عواد الشقاقي
04-09-2011, 10:03 PM
مرثية شاعر
في رثاء الشاعر العراقي محمد سالم البيرماني الذي وافته المنية في 12-3-2011
ياباعثاً بي للنبوغِ مراميا =ومقدِّراً مجداً ، بخطويَ ، ساميا
يامَن وسمتَ بيَ الحروفَ مضيئةً =وبدعتني جمَّ الرؤى متفانيا
فاضتْ بقلبيَ من رؤاكَ مآثرٌ =سالت بحرفِ الشِّعر نهراً جاريا
يكفيكَ مجداً باتصافيَ ظامئاً =أن قد وردتُكَ باتصافكَ ساقيا
قلمي ورؤياكَ القصيدةُ أينعتْ =حشداً من الآثار حُزنَ معاليا
أرأيتَ في وقعِ القصيدِ معانياً =ما قد رأيتُكَ للقصيدِ معانيا ؟
يسمو بكَ الأدبُ الرفيعُ أتيتهُ =في حرفكَ الزاهي ، فصيحاً راويا
فلقد برزتَ من الزمانِ إلى الورى =في دُجْنَةٍ سادت ، مناراً زاهيا
وقد اختصرتَ العمرَ في رَهَقِ الرؤى =إذ في رؤاكَ قد استحلتَ قوافيا
يكفيكَ منها نبضةٌ في خافقٍ =أمسيتَ فيها للحياةِ مُناديا
يافارساً رَكِبَ الحياةَ تقحُّماً =من فرط ما حَمَلَ الحياةَ أمانيا
ستين قد أبليتَ في غرِّ المُنى =وجعلتَ فيها اليأسَ وهماً باليا
فرداً أتيتَ الكونَ تحدو مجدهُ =وتركتهُ فرداً لمجدهِ حاديا
وتركتَ فينا وقعَ ذكرِكَ خالداً =شعْراً غدوتَ بهِ الفقيدَ الباقيا
ما إن رحلتَ عن العيون بكذبةٍ =فبكتْ ، حللتَ بنا الضميرَ الهاديا
عَجِلَتْ بكَ الآجالُ تقضي ذاهباً =فعَجِلْتَ في غدِنا بنهجكَ آتيا
لم نُلْفِ فيكَ الموتَ غالكَ فانياً =فلقد كفرتَ بهِ الطموحَ الفانيا
وعلى ابتسامتكَ الشفيفةِ لم يزلْ =أملٌ لنا ينمو رؤىً وتفانيا
أأبا أميرٍ هل تطيبُ مدامعي =إنْ قد رثيتُكَ بافتقادكَ باكيا ؟
لا لستُ أرثي مَن بحرفِ بيانهِ =في حالكِ الأزمانِ شعَّ دراريا
فلقد خبرتُكَ بالبديعِ مناهلاً =إذ قد وردتَ بهِ البديعَ الراويا
وأراكَ نجماً في سما الإبداعِ آلت =في توهُّجِهِ الشموسُ خوافيا
ياعاشِقاً بنتَ الشفاهِ ، وعشقُها =قَلَمٌ يفيضُ على الحياةِ أغانيا
مازلتَ في دُنيا الجمالِ قصيدةً =حيّاً بها تروي القلوبَ ظواميا
لِمَ قد أخذتَ أحبةً لكَ بغتةً =برحيلكَ الداهي عليهمُ عاتيا
أوجدتَ في الدُّنيا سجينةَ غيِّهاٍ =فرأيتَ في الموتِ الخلاصَ مُلاقيا
أم قد وجدتَ الموتَ درباً مُفضياً =لقلوبهم فرحلتَ عنهمُ دانيا
إذ من عجيب الأمرِ يُرثى شاعرٌ =ميْتاً بأرضٍ ضيعتْهُ شاديا
قد صار موتُكَ أبلغَ الأمثالِ في =هَمَلٍ إذا ما غابَ أضحى غاليا
ولسوفَ تبقى في الزمان مخلّداَ =فكراً مضيئاً مُستطاباً ساميا
