://2.bp.blogspot.com/_JpOXJIGsj-0/SQTlwBoL0gI/AAAAAAAAAHY/Rsgnxtv0ESs/s320/SadMan-1.jpg
ما قبلَ عامْ
قد كنتُ أكتبُ كلَّ يومٍ أغنية
للحُبِّ أكتبُ قبلَ عامْ
للشوقِِ أكتبُ قبلَ عامْ
واليومَ تجفوني القصيدةُ والحروفُ فربّما
رَحَلَ الكلامْ
الحبُّ ليسَ قُرنفلة
أو أغنية
يا باحثينَ عنِ الغرامْ
الحبُّ ليسَ حكايةً تُروى... قبلَ المنامْ
الحبُّ سيرةُ عاشقَـيْنْ
مثل الحمامْ
ماتت على غيمِ إنتظارك رغبتي
وَتَمَزَّقَتْ
أحلامُــنا مثل الشِّراعْ
لا الرّيحُ تُرجِعنا إلى
ذاكَ المكانْ
لا ذاكرة
سَتُعيدُ وجهَكِ من تفاصيل الضياعْ
سَقَطَ القناعْ
لا وجهَ لكْ
خلفَ القِناعْ
لا ظلَّ لكْ
بينَ الضُلوعْ
وَسَقطتُ مثلَكِ منْ دَمَي
وَرَميتُ نفسي خلفَ ظلّي ربّما
سأرى خُطايْ
فوقَ الهواءْ
قَلَمٌ يُفَتِّشُ عن حُروفْ
والحرفُ يخشى أنْ يَرى
ما بينَ فاصلةٍ وسَطرْ
أو بينَ أعشابِ اللغة
هيّا اجْمَعي
كُلَّ المشاعرِ والحنينْ
ثمَّ ارحلي
نحوَ الغمامْ
ذَبُلَت وُرودُكِ فوقَ غُصْن الذكرياتْ
والحبُّ ماتْ
وحكايتي
كانتْ وِشايةَ حالمَيْن
كانتْ رصاصاً في الجَبينْ
كانت حروفاً تائهة
وبلا لُـــغة
كانت كلاماً عابراً فوقَ الَّرصيفْ
رَجَعَ الخريفْ
لا غُصنَ عنديَ لا شَجَر
حتى أخافَ من الخريفْ
يا ألفَ آسفَ لم أعدْ
يوماً أفكرُ بالرجوعْ
قد أطفئتْ
كلُّ الشّموعْ
لا شئَ يجذبني لذكرى بالية
يا ألفَ آسفَ إنني
حقّاً نسيتُ عُهودَنا
ووعودَنا
حتى بقايا الأغنيات
فلتأخذي ما شئت منّي وارحلي
ما عادَ يعشقنا المكان
ما عادَ وجهُك نجمةً
لي في مَدايْ
لا تتبعي
يوماً خُطاي
فأنا تعبتُ من المسيرْ
فلتأخذي ما شئتِ منّي وارحلي
قَلَمي وحبر قصيدتي
وأنين نايْ
الأفقُ هذا اليوم مالحُ والنهارْ
لا لونَ له
لا طعمَ له
لا صوتَ له
الليلُ نامَ على الجدارْ
ما بعدَ عامْ
ما عدتُ أكتبُ كلَّ يوم أغنية
ما عادَ يجذبني الحنينُ ولا الحديث ولا الغرامْ
رحل الكلام
رحلَ الكلام
الوليد
وطن النمراوي
11-25-2010, 09:09 PM
الرَّذاذُ المُــرْ
شئٌ هُنالِكَ قَدْ تَمَزَّقَ في الضُّلوعْ
قَلْبٌ تَحطَّمَ عِندما
فكّرتُ يوما بالقلوعْْ
لا الوقتُ وقتي كيْ أعودَ منَ السَّفارْ
يوماً إليك
لا شئَ لي
في ذلك الوجدِ المُحاصرِ بالدّموعْ
صوتُ الكمنجةِ لم يَعُدْ
يهوى أغانينا القديمةَ في الشتاءْ
هذا الرَّذاذُ على النوافذِ والقِبابْ
لا لونَ له
لا رائحةْ
هذا الرَّذاذُ اليومَ مُرْ
يا صوتيَ المسكون بي
كنْ بَعدَ هذا اليومَ لي
حتّى تنامَ على ظلالِ قَصيدتي
أو قُربَ زنبقةٍ هنا
كنْ مرَّةً ما أشتهي
حتى تُعيدَ حكايةً لن تنتهي
يا صوتيَ المسكون بي
كنْ مثلَ وردٍ قد (تعربَشَ) فوقَ نافذةِ الصّباح
حتّى يُعانقُني شَذاك
حتّى أراكَ على بقايا خطوتي
حتى أراكْ
ما بينَ جرحٍ نازفٍ تحتَ الحشى
أو فوق سرج الريحِ تتبعني خُطاكْ
أنا لا أراكْ
يا صوتيَ المسجون في تلكَ الشِباكْ
شئٌ تمزَّقَ في الضلوعْ
شئٌ تناثرَ في دمي
حرفٌ يسافرُ في فمي
لحنٌ تهيأ للرحيل
يا ذلك الوجه الجميل
في أيِّ مرآةٍ أراك
وتكسَرتْ
تلك المرايا السّاكنة
لا وجهَ لي
لا وجهَ لك
الوليد
وطن النمراوي
11-30-2010, 10:52 PM
زوجة الشهيد
لو قلتَ لي...
يوماً بأنّكَ راحلٌ...كي أستعدَّ إلى الوداعْ
لو قلتَ لي..
حتى أغسّلَ مُقلتي ..
من نور وجهكَ بالتياعْ ..
النّاسُ من حولي مضوا
لم يبقَ إلا صوتُ أطفالٍ جياعْ
لِمَ قدْ رَحَلتْ ؟؟
وتركتَني وحْدي أصارعُ في زمانٍ لا أطيقُ له صراعْ
ها هُمْ صغارُكَ يسألونْ
نفسَ السؤالْ
إني تعبتُ من السؤالْ
إني أراكْ
في كل ركنٍ من زوايا بيتنا
هذا قميصُكَ في الخزانةِ صامتٌ
فرشاةُ شعركَ والعطورْ
أشياؤكَ الأخرى
هناك....
إني أراك ...
الليلُ في بيتي طويلْ
الليلُ في قلبي طويلْ
الحزنُ يسكنُ كلَّ شيء
حتى المرايا داكنة
وأنا هنا
وحدي هنا
وحدي أفتشُ في خبايا الذاكرة
علّي أراك
كانتْ رصاصةُ حاقِدٍ
أودَتْ بنا
ليتَ الرصاصة أخطأتكْ ..
فأنا أموتْ ..
في كل يوم ألف مرةَ في النهار
ها هم صغارك حول قبركْ
وأمامَ صورتك الجميلة يسألونْ
نفسَ السؤال ...
إني تعبتُ من السؤال...
ماذا حبيبي ..هل تفكر في الرجوع
فأنا هنالك انتظر
سأظلُّ عمري أنتظر ...
وطن النمراوي
12-06-2010, 12:00 AM
إبنُ الشـــــــــــهيد
بابا ...لِمَن صوتٌ يُحلّقُ في الفضاء !
بابا .. لمَن صوتٌ يُجلجِلُ في السماء!!
تَبكي الشوارعُ والزّقاقْ
تبكي الحواري والمُخَيّمُ والقُرى
بابا ..وهذا الصوتُ ينبتُ في الذرى
وأتى الشّهيد ..
اليومَ ليسَ كعادته ..
لمْ يأتِ في الليلِ المُلازِمِ للسُّكون
كي لا يراهُ الحاقدون
وأتي الشهيدُ تَزّفُّهُ ..
صوتُ الحناجرِ والمنابرِ والرجالْ
وأتى الشهيدُ يلفه علَم البلاد
كوفيَّتُه ...
فَوْقَ الجبينْ
وأتى الشّهيدُ مُضرّجا بدمائه
و مُحمّلاً فوقَ الجِباه
الأرضُ يجذبُها الحنينُ إلى لقاه
وهُناك في الرّكنِ البعيد
في زاوية
وَسَطَ الزِّحامْ
طفلٌ وحيد
يبكي ويغرقُ في النّحيبْ
يبكي ..يُتمتُمُ في شَجنْ
مَنْ يا أبي ...
سيُعيدُ لي درْسَ القراءة في المساء
مَنْ يا أبي
سيجيء لي بثيابِ عيد
مَنْ يا أبي
سينامُ قربي في المساءْ
يبكي وتبكي أختُه..
لا يا أبي
لا لا تغيب ...
الحُزْنُ يعصِفُ بالمكان
الدمعُ يسري في العُروق
نامَ الشّهيد
هدأت ملامحُ وجهه
غير ابتسامته الجميلة باقية
ودماءُ جرحْ
نزفت من القلب الجميل
الطفلُ يغرَقُ في البكاء
الطفلُ ينظرُ في الوجوه الحاضرة
جيرانهم ..
أعمامهم ..
أخوالهم ..
ورفاقُ دربْ
ورفاقُ موت
ورفاقُ ليل
ورفاقُ قلبْ
ووجوه أهل مدينته
جاءوا جميعا يشهدوا
وجعَ الغياب ..
الدَّمعُ مُرٌّ في عيونكَ يا صغير
مَنْ يا صغير ؟؟
أبْكاكَ أبكى مُهْجَتَكْ
كمْ كُنتَ ترفُلُ في الدّلالْ
مَنْ يا صغير ؟؟
أدماكَ أدمى خافقكْ
قد كنتَ تلعبُ كالغزالْ
مَنْ جَرَّدَكْ !!؟
صَدْرَ الأبوّةِ والحنانْ
وأتى الشّهيد
والنّاسُ تَهتِفُ في غضَبْ
اللهُ أكبرُ زَلزَلتْ
وجهَ المدينةِ والجبالْ
اللهُ أكبرُ زلزلتْ
قلبَ الغُزاة
والقاتِلون ..
في جُبْنِهم
يتمايلونَ ويرقصونَ ويفرحونَ ويسكرونْ
قتَلوا أباك ..
قَتلوهُ غَدْراً يا صغير
قَتلوهُ في قلبِ المدينةِ في الظلام
وكلابُهُم ..
نَهَشَتْ يَديه
سقَطَ السّلاحُ على الجراحْ
سَقَطَ السّلاح
الدربُ دربُكَ يا شهيد
دَرْبُ الفلاحْ
الوليد
وطن النمراوي
12-11-2010, 10:23 PM
صَــيْدا ..مَعزوفَةُ الألَمِ الأخير
http://web.saidanet.com/imagesup/saida_3_2.jpg
صيدا المسافة والمكان
صيدا فتاةٌ نائمة
بين الجفون
ومسافةٌ تجتاحني
ما بينَ خوفي والظّنونْ
صيدا الحكاية كلّها
وحكايةُ أخرى على وتَر الربابة والكمانْ
صيدا وقلبي توأمان
ولها الحنينْ
ولها ستبدأني القصيدةُ والغناء
ماذا هُنالِكَ يا صبيّة يختفي فوقَ الجبين
حُزْنٌ يُقيمُ على جذوع الياسمين !!
وسترحلين
يوماً على جُرْحي وجُرح المُتْعبينْ
ويخافُني
هذا التناقُضُ في دمي
هذا الحديثُ عن الفُصول
ماذا أقولْ
حتى تنامَ المجدليّة في المساء
حتى يعودَ الطيرُ من سفر المواسمِ في الشتاء
صيدا الحكايةُ كلُّها
وحكايةُ الشوق المُحلّق في السماء
وتقولُ لي : يا شهريار
العاشقاتُ على رصيفِ الإنتظار
يَبحثنَ عنكَ وعنْ حُروفكَ في النهار
وأنا النهار
وأنا الطريقُ إلى الجنون
هل خلفَ صوتِ الرّيح يوماً ألتقيكْ !!
أم خلفَ ( يافطةِ ) الغيابْ
وأنا بقايا الضوءِ في وجهِ الضّباب
هذا زمانُ الإغتراب
وأرى المسافةَ تَتسع
بيني وبينكِ ألفُ باب
حتّى النوافذُ نائمة
لا رائحة ..
للظلِّ من خَلْفِ القِبابْ
لا صوتَ يبدو في المكان
صيدا المدينةُ هادئة
تركتْ هُنالكَ شَعْرها
مكياجَها
فُرْشاتها
وملابس النوم الشفوفةِ فوقَ حبلٍ للغسيل
ورسائل العشّاقِ فوقَ الطاولة
وأنا أتيتُ على تَعَبْ
وهناكَ في الرُكنِ المُتاخمِ للغياب
برلينُ كانتْ نائمة
برلينُ قصّةُ عاشقيْن
ناما مَعا
ضَحكا مَعا
هَرَبا معا
برلينُ عاصمة الرحيل
وَجَعي كما وجعُ الحروف
وحدي أنادي نجمَةَ الليل التي كانت معي
وأنينُ صوتي مثلُ أحلام الصغار
هذا الجدار
بيني وبينَكِ يا التي
عَرَفتْ خبايا مُهجتي
عرفتْ تفاصيلي الدّقيقة في المساء وفي النهار
خُذني إليها يا بحر
خُذْ كلَّ يَومي أو غَدي
وَخُذِ الحُروفَ جميعها
ثمَّ اعطِني أمسي الجميل
برلينُ عاصمةُ الرحيل
هذا المساء
فَتّشتُ عن ليلٍ جديد
حتى أراك كما أشاء
حتّى أحبّكِ في النَّشيد
وكما أشاءْ
فأجابني صوتٌ بعيد :
ما حاجتك ؟؟ ماذا تريد؟؟
فَوْضايَ تعصفُ في خريف الذاكرة
وأنا الطّريدْ
فوضايَ تعبثُ في الرَّمادْ
وأنا حِوارُكِ كُلّما
أمضي وأرحلُ عن دمكْ / دَمي
فلْتشْرَبي ، هذا نبيذُ الراحلين
وَتَقَمَّصي ، وَجهي ووجهَ يمامةٍ فوقَ الغُصون
يا ساكنة ...
بينَ الجُفونْ
ماذا جَنيْتِ مِنَ الرّحيل ؟
ومَنِ القتيلْ؟
وتَمَزَّقتْ منّي القصيدةُ والنَّشيدْ
منْ يا تُرى منّا الفقيدْ
وأنا وحيدْ
كُنْ يا أنا يوماً أنا
كيْ لا ترى يوماً سواكْْ
فأنا تَعبتُ منَ المرايا الزائفة
وأنا يُعذّبُني هَواكْ
وحدي تُشاطِرُني السحابَةُ في الدُّموع
صيدا تُناشدُكِ الرجوع
حتّى يفيقَ البحرُ من نومٍ عَميق
وَمَنِ الغريق ؟
هل يا هُنا غيري يُقاومُ في المدى
مَوجَ البحار
وإلى متى ...
سأظلُّ أمضي خائفا
غَدرَ الذينَ أحبّهم
وسأحبُّهم ..
صيدا تعالي يا ابنتي
ثُم استَّعدّي للوداع
فأنا حَزَمتُ حقائبي
وقصائدي
ورحلتُ عن جَسَدي وَروحي والمكان
الوليد
نابلس ــ فلسطين
وطن النمراوي
12-20-2010, 12:15 PM
الليــــــلُ نــــــهْد
الليلُ نَهدْ
وبه افتـّشُ عن لُغة
هل في حقول المفرداتْ
أشلاء ردْ
الحرفُ طَـيفْ
ولهُ مكانٌ في الغناءِ وفي الصّهيلْ
قلـمٌ وسيفْ
الليل نــهْد
شوقٌ ووعدْ
سأنامُ وحدي تحتَ أبوابِ القصيدةِ من جديدْ
وأعودُ أشنـُقُ شَهْوَتي
بضفائر النجم الشريدة من بعيدْ
زفراتُ وَرْدْ
بينَ المسافةِ في دمي والنافذة
ورحيقُ وعـْد
الليلُ نــهْد
يا ألفَ معذرةً لموتكِ في دَمي
هليا ترى سأراك ثانية هنا
الليلُ رعــدْ
والوقتُ يسري في تفاصيلي الأخيـرةِ كُلّها
ياكلَّ أشيائي أعيديني إلى
تلك الضفيرة في حنانْ
وهُـنا المـكانْ
بيني وبينك خطوتـانْ
ولنا هنا عشرونَ وعـدْ
الليلُ نــهدْ
سأكون مثل الفجر أختلسُ النهارْ
وأعيدُ ترتيبَ الحكاية من جديدْ
هذا أنا / ت
أوراقـُنا
فنجانُ قَهوتنا
ولـُفافـَةُ التبغ التي
مثلي تُسافرُ في الدُّخانْ
خصلاتُ شَعْرٍ حينَ تسكُنُ فوقَ خدْ
ماذا .. وبعـدْ ؟
الليلُ نـهدْ
وأكون ليلَكِ كلّما
هَمَسَتْ بقلبك نجمتانْ
وأكون فجْرَكِ كلّما
رقصَ الرّذاذُ على زجاج النافذة
وأكونُ أنتِ إذا نظرتِ إلى المرايا الساكنة
نامي قليلاً تحتَ جفني ربّما
تَجدي الأمانْ
أو بين أبياتِ القصيدةِ والحروفْ
فأنا أحبكِ .. قـُلتُها
ما قبلَ ميلادي وميلادِ الورودْ
الوليـــــــــــــــــــــــد
نابلس
:1 (23)::1 (23)::1 (23):
وطن النمراوي
12-26-2010, 10:02 PM
غُروب الكلمــــــــــــــــــــــــات
http://www.lmada.com/vb/imgcache/2/51945lmada.jpg
فلتأخذي ما كانَ منك وصار لي
ليلاً تناثر في المدى
قلباً يفتشُ عن صدى
همساً يطاردهُ الرّدى
فلتأخذي ما كان منك وصار لي
جسدي على كرسي إنتظاري في المساءْ
وجهاً تعلّقَ في القناعْ
أقدام خطوٍ في طريقك حائرة
فلتأخذي ما كان منك وصار لي
بعضَ الحنين
وجع السنين
بعض ابتسامات اللقاء المشتهى
أبيات شعر في القصيدة القادمة
هيَ ما لديْ
فلتأخذي ما كان منك وصار لي
زهراً يعشعشُ في حقول الخاصرة
وخرير ماء
سقط الرّداءْ
فلتأخذي ما كان منك وصار لي
شوقي وأحلامي الصغيرة عندما
أدنو إليها في المساء
أوراقيَ الثكلى وحلماَ قد تعلَّقَ في تفاصيل اللقاء
وحدي أنا
ما عادَ حولي في الدنا
إلا أنا
فلتأخذي ما كان منك وصار لي
حرفاً تسلّلَ في دمي
إشراقة الفجر الحزين
شمس الغروب
ورق الرّسائل والمداد
هي كلّ أشيائي الأخيرة في الحقيبة والمكان
فلتأخذيني لم أعدْ
يا أنت لي
الوليــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
:1 (23)::1 (23)::1 (23):
وطن النمراوي
12-28-2010, 12:10 AM
دمعة على رمـــال غزه
http://www.manbaralrai.com/files/images/gaza%207777.jpg
شلالُ دَمْ
الجوُّ دم ...
البحر دم ..
الرمل دم ..
والطائرات ُ الحاقداتُ بها اللهبْ
جاءت تلاحقُ حُلمنا
جاءت لتعلنَ موتنا
في مَطْلَعِ السّنة الجديدةِ في الظلام
والحفلُ كان مضرّجا بدمائنا
للكرنفال على جراحي ألف شكرْ
الطائراتُ تُصيُبني برصاصها
فأنامُ مَيْتاً في الطريقْ
وأرى ذراعي في الممرْ
وهناك رأسي قرب حانوت الحلاقة قد سَقَطْ
وقذيفةٌ أخرى تطارد جارنا
فأراه قربي نائما
غزه تسيلُ دموعها
ودموعُ غزةَ قاسية
غزه فتاةٌ حالمة ...
كانت تفكرُ كيفَ تبدأ يومها
كانت تغازلها الشواطئُ والرمال
غزه الحكايةُ والصبية والبلدْ..
غزه البكاءُ إلى الأبدْ
غزه تحاولُ أن تعيد الورد في تلك الجنائن في الصباح
وتعيدُ ترتيب الحديقة من جديد
غزه يداهمها الرصاص بغفلة الحقدِ الدّفينْ
فتنامُ مثل بقيّة الفرح المسافر في المدائن والقرى
هيا أفيقي يا صبية وارفعي هذي الضفيرةعن دمكْ
حتى يُعانقكِ الرّحيلْ
وكم الضحايا في القطاع !!!؟
يا حلمنا العربيّ
ارحل من دمي
فالحلمُ ضاع ..
وكم الضحايا في القطاع !!!؟
وسفينة العرب التي
كنا انتظرناها هنا
قد مزقوا فيها الشراع
وكم الضحايا في القطاع !!!؟
100
160
200
الآن أخطئُ في العدد
ما عدت أملك في يدي
ماعاد يكفي من أصابعَ
كي أوافيكم بها ...
فالموتُ يلقي ثوبه
فوق الأسرّة والجدار
بين الكراسي والممرات العتيقة في الحواري الساكنة
تحت الدرج ...
خلف الحديقة في الأزقّة والبيوت ...
فوق الشواطئ والرمال ..
في كل بيت ..
الموتُ حلَّقَ فوقَ غزة عاريا
غزة الحكايةُ والروايةُ والقصيدة والدّموعْ
غزةالمنافي والحصار
غزة الشهادةً والرحيل
غزة البكاء على الجراح
غزةالدماء على الرمال
غزة أفيقي من جراحك والعني كلَّ الغُزاة
فغداً سنعلنُ في منازلهم حدادا دائما
وغداً سنلبسهم سوادا فاحما
يا جرحي المشنوق في كبدي متى
سأراك تهجرني وتمضي عن دمي
يا حزنُ غادرني قليلا أو تنحّى جانبا
غزة تُسائلني البلابلُ فوق غصن حديقتي
من يا ترى فينا القتيل
أطفالنا ونساؤنا وشبابنا
يتسابقون إلى الرحيل
غزة عروس الكرنفال
وحكايةٌ فوق الرمال
وصبيّةٌ كانت تفكرُ كيف تبدأ يومها
ومدينة كانت ككل مدينة تهوى الحياة
لكنَّ غزَةَ ذنبها
وجه الهوية والوجود
الوليد
28/12/2008
ـــ أنشرها في هذا اليوم مع الذكرى الثانية للهجمة الوحشية التي استهدفت قطاع غزه الصابر .
وأرفعها إلى قامة شهداء غزه وشهداء الأمة.
http://sh5s.com/wp-content/uploads/2008/12/d8bad8b2d8a9.jpg
وطن النمراوي
03-02-2011, 05:34 PM
سحر العيون
سحرٌ تجلّى في الجمال عُيونا
وَلمحْتُ في تلك العيون فتونا
نظرَتْ بطَرْفٍ ناعسٍ واستهدفتْ
كًبدي ، وكانَ فؤادي المطعونا
إنَّ البواترَ قد أصابت مهجتي
بسهام لَحظٍ تكسرُ المسنونا
فنظرتُ أبحثُ في الجوانح موجَساً
فوجدتُ قلبي في الغرام طعينا
عَجَباً لقلبي لا يخافُ أسنَّةً
واليوم يبحثُ لا يُصيبُ مُعينا
وسمعتُ سلمى إذْ تُوشوشُ تِربها
أجدى بشاعرنا يكونُ رزينا
ردَّتْ وقالت : ذا صريعُ صبابة
يا ليتَ سلمى تُسعفُ المجنونا
الوليد
عواطف عبداللطيف
03-24-2011, 02:27 AM
إنتظار ...وأشواق
وتقولُ لي :
ماذا يُضيركَ لو أتيْتَ اليومَ لي ؟؟
وهُناكَ تزرعُ وردةً
ما بينَ رمشي والجفون
فأنا تَعبْتُ منَ الظّنون
فمتى تجيءُ إليَّ حُلماً ماطرا
تسقي الروابي والحقول
وسألتُها :
أنَسيتِ أنّكِ ذاتَ حب ٍ بيننا
قد قلتِ أنّي في سمائكِ نجمَةً
كانت تزوركِ في المساء
أنسيتِ أنّكِ ذاتَ شوقٍ بيننا
قد قلتِ أنّكِ في انتظاري دائما
تهوى رجوعي مثلما
وطنُ يُنادي عودةَ الابن المهاجر
من تفاصيل السفر
فأنا وأنتِ حبيبتي
طيرانِ فوقَ خميلة العشق الجميل
كُنّا نغني كلّما يغفو القمر
كانت خُطانا فوق درب الحب يحفظها القدر
وتقول لي :
ماذا يُضيركَ عاشقي
لو جئتَ من خلفِ الغياب
فأنا أحسّكَ ها هنا
بينَ الضلوع
كانت لنا
يا رائعة ...
في الليلِ أشواقُ الحنين
ولنا الحديثُ كما نشاء ..
ولنا المساء ...
كانت لنا
قصصُ الهوى
وحديثُ حُبٍّ لم يزل
يسري بقلبي عطره
وتقول لي :
يا شاعري ومعذّبي
عُدْ يا حبيبي اليومَ لي
فأنا تعبتُ منَ الغياب
الوليد
عواطف عبداللطيف
03-30-2011, 10:35 PM
ترنيمة للوطن ( 2 )
قد قالَ يوماً والدي
وكذا المعلّمُ منْ زَمَنْ
أبُنيَّ إرفعْ هامَةً
واجعلْ غناءَكَ للوطنْ
فَبهِ تَعيشُ مُنعَّماً
وتَظلَّ عمرَكَ مُؤتَمَنْ
فأجبْتُهُ يا والدي :
قُمْ دُلَّني أينَ الوطنْ
الوليد
http://www.alorobanews.com/alorobanewsup//uploads/images/alorobanews-7841dc2f2e.gif
عواطف عبداللطيف
04-07-2011, 12:49 PM
صرخة بلا صدى
يا عاشقي ما أجملك !!
الحبّ لي
السهد لي
والحسن لك
يا عاشقي ما أجملك !!
أستجمع الأشلاء في ليلي الطويل
وأحاور النجم العليل
عنّي وعنك
يا عاشقي ما أجملك !!!
أتنفس الخوف المفاجئ أن يجئ الغدر منك
أتقمص الضحكات لمّا ألمحك
يا عاشقي ما أجملك !!!
تتساءلين اليوم عنّي
أين أضحت مركبي
أين أصبح شاطئي
فأحسّ همسك ها هنا
ينساب فيّ وإنّني
وحدي حبيبي أسمعك
يا عاشقي ما أجملك !!!
عشرين ألف رسالة لي ترسلين
وأنا أفتّش في المدى
عن ضوء حب قد خفت
بيني وبينك من سنين
هل تذكرين ؟؟
كم مرّة قد جئت أسألك الحنين
كم مرّة ...
أرجوك عنّي حلوتي
لا ترحلين
هل تذكرين؟؟
كم مرّة أقسمت أنّك لست تنسين المودة بيننا
مهما الزّمان نأى بنا
هذا زماني أبعدك
سأظلّ أشدو هائما
يا عاشقي ما أجملك !!!
الوليد
عواطف عبداللطيف
05-03-2011, 12:34 PM
صحوة
قد أطفئت
كل الشموع
قد أقفلت في الوجه نافذة الرجوع
وأنا أفتش عن قلوع
وحبيبتي في ذلك الركن البعيد
عنّي تفتش عبر مركبة الدموع
وأنا وحيد
أتنفس الخوف الجديد
أصغي لصوت في الظلام يشدّني
فأخافني ....
أمضي أحدث في المرايا
ربما ...
لدقيقة تبدو أمامي صورة الحلم القديم
كل المرايا داكنة
كل المرايا داكنة
وأعود أبحث في الزوايا الساكنة
فيهزني صمتي
ويرتجف المكان
الوليد
عواطف عبداللطيف
05-31-2011, 05:05 AM
إلى أبي ...
يا قَبْرُ إرفَعْ ما تَماسَكَ من جِداركَ كيْ أراه
هذا أبي ، يا قَبْرُ يَسْكُنُ تَحتَ صَمْتكَ لو أراه
يا قَبْرُ دَعني مرَّةً
أرمي برأسي فوقَ صَدْره
سجنٌ رَهيبٌ حولَ نفسي قاتمٌ
وأنا هنا ...
في هذه الدنيا الغريبة في الفصول
وأبي هنالكَ تحتَ ظلّكَ ما أقول !!
مِتْرانِ تَفْصِلُ بيننا
والمتْرُ أطولُ منْ زمانٍ أو مكان
وهُنا تَغــيّرَ كلُّ شيء
صَوْتُ المؤذّنُ كي تُلبيه النّداء
لا فرقَ عندكَ كانَ فجراً أو مساءْ
لا فرقَ عندكَ كانَ صَحْواً أو شتاءْ
وهُنا تَغيَّرَ كلُّ شيء
لونُ الرَبيع ِ على القِبابْ
هَمْسُ الفراشَةِ في الحقولْ
ركضُ الغزالةِ في البراري والتِلالْ
شَدوُ البلابل فوق شُرفةِ حُجْرَتي
لا شيْءَ أعرفُ خلفَ نافذةِ الغيابْ
يا والدي ...
زَيْتونةُ الحقلِ الصغيرةِ قَدْ نَــمَــتْ
كَبُرَتْ كما قدْ كنتَ دَوماً تَشتهي
( والأسْــــكَدنيا ) لمْ تَزلْ
في الحقلِ تَرقُبُ خَطوَتَكْ
( والبرتقالةُ ) قد تَرعرَعَ غُصْنُها
( والدّالية ) ....
والمقعدُ الحجريُّ تَحتَ ظِلالها
وحَصيرةُ القشِّ التي
قد كنتُ أحبو فوقها
وبقيّةُ الأشياء والأشجار جاءتْ يا أبي
جاءت لتُقْرؤكَ السلام
هِيَ لا تُصدّقُ أنَّ سيّدها رحلْ
قلْ لي بربّكَ يا أبي
لِمَ قدْ رَحلتْ !
الصمتُ يسكنُ كلَّ شيء
وأنا وحيدٌ حولَ قبركَ سيّدي
وهنا شَريطُ الذكرياتِ يهزني
ما زلتُ أذكرُ يا أبي
مشوارنا لصلاةِ فجرْ
وحديثكَ الورديّ لي ..ولأخوتي
عن نجمةِ كانت تسافر في المساء
وحكايةُ ( الجبّارِ ) و( الدبِّ الكبير )
( وبناتُ نَعشْ )
ما زلتُ أذكرُ جيدا
إفطارنا في يومِ بردْ
وعباءةَ الفروِ التي
فيها تَلفُّ طفولتي
والرّيحُ تعوي خلفَ ( مَطبخنا العتيق )
وحكاية ( الزير المهلهلِ ) و ( بن عَبْسٍ عَنتَرة )
ما زلتُ أذكرُ حينَ ترجعُ في تمام الثانية ..
وأنا أفتّشُ بينَ ما حَمَلَتْ يداك
أحظى بحلوى كنتَ تَشريها إليْ
وأرى ابتساماتٍ على
وجهٍ توضأ بالحنان
ستظلّ أغلى ما لدي
ورحلتَ عنّا سيدي
ماذا أقولُ اليومَ لي
أأقولُ أنّكَ لا تُفكرُ بالرّجوع
هل أخطأتْ قدماكَ شارعَ بيتنا ؟
أم إنَّ دنيانا مَقيتةُ يا أبي
الوليد
ــ في الذكرى السابعة لرحيل والدي ، رحمه الله .والتي تُصادف اليوم 28/5/2011
عواطف عبداللطيف
06-17-2011, 05:28 AM
مخيم عين بيت الماء
بنابلس الصابرة الصامدة
بمناسبة حصار المخيم في رمضان 2007
الجيشُ يقتحمُ المخيّمَ في المساء
والطائراتُ الحاقدات ..
تلقي القذائفَ والدّمار
لهَفي على طفل المخيم حائرٌ
ماذا جنى !!
حتى يُلاحقَ حلمه
سوطُ الجُناة
ما ذنبُ طفلك يا مخيّم كي يخافَ من المساء
ما ذنبهم ، كي يعرفون
معنى القذائفَ والرصاص
ويقولُ أحمد : يا أبي
ماذا يريد الجيش منّا ؟؟!!
ويقول أحمد : يا أبي
أتُرى سأذهبُ في غدٍ للمدرسة !!
حتّى أحضّرَ واجبي
ويموتُ حُلم ..
ويجولُ موت ..
بينَ الأزقّة والحواري الساكنة
والجيشُ يُخرجُ كلَّ أبناء المخيم في العراء
والخوفُ يسكنُ كلَّ شيء
بدأ الحصار
والليلُ يطردُ كلَّ أوقات النهار
وضحيّةٌ أخرى مُهيّأة تماما
ومواكبُ الشهداء جاهزةٌ تماما للغياب
وابنُ المخيّم لا يخف
نارَ البنادق والرصاص
ويزيح أحمد ما تبقّى من ستار النافذة
فيرى الجنود
حرس الحدود
ويعود يهمسُ يا أبي :
الجيشُ قد جاءوا لنا ...
فيقول والده الذي
في كلِّ وقت قد يموت
اهدأ بنيَّ ولا تخف ..
والليلُ يسرقه السكوت
هذي الديار ديارنا
والغاصبون سيرحلون ...
