المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثنائية (تـمـيمـة الغـــــــروب) أحمد الدراجي & إبتهال بليبل


أحمد الدراجي
09-30-2010, 01:37 PM
" يُحكَى أَنَّ :
نورَ ظَله اِندلَقَ بعيداً عن غمدِ اللقاء
على قلعة فارسها فِي ذِمّة الأَساطِير
بِمنأَى عَن روحها المُتَرَبِّصة بِنسكِ الوصال "

***

أجيئكِ محتشداً بسيول الشوق
لتشهد القصائد إني ربيع الشعر

وأكتبُ السحر ُ في آية ِ القصيدة


إلى آل النبع
وإلى ملهمتي


تــــَمــيمـةُ الغــــروب

أحمد الدراجي &&& إبتهال بليبل





http://www.samarnet.net/up-pic//uploads/images/domain-samarneta5adde58c7.jpg (http://www.samarnet.net/up-pic//uploads/images/domain-samarneta5adde58c7.jpg)

أحمد الدراجي
09-30-2010, 01:42 PM
كيف لي أن أُمسك خاصرة الريح
ويداي َّ ملتهبة الندى ،بمقبض النسيم
الشمس رهينة الضياء
المتكور على ضفاف بحاري
عندما يلبس الحلم جوعي
لنبوءة معصمها حينما تنفلت التسميات
كرقصة الضياء بين فلاة شعرها
المتموج سراجاً بوله الأفلاك ِ
يؤرخ ما دنى من يقظة الأضداد
وما تركت لنا الأيام من عمر ٍ لا يغيب

عند مفارز من جنون الورد للماء
نعم
تحررت من قوافل الوجوه الراكضة
نحو تمائم الغروب ،
و شدني ليل ( فينوس )
لأستبق خطى الترحال
من أصغر ضيق ،
وجلدي ظل يقرأها النجوى
للقادمين بلا وصايا
يذرف من شهقات الدمع
جمرات سكبت قهر المواعيد
شظايا تكدست ظل ٌ يؤرخ الشفق
لقدوم شمس سطوعها
وآن لي أن استنير بغيمٍ اشتد هطول رذاذ
سحره فوق راحتي
فقال:
أطلقني نحو شطآنها
لعلي أرجُ الأرض بصوت قهقه
الخطى وهي تعانق الدروب
يا مطري ،، غافية هي الحدائق
فوق خديها ،
والنرجس رآني منفلتاً
بمحارة ِ شوقها
فقادني نجم عينيكِ إليكِ

إبتهال بليبل
09-30-2010, 03:09 PM
هَل لَنا أن نُمسك بزَنّاَر الشَوق
وَهو يحُوم حَول بُحيِرة تطفئ نِيرَان
انتظارنا
لِمَا لم يحتضن عُشب الأحلام القَمر كالسَابق،
يَرقص مُحَتفياً بِلَوعة الأفلاك في أكف طَوفَانه؟!
حُروفكَ أيها الَعَابر تَسلقت جِبال الحَنِين
تَحَررت من وجُوه تَمرق مُتَسَرْبِلَة بِجَاذبية ( نيوتن )
وأنا فيِنوس
قُرب البحيرة أرقد، في ثُقوب المَرجان ..
في زواياه ...
ترَقد حَولي مَحَاَجر الهََذَيان
وََشوَشتها لِليالي، أنحنى ظِلكَ فِيها عَن عَتَباتي
كان ظَلَك يَنسج رِدائَك ...
أطرَافه لَفَظَت طَوق العِشق مَع الغِيَاب
وَلكن، لِمَاذا يُحيط بِجيِدي ، متى تَجَرأ عَلى مُحَاصَرتي ؟!
أثقلني هَتانُ الزنابقِ
وأنا أبحثُ كالجنياتِ عن حبةِ ياقوتٍ
أرمي بها إلى بساتينَكَ،
أشجارُها مُسدَلةٌ
بنعوشٍ عتيقةٍ
يتسربلُ وينكمشُ الشوقُ فيها كشرنقةٍ
لعّلني أقدرُ أن أتخذَ
من خيوطِها وطناً لي .
قالت ضلوعي ورددت أنفاسي
" أتبحثين عن وطن يهتك ذراعيكِ ؟!"
كاللقمة اليابسة
تصارع في فمي
كل طغاة الجوع،
هل أدمنت على الاختناق
فتكسرت أصابعي عن الاحتجاج؟

