نبيه السعديّ
05-11-2011, 09:49 AM
أَكْرَهُ الحَلالِ
لَمْ أَسَـلْ عَنْهُ.. وَلا عَنِّي سَـأَلْ
كَانَ جُرْحاً فِي فُؤَادِي.. وَانْدَمَلْ
عَلَّـهُ خَـاتِمُ أَحْـزَانِي.. فَقَـدْ
ذَبُلَ الشَّـوْقُ بِقَلْـبِي وَاكْتَـهَلْ
*****
غَـرَّرَتْ بِي فِي شَـبَابِي مَرْأَةٌ
طَـالَمَا غَـرَّرَ بِالـعَانِي الأَمَـلْ
عَلَّلَتْنِي بِغَــــــرَامٍ وَارِفٍ
لَمْ أَنَلْ فِي ظِــلِّهِ إِلاّ العِــلَلْ
غَيَّبَ العِشْـقُ صَوَابِي.. عنْدَما
تَـاهَ قَلْبِي فِي بَوَادِيْـهَا.. وَضَلْ
فَتَعَلَّقْتُ بِصَـبْرِي حَــــالِماً
بِعَسَى تَرْجِـعُ عَنْ غَيٍّ.. وَعَلْ
وَصَلَ الشَّيْبُ.. وَصَبْرِي مَلَّـنِي
فِي انْتِظَارٍ لانْفِرَاجٍ.. مَـا وَصَلْ
*****
أيُّهَا النَّـائِمُ فِي قَصْـرِ الهَوَى
كُلُّ قَصْـرٍ شَاهِقٍ يُضْحِي طَلَلْ
لا تَكُنْ لِلْعِشْـقِ عَـبْداً خَاضِعاً!
يُؤْثرُ الصَّمْتَ.. ويعْمَى عنْ خَلَلْ
كُنْ لَبِيباً! يَكْـتَفِِي فِي حُكْمِــهِ
بِدَلِــيلٍ.. فِيـهِ مَا قَــلَّ وَدَلْ
مَنْ يُؤَجِّـلْ حَـلَّ إِشْــكَالٍ إِلَى
غَـدِهِ الآتِي.. انْتَآى عَنْ أَيِّ حَلْ
لِشِــتَاءِ الحَـلِّ مِيـعَادٌ.. بِـهِ
يَرْتَـوِي عُودُ الأَمَانِي.. لَوْ هَطَلْ
وَيَجِـفُّ الـوُدُّ.. لَوْ حَـلٌّ جَفا
وخصِيبُ الوُدِّ.. إِنْ جَفَّ اشْتعلْ
خَمْـرَةُ الشَّوقِ.. إِذَا مَا أَسْكرتْ
أَسْـلَمَتْ لُبَّ السُّـكارَى لِلشَّلَلْ
عَاصِـمُ الإِِنْسَانِ عَقْـلٌ رَاجِـحٌ
هُوَ فِي الأَحْدَاثِ عَنْ عَيْبٍ عَقَلْ
مَنْ تَسُــدْ عَاطِـفَةٌ أَفْعَــالَهُ
سَـوْفَ يَبْكِي ندمـاً عمَّـا فَعَلْ
حَكِّمِ العقـلَ.. وَدَعْ عَاطِفَــةً!
تُلبِسُ الحُكْــمَ بَهِيَّاتِ الحُـلَلْ
قَـارِبِ العَـدْلَ بِلِيْنٍ.. وَاعْتَبِرْ!
أََنَّ خَيْرَ النَّاسِ طُـرّاً.. مَنْ عَدَلْ
*****
ضَاقَ صَدْرِي عَنْ جِرَاحِي.. فَإِذَا
لاحَ حُبٌّ.. صَدَّنِي عَنْهُ الوَجَـلْ
يَا لَقَلْبِي.. بِمُـدَى الغَـدْرِ قَضَى
لَمْ يَعُـدْ فِـيهِ لِمَعْشُـوقٍ مَحَلْ!
لَيْتََ شِعْرِي! كَيْفَ أَلْقَانِي الهَوَى
جُثَّةً.. فِيْهَا لِمَنْ يهْــوَى مَثَلْ!