الجيشُ يقتحم المنازلَ والبيوت
ويُحطم الأبواب
ويعيدُ ترتيبَ الفزع
فوقَ المنازل والجدار
رحل النهار
ولا فرار
إذ بين أقبية المخيم كلُّ شئ قابل للإنهيار
الجيشُ حطّمَ كلَّ شئ
أشياءَ أحمدَ كلَّها
كرّاسة الرسم الجميلة
أقلامَ أحمد والدفاترَ والدُّمى
وكأنَّ أحمد ثائرٌ
وكأنَّ أحمد من يُلاحقهُ الجنود
والليلُ يسكنُ في الزّقاق وفي البيوت
والموتُ يسرقٌ جارَ أحمد خلسةً
ويصيح أحمدُ يا أبي
صوتُ الرّصاص هنا قريب
ويصيح أحمد والرصاص هو الصديق
وضجيجُ قنبلة تحطّم كلَّ أشلاء السكوت
لا ماءَ عندكَ يا أخي
لا كهرباء ..
نفذَ الطعام من المكان
الدمعُ ماؤك والطعام هو الهواء
الجرح زادُكَ والطبيبُ هو الظلام
لا فرقَ في جوف المخيّم بين ليل أو نهار
تتشابه اللحظات...
وهناك في قلب المخيّم كلُّ أسباب الممات
ويصيح أحمد باكيا
ويصيح فجر
ويئنُّ جرح
ويصيح أحمد في وجوه الغاصبين ...
هذا أبي ..هذا أبي
ويقدُّ صوتُ الطفل أحشاء النجوم
عمَّ الوجوم
ويسيرُ والدُ أحمد
ويداهُ في القيد المرير
معصوبةٌ عيناه لا يدري المسير ...
وشعوبُ أمتنا العتيدة
تلهو على أنغام أغنية جديدة
أو مهرجان ماجنٍ
وجيوشُ أمتنا الأبية
قد أخطأت درب المخيّم والمكان
الوليد
نابلس المحتلة
http://www.al-arabeya.net/images/6594(6).jpg
....
http://www.safa.ps/ara/images/detail/big/29323F151.jpg
.....
http://www.aljazeera.net/mritems/images/2007/9/19/1_721356_1_23.jpg
أبناء القردة والخنازير
http://www.milad.ps/arb/images/archive/5_618152184.jpg
عواطف عبداللطيف
06-25-2011, 12:45 AM
ضرس العقل ...
هيَ الآلامُ تغدو ثـمَّ تُمسـي=فَيُرسلني إلى الآلام ضرسـي
وقالَ ليَ الطبيبُ صباحَ يـومٍ=:سأخلعه لكي ترتاح نفسـي
فأخرجهُ عَصيّـاً بعـدَ جُهـدٍ=وخلتُ الروحَ تغدو نحو رمسِ
وكانَ يُعينني في أكـل زادي=وفارقني طريداً يـوم أمـس
الوليــــد
عواطف عبداللطيف
07-04-2011, 01:59 PM
نظرة ..
نظرتْ إليَّ وفي العيون كلامُ
ثمَّ انثنَتْ عنّي ، فهاج غرام
نفَذت إلى قلبي بسهمٍٍ صائبِ
فأصابَهُ التسهيدُ والآلامُ
ما كنتُ أعرفُ قبلَ حبّك ما الجوى
فأذاقني قدري له أحكامُ
ما كنتُ أحْسَبُني أهيمُ بنظرةٍ
وتقدُّ قلبي مُقْلَةٌ وقوام
الوليد
عواطف عبداللطيف
07-07-2011, 05:32 AM
صــــدقينــــــــــي
لو كانَ عمري نبعَ ماءٍ صافِ
ما كنتُ أمنحُ قَطرةً لسواك
أو أنَّ ليلي في سمائي مظلمٌ
ما كنتُ أنشُدُ غيرَ ضوءٍ ضياكِ
يا حلوةَ الخطو المسافر في دمي
لو تُنصفي منْ باتَ قَيْدَ هواك ِ
،
،،
الوليد
عواطف عبداللطيف
07-09-2011, 01:14 PM
حُروف سوداء ...
أرى حرفي تَوشَّحَ بالسواد ....وفارقَ مقلتي طعمُ الرقاد
بكيتُ بحُرقةٍ خلا وقامت..... معي تبكي الحواضرُ والبوادي
لقد زاد الفراقُ لهيبَ نفسي ...وأذكى جمرُها نار الفؤاد
متى طالَ الحِمامُ لنا عزيزا ....له بقلوبنا كلُّ الوداد
فكم خَفقت لموتك ماجداتٌ ...لبسنَ اليومَ أثوابَ الحِداد
وطافَ الحزنُ في الأمصار حتى ...رأيتُ الحزنَ في كل البلاد
فبينَ مُكذّبٍ نبأ حزينا ....وبينَ مصدّقٍ قول المنادي
كأنَّ الموتَ رحلتنا وكنا ...نسير دروبنا من غير زاد
وخيّمَ في سماء الشعر حُزْنٌ ...وقدْ حَملتْ به المُزنُ الغوادي
هو الخَطبُ الجليلُ رحيل خلٍّ ...حَميدٌ ذكرهُ في كل نادي
فلمّا زار من نهوى فُجعنا ...وباتَ الدمعُ يهمي في ازدياد
نأى عبدُ الرسول وكانَ فينا ...له نورٌ من الكلماتِ باد
حكيمٌ ، شاعرٌ ، وأبٌ حَنونٌ .... لهُ كلُّ الفضائل والأيادي
ومثل نداهُ لم أعرف كريماً ...هو الغيثُ المُغيثُ هو اعتمادي
جوادٌ مُسرفٌ في الجود دوما ... كجودِ غمامة أو سيل واد
ومالي كلّما كفكفتُ دمعي ...أرى العبراتِ تغلبُ لي مُرادي
وبي همّانِ من وَطَنٍ وفقدٍ ... وقد هيأتُ في نفسي عتادي
سلوتُ بفقده جرحا بقلبي ... وما فعلوه في وطني الأعادي
ورُحتُ مُسائلا نفسي وكانت ....سهامُ البؤسِ تلعبُ في فؤادي
أحقّا قد مضى بدرُ القوافي ...وحالتْ بيننا سُبُلُ البعاد
فقلتُ ودمعُ عيني ظلَّ يهمي ...ألا ليتَ الزمان بمستعاد
كتبتُ قصيدتي بمدادِ دمعي ...وقد أبديتُ في شعري اجتهادي
الوليد
عواطف عبداللطيف
07-09-2011, 01:15 PM
صـــــوتـهــــــــــــا .....
شعر : الوليد دويكات
صوتُ البلابلِ أم صوتُ الحَساسينِ=قد أفرحَ القلبَ من أحلى البساتينِ
صوتٌ تهادى إلى قلبي فأسعده=يا وردةَ الروحِ يا أحلى الرَّياحينِ
ينســــــــابُ فيَّ كلامٌ كلّه نغَمٌ=يسري يُجلجلُ في شوقٍ شراييني
بعض الحروف إذا قالت تُعذبني=ينسابُ سحرا وهذه الصوتٌ يغريني
قد عرّفَ الطرفََ هذا الصوتُ تسهيدا=بل هيّجَ الشوقَ بينَ الحينِ والحينِ
قد أشعلَ النَارَ في قلبي وأذكاها=نار الهوى بي لا نار البراكين
مَنْ علَّمَ الغيدَ سحراً ظلَّ يسلبنا=السحرُ أمضى من حدّ السكاكينِ
قلبي تَعلَّقَ في صوتِ التي عزفتْ=لحنَ المحبّة لحناً باتَ يُشجيني
إنّي أحبّك ، قالتْ بعدها رقّصتْ=كلُّ الجوانح في شوقٍ وفي لين
سبحانَ منْ وهبَ الحسناء منطقها=إنَّ العذوبةَ في الأصواتِ تُحييني
عواطف عبداللطيف
07-11-2011, 12:11 PM
حبيبتـــــــــــي ...
شعر : الوليد دويكات
عّروبٌ تلهو في قلبِ المُعنّى=وتسكبُ في روابي الروح لحنا
فكم شغلتْ فؤادي في هواها=وكم رقصَ الفؤادُ لها وغنّى
تميسُ بقدّها لينا وعَطفا=ويُسحرني القوامُ متى تَثنّى
ويسألها المتيّم أن صِليني=فماذا لو أجابتْ ما تَمنّى !!
لها وجهٌ جميعُ الحسنِ فيه=وكان جماله في الحسن فنا
إذا بَسَمَتْ بدى دُرَرٌ بفيها=وكم أهوى لها طَرْفاً وجفنا
وجيدٍ مثل جيد الريم لَدنٌ=وكم يحلو متى قد كانَ لدنا
براها اللهُ فاتنةً سَبتني=وألقتْ في فؤادي ألفَ معنى
أتيتُ ديارها أصبو إليها=ديار أحبّتي للقلب مَغنى
عواطف عبداللطيف
07-30-2011, 07:42 AM
أبجدية الغمام
http://www.al-manhalmagazine.com/1429/611/images/Untitled-29.gif
شُكراً لَكُمْ ...
شُكراً لَكُمْ ..
يا عابرينَِ على الجراحْ
يا راحلينَ مع الصدّى
اليومََ أرسمُ في المدى
لي نجمتينْ
حاولتُ أنْ أصطادَ منْ تلكَ السماءْ
بعضَ النجومْ
لأصوغَ عقْداً للفراغْ
أحببتُ فيكِ بساطتي
فَعَبثتِ بي
أحببتُ فيكِ قصائدي
فحرقتها ..
فلتأخذي
كلَّ الجهاتِ جميعها ..
ما عُدتُ أملكُ أيَّ شيء
غير التأملِ في البُحيرةِ والحقولْ
لا شيءَ بعدكِ سوفَ يبقى اليومَ لي
كلّ الرسائل والصورْ
وحديثُنا عند المساء ْ
أحلامنا ..
وحروفنا ..
لا شيء بعدكِ سوفَ يبقى الآنَ لي
كم عوسجة
كانتْ تُحيطُ بوردتي
كم نجمة كانت تسافرُ في المنامْ
أو كانَ يحفظها اليمامْ
كم ألف وعدٍ لي ولكْ
بينَ الكتابة والكلام ْ
هل أنتِ مثلي باتَ يوجعكِ الغياب ؟
فأنا سيوجعني الحنينُ إلى السنابلِ والرّذاذ
شكراً لكم ..
يا حاملينَ مع الرياحْ
نبضي وصوتَ حبيبتي
بينَ المسافة والبحارْ
ضاعتْ خُطايْ
قالَ المدى :
قد كنتُ أحرصُ أن أعيدَكَ للفضاء
وتنامُ حولَكَ نجمتان ْ
وتُعيد ترتيب الهواء كما تريد
قال المدى :
لم يبقَ لك
إلا البُكاء على ظلال الأغنياتْ
لم يبقَ لك
إلا بقايا الذكرياتْ
ماذا تبقّى كي تكونَ قصيدةً أخرى وتتبعُك القبيلةُ في السفرْ
وتكون عنوانَ الحكاية كلّها
لم يبقَ لك
إلا القصيدة كي ترى فيها سواك
غادرتََها ؟
أم غادرتَك؟
قال المدى :
لا فرقَ بينَ الدمعتين
لا فرقَ بينَ مُسافرٍ بينَ الحروف ْ
أو بينَ آخرَ لا يعودْ
فأنا تَعبتُ من البقاء على رصيف الإنتظارْ
ومنَ النوافذِ والكلام
ومنَ الغناء على الضفاف
واليومَ أسألني وقد
حارت جميعُ الأسئلة ْ
هل هذه لُغتي ؟وهل هذا أنا ؟
هل حينَ أنظرُ في المرايا قد أرى
فيها أنا / سواي
أم ذاتَ يومٍ سوفَ يُخرجني الفراغُ إلى العدمْ
هل حينَ أبدأ في القصيدةِ سوفَ تُسعفني الحروف
ويشدّني وجعُ النّغمْ
قالَ الغمامْ :
كُنّي قليلا كي أعودَ إلى الطفولةِ من جديد ْ
مالي إذا فَتّشْتُ عن وجهي أرى
دوماً سوايْ
ما زلتُ أسكنُ خارجي
وأنا المحاصرُ في الفراغْ
قالَ الغمامْ :
كُنّي قليلا كي أعيدكَ للقصيدة والنّشيدْ
وأنا الرحيلُ أنا البعيدْ
خُذني وحيداُ تحتَ نافذتي وَهبني وردَتينْ
لي وردةٌ ولكَ الأريج
لا لستُ محتاجاً ليقتلني الشذى
كُنْ مرّةً كالحبِّ في الأرضِ اليبابْ
كُنْ واضحاً مثل الغيابْ
أو مثل بوحِ العاشقينَ على الرصيفْ
أو مثل شحّاذٍ يُفتّشُ عن رَغيفْ
خُذْ ما تَشاء
واخلعْ قناعَكَ كي أراكْ
مِنْ لي سواكْ
الوليد
http://www.aljazeera.net/mritems/images/2009/7/9/1_926623_1_3.jpg
عواطف عبداللطيف
08-08-2011, 06:53 AM
الظل الأخير
كُنْ موجَةً قُربَ الضفاف
حتى تُعانقَ ما تشاءُ من الشواطيء والرمال
حتى تُلاحقَ موجةً أخرى هنالكَ شاردة
كنْ زهرةً حتى تجيئكَ في الصباح فراشةُ
بينَ الظلالْ
كنْ ما تشاءْ
كنّي أنا
كنْ أنتَ كنْ
ذاكَ المسافرُ في الخيالْ
كُنْ غَيمةً بينَ السّحابْ
وارسلْ ضياءكَ للربى
رغمَ الضبابْ
أينَ الطريقُ إلى دمكْ
حتى أراكَ بلا قناعْ
دعْ كلَّ شيءٍ خلفَ ظلّكَ واستعدْ
لونَ الشعاع
هل في الفضاء سوى الفضاء
لأحومَ حولكَ في المساء
راياتُنا لا تنتمي
إلا لسارية الضياعْ
عنوانُكَ السريُّ تعرفهُ الزوارقُ والشّراعْ
مفتاحُ بيتكَ ليسَ لكْ
والبرتقالةُ في الحديقةِ للأسفْ
لا تعرفكْ
مِنْ لا هنا
من حيثُ كنتَ وكنتَ وحدكَ في المدائنِ والقرى
هي رحلةٌ حتى تُعيدكَ عاشقاً أو ميّتا
هي فكرةٌ لا تُشْتَرى
الحالمونَ يُفتّشونَ عن الخريفْ
ويُطالعونَ الطالعَ اليومي في الصُحُفِ الرّئيسةِ في الصباحْ
في صفحة الأبراجِ تختلفُ الملامحُ كالنساءْ
تتأرجحُ الأحلامُ مثل جديلةٍ فوق الجدارْ
الوَجدُ لا ينمو هنا
الزهرُ مُرٌّ في الحقول
والليلُ خاصمهُ النّهار
للبحرِ لؤلؤةٌ يُغازلها المَحارْ
أبوابُ صيدا مُغلقة
والعاشقُ العربيُ يبحثُ عن دليلْ
قرب النوافذ والجدار
خُذني هناك
كي أستعيدَ توازني
رغمَ الحصارْ
إن شئتَ كنْ
شَبحاُ يلاحقٌ خطونا
أو شئتَ كنْ
طيفاٌ يُتابعُ حلمنا
إنْ شئتَ كُنْ ..
أو لا تَكُنْ
ماذا يؤثّرُ في انتصار اللوزِ أو موت الحمامْ
كُنْ ما تَشاءْ
أزَليّةٌ أحلامنا
أبديةٌ أوجاعُنا
ما بينَ منفىً أو حصارْ
كانتْ تعيشُ قبيلتي
كانتْ تُفتّشُ عن نهارْ
مُتْ واقفاُ أو نائما
أو جالساُ أو راكبا
أو عاشقاُ أو جائعا
سيُصفقونَ ويرقصونَ على دمائكَ إخوتكْ
سيصافحونَ القاتلينْ
وسيشربونَ زُجاجتينِ منَ النبيذْ
نَخْبَ انصهاركَ في دمكْ
مُتْ ...لا تَمُتْ
كي لا يبيعوا صورتَكْ
في المهرجانْ
ستّونَ عاماُ والقناعُ هوَ القناعْ
ستّونَ عاماُ والطُّغاةُ لهم مكانْ
ستّونَ عاماُ لستُ أعرفُ جيّدا
لونَ الهواء ..
ستّونَ عاماً والقتيل هو القتيلْ
أمّا الجُناةُ فلهم وُجوهٌ واحدة
وهناكَ خلفَ النافذة
كانتْ تُراودُني الحياة
كانتْ تُسرّحُ شعرها
كانتْ تُثيرُ غرائزي
لكنّني ..
ما زلتُ مُختفياً هنا
خلفَ الستارة لا ترى
وجهي ولا ظلّي الممدّد في الطريقْ
دعني أبيعكَ غيمتينْ
أو خيْمتينْ
لا فرقَ بينَ سَحابَةٍ أو خيْمَةٍ
دعني أدسُّ لكَ الحنينَ إلى الوطنْ
في وجبة الوردِ التي
أعددتُها لكَ في المساءْ
دعني أشاطركَ العَشاءْ
فنجان شايْ
أو صوت نايْ
أو ما تبقّى من رغيفْ
مَنْ باعَ قاتلكَ الرصاصةَ كلّها
هل جارُكَ الغربيّ أمْ
أبناءُ عَمّكَ أمْ أخوكْ ؟
للجرحِ وجهٌ مُخْتَلفْ
عن قاتلكْ
لا تَعترفْ
حتى تُآخيكَ البلادْ
وتنالَ حُبَّ العازفينَ على الجراحْ
دَمُنا مُباحْ
زنزانتي / زنزانتُكْ
لا ماءَ فيها لا ضياءْ
لا نَشرةَ الأخبار لا صوت المذيع
لا شيءَ فيها غيرَ أنتْ
الوقتُ فيها نائمٌ
لا فرقَ فيها بينَ ليلٍ أو نهارْ
أينَ الطريقُ إلى سواكْ
هل تحتَ نافذتي أراكْ
حتّى أعلّقَ صورتينْ
للحُلْمِ واحدةٌ وأخرى لي ولَكْ
أم خلفَ ذاكرتي تنامْ
يوماً كما فعلَ الحمامْ
نَمْ تَحتَ رمشي أو هناكْ
خلفَ الجفونْ
كيْ لا يراكَ المُخبرونْ
يا حُزْنُ غادرني وسافر من دمي
ودَعِ الفُصولَ تزورني
دعني أغيّر ُحبلَ مشنقتي هنا
ودعِ البلادَ تحبّني وأحبها
من غير خوفٍ أو قلقْ
الوليد
نابلس
http://www.weqaia.com/wp-content/uploads/2010/11/%D8%B1%D8%AC%D9%84-%D8%AD%D8%B2%D9%8A%D9%86-2.jpg
عواطف عبداللطيف
08-20-2011, 02:20 PM
الحاجز الملعون
للغيمِ شكلٌ مُختلفْ
هذا المساءْ
هوَ غامقٌ
أو داكنٌ
للغيمِ إيقاعٌ غريبٌ في السماءْ
لا شيءَ أفهمهُ هُناكْ
ويُخيفني
هذا الظلامْ
الليلُ يسكنُ كلَّ شيءْ
لا وجهَ يظهرُ للقمرْ
لا شيءَ يظهرُ في المدى
غيرُ الظلام ْ
هل يا تُرى
قمرُ السماء قد احترقْ
أم قد رحلْ ؟
أم أطفأوا فيه الضياءْ ؟
كيْ لا يراهُ العاشقونْ
والراحلونْ
جُنديّةٌ ..
جاءتْ تُفتشُ معطفي
وتقولُ لي :
من أينَ أنتْ
ولماذا جئتَ إلى هنا ؟
وكأنَّ أرضي لم تَعدْ
هذا الصّباحُ اليومَ لي !
وتقولُ لي :
قفْ ها هنا
والهاتفُ الخلويُّ في يدها تُحدّثُ عاشقاً
أو صاحباً ..
أو أيَّ شيءْ
وأنا هنالكَ أنتظرْ
رجلٌ عجوزْ
طفلٌ رضيع
وصبيّتان ..
والحاجزُ الملعونُ مزدحمٌ بنا
كلُّ الحواجزِ مغلقة
ما الفرقُ قل لي صاحبي
ما بينها
أو بين عود المشنقة
قُرب الحواجز دائما
أشباهُ ظلْ
لا قيمةً للوقت في هذا النهارْ / المساء ْ
الكلُّ ينتظرُ الإشارةَ كيْ يمرْ
رجلُ يحدّثُ صاحبه
وفتاةُ يُتعبها الوقوفُ من الصباحْ
وصراخُ طفلْ
الشمسُ تحرقُ كلَّ شيءْ
الوقتَ والإنسانَ والأشياءَ واللاشيء في هذا الممرْ
لي موعدٌ
قربَ الحواجزِ كلَّ يومْ
ويُفتّشُ الجنديُّ في كشفِ الصباحْ
هل يا تُرى إسمي هناكْ
هل بتُّ مطلوباً أنا
مثلي ومثلُ الآخرينْ
وجريمتي حبُّ الوطنْ
لونُ العَلَمْ
حُريّتي حُلمٌ تناثرَ في العدَمْ
فإلى متى
يبقى الفلسطينيُّ يبحثُ عنْ غَدٍ
يبقى غريباُ في المكان وفي الزمانْ
يبقى يُحاصرهُ الحصار
يبقى المشرّدُ في المنافي والبلادْ
قرب الحواجز دائما
سطرٌ جديدْ
لرواية الحزنِ الطويلْ
خُذني سلاحاً يا أخي
واضربْ عدوَّكَ إن فقدتَ هنا السلاحْ
بيني وبينكَ لم يزلْ
دربٌ يطولُ منَ الجراحْ
واتركْ دمائي ها هنا
فالأرضُ تُنبتُ ثائرا
ومُقاوماً يهوى الكفاحْ
قُربَ الحواجز نَنْتصرْ
وسننتَصرْ
كلُّ الحواجز زائلة
فالشمسُ تعرفُ أرضنا
والوردُ يعشقُ حقلنا
لا ضابطُ التحقيقِ يرهبُنا ولا
صوت البنادق والرصاص
لا السجنُ لا السجّانُ لا بَطْشُ الجنودْ
وطَني الحقيقةُ كلّها
وطني الحكايةُ والروايةُ والصّمودْ
لا الحاجزُ الملعونُ يقتلُ حلمَنا
البحرُ هذا البحرُ لي
الأرضُ لي
والقدسُ لي
لي الشواطيء والرمالْ
كلُّ المدائنِ والقُرى
لي كلُّ شيء
مفتاحُ قلعتنا
والسّورُ لي
لي كلُّ شيء
لا شيءَ لهْ
ولهُ الرحيلْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
10-15-2011, 01:29 AM
http://up.arab-x.com/Oct11/FoF72896.jpg (http://up.arab-x.com/)
النبعُ بيتي
هنا ، قرأتُ ، فارتجلتُ ، محاولا تأكيد وفائي وولائي وحبي للمكان ومن فيه
نبعٌ تسلسلَ في سطور كتابِ
مُتدفقا يجري معَ الأحقابِ
يرتاحُ زائرهُ بفيءِ ظلالهِ
وينالُ سائله بغيرِ جوابِ
جادَ الزمانُ وقد عرفتُ أحبّةً
في النبع من فيه من الأحبابِ
النبعُ بيتي ، بيتُ كلّ مُتيم
وبه وجدتُ من القصيدِ شرابي
شمسُ القوافي فوقَ دوحكَ أشرقتْ
وشُموسُ غيركَ تنتهي لغيابِ
قد مرَّ عامٌ كنتَ فيه منارةً
للعلمِ والأخلاقِ والأدابِ
بحرٌ تزيدُ الناهلينَ ثقافَةً
يا مُلتقى الأحبابِ والأصحابِ
ولمنٍْ أرادَ شبيههُ فكأنّما
طلبَ المُحالَ فنبعنا كسحابِ
للنبعِ سيّدةٌ عواطف اسمها
والإسمُ في الأعلامِ والأحسابِ
هي أمّنا ترعى وترصدُ خطونا
وتظلّ تسألُ عن أسود الغابِ
قد كانَ في النبعِ الحكيمُ معلماً
وأضاءَ في وحي الضمير شهابي
كنّا استجشنا حين سرنا خلفه
نلنا به أرَباُ من الآرابِ
يا ربّ فاحفظ نبعَنا من حاسدٍ
أو طامعٍ وانكصه في الأعقابِ
يا ربّ بارك كلَّ بانٍ نبعنا
واملأ رحاب النبعِ بالأحبابِ
الوليد
عواطف عبداللطيف
10-15-2011, 01:31 AM
نبعُ العواطف ...القُــبلة الثانية
نبعُ العواطف قد بدا
قمراً يُضيءُ لنا المدى
جَمعَ الفنونَ جميعها
أحببْ بهذا المنتدى
للشعرِ كانَ منارةً
والدينُ دربٌ يُقتدى
والنثرُ فنٌّ رائعٌ
في النبعِ كم طير شدا
والرسمُ فنٌّ مُذهلٌ
للقلبِ كان المُسعدا
في النبعِ كان حكيمنا
رمز السماحة والندى
لهفي على عبد الرسو
لِ وقد تَخطّفه الرّدى
لما نأى عن نبعنا
بكتِ الروابي سيدا
ناديته بمرارة
فارتدَّ في صوتي الصدى
قد كانَ فينا شاعراً
ومعلماً ، أو مُنجدا
من بعدَهُ سَيُعيننا
أو قد يَمدُّ لَنا يدا
نم هانئا يا سيدي
دُمْ شاعراً ومُخلّدا
للنبعِ أيضا سيّدة
بدراً بدتْ أو فرقدا
وجهودها قد أيْنَعتْ
ثمراً وما ضاعتْ سُدى
نبعُ العواطف في دمي
نفسي له دوماً فدا
الوليد
نابلس
عواطف عبداللطيف
12-20-2011, 12:00 AM
القدس
كلُّ النوافذِ مُغلقة
لا أستطيعُ لكِ الوصولْ
لا تستطيعُ لي الوصول
ما بيننا
يا حُلوةَ الخطوِ المُسافر في دَمي
عشرونَ حاجزَ أو جدارْ
وأنا هنا
وهناكَ أنتِ وحيدةٌ
خلفَ النهارْ
تأشيرتي ممنوعةٌ
لا ذَنْبَ عندي غيرَ أنّي أنتمي
لمدينةٍ عاشتْ طويلاً تحتَ أجنحة الحصارْ
منْ كلّ جنسٍ قد أتاك العابرونْ
من كلّ عاصمةٍ أتوا
وهناكَ تمشي في الشوارع والزقاق
شقراءُ في زيٍّ قصير
كهلٌ دميمْ
رجلٌ يُتمتمُ خلفَ معطفه الطويل
وفتىً يتيهُ بسالفينْ
مستوطنونَ يُحدّقونَ ويقرأونْ
توراتهم عند البراقْ
للقدسِ يأتي عاشقانْ
يتبادلانْ
صُوراً لهم
في السوقِ في الخانِ القديمْ
في القدسِ شرطيٌ على ظهر الفرسْ
بارودةٌ تعلو على
كتفِ الفتاة
روسيّةٌ شقراءُ لم تبلغ سوى
عشرين عام
في القدسِ رائحةُ الصمودْ
في القدسِ كان الغاصبونَ يعربدونْ
في القدسِ حافلةٌ تسيرُ إلى الكنيسْ
في القدسِ تلمحُ في الطريق
آثارَ خَيْل المسلمينْ
وأنا هنا
يا قُدْسُ تحجبُني المسافةُ والجدارْ
وبنادقُ المحتلِ صوبي مُشرعة
في المهرجان
لكِ كلّ يومٍ أغنية
لكِ رقصةٌ أو دبكةٌ شعبيّةٌ
أو خصر راقصة يميلُ مع الكمانْ
ومسيرةُ عربيةٌ في كلّ عامْ
والمسجدُ الأقصى يئنُّ به الأذانْ
ستونَ عامْ
الزهرُ يبكي والحمامْ
يا بَيْتَ لحمْ
يا مهدَ سيّدنا المسيحْ
لو تمسحي
دمعَ الصبيّة في الصباحْ
لو تمنحيها قُبْلتينْ
منّي ومن جاري العجوزْ
كم مرّةً في القدس صليْنا العشاءْ
فوق الرصيفْ
كم مرّةً نأتي وتُرجعنا البنادقُ والرّصاص
في القدسِ لي
قصصٌ ..حكاياتٌ بها
شوقٌ حنينْ
شمسٌ لنا ..
ولنا نجومْ
وصلاةُ فجر
أو يومَ جمعةَ رائعة
واليومَ لي
كلُّ النوافذ مغلقة
الوليد
http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQLHBoUQOGu2nRRS4z9mJtVp13vIA2hF SDoDRR1YptYsSLtYgW_tgUO9XdR
عواطف عبداللطيف
01-07-2012, 10:43 AM
عمــــــــــان
كم كنت وحدي في شوارعك الجميلة هائما
وهناك كانت في طريقي اليافطات
لا لستُ أعرفها ولكن
كانت تُراودني كثيرا
والراحلون إلى المسافة والزمان
من كل أجناس الحياة
وشوارع ٌ فيها اكتظاظُ الحالمين الباحثين
في شارع السلط المدجج بالمشاة
في مطعم القدس
كان المسافر لا يفكر في الرجوع
أشتاقٌ وجبتنا التي
بقيت هناك
عمان يا وجداً قد تناثر في خبايا الخاصرة
عمانُ زنبقةٌ تفوح بخاطري
عمان أغنية المتيم والمسافر
رئةُ التنفس حين يخنقنا الحصار
وجهي أراه
فوق الجدار
عمان نافذتي الوحيدة كي أرى
وجهي بها
وقصيدةٌ تجتاحني
من غير خوف أو قلق
عمان جامعها الكبير
ساحاتها
وجبالها
وهواؤها
لغةٌ تنادي العاشقين
همسُ الأقاحي في حقول الواهمين
عمان يا عشق النوارس والحجل
الذكرياتُ تُحيط بي
ماذا سأفعل كي أعود بلا خجل
من أين أبدأ عودتي
حتى أراك على عجل
أشتاقُ يا عمان مشوار المساء
وخطى الظهيرة والصباح
فنجانُ قهوتها إذا
هدأ الغياب
كم كنتُ وحدي أشتهيك وأشتهي
هذا اللقاء
إن عُدتُ يا عمانُ يوماً عانقيني جيدا
حتى أمارسَ رحلةَ الشوق الدفينْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
04-25-2012, 04:02 AM
سماءٌ ...تمطرُ ذكريات
في راحتيكْ
الزهرُ ينبتُ والسنابلُ والورودْ
فتفوحُ رائحةُ الحنينْ
في مُقْلتيكْ
لي يا صديقي رحلتانْ
أولاهما ..
أني أحبّكَ صاحبي
حبّاً تفيضُ به القلوبْ
والثانية ...
أنتَ القصيدةُ كلّها
يا نصفيَ الأحلى ويا
وجه المواسم والفصولْ
ماذا أقولْ ؟
وأنا المحاصرُ منْ جهاتي كلّها
والقاتلون
في كل يوم يرصدوني جيدا
دعني أقبّلُ وجنتيكْ
قبلَ السفَرْ
فحبيبتي رحلتْ وغابتْ في الفراغ
وأنا نسيتُ رسالتي
خلفَ الممرْ
لي ذكرياتٌ لم تزلْ
تجتاحني
وتعيد لي
ما كانَ مَرْ
ما زلتُ أذكرُ صاحبي
يوماً ذهبنا في المساءْ
وعشاؤنا
زيتٌ وزعترَ طعمه
أشهى من اللحم الشهيْ
جُبْنٌ وشايْ
ورغيفُ خبزٍ قد تَحمّرَ جيدا
ذاك المساء ..
في قريتي / أو قريتكْ
كنّا نسافرُ عاشقيْن
أو حالميْن
كنّا نُخططُ كيف نُهدي وردتينْ
لحبيبتي ...وحبيبتكْ
ما زالَ اسمكَ شاهدا
لما رسمتُ حروفه
يوما على جذعِ الصنوبر في بيادر حقلنا
الفاءُ : يا فرحي إذا حانَ النشيدْ
الراءُ : رسمٌ لا يفارقُ مقلتي
الياءُ : يومٌ كانَ أجملَ من سنة
والدالُ : دمعٌ قد تسربلَ فوقَ خدْ
ما زالَ اسمكَ شاهداً
ويعيدُ لي
ما كانَ لي يوماً ولكْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
05-22-2012, 12:45 PM
سماءٌ ..للغيابْ
هل أنتِ خلفَ النافذة
تترقبينْ
وجهَ المسافرِ من بعيدْ
أمْ أنتِ طيفٌ لا يعودُ إلى المتيّمِ في المنامْ
قالَ الحمامْ :
غُصنُ القصيدةِ يحترقْ
والعاشقُ الصيّادُ يأتي في الصباحْ
البندقيّةُ في يده
قد جاء يسلبني الغناءْ
هلْ زارَ طيفكِ عاشقٌ
غيري وجاءكِ حاملاً
بعضَ الهيامْ
هل أنتِ يا أنتِ يا وجع الحروف
مُشتاقةٌ يا أنتِ لي
أم إنَّ قلبك لم يذقْ
طعمَ الغرامْ
قالَ الحمامْ :
سأطيرُ نحو جزيرةٍ
لا تنتمي يوماً لحزني كي أنامَ بلا دموع
هدأ الكلامْ
والعاشقُ القرويُّ تعشقه الحقول
وهناكَ تعرفهُ البيادرُ والسهولْ
وأنا وأنتِ على رصيف الأمنيات
لا الحافلاتُ هنا تمُرْ
حتى نسافر وحدنا
الراحلونَ بلا حقائبْ
الأغنياتُ بلا كلامْ
وسماؤنا
قد غادرتْ منها النجومْ
هلْ أنتِ خلفَ النافذة
كل النوافذ مغلقة
الوليد
عواطف عبداللطيف
05-22-2012, 12:46 PM
وجهان لي
وجهان لي
وجه ألفتُ وجوده
مذْ كنتُ طفلا يافعا
والآخرُ المجنونُ لك
وجهان لي
يا صاحبي ...
