المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشانق


مشتاق عبد الهادي
07-14-2010, 07:59 PM
((مشانق))
إلى...ريميديوس



لم يمنح الظلام سره لعيني،فقد تجانس هجيعه مع نغمات(القداس الجنائزي)*فسرت عبر رواق أثيري خلف توابيت عديدة لا اعرف من يسكن جوفها ولا حتى الجماهير التي تمرق من جانبي بمسيرها الآلي المهيب،لم اعر للأمر اهتماما،فقد عللت ذلك بقرب منزلي من المقبرة،ولكن في هذه الليلة اللاواقعية سرحت نظري عبر الشباك،ترقبت انتصاف الليل ومرور الموكب الجنائزي كالمعتاد،فوجئت حين لم تلتقط أذناي الدقات الاعتيادية لساعة المدينة الكبيرة،كانت ترسل برتابة وحزن نغمات القداس الجنائزي ،ظننت وأنا انتظر مرور الموكب الروتيني بان الأشباح قد ملت المسرحية وقررت أن تبتكر لعبة أخرى،لكن قبيل أن أغادر نافذتي رأيت ثلاثة أطياف دخلت من الباب الأمامي،حدقت جيدا فوجدت بأنهم أصدقائي، يحملون على أكتافهم مشانق يغرسونها في ارض الحديقة وينتحرون،هممت للخروج فاستوقفني وقع حذاء على الدهليز الجانبي،دققت في العتمة جيدا،رأيت حبيبتي تحمل خشبتها ثم تتأرجح بجانب أصدقائي الميتين،حاولت أن اصرخ:توقفي...ما الجناية التي اقترفتها وتجعلكم تأتون بنهاياتكم وتقذفونها بوجهي...؟
لم اقدر على ذلك،خرجت إليهم كي اتاكد من عدم تكدس أفكاري في صوامع الكوابيس، لمستهم فوجدت إن الأجساد حقيقية وما زالت تنبض بدفء واهن،واظبت على حمل الجميع إلى المقبرة ومعي إحدى المشانق كي اعلق نفسي بجانب قبورهم،أتممت دفن الثلاثة وأردت أن أودع حبيبتي الوداع الأخير قبل أن اهيل عليها التراب،لم تكن تحمل وجه حبيبتي بل كان الوجه الغافي في الحفرة لعاهرة اعرفها وكنت ابغضها كثيرا،لذلك تراجعت عن فكرة الانتحار وعدت إلى المنزل،وهناك من خلال شباكي الكبير كنت أرى مواكب وأطياف عديدة،أبي،أمي،جميع أقاربي،الغني الذي لم يزوجني ابنته،الرجل الذي رفسني بقدمه،كلهم يغرسون مشانقهم في ارض حديقتي ثم يتعلقون،هالني التفكير بدفن هذا العدد الكبير،شعرت بدوامة أخذت تفتك براسي فسقطت مغشيا علي،وفي الصباح الباكر وجدت إن كل ما يحيط بمنزلي قد اختفى،البيوت،الأشجار،العمارات،لم يكن هناك في المدى المحيط بمنزلي غير غابات من المشانق.

***
(*) سيمفونية عالمية

مشتاق عبد الهادي

سولاف هلال
07-16-2010, 03:13 AM
المبدع مشتاق عبد الهادي
سأثبت النص ولي عودة
تحياتي

مشتاق عبد الهادي
07-16-2010, 06:58 PM
المبدعة والرائعة
سولاف هلال
مجرد مرورك بالقصة هوه فخر لي
شكرا على التثبيت
تقبلي مودتي

عواطف عبداللطيف
07-17-2010, 12:41 AM
وسينفذ الخشب من السوق
بعد أن أصبح الوهم حقيقة
والحياة جبال من الوجع
والغربة نزيف الروح

حقاً ابدعت
أعذر خربشاتي
ولكن النص حر الوجع

دمت بخير
تحياتي

مشتاق عبد الهادي
07-17-2010, 10:59 AM
روح النبع
المبدعة عواطف عبد اللطيف
مرورك زينة للقصة رغم الوجع
تقبلي فائق احترامي

رائدة زقوت
07-19-2010, 11:39 AM
المبدع مشتاق
هل الوضع ما أوحى لك بهذا الإهداء أم عبرقيتك التي لا تقل من وجهة نظري المتواضعة
عن عبقرية ماركيز في نقل مشاهد القصة بذلك الأسلوب الفريد المتميز
الموهبة هبة من الله سبحانه والمعاناة تضيف لها ميزة ونكهة لا بد من تظهر جلية في حروف الكاتب
وأنت موهوب بالفطرة ولك عين تلتقط المشهد برؤية خاصة
سلمت متفردا بنصوصك المميزة
تحياتي ومودتي

مشتاق عبد الهادي
07-19-2010, 04:51 PM
الرائعة والمبدعة
رائدة زقوت
اطراء قد لا استحقه ولكن مرورك الراقي يشعرني بالفخر
ويجعلني اصرخ في كل النكبات التي تغلفني وبكل الانتكاسات التي تترصدني
ان هنالك من يمر بحرفي
تقبلي فائق احترامي

عبد الرسول معله
07-21-2010, 08:37 AM
شلال متدفق بأمواج الإبداع وأشعة الفكر

تتألق الأحداث بين أناملك لتصوغها فكرا واعيا

ينفذ إلى الواقع ويكشف عن مآسيه وآلامه ثم

يبوح بها قلبك مشاعرجياشة تجاه الأحداث المتتالية

دمت أديبا يحول التراب ذهبا بحروفه

تحياتي ومودتي

مشتاق عبد الهادي
07-21-2010, 08:59 PM
استاذي
الرائع الكبير
والمبدع الجميل
عبد الرسول معلة
لك مرور يشعرني بالفخر لا لان القصة قد نالت اعجابك فحسب
بل لانك مررت على حرفي
تقبل فائق الاحترام والحب لشخصك الراقي

سعدون جبار البيضاني
07-23-2010, 09:08 PM
صديقي اللدود مشتاق عبد الهادي
محبتي
قصة رائعة باسلوبك الفنطازي الجميل
كان بودي ان يكون عنوان القصة قداس آخر

مشتاق عبد الهادي
07-23-2010, 09:32 PM
استاذي الرائع
والمبدع الكبير
سعدون البيضاني
شكرا على الاطراء وعلى هذا المرور الراقي
ولولا نشر القصة لكان الامر كما تريد استاذي
تقبل فيض من المحبة والاشتياق