نبيه السعديّ
09-21-2010, 09:57 AM
ليتَ "للفاروقِ" عيناً..!
رحمـةً يا لـيلُ.. أضناني السَّهَرْ
وسبَى صبرِي على الصَّمْتِ الضَّجَرْ
كيف طَيْفُ النَّـومِ يغــزو أعيُني
وفِراشِـي.. ولِحـافِي مِنْ إبَـرْ!
كبَّلتْني فــوق همِّـي خِشْـــيَةٌ
فاصطلى الواقـعُ ناراً.. واسْـتعرْ
أمَّتي حجّــتْ إلى أصْـنامِـها..
زُمَــرٌ تسعَى.. وتتْلوها زُمَــرْ
خافتِ المــوتَ.. فخــرَّتْ ذِلَّةً
لَمْ يفـزْ بالعـزِّ مَنْ أقعَى.. وخـرْ
فلمـاذا الخـوفُ مِنْ وقع الرَّدى؟!
هلْ مِنَ المـوتِ فقطْ يأتي الخطرْ؟!
أثَــرُ الضَّــيْمِ على أتباعِــهِ
لا يُســاويهِ مِنَ المــوتِ أَثَـرْ
فحــياةٌ ينـعقُ الضَّـــيمُ بها
ما هيَ البُشْرَى بفــَوْزٍ أوْ ظَـفرْ
ليس بالمـوتِ نـهاياتُ الـورَى
فاطلبِ المـوتَ.. ولا تخشَ القدرْ!
*****
قـدْ خـبرتُ العيشَ.. حتَّى عفتُهُ
وعرفتُ الناسَ.. إلاّ مـا نــدرْ
لم يفتْني في حـــياتي منــظرٌ
حـادَ عنْ عيني.. فألهاني ومَـرْ
كلُّ أمــرٍ لــهُ عـندي وقفـةٌ
أجـتلي فيها المــعاني والعِـبرْ
*****
كلُّ حيٍّ ســــيلاقي حتْـــفَهُ
ويوارَى جــــثَّةً بين الحُـفرْ
لِمَ يخشَ المـوتَ مَنْ يسـعى لهُ..
ويعـاني لِلِـــقاءِ المُنْتــظَرْ؟!
هل تَرى في العيشِ إلاّ أحمـــقاً
مَنْ إلى مــوتهِ يسعى في حذرْ!
*****
يا لَعيـشٍ.. كابَــدَ العــدلُ بهِ
سـفرَ المنبوذِ.. أعـياهُ السَّـفرْ!
أصبح العــدلُ بأرضي خـادماً
عـند ذي مـالٍ.. ومسؤولٍ أمرْ!
شـِرْعةُ الغـاباتِ عمَّتْ.. فارتقتْ
فوق أعـرافِ البـوادي والحضرْ
نحفـظُ القانـونَ مكـتوباً.. وما
قـارَبَ العـدلَ بمـا عـنهُ صدرْ
*****
كلَّـما أدْمـنتُ مُــرّاً في الدُّنا
زوَّدتْـني كلَّ يـــومٍ بالأَمَــرْ
يا لَدنيانا.. طغــتْ في غَــيِّها
ونَمَـا الباطـلُ فيها.. وازدهـرْ!
تركـتْ حقَّ البــرايا مغْـنماً
لِقـوِيٍّ.. مُسـتبدٍّ مـا ازدجـرْ
نَدَبَ الحـقُّ وحـيداً حـــالَهُ
فنـعى أنصــارَهُ.. ثمَّ انتحـرْ
*****
وطني.. يا حضْرةَ "الفاروقِ".. لا
لنْ ترَى فـيهِ لذي عِـزٍّ مَقَــرْ!
عضَّني الجـــوعُ وأبنائي.. فلمْ
يغْنِني مثلُكَ عن طـبْخِ الحجــرْ
أقْطـــعوهُ لِوُلاةٍ.. نهجُـــهُمْ:
من يوارِي الشَّعْبَ في العيْشِ اسْتمرْ
حوَّلــوا أرضي إلى مزْرعـــةٍ
كلُّ مـا فيها شِــياهٌ.. أوْ بَقَـرْ
شَـبَكاتُ الأَمْـنِ غطَّـتْ مَوْطِني
ضـاعَ مَنْ يعلـقُ.. حتَّى لوْ عَبَرْ
*****
أيّها "الفـاروقُ".. عـايِنْ حـالنا!
شَـرِبَ الظُّـلمُ دِمـانا.. يا عُمـرْ!
وحُشِـرْنا في فســادٍ خــانقٍ..
مُحْـكمِ الإغـلاقِ.. مـا منهُ مفرْ
مـا نخَـوْناكَ.. وفيـنا نخــوةٌ
أوْ بقــايا مِنْ مـزايا تُدَّخــرْ
نحنُ يا "فـاروقُ" أشْــباهُ الدُّمَى
أَخَـذَتْ -فيما يُرَى- شـكلَ البشرْ
*****
عجِـبَ "الفـاروقُ" ممَّا قـدْ رأى
وتمنَّى لـو تعـــدَّاهُ الخــبرْ
فتـوارَى قائــلاً.. في حسْـرةٍ:
ليتني أعمَى.. وطـرْفي ما نظرْ!