يا قطعة الحلوى التي
تجتاحُ روحي في الصباح / المساء
علمتني أن الصداقة أغنية
ألحانها عزفٌ جميل
وكلامها وجدٌ تناثر في العروق
من أي نافذة أراك
تبقى المسافةُ شاسعة
كم أكرهك!!
بل كم أحبك حينَ أكتبُ فوق رمشكَ جملةً من زعفران
قل لي ولا تخشى عيون المخبرين
عن بابكَ الموصود عن
منفاكَ في ليل العواصم والمطار
كم مرةً
ما زالَ يقتلكَ النهار
وجهان لي
وجهٌ ألفتُ وجوده
في كل أنواع المرايا
والآخر المجبول بي
قد كانَ وجهك صاحبي
الوليد
</B></I>
عواطف عبداللطيف
05-24-2012, 03:01 AM
إلى قامة المناضل الكبير / وحيد الحمد الله
مَنْ قالَ أنكَ قد رحلتْ
فأنا أراكْ
في كل شيء
مَنْ قالَ أنكَ قد رحلتْ
وهل المناضلُ حينَ يهدأ أو ينامْ
هل يا ترى حقا يموت
لا لم تمُتْ
فأراك تمشي في عنبتا في شوارع طولكرم
لا لم تمتْ
ذكراكَ تسكنُ في النفوس
يا ناصر المظلوم
يا ضحكةً
كانت تسافر فوق وجه يتيمةٍ
كم عائلة
كانت تبيتُ سعيدةً
من فيض عطفكَ سيدي
يا حاملا
همَّ الثكالى والجياعْ
أبواب بيتك مُشرعة
للسائلينْ
أبوابُ قلبك مُشرعة
للحالمينْ
هذا وحيد
في نُبله ..
هذا وحيد ..
في عشقه ..
وطناً بأحداق العيونْ
يا داعم التعليم في الوطن الجريحْ
آنَ الأوانُ لتستريحْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
05-27-2012, 01:25 PM
سماء للحلم ...
ووجدتها ...
وشعرتُ أنَّ البدرَ أصبحَ في يدي
للقلبِ نبضٌ مختلفْ
للوردِ روضٌ يرتجفْ
وسأعترفْ
أني عشقتُكَ يا التي
في خافقي تتجولينْ
للعشقِ عاداتٌ تُساورُ مهجتي
والعابراتُ على الجراح
يعرفنَ وجه حبيبتي
من أين جاءت في الدجى لي نجمةٌ
حتى يغارَ الليلُ منها
في وجهها المكتظُّ بالحسنِ الجميل
في ضحكةٍ ..
رقصتْ على تلك الخدودْ
أيقنتُ أني عاشقٌ
قد كنتُ قبلكِ حلوتي
كم كنتُ أعشقُ وحدتي
وأعيشُ وحدي بين أزهار الحروفْ
لو تسألي ...
ورداً تفتّحَ في الحقول
أو تسألي
نجماً تلألأ في السماء
أو تسألي
صوت الجداول والبلابل والطيور
ستقولُ لكْ
كم كنتُ مشتاقا إليك حبيبتي
الوليد
عواطف عبداللطيف
05-27-2012, 01:26 PM
سماءٌ للبوح ...
كنْ موجةً ...
دوماً تسيرُ إلى الشواطيء والرمالْ
كنْ غيمةً ...
تشتاقُ للوجه المسافر في الضبابْ
مَنْ يا تُرى
ستبيعُني يوماً ضفائرَ شعرها
كيْ أستعيدَ رجولتي
منْ يا تُرى
يوماً ستقبلُ دعوتي
للرقصِ في حفل العشاء
أخفقتُ كم أخفقتُ في حبّ البحار
والسندبادُ يعيشُ في أرض السفارْ
هات اعطني يا صاحبي
بعض النشيدْ
للريحِ ثوبٌ من صَدَفْ
كم عوسجة
لكَ في الطريق
وأنا الغريقْ
من أينَ أبدأ والنوافذُ مغلقة
وسفينتي ..
تمضي ببحر هائجٍ
وبلا شراعْ
سأسيرُ وحدي ربما
يوما ستغريني السحابةُ للبقاء
وأبوحُ للغيم المسافر ربما
سأعيدُني يوما إليك
قل ما لديكْ
حتى أراك على جناح يمامةٍ
يا موجُ خذْ
كلَّ المحارْ
خذْ ما تشاءُ من الجواهر والحليْ
واتركْ إليَّ حبيبتي وقصيدتي
وأنين نايْ
تعبتْ خطايْ
وأنا أفتشُ عن نهارْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
06-04-2012, 03:35 AM
إلى ديزيريه ...قبلَ أنْ يجفَّ الحبر
مصلوبةٌ أشواقُها
فوقَ الغمامْ
ممزوجةٌ أحزانها بالزعفرانْ
نامي قليلا تحتَ ظلّ قُرنفلة
ثمَّ استعدي للسفرْ
كيْ ألتقيكِ ببيت لحمْ
فأنا وأنتِ حبيبتي
لحمٌ ودَمْ
للمهدِ يبدأكِ الحنينْ
مشتاقةٌ ..مشتاقةٌ
تدري بشوقكِ في الحدائق وردتان
والطائرُ الدوريُّ يعرفُ كلَّ شيء
وأنا وأنتِ الجاهلان
أنَّ السحابةَ لن تغيبَ مجددا
فلقاؤنا ..
سيكون يوما ها هنا
أو بعد يوم
في بيت لحمْ
هيا امسحي دمعاً تسربلَ فوق خدْ
كيْ يستعيدَ البحرُ زرقته التي
ضاعتْ على أبواب حيفا في المساء
خذني معكْ
كي أستردَّ طفولتي
وأعيدَ ترتيبَ المشاعر من جديد
ما أجملكْ!!
قالتْ لظلي ثمَّ غابتْ في الغمامْ
خذني معكْ
واجعلْ ذراعكَ في ذراعي جيدا
كي لا تُباغتني السنابلُ في الطريقْ
كي لا أنام على رصيف الأمنياتْ
قلْ ما تريدْ
أو لا تقلْ
فالطائرُ الدوريُّ يعرفُ ما تريد
والريحُ تعرفُ ما يقول البحرُ يوما للمحارْ
هذا الفراغُ اليومَ لي / لكْ
مَنْ قالَ لكْ
أني أراكَ بدمعتي أو دمعتكْ
لا فرقَ بينَ الدمعتينْ
منْ قالَ لكْ
أني لوحدي في المساء / النهارْ
سأقولُ لك
خذني معكْ
خذني معكْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
06-04-2012, 12:08 PM
إلى أبي ...مرةً أخرى
في مثل هذا اليوم ..
أو كل يوم ..
سقط الجدار
قمرُ السماء قد اختفى
شمسُ الروابي أطفئتْ
في مثل هذا اليوم
أو كل يوم
ذَبُلتْ زهور حديقتي
ماتتْ على خدّ الصبية فرحة
غابَ النهار
في مثل هذا اليوم
أو كل يوم
ما عادَ للأشياء طعم
قد أيقظتني ذاتَ يوم نجمةٌ
ورمتْ إلي بطاقتي
وملامحي
خلفَ الجدار
ماتَ الذي أحببته منذ الصغر
قبلَ الصغر
بعد الصغر
ماتَ الذي أشتاقه حدَّ الجنونْ
لم يبقَ لي
غير الدموع
ما شئتُ يوما في سمائي نجمة
أبدا سواه
وأنا أراه
في كل شيء
بملامحي
وهويتي
ومضى أبي نحو الغياب
لا الطائرُ الدوريُّ يخبرني متى
يوما يعود
لا الشمس تشرقُ مثلما
كانت ولا
قمر السماء يعيدُ لي بعض الضياء
تتشابه الأيام بعد رحيله
في مثل هذا اليوم
جددتُ عهدا يا أبي
أن لا تغادرَ خافقي
ما دامَ بي
يهتزُّ نبضْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
06-04-2012, 12:14 PM
أنت السعادة ..
خلّفتِ جفني في هواكِ مُسهَدا
وتركتِ صَبّاً في غرامكِ مُبعدا
وظللتُ أبكي من جفاء مليحةٍ
ترضى هواني بالصدودِ تعمّدا
تُفتي بهجري والفراقُ مُحرّمٌ
فدعي التنائي ، كانَ وصلُكِ مُسعدا
ما أنتِ إلا شمسُ حُبٍّ قد بَدَتْ
تُسجي شُعاعَ مودَّةٍ كي تُسعدا
أنتِ السعادةُ ما لبثتُ مُفتّشاً
في البحثِ حتى قد أضعتُ المرشدا
وصرختُ في هذي المنافي علّني
ألقاكِ ، لكنْ ما سمعتُ لها صدى
الوليد
عواطف عبداللطيف
07-05-2012, 01:06 PM
بين العقل والقلب ...
هذا الصباح ...
في ردهة البيت العتيق
قد كانَ قلبي / عقلي
في حوارٍ هاديءٍ ..
قلبي يقول :
هيَ أجمل النسماتِ في كل الفصول
هيَ نجمةُ الأفقِ التي
تأبى الذبول
أحببتها ...
وعشقتها ..
حدَّ الجنونْ
فأجابَ عقلي ضاحكا :
يا قلبُ دعكَ من الغرامْ
وانظرْ لحال العاشقين
هذا يخونُ حبيبه
ويبيعه في لحظة
القلبُ قال :
لكنها قمري أنا
وأنا الأميرُ بقلبها
قد عاهدتني أنها
ستصون حبي دائما
العقلُ رَدْ :
يا صاحبي المسكين في الزمن الرديء
إياكَ يوما أن تصدّقَ عاشقة
كلُّ النساء مخادعات
وسمعتُ قلبي صائحا :
يا عقلُ فاحذرْ أن تُصارحها بشيء
هذي التي أحببتها
جنيّة جاءت من الزمن القديم
حوريةٌ ملأت فؤادي بالفرح
وتركتُ عقلي وحده
وسألته : عن خافقي
فأجابني
أنْ قد أتيت حبيبتي
وأخذته ...
من يومها ...
لا عادَ قلبي للضلوع
ما عادَ لي
فلتحفظي قلبي الذي
قد صار لك
ثم اتركيه حبيبتي
ما بين رمشك والجفون
كي يستريحَ من التعبْ
الوليد
http://www2.0zz0.com/2010/08/26/02/657675264.jpg
عواطف عبداللطيف
07-15-2012, 02:23 AM
إلى أسامة الكيلاني ...الشاعر النبيل
دعني أنامُ على ذراعك يا أخي
وانشرْ شذاكْ
كي أستريحَ منَ التعبْ
وهنا أراكْ
قمراً يطل ُّ عليَّ في الليل الغريبْ
في ليلة ظلماء ساكنة تماما
ظليّ هناكْ
فوق السريرْ
والخوفُ يتبعني ويرصد خظوتي
نبضاتُ قلبي مسرعة
هيا التقطني إنْ سقطتُ الآن قربكْ
يا آخر النجمات في أفقي الشريد
يا نبضة الوجع المسافر في دمي
كنْ أنتَ حتى لا أكون الآن غيرك
يكفيك أنّك يا أسامة مُرهفٌ
وعباءة النبلاء تزهو فوق كتفك انها
تزهو بشاعرنا النبيل
يا آخر الفرسانِ في الزمن الرديء
هذي القصيدةُ خَيْمتي أو خيمتكْ
قلتُ ابتسمْ
لا فرقَ بينَ الخيمتينْ
( سيريسُ ) شرفتنا الجميلةُ في الوطنْ
( سيريسُ ) أغنية المهاجر في سماءٍ للحنين
فاصدحْ بشعرك يا أخي
كي أستعيد به الهواء
الوليد
سيريس : بلدة فلسطينية وادعة قضاء محافظة جنين مسقط رأس الشاعر أسامة
</B></I>
عواطف عبداللطيف
07-15-2012, 02:24 AM
إلى أسامة الكيلاني ...مرة أخرى
ردا على رائعته ( إلى الوليد تحية )
الوردُ مُر ٌّ في حقولِ الواهمينْ
لا رائحة
للياسمينْ
ورقُ القرنفل ِ ذابل ٌ
فاحمل ْ صديقي معولك ْ
وادفن ْ به
تحتَ الرماد ْ
ما عادَ يجذبُ شهوتي
صوتُ الكنارْ
لا الرحلةُ ابتدأتْ ولا طلعَ النهار ْ
الأمنياتْ
ما الأمنيات ْ !!
هل وجه عاشقة ٍ يسافرُ في المدى
ويضيعُ خلفَ الريح ِ يأخذه الصدى
هل ذاكَ يبدو أمنية !!
قالَ الظمأ :
صحراؤنا تغتالنا
فاشربْ غيابكَ وانتبه
حتى تموتَ كما تشاءْ
في أي ّ حُلم ٍ قد أراك ْ
فاخرج ْ قليلا ً من دمك ْ
وانظر ْ إليك ْ
حتى أراك ْ
لغتان ِ لي ..
لغة ٌ لأمّي حينَ أجلسُ في المساء / الصباح
أحكي لها / تحكي لنا
هي دارجة تلك اللغة ..
فُصحى ترددُ ما تبقى من نشيد ْ
للعـُشب ِ أو
للغناء ِ على جدار ٍ قد تعلق َ في الفراغ ْ
قالَ الظمأ :
يدنو الخريفُ منَ النوافذ ِ فانتبه ْ
كي ْ لا يراكَ المخبرون ْ
فاشرب ْ قليلا ً من ْ دمك ْ
واخلع ْ عباءتك َ التي
قد ْ أورثتك َ قبيلتك ْ
قال َ انتبه ْ
لتكونَ أنت ْ
راياتنا ..
لا تنتمي
لبلادنا
والعابثونَ بحلمنا
قد حرّفوا
لحنَ النشيد المدرسي
والأقنعة
في كل زاوية تــُباع ْ
فالبس ْ قناعك َ وارتديه
كي يعرفوك
أما أنا
فأنا أفتش ُ في أناي ْ
عني وعنك ْ
لا أنتَ أنتَ ولا أنا أبدو أنا
فاخرج ْ قليلا ً من ْ أناك ْ
لأكون أنت ْ
وبلا قناع ْ
الوليد
نابلس المحتلة
14/7/2012
عواطف عبداللطيف
09-11-2012, 07:12 AM
لن ْ أعتذر
ما عُدت ُ مهزوز َ الخطى
ما عدت ُ أبحث ُ في الأجندة ِ عن لقاء ْ
فأنا ألفت ُ العيش َ وحدي في الحصار ْ
وتركت ُ لك ْ
وجع المنافي والغياب ْ
ما عدت ُ أقرأ ما يقول لك الغمام ْ
فاقرأ هناك ْ
للعابرين َ قصائدك ْ
أخطأت ُ كم أخطأت ُ في عشق الرياح ْ
حين َ اقتلعتُك َ من دمي
ما عدت َ لي
ما عُدت ُ لك ْ
سيقول ُ لك
صوت ُ الكمنجةِ حين َ تُدميك َ المسافة ُ بيننا
وتنام وحدك َ في ظلال قرنفلة
انظر ْ لوجهك َ في المرايا ربما
سترى ملامح قسوتك ْ
من ْ علّمَك ْ
أن تسرق َ الأحلام َ من قلب ِ النوارس في النهار ْ
أن ْ لا تحن َّ إلى حديث ٍ مُشتهى
في ذلك َ المقهى الجميل ْ
ودخان ُ تبغي لم يزل ْ فوق الجبين ْ
انظر لوجهك َ جيدا
حتى تراه
وتقول ُ لي : لا تعتذر ْ
لن ْ أعتذر
سيقول ُ لك ْ
صوت ُ الربابة حين يعزفها الرحيل
وتسير ُ وحدك دون َ خل ّ ٍ أو صديق ْ
وترى هنالك َ كل ّ َ شيءْ
إلا أنا
سيفيض ُ دمعك َ كالمطر ْ
فاذهب ْ بنفسك َ جانبا
كي ْ تستعير َ رصاصة ً
من ْ قاتلك ْ / أو قاتلي
لا فرق َ بين َ القاتلين ْ
مزقت ُ كل َّ قصائدك
أحرقتها ..
إلا التي ..
يوما كتبنا حرفها
للعابثين بحلمنا
للراقصين َ على الجراح
والآن َ جئت َ تقول لي
لما نأيت َ بمفردك
وتقول لي
هيا اعتذر ْ
لن أعتذر
الوليد
عواطف عبداللطيف
10-12-2012, 08:13 AM
هذا القوام
هذا القوامْ ..
يحكي لنا في كل يوم
أن الجمال َ له أصولْ
فانظر لها ..
في كعبها العالي تسير
فتسير خلفَ قوامها كلُّ القلوب
وأنا أذوبْ
من سحره الفتانِ ما قبل الغروبْ
ولشَعْرها ...
سرٌّ غريب ..
وينامُ فوق الكتفِ كالطفل الصغير
متطايرٌ فوقَ الجبينْ
هو ناعمٌ مثل الحرير
أهواه حرا فوق كتف ثائرٍ
أهواه حراً أو أسير
ولجيدها ...
ماذا أقولُ وسحره
سحرٌ مثير
أصفى من الماء النقيْ
هذا الشقيْ
سيقانها ...
وهنا سأكتبُ ما أريد
فلربما يوما سيسعفني النّشيد
صَنمانِِ من عهد الهوى
صنمان منْ جلنار
ولوجهها ...
تحتارُ فيه قصائدي
فبه الصفاءُ مع الشجنْ
وبه الفرحْ
وبه الملامحُ يانعة
وبه الورود
نامتْ على تلك الخدودْ
وجناتها ..
مثل الندى
ولصوتها ...
صوتُ الربابة والكمانْ
هذا الشآميُّ الحنونْ
ينسابُ فيَّ كأنه
مسّ الجنونْ
عواطف عبداللطيف
11-01-2012, 01:50 AM
قبل الغياب
الآنَ أنتَ على المحكْ
أأنا أنا ؟
أم أنني أبدو سواي ؟
في شارع الموتِ المهيأ للغيابْ
شاهدتُ كيفَ الموتُ يأتي فجأة
أو كيفَ يحملني إليه
الموتُ يجلسُ جانبي
أو ربما
في المقعد الخلفي أو
في اللامكانْ
وأنا وحيدٌ في الحديثِ وفي الحوار
في لحظَةٍ
ما عُدْتُ أشعرُ أو أحسُّ بأيّ شيء
سأموتُ أو
فعلاً أنا قد متُّ أمْ
لا لستُ أعرفُ أيَّ شيء
فأنا أسيرُ بسرعة نحو الرحيلْ
وهناكَ بعثرني الهباءْ
وحدي وما أحدٌ معي
ليقول لي ما يفعلُ الأمواتُ أو
إنْ كنتُ حيّاً لم أزلْ
يا موتُ غادرْ كي أعودَ لوجه أمي من جديدْ
يا موتُ غادرْ كيْ أعودْ
نحو ال هنا واللا هنا
في اللاغياب أو العدمْ
وإلى الوجودْ
وكأنني
ما خفتُ قبل اليومِ من شيءٍ ولا
يوما عرفتُ الخوفَ أو معنىً له
فأنا رجعتُ من الرمادْ
وهنا سأصنعُ من رحيلي عودتي
هذا الهواءُ الآنَ لي
أتنفسه ...
وبه أسافرُ طائراً
وأعيدُ من وجعي حضوري من جديدْ
وأرى الحقيقةَ واضحة
وكأنني طفل صغير سوفَ يبدأ رحلةً أخرى إلى معنىً هناكْ
قالَ الطبيب :
ما زلتَ حياً لم تمتْ
وأشار لامرأة وغادر غرفتي
قالتْ بوجهٍ باسمٍ
هي حُقنةٌ لك في الذراعْ
واشربْ دواءك ثمَّ راحتْ في هدوء
وأنا أحدّق في زوايا حجرتي
فأرى أبي
وأرى وجوه الراحلينْ
وكأنني
منْ شُرفةٍ لمدينة الأمواتِ ألمحهم جميعا جالسينْ
هل يا ترى
قال الطبيبُ بأنني
قد متُّ أم لا لم أمتْ !!
وأخذتُ أنظر صوبَ وجهي في مرايا النافذة
أأنا هنا ؟
هل ذاكَ صوتي َ حينَ يبدأني الكلامُ أم الصّدى ؟
وهناكَ تختلطُ الأمورُ جميعها
وأنا فقدتُ توازني
بينَ الإشارةِ والعبارة والكلام
بين الرجوع إلى الحياةِ أو الدخول إلى المماتْ
كنْ أنتَ كنْ
شيئاً يعودُ إلى أناكْ
كنْ فكرةً
حتى يراكَ العابرون
أو يلمحوا فيها شذاكْ
لا قيمةٌ للوقتِ حولي حينَ باغتني الرحيلْ
عادَ الطبيبُ وكانت امرأةٌ معه
حاولتُ أختلسُ الحوارَ لعلّني
أرتاحُ من تلك الهواجس كلها
ضحكَ الطبيبُ لها ولي
ها أنتَ أحسنُ لا تخفْ
هيا احقنيه مُخدّرا حتى ينامْ
في حجرةٍ
في الطابقِ العلوي في المشفى الحديثْ
وحدي بها
لا شيءَ يشبهني هنا
كم زائرٍ
قد كان قبلي ها هنا
هذا السرير
لا ليسَ لي
لكنّه
هذا المساءُ بما حوى
من خوفي المسكون به
من وحدتي وهواجسي
قد باتَ لي
لا ليسَ لي
فأنا الغريبْ
وأنا مجردُ عابرٍ
كم عابر قبلي هنا
قد نامَ فوق وسادته
أو ماتَ أو قد عادَ أيضاً للوجودْ
وأنا أفكرُّ في أناي
فوضايَ لي
وأنا أفتشُّ في الفراغْ
جسدي هناك على السريرْ
وأنا سوايْ
وأنا البقيةُ منْ أنا
في حجرتي
لا شيءَ أعرفه هنا
لون الجدار ...
لون الستائر والنوافذ والمكانْ
لا شيءَ يألفني ولا تلك الوجوه
هذا الممرضُ والطبيب
وأنا الغريبْ
وأعودُ أسألُ يا أنا
هل في الوجود الآنَ نحنُ أمِ العدمْ ؟
أمْ أننا
جئنا إلى الفصلِ الأخيرْ
هل هكذا تبدو النهاية ُ قاتمة ؟
هذي الحكاية كلّها
ما عشتُ بعد فصولها
يا موتُ قفْ
دعني أعودُ إلى الحياة
فأنا أراني واقفا
وأشمُّ رائحةَ الرجوع ْ
رغم الغيابْ
سيّارتي في لحظةٍ
صارتْ حصاناً جامحاً
قفزتْ على كل الصخور
وتمردّتْ
حاولتُ كبحَ جماحها
أخطأتُ كم أخطأتُ في إقناعها
أن لا تغادر غاضبة
لكنها ...
هربتْ بعيدا للجحيمْ
وبسرعةٍ
كانتْ تطيرُ إلى السديمْ
يا موتُ قفْ
بيني وبينكَ خطوتان
فاتركْ أنايَ على الرصيفْ
دعني أرى ظلّي يعودُ من الحطامْ
دعني أميّزُ بينَ نافذةِ الخروجِ أو الدخولْ
قد غابَ صوتي لم أعدْ
في هذه اللحظاتِ أمتهنُ الصراخ
حتى أقولَ خطفتني
وتمرَّ بي
ذكرى الطفولةِ مسرعة
فأرى أبي
وأرى جميع أحبتي
وأرى جميعَ الراحلينْ
كلُّ المناظر مُفزعة
الميتونَ لهم حياةٌ تختلف ْ
لا يقرأون جريدةً
لا يأكلونَ ويشربون
لا يحملونَ ضغينة ً
شاهدتهم ..
لا يرصدونَ حياتنا
لا يشعرونَ بحزننا أو دمعنا
لا يرقبون
فصل الشتاء أو الخريف أو الربيع
ويكادُ يهربُ من يدي
عمري الذي أعددته
جسدي تناثرَ فوق عشبٍ يابسٍ
وأنا أراقبُ داخلي من خارجي
وأنا المحاصرُ بالغموض
وكأنني
في لحظةٍ أبدو سوايْ
وأقولُ لي
هل تستفيدُ قصيدتي
من لحن نايْ
ما حاجتي
للأغنيات
والموتُ يجلسُ جانبي
وأنا أفاوضه الرحيل
كي أستعيدَ ملامحي
وتباعدتْ منّي خطاي
أدركتُ أنّي لم أكنْ
إلا سوايْ
الوليد
9/7/2012
عواطف عبداللطيف
11-01-2012, 01:56 AM
إلى عبد الكريم سمعون
يا صاحبي
ولطالما ...
يوما نصحتك صاحبي
إياك من موج البحار
إياك من غدر النهار
فالموج يعشق أن ينالَ اليوم منك
في هدأة الليل ...
كن صاحبي دوما هناك
حيث النجوم بصدقها
حيث ُ القمر
يهدي إليك َ ضياءه
حاور نجومكَ عن بقاياكَ التي
في خافقك
واهرب إذا ما شئتَ منك ْ
كي تستعيد توازنك
كي تستعيد من الحروف حُطامها
كي تستغيث اليومَ بك
يا صاحبي
إياك يوماً أن تصاحبً غيرَ أنت
فسواك موت
هل من سواكَ اليومَ غيرك كي تكون
ماذا يفيدكَ لو جعلتكَ وردةً
في حقل قلبٍ ساكن بين الضلوع
ماذا أقولُ ومركبي يأبى الرجوع ْ
ماذا أقول وزورقي
قد تاه في نهر الدموع
يا صاحبي ..
كن بعد هذا اليوم مثل يمامة
دوما تحلق ُ في المدى
دوما تُفتش ُ عن غدٍ
ويعيدها
همس ُ الصدى
يا صاحبي
حطّم مرايا منزلك
كي لا تراك
واجعل مكانك في ظلال قصيدتي
فالحرف طيف
والظلُّ سيف
يا صاحبي ...
كن بعد هذا اليوم أنت
وارحل من الزمن المُزيَّف في هدوء
واترك ْ دموعك َ كلها
قرب الرصيف ْ
عواطف عبداللطيف
03-24-2013, 02:24 AM
أمي ..ذكرى الأربعين
لا لم تمتْ
فأنا جلستُ اليوم قربكِ مصغيا
لسماع ِ صوتك
ها أنت ِ بي
تتجولين َ بداخلي
وكأنني
ما زلتُ طفلا باحثا
عن نور وجهك
لا لم تمت ْ
فأنا أراها جيدا
في كل شيء
لكنها غابتْ وقيل بأنها
ستعودُ لي
حتى يعود لنا الضياء
حتى تعود لنا الحياة
لا شيء َ لي بعد الغياب سوى العدم ْ
وأرى الفراغ َ يخيفني
هذا سريرك ِ ساكن ٌ
هذا فراشك ِ مثلما
قد كنت فيه
هل أنت نائمة ٌ هناك ْ
قد قيل َ لي
ستعود يوما للمكان
كل الأماكن في اشتياق
هل تسمعين َ نداءنا
هل تلمحين بكاءنا
ودموعنا
وحنيننا ..
ماذا أريد
أنا لا أريد سواك أنت ِ حبيبة ً
اليوم ذكرى الأربعين
أواه ما أقسى الغياب
الوليد
عواطف عبداللطيف
04-02-2013, 05:38 AM
لا تغضبي
ماذا يُفيدُ الليل ُ لو غاب َ القمر ْ
ماذا ستجني الريح ُ لو رحل َ المطر ْ
لا تغضبي
فأنا أخاف ُ إذا غضبت ِ سترحلي
أو تبحثي
عن عاشق ٍ غيري يُشاطركِ السمر ْ
لا تغضبي
فأنا انتظرتك ِ من سنين ْ
وأنا رسمتك ِ بين رمشي والعيون ْ
هل تلمحين ْ
شوقي الدفين ْ
للحاجبين ْ
للوجنتين ْ
للثغر للوجه الجميل ْ
للمقلتين ْ
لملامحي فوق الجبين ْ
هل تذكرين ْ
يا قطعة البلورِ يا وجه الحقيقة كلها
يا قصّتي وقصيدتي
وحقيقة الوجد ِ المسافر ِ في العروق ْ
كم مرّة ً قد جئت ُ أسألك ِ الوصال ْ
أرجوك ِ عني حلوتي
لا ترحلين ْ
هل كان َ ذنبي أن أتيتُكِ عاشقا
هل كان َ ذنبي أن ذكرتك ِ صادقا
بين القصيدة ِ والحروف ْ
الليل ُ يوجعني ويتعبني انتظارك ِ في المساء ْ
وأظل ُ أسألني ويسألني الحضور ْ
هل يا تُرى
لي ذات َ عشق ٍ ترجعين ْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
04-11-2013, 03:11 AM
وحدكِ
قد كنتُ قبلكِ قد عرفتْ
عشرين ألفاً أو يزيدْ
من كلّ أنواع النساء
لكنني يا رائعة
أيقنتُ أنّكِ عندما
يوما وجدتكِ لم أكنْ
أحببتُ أو جرّبتُ معنى الحبّ أو سرّ الغرام ْ
ها أنتِ وحدكِ في العروقْ
ها أنتِ وحدك في خبايا الذاكرة
يا آسرة ..
قلبي وكلّ جوانحي
حرفي وكلّ مشاعري
كيفَ استطعتِ حبيبتي
هذا الحضور
كيفَ اختصرتِ بنظرةٍ
كلَّ الحكايا من دمي
في كلّ يوم
لي موعدان
لي موعدٌ ..
مع عينها ..
مع رمشها ...
مع كتفها ...
وهناكَ موعدنا الجميل
مع طيفها ...
فيصيغ لي حرفي وشكل قصيدتي
كم كنتِ وحدكِ يا امرأة
غير النساء
تتجولينَ اليومَ بي
وتسافرين على تعبْ
بين الحروف
وأنا أراكِ وخافقي
تتسارعُ النبضاتُ فيه
وأكادُ ألمحُ نبضَ قلبك
هاتفا ...
يا عاشقي ما أجملك!!
الوليد
عواطف عبداللطيف
04-11-2013, 03:21 AM
يا وردَةَ الروح
يا عَطَشي ويا
عطش المسافة والدروبْ
قد نلتقي
ما بعدَ يومْ
أو بعد شهر
أو بعد عام
وسنلتقي يا حلوتي لا تجزعي
فأنا أحبّكِ قلتها
لما التقيتك فجأة
من غير أن نبتاعَ من قمر التردد موعدا
يا مهجة الروح
يا وَجَعي ويا
وجع الجوانح والقلوبْ
لا تقلقي
إنْ غبتُ عنك حبيبتي
فأنا أراكِ جميلتي
في خافقي
وأنا رسمتك نجمةً
في خاطري
قولي لهم :
لي عاشقٌ / شاعرٌ
جعلَ القصيدةَ حليتي وخماري
قدْ هامَ بي
دون النساء
وأنا مليكة روحه
يا بغيةَ النفسِ
يا حلماً تناثر في الخيال
لا تغضبي
إن قيل لك
عن أي شيء كان قبلك
قد كنتُ أجهلُ كل شيء
يا حلوتي
قد صرت عندي كل شيء
الوليد
عواطف عبداللطيف
04-11-2013, 03:25 AM
ستحاولين
وتقولُ لي :
( لا ضيرَ أن تحزن قليلا )
ما عدتُ أعرفُ بعدها
إن كنتُ حيّا أم قتيلا
ستحاولين
مني الهروبَ إلى ظلالٍ باهتة
وتحاولينْ
عني الرحيل
وستعرفينْ
ما بعد حينْ
أني أتيتكِ عاشقا
لا ظلَّ لي
لا شيءَ يوجعني من الزمن القديم
فهنا أنا
إن شئتِ كوني نجمتي
في ليلة العشق الجميل
أو شئتِ عني فارحلي
فأنا ألفتُ حبيبتي
دربَ الوداعْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
04-11-2013, 04:51 AM
سأجوب ُ في عينيك ِ
حُبلى هيَ الغيماتُ في أفُقِ الكلام
بحروفنا ..
وبنبضنا ...
أرواحُنا للعشق أرضْ ..
في الغيمِ نبضْ ..
سأجوبُ في عينيكِ غاليتي
طولاً وعرضْ
سأعيدُ ترتيبَ المشاعر من جديد
ها أنتِ لي
وأنا حبيبة خافقي
سأظل لك
لا تسأليني يا صبية
عن كل شيء قد مضى
عن ذكرياتٍ بالية
لا تسأليني يا التي
في القلب تسكنُ والعروق
فتجاربي
كانت غبية
كم عاشقة
مرّتْ بدربي ذاتَ يوم
كم عاشقة
نامتْ بوجهٍ ليس لي
والآن أعلنُ للغمامْ
أني عرفتُ حبيبتي
معنى الغرامْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
04-17-2013, 11:53 PM
يمامة تخشى الهديل
سأكفُّ عن هذا الهوى
ما دُمتِ مثل فراشةٍ
تخشى الحريقْ
قد كنتُ أحملُ بينَ كل قصائدي
شوقَ الحبيبْ
وأنا الغريبْ
ماذا يفيدُ النحلَ في تلك الحقولْ
أزهارُ وردٍ ذابلة
هلْ يستطيعُ من الذبولْ
جنيَ الرحيقْ
والعازفة ..
