المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كَظِلِّ الَمدَى فِي التُرَابْ..


ميلود حميدة
11-26-2010, 03:27 AM
كَظِلِّ الَمدَى فِي التُرَابْ..



" لقد خرجت من بلادي حافيا، و وصلت إلى بلد غريب حافياً، ما جدوى ما
في الطريق إذن؟
قابلتُ حفاة و غرباء مثلي، طريقنا كانت مختلفة، لكن منفانا كان واحداً.."

محمد شكري




.
.
أَيُّ عُمرٍ تُحَدّثُني؟؟
ثُم أَنتَ تَئِنُّ عَلَى شَفَتيَّ
كَطِفلٍ يَئنُّ عَلَى لُغَةٍ سَقَطَتْ
فِي ثِيَابِ الغِيَابْ..
تُرَاكَ سَتَجلِبُني مِن خَيَالِي
لِتَكتُبَنِي قُربَ كُلِّ الحُرُوفِ
وَتَسلِبَنِي كُلَّ ثَوبٍ
وَتَقتُلَنِي كُلَّمَا سَأَمُرُّ عَلَى دَفَتَيْ عُمرِكَ
المُتَدَلِّي،
وَتَشكُو المكَانَ
عَلَى غَفلَةٍ مِن شُرُودِي الطَّفِيفِ
إِلَى زَمَنِي
هَل تَرَاهُ يَرَى؟
هَل تَرَاهُ يَئنُّ عَلَى خُبزِكَ المُتَمَرِّدِ
فَوقَ قُمَامَتِهِ؟
هَل تَرَاهُ يُجَالِسُ طَيشَكَ
يَسأَلُ وَجهَكَ
يَنسُجُ صَحوَكَ ..
.
.
قُلتَ لِي:
قَد يُبَاغِتُني الوَهمُ حَيثُ خَرجتُ
يُمزّقُني الغَيرُ
وَالغَائِبونَ
وبَعض كلاَبِ الطَّرِيقِ
وَأَهلِي
وَخَمّارةٌ فِي التوَاءِ الشَّوَارِعِ
رقصةُ ظلٍّ خفيفٍ
ويَقتُلُني الطّفلُ حِينَ يُغادِرُ بَيتَهُ
حِينَ يُمزّقُ ظِلّهُ
حِينَ يَضُمُّ جَنَاحَ التَّغربِ
يَشرَبُهُ نَتِناً
مِثلَ آخرِ ضَبعٍ لآخِرِ مَوتٍ هُنَاكْ..
.
.
عَلَى الظِّلِ ذَاكَ الطَّوِيلِ
نصغرُ أَحلاَمَنا
ثم نَرضَعُ مِن لَبَنٍ مُهمَلٍ
ثُمّ نَبكِي الـمَنَازِلَ، كَي لاَ نَعُودَ هُنَاكْ..
هُنَاكَ أَرَى أَنّني صِفةٌ لِلقَدِيمِ
يُمجّدُهَا الفُقَرَاءُ
وَكُلّ الذِين يَمرّونَ خَلفِي
هُنَاكْ..
رَبَّمَا قَد يَمرُّ رَذَاذٌ لِوَاذاً
يُغَيّرُنِي حِينَ أُمسِي قَليلاً
ويَنفَذُ مِنِّي
يُحَاكِي شَقَاوَتَهُ
ثُمَّ يَعبرُ ظِلّي
إِلَى هَذَيَانٍ غَرِيبٍ هُنَاكْ..
.
.
وتَسأَلُنِي هَل أَرَى ظِلَّ كُلِّ السُّجُونِ
التي عَبَرَتك؟
هَل أَرَى طِفلَةً تَتأَرجَحُ،
