نبيه السعديّ
11-25-2010, 11:22 AM
مكاشفة
ألقيتها في أمسية شعرية في قاعة محاضرات فندق ويستن هوتيل في مدينة ديترويت في الولايات المتحدة الأمريكية..
يا أيُّها الإخوان.. والأخواتُ..
ما سافرتُ من بلدي القصيَّهْ
إلا وفي صدري لكم منها وصيَّهْ
*****
فقبيلما رفع الرَّحيل شراعهُ..
وصلتْ.. تودِّعني بصمتٍ.. أمَّتي الثكلى
فغصَّتْ.. وانحنتْ..
تخفي على الخدَّينِ دمعاتٍ سخيَّهْ
ثم انطوتْ في حيرةٍ..
وكأنها نسيتْ حروف الأبجديَّهْ!
قالتْ.. وما قالتْ..
ولكنِّي شعرتُ بوجدها.. نارا قويَّهْ..
تجتاحني.. وتصوغ من شوقي.. ومن حبِّي لكم أحلى تحيَّهْ
*****
وقفت تودِّعني ك "لبنانَ" الجريحِ..
جنوبُه! يلتفُّ بالعتبى..
على كلِّ المحافل والجهات العالميَّهْ
أنفاسُها الحرَّى!.. تلامس حرقة "الجولانِ"..
في أفران من وُصفوا بأصحاب القضيَّهْ
مأخوذةًٍ بأزيز نيران "الخليجِ"..
بوقعها الغربيِّ.. تعزفه طبولٌ مشرقيَّهْ
وعلى الخدود.. وجيدها.. بعض الدماءِ
من الجراح المغربيَّهْ
*****
وقفت.. وفي نظراتها إصرار سوريَّا..
وحسرتها على جمع السيوف اليعربيَّهْ
وتطلعتْ نحوي.. وسالتْ دمعة ٌ..
فيها اختصارٌ للشجونِ.. لكلِّ أحزان البريَّهْ!!
*****
يا إخوتي!
في جعبتي من أجفن الأوطان.. أشواقٌ نديَّهْ
تُهدَى إليكمْ.. أيها الأبناء.. من آبائكمْ..
من أمَّهاتٍ.. تحت أقبية الفراق.. تموتُ حيَّهْ
وتظلُّ تحكي عن رسائلكمْ..
متى تاتي إليها من هناك.. على رياحٍ موسميَّهْ؟!
ما زال يشغل ذهنها.. ذاك الفتى..
يسعى إلى المجهول.. محمولا بأجنحة الحميَّهْ
وعتاده للغربة الحرباء.. بعضُ حقيبةٍ..
وعزيمة ٌ.. أجدى وأمضى من رصاص البندقيَّهْ
وتذوب في بحر الظلام ظلالهُ..
لكنَّه يُبقي على خدَّيْ شواطئه بقيَّهْ
وتظلُّ تذكر طفلها في مهده الخشبيِّ..
في خطواته الأولى.. ومرحلة الشباب الأوليَّهْ:
"أيَّام كان الشمل مجتمعاً..
أيَّام جمَّعنا الرغيف.. بطيب أنفاس شهيَّهْ"
*****
يا أنتمُ.. يا صرخة الرفض التي دوَّتْ
بآذان الحضارات الدعيَّهْ
يا جذوة الشمم العتيق.. وأهلهِ؛
أهل الشجاعة.. والإرادات القويَّهْ
يا من شققتم في التغرُّب دربكمْ..
بمعاول الإصرار.. بالهمم العليَّهْ
وفديتمُ الوطن المصاب.. إذا دعا
وجملتمُ الأوزار.. بالنفس الرضيَّهْ
*****
لقد اغتربتُ.. وبتُّ أعلم ما اختفى في الغربتينِ..
من الشقاء.. من الهموم المهجريَّهْ
وعددتُ أيام البعاد ثوانياً.. وثوالثاً..
حتى سقطتُ على صدى عدِّي ضحيَّهْ
عانيتُ من شوق الغريب لموطنٍ.. ألماً
يهون لمثله وقع المنيَّهْ
لأمرُّ من ألم التغرُّب والفراق دروبُهُ..