هل تستطيعُ العزفَ عبر كمنجةٍ
أوتارها متقطعة
لا تسأليني يا صبيّةُ مرةً
إذ كيف ضاعَ الحبُّ منا وانتهى
وهنا تعالي واسمعي
هذا الغناءْ
هذا نشيدُ الراحلينْ
لا شيءَ يوقظني ولا
صوتُ الأنينْ
سأكونُ يوما ما أشاءْ
سأكونُ لي
وسأكتفي
برغيف ذكرى قد مضتْ
وحديثِ ليلٍ حالمٍ
قد كانَ يؤنسُ وحدتي
عبر السنينْ
وستسافرينْ
يوما على جرحي وجرح المتعبينْ
هل تعرفينْ
مَنْ يا ترى يوما أكونْ
فأنا التمردُّ والغيابْ
وأنا الفراغْ
وأنا العدمْ
وأنا الحقيقةُ والخيالْ
وأنا الظلالْ
وأنا سفينة عاشقٍ
قد أخطأتْ دربَ الوصولْ
وأنا قصيدةُ شاعرٍ
من غير حرفٍ أو كلامْ
وأنا لقاءُ العاشقينْ
من غير حبّ أو غرامْ
سأكفُّ عن هذا الهوى
ما دُمتِ مثل يمامةٍ
تخشى الهديلْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
05-05-2013, 03:11 AM
عائدة ..
أحسستُ أنّكِ عائدة
هيأتُ قلبي جيدا
ونثرتُ وردا في الدروب
وأعدتُ توزيعَ الكواكبَ في فضائك من جديد
ولنا هنالك مقعدان
في ليل تمّوز الجميل
وحديثنا
همس البلابلِ حينَ يبدأنا الكلام
كم سنة
وأنا هنالك أنتظر
وأقولُ أنّك عائدة
ماذا استفدتِ من الغيابْ !!
كم سنة
وأنا أفتّشُ في دروب الراحلين
عن وجهها ..
عن ظلّها ..
كي أستعيدَ توازني
كم سنة
والآخرُ المنسيُّ يسكنُ حلمنا
ويعيدنا صوبَ العَدَمْ
يا ليلَ تموزَ الجميل
كنْ مثلنا
حتى تشاطرنا النشيدْ
سأكونً ظلّكِ كلما
سارتْ خطاكِ على الطريقْ
وأكونُ طيفكِ عندما
يأتيكِ حلمُ في المنام
وهنا سيبدأك الكلامْ
وأقولُ لي
عادتْ إليَّ حبيبتي
قد أينعتْ في خافقي
أزهارُ حبّك من جديد
كوني معي
حتى أحبّكِ أو أكونك في الحضور وفي الغيابْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
05-09-2013, 10:09 AM
رقصة المساء ...
قالت له :
ما دمت َ لي سأظل ُ لك ْ
فاترك ْ جميع َ العابرات
خلف َ السديم ْ
لا تكترث ْ يوما ً بسلمى أو سعاد ْ
فأنا وهبتُك َ عاشقي
قلبي ونبضي والعيون ْ
فأجابها :
كل ّ النساء ِ حبيبتي
يوما ً بوجهك ِ قد رأيت ْ
لكنني
أدركت ُ أني لا أريد ُ سواك ِ لي
وأتت ْ إليه
ودَنت ْ فكانت ْ كالشعاع ْ
كان ِ القوام ْ
مثل الرخام ْ
أكتافها سحر ٌ من الزمن الجميل ْ
سيقانها لغة ُ المعنّى والهيام ْ
كان َ القوام ْ
في الحسن ِ يجذب ُ رغبتي
وأنا الغريق
عيناك ِ لي
طوْقُ النجاة
وأنا الغريق ُ ولا صديق
إلاك ِ في هذي الطريق
لو تمنحيني يا امرأة
فنجان َ وجد ْ
ولنا لقاء
في كل يوم
وبه ِ نعيد ُ حبيبتي
ما فاتنا
ولنا لقاء
في ذلك الركن البعيد
حتى أكونك ِ عاشقا
أو فارسا ً
أو عازفا
هذا النشيد ْ
يا قرطبة
فمتى ستحملني الدروب ُ إلى ديار أميرتي
فأنا تعبت ُ من التسكع ِ في الشوارع ِ والدروب ْ
أغفو هناك َ على رصيف الإنتظار ْ
لا الرحلة ُ ابتدأت ْ ولا
طلع َ النهار ْ
يا شهريار ْ
دع ْ ما تقول ُ العابرات الآن َ لك ْ
فلربما عادت إليك َ أميرتك ْ
قبل الغروب ْ
يا شهرزاد ْ
يا حلوة الخطو ِ المسافر في العروق ْ
يا دمعة َ المشتاق ِ من وجع ِ الغياب ْ
عودي إليه
حتى يغني الأقحوان ْ
لحن َ الرجوع ْ
وبلا دموع ْ
كان َ المتيم ُ قد أعد َّ لها الشموع ْ
حتى تشاطره ُ الحبيبة ُ رقصة ً
عند المساء ْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
05-10-2013, 04:10 AM
سأظل ّ أحبك ..
وأتيت ُ إليك ِ ويجذبني
شوق ٌ في القلب ِ لرؤياك ِ
فبرزت ِ إلي َّ وأدهشني
نور ٌ وجمال ُ محياك ِ
دقّات ُ القلب ِ تسابقني
كي ْ تحظى مثلي بلقاك ِ
نظراتك ِ كانت ْ تسحرني
رفقا ً مولاتي بفتاك ِ
همساتُـكِ لحن ٌ يطربني
ويؤجج ُ في القلب ِ هواك ِ
وتميس ُ بقد ّ ٍ ذوّبني
هل أحظى يوما ً برضاك ِ
وقوامك ِ هذا أعشقه ُ
فأقول ُ بصدق ٍ رُحماك ِ
أشتاق ُ إليك ِ وتأسرني
شفتاك ِ أيضا ً عيناك ِ
صوت ٌ في الليل ِ يؤرقني
كأنين ٍ للطفل الباكي
هل تعلم ُ فاتنتي حزني
فتزيل جميع الأشواك ِ
وتجيء ُ إلي َّ تُعانقني
وتلامس ُ ثغري شفتاك ِ
ورضابك ِ يروي ظمآنا ً
هل قلبي يرويه ِ سواك ِ
أتنفس ُ عطرك ِ يسكرني
ما قيمة عمري لولاك ِ
سأظل أحبك غاليتي
وأظل ُ أردد أهواك ِ
عواطف عبداللطيف
06-11-2013, 01:28 PM
الغيـــــــــــــرة
لي عاشقة
كانت ْ تغــار ْ
من صوت ِ حسون ٍ على
غصن الندى
وكذاك َ من صوت ِ الكنار ْ
كانت ْ تقول ُ إذا رأتني واقفا ً
في الليل ِ أنظر ُ للسماء ْ
هل بت ّ أنت َ متيما ً
في نجمة ٍ
أم أنت َ مفتون ٌــ أجبني ــ بالقمر ْ
لي عاشقة
كانت ْ تغار ْ
من كل أنثى قد تراها في الطريق ْ
وتغار ُ من
وجه المذيعة ِ في المساء
أو صوت ِ مطربة تغني للهوى
من كل ّ شيء ْ
كانت ْ تغار ْ
يوما ً أتتني سائلة :
أتحبني ؟ !
فأجبتها ، إني أحبك ِ إنما
صاحت ْ وقالت باكية
ماذا أردت َ بإنما
قل لي بأنَكَ لا تحب ُ ملامحي
قل لي بأنك َ هائم ُ
في حب أخرى إعترف ْ
يوما ًُ كتبت ُ قصيدتين ْ
الأولى كانت في الغزل ْ
والثانية
كانت حنينا ً للوطن ْ
ألقيتها في أمسية
كان َ الحضور ْ
من كل أنواع الحضور من الرجال ِ
وكذا النساء ْ
أنشدت ُ شعري بينما
كان الحضور ُ يصفقون
والعاشقة
كانت تراقب ُ حائرة
وجه الصبايا جيدا
لم ْ تستمع ْ لقصيدتي
لم تنتبه إلا لوجه الحاضرات
ونصحتها
لما اكتشفت ُ بأنها
من كل شيء ٍ قد تغار
لا تعشقي يا أنت ِ شاعر
لحروفه
تهفو المشاعر ْ
عواطف عبداللطيف
07-02-2013, 01:03 AM
بلاد العرب أوطاني
أنا يا رب ّ ُ لي وطن ٌ
يعيش ُ بكل ّ شرياني
مصيري أن ّ لي قدر ٌ
سألقاه ويلقاني
لقد أدركت ُ في صغري
تعاليمي وعنواني
عشقت ُ عُروبتي جدا
وهمت ُ بحب أوطاني
فقلت ُ قصائدي فيها
وكم رددت ُ ألحاني
وكم غنيت ُ في صغري
( بلاد العرب ِ أوطاني )
كبرت ُ وشئت ُ أن أمضي
إلى مصر َ فتطوان
وفي سوريا لي صحب ٌ
سألقاهم بلبنان ِ
وجدت ُ الفيزا تمنعني
وتمنع ُ كل ّ خلاني
رأيت ُ الشام َ باكية ً
ويجري دمعها القاني
كذا بغداد ُ قد تاهت ْ
بشيعي ٍ وكلداني
أرى السوادن َ منقسم ٌ
مع الأيام ِ إثنان ِ
وصار َ خليجنا دول ٌ
تناثر َ بين َ شطآن ِ
وبات َ حجازنا حلما ً
عصيا ً خلف َ جدران ِ
تئن ُ القدس ُ في أسر ٍ
ويلطم ُ وجهها الجاني
سباها في الضحى وحش ٌ
وباتت ْ طي َّ نسيان ِ
أنا العربي ُ مآساتي
غريب ٌ بين إخواني
أنا العربي ُ محروم ٌ
بأن أحيا ببلداني
أردد ُ دائما ً أبدا ً
( بلاد ُ العُرب ِ أوطاني )
الوليد
جزء من القصيدة
عواطف عبداللطيف
08-21-2013, 01:42 AM
يكاد ُ الجينز ُ
يكاد ُ ( الجينز ُ ) إذ تمشي يغني
بقــد ٍ إذ ْ تمــيل ُ به ثـقيــلا
كأن ّ قوامها كالغصن ِ لما
تحركه ُ النسائم ُ كي يميلا
سلبت ِ عقولنا لو ترحمينا
فقد أضحى المتيم ُ ذا نحيلا
وبات َ وقد رآك ِ هنا سليم ٌ
مـُـعنى ً في الهوى أبدا ً قتيلا
فصار َ بليله ِ حيران َ حتى
أضاع َ الدرب َ أو فقد َ الدليلا
قوامك ِ يسلب ُ المشتاق َ عقلا ً
فصوني من جمالك ِ لو قليلا
الوليد
عواطف عبداللطيف
08-25-2013, 01:29 AM
حيرة عاشق
أنا في الليل ِ كم ْ سهرت ْ عيوني
وكم رسم َ السهاد ُ على جفوني
أبيت ُ الليــل َ حــيرانا ً وجــفني
جفاه ُ النوم ُ يغرق ُ في الشجون ِ
أفكر ُ في الوصــال ِ وكل ّ يــوم ٍ
يغالب ُ خافــقي أبــدا ً ظــنونــي
أرى العبرات ِ تجري فوق خدي
وتحرق ُ في الحـنايا تــكتــويني
وقد ْ زاد َ العياء ُ فمن ْ مغيثي ؟
وقلبي قد تعذب َ مَن ْ مُـعيني ؟
ضعيف ٌ كان َ قلبي كيف َ يوما ً
بــهذا الحــب قلبــي يبتـليني
بربك ِ في الفؤاد ِ الآن َ رفــقا ً
به ِ فَـــتَــرفــقي لا تــعـــذليني
دعيك ِ من َ العتاب ِ إذا التقينا
بــرفــق ٍ حــدثيــني أو بـلـين ِ
فكم يحلو الحديث ُ إذا انتشينا
حديثك ِ أشتهيه ِ ويشــتهيني
وكوني بلسما ً دوما ً لجرحي
ومن ْ وجعي وآلامي اسعفيني
أنا في العشق ِ كم ْ أبدو سجينا ً
فليتك ِ تسمعي شكوى السجين ِ
وليتك ِ تعلمي بهزال ِ جسمي
بضعفي باصفراري بالغضون ِ
بلادي كل ّ شيء ٍ فيك ِ يقــسو
على حُـر ّ ٍ وتصفو للخؤون ِ
فلا عَيْـش ٌ يَـطيب ُ ولا حياة ٌ
فأهلا ً بالرحيل ِ وبالــمنون ِ
وفي وطني دفنت ُ هنا الأماني
وقد أخفيت ُ في قلبي شجوني
أراني باســما ً والقلب ُ يــبكي
ودمعي قد ترقرق َ في العيون ِ
أنا الظمآن ُ لا للماء ِ أصــبو
لكأس ِ العز ِ أصبو من سنين ِ
إلى وطــن ٍ به نحيا كــراما ً
بلا دمع ٍ نعيش ُ ولا أنــين ِ
الوليد
عواطف عبداللطيف
02-23-2014, 08:49 AM
إن قيلَ لك
إن ْ سرت َ وحدك َ في الطريق
لا تلتفت ْ
إلا لظلك ْ
هل ْ غير ظلّك َ من صديق ْ
إن ْ قيل َ لك ْ
أن ّ الفضاء َ بلا قمر ْ
والليل ُ حولك َ حالك ٌ
لا ترتعش ْ
يكفيك َ أنّك َ لست َ وحدك َ في المدى
فهناك َ أنت ْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
02-23-2014, 08:50 AM
هل تذكرين
هل تذكرين ْ
حين َ التقينا ذات َ شوق ٍ عندما
رقص َ الغمام ْ
حين َ انتشينا ذات َ عشق ٍ مثلنا
غنّى الحمام ْ
هل تذكرين ْ
كم كنت ُ أرجو أن يطول َ لقاؤنا
ونقول للزمن المسافر انتظر ْ
رفقا بنا ..
دعنا قليلا ً تحت ظل الإمنيات ْ
دعنا نسافر في بقايا الأغنيات ْ
هل تذكرين حبيبتي ...هل تذكرين ْ
لكنه شبح الغياب ْ
قد كان َ يجلس ُ في الطريق
قد كان َ يدنو من نوافذ شوقنا
من حلمنا ...
من كل باب ْ ..
يا شوق ُ خذني من جديد
خذني هناك
حتى أراها دون خوف ٍ أو قلق ْ
كي أستعيد َ حبيبتي
كي أستعيد َ ملامحي
فأنا تعبت ُ من الغياب ْ
يا بُعد ُ قل ْ لي مرّة ً
كيف استطعت َ النيل َ مني
وأخذت َ مني مهجتي
وأخذتها خلف َ الضباب ْ
والآن َ يسألني الحنين ْ
ماذا ستكتب ُ للقمر
حتى يبلغها اشتياقك في المساء
ماذا ستكتب ُ في الصباح ِ وفي النهار
الآن َ يسألني الحنين
ماذا تبقى اليوم لك ْ
بعد الغياب ْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
02-23-2014, 08:55 AM
أمي ..
مُصاب ٌ ما عـفت ْمنه ُالقلوب ُ
فطال َ النوْح ُ مني والـنّحيب ُ
ودمع ُ العين ِفوق َالخد ّ يهمي
وعَيْشي بعـد أمّي لا يـطيب ُ
تهزُ أضالعي أشواق ُ وجدٍ
ونارٌ في الحشى جمر ٌ لهيب ُ
أأنسى كيف َ أنسى وجه َ أمي
وقد غابتْ وغيّبها الغيوب ُ
أرى إن ّ الحوادث َ حول قلبي
تعاظمت ِ الرزايا والخطوب ُ
وزاد َ الوهن ُ في عظمي وجسمي
ونال َ الحزن ُ واشتعل َ المشيبُ
أراني حول َ قبرك ِ كل ّ يوم ٍ
تحيط ُ به الجوانح ُ والقلوب ُ
سقاه ُ الله غيثا ً من دموعي
ليروي أرضها دمعي الرطيب ُ
أأكتب ُ فيك يا أمي رثاء ً
فليت َ قصيدتي هذي النّسيب ُ
فيا أماه ُ لو تدري بحالي
كسير القلب ِ محزون ٌ كئيبُ
ــــــــــــــــــــــــ الوليد
عواطف عبداللطيف
02-23-2014, 08:57 AM
لنا ماضٍ
هواك ِ أباح َ لوم َالعــــاذلات ِ
وهجرٌ قد أصبت ِ به أذاتــــي
فبت ّ الليــل َ أشكو فيه هــمي
من الهجران ِ أو طول الشتات ِ
رحلت ِونالَ صدّك ِمن ْ فؤادي
فما يجدي اشتياقي والتفــــاتي
وما أوْفت ْ حبيبا ً من نـــوال ٍ
كأن ّ الصد ّ طبع ُ الغانيــــات ِ
لنا ماض ٍ يجول ُ بكل ّ نفــسي
فيجــعلني أراقــب ُ كـــل ّ آت ِ
أصابت ْ حادثات ُ الدهر ِ قلبي
وبَيْنك ِ كان َ إحدى المعضلات ِ
سوائرُ من عيون ِ الشعر لاقت ْ
ثنـــــاء ً للأحـــبّة ٍ والعـــــــداة ِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوليد
عواطف عبداللطيف
03-07-2014, 11:32 PM
يا أرق الناس
وحدي ببعدك ِ كمْ أبيت ُ أقاسي
جـــــرح ٌ بقلبي ما لــه من آس ِ
فإذا نظرت ِ فأنت ِ ريم ُ في الربى
وإذا نأيت ِ ستوجعي إحساسي
أنا ما نسيتك ِ في الغياب وإنني
أشدو بذكــــرك ِ يا أرق َ الناس ِ
تهمي دموعي فوق خدّي هائما
وأرى بحبّك ِ فرحتي إيناســـــي
ـــــــــــــــــــــــــــــــ الوليد
عواطف عبداللطيف
03-07-2014, 11:36 PM
سألت الأبجدية
يوما سألت ُ الأبجدية واللغة
هل في بطونك ِ مفردة
حقا تليق برائعة
حتى أقدمها لها
صمتت ْ حروف الأبجدية خاشعة
راحت تفكر في العبارة والكلام
راحت تفتش ُ عن كلام
قالت : حروفي كلها
هي طوْع ُ أمرك َ في الحديث ِ وفي الهيام ْ
من يومها
ما زلت ُ أبحث ُ عن لغة
حتى أقدم ما يليق برائعة
هي في فؤادي
مثل شمس ٍ ساطعة
عواطف عبداللطيف
03-09-2014, 02:08 AM
لو قلت ِ
لو قُلت ِ أنّ الشمس َ تُشرقُ في المساء ْ
أو قلت ِ أنّ الصيف َ قد ْ يأتي الشتاء ْ
أو قلت ِ ..ما شئت قولي
إنّي أصدّق ُ غير َ شيء
أنّ الفراق َ حبيبتي
مثل اللقاء ْ
فغرامنا كان َ الرسالة ُ في زمان ٍ ليس َ
فيه ِ الأنبياء ْ
عواطف عبداللطيف
03-15-2014, 10:33 PM
تراتيل الشوق على ضفاف الجمر
وجع ُ السنابل ِ في حقول ِ الواهمين ْ
صوت ُ الكمنجة ِ والربابة ِ في دروب الراحلين ْ
كانت ْ ملامح ُ ما أريد ْ
وأنا أفتّش ُ في الصور ْ
في مفردات ٍ صُغتها
يوما ً على باب ِ النشيد ْ
ما قاله ُ الصُفصاف ُ لي
وأنا أرتب ُ في المرايا صورتي
هل ْ أنت َ أنت ْ ؟
أم ْ أنت َ تسكن ُ في سواك ْ ؟
دع ْ يا أناي ْ
يوما ً أراك ْ
دعني أفتش ُ في بقايا صورتي
عن ْ وجهي َ المنسي ّ بين َ المفردات ْ
ما للزنابق ِ رائحة
ما للقُرنفل ِ بسمة ُ المشتاق ِ من ألم الغواية
دعني أغني خلسة ً للبحر في هذا المساء ْ
لجدار ِ منزل َ قد بنينا من رذاذ ِ الصبح ْ
لتشرّد ِ النجمات ِ في ليل ِ الخريف ْ
نحن ُ الذين على عَجل ْ
كنا نهييء ُ ما تبقى من عواصم َ للغُزاة ْ
نحن ُ السبايا وحدنا
للقادمين ْ
للعابرين َ على الجراح ْ
للعابثين َ بدمعنا
آثارنا فوق َ الرمال ْ
يوما ً محاها البحر ُ عن أحلامنا
أسماؤنا الأولى نسينا شكلها
الشمس ُ لم ترسم ْ هنا
ظلا ً يُعامد ُ قامتي أو قامتك ْ
لو أن ّ لي
مثل المهاجر نافذة
حتى أبيع َ النفط َ للحرس ِ القديم ْ
لو أن ّ لي
بيْتا ً يقيني من صراخ العاصفة
فحبيبتي أنثى ولكن ْ من ْ مطر ْ
هي َ كالغمام ِ مسافرة
بين الحروف ْ
لا وجهها قد بات لي
لا صوتها يوما ً يقد ّ ُ الصمت َ لي
لا صورة ً تركت ْ معي
حتى أراها كلما غاب َ القمر ْ
عنوانها السري ّ أجهله ولا
أدري الطريق َ لبيتها
وجعي كما وجع الحروف
الوليد
عواطف عبداللطيف
04-07-2014, 04:00 AM
نشيد الغريب
ما عُدت ِ لي
قال َ الغريب ْ
قد صار َ قلبُك ِ فندقا ً للعابرين ْ
وأنا أطير ُ إلى النوافذ ِ خلسة ً
فأراك ِ في ليل ٍ مُباح ْ
وهناك َ يجلس ُ فوق َ مقعدنا سواي ْ
ويداك ِ تغفو في يديه
تتعانقان ِ على أديم الإنكسار ْ
ما عُدت ِ لي
قال َ الغريب ْ
هذا فراق ٌ بيننا حتى الأبد ْ
وأنا هنالك َ لا أحد ْ
سقف ُ الغمامة أزرق ٌ
لا شيء َ يمنحه البياض ْ
كم كنت ُ أنت ِ ولم ْ أكن ْ يوما سواك ْ
لا شيء َ يجذبني إلى
وجه ٍ تناثر َ في العَدَم ْ
لا الوقت ُ أو شوق ُ المساء ْ
قد كنت ُ يوما ً عابرا ً كالعابرين ْ
والآن َ وحدي أستعيد ُ من َ العدم ْ
هذا الوجود ْ
وأعيد ُ رسم َ طفولتي
ويكونني حلم ُ البداية ِ من جديد ْ
ما عدت ُ أسترق ُ المساء ْ
حتى أراك ِ دقيقة أخرى هنا
قبل َ الرحيل ْ
فأنا وهبتُك ِ كل ّ شيء
وجه القصيدة ِ شكلَها
كل الحروف
وكم احترقت ُوأنا أفتش ُ في المعاني والكلام
ما زلت ُ أحفظ بعضها
والبعض ُ غاب ْ
صَيْدا تموت ُ على ضفاف ِ البحر ْ
وسفينة ُ المشتاق ِ تُخطئها الشواطيء ُ في الإياب ْ
سأكون ُ مثل َ الظل ّ أتبعني وأرصد ُ خطوتي
حاولت ُ رصد َ ملامحي من خارجي
وأنا أعيش ُ بداخلي
ما عدت ُ أفهم ُ كيف ينمو الزهر ُ في الأرض ِ اليباس ْ
أو كيف تورق ُ نجمة ٌ عبر الفضاء ْ
تلك الحياة ُ غريبة ٌ بطقوسها
وفصولها
كم كنت ُ أعشق ُ حبّنا
وطريقة ُ الأشياء ِ يملأها الفراغ
كنا معا
والثالث ُ المنسي ُ يسكن ُ قلبنا
ويغارُ منا كلما تَعب َ المساء ْ
والآن قلبك ِ فندق ٌ للعابرين ْ
وأرى سواي ْ
في هدأة ِ الليل ِ يبدأك ِ النشيد ْ
وأنا الغريب ْ
وأنا المسافر ُ والطريد ْ
وأنا وأنت ِ الخاسران
والثالث ُ المنْسي ّ أيضا ً خاسر ٌ
فأنا اقتلعتُك ِ من دمي
ومحوت ُ اسمك ِ من فضاء الإغنيات ْ
صيْدا المدينة ُ لم ْ تعد ْ
حلم َ الرعاة ْ
أو قبلة َ المشتاق ِ للموج ِ الجميل ْ
كم قلت ُ للحب ِ المفاجيء مرّة ً
لا تـمْـتّحني
فأخاف ُغدرك َ حين ينكسر ُ الزمان ْ
أسقطت ُ اسمَك ِ من حروف الأبجدية كلها
كي لا أراك ِ تعانقين َ قصيدتي
مزقت ُ صورتك ِ التي
كانت ْ معي
في جيب ِ محفظتي تنام ْ
أحرقت ُ كل ّ رسالة ٍ
قد كان َ يحملها الحمام ْ
يا كذبة ً أزلية ً
يا أنت ِ يا صنما ً صنعت ُ من الرّخام ْ
لي أعتذر ْ
وسأعتذر ْ
عن كل شيء ْ
عن رحلة ٍ ممنوعة ٍ
في درب ِ الكلام ْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
08-12-2014, 04:36 AM
إلى حسناء
نا من بين ِ خلاّني
عزفت ُ بديع َ ألحاني
إلى حسناء َ مصياف ِ
إلى قمر ٍ بأوطــــاني
يفوق ُ جمالُها بَدْرا ً
فهذا الحُسْن ُ ربّاني
كمثل ِ البدر ِ طلعتها
وأحمر خدّها قاني
أسافر ُ في ابتسامتها
وبالأشواق ِ تلقاني
فتسحرني بنظرتها
وتحنان ٌ بتحنـــــان ِ
ملاك ٌ أنت ِ غاليتي
يسير ُ بثوب ِ إنسان ِ
لها قد ّ يُعــــــذبني
يميس ُ كمثل ِ أغصان ِ
لها وجه ٌ به ِ نـــــــور ٌ
تَشع ّ فيه ِ عــــــيْنان ِ
لها ثغر ٌ به سمط ٌ
من الياقوت ِ أغراني
وحاجب ُ طرْفها قَوْس ٌ
ُأصاب َ السهم ُ شرياني
كماء ِ البحر ِ عيناها
وسحر ُ العين ِ أشجاني
الوليد
عواطف عبداللطيف
08-19-2014, 04:53 AM
غزة ...
لو سقط َ الحرف ُ من َ الدفتر ْ !
لو هرب َ اللون ُ من المنظر ْ !
لو ترك َ الشرطي ُ المخفر ْ !
لو هرب َ القمر ُ من الدنيا !
سأصدق ُ في هذا حتما ً
سأصدق ُ وأبصم ُ بالعشرة
لكني لن أؤمن ُ أبدا ً
بعروبة أوطاني لما
قد نسيت ْ في الشدّة غزة
الوليد
عواطف عبداللطيف
08-19-2014, 04:58 AM
نشيد ُ العاشقين
دمع ٌ لعنقود ِ النّدى
أوجاعنا تدنو من الشرفات ْ
دمع ٌ لتحليق ِ الحمام ِ على القباب ْ
للطائر ِ الدوري ّ يشدو فوق َ غصن ِ الأمنيات ْ
دمع ٌ لأحلام ِ الصغار ْ
لجراحنا ...
للغامق ِ الكحلي ّ فوق سمائنا
وتكون ُ غزّة ُ في النشيد ِ الحلم ْ
وهناك َ أبدأ بانتشاري
أشلاؤنا تحت َ الرّكام ْ
طفل ٌ / وشيخ ٌ / وامرأة
وملامح ٌ أخرى لوجه صبيّةٍ
كانت ْ تفكر ُ في غد ٍ
مُت ْ واقفا ً / أو جالسا
ماذا يفيدك َ غير َ دمعي وانتحاري
خُذ ْ ما تبقى من بكائي
لا شيء َ يُسندني ويسند ُ قامتي
فهنا تحطّم َ في المدي
بيتي جداري
واكتب ْ وصيّة َ حلمنا
ثم ّ انتصر ْ
حتى يؤاخيك َ الغمام ْ
قاوم ْ وحيدا ً فوق َ أرضك ْ
واصنع ْ من َ اللاشيء ِ حلمك ْ
مَن ْ غير َ أنت َ الآن َ يحمل ُ كل ّ جرحك ْ
تركوك َ وحدك َ في العراء ْ
جُرْحٌ جديد ٌ في الذراع ْ
شهداؤنا ...
أطفالنا ...
زهر ٌ تناثر َ في القطاع ْ
الطائرات ُ الحاملات ُ الموت َ في الفجر ِ الكئيب ْ
تلقي القنابل َ فوق َرايات ِ الحمام ْ
الموت ُ يسرق ُ وجهنا
ونغيب ُ مثل الموج ِ أو مثل الغمام ْ
ودموع ُ غزة َ لا تُحرّك ُ صمتنا
وجراح ُ غزّةَ دامية
طفل ٌ تطاير َ رأسه ُ فوق َ الرمال ْ
جسد ٌ تَمزّقَ في الطريق بلا ذراع ْ
الموت ُ لعبة ُ غاصب ٍ
يلهو بها عند المساء ْ
هذا الزمان ُالمُستعار ْ
لا شيء َ يجذبني ببحر ِ قصيدتي
لا شيء َ يسكن ُ في انتباهك ْ
فاحمل ْ فراغك َ كلّه
وَخُذِ انكساري ربما
سأراك َ قبل َ الموت ِ في حُلم ِ انتصاري
فاذهب ْ وحيدا ً في السّديم ْ
ماذا ستجني بانتظاري !!
قلنا لغزّة َ كل ّ شيء ْ
قلنا لها
نامي قليلا قبل َ قصف ِ الطائرات ْ
نامي قليلا ً واحملي
كيس َ القذائف ْ
وتناولي لك ِ ما تبقى من رغيف ٍ يابس ٍ
وتأملي
وجه الصغار ْ
فغدا ً سيخطفها النهار ْ
قلنا لغزّة َ كل شيء
كنّا نقول ُ بأن ّ غزة َ عِرضنا
أو ما تبقى من نشيد ْ
والآن َ غزّة َ وحدها
والموت ُ يأتيها وينهش ُ قلبها
وتظل ّ غزة صامدة
لا شيء َ يكسرها وتنكسر ُ العواصم ُ والمدن ْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
08-27-2014, 03:06 AM
قبل َ الكلام
قبل َ الكلام ْ
أيقظت ِ في ّ مشاعرا ً
كادت ْ تنام ْ
وظللت ُ أسأل ُ والسؤال ُيجولُ بي
كيف َ استطعت ِ بنظرة ٍ
أن ْ تَستبيحي خافقي
رغم َ الزّحام ْ
قبل َ الكلام ْ
قد ْ كنت ُ أكتب ُ كل ّ يوم
للعابرات ِ على الدروب ْ
للحالمات ِ بهمسة ٍ ورديّة ٍ
للباعثات ِ بعطرهن ّ مع النّسيم ْ
لكنني ...
لما التقيتك ِ في زمان ٍ ليس َ لي
ما عاد َ يُغريني النشيد
ما عدت ُ أكتب ُ في الهوى
أو في الغرام ْ
قبل الكلام ْ
أحتاج ُ يا زمني رجوعك للوراء
حتى أسير َ إلى الأمام ْ
وأنا المُكبّلُ والمُقيّد ُ بالسلاسل ِ والقيود
وأنا المحاصر ُ في المدينة ِ لست ُ أعرف ُ جيّدا
ماذا هنالك َ كان َ لي خلف َ الحدود ْ
قبل َ الكلام ْ
كم ْ كنت ُ أحلم ُ لو أحلّق ّ مرة ً فوق َ الغمام ْ
بيني وبينك ِ حاجزان
بيديك ِ أول ُ حاجز ٍ
والحاجز ُ الثاني هنا
قد كان َ شيّده ُ الزمان
بيني وبينك ِ دمعتان
تغفو على الوجنات ِ في هذا الظلام ْ
هل غير قلبي يحتوي فينا الأنين
والآن َ أدنو من حروفي كي يعانقك ِ النشيد
وأعيد ُ رسم حكايتي
لك ِ من جديد
لكن ّ حرفي لا يُطاوع ُ فكرتي
قبل الكلام ْ
رحل َ الكلام ْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
10-10-2014, 01:36 AM
أضحى لقاء العاشقين حراما
قلبي تعلق َ في هواك ِ فهاما
قد زاد َ فيك ِ محبة ً وهياما
سَفرت ْ عن ِ البدر ِ المنير ِ فهالني
هذا الجمال ُ وقد أزلت ِ لثاما
فبدى بوجهك ِ سحر ُ لحظ ٍ فاتن ٍ
كم زدت ِ في ّ محبة ً وغراما
وأريج ُ عطرك ِ في المكان ِ يذيبني
لو تمنحي الهيمان َ منك ِ سلاما
أيقظت ِ في ّ َ مشاعرا ً قد خلتها
قد غادرتني لا تُطيق ُ مُقاما
فبدى فؤادي في هواك ِ معذبا ً
وهنا أردد ُ في الهوى أنغاما
وتشابهت ْ كل ّ الليالي في الهوى
أمست ْ طِـوالا ً تشبه ُ الأعواما
لم ْ يعرف ِ المشتاق ُ نوما ً في الدجى
ألف َ السهاد َ لو استطاع َ لناما
لكنها الأشواق ُ تُذكي نارها
وتزيد ُ في قلب ِ المحب ّ ضراما
ويكاد ُ يلمح ُ في الدروب ِ خيالها
فيفيق ُ مذعورا ً يلم ّ حُطاما
كم حالت ِ الأقدار ُ دون َ لقائنا
أضحى لقاء ُ العاشقين َ حراما
الوليد
عواطف عبداللطيف
10-11-2014, 12:33 PM
سأظل ّ أحبك ِ ..
