تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة الأسد والبعوضة


عبد المجيد أيت عبو
01-01-2011, 11:11 PM
قصة الأسد والبعوضة
http://2.bp.blogspot.com/_Ej3WmgKaXRg/TE21BJOyk0I/AAAAAAAAACM/CgxEsfLFUi0/s1600/ml0001.jpg

حَـكَـى أَدِيـبٌ عَـاقِلٌ أَرِيـبُ
*********************فِـيمَا رَوَى وَهْـوَ الـفَتَى اللَّبِيبُ
أَنَّ بَـعُـوضَةً غَــدَتْ تَـسِـيرُ
*********************يَـوْمـاً بِـقُـرْبِ بَـيْتِهَا تَـطِيرُ
بَـحْثاً عَـلَى الْـمَعَاشِ لِـلأَوْلاَدِ
*********************بِـالسَّعْيِ فِـي الـجِبَالِ وَالـوِهَادِ
تَـبْذُلُ كُـلَّ الـوُسْعِ فِي الإِتْيَانِ
*********************بِـقُـوتِهِمْ وَالـعَـطْفِ بِـالْحَنَانِ
تُـحِـبُّ فِـعْلَ الْـخَيْرِ لِـلْجَمِيعِ
*********************لاَ تُـؤْثِرُ الأَعْـلَى عَـلَى الْوَضِيعِ
وَالْـحُسْنُ فِـي الْـخُلْقِ لَهَا شِعَارُ
*********************يُـحِـبُّهَا الـكِـبَارُ وَالـصِّـغَارُ
وَهْــيَ بِـهَذَا الْـخُلُقِ الـرَّزِينِ
*********************نَـشِـيطَةٌ تَـعْـمَلُ كُـلَّ حِـينِ
تُـلْقِي عَـلَى مَـنْ رَأَتِ الـتَّحِيَّهْ
*********************بِـنِـيَّـةٍ صَـحِـيحَةٍ صَـفِـيَّهْ
مَـرَّتْ عَـلَى الأَسَـدِ ذَاتَ يَـوْمِ
*********************مُـعَـظَّماً مُـبَـجَّلاً فِـي الْـقَوْمِ
حَـيَّـتْهُ بَـيْنَ الـقَوْمِ بِـالسَّلاَمِ
*********************قَـالَتْ لَـهُ بِـاللُّطْفِ وَالإِكْـرَامِ
أَهْـلاً أَبَـا الْـحَارِثِ كَيْفَ الْحَالُ
*********************بِـذِكْـرِكُمْ تُـعَـطَّرُ الأَقْــوَالُ
أَنَـالَكَ الْـمَوْلَى الـعَلِي إِنْـعَامَهْ
*********************وَدُمْــتَ فِـينَا مُـكْرَماً أُسَـامَهْ
وَلَــمْ يَـرُدَّ الأَسَـدُ الـسَّلاَمَا
*********************أَوْ يُـبْدِ مِـنْ أَخْـلاَقِهِ الإِكْـرَامَا
قَـالَتْ لَـهُ عَـفْواً فَـهَذَا العَمَلُ
*********************مِـنْـكَ قَـبِيحٌ سَـيِّءٌ لاَ يُـقْبَلُ
هَــدْيُ الـكِرَامِ الـرَّدُّ لِـلسَّلاَمِ
*********************مُـسْـتَبْشِرِينَ طَـيِّـبِي الـكَلاَمِ
مَـالِي أَرَاكَ الـيَوْمَ لَـيْثاً نَـكِدَا
*********************مُـقَطَّبَ الْـوَجْهِ عَـبُوساً مُـزْبِدَا
قَـالَ لَـهَا عَـجِبْتُ مِـمَّا أُبْصِرُ
*********************بَـعُـوضَةٌ حَـقِـيرَةٌ تُـزَمْـجِرُ
أَنَـا الـعَزِيزُ الـشَّهْمُ فِـي العَرِينِ
*********************وَلَـيْسَ لِـي فِـي الْغَابِ مِنْ قَرِينِ
أَنَـا الْـهِزَبْرُ الـقَسْوَرُ الـضِّرْغَامُ
*********************غَـضَـنْفَرٌ وَضَـيْـغَمٌ مِـقْـدَامُ
تَـسْلَمُ مِـنِّي الـوَحْشُ بِـالنَّفِيرِ
*********************وَتَـرْهَبُ الـسِّبَاعُ مِـنْ زَئِـيرِي
وَأَنْــتِ يَـا أَحْـقَرَ خَـلْقِ اللهِ
*********************قَـابَـلْتِنِي بِـجُـرْأَةِ الْـمُـبَاهِي
لَـئِنْ نَـطَقْتُ بِـاسْمِكِي جِـهَارَا
*********************مَـضْمَضْتُ بِالْمَاءِ النَّقِي اسْتِقْذَارَا
قَـالَـتْ لَــهُ تَـحَلَّ بِـالْحَيَاءِ
*********************وَلِــنْ فَــإِنَّ الـكِبْرَ شَـرُّ دَاءِ
قَـالَ أَتَـيْتِ حَـتْفَكِ الْـمُحَتَّمَا
*********************وَمَـنْ سَـعَى لِـحَتْفِهِ لَـنْ يَنْدَمَا
كَـمَـنْ سَـعَى لِـحَتْفِهِ بِـظِلْفِهِ
