المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خاطرة : من لامكان\للأديبة :سلوى حماد \ قراءة : لسفانة بنت ابن الشاطئ


سفانة بنت ابن الشاطئ
07-08-2011, 10:32 AM
قراءة لخاطرة لامكان للأديبة : سلوى حماد
بقلم : سفانة بنت ابن الشاطئ


إقتباس :



أكتب من لا مكان لإنني أكتشفت بإن كل الأماكن تتشابه،


وكل الوجوه المختبئة خلف الأقنعة تتشابه،


وكل الحكايا على مسرح الحياة تتشابه


هي أدوار نتبادلها، هناك من يأخذ دور البطولة المطلقة وهناك من يبقى كومبارس حتى أخر مشهد،


الغالية سلوى أسعد الله اوقاتك :
من لا مكان كانت البداية عنوان آسر يجذب المتلقى له بعد عميق حيث نستنبط منه عدم الاستقرار .. انسان تائه ..
كما أن تحديد المكان بالحب لا علاقة له بالمشاعر التي تنمو وتترعرع على أحاسيس داخلية .. ارتباط روحي بعيد عن الماديات ..
دخلت بعدها لتحديد الفكرة الأساسية التي تدور حولها المعاني .. ربط بين تشابه الأماكن فلا فرق بين مكان وآخر .. وجعلت الوجوه ( المخبأة ) أيضا تتشابه فلا
فرق بينها مادام هدفها الخداع .. الغدر .. الغش ..
وبالتالي ستكون الحكايات على مسرح الحياة تتشابه .. فقط هنالك تبادل للأدوار بين الممثلين الأساسين وهم أبطال الحكايات .. وأما من كان كومبارس يبقى مكانه حتى النهاية
هنا كانت الذات الشاعرة المتألمة تعكس نظرة سوداء اثر حدث معين .. فتدافعت الدفقة الشعورية الداخلية لتصطدم مع الخارج مع تنامي للفكرة .. تأسيس لما سيأتي .

إقتباس :



من نقطة مفصلية في عمر الزمن إستحضرت حكاية امرأة عاشت في حضن الأساطير وحكايا عشاق العصورالوسطى، امرأة اختارت دون وعي منها أن تبقى كومبارس،


امرأة صعقها الحب فتوقف عمرها عند تلك اللحظة ففقدت توازنها ، وجرفتها دوامة المشاعر المتحركة إلى نقطة عمياء لم تعد ترى فيها حقيقة الأشياء،


هنا ثبات في الرؤيا ووضوح وتحديد الهدف .. عودة للأساطير وانتقاء خطوة البداية منها فكرة جميلة . مع اسقاط هادف للأحداث وتشابك بين المعنى .. القائم على قصة عشق إمرأة ( جرفتها دوامة المشاعر ) إذا هنالك فعل حدث حقق ردة فعل أخرى .. فكانت النتيجة ( نقطة عمياء ) ..

إقتباس :



سأدير شريط الذكريات لنستمع سوياً للحكاية بنبضها:


في بحر من الأوهام كانت البداية


كنت كحورية البحر


تستهويني حبات الرمل


فأشاكسها بأطرافي


وأرسم ببسماتي حروف وكلمات


فحكاية تليها حكاية


شاردة كنت صوب السراب


أبحث عن الماء خارج حدود البحر


وأمارس سذاجتي الأنثوية بجدارة


كنت أموت اختناقاً خارج رئتي المشبعة به


وأموت غرقاً في رمال التيه التى لا تحمل وشم خطواته


التقيته في دروب عانق فيها لهاثي دهشتي عند أول منعطف في خارطة القدر،


من خلال إدارة شريط الذكريات نقلت لنا المشهد بتفاصيل تخص العاشقة وهنا كثر تكرار الفعل ( كنت ) لأن الحدث يعود للماضي .. وكانت البداية بالاعتراف .. ثم بدأت الولوج إلى التفاصيل .. وكانت مبنية على خلاصة معينة وهي أن ما كانت غارقة فيه ماهوإلا ( بحر من الأوهام ) .. ثم بدأت في الحديث عن ننفسها وتحديد صفات لها ... [ حورية \ تستهويها الرمال \ كثيرة التفاؤل والإبتسام \ خيالية \ ساذجة ولكن حددت نوع سذاجتها ( في حدود أنوثتها )..] تموت غرقا ( في الرمل ) وهذه صورة عميقة تحمل آثار خطاه . ثم تبدأ في وصف كيف كان اللقاء .
وإذا أتينا على الصور البديعة نستطيع أن نأخذ :


