المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وظيفة الأدب


رمزت ابراهيم عليا
05-11-2011, 09:53 AM
وظيفة الأدب

الأدب هو كل تعبير عن فكر مغلف بعواطف وبلغة فصيحة و بأسلوب أدبي حيث تكون الألفاظ لا تعبر بشكل دائم عن علاقات حقيقية بل مجازية في معظمها ، ومن هنا صنف النقاد الأدب في نوعين : الشعر والنثر وهذا يتضمن الرواية والقصة القصيرة والخاطرة والمسرحية ........
ويمكن أن نقول هو نشاط اجتماعي لأن المتلقي فيه هو المجتمع وبشكل آخر هو المشارك مع مبدع العمل الأدبي بل يكون ناقدا له حسب تذوقه للعمل أو عدم تذوقه
من هنا جاء السؤال : لمن نكتب ؟
وهنا تحضرني حادثة وقعت لبشار بن برد / الشاعرالعباسي الذي ولد أعمى / عندما قال :
ربابةُ ربّة البيتِ ..... تصبُ الخلَّ في الزيتِ
لها عشرُ دجاجات ٍ...... وديكٌ حسنُ الصوتِ
فوجّه بعضم النقد له قائلين :
كيف تقول هذا الشعر الخفيف وأنت القائل؟ :
إذا ما غضبْنا غَضْبةً ً مُضريّةً ..... هتكْنا حجابَ الشمس أو قَطََرَتْ دما
فأجاب : إنني أكلم جارية اسمها رباب تجمع لي البيض فماذا أقول لها ؟
هل أنزل بشار الشعر من برجه العاجي إلى شعبيته ؟
ونستطيع أن نقول يجب أن يكون الأدب على حسب من يوجه إليه من المتلقين
وفي العصر الحديث انقسم النقاد إلى من يقول :
ـــ الفن من أجل الفن أي أكتب االأدب من اجل الأدب فقط
ـــ الفن من أجل المجتمع : بمعنى أن للأدب وظيفة اجتماعية يجب أن يسهم فيها
وإلا فليُركَنْ في زاوية ما بعيدا عن القراء
ما الوظيفة ؟
حتى نجيب عن هذا السؤال نأخذ الأحداث الكبيرة التي شارك بها الشعر والأدب
ـــ منذ القدم أرّخ أبوتمام لموقعة عمّورية / بلدة تقع الآن في تركيا / وكانت مسقط رأس الامبراطور الروماني ، فعندما اعتدى رجل على امرأة عربية نادت وامعتصماه فسخر منها
ووصل الخبر إلى المعتصم فأجابها لبيك
استشار المنجمين فأشاروا بعدم الذهاب إلى الحرب ولكنه أصر وغزاها وأحرقها مع أنقرة وكان أبو تمام حاضرا فقال قصيدته :
السيف اصدقُ إنباءً من الكتب ِ ........ في حدّه الحدُّ بين الجِد واللعب
بيضُ الصفائح لا سودُ الصحائف ... في متونهنَّ جلاءُ الشك والرِّيَب
والعلم في شهب الأرماح لامعةً ......بين الخميسين لا في السبعة الشهب
من هذه الواقعة فقد أدى الشعر وظيفته التاريخية ، فأرخ للحادثة ومر على بعض الأفكار الاجتماعية من عادة سؤال المنجمين
حتى الرثاء يجعلنا نتذكر بعض القادة العظماء فهذا أبو تمام يرثي محمد بن حميد الطوسي :
كذا فليجلّ الخطْبُ وليفدحِ الأمرُ .... فليس لعينٍ لم يفِضْ ماؤها عذر
توفيت الامالُ بعد محمد ٍ ........... وأصبح في شغل عن السَفر السِّفرُ
فلما سمع بها قائد آخر / لا نتذكره / قال :
(تمنيت أن أكون أنا المرثي لأن من رُثيَ بمثل هذا الشعر لن يموت )
وفي العصر الحديث أخد الأدب دوره في المجتمع سياسيا فعندما نقرأ رواية ( الأم ) لمكسيم غوركي ندرك دور الأدب في تصوير المرحلة النضالية قبل الثورة البلشفية وكذلك رواية الدون الهادئ لميخائيل شولوخوف . (والحرب والسلام ) (لتولوستوي ) وغيرها من الروايات ، أما الكاتب الأمريكي / أليكس هايلي / الأمريكي في روايته ( الجذور )
فيرسم في روايته بشكل مؤثر كيف كان الأمريكي يذهب إلى أفريقيا ويصطاد الزنوج الشباب وياخذهم للعمل كعبيد في أمريكا ويصور طرائق الصيد والتعذيب والمعاملة غير الإنسانية، فقد أرخت الرواية لتفاصيل المرحلة التاريخية