في رثاء الشاعر العراقي محمد سالم البيرماني الذي وافته المنية في 12-3-2011
ياباعثاً بي للنبوغِ مراميا =ومقدِّراً مجداً ، بخطويَ ، ساميا
يامَن وسمتَ بيَ الحروفَ مضيئةً =وبدعتني جمَّ الرؤى متفانيا
فاضتْ بقلبيَ من رؤاكَ مآثرٌ =سالت بحرفِ الشِّعر نهراً جاريا
يكفيكَ مجداً باتصافيَ ظامئاً =أن قد وردتُكَ باتصافكَ ساقيا
قلمي ورؤياكَ القصيدةُ أينعتْ =حشداً من الآثار حُزنَ معاليا
أرأيتَ في وقعِ القصيدِ معانياً =ما قد رأيتُكَ للقصيدِ معانيا ؟
يسمو بكَ الأدبُ الرفيعُ أتيتهُ =في حرفكَ الزاهي ، فصيحاً راويا
فلقد برزتَ من الزمانِ إلى الورى =في دُجْنَةٍ سادت ، مناراً زاهيا
وقد اختصرتَ العمرَ في رَهَقِ الرؤى =إذ في رؤاكَ قد استحلتَ قوافيا
يكفيكَ منها نبضةٌ في خافقٍ =أمسيتَ فيها للحياةِ مُناديا
يافارساً رَكِبَ الحياةَ تقحُّماً =من فرط ما حَمَلَ الحياةَ أمانيا
ستين قد أبليتَ في غرِّ المُنى =وجعلتَ فيها اليأسَ وهماً باليا
فرداً أتيتَ الكونَ تحدو مجدهُ =وتركتهُ فرداً لمجدهِ حاديا
وتركتَ فينا وقعَ ذكرِكَ خالداً =شعْراً غدوتَ بهِ الفقيدَ الباقيا
ما إن رحلتَ عن العيون بكذبةٍ =فبكتْ ، حللتَ بنا الضميرَ الهاديا
عَجِلَتْ بكَ الآجالُ تقضي ذاهباً =فعَجِلْتَ في غدِنا بنهجكَ آتيا
لم نُلْفِ فيكَ الموتَ غالكَ فانياً =فلقد كفرتَ بهِ الطموحَ الفانيا
وعلى ابتسامتكَ الشفيفةِ لم يزلْ =أملٌ لنا ينمو رؤىً وتفانيا
أأبا أميرٍ هل تطيبُ مدامعي =إنْ قد رثيتُكَ بافتقادكَ باكيا ؟
لا لستُ أرثي مَن بحرفِ بيانهِ =في حالكِ الأزمانِ شعَّ دراريا
فلقد خبرتُكَ بالبديعِ مناهلاً =إذ قد وردتَ بهِ البديعَ الراويا
وأراكَ نجماً في سما الإبداعِ آلت =في توهُّجِهِ الشموسُ خوافيا
ياعاشِقاً بنتَ الشفاهِ ، وعشقُها =قَلَمٌ يفيضُ على الحياةِ أغانيا
مازلتَ في دُنيا الجمالِ قصيدةً =حيّاً بها تروي القلوبَ ظواميا
لِمَ قد أخذتَ أحبةً لكَ بغتةً =برحيلكَ الداهي عليهمُ عاتيا
أوجدتَ في الدُّنيا سجينةَ غيِّهاٍ =فرأيتَ في الموتِ الخلاصَ مُلاقيا
أم قد وجدتَ الموتَ درباً مُفضياً =لقلوبهم فرحلتَ عنهمُ دانيا
إذ من عجيب الأمرِ يُرثى شاعرٌ =ميْتاً بأرضٍ ضيعتْهُ شاديا
قد صار موتُكَ أبلغَ الأمثالِ في =هَمَلٍ إذا ما غابَ أضحى غاليا
ولسوفَ تبقى في الزمان مخلّداَ =فكراً مضيئاً مُستطاباً ساميا