إقتباس:

وأرسم ببسماتي حروف وكلمات


كناية عن التفاؤل والأمل المستمر


إقتباس:

شاردة كنت صوب السراب
أبحث عن الماء خارج حدود البحر

هنا إثبات لحالة التي بدأت بها وهي أنها (عمياء ) ، كانت رؤاها شاردة نحو اللاشيئ نحو ال( السراب ) ولذلك كانت تبحث عن المستحيل (عن ماء خارج حدود البحر )

إقتباس:

وأموت غرقاً في رمال التيه التى لا تحمل وشم خطواته


هنا صورة تثبت حالة التيه التي أقرت بها ، التي انعكست من صورة جديرة بالتأمل (غرق في الرمل ) ، وهذه إثبات آخر على نفس الحالة وأيضا على عمق الحب الذي يسكنها وما أوصلها إليه ..
هنا في هذا الجزء مازلنا في مسار واحد وهي الحالة الشعورية الداخلية السائرة في ذات المسار ..

إقتباس:



التقيته في دروب عانق فيها لهاثي..


دهشتي عند أول منعطف في خارطة القدر،


تحول للمشهد لتعيدنا إلى اللقاء الأول الذي جمعها به ووصفت دهشتها ورغبتها (الاهثة ) جموح الرغبة .. دهشتها لأول نقطة تحول في حياتها ..

،
،
،



(يتبـــع )

شاكر السلمان
07-08-2011, 11:14 AM
يعني يصح القول إن قلنا ان اللؤلؤ يبقى بلمعانه بل يزيد كلما تجدد عليه الشروق

سلمت غاليتي

يوماً بعد آخر أرى تألقك في ازدياد

وتحية لصاحبة النص استاذتنا سلوى حماد

تقديري

تواتيت نصرالدين
07-08-2011, 08:39 PM
الأديبة المحترمة سفانة
قراءتك لخاطرة اللامكان اختيار جميل فالعنوان جداب
ويوحي إلى التيه الدي تجلت معالمه في النص
تقبلي تحياتي مع دعائي لك بالتوفيق
دمت في رعاية الله ونحن في انتظار بقية القراءة
في جزءها الثاني

الوليد دويكات
07-08-2011, 08:54 PM
هنا نقف أم عملة ثمينة لها وجهان
وجه لأديبة قامتها باسقة ، وحرفها يلامس الروح ..الأديبة سلوى حماد
ووجه لقارئة تُجيد الغوص والإبحار ، تملك أدوات رائعة ...المبدعة سفانة

وبين الوجهين / كان النصّ وكانت القراءة ...وبينهما كنتُ أنا ...
أشعر بحالة من التجلي ...حالة من السفر بينهما


سلوى حماد / سفانة

رائعتان أنتما


الوليد

سفانة بنت ابن الشاطئ
07-10-2011, 05:08 AM
يعني يصح القول إن قلنا ان اللؤلؤ يبقى بلمعانه بل يزيد كلما تجدد عليه الشروق


سلمت غاليتي

يوماً بعد آخر أرى تألقك في ازدياد

وتحية لصاحبة النص استاذتنا سلوى حماد


تقديري


الراقي شاكر السلمان صباح جميل محمل بكل الخير والسعادة

لم أجد الكلمات التي تناسب هذه الحروف الراقية .. وتعبر عن سعادتي

بهذا المرور المميز ... سوى أن اشكرك لتواجدك البهي ولرأيك الذي

أعتز به الذي يشجع الإنسان لبذل الأفضل دوما .. أتمنى أن تتباع بقية

الأجزاء .. لك مني خالص آيات التقدير والإحترام


مودتي المخلصة


سفــــــانة

سفانة بنت ابن الشاطئ
07-10-2011, 05:13 AM
الأديبة المحترمة سفانة
قراءتك لخاطرة اللامكان اختيار جميل فالعنوان جداب
ويوحي إلى التيه الدي تجلت معالمه في النص
تقبلي تحياتي مع دعائي لك بالتوفيق
دمت في رعاية الله ونحن في انتظار بقية القراءة
في جزءها الثاني

الراقي نصر الدين تواتي أسعد الله صباحك بكل خير ونهارك سعيد
فعلا الخاطرة كانت سبب هذه القراءة التي أتمنى أن تروق لك كل
أجزائها .. و الضياع بين الواقع والخيال عند البطلة قبل ان تستقر
على قرار أخير هو ما حفز قلمي لها ..
لك \ لمرورك \ لحروفك كل التقدير ومشاتل من الياسمين الدمشقي

مودتي المخلصة

سفـــــانة

سلوى حماد
07-10-2011, 09:02 AM
الغالية سفانة،
يسعدني أن تكوني أنت من يغوص في عمق النص ويشرحه أدبياً لما لك من ذائقة رفيعة المستوى وأسلوب أدبي مبهر يضيف للنص الأصلي قيمة.
من لا مكان خاطرة مستوحاة من تجارب لمن حولنا ، حاولت ان أركز فيها على علاقة خاصة جداً وهي العلاقة بين رجل وامرأة ، هذه العلاقة التى تتعرض غالباً لتذبذبات وجدانية كثيرة ولذلك تكون الكتابة عنها ثرية بالمشاهد والعبر.

سأنتظر بفارغ الصبر ما تجود به ذائقتك على النص لأرى إلى أي مدى استطاعت سفانة أن تغوص في النص.

لك مشاتل من التوليب بكل الألوان ولقلمك الرشيق حفنة من الورق حتى لا يتوقف عن الإبداع،

مودة لا تبور،

سلوى حماد

سفانة بنت ابن الشاطئ
07-10-2011, 04:43 PM
هنا نقف أم عملة ثمينة لها وجهان


وجه لأديبة قامتها باسقة ، وحرفها يلامس الروح ..الأديبة سلوى حماد
ووجه لقارئة تُجيد الغوص والإبحار ، تملك أدوات رائعة ...المبدعة سفانة

وبين الوجهين / كان النصّ وكانت القراءة ...وبينهما كنتُ أنا ...
أشعر بحالة من التجلي ...حالة من السفر بينهما


سلوى حماد / سفانة

رائعتان أنتما



الوليد


[ هنا نقف أمام عملة ثمينة لها وجهان ]

الراقي الوليد دويكات تحية مسائية محملة بعبير الأمل والسعادة

اخترت هذه الجملة لأنها تبرز سبب اختياري لهذه الخاطرة فهي ذات

أبعاد وخلفية عميقة .. كما أنها تحمل الكثير من الصور البديعة ..

ناهيك لتماشيها مع الواقع الذي كثرت فيها الشخصيات المشابهة

لشخصية البطل .. أيضا ما يشابه البطلة من صفات تكاد نشعر

لوهلة أنها خرافية لكنها فعلا هي موجودة أيضا .. تمنيت لو

قرأت كل الخاطرة فهي تستحق القراءة والوقوف أمام جمالية

الأسلوب .. سأنتظر متابعتك لبقية القراءة فكن بالقرب ..

مع خالص تقديري واحترامي


مودتي الخالصة


سفـــــانة

سفانة بنت ابن الشاطئ
07-11-2011, 08:09 PM
الغالية سفانة،
يسعدني أن تكوني أنت من يغوص في عمق النص ويشرحه أدبياً لما لك من ذائقة رفيعة المستوى وأسلوب أدبي مبهر يضيف للنص الأصلي قيمة.
من لا مكان خاطرة مستوحاة من تجارب لمن حولنا ، حاولت ان أركز فيها على علاقة خاصة جداً وهي العلاقة بين رجل وامرأة ، هذه العلاقة التى تتعرض غالباً لتذبذبات وجدانية كثيرة ولذلك تكون الكتابة عنها ثرية بالمشاهد والعبر.

سأنتظر بفارغ الصبر ما تجود به ذائقتك على النص لأرى إلى أي مدى استطاعت سفانة أن تغوص في النص.

لك مشاتل من التوليب بكل الألوان ولقلمك الرشيق حفنة من الورق حتى لا يتوقف عن الإبداع،

مودة لا تبور،

سلوى حماد

الغالية على القلب سلوى يسعدني أن تمري من هنا وأن تتركي هذه الكلمات الرائعة ،، وأن تنال القراءة مكانا لدى ذائقتك ،، وأنت تعلمين حبيبتي أن ما كتبته هو رائع حقا وهو من حفز قلمي للقيام بهذه القراءة التي أتمنى أن تتابعيها ،، وقد قسمتها لأجزاء حتى تأخذ حقها ولا تعكس ملل لدى المتابع معنا
لك من يكل الحب ومشاتل من الياسمين الدمشقي

مودتي المخلصة

سفــــــانة

سفانة بنت ابن الشاطئ
07-11-2011, 08:40 PM
خاطرة :من لامكان( الجزء الثاني )



للأديبة :سلوى حماد



قراءة : لسفانة بنت ابن الشاطئ



إقتباس :



كان هناك ينتظر بعدة ساحر


وبعصا المشاعر قلب الموازين


هنا أظهرت سبب هذا الجموح .. الدهشة ..داء العمي .. حيث شبهته بساحر يحمل عصا سحرية ولكن حددت مفعولها وعملها ( هي عصا المشاعر ) حيث قلبت الموازين وغيرت مسار حياتها ..

إقتباس :


فكان غنوتي الأكثر عذوبة رغم قسوته


وأيقونتي الأكثر سحراً رغم غموضه


وإحساسي الأكثر تلقائية رغم تكلفه


وفرحي الأكثر طفولية رغم الغصات


وجنوني الأكثر عقلانية رغم ضبابية أفكاره


هنا بدأت بوصف أنه غنواتها \\ رغم قسوته
أيقونتها الأكثر سحرا \\ رغم غموضه
إحساسها الأكثر تلقائيا \\ رغم تكلفه
جنونها الأكثر عقلانية \\ رغم ضبابية أفكاره

هنا لو لاحظنا أرادت أن تظهر لنا أن حبها كان كبيرا لدرجة أنها كم تغاضت عن ما يكتنف شخصيته من ( قسوة – غموض – تكلف – ضبابية افكاره ) يقابلها ( غنوتها – اكثر سحرا- اكثر تلقائيا – جنون اكثر عقلاني ) وكلنا يسهل علينا أن نستنيج أي نوع من الإناث هي وأي نوع من الرجال هو .. كم الفرق كبير بين حبها له وحبه لها ..


إقتباس :



كان لقائي به كرنفالياً


ووداعي له مترنحاً


كان حرفه المذهل يدير رأسي حتى الثمالة،


وانحراف مزاجه يسيرني عكس دورة الزمن فأنكفئ على نفسي وتنفلت مني ساعات فرحي وترقبي،


هنا أرادت أن تبين لنا أن رغم كل ما وصفته به من صفات كان اللقاء به إحتفاليا تغمره الفرحة ، لكن الوداع كان ( مترنحا ) وهذه الكلمة تعكس الفرق بين لحظة اللقاء التي تغمرها سعادة وبين لحظة الفراق الذي تترنح فيه المشاعر وتنزاح الى الحزن أكثر ..
وثم تظهر لنا صفة للحبيب وهي : أنه كاتب إما نثرا او شعرا او الإثنين معا ، حيث قالت أنها تعشق كل حروفه كيفما كانت ووصفتها ( بالمذهلة ) من عشقها لها تصل بها الحالة إلى درجة الثمالة ، ثم تؤكد لنا على على انه منحرف المزاج وصعب الطباع ، لكنها أيضا أظهرت أنها استطاعت بفضل مشاعرها أن تتماشى مع دوران مزاجه ، لكن هذا جعلها تشعر بضياع وتشتت والإنطواء ، وتصبحت تمضي ساعاتها في ترقب مستمر وهذا احساس قاتل كالموت البطيئ .

إقتباس :



حكايتي معه جعلتني مدمنة ورق وحبر ودموع،


أبدأ صباحي بكوب من الدموع بحجم البحر


أتبعه بتنهيدة تنهي إفطاري الحزين


وبنهم المدمن أرتمي بين حفنة أوراقي ،


أسطر في ثناياها مشاعري المكشوفة،


كنت أستعذب نزف الحبر من مسامات قلمي وأمرغ اصابعي به لأتقاسم الوجع مع ورقي الذي أنهكته مشاعري.