*********************أَوْ جَــادِعٍ لأَنْـفِـهِ بِـكَـفِّهِ
لَـتَـرَيِـنَّ وَثْـبَـةَ الأُسُــودِ
*********************لأَنْـسِـفَنَّكِ عَــنِ الـوُجُـودِ
قَــامَ لَـهَـا مُـجَاوِزاً عَـرِينَهْ
*********************أَرَادَ أَنْ يَـبْـطِشَ بِـالْـمِسْكِينَهْ
فَـأَقْـبَـلَتْ أَمَـامَـهُ تَـقُـولُ
*********************مَـهْلاً عَـلَى رِسْـلِكَ يَـا جَهُولُ
لأَشْـرَبَـنَّ مِـنْ دِمَـاكَ الْـجُرَعَا
*********************وَآكُـلَنْ لَـحْمَكَ حَـتَّى أَشْـبَعَا
فَـازْدَادَ غَـيْظُ الـلَّيْثِ قَـدْ آذَاهُ
*********************صُـمُـودُهَا وَالْـهَمُّ قَـدْ عَـلاَهُ
فَـانْهَالَ بِـالضَّرْبِ يُـرِيدُ قَـتْلَهَا
*********************ذَاتَ الـيَـمِينِ وَالـشِّمَالِ سَـفَهَا
لَـكِـنَّهَا تَـحْذَرُ كُـلَّ الْـحَذَرِ
*********************تُـرَاوِغُ الـضَّرْبَ بِـحَزْمٍ وَافِـرِ
وَتَـتَّقِي شَـرَّ الـعُدُوِّ إِذْ عَـرَضْ
*********************وَلَـدَغَتْ عَـيْنَ الْـهِزَبْرِ فَانْتَفَضْ
وَصَـاحَ مِـنْ فَـرْطِ الَّذِي قَدْ نَزَلاَ
*********************وَأَفْـقَـأَ الـعَيْنَ فَـأَدْمَى الْـمُقَلاَ
وَهَــاجَ كَـالـثَّوْرِ مِـنَ الآلاَمِ
*********************يَـخْبِطُ كَـالعَشْوَاءِ فِـي الـظَّلاَمِ
فَـانْهَارَ إِذْ قَـدْ سَـقَطَتْ قُـوَاهُ
*********************سَـالَـتْ دِمَـاهُ وَانْـطَفَا سَـنَاهُ
بَلْ قَدْ هَوَى الضِّرْغَامُ فِي بَعْضِ الزُّبَى
*********************فَـصَارَ لَـحْماً مُـسْتَسَاغاً لِـلظِّبَا
قَـدْ كَـانَ حَـتْفَهُ بِـلاَ ارْتِـيَابِ
*********************فَـاعْجَبْ لِـهَذَا الْـخَبَرِ العُجَابِ
فَـلْتَقْتَنِصْ مِـنْهُ الـدُّرُوسَ وَالعِبَرْ
*********************وَالأَلْـمَـعِيُّ مَـنْ بِـغَيْرِهِ اعْـتَبَرْ
فَـفِـيهِ ذَمُّ الـكِـبْرِ وَالـطُّغْيَانِ
*********************وَالاِحْـتِـقَارِ لِـبَـنِي الإِنْـسَانِ
فَـالـكِبْرُ مَـا أَحَـبَّهُ الـرَّحْمَنُ
*********************وَلاَ دَعَــا لِـمَـدْحِهِ الإِيـمَـانُ
وَجَـاءَ فِي الْحَدِيثِ فِي ذِي الكِبْرِ
*********************يُـحْشَرُ فِـي غَـدٍ كَـمِثْلِ الذَّرِّ
يَــطَـأُهُ الـعِـبَادُ بِـالأَقْـدَامِ
*********************جَــزَاءَ مَــا يَـفْعَلُ بِـالأَنَامِ
مَـا عُـدَّ فِـي الأَخْلاَقِ كَالتَّوَاضُعِ
*********************فَـهْوَ لِـنَيْلِ الْـمَجْدِ خَـيْرُ رَافِعِ
فَـالْـزَمْ هُـدِيتَ غَـرْزَهُ الْـزَمَنَّهُ
*********************دَعْ عَـنْـكَ الاِحْـتِقَارَ وَانْـبُذَنَّهُ
فَـبِـالـتَّوَاضُعِ تَـتِـمُّ الـنِّـعَمُ
*********************وَبِـالـتَّـكَبُّرِ تَـحُـلُّ الـنِّـقَمُ
مَـا ازْدَادَ عَـبْدٌ فِي الوَرَى تَوَاضُعَا
*********************إِلاَّ سَـمَا بَـيْنَ الـعِبَادِ مَـوْضِعَا
وَمَـا جَـنَى ذُو الـكِبْرِ وَالطُّغْيَانِ
*********************إِلاَّ الْـمَـذَلَّةَ مَــعَ الْـهَـوَانِ
قَـدْ قَـالَ أَهْـلُ الْحِلْمِ وَالعِرْفَانِ
*********************مِـمَّنْ مَـضَى فِـي سَالِفِ الأَزْمَانِ
لاَ تَـحْقِرَنْ مَـهْمَا رَأَيْـتَ أَحَـدَا
*********************فَـرُبَّمَا أَرْدَى الـبَعُوضُ الأَسَـدَا

