مشاهدة النسخة كاملة : من رحيق الذكريات ..
عطاف سالم
11-29-2009, 02:16 AM
صفحات من الذكرى هنا أسردها بكل مراراتها وكل ..........
كي يبقى العمر حياً لأنه راحلٌ بها أو بدونها ..
/
/
/
مع كل الحب
عطاف سالم
11-29-2009, 02:17 AM
لو كنتُ أعلم خاتمتي ماكنتُ بدأت
عطاف سالم
11-29-2009, 02:21 AM
لم يتدخل أبي ولاحتى أمي ولاحتى أخوتي الذين يكبرونني في تسميتي ..
وتدخلت عمتي وسمتني بهذا الإسم
وكنت أتمنى أن يكون اسمي سعاد أو سلمى أو حنان وليته كان أي اسم على وزن " افتعال " أو " انفعال " لربما عشت ربما في سلام ولو كان انفجار أو انتحار أوانهيار فضلاً عن غيرها من انتماء واحتواء واعتزاز و افتخار.......
ولكن ..
جئت إلى الدنيا بهذا الإسم كي أحظى بالمزيد من الغليان .
عطاف سالم
11-29-2009, 02:33 AM
قبل العيد اشترت لي أمي فستاناً وخبأتْهُ لي منذ أيام , دون علمي
حتى جاء صباح العيد أخرجته لي وألبستني إياه ..تفاجأت به كم كان جميلاً جداً
كان أبيضاً مع قبعة بيضاء ..
وكلما رأيت صورته الآن وأنا أرتديه أتذكر أن العيد حقاً ليس باللبس الجديد ولو كان جميلاً مادامت أيام العيد هذه تمرّ عليّ كأتعس الأيام بينما الذي امتص رحيقي انتحر في نفسي قبل أن ألقاه .
عطاف سالم
11-29-2009, 02:43 AM
يرحم الله أخي وشقيقي وحبيبي " عبدالله " الذي تحمّل مسؤولية تعليمي أنا وأخوتي الذين يصغروني ..
كان يصعد بي ظهر كل يوم إلى سطح منزلنا ومعي كل كتبي الدراسية يحل معي واجباتي ويحفظني ويسمع لي ويشرح لي الدروس الجديدة ..
كم كنت آنذاك أكرهه , لأنه يعنفني كثيراً ويسخر مني
كنت أفرغ شحنة غضبي منه بيني وبين نفسي بالبكاء والصراخ وتخيل أنه أمامي فأسبه واشتمه
وبعدما كبرت عرفت فضله وغبائي
ولما مات أمامي بين يديّ ونفسه تحشرج خشيت أن ألقنه الشهادة كي لا " أفاول " عليه بالموت , وليتني فعلت , لأنه كان ينازع فعلاً ..
ألافليرحمك الله يا أخي الحبيب
لن أنساك أبداً
كم كنت ودوداً معي عندما وصلت المرحلة الثانوية والجامعية
وكم كنت رحيماً جداً رغم عصبيتك
تمزح معي ونتحدث معاً طويلاً وتوصلني إلى أي مكان أريده في صبر وحلم كبير وعجيب ..
سأذكرك حبيبي حتى ألقاك في جنان الجنة بعيداً عن شقاء الدنيا الذي ذقتَه منذ أن كنت صغيراً وهأنذا أذوقه بعدك .
عطاف سالم
12-04-2009, 04:22 AM
لا أنسى قلماً ساخناً تلقيته من معلمة لغة عربية لي في المرحلة الثانوية
لازلت أذكر أثر حريقة في خدي حتى كاد أن يتمزق من الإحمرار وشدة الألم
ولازلت قبل ذلك أذكر دهشتي وصدمتي من فعلها ذلك , ومن ثم صراخي الشديد في زوايا المدرسة ثم وضعي ومحاولة التخفيف عني في حجرة الإرشاد الطلابي فترة طويلة
وكل ذلك لأنني فقط سألتها في الطريق وبكل وداعة وحياء وخجل :
ماهي المادة التي نحضرها غداً يا أبلى ؟!
إذ لم يكن لها جدول منتظم نسير عليه , فنضطر لسؤالها يومياً عن ذلك !!
ولم أتلقَ منها آنذاك جواباً ولم تنبس ببنت شفة غير ذلك القلم الساخن الذي أنساني نفسي وأنساني الدنيا مع العلم أنني كنت الأولى على الصف !
...
ثم عرفتُ من بعد أنها كانت مريضة نفسياً ووافق تلك الساعة اشتداد المرض عليها فصفعتني دون شعور لأنها كانت في وادٍ آخر بعيد جداً عن جو المدرسة حتى إنها لم تكن تنظر إليّ عندما صفعتني أبداً ..
كانت غائبة عن وعيها تماماً وتسير في طرقات المدرسة دون شعور !
ولما انكشف أمرها نقلتْ من المدرسة بالكلية , وتخرجت أنا من الثانوية بعقدة نفسية هي الخوف والفزع من كل صوت عالي والقفز بشدة من أي صوت أو حركة مباغتة !
...