لَمْ يُصِبْ سَـعْداًً بِيَـوْمٍ عَاشِقٌ
وَأََخِـيرُ الحُــبِّ حَـظّاً كَالأُوَلْ
*****
سَـاقَ لِيْ حَظِّي رَفِيقاً.. طَـبْعُهُ
طَـبْعُ ذِِئْبٍ يَرْتَدِي فَـرْوَ الحَمَلْ
يُظْهِـرُ الوُدَّ.. ويَكْمُــوْ خَلْفَهُ
ثَعْلَبٌ.. غَـايَتُهُ نَصْـبُ الحِـيَلْ
نَكِـدٌ.. مُسْـتَكْبِرٌ فِي لُـؤْمِـهِ
غَائِرُ السِّـرِّ.. حَقُـودٌ كَالجَمَلْ
رُبعَ قَــرْنٍ يَمْـتَرِي فِي كِـبَرٍ
قُلْتُ: لَوْ ظَلَّ يُمَارِي، هَلْ أَظَلْ؟!
يَعْلَـمُ اللهُ.. بِأَنِّي لَـمْ أَشَـــأْ
ظُلْمَـهُ.. والظُّلْـمُ عُنْوَانُ الزَّلَلْ
إِنَّمَـا عَامَلْـتُهُ في عِشْــرَتي
مِثْلَمَا يَجْـدُرُ فِي الحُـبِّ العَمَلْ
لا أَلُــوْمُ النَّفْسَ.. أَنِّي مَــرَّةً
قُلْتُ فِي حُبِّـهِ شِــعْراً لَمْ يُقَلْ
*****
يَبْـدَأُ الحُـبُّ شَـهِيّاً سَــائِغاً
لَـهُ طَعْـمٌ مُسْـتَحَبٌّ كَالعَسَـلْ
فَإِذَا مَـا انْقَلَـبَ الــوُدُّ أَسَىً
صَـار عَيْـشاً خَانِقاً.. لا يُحْتَمَلْ
يَا لَعَيْشٍ.. فِـيهِ تَبْـدُو مُذْنِـباً
وَبِأَصْـفَادِهِ زَوْجــاً مُعْتَـقَلْ!
*****
إِيْهِ.. يَا عُمْرِي.. فَدَى تَجْـرُبَةً!
حَكَـمَ الدَّهْــرُ عَلَيْهَا بِالفَشَلْ
أَيْ رَفِِيقِي! "بَلَـغَ السَّيْلُ الزُّبَى"
فَلْيَكُـنْ أَكْـرَهُ مَــا رَبِّي أَحَلْ
قُضِيَ الأَمْـرُ.. وَعَـنْهُ لا تَرُمْ
رَجْعَةً! قَدْ "سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلْ"
*****
***
*
17/10/2001
نبيه محمود السعديّ
لَمْ أَسَـلْ عَنْهُ.. وَلا عَنِّي سَـأَلْ
كَانَ جُرْحاً فِي فُؤَادِي.. وَانْدَمَلْ
عَلَّـهُ خَـاتِمُ أَحْـزَانِي.. فَقَـدْ
ذَبُلَ الشَّـوْقُ بِقَلْـبِي وَاكْتَـهَلْ
*****
غَـرَّرَتْ بِي فِي شَـبَابِي مَرْأَةٌ
طَـالَمَا غَـرَّرَ بِالـعَانِي الأَمَـلْ
عَلَّلَتْنِي بِغَــــــرَامٍ وَارِفٍ
لَمْ أَنَلْ فِي ظِــلِّهِ إِلاّ العِــلَلْ
غَيَّبَ العِشْـقُ صَوَابِي.. عنْدَما
تَـاهَ قَلْبِي فِي بَوَادِيْـهَا.. وَضَلْ
فَتَعَلَّقْتُ بِصَـبْرِي حَــــالِماً
بِعَسَى تَرْجِـعُ عَنْ غَيٍّ.. وَعَلْ
وَصَلَ الشَّيْبُ.. وَصَبْرِي مَلَّـنِي
فِي انْتِظَارٍ لانْفِرَاجٍ.. مَـا وَصَلْ
*****
أيُّهَا النَّـائِمُ فِي قَصْـرِ الهَوَى
كُلُّ قَصْـرٍ شَاهِقٍ يُضْحِي طَلَلْ
لا تَكُنْ لِلْعِشْـقِ عَـبْداً خَاضِعاً!