وطن النمراوي
01-02-2011, 12:56 PM
مرحبا، شاعرنا المبدع عبد المجيد
قصيدة لطيفة بمعانيها التي جاءت حكما و مواعظ عن طريق تناول قصة البعوضة و الأسد الشهيرة
و قد جئت بها بطريقة لطيفة حماك الله
لي بعض الملاحظات على بعض ما جاء بها ؛ و اسمح لي -كرما - :
كنت أفضل لو جعلت القصة عن أسد و نحلة طالما أنك قد نسبت بعض الصفات الحميدة لها
بقصد الوصول إلى فكرة القصيدة : مخلوق صغير متواضع ممكن أن يتمكن من مخلوق مشهود له بالشجاعة و شدة البأس إن تكبَّر و تجبَّر و قد أجدت قي ذلك حماك الله لولا أن الممدوح هنا (بعوضة)
- قلت :
وَهَــاجَ كَـالـثَّوْرِ مِـنَ الآلاَمِ=يَـخْبِطُ كَـالعَشْوَاءِ فِـي الـظَّلاَمِ
شبهته بالثور لو هاج
هو أسد ! فهل الثور أشد هياجا منه لو غضب ؟! :1 (9):
- و في وصف البعوضة قلت :
تُـحِـبُّ فِـعْلَ الْـخَيْرِ لـلْجَمِيعِ= لاَ تُـؤْثِرُ الأَعْـلَى عَـلَى الْوَضِيعِ
لا أراك بحاجة لهذا البيت تحديدا لأنك تتحدث عن بعوضة و ليس عن نحلة
و كلنا نعلم إنما البعوضة لم تكن يوما تحب فعل الخير للجميع بل إنها مسببة الأمراض للناس
- و قلت :
وَالْـحُسْنُ فِـي الْـخُلْقِ لَهَا شعَارُ= يُـحِـبُّهَا الـكِـبَارُ وَالـصِّـغَارُ :1 (34):
هنا أيضا أرى مجانبة للحقيقة فمن منا يحب البعوضة ؟! :cool:
- و هنا و بناء على ما ذكرته من صفات حميدة عن البعوضة قلت :
وَهْــيَ بِـهَذَا الْـخُلُقِ الـرَّزِينِ =نَـشِـيطَةٌ تَـعْـمَلُ كُـلَّ حـينِ
و حكمي عليه كحكمي على البيتين السابقين
- ثم قلت :
تُـلْقِي عَـلَى مَـنْ رَأَتِ الـتَّحِيَّهْ =بِـنِـيَّـةٍ صَـحِـيحَةٍ صَـفِـيَّهْ
و هل لسعتها تحية ؟ :mad:
و أضعف الإيمان و إن لم تتمكن من لسعنا فإنها تظل (تطنطن)جنب الأذن و صوتها مزعج جدا :1 (15):
و أثبتت الدراسات العلمية أن صوت البعوضة يوقظ الرجل أكثر من بكاء طفله لو بكى ليلا :1 (42):
فأنا أراها أسوأ أنواع التحيات تحيتها لنا :1 (16):