لم أزل أذكر هذا الموقف وكلما تذكرته قفزت هي إلى ذهني ورجوت لها الشفاء من كل قلبي وألوم نفسي على ردة فعلي العنيفة تجاهها آنذاك ..!
فماقيمة المرء إذا فقد وعيه أو فقد صحته النفسية ؟؟!!
ألافليجزاها الله عني خير الجزاء على ماعلمته لنا , وليرفع الله درجتها بمصابها في الحياة الدنيا وفي الآخرة .
عطاف سالم
12-04-2009, 08:55 PM
ألارحمة الله عليك ياوالدي الحبيب وجمعني الله بك في أعلى عليين
كلما صحوت بالليل وجدته أمامي يصلي ويصلي ويصلي بينما أنتظره لأسلم عليه فمايفرغ إلا قبيل الفجر بقليل جدا
كان يحب التفاح جداً وكنت أكرهه , لأنه يرتبط في ذهني باللحم الأحمر وأنا نباتية
فأحضر له واحدة وأقطعها قطعاً رقييييييقة جداً حتى يستطيع تناولها بالملعقة فيحمد لي صنيعي هذا البسيط جداً كل ليلة ويظل يدعو لي كثيراً كلما فقط لمحني ماره من عنده .
كم افتقد مجلسك !
وأفتقد دعواتك التي تغرقني بها طوال الليل والنهار !
وافتقد التفاح لأقطعه لك وحدك أنت فقط !
وأفتقد قلبك الذي أحب !
وكم أشتاق لمصافحة كفك الرقيقة الناعمة واشتمام عطرك وعطر مسبحتك ومذياعك وسجادتك ومكانك !
وكم أحن لمسح عينيك وتشذيب حواجبك بعد الوضوء !
فدىً لعينيكَ أنا وفدىً لروحكَ لولا الردى ياحبيبي
اللهم بلغه السلام عني كل ليلة واسكنه الفردوس الأعلى
ألا من كان أباه حيّاً فليبره قبل أن يحرم منه للأبد .
عطاف سالم
12-04-2009, 09:15 PM
صعدنا مرة أنا وأختي الأصغر إلى سطح المنزل عصراً لنبدأ مشوارنا الطويل كالعادة في اللعب بالدمى الكثيرة التي صنعنا لها منزلاً واسعاً على مساحة كبيرة من السطح ..
يااااااااه كم كان كبيراً وجميلاً وكم كنا ندلل " عرائسنا " بخياطة الكثير من الملالبس لها ..
تقريبا كانت 17 دمية " عرائس "
وفجأة وجدنا حادثاً مروعاً
لقد تفحمت كل تلك الدمى على بكرة أبيها !
وكان المكان كله خراباً ودماراً ورمادا !
والسبب هو شقيقنا الأصغر منا سناً أحرقها كلها بالكبريت شقاوة وعبثاً
وليته اكتفى بذلك
مزق لي " الأُتوجراف " الذي ضم كل ذكريات صديقاتي في المرحلة المتوسطة !
بكينا كثيراً , ولعناه كثيراً
لكن لاشىء يعوضنا عن كل تلك الدمى وتلك المتعة التي كنا نعيشها أنا وأختي معها !
وحتى الآن كلما سألناه عن السبب لانجد جواباً شافياً
ألا ما أجمل أيام الطفولة
ما أجملها !
ولم أزل أحن للعب بالدمى !
عطاف سالم
12-23-2009, 10:20 PM
مساؤكم ورد وألق
الحمد لله على الحياة , وعلى عودتي إليكم
ساعات عصيبة عشتها البارحة على الطريق بين مكة وجدة مع تلك الأمطار الشديدة وعدم وضوح الرؤية متوقعة أن يباغتنا السيل يميناً أو شمالاً فأصبح أنا ومن معي في ( خبركان)
....
كنت أنظر إلى كل ماحولي نظرة الوداع
استرجعت ذكرياتي الماضية
تذكرت وجه أمي
وآمنت بالقضاء والقدر على ألا يكف لساني عن اللهج بذكر الله
فإن مت كانت شهادة بالغرق ..
ولكن لم أكن بعد حققت ما أبتغيه من الدنيا !
ثم رجعت إلى نفسي وقلت لعل الله هيأ لي كل شىء هناك مما أريده فهو أحب إليّ من الدنيا ومافيها , وهو أحن عليّ منها ..
ولم أكف عن التخيل والتفكير فيما وراء كل هذا وأثناء هذا
دوامة عاصفة , وإعصار قاتل من التخيلات هزّ تفكيري وزلزني في كل إتجاه حتى مالايخطر لي على بال
....
على كل حال لكل أجل كتاب !
وحمداً لله أنني بينكم ..
ومساؤكم نور وسلام
/
/
/
6/12/1430هـ
10.30 صباحاً
عطاف سالم
06-29-2010, 03:22 PM
كان لدينا ضمن النصوص المدرسة المقرر حفظها
نشيد ( طلع البدر علينا ) في الصف الثالث الإبتدائي أو الثاني ..