صَمتًا يُوزّعُ صَمتاً
وَغَيماً يُضَاجِعُ أَشلاَءَهُ فِي ارتِيَابْ؟
أَيُّ حُزنٍ يُجمّعُ تُربَتَهُ
كَي يَذُوبَ عَلَى كَتِفِ الجَائِعِينَ
يُغيّبُهُ فِي يَدَيكَ العِتَابْ؟؟
العِتَابُ السَّجِينُ عَلَى أفْقِكَ
الُمنزَوِي فِي الشِعَابْ..
أَيُّ جُرحٍ سَتَكتُبُ
تَترُكُهُ فِي مَهَبٍ يُشَذّبُ أَشوَاكَهُ
لَيسَ مِثلَكَ يُغرِقهُ فِي الشُّمُوسِ
عَلَى ضِفّةِ القَمَرِ النَّرجَسِيِّ
عَلَى الوَرَقِ المتباهي بلونِ الضباب..
أي نايٍ سيعزفُ صَمتكَ
ينسُجُ ألحانَهُ
ثُمَّ يَمضِي إِلى اللاَزَمَانِ
إِلىَ فَجوةٍ فِي قِماطِ الخيالِ
يغيّرُ أصواتهُ
بينَ ظِلِّ المكَانِ وسهوِ الكتابْ..
.
.
مَرّ طيفٌ عَلَى نَثرِكَ الُمتَمعّنِ فِي النّاسِ
يَسأَلُني مَرَّتَينِ عَلَيكَ
يُحدّقُ فِي هَمسِ تِلكَ الرّيَاحِ عَلَى لُغَةٍ مُثقلهْ
عَلَى صَخرَةٍ مُهمَلَهْ،
عَلَى طِينَةٍ مُرسَلهْ،
وَهَل فِي الرَّوابِي التي غَيّرَتكَ
سَيَجلِبُ رِيحُكَ صَخرُكَ طِينُكَ
مَا يَتَثَاقَلُ مِن مُهمَلاَتٍ عَلَيكَ
فَتُرسِلُهُ لِلخَرَابْ..
.
.
أَيُّهَا الطّينُ يَا شَكلَ هَذَا الغُرُوبِ
يُبَعثرُ فِي عُشبِ ذَاكَ الجِدَارِ
تَفَاصِيلَهُ
ثم ينعِي التُّرابْ..
.
.
مَاذَا سَتَكتُبُ فِي اللَّوحِ؟
تَرسُمُهُ
قَمَرٌ ذَابِلٌ فَوقَ لَيلٍ ثَقِيلٍ،
وَبَعض الذّبَابِ يَمرّ عَلَيكَ
تُبَادِرُه بِالتَّحيةِ
يَغرَقُ فِي صَمتِهِ،
يَتَجَاهَلُ رَسمَكَ حَتى الذبابْ..
.
.
أَجَل هَكَذا يُولدُ الطينُ بينَ يَدَيكَ
عَلَى نَهرِكَ الأفقيّ
تُذكّرهُ بِانعِدَامِ التَّوَارِيخِ خَلفَكَ
لَكنّهُ كَالقَمِيصِ الُمنَاسِبِ
يَشكُلُ كُلَّ عُرُوقِكَ
يُخفِي احتِقَانَ الدّمَاءِ التي شَرِبَتكَ
وكُلّ الذِي قَد يُغَادِرُ مِنكَ
يُمَارِسُهُ الغَارِقُونَ بِريقِ الذَّهابْ..
.
.
وَتَمضِي إِلَى السِّينِ وَحدَكَ
لاَ يَشتَهِيكَ التَّغَيُّبُ
لاَ تَنتَهِي
ثُمَّ تَمضِي
وَمِنكَ وَمَا يَتَسَاقَطُ
تَمنَحُهُ الأَرضُ مِن طِينَهَا