*****
***
*
15/9/2010
نبيه محمود السعديّ
رحمـةً يا لـيلُ.. أضناني السَّهَرْ
وسبَى صبرِي على الصَّمْتِ الضَّجَرْ
كيف طَيْفُ النَّـومِ يغــزو أعيُني
وفِراشِـي.. ولِحـافِي مِنْ إبَـرْ!
كبَّلتْني فــوق همِّـي خِشْـــيَةٌ
فاصطلى الواقـعُ ناراً.. واسْـتعرْ
أمَّتي حجّــتْ إلى أصْـنامِـها..
زُمَــرٌ تسعَى.. وتتْلوها زُمَــرْ
خافتِ المــوتَ.. فخــرَّتْ ذِلَّةً
لَمْ يفـزْ بالعـزِّ مَنْ أقعَى.. وخـرْ
فلمـاذا الخـوفُ مِنْ وقع الرَّدى؟!
هلْ مِنَ المـوتِ فقطْ يأتي الخطرْ؟!
أثَــرُ الضَّــيْمِ على أتباعِــهِ
لا يُســاويهِ مِنَ المــوتِ أَثَـرْ
فحــياةٌ ينـعقُ الضَّـــيمُ بها
ما هيَ البُشْرَى بفــَوْزٍ أوْ ظَـفرْ
ليس بالمـوتِ نـهاياتُ الـورَى
فاطلبِ المـوتَ.. ولا تخشَ القدرْ!
*****
قـدْ خـبرتُ العيشَ.. حتَّى عفتُهُ
وعرفتُ الناسَ.. إلاّ مـا نــدرْ
لم يفتْني في حـــياتي منــظرٌ
حـادَ عنْ عيني.. فألهاني ومَـرْ
كلُّ أمــرٍ لــهُ عـندي وقفـةٌ
أجـتلي فيها المــعاني والعِـبرْ
*****
كلُّ حيٍّ ســــيلاقي حتْـــفَهُ
ويوارَى جــــثَّةً بين الحُـفرْ
لِمَ يخشَ المـوتَ مَنْ يسـعى لهُ..
ويعـاني لِلِـــقاءِ المُنْتــظَرْ؟!
هل تَرى في العيشِ إلاّ أحمـــقاً
مَنْ إلى مــوتهِ يسعى في حذرْ!
*****
يا لَعيـشٍ.. كابَــدَ العــدلُ بهِ
سـفرَ المنبوذِ.. أعـياهُ السَّـفرْ!
أصبح العــدلُ بأرضي خـادماً
عـند ذي مـالٍ.. ومسؤولٍ أمرْ!
شـِرْعةُ الغـاباتِ عمَّتْ.. فارتقتْ
فوق أعـرافِ البـوادي والحضرْ
نحفـظُ القانـونَ مكـتوباً.. وما
قـارَبَ العـدلَ بمـا عـنهُ صدرْ
*****
كلَّـما أدْمـنتُ مُــرّاً في الدُّنا
زوَّدتْـني كلَّ يـــومٍ بالأَمَــرْ
يا لَدنيانا.. طغــتْ في غَــيِّها
ونَمَـا الباطـلُ فيها.. وازدهـرْ!
تركـتْ حقَّ البــرايا مغْـنماً
لِقـوِيٍّ.. مُسـتبدٍّ مـا ازدجـرْ
نَدَبَ الحـقُّ وحـيداً حـــالَهُ
فنـعى أنصــارَهُ.. ثمَّ انتحـرْ
*****
وطني.. يا حضْرةَ "الفاروقِ".. لا
لنْ ترَى فـيهِ لذي عِـزٍّ مَقَــرْ!
عضَّني الجـــوعُ وأبنائي.. فلمْ
يغْنِني مثلُكَ عن طـبْخِ الحجــرْ
أقْطـــعوهُ لِوُلاةٍ.. نهجُـــهُمْ:
من يوارِي الشَّعْبَ في العيْشِ اسْتمرْ
حوَّلــوا أرضي إلى مزْرعـــةٍ
كلُّ مـا فيها شِــياهٌ.. أوْ بَقَـرْ
شَـبَكاتُ الأَمْـنِ غطَّـتْ مَوْطِني
ضـاعَ مَنْ يعلـقُ.. حتَّى لوْ عَبَرْ
*****
أيّها "الفـاروقُ".. عـايِنْ حـالنا!
شَـرِبَ الظُّـلمُ دِمـانا.. يا عُمـرْ!
وحُشِـرْنا في فســادٍ خــانقٍ..
مُحْـكمِ الإغـلاقِ.. مـا منهُ مفرْ
مـا نخَـوْناكَ.. وفيـنا نخــوةٌ
أوْ بقــايا مِنْ مـزايا تُدَّخــرْ
نحنُ يا "فـاروقُ" أشْــباهُ الدُّمَى
أَخَـذَتْ -فيما يُرَى- شـكلَ البشرْ
*****
عجِـبَ "الفـاروقُ" ممَّا قـدْ رأى
وتمنَّى لـو تعـــدَّاهُ الخــبرْ
فتـوارَى قائــلاً.. في حسْـرةٍ:
ليتني أعمَى.. وطـرْفي ما نظرْ!
*****
***
*
15/9/2010
نبيه محمود السعديّ