وأعجبت الأستاذة بصوتي
فطلبت مني أن أنشدها في وقت الفسحة في الإذاعة المدرسية
ولما رن جرس الفسحة , أخذت ( السندويش ) وصعدت إلى سطح المدرسة وكان هو ساحتها في الصباح وفي الفسحة , وكانت غرفة الإذاعة في قاعة سفلية ولما أردت أن أنزل منعوني طالبات النظام وكن يكبرنني بثلاث أو أربع سنوات ..
وفي اليوم الثاني طلبت مني الأستاذة نفس الطلب وأكدت لي عدم النسيان , ولكن رن الجرس وللمرة الثانية آخذ معي سندويشي وأصعد ويمنع إنزالي !
وفي اليوم الثالث تكرر نفس الحدث والموقف !!!
فيئست مني المُدرّسة وتركتني في حال سبيلي , ولم تكلمني في الموضوع أبداً بعد ذلك
أما أنا فقد بقيت حزينة وبالكاد تسريت وتسليت ونسيت !!
لأنني أحب الإذاعة , وقبل سنة كنت مشرفة الإذاعة المدرسية في عملي غير أني قد مللتها حالياً ..
لكني لم أزل أمارس هواية النشيد في ساعات فراغي , لأن هناك من أوهمني أن صوتي جميلاً ! :)
وهذا مقطع من نشيد عن مصعب بن عمير لطالما أردده كثيراً بيني وبين نفسي :
هوّن عليك يافتى
لو أن من أردتها تقيم في القمر
لو أن دارها بعيدة
عصية السفر
أو أنها تقيم في جناح طائر
أو بين أنفس الدرر
لأتت إليك إن أردت
دون لمحة البصر !
/
/
18 / 7 / 1431هـ
س.3.17م
عطاف سالم
06-29-2010, 08:08 PM
أذكر مرة أنني كنت قد أزعجت أستاذي في مرحلة الماجستير بكثرة الأسئلة لاتمر محاضرة إلا وأسأله 4 أو 5 أسئلة موزعة على كل المحاضرة وأزيده سؤالين أو ثلاث في آخرها
حتى قال لي مرة - وأنا اسأله عبر شبكة الرآئي - بلهجته المصرية اللطيفه رغم شدة غلظتها علي آنذاك :
مين دي اللي بتسأل ؟؟
أكيد مافيش غير اللمظة عطاف ؟!
هااااااااااا
( أُولي ) سؤالك أشوووف ؟؟
فأحرجني بشدة ولم أنطق ببنت شفة فخنقتني العبرة لأنني أحسست بأنه سخر مني أمام بقية الطالبات وكن 25 طالبة .. فقلت له : خلاص ليس لدي سؤال ...
وأكمل المحاضرة حتى انتهت , ولم أقاطعه أبدا كعادتي بأي تعليق أو سؤال , ولما انتهت نادى عليا أيضا
إيه يالمظة ياعطاف مالك سكت كدا ليه ؟؟
ثم يطلق ضحكة ساخرة مستفزة غلت بها الدماء في عروقي قهرا وغيظا
فقال :
إنت متأكدة إن ماعندكيش ولا سؤال ؟؟؟
فقلت له : لا , فقال : طيب خلاص سلامو عليكو ورحمة الله .
وأتفاجأ في نهاية اليوم بأن بعث لي برسالة مع طالبة له يشرف عليها في ذلك الوقت تخبرني أنه يريد محادثتي للضرورة وهذا رقمه فاتصلي عليه .
فاتصلت عليه بعد تردد كبير خاصة وأنه صعب جدا وشديد للغاية , ودائما ماكان يقسو علينا كثيرا في محاضراته لدرجة أننا بالكاد كنا نلتقط أنفاسنا كي لا يقوم بالسخرية منا أوالاستهزاء بنا , لأنه يفجؤ أي طالبة عشوائيا بسؤال مباغت في وسط المحاضرة سواء عنها أو عن المحاضرات السابقة المتعلقة بها !
فإذا به يعتذر إلي ويتأسف في تواضع جم ويحاول أن يشرح لي معنى ( لمظة ) التي أزعجتني ويحثني على عدم التردد في سؤاله مرة أخرى , ثم أخذ يبين قيمة السؤال وأنه هو مفتاح المعرفة , وبه يستفيد الطالب وكذالك الأستاذ على حد سواء , فقبلت اعتذاره بلا شك وكيف لأ ؟! وهو الأستاذ الكبير والمؤلف القدير والعالم الجهبذ وكونه يعتذر ويتأسف من طالبة برغم مكانته العلمية والأدبية الكبيرة في الجامعة كان لهذا أكبر الأثر في نفسي أنذاك , ومازلت أذكر له هذا الموقف
واذكر معه قول الشاعر :
ملأى السنابل ينحنين تواضعا والفارغات رؤوسهن شوامخ
فجزاه الله عني خير الجزاء , إذ مازال أثر تعليمه التربوي لنا أثبت من أي مادة أخرى , لأنه يعلمنا العلم والعمل معا . . كان مربياً فاضلاً قبل أن يكون عالماً لولا شدته وعصبيته .
vBulletin® v3.8.9 Beta 3, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir