المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مرآتها, صَديقتُها الأولى والعدوة اللدودة


أفنآن حاتم
10-12-2010, 11:21 PM
تُثقلها تِلكَ المرآةُ التي تكشفُ كُل شيء, حتى التفاصيل الصغيرة التي تُحاول إخفائها, تََرقَبها وتَمنَعها من الإختباء, رُبما هي لا تمنع لكنها كانت الشاهد الحصري لجنونها وفوضوية طُقوسها الغريبة.

مرآة شاهدتها عِندما مَلكت إشراقة إبتسامة ودفنت بقايا حُزنٍ دفين, بَصِرتها عِندما أعياها السَهر ومَلَّت التِكرار اللعين! وككل مرآة رأت الوجوه المُتعددة حَدّ الإنفصام, رأت أمزجتها المُختلفة وشدة ألمها في ذلك الحين!

مرآة إختزلت من الصداقة صِفات, سَمعت أنينها وإحتضنت صَورتها, وعَكست تألقَ عينها عِندما ضَحِكت!

مرآة عَرفتها أكثر مِن كُل شيء وحَفظت كُل الصور التي مرَّت عليها بنتائجها وما قبل كُل فعلٍ ومُعظم الأفعال التي كانت.!

مرآة شاهدت إختلاف التضاريس التي كانت! راقبتها في كُل المواسم الدافئة مِنها والباردة بِكل درجاتها!

مرآة شَهِدت تساقط خُصلاتِ شعرها..كُل يومٍ أكثر مما سَبقه! وكانت شاهدة أخرى هيَ والخصلات لإختلاف تَوهج بريقِ عينيها ! وفُقدانها برائتها وكُل نقاءٍ كانت عليه!

في الأمس, وقَبله تُقبعُ متسَمِرة في مكانها الأزلي, تحفظ كُل التغييرات التي تكون والتي لَم تَكُن بأي شَكلٍ كان..!

لأقِنعةُ الصُمودِ لَم تَكُن قَد شهِدت, تِلك المرآة, ففي عُزلتها ووحدتها, وعِند إرتعاش جسدها الذي لَعنتهُ هيَ كَشفت عَنها كُل الأقنعة التي تختفي

مُعظم الوقِت خَلفها

مرآة لا تُنكِر ولا تستنكر أي شيء وتَعرِفُ أنها إليها تَعود دائماُ, كالأُم أحياناً كثيرة تَحتضنها وتتقبلها كَما هيَ

وكَم لا نَقدِرُُ على التَحمُّل وكَم يتَملكنها الضَعف, لَيس كمرآتِها التي تَحمِل وتتحمّل ولا تَكِل ولا تَمّل!

مرآة ضبابية, بلَ أصبحت ضبابية, رُبما لِرغبتها (هي) في أن تراها ضبابية فتذكر تفاصيلاً زائفة لا ما حَصلَ بالفعل!

مرآة عزيزة, مرآة شاهدة ومرآة داعمة وهيَ المرآة التي تَرغب أحياناُ كثيرة وأوقات مُتعددة بِكسرها وإزالتها لعلّها تَمحي بكَسرها تفاصيل أفعالها المُتمردة وكُل التفاصيل التي تَزعُم هيَ أنها لَم تحصل ..حتى لا تحصُل بالفعل!!

هي الصديقة الوحيدة التي تعِرفها أكثر مِن كُل شيء وتحفظُها أكثرِ مِن كُل شيء وتتَقبلها في كُل وقت

هي العدوة اللدودة التي شَهدت فوضويتها وصَمتت عِن كُل شيء وتٌعايرها بأفعالها كُل وقت

مرآُتُها هيَ وهيَ مرآتها

عواطف عبداللطيف
10-12-2010, 11:31 PM
هي مرآه الروح للروح
عكست ولا زالت تعكس كل شئ
أهلاً بك على أرض النبع
أتمنى لكِ طيب الأقامة
محبتي

