عمر ابو غريبة
05-01-2011, 05:09 PM
وشم على طرس
شعر عمر ابو غريبة
هجستْ في الدجى وساوسُ نفسي=وشككتُ الغداةَ في صدقِ أمسي
خبطْتني بلابلُ الصدرِ كالعَشْـ=واءِ سِتّاً ضربتُ فيها بخمسِ
واعترتْني الهمومُ رشْقَ سهامٍ=لا تقيني منها هشاشةُ تُرسي
أين مني سكينةٌ وقرارٌ=والفيافي تنداحُ في وجهِ عَنسي
وفراشٍ على الكوابيسِ يُضحي=من شجونٍ تؤزُّه حينَ يُمسي
أنشبتْ حادثاتُه فيَّ ظُفراً=وسقتْني الصروفُ مُترعَ تَعسِ
لم يُبقِّ الزمانُ غيرَ رثيثٍ=عركتْه الأيامُ طَحناً بضِرسِ
جسدي للغُزاةِ مِلكُ يمينٍ=ونسيسي دَهاه طارئُ مَسِّ
دَرستْ من عَصفِ البِلى سارياتٌ=كنقوشٍ في الرملِ ساختْ بلمسِ
ما هداني التاريخُ من مجدِ أمسي=غيرَ رَمْسٍ ثوى بجانبِ رَمسِ
أتظنّى في نسبتي لرسولٍ=قد سَمتْ يعربٌ به كلَّ جنسِ
وكُماةٍ تطاير النقعُ منهم=وأُباةٍ للضيمِ في الحربِ شُمسِ
جاست الخيلُ تحتهم فاتحينَ =الشرقَ والغربَ من يمانٍ وقيسِ
باهليّاً في الصينِ داستْ خُطاهُ=غافقيّاً عَلا جبالَ (البِرَنْسِ)
وجيوشاً تدُكُّ قلعةَ رومٍ=وخميساً يجتاحُ بيضةَ فُرْسِ
فكأن اليرموكَ أضغاثُ حُلْمٍ=في دياجيرَ من هزائمَ غُلْسِ
ونهاوَنْدَ خاطرٌ ثَمِلٌ عَنَّ=لسكرانَ في مجالسِ أُنسِ
حاصرتْني الجيوشُ من كلِّ صَوبٍ=وغَزتْني في عُقرِ داري لنَكسي
وحياضٌ بالتْ كلابٌ عليها=وطهورٌ عاثتْ به يدُ رِجسِ
هاشمٌ في بغدادَ يبكي بَنيه=وشآمٌ تبكي بني عبدِ شَمسِ
وابنُ أيوبَ في دمشقَ طعينٌ=كلَّ يومٍ من خنجرٍ حَزَّ قُدسي
هكذا قال لي معلمُ صفي=فلماذا التبسْتُ في حفظِ درسي
أتُراني ابنَ فاتحٍ عربيٍّ=نسيتني الفتوحُ والبُعدُ يُنسي
أَم تُراني سُلالةً من غُزاةٍ=وسباءٍ مُوطّأٍ دونَ عِرسِ
وتململْتُ من شَتاتِ همومي=وتنهنهتُ من ظنوني وهَجْسي
بارقٌ لاحَ من غياهبِ أفْقي=فاشرَأبّتْ لبقعةِ الضوءِ نفسي
شعلةٌ من سليلِ عُقبةَ شَبَّتْ=حظيتْ مصرُ من سناها بقبْسِ
يا مناراً في القيروانِ تَسامى= باسطاً للسفينِ ساعِدَ مُرْسي
شَعَّ في مقلتيَّ نجمةَ صبحٍ=وسناءً يدُكُّ أبراجَ نحسِ
مسحتْ تونسٌ هواجسَ نفسي=وانجلى الأمرُ من يقيني وحَدْسي
فإذا الخوفُ ذَوبُ مِلحٍ وهمسي=في سماءِ العُلا يدوّي بجَرْسِ
أكتسي حُلّةً تليقُ بأحرا=رٍ وأنضو الرثيثَ من ذُلِّ لِبسِ
إن مَحتْ سفْرَنا التليدَ سوافٍ=فدمي الوشمُ فوق غُرّةِ طِرْسي
حفرتْه كفٌّ مضرّجةٌ في=دُرُجٍ من ثوبِ الشهيدِ دِمَقْسِ
رُبَّ ثأرٍ أدركتُه بعد حينٍ=وغليلٍ شَفاهُ نصرٌ مُؤَسِّ.
