المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من حكايات الساعة الخامسة والعشرين - من أرشيف نصوصي القديمة جدا ً


مهند التكريتي
12-30-2010, 12:53 AM
من حكايات الساعة الخامسة والعشرين




( 1 )

بأصابع الرماد أقلب حيرتي .. أبحث عن زمن آخر
خارج مجرة أرواحنا المتخثرة
أسيح بين ثنايا وطن ٍِ ، أوثقت معاصمه بتراتيل الدم ..
ولوثة الاحتراق ..
بإبرة صمتي أحاول أن أرتق قافية الأشقياء
وأقشر جروح موت ٍ مبعثر
شق بكارة الفجر الوليد بـ ...
....
لم يعد للفجر طعم العشق
ولا فم لـ ...
وأضحى يغادر مملكة الشمس كغزال مطعون
تاركا ً بين لهاث قافيتي
أطرافه السفلى
وبقايا من أصداف ساقيتي
وهي تلتحف ..
صمت الماء
( 2 )

تحت لثام وجوهنا المفقوعة .. بلوثة الإنهزام
ولد فجر آخر
هاطل على بساط مصائبنا..
كرذاذ ساخط
يستنبت عشبتنا في غيوم الموت
فيستقسم جدبة ما تبقى في سلال أحلامنا
ويبيعه لإحلام أولادنا التي لم تولد
من رحم الـ ...

( 3 )

جالسا ً فوق ظلال مصائبي أستقرئ
مصير بلد منتهك
تعودت أن أتعوذ في ترانيمي
من نعمة ٍ لا تستريح فيه برهة ، أو تزول
فأدس هرم هزيمتي منتشيا ً
وأعود لأوقد في الريح
بقايا شموع .. فارقت محاجرها
واستطابت النوم بين براثن لحروف ٍ ..
هدها الإندثار
( 4 )

من عادة العشاق كما سمعت
إنتظار القمر
ومن عادة المحبين أن يقتسموا أوردته كبقايا بطيخ متوقد
أما أنا
فأنتظر شمس فجري الدامي
لأوزع أورقتها الهزيلة على صحون
إخوتي الجائعين
في بلد لاكته.. قصاصات الترمل

( 5 )

لم يبق في بلدي ما يثير إنتباه الموت
فكلنا قد هرسنا تحت نابه
وكلنا قد قطفت فواكه مسراتنا ، لتستحيل الى مستودع ٍ للدموع
إلا أنه وعدنا يوما ً أن نمتطي قافلته
من دون أن يعترضنا قطاع طرقه
فللموت أسماء وشخوص
مثلما له أسبابه


( 6 )

ترابنا الذي مشينا عليه ، ذات حين
غسل خطانا
وكفن مآذن أمنياتنا
حطم جدران أرواحنا الزاهقة ليقول :-
عودوا الى ماء ولادتكم
فضرعي لم يعد ليروي عطش الضامئين
ولا دم المتبعثرين

( 7 )

من حقول أوردتي المزروعة .. في عتبة الإنتظار
ولد جرح آخر ليؤخر
اغنيتي دهرا ً على .. (( سدية ))
الإنكسار

( 8 )

منذ استلال لذة الفرح من انجيل قافيتي
وئدت بيوض أحلامي
وهيئت حقيبة مقتلها
وذهبت أعاقر معها خمر الإحتضار
في حانات تسترد أسرار مفاصلها
من رحم الـ .....

( 9 )

إنهارت الرغبات
عند شواطئ بغداد الحانية
فأستفاق ربيع مثلوم ، يطويه الخوف
كالأمعاء
على رئة المدينة
لتنتحر عند مساطب الحلم
.....
.....

( 10 )

ألف لام ميم
ذلك الحطام لاريب فيه
عتمة لمن يحاول أن يفكك كلماته
ويزرعها في حنايا الوريد

سفانة بنت ابن الشاطئ
12-30-2010, 05:33 AM
الأديب مهند التكريتي أسعد الله صباحك بكل خير ونهارك سعيد
10 مقاطع أم 10 وقفات مكثفة ,, عميقة المعاني ,, بنائها مسبوك بحنكة ,,
أبحرت فيها إلى بعيد ,, أخذت من الواقع وصغت عليه فلسفتك الخاصة ,, اجتمع
الحلم مع الواقع فكان الإبداع ,,
جميل ما قرأته هنا لك مني كل التقدير ولقلمك الباذخ كل الضياء

ولكلماتك لها حق (( التثبيت ))


مودتي الخالصة :1 (23):


سفــــانة

وطن النمراوي
01-03-2011, 08:47 PM
هذا الوجع الجاثم في أزقة وطني قد نقلته حرفا صادق النية مع خلجاتك
فانبثق من بين ركام القصص المتمكنة من ساعاتنا جميعها و من أوقاتنا كلها
فحان وقت قطافها عند الساعة الخامسة و العشرين
حكاياك مكتظة بآلامنا و وجع أوقاتنا في بلد ضاعت ملامحه و صار للموت أسماء و شخوص
أحييك أستاذي مهند لحرفك الجميل جدا هذا
نص مورق بالمزيد من الجراح لكنه نقل لنا الصورة بحروف معبرة
لك و لحرفك الجميل تحياتي و تقديري.

عواطف عبداللطيف
01-04-2011, 09:49 AM
حكايات ووقفات من وجع
نامت على أرجاء الوطن
فماتت الأماني
وإنهارت الرغبات
ومسراتنا ماتت في الزحام
من غضب المارة
فأصبح الحلم وهم وسراب


دمت بخير
تحياتي

رياض الهلال
01-08-2011, 12:37 PM
بلغة فلسفية جميلة صغت مقاطع
ابتهالات عميقة بعمق كلمات مجبولة بروح الصدق
والمعاناة ( ولكن صديقي مطلع المقطع الأخير ) لاأتفق معك فيه
دمت مبدعاً
رياض