سماهر اغبارية
10-13-2010, 12:28 AM
رائعة انت يا افنان دوما...تجيدين كسر جمود الاحداث...وجمود الجماد...استمري ليستمر قلبك بشغف

أحمد الدراجي
10-13-2010, 12:32 AM
فلسفة النفس قائمة على ما تحمل

من مكنونات ،،، وحجم التراكيب الداخلة والخارجة هكذا نصل للذات

في فهم مغزى الوجود

سيدتي أفنان حاتم

عميقة تلك الرؤيا ، في فهم أسرار النفس

حملت وشاح من ذات تأطرت بالحزن
فكان رفيق دربها

تقديري لكِ

وانتِ تطأين أديم النبع
بهذا النص الثري
الذي يوحي بقادم أفضل

أحمد الدراجي

عبد الرسول معله
10-13-2010, 02:09 AM
كنت عابرا فعثرت عيناي على موهبة واعدة

فقرأت وقرأت وتأكد لي أن النبضات صادقة

والكلمات عفوية والاسترسال في البوح منساب

تكررت بعض التفاصيل فلو حذفت لكانت أروع وأجمل

أنتظر دقات قلبك مرسومة بريشتك الساحرة

دمت واحدة من عائلة النبع التي تفتخر بانتمائك

تحياتي ومودتي

مرمر القاسم
10-13-2010, 10:10 AM
هى مرآة لكنها لن تكون كما انتِ
لأن المرآة تعكس الصورة الزجاجية

لترتطم بوهج الروح

و وهج الروح هو حقيقتنا لا إنعكاس الصورة

مرحبا بالأستاذة أفنان :1 (5)::1 (5):

أفنآن حاتم
10-13-2010, 08:24 PM
شُكراً لَكُم جميعاً
هُوَ فخرٌ لي أنا, أن تقرأوا ما سَطرتهُ أحرفي
وهُو شرفٌ لي أن أسمع تبضَكم لخاطرتي ونَقَدكم لزلاتي
أسعدني مروركم جميعاً

شُكراً وكُل الود
أفنآن

هناء المهنا
10-15-2010, 12:39 AM
اخت افنان

جمال اسلوبك رائع هنا ويحمل
رؤية جميلة للروح


كنت هنا وراقني مروري



دومي بكل ألق جميل


كل المحبة

وطن النمراوي
11-08-2010, 03:03 PM
أهلا و سهلا بك أديبتنا أفنان و بحرفك الجميل بيننا
لمست فكرا نيرا و حرفا متمكنا بين سطورك حماك الله
و بين الكلمات وجدت أديبة تنسق أفكارها جيدا و تصبها في قالب فلسفي تارة و تارة من أرض الواقع
أحببت حرفك، و بانتظار ما ستجودين به علينا من جديدك
لك تحياتي و تقديري و ضبة :1 (45):

أفنآن حاتم
11-09-2010, 01:51 PM
اخت افنان

جمال اسلوبك رائع هنا ويحمل
رؤية جميلة للروح


كنت هنا وراقني مروري



دومي بكل ألق جميل


كل المحبة

عزيزتي

شُكراً لمرورك الكريم ومكوثك هُنا :)

لك كُل الود

أفنآن

أفنآن حاتم
11-09-2010, 01:53 PM
أهلا و سهلا بك أديبتنا أفنان و بحرفك الجميل بيننا

لمست فكرا نيرا و حرفا متمكنا بين سطورك حماك الله
و بين الكلمات وجدت أديبة تنسق أفكارها جيدا و تصبها في قالب فلسفي تارة و تارة من أرض الواقع
أحببت حرفك، و بانتظار ما ستجودين به علينا من جديدك

لك تحياتي و تقديري و ضبة :1 (45):


تواجُدك هُنا أسعدني

شُكراً لأن قرأتني ووصفتني بتِلك الطريقة

أحببت ردُكِ ووصفك لما كتبته

لك كُل الود
أفنآن