تستمر بسرد التفاصيل فتدخل لعالم الحزن .. الدموع .. وبين هذا وذاك انعكاس لحالة حب قوية جارفة .. رغم كل ما يكوِّن شخصيته هي تعشقه حد الجنون وربما ما تتصف به شخصيته هو سبب الاول لإنجذابها له .. ولأنها مدمنة لكل ما يكتب عكس عندها حب كبير
( للورق – حبر – دموع ) وهنا مزجت بين امرين الورق والحبر الذي ينسجمان \\ والدموع
وإذا احببنا الغوص خلف المعنى نجدها تقول : ان أحبته رغم كل ما به من صفات صعبة وقاسية ومزاجية ورغم ما يتصرفه معها :لكن مع الوقت سبب لها حالة نفسية صعبة بحيث (اصبحت تنكفئ على ذاتها )تلجأ للورقة والقلم تضع حروف مشاعرها مغمسة بالدموع التي هي نتاج تصرفاته ومزاجيته القاتلة ( وفعلا ما اصعب المزاجين ) وما أصعب ( القرب و البعد ) ( والحب واللاحب ) هي حالات تجعل الذات الشاعرة في حركة دائمة وعدم استقرار نفسي وعصبي وتركيز ذهني .. يؤدي هذا الاحساس الرهيب الى حد الإكتئاب والياس ..
يرافق الحزن والألم يومها منذ الصباح فتبحر في تفاصيل هذا الإحساس ..


إقتباس :



أبدأ صباحي بكوب من الدموع بحجم البحر


أتبعه بتنهيدة تنهي إفطاري الحزين


: افتتاح النهار يكون بكوب دمع حددت حجمه بحجم البحر وهذا كناية عن بكاء شديد متواصل لا حدود للدموع فيه .. وتنهدات التي تتوالى توقف الشهية وتكف عندها رغبة تناول الإفطار .
ولترفع درجة المعاناة التي اصبحت لا تحتمل .. تقول :


إقتباس :


كنت أستعذب نزف الحبر من مسامات قلمي


وأمرغ اصابعي به


لأتقاسم الوجع مع ورقي الذي أنهكته مشاعري.


ما أجمل هذه الصورة التي تبني على الوجع قصص حكايات حيث عكست حالة النزيف الداخلي لديها نزيف القلم وأعطته صفة انسانية ( نزف – مسامات ) ثم تصف الالتصاق بين القلم واصابعها التي تتلون بلون الحبر أعطى عندها حالة من الراحة لأن هنالك من يشاركها حزنها وألمها واعترفت أن كم الالم الذي سكبته على أوراقها من خلال القلم والحبر كبير حيث قالت ( انهكته مشاعري ) وهي عائدة عن ورقها طبعا ، كما نستطيع أن نجزم على صف مهمة عندها وهي تعلقها بما تحب وإصرارها على الثبات والتواصل وحالة الإلتصاق ..

إقتباس :
انتظرت طويلاً لعله يقوم بمبادرة لتبدد عتمة سمائنا الملبدة بالشك والغموض، لكنه كان دائماً مشغولاً بترتيب رهاناته، وفي غمرة انتصاراته فشل في رهانه على صبري عندما أعلن صبري التمرد على الصبر،

هنا صورة بديعة ( لثورة الأنثى المتألمة )التي أحبت بإخلاص وتفانت بحبها واخلصت وكانت رمزا للوفاء عندما تتخطى الأمور حدود التحمل تقلب الطاولة راسا على عقب .. الانتظار مع الحب احساس ايضا قاتل .. يراهن الحبيب على صبر ومسامحة الحبيبة لكنه لا يعلم ان هنالك حد فاصل بين الصبر وبين الكرامة بين التحمل وبين إنهاك .. عذاب الإنتظار هو موت بطيئ قاسي اقسى من قلبه ومن تصرفاته ..