وأتيت ُ إليك ِ ويجذبني
شوق ٌ في القلب ِ لرؤياك ِ
فبرزت ِ إلي َّ وأدهشني
نور ٌ وجمال ُ محياك ِ
دقّات ُ القلب ِ تسابقني
كي ْ تحظى مثلي بلقاك ِ
نظراتك ِ كانت ْ تسحرني
رفقا ً مولاتي بفتاك ِ
همساتُـكِ لحن ٌ يطربني
ويؤجج ُ في القلب ِ هواك ِ
وتميس ُ بقد ّ ٍ ذوّبني
هل أحظى يوما ً برضاك ِ
وقوامك ِ هذا أعشقه ُ
فأقول ُ بصدق ٍ رُحماك ِ
أشتاق ُ إليك ِ وتأسرني
شفتاك ِ أيضا ً عيناك ِ
صوت ٌ في الليل ِ يؤرقني
كأنين ٍ للطفل الباكي
هل تعلم ُ فاتنتي حزني
فتزيل جميع الأشواك ِ
وتجيء ُ إلي َّ تُعانقني
وتلامس ُ ثغري شفتاك ِ
ورضابك ِ يروي ظمآنا ً
هل قلبي يرويه ِ سواك ِ
أتنفس ُ عطرك ِ يسكرني
ما قيمة عمري لولاك ِ
سأظل أحبك غاليتي
وأظل ُ أردد أهواك ِ
الوليد
ربيع عمري :
وحدها كانت الشمعة ُ تغار ُ منك ، وأنا أكتب أجمل القصائد لأجمل عينين .
عواطف عبداللطيف
10-11-2014, 12:36 PM
هل تذكرين !
هل تشعرين
يا حلوة القدّ الرشيق
يا قُبلة المشتاق في المنفى البعيدْ
بمشاعري
هل لهفتي هيَ لهفتك
هل تذكرين
حينَ التقينا في المساء
وطلبتِ مني حينَ باغتني الحنينْ
أن ترقصينْ
ويداكِ كانت ْ حول عنقي بينما
قد كان خصرك نائما في معصميْ
ما بينَ وجهك بينَ وجهي لم يكنْ
إلا مسافةُ قبلةٍ
كانت عيونك ناعسة
ورموش عينك ساحرة
ودنوتُ من شفتيك أرجو قُبلة
هل تذكرين
كم كانَ صوتك ساحرا
ينسابُ في قلبي بهمسٍ كالندى
قد قلتِ لي :
...................
.................
وأنا أحبك كم أحبك يا التي
سكنتْ جميع جوانحي
الوليد
عواطف عبداللطيف
11-02-2014, 01:42 AM
ذكرى ئؤجج خافقي
أضرمت ِ نارا ً في الحشى لا تنطفي
وجعلت ِ بي كل ّ العواذل ِ تشتفي
وصددت ِ تيها ً حين َ جئتك ِ عاشقا
ماذا يضيرك ِ لو بقلبي تعطفي
يا حلوة الخطو الجميل ِ ترفقي
قد كنت ُ دوما في وصالك ِ أكتفي
لا تسمعي قول َ العذول ِ فإنه
كالنار ِ تشعل ُ مهجتي لا تنطفي
سجع َ الحمام ُ على الغصون ِ وهاجني
ذكرى تؤجج ُ خافقي وعواطفي
وبكيت ُ شوقا ً حين كان َ هديلها
في الصبح ِ يشدو في مسامع مدنف ِ
يبكي الحمام ُ أليفه وكأنني
مثل الحمام ِ بكيت ُ دون تكلف ِ
قلبي الأسير ُ لحسنها وجمالها
ولقدها المترهل المترهف ِ
أين َ التي أحببتها وعشقتها
يا قلب ُ قل ْ لي أين عني تختفي
الوليد
عواطف عبداللطيف
11-24-2014, 08:55 AM
إلى فريد مسالمة ...رسالة من غير تاريخ
يا صاحبي ...
منفاكَ يوجعني ويوجعني الحنين
منفاكَ مثل غمامةٍ
لا ماءَ فيها لا مطرْ
فيها من الحقدِ الدفينْ
لكنَّ مثلكَ صاحبي
مثل الجبال الشامخة
وأنا هنا ...
رغمَ الحصار ..
وبكاء طفلٍ في الزقاق
وصراخ ماجدةٍ تنادي زوجها
في القبرِ أو من خلف قضبان سجنْ
منفاكَ يشبهني تماما
يا صاحبي
يا نصفيَ المجنون يا همس القوافي والجداول والحمام
زنزانتي زنزاتك
وسلاسل القيد التي
أدمتْ هنالكَ معصميْ
هي ذاتها ...
أدمتْ يديكْ
يا صاحبي ..
كم مرّة في غربتك
قد بتَّ من غير الطعام
قد كنتَ دوما تكتفي
برغيفِ شوقْ
قد كنتَ تلتحفُ الحنينَ إلى ملامح بلدتكْ
وتنامُ من غير الغطاء على الرصيف
يا صاحبي
هذا النشيدُ نشيدُنا
هذا البكاءُ بكاؤنا
منفاكَ لكْ / لي
وحصارنا قد صار لي / لك
هل يا ترى
غيري صديقي يسمعكْ
ما أجملك!!
الوليد
نابلس المحتلة
في : / /
عواطف عبداللطيف
12-14-2014, 11:42 PM
في رثاء الصديق الشاعر السوري الكبير
رمزت ْ إبراهيم عليا
رأيت ُ الشـــــام َ أدماها النّــحيب ُ
مُصاب ُ ما شَفَتْ منه ُ النّــــدوب ُ
يفيضُ الدمع ُ يهــمي من عيــوني
ودنيا بــعد َ (رمـزتَ )َ لا تَطيب ُ
مضى عنّا وفارقـــنا التّصــــابي
وطال َ الحزن ُ إذْ مات َ الحبيب ُ
وتُقــلقُ راحتي أنْفــــاسُ وَجْـــدٍ
ويحرق ُ مهجتي فيها اللهيـــب ُ
أقول ُ رثاءه يا ليـــت َ شــعري
يُقال ُ بديــل َ مرثــيتي النّسيب ُ
أراني والتراب ُ عليـه يُــحْــثى
عليل َ الجسم ِ آيَسَــه ُ الطبيـب ُ
أيُدْفَنُ في الثّرى من ْكان َدَوْماً
له الأجـــفان ُ بَيْتٌ والقلــــوب ُ
سقى قبرا ً يضمّك َ كلّ غيْثٍ
ودمعٌ يرتــوي منه القليـــب ُ
أنادي في المساء وليس َ يُصغي
أنادي بَـيـْدَ رمــزت َ لا يُجيب ُ
وكيف َ يعودُ مخطوفُ المنايا
متى رحل َ الشباب ُ فلا يؤوب ُ
ولوْ فقدتْ جبالُ الأرضِ خِلا ً
لعمري إنها كــادت ْ تذوب ُ
ألا إن َ المآسي حـــول قلـــبي
تعاظمت ِ الحوادث ُوالخطوب ُ
فلا بَردى يعادل ُ دمــع عيْني
متى قدْ غاب َ شاعرُنا الأريب ُ
فزيدي من دموعك يا (ليال ِ )
دموعُ العيْن ِ يتبعُها الـــغروب ُ
فكيف َالحُزْنُ في الوجدان ِيخبو
وجمرُ الشوقِ يشعلهُ اللــــهيبُ
أنَنْسى (رمزتَ) الإنسانَ يوما ؟
وهــذا ذكــرهُ فــينا يَــطــيب ُ
الوليد
عواطف عبداللطيف
07-24-2015, 07:34 AM
الحب
الحبّ نسمة ُ عاشقيْن ِ وكلما
هبّت ْ تحرك خافـــق َ الوجدان ِ
الحـــبّ سر ٌّ إن يبــــوح بسرّه
قلبُ المحـــبّ برقة ٍ وحــــنان ِ
سيرى السعادة َ في الحياة ِ كأنها
شمسٌ ستشرق في سما الأكوان ِ
عواطف عبداللطيف
07-24-2015, 07:38 AM
قال َ الظمأ
الوردُ مُر ٌّ في حقولِ الواهمينْ
لا رائحة
للياسمينْ
ورقُ القرنفل ِ ذابل ٌ
فاحمل ْ صديقي معولك ْ
وادفن ْ به
تحتَ الرماد ْ
ما عادَ يجذبُ شهوتي
صوتُ الكنارْ
لا الرحلةُ ابتدأتْ ولا طلعَ النهار ْ
الأمنياتْ
ما الأمنيات ْ !!
هل وجه عاشقة ٍ يسافرُ في المدى
ويضيعُ خلفَ الريح ِ يأخذه الصدى
هل ذاكَ يبدو أمنية !!
قالَ الظمأ :
صحراؤنا تغتالنا
فاشربْ غيابكَ وانتبه
حتى تموتَ كما تشاءْ
في أي ّ حُلم ٍ قد أراك ْ
فاخرج ْ قليلا ً من دمك ْ
وانظر ْ إليك ْ
حتى أراك ْ
لغتان ِ لي ..
لغة ٌ لأمّي حينَ أجلسُ في المساء / الصباح
أحكي لها / تحكي لنا
هي دارجة تلك اللغة ..
فُصحى ترددُ ما تبقى من نشيد ْ
للعـُشب ِ أو
للغناء ِ على جدار ٍ قد تعلق َ في الفراغ ْ
قالَ الظمأ :
يدنو الخريفُ منَ النوافذ ِ فانتبه ْ
كي ْ لا يراكَ المخبرون ْ
فاشرب ْ قليلا ً من ْ دمك ْ
واخلع ْ عباءتك َ التي
قد ْ أورثتك َ قبيلتك ْ
قال َ انتبه ْ
لتكونَ أنت ْ
راياتنا ..
لا تنتمي
لبلادنا
والعابثونَ بحلمنا
قد حرّفوا
لحنَ النشيد المدرسي
والأقنعة
في كل زاوية تــُباع ْ
فالبس ْ قناعك َ وارتديه
كي يعرفوك
أما أنا
فأنا أفتش ُ في أناي ْ
عني وعنك ْ
لا أنتَ أنتَ ولا أنا أبدو أنا
فاخرج ْ قليلا ً من ْ أناك ْ
لأكون أنت ْ
وبلا قناع ْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
07-28-2015, 04:43 AM
سَلي قلبي
سَلي قلبي سيمنحك ِ الجوابا
ويخبرك ِ الحقيقة َ والصوابا
وردّي من عتابك ِ إن ّ قلبي
أراه ُ اليوم َ قد سئم َ العتابا
أتجفوني وتُمعن ُ في التنائي
وتمنعني التداني والخطابا
وكان َ حديثها بالأمس ِ شوقا ً
وصارت ْ لا ترد ّ لنا جوابا
أناديها تعالي إن ّ قلبي
بدى من ْ بعد هجرك ِلي خرابا
وغبت ِ وكان ُ وصلك ِ لي أنيساً
فكيف َ حبيبتي شئت ِ الغيابا
عواطف عبداللطيف
07-28-2015, 04:48 AM
السقوط
أخفقت ُ كم ْ أخفقت ُ في
كل ّ التفاصيل التي
كانت ْ تحاصر ُ رغبتي
أخفقت ُ في عشق ِ المطر ْ
لما يعانق ُ أرضنا
ويزيل من حقل الأماني اليابسة
كل َّ الذبول ْ
أخفقت ُ في عشق ِ البحر ْ
لما يداعب ُ موجه
وجع الشواطيء والرمال ْ
أخفقت ُ في عشق ِ البلابل ِ حين َ تشدو فوق َ غصن ٍ ليس َ لي
وأنا الذي
كتب َ النشيد ْ
أخفقت ُ في رصد ِ الفراشة ِ وهي تزهو هائمة
بين َ الورود ْ
أخفقت ُ في رسم ابتسامة ِ عاشق ٍ
لحبيبة ٍ فوق َ الخدود ْ
أخفقت ُ كم أخفقت ْ
كل ّ ُ المرايا داكنة
لا وجه َ لي يبدو بها
لا أستطيع ُ اليوم َ حقا ً أن ْ أراني واضحا
كيف َ اختفيت ُ كما الفراغ ْ
هل يا تُرى أبدو هناك ْ
سأصيح ُ في هذا المدى
كي أستعيد َ من الصدى
صوتي ووجه َ قصيدتي
المفردات ُ غريبة ٌ...
الأبجدية ُ لا تُطاوع ُ رغبتي
ورسائل ُ المشتاق ِ ضاعت ْ في الزحام ْ
تاهت ْ كما
تاه َ الكلام ْ
كم ْ قلت ُ يوما ً للتي أحببتها
وعشقتها
أني غريب ٌ في زمان ٍ ليس َ لي
لا إخوة ٌ ..
لا أصدقاء َ اليوم َ لي ..
لا مؤنسا ً في وحشتي
في وحدتي
إلاك ِ لي
وحدي أنا
الليل ُ لي ..
وبه ِ أبوح ُ إلى النجوم ْ
عن كل ّ شيء ْ
عن رحلة ِ العصفورِ في فصل الشتاء ْ
عما يجول ُ بخاطر ِ القروي ِ في وقت ِ الحصاد ْ
عن ْ سيرة ِ العشاق ْ
كل ّ التفاصيل ِ التي في خاطري
ممنوعة ٌ
لا أستطيع ُ البوح فيها من زمن ْ
كل ّ الذين َ عرفتهم
قابلتهم
لم يعرفوني جيدا
حتى المرايا لا أرى
وجهي بها
سأقول ُ لي
هذا المساء ْ
شيئا ً ينازع ُ في أناي ْ
هل يا أنا
سأكون ُ لي
حتى تصالحني خطاي ْ
هذا الضجيج ُ بداخلي
فوضاي ِ لي
وأنين ُ ناي ْ
سأقول ُ لي
هذا المساء ْ
ماذا استفدت ُ من الكتابة ِ والحروف ْ
وأنا الذي
أبحرت ُ في كل ّ البحار ْ
وأنا الذي
أعددت ُ عقدا ً من مَحار ْ
لحبيبتي
كم ْ كنت ُ قبطانا ً يهيم ُ بزورق ٍ
ويصارع ُ الموج َ الغريب ْ
كم ْ كنت ُ يوما ً عاشقا ً
لقرنفلة
كي يستمر َ أريجها
وحبيبتي
خلف َ المسافة ِ تنتظر
كانت ْ تسرح ُ شعرها
وتعيد ُ ترتيب َ انتظاري في المساء ْ
وأنا هنا
لا أستطيع ُ لها الوصول ْ
كل النوافذ ِ مغلقة
تأشيرتي
ممنوعة ٌ ..
وجريمتي في هذه الدنيا بأني شاعر ٌ
للعشق ِ أكتب ُ كل ّ يوم ٍ أغنية
الأمنيات ُ حبيسة ٌ في خاطري
هذا المساء ْ
حرف ُ القصيدة ِ مالح ٌ
حتى المعاني غامضة
ماذا أريد !!
أنا لست ُ أفهم ُ أي ّ شيء
لكنني
سأقول ُ لي
هذا المساء
عن كل ّ شيء
الوليد
عواطف عبداللطيف
08-03-2015, 01:02 PM
في المهرجان
لم تلتفت ْ لقصيدتي
كي ْ لا يراها الحاضرون
كانت ْ تخبيء ُ وجهها
خلف َ الوشاح ْ
كانت ملامح ُ وجهها
تدنو كثيرا ً من حروف ِ قصيدتي
في المهرجان
كان الحضور
من كل أنواع الحضور
لكنني
ما كنت ُ ألمح ُ بينهم
إلا ملامح وجهها
خلف الوشاح
عواطف عبداللطيف
08-19-2015, 12:12 PM
لا ترحلي
حاولت ُ أن ألقاك ِ في أحلامي
لكنني أخفقت ُ في أوهامي
حتى الكرى قد حال َ فيما بيننا
يا ليت َ شعري لو أراك ِ أمامي
من ْ علّــم َ الحسناء َ هجر َ معذب ٍ
يمضي بشوق ِ محطم الأقدام ِ
أسلمت ُ قلبي للهوى فوجدتني
وحدي أعاني شقوة َ الآلام ِ
لا البعد ُ ينسيني هواها لحظة ً
وتشابهت ْ في بعدها أيامي
يا ظبية َ الوادي التي في حسنها
قلبي يغني أعذب َ الأنغام ِ
كم هام َ قلبي في هواك ِ وليتني
قد نلت ُ منك ِ الوصل َ في الإقدام ِ
لا تهجريني إن َ هجرك قاتلي
ومعذبي يا فتنتي وغرامي
لا ترحلي يا حلوتي وترفقي
ردي علي ّ تحيتي وسلامي
أو فامنحيني صورة ً أخلو بها
كي تنعشي بي مهجتي وعظامي
من ْ قال َ أني قد سلوتك ِ بُرهة ً
كذب َ الوشاة ُ وحرّفوا أقلامي
لا تسمعي قول َ العواذل ِ واسمعي
صدقي بقولي ظاهر ٌ بكلامي
كم ْ كنت ُ أرجو أن أراك ِ وإنني
فوجئت ُ بالإعراض ِ والإحجام ِ
الوليد
عواطف عبداللطيف
08-20-2015, 11:50 AM
تلك َ اللحاظ ُ
كلُّ القُلوب ِ بسجن ِ الحُبِّ أسْراك ِ
هلْ أنْتِ عالمَةٌ بما فعلتهُ عيْنــــاكِ
تلكَ اللـحاظ ُ وقَدْ أدْمَتْ جَـوانحَنا
مَن ْفي القلوبِ وهذا السفْكُ أفْتاك ِ
أخْفيْتُ حُبّك ِ حتّى ذاعَـه ُ قلـمي
ما كنتُ أعلـمُ أنّ القلبَ يَهْــواك ِ
أوْصافُ حُسْنك ِدونَ النّاسِ كاملةٌ
يا منية َ الروح ِ كم أهـفو للقـياك ِ
أظهرتِ حُسْنَكِ للعُذال ِ كاشفة ً
تلكَ المفاتنُ مَنْ في ذاكَ أغراك ِ
كدْت ِ المُتيّم َ فيما أنت ِ فاعلة ٌ
فانسرّ أعدائيَ في هذا وأعْداك ِ
الوليد
عواطف عبداللطيف
08-21-2015, 02:20 PM
تزهو الغزالة
تزهو الغـــــزالة ُ إن وصفتــك ِ مثـــــلــها
والنجم ُ يزهـــــو والكـــــواكب ُ والـــقمر
والــــورد ُ يخــــجل ُمن جمـــالك آمـــلا ً
أن تجلسي في الروض يا أحلى البشر ْ
كيْ يســتزيد َ من الجمــــال ِ فربـــــما
يزداد ُ حُســـنا ً إن ْ أطــــال َ لك ِ النظر ْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
08-21-2015, 02:21 PM
دمشق
كفّي دموعك ِ يا دمشق ُ فإنـّــها
كالنّار ِتحرق ُفي الأسى وجداني
فإلى متى ينساب ُ جُرحك ِنازفا ً
أوَ لمْ تكـــوني جنّتي بُســـتاني
قد كنت ِ رَوْضا ً قد تفتّــح َ زهـــره ُ
وسرى بقلبي من شذى الريحان ِ
واليوم َ نلمح ُ في ثراك ِ مجازرا ً
لم تحتمل ْ أهوالــها الثــــقلان ِ
يا ربّ فاحفظ ْ شامَــنا من حقدهم
واطفيءْ بعفوك َ جمرة َ النيران ِ
وأعد السّلام َ ألى ربوع ِ حبيبة ٍ
فدمشق ُ في قلبي وفي شرياني
الوليد
عواطف عبداللطيف
08-24-2015, 02:00 PM
اشجان
أنا في الليل ِ كم ْ سهرت ْ عيوني
وكم رسم َ السهاد ُ على جفوني
أبيت ُ الليــل َ حــيرانا ً وجــفني
جفاه ُ النوم ُ يغرق ُ في الشجون ِ
أفكر ُ في الوصــال ِ وكل ّ يــوم ٍ
يغالب ُ خافــقي أبــدا ً ظــنونــي
أرى العبرات ِ تجري فوق خدي
وتحرق ُ في الحـنايا تــكتــويني
وقد ْ زاد َ العياء ُ فمن ْ مغيثي ؟
وقلبي قد تعذب َ مَن ْ مُـعيني ؟
ضعيف ٌ كان َ قلبي كيف َ يوما ً
بــهذا الحــب قلبــي يبتـليني
بربك ِ في الفؤاد ِ الآن َ رفــقا ً
به ِ فَـــتَــرفــقي لا تــعـــذليني
دعيك ِ من َ العتاب ِ إذا التقينا
بــرفــق ٍ حــدثيــني أو بـلـين ِ
فكم يحلو الحديث ُ إذا انتشينا
حديثك ِ أشتهيه ِ ويشــتهيني
وكوني بلسما ً دوما ً لجرحي
ومن ْ وجعي وآلامي اسعفيني
أنا في العشق ِ كم ْ أبدو سجينا ً
فليتك تُدركين لظى السجينِ
وليتك تُبصرين هزال جسمي
وضعفي باصفراري بالغضون ِ
بلادي كل ّ شيء ٍ فيك ِ يقــسو
على حُـر ّ ٍ وتصفو للخؤون ِ
فلا عَيْـش ٌ يَـطيب ُ ولا حياة ٌ
فأهلا ً بالرحيل ِ وبالــمنون ِ
وفي وطني دفنت ُ هنا الأماني
وقد أخفيت ُ في قلبي شجوني
أراني باســما ً والقلب ُ يــبكي
ودمعي قد ترقرق َ في العيون ِ
أنا الظمآن ُ لا للماء ِ أصــبو
لكأس ِ العز ِ أصبو من سنين ِ
إلى وطــن ٍ به نحيا كــراما ً
بلا دمع ٍ نعيش ُ ولا أنــين ِ
الوليد
عواطف عبداللطيف
08-28-2015, 07:26 AM
قبل َ الكلام
قبل َ الكلام ْ
أيقظت ِ في ّ مشاعرا ً
كادت ْ تنام ْ
وظللت ُ أسأل ُ والسؤال ُيجولُ بي
كيف َ استطعت ِ بنظرة ٍ
أن ْ تَستبيحي خافقي
رغم َ الزّحام ْ
قبل َ الكلام ْ
قد ْ كنت ُ أكتب ُ كل ّ يوم
للعابرات ِ على الدروب ْ
للحالمات ِ بهمسة ٍ ورديّة ٍ
للباعثات ِ بعطرهن ّ مع النّسيم ْ
لكنني ...
لما التقيتك ِ في زمان ٍ ليس َ لي
ما عاد َ يُغريني النشيد
ما عدت ُ أكتب ُ في الهوى
أو في الغرام ْ
قبل الكلام ْ
أحتاج ُ يا زمني رجوعك للوراء
حتى أسير َ إلى الأمام ْ
وأنا المُكبّلُ والمُقيّد ُ بالسلاسل ِ والقيود
وأنا المحاصر ُ في المدينة ِ لست ُ أعرف ُ جيّدا
ماذا هنالك َ كان َ لي خلف َ الحدود ْ
قبل َ الكلام ْ
كم ْ كنت ُ أحلم ُ لو أحلّق ّ مرة ً فوق َ الغمام ْ
بيني وبينك ِ حاجزان
بيديك ِ أول ُ حاجز ٍ
والحاجز ُ الثاني هنا
قد كان َ شيّده ُ الزمان
بيني وبينك ِ دمعتان
تغفو على الوجنات ِ في هذا الظلام ْ
هل غير قلبي يحتوي فينا الأنين
والآن َ أدنو من حروفي كي يعانقك ِ النشيد
وأعيد ُ رسم حكايتي
لك ِ من جديد
لكن ّ حرفي لا يُطاوع ُ فكرتي
قبل الكلام ْ
رحل َ الكلام ْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
11-01-2015, 11:50 AM
هلاّ ذرفت ِ الدمع َ
هل ْ أنت َ تطرب ُ لليمام ِ الهُــتّـف ِ
شوقا ً يزيد ُ كشوقك َ المستطرف ِ ؟
كم ْ سال َ دمعك َ يوم طُفْت َ بدارها
تبكي به ِ صـــــد ّ الغـــزال ِ الأهيف ِ
طال َ الوقوف ُ على الطلول ِ فلم ْ أجدْ
طيفا ً يجيب ُ لعاشق ٍ مســـــتوقــف ِ
هلا ّ ذرَفت الدمع َ مثلي ساعة ً
تُشجي الفؤاد َ دُمــوع ُ عين ٍ ذُرّفِ
هلا ّ شعرت ِ بشوقه ِ وحنينه ِ
ماذا يضرّك ِ لو بوصلك ِ تعطفي
ــــــــــــــــــــ الوليد
عواطف عبداللطيف
11-01-2015, 11:54 AM
لعل ّ الدار
لعل ّ الــدار َ تُنبي سائلــــيها
عن الصبّ ِ المفارق ِ والحبيب ِ
يكذبني العذول ُ وليس َ يدري
فلا عجبا ً مصادقة الـــــكذوب ِ
وكان َ حديثنا في الحب ِ شوقا ً
وصـــــــار َ حديثنا مثل الغريب ِ
إذا أهملت َ جرحك َ ذات َ يوم ٍ
فلا تأسى على فعل ِ الطبيب ِ
لقد ْ مر ّ الشباب ُ أجل ْ تولى
ورأسي قد تزين َ بالمشيب ِ
الوليد
عواطف عبداللطيف
11-07-2015, 12:59 PM
وينتصف ُ المساء
وحبيبتي مشغولة ٌ بنُعاسها
لم أقترب ْ من حُلمها
وحصارها ...
وغيابها ..
ورحيلها ...
وأنا هنالك َ والمسدس ُ في يدي
وقصيدتي مملوءة ٌ بحروفها
وتقول لي :
هيا انطلق ْ صوب النوافذ َ من جديد ْ
حتى تراها نائمة
في ثوبها الممزوج بالأمنيات
يا ذكريات
كانت لنا في كل ركن ٍ في الشوارع والزقاق
قبل الحصار ...
مَن باع مفتاح المدينة ِ للعدو
حتى يبيع َ الورد
للسائحين ...
للعابرين على الجراح ..
منْ يا ترى باع َ السلاح ْ
للغاصبين ...
حتى يكون َ بقُدسنا
دمُنا مُباح ْ
عواطف عبداللطيف
11-07-2015, 01:01 PM
ورقاء ُ الجبل ْ
وحبيبتي
في سجنها السرمدي
وأنا هنا
وحدي على باب ِ القصيدة واقف ٌ
والشوق ُ يقذفني ويقذف ُ لهفتي
وتقول لي :
من أي ّ ريح ٍ قد أتيت ْ
حتى تعانق َ في المساء ضفيرتي
أشعلت َ في ّ حرائقي
وتركتني
في لجّة الشوق الجميل ْ
قد كنت ُ قبلك َ خائفة
من كل شيء ْ
من صوت ِ عصفور على غصن الندى
من نجمة تاهت ْ كثيرا في المدى
ثم ّ التقيتك َ صدفة ً
فشعرت ُ أن ّ الريح َ لي
وكذا الهواء
ووجدتني
صرت ُ المليكة َ لا أخاف ُ الليل َ أو صوت َ الرعود ْ
فمتى تعود ْ ؟
قلنا لورقاء ِ الجبل ْ
ليمامة ٍ كانت ْ تجي ءُ على خجل ْ
كان َ الكنار
منها يغار
وكذا الحجل ْ
قلنا لها كل ّ النشيد ْ
هذا النشيد ْ
هل تسمعين َ حبيبتي
صوت َ المسافر في الحروف
هل تلمحين َ على الرذاذ
وجهي أنا
هيا افتحي للعاشق ِ القروي ِ باب َ النافذة
حتى يراك ِ كما يريد
هي َ رحلة ُ المشتاق ِ في عين الصبية
هي َ أغنيات ٌ لم يقلها العاشقون
هي َ ما أريد ُ وما أكون ْ
قلنا لورقاء ِ الجبل ْ
هذا المساء ُ المشتهى
وبما حوى
من أغنيات ٍ حالمة
من أمنيات ٍ هائمة
ما زال َ لي
وبه ِ سأكتب ُ ما أريد
وبه سيكتبني النشيد ْ
عواطف عبداللطيف
11-19-2015, 04:32 AM
فلسطين ُ الحبيبة
بمناسبة الإفراج عن الأسير البطل الأستاذ / محمد علان من سجون الإحتلال ، بعد خوضه معركة الأمعاء الخاوية ، ألقيت في أمسية شعرية وطنية في ملتقى رجال الأعمال في نابلس بحضور حشد ...
فلســطينُ الحـبــيبةُ أعــذريــنا
فكمْ عاثَ اليهود ُبكِ العَــــرينا
دَعي الأشجانَ عنك ِوأسمعينا
من َ الألــحان ِشَدْواً أطــربينا
فَديـْنا الأرضَ من دَمــِنا وإنّا
لنا عَــهْدٌ ومـا خُــنّا اليــَـمينا
من َ الشهداء ِ قافلة ٌ وأخـرى
تحثّ السيْرَ صوبكِ مُسرعينا
هُنا الأطـفالُ والشُبّانُ جُـــنْد ٌ
تُحاربُ في الوغى مُستوطنينا
يُســاقُ المَجْدُ إنْ رغبوا إليهم ْ
وتدنو الشاهـــقات ُ وتستكينا
هنا في كلّ ناحــية ٍ صَــبيٌّ
حجارتُهُ تَـدكُّ لهم حُـصونا
هنا الأطفالُ في وطني رجالٌ
لهم ْ خَرَّ الجبابرُ ســــاجدينا
حجارتُهم ســـلاحُ الحقّ لما
بها ألقوا صُدور َ الطامعينا
ألا فاسألْ بني صهيون َعنّا
فقد عرفوا الحقيقةَ واليقينا
فنحنُ الصابرون إذا رُزئنا
ونحنُ الصامودن إذا ابتلينا
رضعنا العزَّ عن آباءِ صيد ٍ
وأورثنا كــــرامتنا البنينا
بنا علان ُ في البيداء ليْثٌ
وخاضَ الحربَ في صبرٍ سجينا
وليس الجوع يثني فيه عزما
ولم تسمعْ له يوما أنينا
وحطّمَ صبره أغلالَ قيْدٍ
وخلّفَهم هناك َ مُصفدينا
فسجنُكَ صارَ ياعلانُ روضا
به أقسمتَ أنّك َ لن تهونا
ــــــــ الوليد
عواطف عبداللطيف
11-19-2015, 11:40 PM
كيف أنسى
لا ما نسيت ُ وكيف َ أنسى
ذاك َ الحديث ُ وكل ّ همسه
هل تعلمين
كم ساعة وحدي على درب ِ إنتظارك ِ واقف ٌ
وهناك َ أنت ِ ولا هنا إلاي ْ
يا صوتها المجبول في
ألحان ناي ْ
قيثارة اللحن ِ الجميل
وحكاية الشوق ِ المحلق ِ في الفضاء كما الغمام ْ
أأقول ُ أنك ِ في دمي
أأقول ُ أنت ٍ حبيبتي
أأبوح لك ْ ؟
أخشى عليك ِ من الوشاة
منّي ومن ْ شوقي الكبير
أخشى عليك ِ من السهر
إن ْ هام َ قلبك ِ أو قرأت ِ مشاعري
أخشى عليك ِ من الهوى
فالحبّ يوجع ُ في الغياب ْ
بيني وبينك ِ ألف ُ باب ْ
ومسافة ٌ مثل التي
بين َ الحدائق ِ والسّحاب ْ
لكنني
ما زلت ُ رغم َ البُعد ِ أمتهن ُ الحنين ْ
وأراك ِ في كل المرايا والصور ْ
وأراك ِ في صوت ِ الكنار ِ على الغصون ْ
لو قلت ِ لي قبل َ السفر ْ
أنّ الفراق َ له أنين ْ
أن ّ الغياب َ هو العذاب ْ
لو قلت ِ لي
قبل الوصول ِ إلى المطار ْ
أنّ الدموع ْ
ستفيض ُ منا كالمطر ْ
لو قلت ِ لي
خُذني معك ْ
أنا لا أريد ُ هنا سواك ْ
لو تعلمي
كم أنت ِ بي
ما كنت ِ يوما ً تسألي
إن ْ كنت ُ يوما كنت ُ أنسى
بالله ِ قولي كيف أنسى ؟
الوليد
عواطف عبداللطيف
03-10-2016, 12:50 PM
تزهو بنوركَ سيّدي الأكـــوان ُ
يـا نعْــمَة ً قـد ْبثّــها الرّحمـن ُ
فرحت ْبه ِكلُّ الخلائق ِرددتْ
حـبّ النـبيّ فأحـمد ُ العـنوان ُ
وكذاالسماءُ بنوره ِقد أشرقتْ
أنــوارهُ قـد ْ مـَدّهــا الإيــمانُ
وشفيعُنا يـومَ القيــامة ِأحــمد ٌ
يرجو رضاكَ الجان ُوالإنسانُ
قلبي يَطيبُ بذكره ِ وبحبّــه ِ
وستنجلي في ذكره ِ الأحزان ُ
وهديتنا للنور ِياخيْرَ الورى
ولأجله قــد أُنزلَ الــقــرآن ُ
الوليد
عواطف عبداللطيف
03-10-2016, 12:51 PM
الكعبة المشرفة
قلــبي يهـــيمُ مُجــددا ً لـلــقــاك ِ
يا قــبْلة َ الإســـلام ِ ما أبــهاك !