وكم وقف شعرنا العربي في صفوف المناضلين يخاطب فيهم الحس الوطني ويحضهم على الاستمرار في النضال : كقول الجواهري مخاطبا الجماهير في ذكرى نكبة فلسطين :
خذي مسعاك مثخنة الجراح ..... ونامي فوق دامية الصفاح
فتاريخ الشعوب إذا تبنّى .......... دم الأحرار لا يمحوه ماح
وفي حرب أوكتوبر / تشرين / قال الشاعر سليمان العيسى مفاخرا:
مشينا فالصواعق في خطانا ..... وعشب القادسية والظلال
ربطنا الخندقين فلا اغتراب ..... بتاريخ السيوف ولا انفصال
( يقصد خندق المينة المنورة في عصر الرسول وخندق آلون الذي حفرته اٍسرائيل في الجولان )
وعنما غدت التطورات السياسية والاجتماعية تترد مع التطور التعليمي والثقافي وجه الأدب أنظار الناس إلى القضايا الهامة ومنها مشكلة تعليم البنت وحقوق المراة . كقول حافظ إبراهيم :
الأم مدرسة إذا أعددتها ... أعددت شعبا طيب الأعراق
أو احمد شوقي يطالب بالحرية للرجل والمراة وهو يخالف ما كان يتحدث به عندما كان في القصر فقال وهو منفي في أسبانيا :
قل للرجال طغى الأثير .... طير الحجال متى يطيرْ ؟
أوهى جناحيه الحديد ...... وحزّ ساقيه الحــــرير
حرية خلق الإناث لها ..... كما خلق الذكـــــــــور
وهو نفسه يحض العمال على العمل لكن بأسلوب إصلاحي ويدعوهم لأخذ حقوقهم من صاحب العمل برفق :
أيها العمال أفنوا العمــــــــــر كدّا واكتسابا
واعمروا الأرض فلولا سعيكم أمست يبابا
واطلبوا الحق برفق واجعلوا الواجب دابا (( الدأب : الاستمرار )
وتطرقوا إلى مشكلة الظلم الاجتماعي للفلاح والطفل وجميع المظالم الأخرى ، فهل نقول من يوجه النور إلى الظلم فهو يدعو للتخلص منه بأي شكل من الأشكال ؟
وتطرقوا إلى قضايا التخلف العلمي والطبي فهذا الروائي يحيى حقي في روايته ( قنديل أم هاشم )
يوجه المجتمع إلى التخلص من الأدوية الشعبية التي سادت وأثرت في العيون والتخلص من الخرافات ، أو عادة الخذ بالثأر وغيرها
واشهر وظيفة للادب هي في الشعر الفلسطيني فقد كانت الكلمة رصاصة اخرى كما عند سميح القاسم في التحدي للعدو :
هنا لنا ماض .... وحاضر .. ومستقبل ولن نرحل
ومحمود درويش وغيره الذي هاجم بعض رجال الدين المنافقين مما يعني أنه يجب أن يكون للعلماء دورفي حياة الشعوب لأن الأمة ترقى بفكرهم الناضج فهو يهاجم طائفة ممن يدعون أنهم علماء :
في كل مئذنة حاو ٍ ومغتصبُ ..... يدعو لأندلس ٍ إن حوصرتْ حلب / الحاوي : صائد الأفاعي /
وكان لأدب المهجر نصيب في الدعوة إلى الوحدة العربية
هبونيَ عيدا يجعل العرْب وحدة ...... وسيروا بجثماني على دين برهم
أو الإشادة بالشهداء كما عند الشاعر القروي ( شاعر مهجري ):
خير المطالع تسليم على الشهدا .... أزكى الصلاة على أرواحهم أبدا
قد علقوكم بصدر الأفق أوسمة ً ....... منها الثريــّا تلظّى صدرُها حسدا
نخلص إلى القول أن للأدب دورا كبيرا في جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية يجب ألا يتخلى عنه ومن هنا يقول النقاد : إن اهم صفة في الأدب هي الوضوح حتى تصل إلى أوسع شريحة من الناس ، وبذلك يؤدي الأدب دوره في الحياة وقد سمعنا شباب الثورة في تونس يرددون قول أبي القاسم الشابي :
إذا الشعب يوما أراد الحياة .... فلا بد أن يستجيب القدر