يُؤْثرُ الصَّمْتَ.. ويعْمَى عنْ خَلَلْ
كُنْ لَبِيباً! يَكْـتَفِِي فِي حُكْمِــهِ
بِدَلِــيلٍ.. فِيـهِ مَا قَــلَّ وَدَلْ
مَنْ يُؤَجِّـلْ حَـلَّ إِشْــكَالٍ إِلَى
غَـدِهِ الآتِي.. انْتَآى عَنْ أَيِّ حَلْ
لِشِــتَاءِ الحَـلِّ مِيـعَادٌ.. بِـهِ
يَرْتَـوِي عُودُ الأَمَانِي.. لَوْ هَطَلْ
وَيَجِـفُّ الـوُدُّ.. لَوْ حَـلٌّ جَفا
وخصِيبُ الوُدِّ.. إِنْ جَفَّ اشْتعلْ
خَمْـرَةُ الشَّوقِ.. إِذَا مَا أَسْكرتْ
أَسْـلَمَتْ لُبَّ السُّـكارَى لِلشَّلَلْ
عَاصِـمُ الإِِنْسَانِ عَقْـلٌ رَاجِـحٌ
هُوَ فِي الأَحْدَاثِ عَنْ عَيْبٍ عَقَلْ
مَنْ تَسُــدْ عَاطِـفَةٌ أَفْعَــالَهُ
سَـوْفَ يَبْكِي ندمـاً عمَّـا فَعَلْ
حَكِّمِ العقـلَ.. وَدَعْ عَاطِفَــةً!
تُلبِسُ الحُكْــمَ بَهِيَّاتِ الحُـلَلْ
قَـارِبِ العَـدْلَ بِلِيْنٍ.. وَاعْتَبِرْ!
أََنَّ خَيْرَ النَّاسِ طُـرّاً.. مَنْ عَدَلْ
*****
ضَاقَ صَدْرِي عَنْ جِرَاحِي.. فَإِذَا
لاحَ حُبٌّ.. صَدَّنِي عَنْهُ الوَجَـلْ
يَا لَقَلْبِي.. بِمُـدَى الغَـدْرِ قَضَى
لَمْ يَعُـدْ فِـيهِ لِمَعْشُـوقٍ مَحَلْ!
لَيْتََ شِعْرِي! كَيْفَ أَلْقَانِي الهَوَى
جُثَّةً.. فِيْهَا لِمَنْ يهْــوَى مَثَلْ!
لَمْ يُصِبْ سَـعْداًً بِيَـوْمٍ عَاشِقٌ
وَأََخِـيرُ الحُــبِّ حَـظّاً كَالأُوَلْ
*****
سَـاقَ لِيْ حَظِّي رَفِيقاً.. طَـبْعُهُ
طَـبْعُ ذِِئْبٍ يَرْتَدِي فَـرْوَ الحَمَلْ
يُظْهِـرُ الوُدَّ.. ويَكْمُــوْ خَلْفَهُ
ثَعْلَبٌ.. غَـايَتُهُ نَصْـبُ الحِـيَلْ
نَكِـدٌ.. مُسْـتَكْبِرٌ فِي لُـؤْمِـهِ
غَائِرُ السِّـرِّ.. حَقُـودٌ كَالجَمَلْ
رُبعَ قَــرْنٍ يَمْـتَرِي فِي كِـبَرٍ
قُلْتُ: لَوْ ظَلَّ يُمَارِي، هَلْ أَظَلْ؟!
يَعْلَـمُ اللهُ.. بِأَنِّي لَـمْ أَشَـــأْ
ظُلْمَـهُ.. والظُّلْـمُ عُنْوَانُ الزَّلَلْ
إِنَّمَـا عَامَلْـتُهُ في عِشْــرَتي
مِثْلَمَا يَجْـدُرُ فِي الحُـبِّ العَمَلْ
لا أَلُــوْمُ النَّفْسَ.. أَنِّي مَــرَّةً
قُلْتُ فِي حُبِّـهِ شِــعْراً لَمْ يُقَلْ
*****
يَبْـدَأُ الحُـبُّ شَـهِيّاً سَــائِغاً
لَـهُ طَعْـمٌ مُسْـتَحَبٌّ كَالعَسَـلْ
فَإِذَا مَـا انْقَلَـبَ الــوُدُّ أَسَىً
صَـار عَيْـشاً خَانِقاً.. لا يُحْتَمَلْ
يَا لَعَيْشٍ.. فِـيهِ تَبْـدُو مُذْنِـباً
وَبِأَصْـفَادِهِ زَوْجــاً مُعْتَـقَلْ!
*****
إِيْهِ.. يَا عُمْرِي.. فَدَى تَجْـرُبَةً!
حَكَـمَ الدَّهْــرُ عَلَيْهَا بِالفَشَلْ
أَيْ رَفِِيقِي! "بَلَـغَ السَّيْلُ الزُّبَى"
فَلْيَكُـنْ أَكْـرَهُ مَــا رَبِّي أَحَلْ
قُضِيَ الأَمْـرُ.. وَعَـنْهُ لا تَرُمْ
رَجْعَةً! قَدْ "سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلْ"
*****
***
*
17/10/2001
نبيه محمود السعديّ