دمعي يسيلُ على خُدودي حارقاً
ما ســالَ دمــعي هائما ً لـــولاك ِ
حبٌّ قديمٌ قد سرى عبر َ الحشى
ولــهيــب ُ نــاري زادهـــا رُؤيــاك ِ
لمـــا دنــوتُ لماء ِ زمْـــزَمَ أبـتــغي
لي شُربة ٌ قـــد كــان َ ما أغـــلاك ِ
قد طفت ُفي البيْت ِالعتيق ِمرددا ً
سبحانَ َربّي ما أجـــلّ حِـمــاك ِ !
وهناك َكمْ وطأ الحبيب ُعلى الثرى
فلـذا جـثـــوت ُ مُـقــبـــلا ً لـثــراك ِ
الوليد
اللهم ارزقني زيارة مكة المكرمة معتمرا وحاجا ...
عواطف عبداللطيف
03-12-2016, 10:11 PM
الشراع
يا ليْل َ تشرين َ الجميل ْ
عبقُ الكرامة ِ والبطولة ِ لم يزل ْ
ينسابُ في هذا الفضاء ْ
يا ليْلَ تشرين َ الطويل ْ
لا تبتعد ْ
حتى أعانق َ ذكريات ِ الطائرَين ْ
من تونس َ الخضراء حلّقَ صوبنا
من شامِنا ...
من أرضِ عزّتنا يسطّر ٌ خالد ٌ
بالمجد ِ اسما ً في القلوب ْ
نَسْران ِ لم يستسلما
للخوف ِ أو لهب ِ البنادق ِ
نسران ِ كانا حلّقا
فوق َ الفريسة ِ دون َ خوف ْ
هذا بن لومة َ فارس ٌ ..
هذا بن أكرٍ خالد ٌ ..
هذان ِ أبطال ُ الكرامة ِ والخلود ..
في طائرة ...
ليستْ ككل ِ الطائرات
ممزوجة من حُلم ثائر ْ
لا لم يُساوم ْ
لم ْ يُصافح ْ
إلا السلاح ْ
في طائرة ...
كانت ْ تسير برحلة ٍ
نحو الرّحيل ..
هي رحلة ٌ أخرى إلى دار ِ الخلود
هيَ لن تعود ..
لكنّ خالدَ وابن لومة في القلوب ْ
الأربعاء ...
في ليلة ٍ كانت تُعادل كلّ أيام الزمان ْ
الأربعاء ...
في ليلة ٍ فيها سيرسم ُ عاشقان
معنى الفداء ..
أيّ ليْل ٍ سوف َ يحمل ُ طائرينْ
والبندقية ُ عاشقة
والطائرة ...
وشراعُها ...
يتسابقان ِ ...
والموتُ يرقبُ كلّ شيء ...
أحلامنا ..
أبطالنا ...
شهداءنا ...
ما مات َ خالد / وابن لومة َ لم ْ يمت ْ
بل مات َ في قلب العروبة ِ حسّها
وضميرُها ...
ماتت ْ جيوش ٌ لم تكن ْ
إلا لقمع ِ مظاهرة
بعد الصلاة ...
ماتتْ جيوش ٌ بعدما
صدأ السلاح
العاشقان / الطائران / الحالمان
كتبا لنا بدمائهم
مجداً سيبقى مثل وجه الشمس ِ حين َ يُغريها الشروق ْ
ولمثلهم ...
تُحنى الرؤوس
ولمثلهم ...
صدَح َ المنادي في المآذن ِ
رقصت لهم جرسُ الكنائس ...
غنّى الجليل ...
يا ليْل َ تشرين الجميل ْ
يا ليْل َ خالد َ وبن لومة َ لا تغب ْ
حتى يعانقنا الصباح
الوليد
حتى لا ننسى الشهيدين البطل العربي السوري خالد أكر والبطل العربي التونسي ميلود بن لومة ، اللذان قدّما للدنيا درسا ً مُبتكرا في البطولة وحلّقا في طائرة شراعية ....الشهيد خالد 23 عاما ، والشهيد ميلود 34 عاما ، وكانت العملية في منطقة الجليل حيث هبطت طائرة شراعية في معسكر ( غيبور ) وكان مقرا لقيادة لواء غولاني ، ووقع اشتباك مسلح ، استمر قرابة 90 دقيقة ، أسفر عن مقتل 6 جنود صهاينة وجرح 20 آخرين ....رحم الله الشهيدين .
عواطف عبداللطيف
03-15-2016, 11:38 AM
جَمالُك ِ ...
جمالُك ِ قد خلَتْ منه ُ العُيوب ُ
وهامت ْ في مَحاسنك ِالقلوب ُ
كأنّ قوامك ِ الميّاس ِ غُصْن ٌ
سَبى الوجْدان َ ناعمُهُ الرّطيب ُ
بدا وَرْدُ الجـِنان ِ بـوَجْـنـتيها
ولـيسَ بخـدّها كَـدْرٌ مَشـوب ُ
جــدائلها بها حُـسْنُ الليــالي
ولم ْ يَمْسسْ ذوائـبَها المَشيب ُ
لقَدْ سَلَبَ العقول َ لها جَبين ٌ
بهِ الإشراق ُ يبدو لا الغُروب ُ
يُسرُّ القلبُ إنْ تدنو بشوق ٍ
وإنْ تنأى يُلازمه ُ الوَجيبُ
فما أحلى التداني من حَبيب ٍ
وكيف َالعَيْشُ في هَجْر ٍيَطيب ُ!
سَلي إنْ شئت ِ نَجم َ الليل ِعنّي
بهــذا الليل ِ يـظهرُ أو يَغـيب ُ
فكم ْ نادمته ُ في الليل ِ وحدي
وشــوق ٌ في الفـؤادِ له دَبيب ُ
الوليد
عواطف عبداللطيف
03-23-2016, 12:33 PM
ربيع القلب
يقول ُ العاذلـون َ نسيت َ لبنــى
وغيّرك َ البعاد ُ كذا التنــــــــائي
لقد كذب َ الوشــاة ُ فحب ّ لبنى
بـدى كالبــدر في كبد السّــماء
يقد ّ اللـيل َ في دربي ســناها
ويهدي خطــوتي نــــور الضياء ِ
أنا المشــتاق ُ كم أصبو لوصل ٍ
ولكن كان يمـــــنعني حــيائي
أحبّــك ِ يـا ربيــع القلــب ِ إني
عــليل ٌ أنتِ يا قـلبي دوائـــي
ــــــــــــــــــــــــ الوليد
عواطف عبداللطيف
03-23-2016, 12:36 PM
العيد
العـيد ُ أقـبل َ ليْتَ القــلب َ يبْتسم ُ
وبهجةُ العيد ِلــو بالحب ّ ترتسمُ
والحبُّ يطرد ُ حزنا ًمن جوانحنا
والناس ُ في العيد للأفراح ِ تقتسم ُ
يا عيدُ عُــدْتَ وقلــبي كلــّه ألــم ٌ
والنارُ تحرقُ في نفسي وتضطرم ُ
للشــرّ ريــحٌ تهـبّ ُ الآن َ عاتيـــة ٌ
والقهر ُيرهقُ وظهري كاد َينقصم ُ
ما زلت ُ أبحث ُ صُبْحَ العيد ِعن فجر ٍ
حتى تزولَ به الأحــزان ُ والنــقــم ُ
أو تشرق ُ الشمس ُ شمسُ العيد ساطعة ً
منها يفوح ُ عبــيرُ الحــبّ والنــغم ُ
الوليد
عواطف عبداللطيف
03-30-2016, 01:28 PM
في ذكرى يوم الأرض
يا شهر َ آذارَ الذي
باحت ْ بك َ الأرض ُ التي
قد قلت َ عن ْ أسرارِها
البُندقيّة ُ والرّصاص
موت ُ القُرنفل ِ في الحدائق ِ واقفة
دمع ُ اليتامى والثكالى قرب قبر ِ الرّاحلين ْ
آذار ُ يأتي من جديد ْ
والأرض ُ صوت ُ العاشقين ْ
والأرض ُ عشق ٌ في الضلوع ْ
للأرض ِ يشدو بلبل ٌ صوب َ النّشيد ْ
للزعتر ِ البريّ ِ يقتحم ُ التراب ْ
لرصاص ِ غدر ٍ لم ْ يفرق ْ ذات َ قتل ٍ بين َ كهل ٍ أو شباب ْ
للراحلين َ إلى هذا الغياب ْ
وأنا الذي
الأرض ُ تسكن ُ كل ّ شيء ٍ داخلي
قلبي / ضلوعي / ما تَبقى من حروف ٍ حائرة
همْسي / دموعي / أو قصائد َ ثائرة
في شهْر ِ آذار َ الذي
قد عاد َ يحمل ُ ذكريات ْ
الأرض ُ تكتب ُ كل َّ شيء ٍ من ْ جديد ْ
الأرض ُ تنشر ُ حُلمَنا الممنوع َ في هذا الزمن ْ
في شهر ِ آذار َ الذي
يغتالنا صمت ُ الظلال ْ
وهناك َ ندخل ُ سجننا
ولربما كانوا أعدّوا قيْدنا
خلف َ التلال ْ
ويسيل ُ من أطفالِنا / وصغارِنا / وشبابِنا / ونسائِنا / نبع ُ الدماء ْ
والذكريات ُ تفيق ُ من أحلامِها
والموج ُ يدنو من شواطئنا ويبدأ في استعادة ِ حزننا
فمن َ البداهة ِ أن ْ نموت ْ
ومن َ الطبيعي ّ جدا ً أن يحاصرنا الألم ْ
الموج ُ يدنو خلسة ً
كي لا يراه ُ الغاصبون ْ
حيْفا تُقدم ُ وردتين ْ
وأنا أراها من بعيد ْ
كي ْ لا يراني المُخبرون ْ
فأنا وُلدت ُ وكنت ُ أشهد ُ في بلادي كل ّ يوم ٍ مَذبحة
وانا اتخذت ُ من َ الحجارة ِ أسلحة
وهنا فقط
قد كان َ ينمو للحجارة ِ أجنحة
قد أغلقوا بلدي علينا بالسياج ِ وبالجدار ْ
قد حاصرونا في الظلام ِ وفي النهار ْ
منعوا التجول ّ حاصرونا / أمطرونا بالقنابل ِ والرصاص ْ
قد صادروا أحلامنا
حتى تموت َ الشمس ُ في صمت ٍ هنا وبلا طقوس ْ
وتفوح ُ في آذار َ رائحة ُ الدماء ْ
وتفوح ُ رائحة ُ الشهيد ِ من السماء ْ
هذا التراب ْ
هذا امتدادي في الوجود ْ
وله أعود ْ
مهما يحاصرني الغياب ْ
حجَري سلاحي
وبه ِ سأقذف ُ وجههم
هذي البلاد ُ بلادنا
وبها سنرسم ُ حلمنا
وبه سنبقى لن ْ نُغادر َ من هنا
الوليد
عواطف عبداللطيف
04-04-2016, 11:47 AM
همسُ الغريبة
وتقول ُ لي :
ولمن ْ حروفك َ صُغتها ؟
ولمن ِ القصائد ُ والقوافي والكلام ْ ؟
هل أنت َ تكتب ُ للندى
أم للمدى
أم للفراغ ْ ؟
هل أنت َ تكتب ُ للغريبة ِ ما يرق ُ من الغرام ْ ؟
قالت ْ : حروفك َ لا تلامس ُ خافقي
هي كالطيور ِ مُسافرة
لا تستقر ُ بمهجتي
أو خاطري
وأنا هنا
ما زلت ُ أنظر ُ حائرة
لو قلت َ لي
هذا النشيد ُ على جبين الشوق ِ لي
أو ليس َ لي
حتى أرتب َّ خافقي
حتى أعيد َ الغيم َ صوبي من جديد
حتى أحبك َ في الغناء ِ وفي النّشيد ْ
قالت ْ : حروفك هامسة
وأكاد ُ ألمح ُ في الحروف ِ حبيبة ً
تبدو لنبضك َ حارسة
أما أنا
وحدي أفتش ُ عن ملامحك التي
كانت ْ معي
كانت ْ تحاصر ُ خطوتي
كانت ْ تراقصني
وتعيد ُ لي
وجها ً تلاشى في ثقوب ِ الذاكرة
يا ليتني لو ألتقيك
أو تلتقيني ساعة ً أو ساعتين ْ
حتى أحبّك َ في اللقاء
بعد اللقاء
وأكون ُ لك ْ
وتكون لي
ونروح نكتب ُ في المدى
كل ّ الهيام ْ
هيا استعدني من غياب الموج ِ أو همس النوارس ْ
وأعد ْ حديثا ً مُشتهى
كي أستعيد َ توازني
يا أنت َ يا همس َ الحروف ِ الرائعة
يا شمس َ أحلامي التي
في ساحة القلب ِ المعذب ِ ساطعة
فأجبتها :
والليل ُ يسدل ُ ما تناثر من ستائر َ في هدوء ْ
ويكاد ُ وجه الفجر أن يدنو قليلا من رحيق ِ الإنتباه
وجحافل الأشواق ِ يحملها الندى
كل ّ النوافذ ِ مُشرعة
وحبيبتي كانت معي
وشوشتها في أذنها / في قلبها / في نبضها
هل تقرأين َ حبيبتي حرفي المسافر في عيونك ِ جيدا
هل تلمحين َ حبيبتي
صوت َ العصافير ِ التي
تشدو بحبك ِ هائمة
هذي حروفك أيقظت ْ
ما في الجوانح ِ من مشاعر َ نائمة
والآن َ أكتبُ للسنابل ِ للفراشة ِ في حقول الراحلين ْ
للأزرق ِ المجنون ِ في ثوب ِ الغواية
للأقحوان ِ العذب ِ حين َ يغفو فوق َ خَد ْ
ماذا وبعد ْ
هل تمنحينَ قصيدتي
عشرين َ وعد ْ
حتى تنام َ على فراش ٍ من زنابق ْ
هل تمنحين َ قصيدتي
ثوب َ الخُرافة ِ حين َ يجمعنا الحنين ُ
إلى البنادق ْ
هل تمنحين قصيدتي بعض َ الأمان ْ
ما قيمة الشعر ِ المحلق ِ في المدى
إن ْ لم يُحرك ُ كالعواصف ْ
إن لم يزلزل ُ كالقذائف ْ
إن ْ لم يلامس ْ ما تبقى من رحيل ْ
وأنا الرحيل ْ
وأنا تقاطع وردتين ِ على رصيف الحقل ْ
وأنا بقايا الإنتشار ْ
هذا النهار
سأقول ُ أني شهريار
وأعيد رسم قصيدتي
في حب ليلى من جديد
فلعل ّ حرفي لا يخاف ُ الريح َ أو وجع ِ الخريف ْ
ويكون ُ يوما مثلما
أرجوه حقا أن يكون
هذا الحديث ُ المشتهى
والفجر ُ يدنو من نوافذ ِ رغبتي
والأزرق ُ المجنون ُ يرقص ُ في جنون ْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
04-04-2016, 01:12 PM
وتقول لماذا تعشقني
وتقولُ لماذا تعشـــــقني
وتحركُ شوقي أشجاني
فحروفك َ في قلبي نبض ٌ
قد زادت ْ حركة خفقان ِ
فأجبت ُ بأنّك ِ غاليتي
إسمي يا أنت ِ وعنواني
إسمي من ثغرك ِ سيدتي
يتمايل ُ مــثل الألـــحان ِ
فالواو ُ تلاحقها لام ٌ
والياء ُ تسير ُ لشطآن ِ
والدال ُ دموع ٌ شاهدة ٌ
يذرفها الدمع ُ وعينان ِ
قالت : ألهذا تعشقني
وتفيض بشوق ٍ وحنان ِ
وتصوغ ُ بحبي أشعارا ً
وتسير ُ على كل ّ لسان ِ
وتـــقول ُ بأنّي فاتــــنة ٌ
أتراني حقّا ً أتراني ؟
لن ْ أكتم َ حبّك ِ يُتعبني
حب ٌ مسجون ُ الكتمان ِ
فغرامك ِ يسكن ُ في قلبي
يجري بعروقِ وشرياني
يدهشني الأصفرُ غاليتي
والأزرق ُ دون الألوان ِ
يجذبني الأسود ُ كم يحلو
فســـتناك ِ هذا أغراني
فجمالك ِ يأسرني جدا
قولي لي عاشق ُ يهواني
الوليد
عواطف عبداللطيف
04-07-2016, 11:16 PM
قيثارة العاشقين
لمْ أستمعْ
يوْماً لصوْتِ كَمَنْجَة ٍ
إلاّ وحَرَّكَ خافقي
لَحْنُ الهيام ْ
لمْ ألتفتْ
يوماً لغُصْنِ حديقةٍ
إلاّ تذكّرْتُ النّدى
صَوْتَ الحمام ْ
قُلنا لمُنتصفِ الطريقِ ولمْ نَزَلْ
نَشْتاقُ أنْ نَصِلَ النّهايةَ في سلام ْ
ماذا سأفعَلُ بالرّسائلِ حينَ
يحملها الغمامْ
قالَ المُسافرُ للصّدى
ماذا سأكتبُ واليَراعُ بِلا مِدادْ
قالَ الغريب ْ
والرّيحُ قالتْ كلَّ شيء
عنْ ذكرياتٍ بيْننا
قدْ كانَ أخطأها الكلام ْ
لوْ كنتِ يوماً فكرةً
لكتبْتُها ..
قبلَ المنام ْ
سأقولُ لي :
كُن ْأنتَ كُنْ
صوتَ النّشيد ْ
كُنّي أنا
حتّى أكونَكَ في الحضورِ وفي الغيابْ
لو ترفعي
تلكَ الجدائلَ كيْ أرى تلكَ العُيونْ
كيْ أستعيدَ طُفولتي
يوماً بمَرسوم ِ الجنون ْ
لو تُشعلي لي شمْعتين ْ
حتّى أحبّكِ مرّتينْ
يا مَوْطني ..
يا ذلكَ المسكونُ بي
يا عشقيَ المجبول بي
سبْعونَ عاماً والحنينُ إليكِ يافا لم يزلْ
يزدادُ بي
حيْفا عروسُ قصائدي
عكّا النّشيد ْ
هي َأرضُنا
وتُرابُنا /وهواؤنا
والبحرُ لي
وكذا الشواطيءُ والرّمال ْ
والقدسُ لي
وكذا الجليل
ما ماتَ يوماً عاشقٌ لبلاده ِ
قالَ الشهيد
سأعودُ يوماً يا بلادي
من جديد
عواطف عبداللطيف
04-08-2016, 01:03 PM
يوم الفراق
سَباني اللحظُ إنْ ظَهَرَتْ سَباني
وعـادَ بيَ الحَنـينُ كمــا بَـدانـي
يُذكّرني جَفاؤُك ِ طيبَ وَصـل ٍ
فَرحـنا فيهِ في زَمَـنِ التـَــداني
فكيفَ أُلامُ فــي حبّي لســـلمى
وفـيــها كــلُّ حُـبّي وافـتنانــي
كأنّ البـَدْرَ إنْ بَـرَزَتْ تَجــلّى
وإنْ مالَتْ تَميلُ كغُصْنِ بــانِ
وكمْ هَطَلَتْ دُمـوعٌ يوْمَ بَيْن ٍ
وعنـدي دَمْـعـتانِ تَـبــارَيان ِ
وعانـقَ جيدَها منْ مُـقْـلـتيْها
زُمُرُّدُ قدْ تَخالطَ بالجُـــمـان ِ
فرُحْــتُ أزيلهُ شــوقاً بكفّي
وتارةَ بالأصابـع ِ واللّـسان ِ
وَهَـيَّجَـها وَهَـيَّـجَـني عِـنـاقٌ
تعـانَقْـنا كـزَهـر ِالأُقْحُــوان ِ
أُفَتّـشُ في المَكانِ لَعلَّ سلمى
هُناكَ وأيْنَ سَلمى مِنْ مَكانِ
الوليد
عواطف عبداللطيف
04-08-2016, 01:08 PM
حريتي
حريّتي ممزوجة ٌ بثلاثة ٍ
بدمائنا ، وبسجننا ، أو موتنا
فثرى بلادي قد تعمّد َ بالدماء ْ
فالموت ُ تعرفه ُ المدن ْ
والموت ُ يعرفه ُ المخيّم ُ جيّدا
ونموت ُ في آذار َ / أو نيسان َ / أو أيّار َ ...في كل الشهور في كل أنواع ِ الشهور ِ
في كل أسماء الشهور ْ
وهنا نموت ُ على مزاج ِ أمريكا التي
كانت ْ تهيء ُ موتنا
بسلاحها
ورصاصها
والموت ُ يأتينا مساء ً أو نهار ْ
يا موطني يا سجني الكبير ْ
في كل ِ رُكن ٍ فوق َ أرضك َ مُعْتَقَل ْ
في كل مُعتقل ٍ أسير ْ
وأنا أسير ْ
في السجن ِ يجمعنا على
صوت ِ الكرامة ِ موعد ٌ
طفل ٌ / وشيخ ٌ / وامرأة ٌ عجوز ْ
في شرع ِ أمريكا يجوز ْ
وهناك َ في المنفى حكايات ٌ لنا
لم ْ يبق َ إلا الأغنيات ْ
فالحُلم ُ مات ْ
وأنا أناشد ُ إخوتي
أن يبعثوا للغاصبين َ أمنيتي الأخيرة في رجاء ْ
حتى يؤجل َ موتنا
ورحيلنا
عند الصباح / المساء ْ
فلأي ّ إمرأة ٍ سأكتب ُ أغنية
ولأي ّ إمرأة ٍ سأمنح ُ رغبتي
ما دام َ لي وطن ٌ ينام ُ على الجراح ْ
حريتي ممزوجة ٌ بدمائنا ودموعنا
برحيلنا وغيابنا
حريتي ممنوعة ٌ من هيئة الأمم
من مجلس الأمن
من فكرة ٍ عربية ٍ مشبوهة ٍ
من بائع ٍ ومُتاجر ٍ بدمائنا
وبقدسنا
حريتي محرومة ٌ
من عزف أغنية ٍ على صوت ِ الكمان ْ
أه يا زمان ْ
رحل َ الذين َ نحبّهم ْ
رحل َ الذين نريدهم
أن يكسروا من حولنا
هذا الحصار ْ
وعواصم ٌ كانت
تغذي ثورتي بالإنتصار ْ
قد أصبحت مسلوبة / ممنوعة
من رسم عنوان القرار
عواطف عبداللطيف
04-10-2016, 10:05 AM
جدائلها
أطلّتْ في المســـاءِ بوَجه ِ بَــدْر ِ
تقدُّ الليلَ في الحُســــن ِ الأغـــرّ ِ
حوى كلَّ الجمالِ جمالُ وجــــهٍ
به تزهـــــو على شـــمسٍ وبَدر ِ
وتضحكُ في الحديثِ معي دلالاً
دلالُـكِ في الحديث ِالآن سُكري
لها عيْنان ِ تفــتُك ِ في فـــؤادي
وسحرُاللحظ ِفي الوجدان ِيسري
جدائلُـها على الأكتاف ِ تغـــفو
إذا ضمَتها فوق الرأس ِتُغري
لها جـــيد ٌ يشـــعّ ُ به ِ بياض ٌ
تَزيــّن َ إذْ أحــيط َ بعــقد ِ دُرّ ِ
أحدّثــها فتبســـم ُعــنْ جُمــان ٍ
فتسكبُ في الحشى نيران جمر ِ
قــضينا اللــيلَ يجــذبنا حــنين ٌ
وكانَ الشوقُ في الظلمات ِيسري
الوليد
عواطف عبداللطيف
04-10-2016, 10:12 AM
أعطيك ِ قلبي
أعطيك ِ قلبي لو طلبت ِ مزيدا
يا مَن ْ نكثت ِ مواثقا ً وعُهودا
هلْ تذكري يومَ الوداع ِ دموعنا
فَيْضُ المدامع ِ مَنْهلا ً مَوْرودا
كالحور ِمن ْأحببتُ كانتْ جُؤذرا ً
ولحاظها في الفتـْك ِكن ّ أسودا
وتفوق ُ زهرَ الأقحوان ِ ببسمة ٍ
حسناءُ خَـرَّ لها الجمال ُ سُجودا
الوليد
عواطف عبداللطيف
04-10-2016, 10:17 AM
رأيت وجها
وفي هذا الصباحِ رأيتُ وجها ً
حوى فيه المفاتن َ والجمالا
فكُحلٌ في العيون ِ سبى فؤادي
وهمسٌ في الحديث بدى دلالا
تجلّى حُسنها كجمال بدر ًٍ
متى قد حان للبدر ِ اكتمالا
الوليد
عواطف عبداللطيف
04-13-2016, 12:22 PM
وردة الروح
يا وردَةَ الروح
يا عَطَشي ويا
عطش المسافة والدروبْ
قد نلتقي
ما بعدَ يومْ
أو بعد شهر
أو بعد عام
وسنلتقي يا حلوتي لا تجزعي
فأنا أحبّكِ قلتها
لما التقيتك فجأة
من غير أن نبتاعَ من قمر التردد موعدا
يا مهجة الروح
يا وَجَعي ويا
وجع الجوانح والقلوبْ
لا تقلقي
إنْ غبتُ عنك حبيبتي
فأنا أراكِ جميلتي
في خافقي
وأنا رسمتك نجمةً
في خاطري
قولي لهم :
لي عاشقٌ / شاعرٌ
جعلَ القصيدةَ حليتي وخماري
قدْ هامَ بي
دون النساء
وأنا مليكة روحه
يا بغيةَ النفسِ
يا حلماً تناثر في الخيال
لا تغضبي
إن قيل لك
عن أي شيء كان قبلك
قد كنتُ أجهلُ كل شيء
يا حلوتي
قد صرت عندي كل شيء
الوليد
عواطف عبداللطيف
04-18-2016, 12:56 PM
نشيد الصفصاف
قلنا لمنتصف الطريق ْ
خُذ ْ ما تبقى من ْ نشيد ِ العابرين ْ
خذ ْ ما تشاء ْ
من حلمنا
من وقتنا
واترك ْ لنا أشياءنا
حتّى يؤاخينا الغمام ْ
قالت ْ : سأمنحك َ انتظاري لا تخف ْ
فابدأ وُلوجـك َ في دمي
كم كنت ُ أرجو أن ْ أراك َ كما أشاء ْ
لو جئت َ لي وأخذتني
صوب َ الطفولة نحو َ حُلم ٍ واقعي ْ
يا أيّها المشتاق ُ من بلد ٍ تنام ُ على الجراح ْ
ماذا تريد ؟
مَن ْ علّمك ْ هذا النّشيد ْ !
لتكون َ حلما ً قد ْ أعاد َ طفولتي
لي من جديد ْ
هل ْ كل ّ شيء ٍ فوق َ هذا الغيم ُ لي ؟
هل ْ بت ُّ وجدك َ تصطفيني عاشقة
دون َ النساء ْ ؟
قل ْ ما تشاء ْ
فأنا أراك َ الآن َ تسري في دمي
قلنا لمنتصف ِ الطريق ْ
قبل انكسار ِ الظل ْ
أو قبل َ موت ِ الأمنيات ْ
خذ ْ ما تبقى من رحيق ِ الورد ْ
واترك ْ لنا يا درب ُ بعض َ الأغنيات ْ
قد كنت ُ أعلم ُ أنني
يا وجد ُ جئتُـك ِ بعدما
فات َ الأوان ْ
كل ّ النوافذ ِ مغلقة
وأرى جميع َ الأمنيات ِ معلّقة
وكأن ّ حُلمي فوق َ سقف ِ غمامة ٍ
وسأعترف ْ
أنّي أحبّك ِ في الدقيقة ألف َ عام ْ
انّي التقيتك ِ قبل َ ميلادي البعيد ْ
قبل َ انتشار ِ الضوء ِ في هذا المدى
قبل َ انتصار ِ اللوز ِ في فصل الربيع ْ
وسأعترف ْ
وأبوح ُ لك ْ
في كل ّ حرف ٍ من حروف قصائدي
سأكون ُ لك ْ
ظلا ً يلاحق ُ خطوتك ْ
وأتوق ُ لك ْ
فتّشت ُ كم فتّشت ُ في هذا المدى
عنّي وعنك ْ
ما أجملك ْ !
عواطف عبداللطيف
04-20-2016, 05:26 AM
رقصة الظل
قد نفترق ْ
آن َ الأوان ْ
لم يبق َ في جيْب ِ المتيّم ِ وردة ٌ
ماذا يقول البحر ُ للموج المسافر ِ للموانيء
أيقول ُ له :
يا موج ُ عُد ْ لي من جديد ْ
الآن َ تسرقني وتسرق ُ ما تناثر من حطام ِ الماء ْ
قد نفترق ْ
ماذا يقول ُ الحقل ُ يوما ً للطيور ْ
لا تقترب يا طير ُ من عبق الزهور
هي َ حالة ٌ
للبحر ِ أو للحقل ْ
لا فرق َ بين الحالتين ْ
فالعاشق ُ المهزوم ُ يبدأ رحلة ً نحو العدم ْ
لا وجه من يهوى هناك ْ
لا شيء َ يوقظه على باب ِ الرجوع ْ
وكأن ّ فصل حكايتي
مكتوبة ٌ أحداثها
بالشوق ِ كانت والدموع ْ
حاولت ُ يوما ً أن أكون َ قصيدة ً لا تنتهي
وأنام ُ بين حروفها
لا الريح ُ تقلعني ولا وجع ُ الغياب ْ
حاولت ُ يوما ً أن أكون َ حكاية ً
أبطالها من أقحوان ْ
وأريجها يسري بقلب العاشقين ْ
لكنني
أدركت ُ أنّي غيمة ٌ
الريح ُ تحملها إلى درب السديم ْ
أشتاق ُ لي
وكأنني أبدو سواي
والآن َ ألمح ُ داخلي من خارجي
وأقول ُ لي :
من ْ أنت َ تعرفني وتحفظ ُ صورتي
أأنا أناي ؟
وحروف اسمك َ مثل اسمي
أأنا أنا ؟
لا الصوت ُ يُرجعه الصدى
لا شيء لي عبر المدى
هذا المكان ُ بما حوى
من أغنيات ْ
من ذكريات ْ
لا ليس َ لي
لا شي ء يجذبني هنا
فأنا المسافر ُ للفراغ ْ
وأنا الرحيل ْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
05-03-2016, 12:49 PM
لي موعد
لي موعد ٌ
عند الحواجز ِ في الصباح ْ
وهويّتي في معطفي الشتوي بللها الصدى
وهناك َ يحملنا الحديث ُ ولا جديد
فحديثنا النمطي ّ أحفظه أنا
هذا رصيف ُ الإنتظار
الكل ّ ينتظر ُ المرور
جندية ٌ شقراء ُ ترمق ُ وجهنا
هذا يمر ّ ُ / أو لا يمر
هذا يُعانده ُ المدى
وهناك َ ينتشر ُ الجنود
من كل أنواع الجنود
جاءوا لنا
من روسيا / إثيوبيا
وبنادق ٌ نحو الصدور مشرعة
لا أشرعة لزوارقي
لي موعد ٌ
بمدينة ٍ أخرى يحاصرها الرّدى
وعقارب ُ الساعات ِ تسرق ُ موعدي
هو وقتنا
لا وقت َ له
وأنا هنا
في لحظة ٍ
أدركت ُ أني لم أعد
أبدا ً أنا
فأنا سواي ْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
05-03-2016, 12:52 PM
ما أعذبَ الوصلَ
من ْفرط ِ شوقي إليكم تسهرُ المُقَل ُ
نيران ُ حبّكم ُ في القلب ِ تــشتعل ُ
ماأعذبَ الوصْلَ! لو تدري مُعذبتي
في الوصْلِ منكِ بانَ الشهدُ والعسلُ
في البعْد ِعنك ِ نارُ الشوقِ تحرقني
دَمْعُ المآقي كماء المُزْنِ بي هَطِل ُ
وحدي سهرتُ وبدرُ الليل ِ يرقُبُني
نامتْ عيون ٌ وقلبي راعَه ُ الوجَلُ
تاهتْ حروفي في أنوار ِ طلعتها
جفَّ المِدادُ وضاعتْ من يدي الجُمَلُ
أشتاقُ للنــومِ مُــذْ غابـتْ ركــائبُهم
في القلبِ ظلّوا ما غابوا وما رحلوا
إنْ عُجْت يا ريحُ يوما ً قربَ منزلها
فانقل ْسلامي لمنْ في الحبّ ما بَخلوا
في القلبِ وَجدٌ وليتَ الريــحَ تحمـلهُ
وكيفَ تحملُ ما لم ْ يحمل ُ الجَبل ُ!!
