حديث الشهد

[وهيبة أم شهد]

حين نحب بعمق تتملكنا رغبة امتلاك كل غالي ونفيس ليكون ما امتلكناه بين يدي من نحب .
حين نحب بعمق كل الجوارح ترقص انتعاشا لذاك الحب الذي نحسه تجاه من نحب.
حين نحب بعمق يسامح هذا القلب أخطاء من نحب
حين نحب بعمق يصبح للدنيا مذاق حلو كالشهد
وأحاسيس تتملك الوجدان بعبق النرجس والياسمين
وكل ورود الدنيا تتفتح وتنثر عبق عطرها على سائر الجوارح
وتضفي على ملامح الروح الطمأنينة
وتشع على ملامح الوجه إشراقة المحب بعمق
ويشع الفؤاد نورا بذاك الحب الصادق والنابع من العمق
حديث الحب..حديث القلوب هو مزيج لروح محلقة بسماء الفرحة
حديث الشجون ..حديث الألم يدمي لقلوب وتسيل لأثره الدموع
في الفرح والحزن للفؤاد نبض وتر وحس
جوارح تهتز وتنتفض وقلوب بنبضها يزداد نبض الحس فيها
قلب يحب بعمق وذاك أحلى القلوب
قلب يحب لغرض ما في النفس ذاك أبشع القلوب
قلب يراوغ ومتناقض ذاك قلب المنافق
قلب يئن ويتألم ولأساه الفؤاد يدمي وذاك القلب حام حوله وجع الزمان.
كل قلب له صفة وصفة القلب النقي الصافي نور مشع بملامح الوجه
يا ترى أي القلوب ترضى أن تكون ؟

[وهيبة أم شهد]

كلنا سيجيب القلب الصافي والنقي وملامح وجه مشعة بالنور

وهيهات في هذا الزمان أن تصل للغاية المرجوة
أحيانا الإنسان يريد ويخطط لذاك المطلب ولكن لن ينول إلاّ ما قسمه رب العباد وما كونته ظروف محيطة بمن هم حولنا
فالبيئة والمجتمع لهما الدور الفعال في الرقي بالقلوب لما يرجوه الله و الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام
المنبت الحسن أحيانا يأتي بالحنظل لأن المجتمع الخارجي أحيانا تكون نتائجه سريعة .
لذا هنا يتطلب علينا اختيار الأصدقاء المحيطين بنا لأنهم أقرب لعمق القلوب.
وأحيانا تجد في المنبت السيئ ثمرة يانعة تبحث على من ينتشلها قبل فوات الأوان في قطفها من ذاك المنبت وإن وجدت يدا الخير امتدت إليها أنارت دربها ودرب من حولها بنور الأخلاق والفضيلة والسلوك الطيب الذي ُتهْدَى به القلوب

[وهيبة أم شهد]

حين نحب نتفنن في كسب ودّ من نحب

ولا َيطيبُ لنا من الهدايا غيَر نبض القلب
الذي كله صدق ..وفاء وإخلاص
نأخذ من وقتنا وصحتنا وساعات من العمر
لنكون بقرب من امتلك حبهم عمق الفؤاد
حين رؤيتهم يبتهج الفؤاد لذاك اللقاء
وفي البعد ولو سويعات نحس بحزن عـميق
حين نسأل عن منسوب الحب في القلب
يقال حبك في الصميم يسكن
إن أردت تواصلا كان الوقت والزمن حائل
أبحث عن اهتمام من أحبهم
أبحث عن لحظة صفا نكون فيها معا
حين مددت يدي لأمسك مشاعر من أحبهم
لامست سرابا ..فراغا قاتلا
لما التجاهل للقلب الذي أحب بصدق
قلبي أخلص وأعطى دون مقابل
بل أريد وليس بالشيء اليسير
أريد اهتماما و أريد حبا بنفس لهفة الحب الذي أهديتكم يوما

[وهيبة أم شهد]

أحيانا تشغلنا الحياة ..يأخذنا الوقت والزمن
نلهث وراء انشغالات الدنيا بكل جهد لدينا
في غمرة هذا وذاك ننسى الاهتمام بأحبابنا الذين حولنا
وحين نسأل أحبتنا متى ينتهي انشغالكم عنا
يُقا ل باختصار سرعة الزمن الذي لا يرحم
انشغالنا بأعمالنا وأمورنا الخاصة يذوب معها الوقت
ويوما بعد يوم يصبح الأمر روتينا اعتدنا عليه
وتتقلص المشاعر في دوامة الانشغالات اليومية
ونجد العمر قد مضى أمامنا كأنه لحظة من الزمن
ونصدم حتما يوما ما ونحن منشغلين عن أحبابنا
بأن فجأة ودون سابق انضار لانجدهم معنا
ربما الغربة تأخذهم بعيدا وهذا فيه لقاء وان طال الفراق
ولكن إذا فوجئنا بوفاة من كانوا أحبتنا وحولنا وانشغلنا عنهم حتى رحلوا دون التمتع بلحظات كانت تساوي الدنيا وما فيها.
هل نظل في سبات عميق ؟
أم ننتبه للحظات العمر التي لا تعوض
الحب أحلى وأغلى مع من حولنا فهذه اللحظات أغلى وأجلّ من عرش فرعون وملك سليمان ومال قارون
فهذه الثلاثة مآلها زوال ولكن المشاعر دوامها بدوام العمر وان انقضى تظل الذكرى أحلى ذكرى في خلود.