- لَـئِنْ نَـطَقْتُ بِـاسْمِكِي جِـهَارَا = باسمكِ :(

هذه ملاحظاتي و قد أوردتها لك
و لك أن تأخذ بها أو لا...
فهو مجرد رأيي الشخصي (بالبعوضة) :1 (20):
و لك و لحرفك الجميل تحياتي و تقديري.

عبد المجيد أيت عبو
01-02-2011, 02:29 PM
مرحبا، شاعرنا المبدع عبد المجيد

قصيدة لطيفة بمعانيها التي جاءت حكما و مواعظ عن طريق تناول قصة البعوضة و الأسد الشهيرة
و قد جئت بها بطريقة لطيفة حماك الله
لي بعض الملاحظات على بعض ما جاء بها ؛ و اسمح لي -كرما - :


لك الشكر الجزيل على أن كنت أول المصافحين لهذه الأرجوزة
أعجبني ما أشرت إليه من ملاحظات سررت بها كثيرا، وألطف ما فيها طريقتك الطريفة في عرضها. أنا أشاركك الرأي في أوصاف الذبابة التي يعرفها الجميع، لكن أمني نفسي فأقول: إن بعوضتي الشعرية هي بعوضة مختلفة هجرت طباعها الرديئة وتخلقت بأوصاف جميلة جعلتها متفردة.
سأعيد النظر إن شاء الله في صياغة الأرجوزة محاولا استثمار النحلة.
تقبلي تقديري واحترامي

نبيه السعديّ
01-03-2011, 03:16 PM
إنها حكمة تدعو إلى التواضع، اختصرتها الأحاديث الشريفة والأقوال المأثورة ببضع كلمات..
لكني لمحت خطأ في قولك:

لَـئِنْ نَـطَقْتُ بِـاسْمِكِي iiجِـهَارَا

لك المودة

محمد فتحي عوض الجيوسي
01-03-2011, 06:58 PM
لذيذة هذه الققصيدة يا صاحبي

شاكر السلمان
09-10-2012, 07:22 PM
نعيدها للضوء مع التقدير

الدكتور اسعد النجار
09-11-2012, 09:42 PM
قصيدتك اخي العزيز تدل على شاعرية جيدة وقدرة رائعة على اختيار الموضوع

ولي بعض الملاحظات التي لاتقلل منشأنها ولاتبخس روعتها ولكن اردتها نحو الافضل

1/ نقول بحثا عن ولانقول بحثا على

2/ لايمكن ان تجعل بعوضتك مختلفة والا لجاز ان تطلق عليها اسما آخر

فالبعوضة لم تجلب قوتا للصغار بل تعلمهم اللسع ومص الدماء

3/ تحية البعوضة اللسع ولايحبها احد

4/ هي ملاحظات ليس الا متمنيا لك التوفيق

عواد الشقاقي
09-14-2012, 09:47 PM
الأستاذ الشاعر عبد المجيد إيت عبو

كنت هنا مستمتعاً بجميل نظمك وعذب معانيك المنسابة بأجمل قصائدك

حرف متين وفناء مكين ومقدرة فنية ولغوية متألقة

إعجابي لك وخالص محبتي