المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غرفتها


أدونيس حسن
01-22-2011, 04:21 PM
غرفتها

لا ظلال للمكان فيها خارج وقتها ..
ولا وقت يبتعد عن فصولها ..
لا ينتشي لون البحر إلا من أقدام الغيم الآتية من جذر أرضها
لا يمتلئ فراغها بالكون إلا عندما تهتز أوتار صوته تحت ريشة أنفاسها
والنافذة لا تدري قيلولة الجدران إلا عندما تمتد نظراته من عيني حديثها
أناملها لا تتوقف عن سحب خيوط الزمن من العتمة
حتى يرتاح الضوء تحت صفصاف نهرها

فيها
يغادر المساء لون الليل ..ويستغنى عن فضة القمر
قد اشترى أنس السمر.. بحبات قطفها من بين الأرض والمطر
وتلك الأزهار فيها تطل عليه من شرفة المزهرية
تنظر إليه بعيون رائحة خطوط الحكايات من ثغر قهوة الفنجان
وهي تعزف تحطيم المسافات من صدر قِبلة الناي
بعد أن سحبت الشمس الماء من القصب
ومهدت الطريق فيه للريح القادمة من بحر السؤال..إلى محيط الزنار
الملفوف على خصر الجواب بيد البهجةً الراقصة في ساحات العثور فيها عليه

في الغرفة
كان الــ هنا
وكانت ..ألـــ هناك..تكتب صورتها كل يوم على جدران الضفاف
لم تذرف خطواتها الدروب إلا فيه
ولم يعلم كيف حمى الريحان
حتى رآهُ ينبت من راحتيها في يده المضمومة على مقبض السيف في يديها

وفيها
تنفست الجياد حمحمة الميدان
استلبت من حرارة الوطيس الغياب
تكسرت كل سنن الموت تحت سنابك الفرس
وارتشف الفارس الأرجوان من كأس الثغر ..
أودعه ببهاء الياسمين بياضاً لا تزول منه مواسم البسمات
ألقى على أكتافها عباءة الزيتون
حتى عصرت حباته زيتا يلمع من عينيها نوراً ..
في ضحكات النصال...

في الغرفة
أطل من شرفة صلاتها بنذر صوم..
يقدم فيه الصمت قربانا..
حتى يؤتى بصاعقة تفتت صخور المسافات
وترمي جبالها على قارعة الاقتراب من قاعات اللقاء
أطلقتْ فيه أجنحة التحليق بجوف بيدر القرية القديمة
من بين السنابل المحصودة بمنجلها القمري
سمع من همس صفحات كتابها.
. تلاوة ورق الحنين..
يغنيه أغنية غياب السيف والقلم عن دياره الغافية فوق سرير مدينتها
استسلم فوق أرض الطاعة بعد أن تطرفت به ثورة السؤال..
عن جواب يعانق فيه الذل الكرامة..
والانحناء الشموخ..واللين القسوة .. والعطش الارتواء ..والجذر الغصن .. والبحيرة المحيط ..
قطفت له نضج الجواب بيدي الخشوع ..
تنفس برئتيها هواء النور

في غرفتها
لم تستقيل ذئاب الشبهة برغبتها ..
.لقد مزقتها سيوف الرؤية لحدودها..
إنها زرعت حقول عينيه باحتراق حواف سنديان الفراغ
أصبح لا يرى من صور الحياة إلا الغابات الخضراء من الامتلاء
وهي تمد أغصانها خارج جدران الصور
وتثمر البساطةُ نضجَ الثبات بنقاء المرايا
لن يرى أحد بعد اليوم غير خطوطه في المرآة
لقد خرجت أشباهُ الحياة عن أرض الغرفة
من نافذة صوتها المسكوب في كأس الانعتاق الراكن على مائدة حرفه
وتكسرت بينه وبين الدنيا الجسور
إلا جسر بينه وبين قلبها يمر من زرقة السماء

رد على نص قصيدة النثر\ليست غرفتي \ للشاعرة الكبيرة انتصار دوليب

http://nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=4641

سفانة بنت ابن الشاطئ
01-24-2011, 11:00 PM
لجمال الحرف وبهاء الكلمة ,, لهذه الصور البهية
التي أنار وهجها المتصفح ,, وغطى عبيرها اسطور
أثبتها مع كل الإعجاب والتقدير
لقلمك الباذخ ,, ولعمق المعنى وجمال المبنى
سأحاول العودة إن شاء الله ,,

مودتي الخالصة

سفـــانة

عواطف عبداللطيف
01-27-2011, 12:10 PM
نص يستحق التوقف والقراءة

في أعماق تلك الأرض
تمددت الجذور
ومن على قارعة الإقتراب
يعلن الشوق
عن إنتفاضه روح
من أجل أن تستعيد الحياة رونها بين جدران تلك الغرفة
ويعود النبض

الأستاذ أدونيس
تحياتي لجمال وعمق حروفك

دمت بخير

مهتدي مصطفى غالب
01-28-2011, 12:45 PM
غرفة القصيدة هذه تسكنها الرؤى الفكرية الواعية
و تحيط بها جدران من الصورة و العفوية و الشفافية
التي تعطيها سر الشاعرية و الجمال
لك محبتي و مودتي و تقديري

أدونيس حسن
02-22-2011, 01:04 AM
لجمال الحرف وبهاء الكلمة ,, لهذه الصور البهية

التي أنار وهجها المتصفح ,, وغطى عبيرها اسطور
أثبتها مع كل الإعجاب والتقدير
لقلمك الباذخ ,, ولعمق المعنى وجمال المبنى
سأحاول العودة إن شاء الله ,,

مودتي الخالصة


سفـــانة


ولكل هذه الذائقة الراقية
التي تلقفت كلماتي الضائعة
وجمعتها قصيدة تتوهج بذكاء قلبها
أنحني أمام هذا الضوء
بعد أن لملمت أنحاء قامتي المتناثرة
بين السطور والحروف والكلمات
يد الرأفة واللطف منك

كل التقدير والاحترام والتحيات
وانتظر بفارغ الصبر العودة

أدونيس حسن
02-22-2011, 01:18 AM
نص يستحق التوقف والقراءة

في أعماق تلك الأرض
تمددت الجذور
ومن على قارعة الإقتراب
يعلن الشوق
عن إنتفاضه روح
من أجل أن تستعيد الحياة رونها بين جدران تلك الغرفة
ويعود النبض

الأستاذ أدونيس
تحياتي لجمال وعمق حروفك

دمت بخير


ومرور لا تحيط بعطره أبجدية أعرفها
جعل من سكنى الجذور بيوتا عالية
أرنو إليها من واد عميق

ومن أمنية اللقاء
لوعة لا تنتهي وإن وصل حطبها قرى الرماد

ومن انعتاق الروح غاية بعيدة المنال
ولو بدلت أجساد كل المجرات

ولكنه أطفأ بين جدران الغرفة
بماء النبض جمرات التوق
لما كسر بمطرقته
رأس المسافات

الأديبة الشاعرة الكبيرة \ عواطف عبد اللطيف
لك كل التقدير والاحترام
والتحيات

أدونيس حسن
02-22-2011, 01:29 AM
غرفة القصيدة هذه تسكنها الرؤى الفكرية الواعية



و تحيط بها جدران من الصورة و العفوية و الشفافية
التي تعطيها سر الشاعرية و الجمال

لك محبتي و مودتي و تقديري


رسمتَ الغرفة بخطوط من ذهب السنابل
النامية
في امتدادات حقول بصيرتك
التي تعجز عن لمس رأسها أنامل المسافة
وتنهار عند حدودها جدران النهاية

لك كل المحبة والود والاحترام والتقدير