ظِلّهَا
لِيكُن ظِلّكَ الآنَ عُمرٌ
كَظِلِّ المَدَى فِي التُرَابْ..

miloudhomida@hotmail.com

وطن النمراوي
11-26-2010, 08:33 PM
أهلا و سهلا بك أستاذي الشاعر ميلود بيننا و بحرفك الجميل الراقي
قصيدة لطيفة حملت مآسيا و معانيا راقية جدا
و صورا بديعة كثيرة بين الكلمات
بنفس شاعر جميل حماك الله
لكنني لاحظتك بدأتها و كذلك بعض المقاطع بـ (فَعْ)... و هذا ما لا أظنه جائزا في تفعيلة المتقارب :


أَيُّ عُمرٍ تُحَدّثُني؟؟
ثُم أَنتَ تَئِنُّ عَلَى شَفَتيَّ
.
.
قُلتَ لِي:
قَد يُبَاغِتُني الوَهمُ حَيثُ خَرجتُ
يُمزّقُني الغَيرُ
وَالغَائِبونَ

.
.
يُمجّدُهَا الفُقَرَاءُ
وَكُلّ الذِين يَمرّونَ خَلفِي
هُنَاكْ..
رَبَّمَا قَد يَمرُّ رَذَاذٌ لِوَاذاً
يُغَيّرُنِي حِينَ أُمسِي قَليلاً
.
.
وتَسأَلُنِي هَل أَرَى ظِلَّ كُلِّ السُّجُونِ
التي عَبَرَتك؟
هَل أَرَى طِفلَةً تَتأَرجَحُ،
صَمتًا يُوزّعُ صَمتاً
وَغَيماً يُضَاجِعُ أَشلاَءَهُ فِي ارتِيَابْ؟
أَيُّ حُزنٍ يُجمّعُ تُربَتَهُ
كَي يَذُوبَ عَلَى كَتِفِ الجَائِعِينَ
يُغيّبُهُ فِي يَدَيكَ العِتَابْ؟؟
العِتَابُ السَّجِينُ عَلَى أفْقِكَ
الُمنزَوِي فِي الشِعَابْ..
أَيُّ جُرحٍ سَتَكتُبُ
تَترُكُهُ فِي مَهَبٍ يُشَذّبُ أَشوَاكَهُ
لَيسَ مِثلَكَ يُغرِقهُ فِي الشُّمُوسِ
عَلَى ضِفّةِ القَمَرِ النَّرجَسِيِّ
عَلَى الوَرَقِ المتباهي بلونِ الضباب..
أي نايٍ سيعزفُ صَمتكَ
ينسُجُ ألحانَهُ
ثُمَّ يَمضِي إِلى اللاَزَمَانِ
.
.
مَرّ طيفٌ عَلَى نَثرِكَ الُمتَمعّنِ فِي النّاسِ
يَسأَلُني مَرَّتَينِ عَلَيكَ
يُحدّقُ فِي هَمسِ تِلكَ الرّيَاحِ عَلَى لُغَةٍ مُثقلهْ
عَلَى صَخرَةٍ مُهمَلَهْ،
.
.
أَيُّهَا الطّينُ يَا شَكلَ هَذَا الغُرُوبِ
يُبَعثرُ فِي عُشبِ ذَاكَ الجِدَارِ
تَفَاصِيلَهُ
ثم ينعِي التُّرابْ..
.
.
و هنا أظن أن حرف العطف(و) قد سقط سهوا :

و مَاذَا سَتَكتُبُ فِي اللَّوحِ؟
تَرسُمُهُ
قَمَرٌ ذَابِلٌ فَوقَ لَيلٍ ثَقِيلٍ،
.


صدقا قد أمتعتنا جدا بهذا الحرف الراقي
لك و لحرفك الجميل تحياتي و تقديري.
و ألف أهلا و سهلا أخرى بك و بحرفك الطيب.

عبد الرسول معله
11-26-2010, 09:42 PM
معلقة كانت تنقلنا برفق إلى آفاق الفكر الفسيحة

حروف تعبر بصدق عن معاناة المنفيين عن أوطانهم

بوح يهز مشاعرنا وأحاسيسنا بما يخلفه من ألم وعذاب

عشت معك كل سطور الألم التي خطها يراعك بإتقان الفنان المحترف

وشكرا للغالية وطن النمراوي على ملاحظاتها العروضية

تحياتي ومودتي

ميلود حميدة
11-27-2010, 02:25 PM
أهلا و سهلا بك أستاذي الشاعر ميلود بيننا و بحرفك الجميل الراقي


قصيدة لطيفة حملت مآسيا و معانيا راقية جدا
و صورا بديعة كثيرة بين الكلمات
بنفس شاعر جميل حماك الله
لكنني لاحظتك بدأتها و كذلك بعض المقاطع بـ (فَعْ)... و هذا ما لا أظنه جائزا في تفعيلة المتقارب :


أَيُّ عُمرٍ تُحَدّثُني؟؟
ثُم أَنتَ تَئِنُّ عَلَى شَفَتيَّ
.
.
قُلتَ لِي:
قَد يُبَاغِتُني الوَهمُ حَيثُ خَرجتُ
يُمزّقُني الغَيرُ
وَالغَائِبونَ