أحمد الدراجي
10-01-2010, 01:48 PM
3

عودي من حيث لم نبدأ بعد

لأن التواريخ


ملطخة ببياض الشواهد

القائمة فوق ضفتيك

حينما يدمع الغروب جريان الشفق

على ماء الوجوه

ترجلي من خطى الرمال

وقرئي كفي


كيف يقرع نواقيس الهوى

فوق دمع الشموس

عندها ستعرفين أي انفلات

يطرده الغروب نحو هوى النسيان

وما رأيتِ ،، نساجون تحكموا

بتمائم الوجع حين اتساع المدى ليبقى

شاهد على التسميات

يا ناسكة الشعر ِ

قلبي رهين الضياء

يعلو فوق انتهائي

دم ٌ يستغيث بسمرتها


لتسقط آخر الخطى عند غوايتكِ

لأفنان يخضر ُ فيها رجع الحنين


فتبصرني في رماد الزنازين

وأبصرها ضوء في سطور القصائد

ليلتحم الخافقان

رويداً ،،، رويداً ،،

ويختلط السديم عليَّ

لأبني من رماد النور

مشكاة لعرسي في عراء السنين

حتى باقة الوقت المبعثر

في ذاكرة المواعيد

هلم ِ لنرتقي بمدامع العشاق في نجوى الهباء

فقد مسنا شبح الخفاء

وفي القناديل متسع للضياء

يا ناسكة الشعر

ليس ضعفاً يتهدل صوتي في خواء الريح

فالوطن الأثير باعدني

عن نواح أحجار البلاد

فقال :

كن كما تبتغي

لحكاية كلها في غمد الجفون

تنسل كالماء من بين أناملي

تقتفي أثر النبوءات

وتصرع حارسها

عندما يدنو السؤال من فمي ..!

لترتقي درجات الحلم

في تعب الوصول ِ إلى البداية

التي تفر من سحاب الديانات

إلى مارد يشقى بنرجسية السطوع
.

إبتهال بليبل
10-01-2010, 04:59 PM
http://i40.servimg.com/u/f40/12/20/64/94/angel10.gif
الغروب ، يطرد غطاءه الأسود لئلا تسرح كوابيسه
على قارعة النسيان ..
كُنتُ أعلنُ َسغَب هَواك على الملأ،
فرأيتُ من حَولي يُخَاطِبُنيْ،
وَكأني متخفية بين حجَرِ القلق وعيون المحاق
يا رَجل الأسرار
زهور اللَّيل الزرقاء
تدلتَ وراء قميصكَ
وسقطت على آخر خطوة منكَ
لوهمٍ يعبر بجناحَيْنِ تُرفْرِف بأبجديتكَ
وتَرتّد من على عروش اليقين
كذكرى تحوم حول مزاركَ الأسطوري ،
بثَورَة تَميمة القَلق حَولَ الغروب ...
وَخِفْيةً...
أستفيق على كارثة من رمال البعد المتحركة
وهي تأخذ أقدامك الحافية
واحدة بدون أصابع،
وأخرى خدرها وسواس يقامر
على الرَحيل. ...
تروق لي بحور غوايتكَ العتيقة
أتمدد على وجه ماؤها
فأغرق في ظمأ الشوق،
ومن شدة الموج المالح أختنق.
أنازع القدر بمنطق رجوعكَ
أقتلع ريشة الرحيل لأمنع طيران العصفور
فيهبط النسر ويأخذه بعيداً عني.
بسجدة في محراب الرهبان
أدعوك للرجوع
رنين أجراس الكنائس
يزامن عودة المحتلين .
في تراكم الحنين
أنغلق طريق الانتظار
وفي الانتظار، تثرثر أشلاء الجنود مع لهيب الأبواب المغلقة
السعير يحرق الياسمين
وتعيد الرياح ترتيبها كالأغطية.
أرفسُ الأغطيةَ عن قدميَّ
تصيحُ قدمايَ : ( لقد عَميتْ ) .
تهزلُ كفوفُ المواعيدِ
وتعيقُ القدرَ عن المسيرْ
قلت لي قبل رحيلكَ :
تخلخلت مدينتي
وامتلأت بالغرباءِ
ما عدتُ أقوى على سماعِ مواويلِ الجرحى،
انتظريني تحت أكفانِ هذه النخلةْ،
سأعودُ وفي حقيبتي رصاصةُ السماءِ
أقتلُ بها حارسَ مزارعِ الشؤمْ