يا ليتَ شعري لو في العين ِ ألمَحُهُم ْ
أو أنّ جَـفــني بهذا النّـورِ تكـتحل ُ
كـــمْ لامَ قـلــبيَ عُــذّالي بحُــبّهــم
قالوا: تُبالغ ُ في حبٍّ ، وما عدلوا
عواطف عبداللطيف
05-03-2016, 12:54 PM
سألتُ الأبجدية
يوما سألت ُ الأبجدية واللغة
هل في بطونك ِ مفردة
حقا تليق برائعة
حتى أقدمها لها
صمتت ْ حروف الأبجدية خاشعة
راحت تفكر في العبارة والكلام
راحت تفتش ُ عن كلام
قالت : حروفي كلها
هي طوْع ُ أمرك َ في الحديث ِ وفي الهيام ْ
من يومها
ما زلت ُ أبحث ُ عن لغة
حتى أقدم ما يليق برائعة
هي في فؤادي
مثل شمس ٍ ساطعة
عواطف عبداللطيف
05-03-2016, 12:56 PM
ياسين
نظم الشاعر الأستاذ / صبحي ياسين قصيدة حملت عنوان ( الوليد )
والتي مطلعها :
قالوا- الوليدُ - فقلتُ العِلمُ والأدبُ
ورِقة ُ القلب ِ والأخلاقُ والنسبُ
فردَّ الوليد :
يبْكي بحُبّك ِهذا الـمُدْنـفُ الـوَصِـبُ
والدّمْـعُ يَهـمي مـنهُ الآن َ يَنْسَــكبُ
كمْ باتَ حيْرانَ إذْ رَقّـتْ صَـبابتُه
لمْ يَدرِ يومــاً كيفَ الــوَجْـدَ يَجْتَنِبُ
يـدنـو فتُبْعِدُ والأشــــواقُ تـحـرقُه ُ
يا ليْتَ شــعريَ لو تدنـو وتّـقْترب
قدْ كنتُ أبْحَثُ عنْ خِلٍّ يُصاحبني
والخِلُّ كالحَظِّ ما أحْسبُهُ يُكتَسَـب
هذا نشيدُكَ كمْ تزهــو زَخــارفُــه ُ
حُسْــناً يَكادُ بهِ الــوجــدانُ يلتهب ُ
إنَّ ابن َ ياسين َ إنْ عُدَّتْ مَناقِبُهُ
كانتْ سَواءً فيه : الدّينُ والحَسَبُ
قالَ القصـائدَ حتّى بـاتَ مُعْـتلــياً
عرشَ القصيدةِ إذْ تزهو بهِ الرُّتَبُ
فرُحتُ أقرأ ما جادَتْ قريــحتــه ُ
دُرُّ النّشــيدِ بهِ ســحرٌ بهِ طــرب ُ
قد بتُّ بينَ النّاسِ أزهو في قصيدتهِ
تلكَ الـخريدةُ منـقـوشٌ بها الـذَهَبُ
وما نظمتُك َ في شعري مُـجاملة ً
وما كتبتُ هنا إلا الـّذي يَجـِب ُ
هذا ابنُ ياسين َحرفُ الضادِ يعرفه
هذا النقيُّ إلـى العــلياءِ ينتســبُ
عَذبُ النشيدِ متى خطّت ْ أناملهُ
والشعرُ كالغيْثِ قطرٌ ثمّ ينسكب
إنّ الفِرنجةَ قد دانت ْلحكمته ِ
من بعد ما شهدت ْ في فنّه العربُ
الوليد
عواطف عبداللطيف
05-12-2016, 11:54 PM
وهنا دمشق
وهُنا دمشق ُ
وهنا سلام ٌ من صَبا بَردى يَرق ُّ
هلْ بعد َ عشقك ِ يا دمشق ُ هُناك َ عشق ُ ؟
وهناك َ دمعك ِ فوقَ خدّك ِ بي يرق ّ ُ
وعُروبتي كانتْ وما زالت ْ لا تُجيد ُ سوى الخطاب ْ
تبّا ً لهم ْ
إذْ حل ّ في أرض ِ المحبّة كل ّ أنواع الخراب ْ
وهنا دمشق ُ ولا أرى
إلا الدماء ْ
موتى أرى
موتى أراهم في الشوارع ِ والمنازل ِ والحقول ْ
موتى أمام َ المدفعية ِ والبنادق والرصاص ْ
هذا زمان ُ الميتين َ بغير ذنب ْ
وإلى متى ؟
سيظل ّ موتُك ِ يا دمشق ُ حكاية ً
لا حاجة ً لي بالقصائد والكلام ْ
لأقول َ أنك ِ حبّنا أو حلمنا أو عشقنا
ماذا يفيدك ِ ضعفنا
هل غيرنا كان الجُناة ؟
الوليد
عواطف عبداللطيف
05-12-2016, 11:58 PM
قبل َ الكلام
قبل َ الكلام ْ
أيقظت ِ في ّ مشاعرا ً
كادت ْ تنام ْ
وظللت ُ أسأل ُ والسؤال ُيجولُ بي
كيف َ استطعت ِ بنظرة ٍ
أن ْ تَستبيحي خافقي
رغم َ الزّحام ْ
قبل َ الكلام ْ
قد ْ كنت ُ أكتب ُ كل ّ يوم
للعابرات ِ على الدروب ْ
للحالمات ِ بهمسة ٍ ورديّة ٍ
للباعثات ِ بعطرهن ّ مع النّسيم ْ
لكنني ...
لما التقيتك ِ في زمان ٍ ليس َ لي
ما عاد َ يُغريني النشيد
ما عدت ُ أكتب ُ في الهوى
أو في الغرام ْ
قبل الكلام ْ
أحتاج ُ يا زمني رجوعك للوراء
حتى أسير َ إلى الأمام ْ
وأنا المُكبّلُ والمُقيّد ُ بالسلاسل ِ والقيود
وأنا المحاصر ُ في المدينة ِ لست ُ أعرف ُ جيّدا
ماذا هنالك َ كان َ لي خلف َ الحدود ْ
قبل َ الكلام ْ
كم ْ كنت ُ أحلم ُ لو أحلّق ّ مرة ً فوق َ الغمام ْ
بيني وبينك ِ حاجزان
بيديك ِ أول ُ حاجز ٍ
والحاجز ُ الثاني هنا
قد كان َ شيّده ُ الزمان
بيني وبينك ِ دمعتان
تغفو على الوجنات ِ في هذا الظلام ْ
هل غير قلبي يحتوي فينا الأنين
والآن َ أدنو من حروفي كي يعانقك ِ النشيد
وأعيد ُ رسم حكايتي
لك ِ من جديد
لكن ّ حرفي لا يُطاوع ُ فكرتي
قبل الكلام ْ
رحل َ الكلام ْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
05-19-2016, 01:50 PM
يقول ُلي َالطبيب ُولست ُأدري
بما قــد قــاله هــذا الـــطبيب ُ
صُداعُكَ قد تكون ُهُموم ُ شعب ٍ
برأســـك َ دائـــما ً فـــيها دبيب ُ
أو الأشواق ُ تعصف ُ في فؤاد ٍ
لظبي ٍ قد نأت ْ فيه الدروب ُ
فراح َ بحقنة ٍ وخزت ْ وريدي
ذراعي قد بدت ْ فيها الندوب ُ
فقلت ُ له إليك َ الآن َ عنّي
فما نَفع َ الدواء ُ ولا الطبيب ُ
شفائي أنْ أرى محبوب َ قلبي
دوائي في وصالك َ يال حبيب ُ
الوليد
عواطف عبداللطيف
05-19-2016, 01:54 PM
للعام ِ الثامن ِ والستين ْ
من ْ عمر ِ النكبة
مسلوبة ٌ كل ّ البلاد ْ
وحواجز ٌ حول َ المدائن والقرى
وبنادق ٌ في وجهنا
والمسجد ُ الأقصى يُنادي
مَن ْ يُنادي !
وكنائس ٌ في القدس ِ في بيت َ لحم ْ
في النّاصرة ..
وهنا الهلال ُمع الصليب مُحاصران ْ
للعام ِ الثامن ِ والستين ْ
وأنا هنا
مثل الذين َ تشرّدوا
ما زلت ُ أنتظر ُ الرجوع َ إلى هنا / هناك
حتى أراك
حتى يراني البحر ُ أحمل ُ زورقي
وأعود ُ يوما ً نحو حيفا / يافا / والرمال ْ
لا الرحلة ُ ابتدأت ْ ولا
رحل َ الحصار
عواطف عبداللطيف
05-19-2016, 02:01 PM
أمسيةٌ شعرية ..غابَ عنها الشعر
وقف َ المسكين ُ به ِ شوق ٌ
لقراءة نص ْ
لا يعرف ُ ما معنى النحو
يرفع ُ منصوبا ً في جهل ٍ
يجزم ُ مرفوعا في عَجل ٍ
ويُتمتم ُ لا نفهم ُ شيئا
وهناك َ ثلاثة ُ أشخاص ٍ
الأول ُ : يضحك ُ مسرورا ً
ويُصفق ُ فرحا ً في شعره
والثاني : يبتسم ُ كثيرا
مفتونا ً بجمال ِ النّص ْ
والثالث ُ : كم كان َ غبيا
لا يفقه ُ شيئا ً من لغته ...
لا يدرك ُ ما معنى الشعر
الشاعر ُ يقرأ في قلق ٍ
عرق ٌ يتصبب ُ من وجهه
صوت ٌ مختنق ٌ في صدره
وأنا في صمت ٍ لا أدري
أأصفق ُ مثل ثلاثتهم ...
أم ْ أدنو منه فأخبره
مزقت ُ لأجلك َ يا هذا
أبيات َ الشعر
الوليد
عواطف عبداللطيف
05-23-2016, 11:01 AM
دموع دمشق
كفّي دموعك ِ يا دمشق ُ فإنـّــها
كالنّار ِتحرق ُفي الأسى وجداني
فإلى متى ينساب ُ جُرحك ِنازفا ً
أوَ لمْ تكـــوني جنّتي بُســـتاني
قد كنت ِ رَوْضا ً قد تفتّــح َ زهـــره ُ
وسرى بقلبي من شذى الريحان ِ
واليوم َ نلمح ُ في ثراك ِ مجازرا ً
لم تحتمل ْ أهوالــها الثــــقلان ِ
يا ربّ فاحفظ ْ شامَــنا من حقدهم
واطفيءْ بعفوك َ جمرة َ النيران ِ
وأعد السّلام َ ألى ربوع ِ حبيبة ٍ
فالشام ُ في قلبي وفي شرياني
الوليد
عواطف عبداللطيف
05-26-2016, 12:06 PM
الشامُ تبكي
الحُــزْنُ حُـــزني والبُـــكاءُ بُـــكائي
فالنّارُ تحرقُ في الأسى أحشائي
فالشام ُ تبكي والعروبة ُ لم تزل ْ
في صمتها كالصخرة ِ الصــــمّاء ِ
والعالم ُ الغربيُّ يرصدُ جُــــرحَها
فرحا ً بجرح ِ منــــارة الخُــــلفاء ِ
فأصـابها ما قـــد أصــــاب َ بلادنا
مــا بيــن َ أندلس ٍ إلى صــنعاء ِ
وتجمعت ْ كلُّ الجيوش ِ بأرضــها
والشّامُ أضحت ْملتقى الأعــداء ِ
فغدا ً سينهض ُ خالد ٌ من قبره
ويقود ُ جيش العــزّ والأكـــــفاء ِ
الوليد
عواطف عبداللطيف
05-26-2016, 12:14 PM
هذا النشيد
هذا النشيد
للحالمين ْ
للباحثين عن الورود ْ
للعاشقين ْ
وجه َ البداية حين َ تكتبها السنابل ُ في الحقول ْ
للعازفين ْ
لحنا ً تردده ُ البلابل ُ للمدى
حرفا ً يداعبه الهيام ْ
هذا النشيد ْ
قد قال َ عنه
قمر ُ المساء ْ
هو لحن ُ أغنيتي الجميل ْ
هو بوح ُ عاشق َ لم يزل ْ
يحبو على درب الغرام ْ
حرفي رفيقي في السفر
حرفي الدليل ُ على أديم ِ السطر أو خلف الحروف
هل تقرأين َ قصيدتي
قد قلت ُ همسا ً للتي
ما بين َ أهدابي تنام ْ
هذا النشيد ْ
صُـفصافة ٌ
يغفو على أغصانها
سرب ُ الحمام ْ
مَن ْ يشتري لي مقعدا
حتى أشاطره الفضاء ْ
حتى أحلق َ هائما
كالطائر ِ الدوري ّ يدنو من جدار ٍ ليس َ لي
كغناء سنبلة ٍ لأحلام الندى
وأريج زنبقة ٍ
يلامس ُ عطرها
حلو الكلام ْ
هذا النشيد ْ
لا لم أبح ْ لسواك ِ به
هو همستي
لك ِ في المساء ْ
هو ما يعتريني كلما
هاج َ الحنين ُ إلى اللقاء ْ
لأميرتي
وجميلتي
وحبيبتي
وقصيدتي
وصغيرتي
هذا النشيد ْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
06-02-2016, 11:50 AM
إلى الشاعر المبدع / ألبير ذبيان
قصيدة نظتها ارتجالا
أهاجكَ في الرُّبى رشأٌ ربيبُ
وقلبُك َقدْ بَدتْ فيه ِ النّــدوب ُ
أمِ الأشـــواقُ تعبثُ في فؤادٍ
فما نفعَ العلاجُ ولا الـطبيب ُ
كأنَّ العَيْشَ إذْ ولّى التّصابي
تكدّرَ عندمــا غابَ الحبيب ُ
وكيفَ يؤوبُ للوجدان ِأُنْسٌ
وقد يمضي الحبيبُ ولا يؤوبُ
ألا إنّ الحـــوادثَ حــولَ قلبي
تعاظمتِ المصائبُ والخُطوبُ
وكمْ ســرَّ العــواذلُ أنَّ قلـبي
من َالهجرانِ محزونٌ كئيبُ
وإنّي عشتُ في وطني طريدا
بلا ذنبٍ ومـن حــقّي حريب ُ
وأنَّ الوَهْنَ داهمني بعَظمي
وأنّ الرأسَ أشعله ُ المَشيبُ
يُؤنّبني الجهولُ بغيرِ علم ٍ
ومثلي لا يُؤنّبه الأريــب ُ
فرُحتُ أجوبُ في أرض القوافي
منَ الثمرات أقطفُ ما يَطيبُ
هو الكروانُ يشدو كلّ يوم ٍ
فيطربُ خافقي منه النّسيب ُ
لقد هبّتْ من الشّام ِ القوافي
وقد حملتْ نسائمها القلوبُ
يَرّقُّ نشــيدهُ في كلّ بيْت ٍ
لعمري إنّه السحرُ العجيبُ
ترى في شعرهِ الألفاظَ تزهو
بحُسنٍ خطّها قلم ٌ نجيب ُ
سوائرُ تملأ الأفاقَ سحرا ً
وتحملها شمالٌ أوجنوبُ
كأنّ نشيده سهمٌ سديدٌ
وألبيرُ المُسدّدُ والمُصيبُ
وتدنو من قصائدهِ الغواني
قلوبُ الغانيات ِ بها تذوبُ
معانيه اللآليء في فضاء
ولم يدركْ معانيه اللغوبُ
فصيحٌ والفصاحةُ فيه طبعٌ
ومن يدنو لألبير لا يخيبُ
الوليد
عواطف عبداللطيف
06-09-2016, 12:28 PM
قيثارتي اسمها حيْفا
في ليْلِ كانونَ المُدجّجِ بالصقيعْ
كانت جميعُ الأمنياتِ بنا تَضيعْ
لم يبقَ لي
في الكأسِ شيء
لم يبقَ لي
إلا بقايا ذكريات
لْيلٌ وأنتَ على رصيف الأغنيات
ما زلتَ وحدكَ لم يكنْ
إلا فتاةً وارتطمتَ بظلّها
ثمَّ ابتعدتَ إلى الأبدْ
هلْ منْ أحَدْ
إلاكَ
يبدأ في النّشيد
في ليْلِ كانونَ الطويلْ ؟
فاصنعْ بحرفكَ ما تريدْ
حتى تكونَ كما تريد
قالَ القُرنفلُ للفراشة ذات يوم
لا تشربي هذا الرحيق
كي لا تُحاكمُكِ النجوم
قالَ القُرنفلُ للطيور
لا تعزفوا لحنَ الرجوع إلى زهور الياسمين
هل في الخيام مساحةٌ للعابرين
حتى يناموا جيّدا
هل في الحديقةِ وردتان
حتّى أقدم للصبيّة طاعتي
في ليلِ كانونَ الجديد
البردُ يسكنُ خلفَ نافذة المنازلْ
والريحُ تعبثُ في الحنين
يا ليْلَ كانونَ الطويل
هل من سبيل
حتّى تُصالحني البحار
وأرى السنابلَ في الحقول
هل أستطيعُ إذا نظرتُ إلى المرايا أنْ أرى ...
وجهي كما تبدو عليه ملامحي
هل من تفتُّح عشبةٍ
في الحقلِ يبتسمُ النهار
سأظلُّ مثل الموج أركضُ صوبَ شاطئك الجميل
فلعلَّ حيفا لا تُعاندُ رغبتي
حتى أذوقَ مجددا
منها عصير البرتقال
حيفا حكايةُ عاشقينْ
لا يعرفانِ متى اللقاء
يا موجُ خُذني كي أعانقَ شالَها
وألفّ فيه رجولتي
حيفا نشيدُ البرتقالْ
حيفا الإجابةُ والسؤال
حيفا الدموعُ على جدار الإحتلالْ
وحدي أراقبُ نجمتي في الليل متكئاً على
لُغتي أنا
وحدي أنا
وهناكَ يحملني على أمواجها وجعي ولا
غيري معي
فإلى متى
تبقى الهزيمةُ في الحروبِ قناعنا
ورداؤنا
يا حبُّ قُلْ لي كيفَ داهمني الغيابْ
ورمى بنا خلفَ الظلالْ
حيفا نشيدُ البرتقالْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
10-11-2016, 10:57 AM
هي نظرة
أطفــأتِ في هذا المســاءِ شــموعي
ثمَّ استَبَحْــتِ على الخُــدودِ دموعي
قـدْ غبـْتِ حتى مــا حســـبْتُ بـأنّـه
سـيكونُ هجْــرُكِ لي بغيْرِ رجــوعِ
أشعلتِ ناراً في الجوانــحِ جَمــرُها
قدْ ظلَّ يكوي في الغيابِ ضُـلوعي
وتمرُّ في الوجــدانِ ذكرى لـمْ تزلْ
تَنْســابُ فـي الأعــمــاقِ كالينبـوع ِ
قالـــوا : سَــتنْسى بَعدَ يَــوْمٍ حُــبّها
وســتَختـفي الأشــواقُ في أســبوع ِ
فَـوَجــدْتُ قلبي نابـــضاً في حُــبّها
أنتِ المُــنى يا لهــفتي وَوُلـــوعــي
مَنْ ذا يَعيبُ البَدرَ في هذا الدّجى
مَنْ لا يُحبُّ الشمسَ وقتَ طُلوعِ
مَنْ لا يَهيمُ بصوْتِ طيْرٍ صـــــادِحٍ
يشدو على الأغصانِ فوقَ جُــــذوعِ
هيَ نـــظـــرةٌ لمّــا التفـــتُّ فُــجاءة ً
فرأيْتُـــها كالـشمْــسِ عندَ ســـطوع ِ
وسألتُها : مَنْ أنتِ ؟ قالت: لا تَسلْ
وكأنّــني أدنـــو إلـــى الــمـمــنوع ِ
ضَحِكتْ وألقتْ في الفؤادِ بسَهْمِها
سَـــهمُ الحبيبة ِ ليْسَ بالمَنْـــــزوع ِ
فوجدتُ قلبي في هـــواها تـــابعا ً
كمْ هـــامَ قلبي في هـوى المَتبوع ِ
الوليد
عواطف عبداللطيف
10-11-2016, 11:00 AM
طبع الغانيات
هواك ِ أباح َ لوم َالعــــاذلات ِ
وهجرٌ قد أصبت ِ به أذاتــــي
فبت ّ الليــل َ أشكو فيه هــمي
من الهجران ِ أو طول الشتات ِ
رحلت ِونالَ صدّك ِمن ْ فؤادي
فما يجدي اشتياقي والتفــــاتي
وما أوْفت ْ حبيبا ً من نـــوال ٍ
كأن ّ الصد ّ طبع ُ الغانيــــات ِ
لنا ماض ٍ يجول ُ بكل ّ نفــسي
فيجــعلني أراقــب ُ كـــل ّ آت ِ
أصابت ْ حادثات ُ الدهر ِ قلبي
وهَجْرُك ِ كان َ إحدى المعضلات ِ
سوائرُ من عيون ِ الشعر لاقت ْ
ثنـــــاء ً للأحـــبّة ٍ والعـــــــداة ِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوليد
عواطف عبداللطيف
10-11-2016, 11:07 AM
أحبك
وأنا أحبكِ في الدقيقةِ ألف عامْ
وهنا الحكايةُ كلّها
وهنا سأكتبُ في أحاديث الغمامْ
أدري بأنَّ حروفنا
وحديثنا ..
وغرامنا ..
قد باتَ وشماً واضحا
فوق الجبينْ
وأنا أراك حبيبتي
عبر المرايا والصور
فوقَ الجدار
أو تحت ظلّ غمامةٍ
سأبوحُ لك
أني أحبّكِ في الدقيقةِ ألف عام
سأقولُ للطيرِ المسافر صوبَ دارك
أو للرذاذ على زجاج النافذة
لغمامةٍ كانتْ تُظللُ سطح بيتكْ
للأقحوانة للزهور
للنافذة ..
حبل الغسيلْ
برج الحمام ْ
أني أحبك في الدقيقة ألف عامْ
وأنا أنايْ
هل في أنايْ
يبدو سوايْ
وهناك أنتِ هنا أنا
هل كنتُ يوماً غير أنت
لا ما انتهيتْ
فأنا بحبك قد بدأتْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
10-12-2016, 03:41 AM
رسالة ليست لي
وفتحت صندوق البريد
فوجدت حرفا قد تناثر كالورود
وقرأتُ فيه رسالة
فيها تقول تحبني
تشتاقني
عادت وقالت في خجل
لك أعتذر
فرسالتي كانت لغيرك
لك أعتذر
مزّق حروف رسالتي
ونظرتُ حولي لم أجدْ
إلايَّ في هذا المكان
ومشيتُ في الدرب البعيد
وأنا أتمتم في هدوء
تبا لصندوق البريد
الوليد
عواطف عبداللطيف
10-16-2016, 12:39 PM
لولاك يا تلك المقل
لــوْلاك ِ يا تلك َ المُـقـل ْ
ما كنتُ أكتبُ في الغزلْ
عَرَضاً أصابتْ خافقي
نظــراتُها وبلا وَجَـــل ْ
فانصاع َقلـبي طائــعا ً
ما كان َيَدْري ما العملْ
وغرقتُ في هذا الهوى
كالطيرِ لا يخشى البلَلْ
كنّــا التـقيـنا صُــدفـــة ً
ورحلتِ عنّي في عَجَلْ
ونســيتِ عَهــداً بيْــننا
وقتلتِ في قلبي الأملْ
وتركتِ جُرحي نازفاً
والجُرْحُ هذا ما اندَمَلْ
أغراكِ أنّي عاشــــقٌ
يبكي المنازلَ والطللْ
أوّاهُ كــمْ يهــفو لهـا
قلبي وعنها كمْ يَسَلْ
يشتاقُها طول المدى
ويُحبُّها مُنـذُ الأزلْ
العشــقُ سُــمٌّ قاتــل ٌ
قالوا قديماً في المثلْ
صَدَقوا فحُبُّكِ قــاتـل ٌ
مَنْ ذا يُحاكمُ مَنْ قتلْ
عواطف عبداللطيف
10-16-2016, 12:46 PM
يا دار عبلة
الشــــوقُ جــاوزَ حدُّهُ في خافقي
يا ليتَ شعري لو بشوقي تعلمي
يُنْبيك ِدَمــعٌ فــوقَ خدّى قد هَمى
من لوْعتي يا حلــوتي لو تعـــلم ِ
عيْناكِ يوماً قد أصابت ْ خافـقي
بســــهامها ، فترفقي بالأســـهم ِ
وصرختُ في هذي الفيافي صادحاً
(يا دارَ عبلة َ بالجـــواء ِ تكلّمي )
فارتدَّ لي صوتٌ يُلامسُ مُهجتي
(وعِمي صباحا ًدارَ عبلة َ واسلم ِ )
الوليد
عواطف عبداللطيف
10-16-2016, 12:50 PM
للشوق ِ مرّة ً أخرى
قبل انتباهي للحديث ِ المشتهى
قبل انبلاج ِ الحب ِ في وَضَح ِ النهار ْ
قد كنت ُ أرسم ُ في الخيال ْ
شكل َ اللقاء ْ
شكل َ القصيدة والحروف ْ
فوجدت ُ نفسي تائها
ووجدت ُ حرفي خائفا
ماذا سأفعل ُ حين َ يجمعنا المكان ْ
وبأي شيء سوف يبدأني اللقاء ْ
هل ْ أكتفي بدقيقة ٍ أو ساعة ٍ أو ألف عام ْ
هل أكتفي بالعمر ِ حتى أرتوي
لن أكتفي !
حسنا ً إذا
سأجوب ُ في عينيك ِ أو أغفو قليلا تحت َ رمشك ِ ربما
يوما سينصفني الحنين ْ
وهناك َ أمكث ُ ما أشاء ْ
وهنا سأعلن ُ للملأ
سأقول ُ للجمع ِ الغفير
أني أحبّك ِ ..
قبل َ انتباهي للحديث ِ المشتهى
قررت ُ أن ْ آتيك ِ في ثوب ِ الحروف
وأكون ُ همسَكِ والكلام
وأقول لك
أني أحبك يا امرأة غير النساء ْ
للقلب ِ بوصلة ٌ تحدد ُ خطوتي
إني أحبك ِ في الغياب ِ وفي اللقاء ْ
زمن ٌ غريب ْ
أن لا يُجمع ّ َ بيننا وصل ٌ قريب ْ
أن لا تكوني دائما
قربي أنا
وأنا الحبيب ْ
زمن ٌ غريب ْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
11-24-2016, 05:13 AM
نابلس تقرؤك السلام
مُهداة إلى القاضي الأستاذ / بشار نمر رئيس محكمة بداية نابلس السبق
نأى عن ْ أرض ِ نابلس َ الحبيب ُ
تَجلّت ْ حين َ غادَرنا العيـــــوب ُ
وغادر َ تاركا ً في القلـــبِ وَجداً
وحامت ْ حول َ حكمته ِ القلوب ُ
نزيه ٌ ، عــــادل ٌ ، للــحق ِ رُكن ٌ
وليْس بشــخصه ِ ما قد ْ يُريب ُ
فكان َ بعــــدله ِ للناس ِ رُشْــــدٌ
يضيق ُ بوصفه ِ الشرح ُ الرّحيب ُ
سَلو عنه المحاكم َ كيف َأضحتْ
كقلب ٍ للجــــريــــح ِ به ِ نُــدوب ُ
كأن ّ العَدْل َ مُـلقى ً في خضمّ ٍ
به ِ الأمــــواج ُ تَقْذف ُ أو تصوب ُ
يهز ّ جنــــاحه ُ التيّـــار ُ حتى
ويجذبه ِ إلى القاع ِ الرّسوب ُ
ألا قُل ْ للـــذي أســـدى قرارا ً
بنقلك َليس َفي النقل ِالوُجوبُ
فكيف َ يزول ُ حُبّكَ من ْ قلوب ٍ
وكيف َ العَيْشُ بعدك َ لي يطيب ُ
الوليد
عواطف عبداللطيف
11-24-2016, 11:19 PM
مهداة إلى روح الشهيدة / أشرقت قطناني
التي ارتقت شهيدة برصاص العدو الغاصب على حاجز حوّارة العسكري
واتهمّها الكيان الغاصب أنها كانت تحمل سكينا وتنوي طعن جنود
أشْرقْت ِ يا شمسَ الكرامة ِ عندما
حلّ الظلام ُ على الحدائق ِوالمنازل ِ والقباب ْ
أشرقت ِ أنت ِ وليْتنا
يا حلوة َ القسمات ِ ، يا وجه البراءة ِ والنقاء ْ
كنّا انتبهنا للغياب ْ
أرصاصة ٌ من غاصب ٍ لترابنا / وهوائنا
كانت ْ تُعجّل ُ بالرّحيل ..
ناديت ُ والدمع المسافر ُ فوق خدّي حارق ٌ
يا أشرقت ْ
فارتدّ في هذا الفضاء ِ وهزّني
صوتُ الشّهيدة الشاهدة ...
قالت ْ : رموني بالرّصاص ِ لأنني
أهوى البلاد ْ
قدْ كنت ُ أحمل ُ في الجوانح ِ رغبتي
وشهادتي ..
قد كنت ُ أحمل ُ كلّ حلمي أن أكون
قد كنت ُ أعشق ُ وجه أمي
وأبي وإخواني وكل أحبّتي
وطريقنا الممزوج ِ بالحزن القديم ..
والآن َ روحي في الفضاء محلقة ..
وأرى هنا..
شهداءنا ..
مثلي تُحلّقُ روحهم ...
هذا الفضاء الآن َ حر ...
الوليد
عواطف عبداللطيف
12-07-2016, 12:49 PM
ميادة الغُصن ِ
ميّـادة الغُصنِ يا حسناءُ ما العملُ
يَشْتاقُكِ القلبُ يا حسناءُ والمُــقل ُ
ميّـادة الغصن هذا الحبُّ يسكنني
قلبي المعذّبُ كم ضاقت به السّبلُ
لمّا رأيتُك ِخلـــفَ الظلِّ جالســــة ً
والسّاقُ لُفّتْ على ساقٍ بها خجل ُ
والوجهُ يزهو بنورٍ خلته ُ قـــمرا ً
والعيْنُ يُسحرُ في أهدابها الكُحلُ
قد طارَ عقلي وكادَ الشوقُ يقتلني
من فرطِ حُبّي فأنتِ الحُبُّ والأملُ
في القلب ِنارٌ لهيبُ الشوقِ يشعلها
رفقاً بقلبٍ بهِ النيـــــران ُ تشتعل ُ
الوليد
عواطف عبداللطيف
12-07-2016, 12:51 PM
حين َ فرقنا الزمان
ربيع عمري : كلما كتبت ُ شعرا بعدك ِ أبكتني أشعاري
هامش :
من لحظة ِ الألم ِ المسافر ِ في دمي
من لحظة ِ القهر ِ المحلق ِ في سمائي
من قطرة ِالدمع المخيّم ِ في عيوني
سوف أكتب ُ كل ّ شيء ٍ عن تفاصيل الحقيقة
فحبيبتي كانت ْ أباحت ْ مقتلي
ودليلها أنا نعيش ُ بلحظة ِ القتل ِ المباح ْ
استهلال :
ستجربين َ البعد َ عني والرحيل
وستحلمين َ بعاشق ٍ غيري ولكن ..
بعد حين ْ
وتسافرين ْ
يوما ً على جرحي وجرح ِ المتعبين ْ
وأدور ُ وحدي في حقول العمر ِ تحرقني
دموع ُ الحائرين ْ
وأظل ُ رغم الموت ِ مرفوع َ الجبين ْ
القصيدة :
بيني وبينك ِ حاجزان
بيديك ِ أول ُ حاجز ٍ
والحاجز ُ الثاني على درب الهوى
قد كان َ شيّده ُ الزمان ْ
قمري يضيع ُ وزورقي
يمضي على غير الهدى
تتخلف ُ الطرقات ُ عني
تتكسر ُ الخطوات ُ مني
إنا حبيبي تائهان ْ
من ْ أين أبدأ قصتي
من لحظة ِ الموت ِ القديم ْ
من لحظة ِ القتل ِ المباح ْ
من ْ لحظة ٍ قد كان َ أسكرنا الهوى
وبه ِ رسمنا حلمنا
أم لحظة قد أمعنت ْ فيّ الجراح ْ
يا أيّها القمر ُ الجبان ْ
اكتب ْ وقل ْ لي
كيف ضاع الحب ُ منا !
كيف ضاع َ العاشقان ْ
وانثر ْ تفاصيل َ الحكاية ربما
يوما سينصفنا الزمان ْ
حب ٌ وشوق ٌ في المساء ْ
والأرض ُ ترنو للسماء ْ
والورد ُ يهمس ُ باشتياق ٍ للشجر ْ
والنجم ُ ينظر ُ بارتياح ٍ للقمر ْ
وأنا أسير ُ بسرعة ٍ عبر الطريق ْ
صوت ٌ هنالك جاء من قبل السماء ْ
قتلوا جميع َ الأنبياء ْ
لا لم ْ أمت ْ وحدي
ولكن مات َ فينا العاشقان ْ
شيء ٌ تكسر َ ذات َ يوم ٍ بيننا
ما عدت ُ أشعر ُ في سمائك ِ بالأمان ْ
ما عدت ِ أنت ِ حبيبتي
ما عاد قلبك ِ لي مكان ْ
لا تسأليني كيف دمرنا الزمان ْ
شيء ٌ تكسر َ ذات يوم ٍ بيننا
حب ٌ تحطم َ ، مهجة كُسرت ْ
وسالت ْ دمعتان ْ
إنا نسير ُ اليوم في درب الوداع ْ
آه ٍ فما كنا نفكر ُ في الوداع ْ
أنهيت ُ إعداد َ السفينة َ بينما
قد كنت ِ مزّقت ِ الشراع ْ
رغم َ الخطايا قد عبدتك ِ طائعا
لكن ّ غيري في غرامك قد كفر ْ
وجعلت ُ حبّك أغنية
قد أطربت ْ كل البشر ْ
والآن َ صرت ِ حبيبتي
طيفا ً سريعا قد عبر ْ
يا أيها القلم ُ الجبان ْ
اكتب ْ على قلبي وقلب ِ حبيبتي
لما التقينا
كان فرقنا الزمان ْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوليد
عواطف عبداللطيف
12-07-2016, 01:17 PM
باقة ورد
بيْني وبينكِ موْعدٌ
فنسيتهِ ..