لو أنَّها بقيتْ على القاصي قصيَّهْ
*****
***
*
ديترويت- الولايات المتحدة الأمريكية
10/10/1995
نبيه محمود السعديّ
ألقيتها في أمسية شعرية في قاعة محاضرات فندق ويستن هوتيل في مدينة ديترويت في الولايات المتحدة الأمريكية..
يا أيُّها الإخوان.. والأخواتُ..
ما سافرتُ من بلدي القصيَّهْ
إلا وفي صدري لكم منها وصيَّهْ
*****
فقبيلما رفع الرَّحيل شراعهُ..
وصلتْ.. تودِّعني بصمتٍ.. أمَّتي الثكلى
فغصَّتْ.. وانحنتْ..
تخفي على الخدَّينِ دمعاتٍ سخيَّهْ
ثم انطوتْ في حيرةٍ..
وكأنها نسيتْ حروف الأبجديَّهْ!
قالتْ.. وما قالتْ..
ولكنِّي شعرتُ بوجدها.. نارا قويَّهْ..
تجتاحني.. وتصوغ من شوقي.. ومن حبِّي لكم أحلى تحيَّهْ
*****
وقفت تودِّعني ك "لبنانَ" الجريحِ..
جنوبُه! يلتفُّ بالعتبى..
على كلِّ المحافل والجهات العالميَّهْ
أنفاسُها الحرَّى!.. تلامس حرقة "الجولانِ"..
في أفران من وُصفوا بأصحاب القضيَّهْ
مأخوذةًٍ بأزيز نيران "الخليجِ"..
بوقعها الغربيِّ.. تعزفه طبولٌ مشرقيَّهْ
وعلى الخدود.. وجيدها.. بعض الدماءِ
من الجراح المغربيَّهْ
*****
وقفت.. وفي نظراتها إصرار سوريَّا..
وحسرتها على جمع السيوف اليعربيَّهْ
وتطلعتْ نحوي.. وسالتْ دمعة ٌ..
فيها اختصارٌ للشجونِ.. لكلِّ أحزان البريَّهْ!!
*****
يا إخوتي!
في جعبتي من أجفن الأوطان.. أشواقٌ نديَّهْ
تُهدَى إليكمْ.. أيها الأبناء.. من آبائكمْ..
من أمَّهاتٍ.. تحت أقبية الفراق.. تموتُ حيَّهْ
وتظلُّ تحكي عن رسائلكمْ..
متى تاتي إليها من هناك.. على رياحٍ موسميَّهْ؟!
ما زال يشغل ذهنها.. ذاك الفتى..
يسعى إلى المجهول.. محمولا بأجنحة الحميَّهْ
وعتاده للغربة الحرباء.. بعضُ حقيبةٍ..
وعزيمة ٌ.. أجدى وأمضى من رصاص البندقيَّهْ
وتذوب في بحر الظلام ظلالهُ..
لكنَّه يُبقي على خدَّيْ شواطئه بقيَّهْ
وتظلُّ تذكر طفلها في مهده الخشبيِّ..
في خطواته الأولى.. ومرحلة الشباب الأوليَّهْ:
"أيَّام كان الشمل مجتمعاً..
أيَّام جمَّعنا الرغيف.. بطيب أنفاس شهيَّهْ"
*****
يا أنتمُ.. يا صرخة الرفض التي دوَّتْ
بآذان الحضارات الدعيَّهْ
يا جذوة الشمم العتيق.. وأهلهِ؛
أهل الشجاعة.. والإرادات القويَّهْ
يا من شققتم في التغرُّب دربكمْ..
بمعاول الإصرار.. بالهمم العليَّهْ
وفديتمُ الوطن المصاب.. إذا دعا
وجملتمُ الأوزار.. بالنفس الرضيَّهْ
*****
لقد اغتربتُ.. وبتُّ أعلم ما اختفى في الغربتينِ..
من الشقاء.. من الهموم المهجريَّهْ
وعددتُ أيام البعاد ثوانياً.. وثوالثاً..
حتى سقطتُ على صدى عدِّي ضحيَّهْ
عانيتُ من شوق الغريب لموطنٍ.. ألماً
يهون لمثله وقع المنيَّهْ
لأمرُّ من ألم التغرُّب والفراق دروبُهُ..
لو أنَّها بقيتْ على القاصي قصيَّهْ
*****
***
*
ديترويت- الولايات المتحدة الأمريكية
10/10/1995
نبيه محمود السعديّ