أحمد الدراجي
10-02-2010, 02:44 PM
مهلاً أيها البنفسج

فأن لغتك تستحوذ على أودية ٍ يتساقط منها

خريفهم المطمور بحواف الدخان

و ما أنصفوك حين عبأوا المعنى بجنوح أخيلة

يتوالى تحت أزيزها صلصال ساخن

علـَّهُ ينعقد بين طوافك سبعاً من الجمرات

حينما يقترب الوصول من نفق الأمنيات ِ

تبقى الرغائب مسورة ً بديدن الأحلام

وماذا بعد


أيها الغارق في نومها

كم من الخطى الطينية ستشرب أقدامكَ

موغلة برمل اللقاء

حيث العيون تلدُ إطار الدمع ماء كدبـقِ النار

كأنها رائية تشرنقني بلذة اللسعات

وتـَسـحَبُ أنفاسي بأصابع الحواس

ليتكىء فمي على تراتيل الصلاة

تاركة ً صيدها الرحيم

فوق عثرات الأماني

فمن يبيحُ اشتعالي فوق تمائم الغروب

أيها المغترب في ظلها

اسجنني في طموح الورد لوجه بغداد

عندما يشتبك الحنين بدم النساء

اخترع مبالاة من وضوء الشعور

علـَّها تنالي رعشة الرهبان

لأنسكب فوق منحدر البزوغ

فرصة عصية بين الكلمات

لتجذبني بخدرها المتورد برائحة اوصافها

أو هكذا أمـَني النفس ،، كشقوة الناي

حينما يبزغ فجر الرحيل إليكِ

وعند كل فرضية ،

أدخل شرنقتها ،كأننا في كل اضطجاع المسافة بين شفتي جرح

نستعجل عبور الفكرة الفارهة

لنغتسل بدمع اللقاء حنيناً

إلى حيث أواني القلوب ليلتهمنا الصمت

بعيون مطفأة الحلم


يا ناسكة الشعر ِ

هل من قوس يرميني فوق رباكِ ..؟

لأعقد هدنة صوفية مع بنفجسية تحرك ُ

أعقابي خطوة مستعجلة لوجودكِ

فوحدكِ تفاحة العطف في ملتقى الغروب بزغب الفراشات

كأنه اصطياد جدولي بنهر ربيعك

حلم أزلي

إبتهال بليبل
10-02-2010, 11:33 PM
قَلمي، الذي كان يخط حنيني على الورق عّبؤوه بالبارود


ما عاد يقوى على السير وُصُولاً لِمَحَطَّاتكَ،


خوفاً من انفجاره بجسد الحروف،


فتشتعلُ رسائل شوقي رماداً .


وماذا بعد،


أيُّتها الغَارِقة في مدينة تتراقص الأموات فيها ...


كبقايا حطب تداعبها عروق النار،


وتتضّور أرحام الأمهات بحثاً عن أجنة ألقِى بها في وطن أعتقلوه بأصفاد الصمت .


وفوق الأصفاد نقّشت رسائلي


واتخمها بتقاسيم طيفكَ


وإمضاءات خطواتٍ،


تاركة من خلفها الأماني يتيمة الصرخة .


تَميمة الغروب تنام بين عفونة أقدام الجنود الراحلين،


هناك،


حيث خطواتكَ التي مزقتها ريح بغداد ..


تنام وغبار " عجلات المارين " تسرح مع تجاعيد انتظاري،


كنت حبيباً تمشط جدائل أحلامي


قبل أن أنام


وتردد علي أنشودة الرصيف


تنشدها حتى أنتحل الرحيل


وبقي صدى الكوابيس يتوق لتيار يجرف صوتكَ.


متى تستريحُ أضواءُ القناديلِ ؟


من رياحٍ تمددُ أرجلَها لطَرْقِ أبوابِكَ،


مُشَرعةٌ،


تحتسبُ مسافاتٍ تَزفُّكَ في مرايا وجهي .