أو ربّما قد كانَ موعدنا نسي
أنّي هنالكَ أنتظر
ردّتْ وقالتْ : ألفُ حائلَ بيننا
ويحولُ دونَ لقائنا
هلْ أعتذرْ
وكأنّها نسيتْ بأنّي يومها
أفنيتُ يومي أنتظرْ
بدأ الصباحُ بطيفها
وسألتُ نفسي أيّ ثوبٍ ترتدي
مكياجها ...
تسريحة الشعر الجميل
لونُ الأظافر يا ترى
ماذا يكون !
أعددتُ لحناً للقاء وأغنية
ونَثرتُ عطراً في المكان
هيّأتُ نفسي جيّدا
لكنّها ..
نسيتْ سريعاً موعدي
أو ربّما
نسيَ الزّمان
الوقتُ مَرْ
الوقتُ مُرْ
لا الهاتفُ المجنونُ يسمعُ لهفتي
وأنا أفكّرُ حائرا
وأنا أقولُ مُواسيا
نفسي التي كانتْ معي
ستجيءُ لي
حتى تضيءَ ليَ المكان
وتُعيدَ ترتيب الحضارةِ من جديد
وهناكَ كنتْ
وحدي ولا
غيري هناك
الحزنُ يرفضُ أن يغادرَ مقعدي
وأنينُ نايْ
يسري يسافرُ في الظنون
وأنا أفتّشُ عن جواب
جاء الجواب
رجلٌ أتاني حاملاً
باقات وردْ
ولمحتُ حرفاً نائما
بين الزهور
لك أعتذر
الوليد
البحر الكامل
عواطف عبداللطيف
12-08-2016, 11:29 AM
حلمٌ هارب
البُعْدُ منْكِ وقــدْ جَــفوْتِ حــــرامُ
دمْـــعي يَفيــضُ وما عليَّ مَـــلامُ
حُــبُّ التي أحببتُـــها في خافـــقي
يبْــقى تُجـدّدُ عَــهْـــدَهُ الأيّــــــام ُ
هيْهاتَ أنسى ما حييتُ غرامـها
شـــوقي إليكِ تـزيده الأعــــوام ُ
تاللّهِ إنَّ الحُبَّ يجرحُ في الحشى
ويُصيبُ ما لا تفعلِ الأســـــقام ُ
غابتْ فباتَ الليلُ أســودَ فاحماً
لا ينجلي هذا السّـــوادُ قـــــتام ُ
أينَ التي في وجهها إنْ أسفرتْ
بـــدرٌ تــــجلّى للعـــيون ِتمـــام ُ
أينَ التي لحديثــــها شــــوقٌ كما
يشتاقُ للأرضِ اليبابِ غــــــمامُ
قلبي الــذي لمّـا رأيْــتُك ِ صُدفة ً
قـد هــــــالَه ُ لـــمّا رآك ِ قـــوامُ
فسرى غَرامُك ِفي العروق ومقلتي
تشــكو سُـــهادا ًوالأنـــام ُ نــــيامُ
فنظمتُ فيكِ قصائدي رغمَ النّوى
وكتبتُ حـــتى جـــفّت الأقــــلام ُ
الوليد
عواطف عبداللطيف
05-25-2017, 01:10 PM
القدس تبكي
مُهداة إلى قامة الأسرى الصابرين الصامدين خلف قضبان العدو الصهيوني
وذلك في معركة الأمعاء الخاوية ( الإضراب عن الطعام ) ، وإلى قامة الأسير
كريم يونس ، أقدم أسير في العالم (35 سنة ) سجن .
لِذِكـر ِالقُــدس تَهـــتزُّ القُـــلوبُ
وتهــفو للثّــرى فـــيها الشّـــــعوب ُ
تئـن ُّ اليـــومَ مـن ْجُــرْحٍ عـمـــيق ٍ
وتبـــكي والبُـــكاءُ هــو النّـــحيب ُ
فقلتُ لــها : أتبْكي من جـــــراح ٍ؟
وقد ظهرتْ على الأقصى النُّدوبُ
أمِن ْوَجَـعٍ فـدتك ِ اليـــوم َ نَــفسي
بها يفــديك ِ عاشــــقـكِ الحــــبيب ُ
فقالتْ لي وفي الوجـــدان ِ حُــزن ٌ
لـهُ بيـــن َالجـــوانــح ِ بــي دَبـيب ُ
أنــا دمْعي على أســـرى بـــلادي
وغيّبهم عــــن الــدنيـــا الغُـــيوبُ
بـأمْــــعاءٍ خَـــوَت ْمــــن كلِّ زاد ٍ
فلا طعْـمُ الطـــعــامِ لهمْ يـــطيب ُ
هُنالك َ في السّجونِ طووا جياعاً
يُــلاحقُ صبْرَهم مــوت ٌ رَهـيب ُ
فكم دخــلَ السّــجون َهُنا صَــبيٌّ
وأدرك َرأســـه ُفيــها المّـشــيب ُ
لأجلِ كرامـــتي دخـلوا سُــجونا ً
وطال َبهم ِ عن الأهل ِ المَغيـبُ
تمادى الغاصب ُ المُحتلُّ أرضي
ويحــــرقُ مُهجتي صـــمت ٌ رهـيبُ
فلا مصــــر التــي كـــانـتْ جـــدارا ً
ولا بغــداد ُ والـــيمـــن ُ الخَـــصيبُ
أرادوا نُصْــــرتي وشـــفاء جُرحي
وكم نـــاداهمُ الأقــــصى السّـــليبُ
فـصُّمتْ أذنهم والقـــــلب ُ أعــمى
وما نفَعَ النّـــداءُ ولا المُـــــجــيب ُ
فخافـوا من مُجــــابهة الأعـــادي
وظنّوا أنّ غـــاصـــبَنا مَهــــيبُ
وراحـــوا يلهـــثون َإلى ســــلام ٍ
لعَمْـــري إنّـــهُ أمـــرٌ عَـــجيب ُ
أأجعلُ راحــــتي في كفِّ وحشٍ
سَـــباني إنّــه ُخــطْبُ مَـــعيب ُ
لذا أبكي ودمـــعُ العيْن ِ نــــار ُ
على الوَجَناتِ أجّــجها اللهيب ُ
فلا أرضُ العُــروبة ِلي بــلاد ٌ
أعيشُ بها كما عاش َ الغريب ُ
الوليد
الوافر
عواطف عبداللطيف
05-25-2017, 01:18 PM
إلى راحلة
سأكفُّ عن هذا الهوى
ما دُمتِ مثل فراشةٍ
تخشى الحريقْ
قد كنتُ أحملُ بينَ كل قصائدي
شوقَ الحبيبْ
وأنا الغريبْ
ماذا يفيدُ النحلَ في تلك الحقولْ
أزهارُ وردٍ ذابلة
هلْ يستطيعُ من الذبولْ
جنيَ الرحيقْ
والعازفة ..
هل تستطيعُ العزفَ عبر كمنجةٍ
أوتارها متقطعة
لا تسأليني يا صبيّةُ مرةً
إذ كيف ضاعَ الحبُّ منا وانتهى
وهنا تعالي واسمعي
هذا الغناءْ
هذا نشيدُ الراحلينْ
لا شيءَ يوقظني ولا
صوتُ الأنينْ
سأكونُ يوما ما أشاءْ
سأكونُ لي
وسأكتفي
برغيف ذكرى قد مضتْ
وحديثِ ليلٍ حالمٍ
قد كانَ يؤنسُ وحدتي
عبر السنينْ
وستسافرينْ
يوما على جرحي وجرح المتعبينْ
هل تعرفينْ
مَنْ يا ترى يوما أكونْ
فأنا التمردُّ والغيابْ
وأنا الفراغْ
وأنا العدمْ
وأنا الحقيقةُ والخيالْ
وأنا الظلالْ
وأنا سفينة عاشقٍ
قد أخطأتْ دربَ الوصولْ
وأنا قصيدةُ شاعرٍ
من غير حرفٍ أو كلامْ
وأنا لقاءُ العاشقينْ
من غير حبّ أو غرامْ
سأكفُّ عن هذا الهوى
ما دُمتِ مثل يمامةٍ
تخشى الهديلْ
الوليد
الكامل
عواطف عبداللطيف
07-29-2017, 08:16 AM
هذا السّحاب
هذا السحاب
في كل شوق يا التي
حملتْ حنينا في الضلوع
سيكون زورقنا الأخير
هيا تعالي واركبي
حتى نجوبَ حبيبتي
عبر السحابْ
هذا الفضاءُ اليومَ لي
وهنا سأكتبُ ما أشاءْ
سأبوحُ لكْ
سأقولُ أنكِ أغنية
أو أمنية
سأقولُ أنكِ طفلتي
وصغيرتي
وحبيبتي
سأصيغُ من تلك الجدائل ذات عشقْ
أرجوحة ..
وأهز فيها خافقي
وأنامُ بين ضفائركْ
كي أستريح من الظنونْ
فأنا الطريدْ
وأنا البعيدْ
وأنا الغريبْ
لا تسأليني يا صبية كيف جئتك حاملا
نبضي وحرف صبابتي
ها أنت وحدك فوقَ قلبي تجلسين
وأنا أفتش من سنين
عن ضوء حب قد خَفت
ها أنت جئت على جناح يمامة
حسناء ترقص في دمي
فتعيدُ لي
ما قد تناثرَ من حنين
هيا تعالي يا التي
تُغري المتيّم بالنشيد
الوليد
عواطف عبداللطيف
05-26-2018, 03:37 AM
أضرمت ِ نارا ً في الحشى لا تنطفي
وجعلت ِ بي كل ّ العــــواذل ِ تشتفي
وصددت ِ تيها ً حين َ جئتك ِ عاشقـا
ماذا يضيرك ِ لو بقلبي تعـــطفي ؟
يا حلـــوة الخطــو الجـــميل ِ ترفقي
قد كنت ُ دوما في وصــــالك ِ أكتفي
لا تســــمعي قـــول َ العــــذول ِ فإنه
كالنــــار ِ تشعـــل ُ مهجتي لا تنطفي
سجع َ الحمام ُعلى الغصون ِ وهاجني
ذكرى تؤجج ُ خــــافقي وعــــواطفي
وبكيت ُ شــــوقا ً حين كان َ هديـــلها
في الصبح ِ يشدو في مســامع مدنف ِ
يبكــــي الحمــــام ُ أليــــفه وكــــأنني
مثل الحــــمام ِ بكـــــيت ُ دون تكلف ِ
قلبي الأســــــير ُ لحسنها وجمــــالها
ولقــــدها المــــترهل المـــــــترهف ِ
أين َ التــــي أحببـــــتها وعشقــــتها
يا قلب ُ قل ْ لي أين عني تخــــــتفي
الوليد
عواطف عبداللطيف
05-26-2018, 03:46 AM
موعد
قالت ْبصوْت ٍ هامسة
سأراك َ عند الخامسة
هيّــأتُ نفـــسي جيّدا
وقصصتُ شَعري في المساء ْ
واخترتُ من ْبيْن الملابس ما يليق ْ
ذاك َ القميص ُوربْطة ٌ للعنق ِوالنعل ُالجميل ْ
وحلقتُ ذَقني مرّتين ْ
ثُمَّ انطلقت ُ إلى المكان ِ مُبكرا ً
قبل َ اللقاء ِ بساعتين ْ
وجلستُ في الرّكن ِالأنيق ْ
وهناك َ حولي العاشقون ْ
يتحدثون / ويبْسمون ْ
وأقولُ في نفسي كذلك َ قد نكون ْ
ولعلّها بدأت ْ تُفكرُّ بالحضور ْ
ولعلّها مَشغولة ٌ بثيابها / مكياجها / تسريحة الشعر الجميل ْ
أو أنّها
تمضي إليّ وفي الطريق ْ
ولعلّها
تشكو ازدحاما في الطريق ْ
ولعلّها تاهت ْ / أو ربّما نسيَت ْ مكان َ لقائنا
وعقاربُ السّاعات ِ عندي خامسة
والرّبعُ مَرْ
والنصفُ مَرْ ...
وعقاربُ الساعات ِ عندي سادسة
مرَّت ْ هنالك ساعة ٌ أو ساعتان
أمّا التي قالت سآتي في تمام الخامسة
لا لمْ تجيء ْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
07-14-2018, 01:26 PM
حتما نلتقي
كنّا هُنالك َ كان َ يُسعدنا اللقا
فأتى الرّحيل ُ وحان َأنْ نتفرقا
وشعرتُ حينَ فراقها في أضلعي
نار أكــــادُ بحـــرّها أنْ أتحــرّقا
سرْنا بحُـــزن ٍ صامـــتين ِ كأننا
للخوف ِ نخشى يومها أن ننطقا
وقلــوبنا خــفّاقـــة ٌ وعـُــيوننا
من دمعها لم تستطع ْأن ترمقا
نظراتُنا كانت ْ هنالك َ خلْسَة ً
وتكاد ُ من ْهول ِ النّوى أن تتمزقا
كنّــا نُعللُ باللـــقاء ِ نُفــــوسَنا
ويكادُ دمع ُ العين ِ أنْ يتدفقا
أحبيبتي صبْرا ً فحتما ً نلتقي
ويعود شمل ُ الحبّ أبهى رونقا
إنّ الذي جعل َالفراق َ مع َ النوى
هو وحده ُ قد يجمع ُ المتفرقا
...................
الوليد
عواطف عبداللطيف
07-14-2018, 01:38 PM
قاضي المحكمة
قد جئت ُ قاضي المحكمة
أشـكــوه تلك المُجرمــــة
ســرقت ْ فـؤادي عنـــوة ً
وبنــظرةٍ لـــم ْ ترحـــمه
قدمـــتُ شـــكواي َ التـي
فــيها الأدلّــة ُ جــــازمة
فيها بــدأت ُ شــــهادتي
قدمت ُ وفــق َ الأنـظمة
وســـألتـــه ُ مستنكــرا ً
ولعلَّ قصـــدي يفهـمه
كيفَ المُحبُّ بلحـظــة ٍ
صَرْح َ المحبَّة ِ يهدمه
مـــا ضــرَّه ُ لو أنّـــه ُ
بـــــرويّة ٍ قد قـــوَّمه
وأخذتُ أسردُ ما بدا
في ليلة لي مظلــمة
وحدي أسيرُ وخافقي
بينَ الجوانح أحزمه
حتى غـــزالٌ قد بــدا
فأصاب َ قلبي أسهمه
واستلَّ منّي خــــافقي
وبنظرةٍ ، ما أظلمه !
ومضى بقلبي مسـرعاً
قد صارَ قلبي مَــغنمَه
فلذا أقـــدّم ُ شـــكوتــي
وهنا أتيتُ أخــــاصمه
فاحكم ْ بعدل ٍ ســـيّدي
وأعدْ إليَّ المـــــظلمه
وانزل ْ عقـــــاباً رادعا
وبحكمكم ، لا تـــرحمه
الوليد
عواطف عبداللطيف
07-14-2018, 01:39 PM
ليت الكواكب
ليْتَ الكـواكــــبَ قدْ حَمَـلنَ ســلامي
حتّى تحــسّ بلــهــفــتي وغـــرامـي
فــلربّــــمـــا تــدري بـــأنّي مُتــعب ٌ
وبأنّـــها هـــيَ بَـلْسَـــم ٌ لســـقـــامي
تَهتّزُّ مــــثلُ الغُصْــنِ في خَطَــواتها
تحـــكيهِ غُنجا ً في اعــــتدالِ قـــوامِ
كانـــتْ أحـــلّتْ دونَ ذَنْـــبٍ مَــقتلي
إذْ حَرَّمــتْ وقتَ المســاءِ كلامـــــي
قلبي ونبـــــضي والجــوانــحُ كُلّــها
هيَ طَوْعُ أمــــــرِكِ في مدى الأيّـامِ
عَبَراتُ عيْني دمعُـــــها مُتســــــاقط ٌ
يهمي على الوَجَــــــناتِ بعدَ سـجامِ
فترفقي فــــي عـــاشـــقٍ بكِ مُغـرم ٌ
أضـــــــناهُ بُعْدُكِ بعدَ طـــــولِ ملام ِ
ولطـــالما حدّثتُ نـفســـــي هـــائـما ً
لو تَعلمي كمْ طـالَ فيكِ هُيــــــــامـي
أهوى الكـــــــرى قبلَ الأوانِ فربّما
يأتي خيــــــــالُكِ طارق َ الأحــــلام ِ
ويضـــمّنا حــلمٌ جــــــمــيلٌ نلــتقي
قــولي لطيْفِكِ أنْ يزورَ مـــــــنامي
كلُّ المَحاســـــــنِ قدْ جُمعنَ بوجهها
ولحاظُها تبـــدو كحــــدِّ حُســــــــامِ
نَظراتُها مثل الســـــــــهامِ تُصيبني
قلبي أُصيبَ بنظــــــــرةٍ وســــهام ِ
لا تقطـــعي حبلَ المـــــــوّدةِ بيننا
يا ليت حبـــــل َ الــــوُدّ غير رِمامِ
يا ليْتَ شـــــــعري لو أراكِ فتنجلي
عنّي الهمــــــــومُ متى أراكِ أمامي
الوليد
عواطف عبداللطيف
07-21-2018, 08:11 AM
سرّ إعترافي
ما بيْن َخوفي من رَحيلِك ِوالغياب ْ
أو خوفَ قلبي أن ْيقول
ناديتُ في الطرقات ِ ما بين َنافذة ٍ وباب ْ
يا بائعَ الأزهار ِبِعْني وردة ً
صفراءَ تنمو في الحقول ْ
هذا أوان ُالبَوْح ِ، لو تفهمي يا حُلوتي ما قدْ أقول ْ
هلْ أعترفْ ؟
أأبوح ُ لك ؟
لكنني أخشى رحيلَكِ والغياب ْ
وأتوهُ في الأرضِ اليَباب ْ
والوردُ في الحقلِ يهزمهُ الذّبول ْ
سأقولها حتّى إذا
وضعوا السلاسل َفي يدي
لو قيّدوا
كلَّ الحُروفِ على فمي
إنّي أحبُّك ِ أعترف وسأعترف
إنّي أحبّك ِ سوف َأملأ الوادي سنابلْ
وأقودُ جيْشَ الياسمين ْ
وأظلُّ مثل العاشقين
وحدي أقاتل ْ
قد كنتُ مثلك ِ أختفي
وأخافُ إن طلعَ القمرْ
وكأنّها
تلك َالمرايا من ْحَجَرْ
وأراقبُ النجمَ المسافرَ
في فضاءِ الأمنيات
وأبوحُ كالعصفور يشدو
في بديع الأغنيات
وتقولُ لي :
قلْ ما تشاء
وسأقبلُ الأفاظ َ والمطرَ الذي
يدنو من الشرفات ْ
وسأطردُ الحُرّاسَ النائمين َعلى الرّصيف ْ
لنشيدك َالمجدول مثل جدائلي
لنشيدك َالمجنون كم فرحتْ
عيونُ العاشقات ْ
وتقولُ لي :
اكتبْ هنا
سرَّ اعترافك للفضاء ِالمُخمليّْ
هذا النشيد حبيبتي كفضائنا الكحليْ
هذا النّشيد ُحبيبتي
شوقي الدفين
لغتي الجميلة
لحنُ الكمنجة والرّبابة في المساء
هيّا اقرأيه ولا تخافي
بحروفه
سرُّ اعترافي
الوليد
عواطف عبداللطيف
07-21-2018, 08:13 AM
لي ...
هذا الفضاء ُ بما حوى
من أمنيات ... لي
لي ...
ذاك َ الجنون ُ بوجهها
وبشعْرها المنثور مثل قرنفلة
لي ..
هذا الحضورُ المُشتهى
تلك َ الرموش على عيون ٍ ناعسة
والأحمرُ المنسيُّ مثل الأقحوان ِ على الشفاه ْ
لي ...
الظلُّ لي...
والغامقُ الكحليُّ لي
وجديلة ٍمرسومة ٍبعناية ِ لي ...
هذا التوترُ حين يخفق ُ خافقي
نبضات قلبٍ مسرعة ...
والإنتظار على رصيف الليل لي ...
لي ما أشاء ُ من الجنون ْ
لي ما أريد ْ
ما قاله ُ تشرين ُ لي
قبل الغياب ْ
هذا الرذاذ ُ على النوافذ ِ والقِباب ْ
صوت ُ الكمنجة حين تعزفُ في المساء ْ
حلم ُ الرعاة ...
صوتُ الجداول ِ والمطر ْ
وجهي ووجهك ِ حين بللها الحنين ْ
لي ...
حرفان ِ من بين الحروف ِ تعانقا
هي صدفة ٌ أخرى يرددها المدى
هي رحلة المشتاق يكتبها الصدى
لي ...
لو قلت ِ لي
قبل انكسار ِ الظلّ أو ... قبل اندلاع العاصفة
كي استعيد َ من الحقول ربابتي / وكمنجتي
حتى أرتبَ ما تناثر من خطاي ْ
خذني لها ...الرّيح ُ قالت
خذني له ... قال الفراغ
يا شهر تشرين الجميل
من يا تُرى فينا القتيل ْ
كن ها هنا ...
كي لا يغادرنا الخريف ...
حتى أراها حين ينتصف الحنين ...
الوليد
عواطف عبداللطيف
07-21-2018, 08:16 AM
وتاهت خطوتي
تهنا وتاهت خطوتي
في كل ركن ِ قد َ بحثت ْ
في كل زاوية ٍ هنا
لا أنت ِ في ذاك َ المكان ْ
كل النوافذ ِ مغلقة
أشتاق ُ موعدنا الجميل
وحديثنا
في الليل أو وقت الأصيل
أشتاق ُ شعرك ِ حين يغفو فوق كتف ْ
لا رائحة
للحرف ِ في هذا المساء ْ
لا شيء َ يجذبني سوى
طيف ٌ مضى
وأنا أنادي كم أنادي ليتها
سمعت ْ نداي ْ
لم ْ يبق ِ لي
في هذه الدنيا سواي ْ
يا نجمة َ الأفق ِ البعيد ْ
يا زهرة ً في حقل ِ غيري نائمة
هل تشعرين َ الأن َ بي
هل في شوارع ِ قرطبة
سيكون لي حق ّ المرور
هل في المدينة ِ ألتقي محبوبتي
أم يا ترى
يوما ستطردني الظلال ْ
الريح ُ قالت ْ للمسافر لا تعد ْ
قبل َ الغروب ْ
كي لا تلاحقك َ الوجوه
أشتاقها ...
أشتاق ُ فيها كل شيء
فستانها
خصلات شعر ٍ نائمة
فوق الجبين ْ
أكتافها ...
ولثغرها وخدودها وعيونها
الريح ُ قالت ْ : لا تقل ْ
شيئا ً ولا
تشكو الغياب ْ
كي ْ لا يلاحقك َ الفراغ ْ
والآن َ أبحث ُ في المدى
أو خلف َ ظل الياسمين ْ
عن وجهها
عن صوتها
تهنا وتاهت ْ خطوتي
في شارع الشوق ِ الحزين ْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
07-28-2018, 02:23 PM
الفأر والمصيدة
فـأرٌ يُـــداعــبُ فـأرة ً
ما بين َ أكياس الشعير
يزهو بذيل ٍ رافعــــا ً
ويكادُ من شوقٍ يطير
ورأى هُنالك َ خُبزة ً
فانسرّ بالرزقِ الوفير ْ
مربوطة ٌ في فـــخّــة ٍ
من صُنعٍ إنسانٍ خبيرْ
فـــدنـــا إليـــها واثـــقا ً
ويشمُّ في الأنفِ الصغير
وأرادهــــا لـــحبيبـــة ٍ
ولعلّه ُ يجــني الكــثير ْ
هي لحــظة ٌ فــإذا به ِ
يشكو من النَفَسِ الأخير
الوليد
عواطف عبداللطيف
07-28-2018, 02:26 PM
قــَمـَرٌ غريب ْ
لا يُشبه ُ الأقمار َ في هذا الأفق ْ
قـَمـَر ٌ يظل ّ ُ على قلق ْ
وجهي ظلال ُ ملامحي
وملامحي
فيها الكثير ُ من الكلام ْ
قال َ اليمام ْ
لا غـُـصن َ لك ْ
حتى يـُغنيك َ الهديل ْ
هذا المساءْ
أدركتُ أني عاشقٌ
للمستحيل ْ
فحبيبتي
كانتْ حكاية ُ واهم ٍ
لا وجهها
يعطي المسافرَ قـُـبلتين ْ
قمر ٌ غريب ْ
قمر ٌ يُسافر ُ في الظنون ْ
وقصيدتي
حرف ٌ تناثر َ في الشجون ْ
وجهي غريب ٌ في المرايا الداكنة
ظلي هناك َ على الرصيف ْ
وأنا أسير
لا الظل ّ يتبعني ولا
أدنو إليه
الظل ّ عني يبتعد
وأسير وحدي في الطريق
وتتسع ُ المسافة ُ ليتني
أقنعت ُ ظلي أن يشاطرني المسير
كي لا أكون اليوم وحدي عابرا
هذا الطريق ْ
حولي ضباب ْ
وأسير ُ وحدي لا أراني جيدا
الليل ُ هذا أعرفه
لا أعرفه ..
وهناك َ في هذا الأفق
قمر ٌ غريب ْ
الوليد
عواطف عبداللطيف
05-19-2019, 01:53 AM
لقد أغلقتُ بعدك ِ باب َ قلبي
وَمالَـكَ قَــــدْ نَأَيْتَ اليَـــــوْمَ عَنّي
كأنّي لَسْـــــــتُ مِنْكَ وَلَسْتَ مِنّي
أنا أَبْكي الدُّمـــــــوعَ على فِراقٍ
وأنْتَ هُناكَ فـــــــي فَــرَحٍ تُغنّي
أُمَنّي النَّفْسَ أَنْ ألْقـــــاكَ يَوْمــــاً
فما يُجْدي الرَّجـــــاءُ ولا التّمني
أقــولُ إلَيْكَ : رِفْــــــقاً في فُــؤادٍ
بدا يَشكو القَطــــــيعةَ والتَّجنَي
وَقُلْتُ إلَيْكَ لا تنسى ، ســـأنْسى
فَـــــإنّي إنْ نَســـيتُكَ لا تَلُمْـــني
لماذا لمْ تَصُنْ يَوْمــــــا هَوانا ؟
لماذا خُنْتَ عَهْـــــدي لَمْ تَصُنّي
وَكنْتُ أظنُّ أنَّــــك َ لي وَفـــيٌّ
وَلكنّي خُــــــدِعْتُ بطيبِ ظنّي
تُباعِــدُ بَيْنَنا الأيّــــــامُ قســــراً
وَكَمْ قَدْ كانَتِ الأيّــــــامُ تُدْنــي
فماذا قَدْ جَنَيْتَ مِـــنَ التّنــــائي
وماذا مِنْ فِراقــــي الآنَ تَجني
حَديثُكَ كانَ يَمْلأُ كُلَّ روحــــي
وَأسْـــــمَعُهُ بقلبـــــي قَبْلَ أذني
وّكُنْتُ أراكَ تَسري في عُروقي
وَتَلْمَحُ فيك َكُلَّ الحُّـــــبِّ عَيْني
لَقَدْ أغْلَــــقْتُ بَعْـدَكَ بـــابَ قَلْبي
وَماتَ الشَّوْقُ في الوِجْدانِ دَعني
الــــــوافر
ــــــــ الوليد
عواطف عبداللطيف
05-25-2019, 05:18 AM
حي الديار
حَيِّ الدِّيـــارَ إذا مَرَرَتَ بِها تَرى
حَسْناءَ قدْ سَلَبَتْ مَحاسِنًها الورى
واسْجُدْ على تلكَ الرّيـاضِ مُقَبّـلا ً
إنّ التَحيّةَ في الرُّبـى لَثم ُ الثّـرى
يَمَّمْتُـــها شــوقاً وكانَ مُصـاحبي
قلبي فيهنأ إنْ بَدَت ْ واسْــتَبْشَــرا
وأتَيْتُ مَنْزلـها ولا أبغي ســـوى
في أن أشاطرها الحديثَ وأنظرا
فتنكرتْ خَجَــلا ًوهـــذا جـــائز ٌ
فيجــوز للمحبـــوب ِ أنْ يتنكرا
واسْتَفْهَمَتْ عنّي وتعـلمُ مَــنْ أنا
أصْحابَها ، مَن في منازلها ترى
فأجَبْنَ بعدَ تَبسُّـــم ٍ فـي أعْيُـــن ٍ
ضيْفٌ أتى لديارِنا يبغي القِرى
قد عشتُ أجملَ ليْلة ٍ فـي منــزلٍ
مرّتْ سَريعا ً مثل أحلام الكـرى
ما زالَ صَوْتُكِ هامِسا ًفي خافقي
وأشمُّ عطرَكِ كانَ مِسْكاً أذْفَـــرا
سَجَدَتْ لحُسْنِكِ مُهْجتي وَجَوانحي
شَـــــوْقاً ولا تأبى ولا تســــتكبرا
ـــــــــــــ الوليد
عواطف عبداللطيف
12-29-2019, 09:24 AM
نشيد الحالمين
وأرى بوجهك ِ حين أنظرُ أو أحدّقُ جيّدا
كلَّ العواصم ِ والمدائن ْ
وأرى الحروف َبلونها الممزوج ِمن وجعل السنابل
وأرى البلادَ جميعها
وأرى القبائل ْ
وطني نشيدُ الحالمين َالعابرينَ على الجراح ْ
قد كان يغفو بين رمشك ِ والعيون ْ
الرّيحُ تعبثُ في يَدي
وأنا هنا
وهناك أنت ِ ولا هنا
يبدو سواي
وأعيد ترتيب الحروف على قلق ْ
وأدسُّها
لك ِمن جديد
برسالة ٍ تأتيك ِفي هذا البريد ْ
الرّيحُ تضحكُ كلّما
حمّلتها منّي الرسائل والورود ْ
وتخاف ُ من حرس الحدود ْ
فالجسرُ هذا اليوم مزدحم ٌ ولا
في الحافلات ِ مُتّسعٌ لعاشق ْ
قد قلتُ للرّيح ِ اتفقنا
لو تأخذي عبق الزنابق ْ
ثمَّ اتركيني ثائرا
بين البنادق
ــــــــــــــــ الوليد
عواطف عبداللطيف
01-17-2022, 11:13 AM
الحديث السابق
لو قلتِ لي هــذا المساءْ
شيئا ً يُـــلامسُ خــافقـــي
لو قلتِ لي مثلا ً حــديثا ً
مثل الحـــديثِ السّـــــابق ِ
وهمستِ لي همسا ً به ِ
يرتــاحُ قلـــــبُ العاشــــق ِ
تتمنَّعـــــينَ ولستُ أدري
هلْ بيْننا مـــن عائــــــــق ِ
لو قلتِ لي حــــــرفا ً به
قد تُطفئيــــنَ حـــرائقي
ــــــــ الوليد
عواطف عبداللطيف
01-17-2022, 11:17 AM
أزاهير تفوح
يُســاورُنـــــي حنـــــــــينٌ لا يَــــــروحُ
وفـــــي قلبي أزاهـــــــيرٌ تفــــــــوحُ
أكابدُ في الهـــــوى والشـــوقُ نارٌ
ولكنّي بشــــــــوقـــــي لا أبـــــــــوحُ
وأمضي الوقــتَ منتــــــظراً لعلّي
أرى بُشــــــرى لمقـــــدمــها تلــــوحُ
فتنكســــــرُ الأمـــــاني في لقــاها
تمـزقني المـــــواجـعُ والجــــــــروح ُ
أغـــرَّكِ يـــــــا مَليـحةُ نبـــــضُ قلبٍ
بدا من طــــــولِ صَدِّكِ بي ينوح ُ
أغــــــرّكِ أنَّ حُبَّــــــــــكِ لي حيــــــاة ٌ
وأنّـي عـــــاشــــــــقٌ، صّـبٌّ لحـوح ُ
وأنّكِ أنـــتِ لي كـــــلُّ الأمـــانـــــي
وأنـّكِ أنـــــتِ لي جســـــــــــدٌ وروح ُ
وأنظمُ في هـــــواكِ نشيدَ شعري
تــــردّدهُ الــــرّوابـــــــي والسّــــفوح ُ
وأعيـــــاني صُــــدودُكِ والتَّـــــنائي
وقد ضاقتْ على النَّفسِ الشُّروحُ
لذا آثـــــرتُ أنْ أمــــــضي بعيـــــدا ً
وقد حــانَ التَّرحــــــــلُ والنُّـــــــزوحُ
ــــــــــــ الوليد
vBulletin® v3.8.9 Beta 3, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir