المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هكذا تكلم زرادشت .. عند مذبح الحب


مهند التكريتي
02-23-2011, 11:20 PM
هكذا تكلم زرادشت .. عند مذبح الحب


هناك ..
حيث الرمال تكفن رغباتنا .. بنواح الطاعون ِ
كسلالة ٍ ، داهمتها
قيثارة الموج
لففت أحشاء جيوب الصبر
ونثرت رئات تماثيل ٍ .. تنفست أخيرا ً
على فخذ البحر
لأبتكر غيمة ً
تتخبط بنوافذ قمري المدعوك ِ
برعشة الرحيل
ولوثة النحت المتلاشي لنجوم الصبح
على آنية الليل
نشجت ُ .. أوراقا ً يكنسها العمر
بعدما نهشنا جمر أفئدتها
عند عرجون محطات لاذت
بالصمت .. حتى المغيب
لم أكن أدري
أني سأتيه هنا .. مثلما تهت هناك
لم أكن أدري
أني سأنزلق مدحورا ً .. على قفازة الوقت
وحيدا ..ً متقاطرا ً ، كالرماد
لم أكن أدري
أني سأنام وفي ظمأي
تسعون ناقوسا ً لحلم ٍ ، مطوي
كسجادة عند رئة حروفك
لم أكن أدري
أني سأوصد زيتا ً تذرفه نفسي
ليقتحمني غبارك المرصوف كطحلب
على تفاحة الوئيد
فوق قميص وحدتي
لم أكن أدري
أني سأتأبط نقيق ضفائرك
عند كهف البوح
لألفظ عند نوافذه
ألف قصيدة وقصيدة من قصاصات نظرة
لم تجعل الشمس تهنأ .. بإكمال دورتها
حول رمش فصولك
لم أكن أدري
أني سأغادر عباءة الحلم
وحيدا ً ..
مثلما خلقت ُ
ومثلما أرتويت ُ
ومثلما (( ... ))
لأحتفي
بالقمر المنذور جنينا ً.. عند أكفان أصابعك الذاوية
لم أكن أدري
أني سأحيا بلا (( أنت ِ ))
بلا (( لون ٍ ))
ولا (( طعم ٍ ))
ولا (( رائحة ٍ ))
لا وجهة لي .. ولا بوصلة
كخريف داهم لغة ً
أوراقا ً .. تسقط من شفة اللامعنى
فتتعكز ببقية باقية من نقطة مستديرة
عند بوابة الروح
لم أكن أدري
أن ثمة شيئا ً في رماد الفقد ِ
يقص ألسنتنا .. بمرآة ٍ توقد الليل
عند مساطب أحذيتنا المطعونة بالرحيل
لم أكن أدري
أني أحبك ِ كل هذا الحب
يا صمتا ً أيقظ في أبراج فراغاتي
دوامة البكاء
لم أكن أدري
أن الكف التي إنتشلتها يوما ً
وكادت أن تقبّلني
هي ذاتها التي ستمتص
ملح هويتي .. عند رماد شموعي
لم أكن أدري
أني سألملم الجمل النافقة
لأبثها قصيدة نازفة ً
بأوردة عشقك
لم أكن أدري
ما سأدّريه ، وما ستراكمه الريح
فوق سروج نوافذي
لم أكن أدري
أن قلاعا ً قد تتهاوى
وألف قيامة ٍ يمكن أن يصلى
على جنازتها
عند سنابل الجرح
لم أكن أدري
أن الحب بسعة البحر
وأن الفقد بقدر
الحلزون المطحون !




ــــــــــــــــ
من أرشيف نصوصي القديمة جدا ً

عواطف عبداللطيف
03-01-2011, 12:11 PM
لم أكن أدري
أن الحب بسعة البحر
وأن الفقد بقدر
الحلزون المطحون !

صورة عميقة
لحروف جسدت معاناة
بعد ان تكشف وجه الحقيقة
وتهاوت القلاع
وأصبح الحلم سراب

دمت بخير
تحياتي

رمزت ابراهيم عليا
03-02-2011, 10:24 AM
الشاعر مهند
( يا عمي يا تكريتي )
أتعبت عمك العجوز الشآمي وهو يلهث وراء صورك ومجازاتك
ويقتنص الجمال
وكان تركيب الألفاظ وتواترها يبعث بعض الغموض

يا شاعري : لمن نكتب ؟

سلمت يمينك

رمزت

مهند التكريتي
03-12-2011, 11:09 PM
ما زلت أعتقد بأن الكتابة ماهي الا وسيلة لغسل ما في ذواتنا من رواسب حياتية ، ومحاولة لمزج أحلامنا المنكفئة خلف جدرانه بعوالمنا التي نرغب بأن تطالعنا بدلا ً من عوالم الزيف التي أحاطت بنا كجدران هذا الواقع المعاشي المنهك
أعتقد ياصديقي الشآمي أننا نكتب لأنفسنا قبل أن نكتب لغيرنا فقد نظّر اللذين قبلنا لمثل هذه القيّم فملؤا مجلدات مما يحبوا أن يتناقله الأجيال التي أتت، وتواصلت من بعدهم فمنذ ذلك الحين والى أن أتى اليوم الذي لم نعد بحاجة الى أن نراكم سلسلة مشاعرنا وخلاصات تجاربنا فوقها ، مازلنا مهمومين بالذي سيأتي متناسين ياصديقي بالذي منا ..يمضي
أعتقد بأنه حان الوقت لنقول عما يعتمل في دواخلنا ، دون ترويض على حساب قيمة قد تكون لها وثبة جمالية أو معرفية في مكنون عقل شخص أو مجموع حاول أن يرسخ لشئ يدفنه في ذواكرنا الجمعية التائهة
تقبل مودتي أيها الجميل .. والى مزيد من دوام التواصل

مهند التكريتي
03-13-2011, 12:02 AM
مازلت أتذكر لحظة كتابتها واهدائها الى من ارتضت أن أقول فيها ذات يوم
ــــــــــــــــــــــــــــ
ميمٌ بكت راء ً وواو أورقت
تاء على الألواح
تمسي وتغيب
...والشمس خمرة فكرة ٍ
في كأس سين
ومودة ألفت بألف مقفل
ومجرة في بحر ميم
ولقد وقفت على الزمان تضوعا ً
في ياء مجمرة ٍ
تلوح وتزدهي
مثل الأغاني
في شموس الحلم
تلثم خافقي
في لوح طين
ــــــــــــــــــــ
صديقتي الرقيقة ، صاحبة القلم الشفيف
عواطف شكرا ً لهذا المرور الجميل
والى مزيد من دوام التواصل

سفانة بنت ابن الشاطئ
03-13-2011, 04:13 PM
أعتقد بأنه حان الوقت لنقول عما يعتمل في دواخلنا ، دون ترويض على حساب قيمة قد تكون لها وثبة جمالية أو معرفية في مكنون عقل شخص أو مجموع حاول أن يرسخ لشئ يدفنه في ذواكرنا الجمعية التائهة

=============================

راقني جدا هذا الوصف لانعكاساتنا الذاتية .. وتأكيد حقنا في التعبير عن كل ما
يختلج أنفسنا .. فهي تسجل معنا لحظة زمنية فارقة في حياتنا اليومية

الراقي مهند التكريتي كلماتك عابقة بفلسفة فريدة ,, تحاكي
الوجد ,, وتجعل القارئ متأملا من الحروف الأولى
ويبحر في عمق المعاني التي تتفنن في رسمها دوما
أهنؤك على هذا الأرشيف المميز
تقديري لك ولقلمك الباذخ

مودتي الخالصة

سفـــــانة

عايده بدر
03-17-2011, 12:53 AM
عندما دخلت إلى متصفح قصيدة النثر هنا كنت أبحث عن هذه القصيدة تحديدا
فقد قرأتها قبلا هنا و لم يسعفني تباطؤ الشبكة وقتها في اقتناص مفردات الجمال المكتنزة هنا بوفرة و لعله لا يخذلني مرة أخرى
شاعرنا الراقي مهند التكريتي
للحرف معك شأن آخر لأنك تغوص فيه داخليا و خارجيا من الباطن حيث تغوص فيه و به في أعمق نقاط يصل الإنسان إليها بداخل نفسه المنزوية لأبعد ركن تريد أن تسكنه بعيدا عن ضجيج هذا العالم ...
و خارجيا حين تحمله معك ليرسم ما وجده بالداخل بكل هذا الألق و مزيد من ابتكار الصور ليس الهدف منه تكديس السطور بغريب الفكر و لكن لنقل أنه كلما ازدادت لواعجنا بالداخل خرج منها ما يستغربه البشر حولنا لأنهم لم يقيموا فينا مثلما نفعل نحن

أحييك على مقدرة حرفك و تميزه و ليست المرة الأولى التي أقرأ لك فيها
و أحييك على مداخلتك في ردك على شاعرنا القدير رمزت عليا
فكان السؤال الراقي الرائع منه و كانت الإجابة التي أراها برأيي وافية و شافية منك هنا
كل التقدير لك شاعرنا و لحرفك البهاء الذي يستحق
مودتي
عايده

عبد الكريم سمعون
04-17-2011, 05:15 AM
بالله ياسيدي العملاق
قلي إذا ما كنت تختزن كل هذه الزرادشتية والفلسفة العميقة
ومن أرشيف نصوصك القديمة جدا
ماأنت الآن كيف لدماغك أنه مازال يحتمل فكرة العيش وكيف تملئ
دنان حكمتك بما يتيسر بهذ الزمان
كم سعيد أنت أيها المهند من أي مادة تكونت أنت
لتسبر كنه تلك الحكمة النابعة من المعاناة لتصب في بحر السعادة
بالله قلي ألست من أولئك الذين تساوى عندهم الصفر بكل شيء
أم أنني واهم ألست ممن ماعاد يطربهم مدحا ولا يزعجهم قدحا
كل ما حصل من تقارب بين روحي ونصك لا يمكن أن يكون هكذا
أو أن روحي ليست روحي أو نصك ليس نصك وهذا مالا أعتقده
فلا بد أن تكون أنت الحكيم السعيد المتشكل من مادة العقل والألم
لتقول لي ما قلت وتسكب في رأسي دهشتك
قرأتك سيدي كما أريد أنا ان أقرأك وأعتقد كما أنت فعلا
الكثير من التحايا
والمودة

عبد الكريم سمعون
04-17-2011, 05:21 AM
مع إضافة تقييمي المتواضع
أعود لأثبت هذا النص بكل فخر
وهو أول نص أثبته بعد تولى
مهمتى الإدارية هنا