تَقِفُ عاجِزةً،


مخلِّفةً وراءَها ثغرَكَ المبتسمَ،


تسيلُ منهُ دعواتُكَ المؤجلةُ ...


الروح ،


تشعرُ بالصّممْ فساعدْها،


كي تقتلعَ قميصَكَ عن جَسدِها،


فيومَ كَسرَ الشوقُ عُكازةَ وصولِها لأراضيكَ


احتاجت لعصا موسى كي تتكئَ عليها ..


متأخرةً،


وصلتُ لقلبِكَ ،


دون نبضٍ وخطواتٍ ،


والخريفُ يتأرجحُ بين زهورٍ،


تغتابُ عطرَها النساءْ .


الليلةَ،


أغتسلُ بقدرِ أميالِ فنجانِكَ غريقةً ،


أشتهي القمرْ وأرتدي قناعَ السُّكّرِ دلالاً،


لتستوعبَ ذوباني في حلاوةِ قهوتِكَ ...


فربكة الصمتِ بيننا قطراتٌ تُقبّلُ مرايا اللقاءِفوق الماءْ ...


أتأهبُ لِحمْلِها كـعصفورةٍ نَقشتْ على جناحيْها نحرَ الرحيلِ...


ياغريزَ همومي،


كافرةٌ أنا،بترانيمَ تخلو من تقديسِ ضَياعي


كسنديانَةٍ قبضَ عليها الهوى ،


فلا تتخذْني خنقةً ماكثةً في جَنَباتِ الفَناءْ ،


ليبتلعَني زمزمُ التسكعِ حول ضريحِ الوجدْ ..


دعْ عنكَ قيدي بمناسكِ وجودِكَ ..


فنبضي يستميلُ ومسعفُهُ ينحسرْ في نثارِ الحروفِ ،


يصرعُ تَخَبُّطاتِ رأسي في دُخانِ أرصفتِهِ ،


يلملمُ رمادَهُ ويستنشقُ أحشاءَهُ ،


وينحني على عودٍ بالٍ في مقاعِرِهِ أنتَ ،


يشاكسُكَ بتخمةِ الولوجِ في جوفِكَ


ويعاتبُ غمرةَ سكونِك ..


غائراً، يلفُّ فؤادَكَ بعباءةِ الأنفاسِ المُذابةِ ،

بملحِ قربِكَ الأزلي ..

أحمد الدراجي
10-06-2010, 08:38 PM
أهيَ الصُّدفَةُ ..

حينما انمحى وضوحها

بضرورات تلامس عشبها المفترس

لخلاصي دون مراثٍ عذبة

تلمُ أزهار الذكرى

وتسكنُ بيتاً مهجورا ً على قارعةِ العمرِ

لترى الغروب دافق الظلمة

بصوت أغنية ٌ طريدة الأسى

استعذب الذكرى لها في مواسم الحنان

وأوجس نبضي أشرعة ٌ

تاهت مع الإعصار في ليلٍ يعتق ما يشاء

يا مثقلاً لغتي بهذا الهجس

أن العمر أوطان بلا أزمان

تجيء من تعبي كأجنحة الرهبان

مطوية الصلاة فوق كاهلها

وجعاً تغني الذنوب

ضراعة النسيان

وعلى اشتعال النار ِ أبني مرجلاً

للشوق

ولا وردة في النار يتولها الغروب

وروحي ظلُ طفل ٌ ينز كالناي العجوز

تكتب ُ ضالة السماء

عند حواف المطر



يا ناسكة الشعر ِ

تيممي بالسحر وانكسري على رجف اشتياقي

في دهاء الانتظار ،

فلا ترثي هواكِ وإن بسطت الراح

قصائد انفعال

فمتى ارتقي سلمُ المرايا

لعرش لغة ٍ تتسع وتضيق

وأجد صورة المعاني في سديم رؤاكِ

إبتهال بليبل
10-06-2010, 09:54 PM
تهان الروح،
تَصوغ مِنْ ماء الشَوق ملامحك فَوق مرآة العشب
وَترتدي بَقايا زَهور الذَكرى كَوشاح عَلى وجهَها الخَمري
- أعني يا عَراب القُلوب –
لِنزع الوشَاح ودخَول بيِتكَ المَهجور
فَمقبض بَابه يستلذ بغَيبوبته وهو بِين أحضان ذيولهِ
كَيف لِي أن أفيض بعُمركَ مداداَ
لترى ما جَلبت للغروب مِن تمائم
تَسرق الظلمة، وتَغيب بِترانيم الأسى نَحو السِياج هناك،
حيث صقيع الغابات في أوداج المواسم ...
اِستدر قِيد نبضة
وانحنِ غرقاً بنونيَّاتِ الحَنين..
فسفينة هَواكَ رَست عَلى شواطئ
نُثر بَذر طَيفكَ في مداها
أيها العَابِر ...
ثِمار الشَوق ناضِجة تحتَ أطلال عَتِيقة
هلا سحَبَت خَطواتِكَ باتجاه المَنسِيين
بذِكرى نَهَشَتهَا أنياب الإنتظار
هَلا عُدت، فأنفَاسكَ مَازَالت مَسكوبة حَولها...
حضوركَ بالأحاجي ثورة تتَراكم بِمدن انكساراتي
وَ رشرشة حُروفكَ تتَساقط في عُتمتي
كسُقوط الفَراشات التي تَهرب مِني..
وألحق بِظِلها، أتَابعَها خَوفاً أن تُعانِق أسرَاب غيِري ...
وَفي غُروب لا يؤدي إلى نهايتهِ
أكتبكَ صمت معلق على جبينِ الهَم

أحمد الدراجي
10-07-2010, 06:14 PM
أسبغها ،،، وأتمتم فوق شطآن البوح
أسـَبـِحُ باسم ٍ لا سواه في الروح
لأرتديها نهماً تقياً في عراء جرح يصلي
متعة الانتظار..! لذكرى
آن لها أن تشرق في دمي
يا ناسكة َ الشعر ِ ،،، إفضي وجهكِ
لجمهرة الضياء الغفير
ليرسم ما يستعيد من وحي أحزاني
فإن الصلاة فوق الصقيع
ضريرةٌ في اشتباك حنيني وقناديل عسعست الغسق
وهجعة الشمس في تواريخ المغيب
وحضورك
لحنٌ يمجد قامة النخيل
حينما تهفو أخيلة القلب
لسحر السواد في عيون النجوم

وتحت أهدابي تسهر شمسك ِ باكية
لمطلع قصيدة كـَتـَبتها رجفة ارتعاش
الناي في ملهاة صوتي
وأنتِ القصيدة
التي عجزتُ عن تلاوتها
فاكتبي النهاية هنا في دمي
علنيَّ أجتاح روحكِ بالمطر
وأغذي نثيث الندى بحنين البنفسج
المشتعل بصخب السؤال ..!
لعرابة القوافي التي تلد الحروف فوق مباهج قلقي
تنفستها صارية من نزيف الشعر
يافعة شقت توجس الغيم فوق قهر الزمان
ووشمها ظل يراقص شرود صدى الأرواح
نحو تمائم الغروب

إبتهال بليبل
10-07-2010, 08:46 PM
يَقضِمني المَوج كَاشِفاً عَن شَهوَة البَوح
يوقِظ المَطَر ليطفئ جَمرة ِبأَلفِ هَجِير اشتَعلت
تَعبر الأَعماق وتبتُر حِكَايَة جَائعة لِحفنة حُلم
ِبأنَاملي يَا جامع لغة الأرواح
سَأُوقظ وَحي الأَشواق المَعجون بِحزنَك
وأتَوضأ بِذَاكِرة أطراف الوِصال الهَزيلة
عَلَّكَ " تُترجم" أنين روحي سَاعة الغروب .
مَطحون ضِياء الشَمس فِي جَوف حِجَارَة
مَارَسَت عنَاق الصَمت ..
أُجزِم بِأَنّني لا أقوى اليَوم عَلَى كِتابة ما أهوى
فمَحَاجِر الشَوق احترقت بوشم جَسد الأَمَل
فِي مُقلِ الضَّياع ...

أحمد الدراجي
10-11-2010, 02:30 AM
يجرني الضياع


ليؤجج فراغه المنتهب َ كيقين

داخل أصداف مقابض الحلم

أحاور أشباحَ الظل ِ،،تجن غوايتي،،

والأحاديث عصارة القلب ،،

عرافة القلوب

مهلاً يستحوذ البنفسج على أريج الشهقات

لغة مستنفرة يتساقط منها القلق الخريفي

لتغوص في ازدهار الماء

حكاية من غضب ، أسميتها النساء

فكنتِ باب المدى على مستودع الحنين

اشتقتها لغزاً ينفك ُ بين يدي صدفة

وأشدهُ

لتنفجر الثمرة مثل فقاعة مدهشة

يا ناسكة َ الشعر ِ

كم سأحلم في دواري وأنا أترجم الأنين

سأنتظر حواف الفم ،،، لتقرأك مزيداً من الشوق

وتطلب الرحمة من عشاء البوح

وحديث الرياح يلتهم ذكراكِ ويقول النشيد

عليها رائحته عن بعد

فماذا عليَّ لو أنـَستُ نار الوجد قربكِ

واتخذتك رحمة هواي

إبتهال بليبل
10-11-2010, 11:39 PM
فِي غروب يمَزَّق رذَاذ الشَوق بالهَلَاك
أُناديِكَ ...
بتكهُنَات حِكَايَة اعتَدتُ نَسجها مِن رَحيِق آهاتكَ
يَا وَليد التِريَاق ...
مَلَلتُ الغوص فِي قُبلَة الهَجِير بَينَ أَفواه تُوقظ صَرخات سُطورك
المَكُبَّلة بجَأش اللقاء .
مَلَلتُ مِن لَضم لآلئ الأَمَل بِخيوط أَوجَاع مصنُوعة مِن جَمرَة الغَرام ...
لا تذروا أجفان لَيلُكَ الطَّويل بملاءَات طَوَاهن الغُروب
عَلَى أصابع الغِيَاب...
لتندَلَع فِي تَميمة انتظاري حروب الفَقد،
جُنودها حَملوا مَنجنيِق الرَّحِيل
وَصولاً لبرزخ الكَهنة ..
وأنتَ تَتطلع إلى سَواد نيِران ( كاتدرائية ) نواحي عَلى قَافلة تاهت بِين أوثان منفيِة ..
وتَنزف تواريخ مِيلادي من مُقلَ الوَداع ...
وتزرع بَعض مَوتي فِي شُقوق أرصفة تَحن أقدامي عَلى مُداعبتها...
لِتَختلس أول حُلم رَاودها
بزيارة كَهفكَ المَنقوعة جُدرانه بِعَصير مِن قَهقهة الآلهة ...

أحمد الدراجي
10-12-2010, 01:07 AM
أي غروب يرد صداكِ
حينما يأتيكِ طـَوعاً نـِداء الخافيات
مـِنَ النجوم
ترتعد الحكاية بين أفواه ٍ تجوع للظمأ
المعلق فوق عاتقي
ويثور برطمان رجاحتي
لعقدٍ تطاولت فيه السنين
على سبات العقول
تحركني أصابع الضياع
نحو لجا الضياء
صارية من نزيف ،
تلتذ بالنواح الكسول
فانشق مني نرجس مولدها ، لتزفني مطر عجول
وفي مفاتيح البكاء عند البهاء
لوجع ٍ ذبح المدى بشارات لكاهن الفجر الجديد

يا شفيعة الربيع ،،،
الليل ُ طفلٌ يكبر في عراء بلدٍ ينكسر الوجد فيه
قوارب تؤرخ الترحال ،
واشدني إليكِ رهط من الجيش العصي على الوصول ،
فذريني أفتق ُ الندى طلسم للماء
لأرمم التمائم بلهفتي حين أخترق صداكِ
لأبقى أسير عرفان الكلام

إبتهال بليبل
10-13-2010, 09:15 PM
هَل أدركتَ ، إذاً، يا أَسير الغُروب أنِي أوَاظب علَى قِراءَةٍ، يٌسمّونها الغُرباء تِرْياقاً ..
وكأن المَآقي لم تَكُن مرةً طَريِقاً لِلتَّنزُّهِ بسَاق الأفق ، أو كأنّ صَوت الآدميين لم يمخُر مسَامِع صَمتِي ..
الغُروب - زغُب كَلام يَتدحرج مِن أجنِحة الْمَلَائِكَة
و يَعرج بِصَدَى يَتقَمص فُقَاعَات الإيابَ
لشياطين تغمَر أَعراس تَوبة مَلعُونَة بِين رِكعات صَلاة
تُمارس قهَرَ قَولِ كَريمٍ
تَوَغَّل فِي حجَر رَاهِبات أَنبَتَتْ سَلالِم
تَصعَدها أطراف مَقهورة بطَيف عَلَيْهِ الدِّمَاء
فَأَصَابَهُ وَابِل تَنُّور مسجور ضِعْفَيْن، مِن حَطب الهَياكل
فَتَرَكَه يِسقط عَلَى خُطَى جَرَاد الظَّلام ..

أحمد الدراجي
10-15-2010, 07:41 PM
أدركتُ هذا ،،،،في حديقة رؤيتهِ المضمرة
وكأني منذ عصورٍ أسير على حوافٍ ورقية ،
هكذا قالها اللهاث المشتبكَ بتمائم غروب الضياء نحو منحدر الأمس ،،
ليتعرى من فتونة، اندلاع المشاعر ،
التي تصطف مثل جدائل الشمس المخضبة بريقها المبتل
كحبارى الرمال ،
تتبخر حرارة النفس عن ستار الرؤيا ،
لأفتش بسرية عن سر صلاة الأتقياء ،
عليَّ أجد التراتيل مصلوبة في فم الكهان ،
لأعطر بها مجيء الشمس نحو ناظري ،
كلما أدخل شرنقتها الفاترة ،،، يخطبني الظلام لغدي
مسيرة عرس بربي ،

إبتهال بليبل
10-16-2010, 09:01 PM
يعود ويِرقد طيفَكَ بِأَحجَار اهرامات البَرد مَرة أخرى ...
يقاسمني ثَقب ثياب مومياءِ غير مرئية
اِعتَقلّتها دُروب كُشطت تَجَاويف اليَقِين بغبار الخَطوات ...
خَلف الأهرامات عَرَبات الأنينِ يّجرّها الغروب بسِياط طَاحونَة المَجهول
وَكتائبها عالقة على كتفي الرِّمَال ...
سياط اختصت بِقَلع التَميمَة مِن عُنق ثِيران المَساء .
لِتروق حُجَّته صَوب زهرَة الإِحسَاس .

أحمد الدراجي
10-20-2010, 11:26 PM
أَضَعتُ الضَوءَ مُبَكِراً ...
وَأَدمَنتُ حَليب الشموس
فارِهة هيَ المَسّاحَة . المُتَرامِية
بَين نَديات الفَجر ..
وَعَلى أَصّابِعي أَثَر لَفافَة تِبّغ
وَسَرير مِن مَطَر وغُبار
وَأَنا ...
كَالأشجار أَغسِلُ أوراقي
لِتُدَاهمَني الصُدفَة ..فأطولُ فَجأة
ويَأتيني المَخاض ..
كَلِمات .... وكَلِمات
.....
فلَم يَعُد للعَرّافِينَ دَورٌ مُحَدد
كُلٌ يُناغي نَجمهُ
وَحَتى الشَمس . تَكَوَرت .. لِحَجب القادِمين
وَأَسِرةَ الغبار..تَكاثَفت ..لِتَعلِن المَطَر ..
عَواصِفٌ . مُستَديمة ...
وَما مِن شِمُوع تَلعَنُ الظَلام
اختِنَاقٌ كامِلٌ في قَصَبة الطَريق
وَانكسار أُفُقي في مَجالكِ
فَتَصبَحُ كُل الكَلِمات ...مَناطيدُ
تائِهَة في سَرابكِ
فَأكتِمُ أَنفاسي ..في هذه اللحظَةِ
وَأَلفِظُ قُطرانكِ بدونَ أبخِره
وَهذا هو المُنحَدر ... بدَلِيلِ تاريخ
القَصيدة