شعر عمر ابو غريبة
هجستْ في الدجى وساوسُ نفسي=وشككتُ الغداةَ في صدقِ أمسي
خبطْتني بلابلُ الصدرِ كالعَشْـ=واءِ سِتّاً ضربتُ فيها بخمسِ
واعترتْني الهمومُ رشْقَ سهامٍ=لا تقيني منها هشاشةُ تُرسي
أين مني سكينةٌ وقرارٌ=والفيافي تنداحُ في وجهِ عَنسي
وفراشٍ على الكوابيسِ يُضحي=من شجونٍ تؤزُّه حينَ يُمسي
أنشبتْ حادثاتُه فيَّ ظُفراً=وسقتْني الصروفُ مُترعَ تَعسِ
لم يُبقِّ الزمانُ غيرَ رثيثٍ=عركتْه الأيامُ طَحناً بضِرسِ
جسدي للغُزاةِ مِلكُ يمينٍ=ونسيسي دَهاه طارئُ مَسِّ
دَرستْ من عَصفِ البِلى سارياتٌ=كنقوشٍ في الرملِ ساختْ بلمسِ
ما هداني التاريخُ من مجدِ أمسي=غيرَ رَمْسٍ ثوى بجانبِ رَمسِ
أتظنّى في نسبتي لرسولٍ=قد سَمتْ يعربٌ به كلَّ جنسِ
وكُماةٍ تطاير النقعُ منهم=وأُباةٍ للضيمِ في الحربِ شُمسِ
جاست الخيلُ تحتهم فاتحينَ =الشرقَ والغربَ من يمانٍ وقيسِ
باهليّاً في الصينِ داستْ خُطاهُ=غافقيّاً عَلا جبالَ (البِرَنْسِ)
وجيوشاً تدُكُّ قلعةَ رومٍ=وخميساً يجتاحُ بيضةَ فُرْسِ
فكأن اليرموكَ أضغاثُ حُلْمٍ=في دياجيرَ من هزائمَ غُلْسِ
ونهاوَنْدَ خاطرٌ ثَمِلٌ عَنَّ=لسكرانَ في مجالسِ أُنسِ
حاصرتْني الجيوشُ من كلِّ صَوبٍ=وغَزتْني في عُقرِ داري لنَكسي
وحياضٌ بالتْ كلابٌ عليها=وطهورٌ عاثتْ به يدُ رِجسِ
هاشمٌ في بغدادَ يبكي بَنيه=وشآمٌ تبكي بني عبدِ شَمسِ
وابنُ أيوبَ في دمشقَ طعينٌ=كلَّ يومٍ من خنجرٍ حَزَّ قُدسي
هكذا قال لي معلمُ صفي=فلماذا التبسْتُ في حفظِ درسي
أتُراني ابنَ فاتحٍ عربيٍّ=نسيتني الفتوحُ والبُعدُ يُنسي
أَم تُراني سُلالةً من غُزاةٍ=وسباءٍ مُوطّأٍ دونَ عِرسِ
وتململْتُ من شَتاتِ همومي=وتنهنهتُ من ظنوني وهَجْسي
بارقٌ لاحَ من غياهبِ أفْقي=فاشرَأبّتْ لبقعةِ الضوءِ نفسي
شعلةٌ من سليلِ عُقبةَ شَبَّتْ=حظيتْ مصرُ من سناها بقبْسِ
يا مناراً في القيروانِ تَسامى= باسطاً للسفينِ ساعِدَ مُرْسي
شَعَّ في مقلتيَّ نجمةَ صبحٍ=وسناءً يدُكُّ أبراجَ نحسِ
مسحتْ تونسٌ هواجسَ نفسي=وانجلى الأمرُ من يقيني وحَدْسي
فإذا الخوفُ ذَوبُ مِلحٍ وهمسي=في سماءِ العُلا يدوّي بجَرْسِ
أكتسي حُلّةً تليقُ بأحرا=رٍ وأنضو الرثيثَ من ذُلِّ لِبسِ
إن مَحتْ سفْرَنا التليدَ سوافٍ=فدمي الوشمُ فوق غُرّةِ طِرْسي
حفرتْه كفٌّ مضرّجةٌ في=دُرُجٍ من ثوبِ الشهيدِ دِمَقْسِ
رُبَّ ثأرٍ أدركتُه بعد حينٍ=وغليلٍ شَفاهُ نصرٌ مُؤَسِّ.