عبد الرسول معله
04-28-2011, 03:15 PM
أضحى التنائي
ابن زيدون
أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا،=وَنَابَ عَنْ طِيبِ لُقْيانَا تَجَافِينَا
ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا=حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا
مَن مُبْلِغُ المُلْبِسِينا، بانتزَاحِهِمُ،=حُزْناً، مَعَ الدّهرِ لا يَبْلى ويُبْلِينَا
أنْ الزّمانَ الذي ما زالَ يُضْحِكُنا،=أُنْساً بقُرْبِهِمُ، قَدْ عادَ يُبْكِينَا
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الـهوَى فدعَوْا=بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدّهرُ آمِينَا
فَانْحَلّ مَا كانَ مَعقُوداً بِأنْفُسِنَا؛=وَانْبَتَّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا
وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا،=فاليَوْمَ نَحْنُ، وَما يُرْجى تَلاقِينَا
يا لَيتَ شِعْرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكُمْ،=هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا
لم نَعتَقِدْ بَعدكُمْ إلاّ الوَفاء لكُمُ=رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا
ما حَقُّنا أن تُقِرّوا عَينَ ذِي حَسَدٍ=بِنا، وَلا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِيَنَا
كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه،=وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا
بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَا=شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا
نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا،=يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تَأسّينَا
حَالَتْ لفَقْدكُمُ أيّامُنا، فَغدَتْ=سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيالِينَا
إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا؛=وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا
وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانِيَةً = قِطافُها، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا
ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما = كُنْتُمْ لأرْوَاحِنَا إلاّ رَيَاحِينَا
لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يُغَيّرُنا؛ = أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبينا
وَاللَّهِ مَا طَلَبَتْ أهْوَاؤنَا بَدَلاً = مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا
يا سَارِيَ البَرْقِ غادِ القَصرَ وَاسقِ به = مَن كانَ صِرْف الـهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا
وَاسألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا = إلفاً، تَذكُّرُهُ أمْسَى يُعَنّينَا؟
وَيَا نَسِيمَ الصَّبَا بَلّغْ تَحِيّتَنَا = مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا
فَهَلْ أرَى الدّهرَ يَقضِينا مُساعَفَةً = مِنْهُ، وَإنْ لم يكُنْ غِبّاً تَقَاضِينَا
رَبيبُ مُلكٍ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُ = مِسكاً، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا
أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وَتَوَجهُ = مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا
إذَا تَأوّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيّةً، = تُومُ العُقُودِ، وَأدْمَتْهُ البُرَى لِينَا
كانَتْ لَهُ الشّمسُ ظِئراً في أكِلّته، = بَلْ ما تَجَلّى لـها إلاّ أحَايِينَا
كأنّما أُثبِتَتْ، في صَحنِ وَجنَتِهِ، = زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا
مَا ضَرّ أنْ لمْ نَكُنْ أكفاءَهُ شرَفاً، = وَفي المَوَدّةِ كافٍ مِنْ تَكَافِينَا؟
يا رَوْضَةً طالَما أجْنَتْ لَوَاحِظَنَا = وَرْداً، جَلاهُ الصَّبا غضّاً، وَنَسْرِينَا
ويَا حَيَاةً تَمَلّيْنَا، بِزَهْرَتِهَا، = مُنًى ضُرُوباً، وَلذّاتٍ أفَانِينَا
وَيَا نَعِيماً خَطَرْنَا، مِنْ غَضَارَتِهِ، = في وَشْيِ نُعْمَى، سحَبْنا ذَيلَه حينَا
لَسْنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَةً؛ = وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا
إذا انفرَدتِ وما شُورِكتِ في صِفَةٍ، = فَحَسْبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتَبْيِينَا
يا جَنّةَ الخُلْدِ أُبْدِلْنا، بِسِدْرَتِها = وَالكَوْثَرِ العَذْبِ، زَقّوماً وغِسلينَا