.
.
يُمجّدُهَا الفُقَرَاءُ
وَكُلّ الذِين يَمرّونَ خَلفِي
هُنَاكْ..
رَبَّمَا قَد يَمرُّ رَذَاذٌ لِوَاذاً
يُغَيّرُنِي حِينَ أُمسِي قَليلاً
.
.
وتَسأَلُنِي هَل أَرَى ظِلَّ كُلِّ السُّجُونِ
التي عَبَرَتك؟
هَل أَرَى طِفلَةً تَتأَرجَحُ،
صَمتًا يُوزّعُ صَمتاً
وَغَيماً يُضَاجِعُ أَشلاَءَهُ فِي ارتِيَابْ؟
أَيُّ حُزنٍ يُجمّعُ تُربَتَهُ
كَي يَذُوبَ عَلَى كَتِفِ الجَائِعِينَ
يُغيّبُهُ فِي يَدَيكَ العِتَابْ؟؟
العِتَابُ السَّجِينُ عَلَى أفْقِكَ
الُمنزَوِي فِي الشِعَابْ..
أَيُّ جُرحٍ سَتَكتُبُ
تَترُكُهُ فِي مَهَبٍ يُشَذّبُ أَشوَاكَهُ
لَيسَ مِثلَكَ يُغرِقهُ فِي الشُّمُوسِ
عَلَى ضِفّةِ القَمَرِ النَّرجَسِيِّ
عَلَى الوَرَقِ المتباهي بلونِ الضباب..
أي نايٍ سيعزفُ صَمتكَ
ينسُجُ ألحانَهُ
ثُمَّ يَمضِي إِلى اللاَزَمَانِ
.
.
مَرّ طيفٌ عَلَى نَثرِكَ الُمتَمعّنِ فِي النّاسِ
يَسأَلُني مَرَّتَينِ عَلَيكَ
يُحدّقُ فِي هَمسِ تِلكَ الرّيَاحِ عَلَى لُغَةٍ مُثقلهْ
عَلَى صَخرَةٍ مُهمَلَهْ،
.
.
أَيُّهَا الطّينُ يَا شَكلَ هَذَا الغُرُوبِ
يُبَعثرُ فِي عُشبِ ذَاكَ الجِدَارِ
تَفَاصِيلَهُ
ثم ينعِي التُّرابْ..
.
.
و هنا أظن أن حرف العطف(و) قد سقط سهوا :

و مَاذَا سَتَكتُبُ فِي اللَّوحِ؟
تَرسُمُهُ
قَمَرٌ ذَابِلٌ فَوقَ لَيلٍ ثَقِيلٍ،
.


صدقا قد أمتعتنا جدا بهذا الحرف الراقي
لك و لحرفك الجميل تحياتي و تقديري.

و ألف أهلا و سهلا أخرى بك و بحرفك الطيب.


يجوز جمع تفعيلات المتقارب مع المتدارك/ ميزان دائري
فالقصيدة الدائرية تدخل ضمن دائرة المتفق / الخامسة/ تشتمل على المتقارب والمتدارك
وأستسمحك في قولي لك أيتها الكريمة المحبة
لا تضيقي بالعبارة إذا ضاق الوزن..
تحياتي لك ومحبتي

وطن النمراوي
11-27-2010, 06:56 PM
يجوز جمع تفعيلات المتقارب مع المتدارك/ ميزان دائري
فالقصيدة الدائرية تدخل ضمن دائرة المتفق / الخامسة/ تشتمل على المتقارب والمتدارك
وأستسمحك في قولي لك أيتها الكريمة المحبة
لا تضيقي بالعبارة إذا ضاق الوزن..
تحياتي لك ومحبتي

مرحبا أستاذي الفاضل ميلود
شكرا جزيلا لك ما تفضلت به
و دعني إذن أوجه لك الدعوة لزيارة قسم العروض - لو سمحت-
هنا (http://nabee-awatf.com/vb/forumdisplay.php?f=106)
ليتم مناقشة ما طرحته، فهنا منكم و من تجربة الشعراء مع الأوزان نتعلم
و ليطمئن أستاذي تماما فإن الوزن في القصيدة لم يبعدها عن الجمال ؛ فالعبارات فيها راقية جدا
و لقد كان الشاعر ممسكا بزمام الحرف فأبدع
لك و لحرفك الكريم تحياتي و تقديري.

عواطف عبداللطيف
03-03-2011, 04:54 AM
يحس بهذه الحروف
وما في داخلها من معاني
من ضاقت به المنافي
وغلفته الغربة بألالامها
لتصبح الذكريات
خطوط وجع
مكتوبة على جدران الأماكن
يجرفها المطر كلما مر من هناك
ليأتي على كل ما تبقى منها


حروفك لامست الوجع القابع داخلي
وجعلت الجرح ينزف

ننتظر المزيد من ألق حروفك

دمت بخير
تحي

رمزت ابراهيم عليا
03-04-2011, 08:06 AM
يا شاعري
تحية لك ولحرفك
فقد عبرت
وأجدت في رسم مآس ومعانٍ
ولجت المشاعر وحركت فينا الأسى فكنت صادقا


تحيتي لك


رمزت

حبذا لو أثريت قسم العروض
بوافر علمك

عادل الفتلاوي
03-04-2011, 08:51 AM
بهذا الإبداع سيدي وهذه الكلمات الراقية الجميلة
لا أعتقد ان الوزن سيشكل لك فرقاً إذا كان المتقارب صافياً
كي تنساب آذاننا مع موسيقاه الساحرة كسحر كلماتك
مرحباً بك بيننا

زدنا من هذا النبع

محبتي

شاكر السلمان
09-10-2012, 07:23 PM
نعيدها للضوء مع التقدير