عذرا للاختصار

رمزت إبراهيم عليا

ياسر ميمو
05-22-2011, 01:17 AM
أن للأدب دورا كبيرا في جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية يجب ألا يتخلى عنه ومن هنا يقول النقاد : إن اهم صفة في الأدب هي الوضوح حتى تصل إلى أوسع شريحة من الناس ، وبذلك يؤدي الأدب دوره في الحياة وقد سمعنا شباب الثورة في تونس يرددون قول أبي القاسم الشابي :
إذا الشعب يوما أراد الحياة .... فلا بد أن يستجيب القدر







أحسنت أيها الأديب الفاضل




شكراً جزيلاً لك

رمزت ابراهيم عليا
05-22-2011, 06:22 AM
الأخ ياسر
تحيتي مع صبح جميل من صباحات وطني
وباقة ورد شآمي

ألف شكر لمرورك

رمزت

عواطف عبداللطيف
05-25-2011, 01:49 PM
نعم إن للأدب دور كبير في كافة مناحي الحياة
وهناك من الأمثال الكثير
ونرى دور الشعراء في الفترة الحالية ودورهم في إنتفاضة الشعوب ومقارعة المحتل والغازي والوقوف بوجه الظلم

أوجزت وأحسنت أعلقها في صدر البيت
تحياتي

رمزت ابراهيم عليا
05-31-2011, 08:32 AM
الأخت عواطف
عزيزة أنت وغالية
ولا خير في أدب لا يحدو أمام الشعوب يثير حماسها
ولا خير في أديب يجتر قضاياه الخاصة وحدها
وبئس الحرف الذي لا يطرق قلوب الجماهير


تحيتي لك

رمزت

الوليد دويكات
05-31-2011, 04:05 PM
الأستاذ / رمزت

موضوع يتصف بالشمولية وروعة المعالجة وجمال العرض وحُسن التناول
هنا قدمتَ لنا موضوعا قيّما ، واستطعت بأسلوبك أن تجعلنا نتتبع دون شعور بملل
لله درّك من مبدع وفنان

دمت راقيا

الوليد

رمزت ابراهيم عليا
06-01-2011, 05:22 AM
أخي الوليد
تحية صبح مندى بعبير الوطن لمن يشعر بقيمة الأدب والأديب
في زمن التردي واسفاف الاتجاه المقصود
سلمت يمينك أيها الوليد
ودام نبض حرفك


مع المودة

رمزت

الوليد دويكات
06-10-2011, 05:10 PM
راقَ لي المرور من جيد هنا

رمزت ابراهيم عليا
06-15-2011, 08:39 PM
أخي الوليد
أفرش لك الورد وأنت في ضيافة حرفي المتواضع
وأهمس لك ولمن تحب أهلا بكم في رياض الأدب والشعر وانت نبراسه
دمت أخا

رمزت

هشام البرجاوي
09-09-2011, 04:14 PM
إحدى وظائفه العليا : الاستباق

و قد شاهدناها في رواية الحرب و السلام

بين طياتها...تبدى الأديب - الظاهرة

و النزوع الغائي للفعالية الأدبية

دمت مبدعا

شاكر السلمان
09-09-2011, 09:26 PM
دمت رائعاً وأنت تتحفنا بالمفيد

لك التحية والتقدير

رمزت ابراهيم عليا
09-09-2011, 09:55 PM
أخي هشام البرجاوي
تحيتي لك وألف شكر لرأيك
والأديب هو حادي القوم في مجالات الحياة

دمت أخا

رمزت

رمزت ابراهيم عليا
09-09-2011, 09:56 PM
أخي شاكر السلمان
تحيتي لك
وألف شكر لحرفك

دمت أخا

رمزت