كأنّنَا لم نَبِتْ، والوَصْلُ ثالِثُنَا، = وَالسّعدُ قَدْ غَضَّ من أجفانِ وَاشينَا
إنْ كان قد عزّ في الدُّنيا اللّقاءُ بِكُمْ = في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا
سِرّانِ في خاطِرِ الظّلماءِ يَكتُمُنا، = حَتى يَكادَ لِسانُ الصّبحِ يُفشِينَا
لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ = عنهُ النُّهَى، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا
إنّا قَرَأنا الأسَى، يوْمَ النّوَى، سُوَراً = مَكتوبَةً، وَأخَذْنَا الصّبرَ تَلْقِينَا
أمّا هَوَاكِ، فَلَمْ نَعْدِلْ بمَنْهَلِهِ = شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا
لمْ نَجْفُ أُفْقَ جَمالٍ أنتِ كَوْكبُهُ = سالِينَ عَنْهُ، وَلَم نَهجرْهُ قالِينَا
وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ، = لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا
نأسَى عَليكِ إذا حُشَّتْ، مُشَعْشَةً، = فِينا الشَّمُولُ، وَغَنّانَا مُغٍنّينَا
لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَا = سِيما ارْتياحٍ، وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا
دُومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظةً، = فالحُرُّ مَنْ دانَ إنْصَافاً كما دِينَا
فَما استَعَضْنَا خَلِيلاً مِنكِ يَحبِسُنا = ولا استَفَدْنا حَبِيباً عَنكِ يَثْنِينَا
وَلَوْ صَبَا نَحْوَنَا، من عُلْوِ مَطْلَعهِ، = بَدْرُ الدُّجَى لم يكنْ حاشاكِ يُصْبِينَا
أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَةً، = فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا
وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ، إنْ شَفَعتِ بهِ = بِيضَ الأيادي، التي ما زِلتِ تُولِينَا
عَلَيكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ = صَبَابَةٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَا
لقد تم إعراب هذه القصيدة كلها على الرابط التنالي
http://nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=1042&page=91
من المشاركة 907 ولغاية المشاركة 992 وعساني وفقت
قام بإلباسها حلتها الجميلة الشاعر الرائع أحمد العميري
ابن زيدون
أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا،=وَنَابَ عَنْ طِيبِ لُقْيانَا تَجَافِينَا
ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا=حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا
مَن مُبْلِغُ المُلْبِسِينا، بانتزَاحِهِمُ،=حُزْناً، مَعَ الدّهرِ لا يَبْلى ويُبْلِينَا
أنْ الزّمانَ الذي ما زالَ يُضْحِكُنا،=أُنْساً بقُرْبِهِمُ، قَدْ عادَ يُبْكِينَا
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الـهوَى فدعَوْا=بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدّهرُ آمِينَا
فَانْحَلّ مَا كانَ مَعقُوداً بِأنْفُسِنَا؛=وَانْبَتَّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا
وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا،=فاليَوْمَ نَحْنُ، وَما يُرْجى تَلاقِينَا
يا لَيتَ شِعْرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكُمْ،=هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا
لم نَعتَقِدْ بَعدكُمْ إلاّ الوَفاء لكُمُ=رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا
ما حَقُّنا أن تُقِرّوا عَينَ ذِي حَسَدٍ=بِنا، وَلا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِيَنَا
كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه،=وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا
بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَا=شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا
نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا،=يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تَأسّينَا
حَالَتْ لفَقْدكُمُ أيّامُنا، فَغدَتْ=سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيالِينَا
إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا؛=وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا
وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانِيَةً = قِطافُها، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا
ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما = كُنْتُمْ لأرْوَاحِنَا إلاّ رَيَاحِينَا
لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يُغَيّرُنا؛ = أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبينا
وَاللَّهِ مَا طَلَبَتْ أهْوَاؤنَا بَدَلاً = مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا
يا سَارِيَ البَرْقِ غادِ القَصرَ وَاسقِ به = مَن كانَ صِرْف الـهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا
وَاسألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا = إلفاً، تَذكُّرُهُ أمْسَى يُعَنّينَا؟
وَيَا نَسِيمَ الصَّبَا بَلّغْ تَحِيّتَنَا = مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا
فَهَلْ أرَى الدّهرَ يَقضِينا مُساعَفَةً = مِنْهُ، وَإنْ لم يكُنْ غِبّاً تَقَاضِينَا
رَبيبُ مُلكٍ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُ = مِسكاً، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا
أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وَتَوَجهُ = مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا
إذَا تَأوّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيّةً، = تُومُ العُقُودِ، وَأدْمَتْهُ البُرَى لِينَا
كانَتْ لَهُ الشّمسُ ظِئراً في أكِلّته، = بَلْ ما تَجَلّى لـها إلاّ أحَايِينَا
كأنّما أُثبِتَتْ، في صَحنِ وَجنَتِهِ، = زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا
مَا ضَرّ أنْ لمْ نَكُنْ أكفاءَهُ شرَفاً، = وَفي المَوَدّةِ كافٍ مِنْ تَكَافِينَا؟
يا رَوْضَةً طالَما أجْنَتْ لَوَاحِظَنَا = وَرْداً، جَلاهُ الصَّبا غضّاً، وَنَسْرِينَا
ويَا حَيَاةً تَمَلّيْنَا، بِزَهْرَتِهَا، = مُنًى ضُرُوباً، وَلذّاتٍ أفَانِينَا
وَيَا نَعِيماً خَطَرْنَا، مِنْ غَضَارَتِهِ، = في وَشْيِ نُعْمَى، سحَبْنا ذَيلَه حينَا
لَسْنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَةً؛ = وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا
إذا انفرَدتِ وما شُورِكتِ في صِفَةٍ، = فَحَسْبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتَبْيِينَا
يا جَنّةَ الخُلْدِ أُبْدِلْنا، بِسِدْرَتِها = وَالكَوْثَرِ العَذْبِ، زَقّوماً وغِسلينَا
كأنّنَا لم نَبِتْ، والوَصْلُ ثالِثُنَا، = وَالسّعدُ قَدْ غَضَّ من أجفانِ وَاشينَا
إنْ كان قد عزّ في الدُّنيا اللّقاءُ بِكُمْ = في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا
سِرّانِ في خاطِرِ الظّلماءِ يَكتُمُنا، = حَتى يَكادَ لِسانُ الصّبحِ يُفشِينَا
لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ = عنهُ النُّهَى، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا
إنّا قَرَأنا الأسَى، يوْمَ النّوَى، سُوَراً = مَكتوبَةً، وَأخَذْنَا الصّبرَ تَلْقِينَا
أمّا هَوَاكِ، فَلَمْ نَعْدِلْ بمَنْهَلِهِ = شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا
لمْ نَجْفُ أُفْقَ جَمالٍ أنتِ كَوْكبُهُ = سالِينَ عَنْهُ، وَلَم نَهجرْهُ قالِينَا
وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ، = لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا
نأسَى عَليكِ إذا حُشَّتْ، مُشَعْشَةً، = فِينا الشَّمُولُ، وَغَنّانَا مُغٍنّينَا
لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَا = سِيما ارْتياحٍ، وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا
دُومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظةً، = فالحُرُّ مَنْ دانَ إنْصَافاً كما دِينَا
فَما استَعَضْنَا خَلِيلاً مِنكِ يَحبِسُنا = ولا استَفَدْنا حَبِيباً عَنكِ يَثْنِينَا
وَلَوْ صَبَا نَحْوَنَا، من عُلْوِ مَطْلَعهِ، = بَدْرُ الدُّجَى لم يكنْ حاشاكِ يُصْبِينَا
أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَةً، = فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا
وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ، إنْ شَفَعتِ بهِ = بِيضَ الأيادي، التي ما زِلتِ تُولِينَا
عَلَيكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ = صَبَابَةٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَا
لقد تم إعراب هذه القصيدة كلها على الرابط التنالي
http://nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=1042&page=91
من المشاركة 907 ولغاية المشاركة 992 وعساني وفقت
قام بإلباسها حلتها الجميلة الشاعر الرائع أحمد العميري