إبتهال بليبل
10-29-2010, 09:11 PM
هَل كانت أقَانيم الفُراق تستَقطِب طَيفُك الذي اِتَّخذ لَهُ مِن الغُروب دَلِيلاً لِمَنفاه، أم إن قَوانين الغُربة أسقَطت أشياء قَلبي بثغر بَعْضكَ... وتَاهت في دَهَاليز الاحتضار ؟!.
صَهيل اللَيالي يُتخمني بالعُزلَة
وقَبضة الذِكريات تَنبشُ شَحيح الجَوف ...
كَانَت كَلماتكَ في مشكَاةِ الهَجير طَاغِيَة
كَلِمات ... كَلمات
أسراب تَركض نَحو الوَراء
وتتقَدمني جَحافل نِساء تَلفظ مِن بَين الأسماء أسمك ...
وَيتَسع لَفظ أسمك ويَهرول فِي الأفق البَعيد
لأتسلق شَجرة تُشبهني نَحو مقبَرة الملاك الأسود
لَكني نَسيت نَظري عَلى تَميمتكَ هُناك ..
وأخذتني إلى مرآة الوَرق المثقوبة ببصمات الآلهة
أطرد وَجهي عَنها، تتبدد مَلامحي كامرأة هُلامية
قُتلت بِسهام هنود الحمر ..
وتَندلق المرآة عَمداً وَهي تُجادل الرُوح عَنكَ..
يَستدير نَظري، لأكون ظَلام أقفل أبواب الليل عَليكَ
لأكون كَلمات وَكلمات كَما تَبوح ...
تَمرد حُروف وهَجير نُون
وَزفير يَحوم حَول تَميمة عُطلت بأصَابع مِن كَلمات .

أحمد الدراجي
10-30-2010, 03:44 AM
أسقط ُ من جيب ابتهالاتي لتميمة تستحضر فيها الروح ،منفاكِ نحو ما يختلج به الاغتراب إلى فاتحة من نار لدهورا تظمأ ...للعتاب ..!!

سأحشوها لهاث نحو فناء العرافين .
كحـُلم ينز حدسه العاري ..
بين أمشاج الضلوع
مثل ُ صفصافة تنوء بثقل الزهور
وما الذي أراه لديكِ .!
ليتراءى لي ظلك ِ حكاية من نور ..
أمـَشطُ شغفي كائنات مستنفرة اللغة .
لأستطيع اصطياد زغب أنفاسها
على مرمى رفرفة صافنة لأجنحة الشموس.
وأنتِ رابعة الضحى ،،، لن يستقدمك ِ سواكِ .
مهما عنت وجوه أسمائها لتجرني غواية ،
خوف الضرير ،
وتخلد نار الدجى ، على مرأى من العابرين
حينما تنوء خلجان صلواتها
في سدى الأحلام
عرافتي ،،
تطردني أشباح العتمة نحو جلباب رجاحتك ِ
عندما يكون المغيب سادر فوق اشتهاء الصحاري
لدم النياشين ، لتخلق من العناد ثمرة تقطفها
خلجات ذاتي المعقوفة على السقوط في معناكِ
فللطواويس حضور عند انعقاد ذاكرتي
التي تجادل الصمت في تمائم سطوتكِ
عند اللقاء

إبتهال بليبل
11-09-2010, 07:12 PM
مناجاة رَحِيلَك عَاشر مُقْلَتَي كـافِر أعتكَف زاويَةِ مِنْ نيرَان الأوراق،
يخَلّف مطَر أسود مَصْحُوبًا بحكايات تَروِيهَا خُيوطَ تَجاعِيد زَمزَمية السُّهدِ...
وضَجيج الغُروب يُسكنكَ بقبلَة الهَمسْ،
و أُعيِد الكَرّة برَحِمِ أَشَباح تَائِهَة
بِرمَال صَّحرَاء تَبَتَّلَت بجُنون الشَّتات قَنوطِاً
أَتُرَاكَ فَاقِدَاً فِردَوسِيَ أَم يتَرَنَّح وَطني تَحتَِ اختِلاجَات النُون ، حَتى
أخضلت عَتْمتيِ بِين الثُلوج ، شَموع الصَمتِ لقُرون المَخمُورين بكَأَس الظُنون .
وصَّافَّات النَّزف حَفرت أَخاديد كَفي قَبل مُصافحتكَ بِعاجِ المَغيب..
سَتبقى تَميمة الغُروب تُداعب أناملي وتراقص جثث الأقلام وَهي
تتمنَّى من الشِّتَاء أن لا يكبل المَطر بسَطوة الظِّلام