إقتباس :

صنفت كذباته المفضوحة في فئة الكذب الأبيض
حتى لا أخدش صورته
التى احتلت الصدارة في تاريخ ذاكرتي البعيد والقريب،

هنا نجد ها تحدد الطريقة التي تتعامل بها معه وكيف تحملت تصرفاته .. هي تعرف أنه يكذب وهذا شيئ واضح من خلال تحديد لفظ ( كذباته المفضوحة ) أي هي ارادت أن تراها كذب بيضاء ، ياااااااه وكل هذا من أجل أن تحافظ على صورته المتصدرة ذاكرتها ، وهذا التصرف طبعا لا يقوم به غلا من أحب بصدق .

إقتباس :

كنت أشفق عليه من مجهود تبديل الأقنعة
فأنا لست مشاهدة عادية،
كان عليه ان يكون ممثلاً بارعاً
حتى يقنعني ولو لحظياً بمصداقية المشهد.

هي تعلم ما يقوم به وصورته واضحة كانعكاس المرآة للأشياء وتعلم انه فنان في تبديل الأقنعة لكنه للأسف فاشل في التمثيل لم ولن يستطيع خداعها ،

إقتباس :
حاولت أن أتجاوز كل هفواته وزلاته
وأن أغض الطرف عن دلائل تدينه
لأبقي على شعرة ود حرصت على ان لا تنقطع،

كل محاولاتها التي قامت بها هي سلسلة من الرغبة في الحفاظ عليه( هفواته – زلاته – دلائل تدينه ) ولو من خلال شعرة رقيقة تربط بينهما ( الود )

سفانة بنت ابن الشاطئ
07-13-2011, 06:31 PM
خاطرة :من لامكان( الجزء الثالث )





إقتباس :



حاولت أن أحتفظ بالحد الأدنى من الحميمية ليبقى القلب دافئاً ،


لكن قطبنا الجليدي بقي بارداً خالياً من أي حياة


إلا من ومضات ترقب كانت تزور مخيلتي من آن لأخر.


تدق ساعة في وجداني اللحظة تعلن عن انتهاء الوقت


تذكرني كتلك التى كانت بقاعات الامتحان،


بقى من الزمن ساعة ...


نصف ساعة ...


ربع ساعة ....


عشر دقائق...


خمس دقائق....


.


.


.


انتهى الزمن...




هي من جهتها حاولت وكثيرا لكن هو اين هو في كل ما قرأنا ...؟ بعد كل هذا النضال الطويل والمتعب والمنهك للأعصاب ،، لم تكن النتيجة كما تتمنى بل تسلل الجليد الى المشاعر لا حياة فيه إلا من بعض الومضات ( أي وقفات استرجاع من الذاكرة ) ، لكن الوقت قد تعدى المساحة الممنوحة له ( فساعة الوجدان ) اعلنت انتهاء الوقت وتوقف الزمن عند تلك المرحلة وكان قرار الرحيل ، إلزاميا فقد انتهى الوقت واحترق معه الصبر،




إقتباس :



كان لزاماً علي أن ألملم أوراقي وأرحل..


تعودت أن أترك رسالة قبيل رحيلي ورسالتي له كانت:


لقد استهوتك الغزوات العاطفية والغنائم العشقية فخذلت في نشوة انتصاراتك قلباً ولد على كفيك، كانت رهاناتك رابحة دائماً لإنك تملك كل الأدوات،


حفنة من كلمات تكررها هنا وهناك،


ومساحات شاسعة من الخيال تحيك فيها قصصاً وروايات،


وأقنعة تلائم كل المشاهد،


فاهنأ بقلب لم أعد بحاجة له وأختر له مكاناً بين غنائم انتصاراتك يليق بحجم حكاياتنا.



هنا تأخذنا للحظات الأخيرة بتفاصيلها فتقول : قبل الرحيل ( تعودت ) أن تترك له رسالة اذا هنا كلمة ( تعودت )كناية على الرحيل المتكرر
( لقد استهوتك الغزوات العاطفية والغنائم العشقية [فخذلت ] في نشوة انتصاراتك)
هنا تقوم بطلة القصة في رسم صورة هذا العشيق الذي وصفته : (بصاحب الغزوات العاطفية) إذا هو مترنح المشاعر كثير التردد لا يملك استقرار نفسي ولا عاطفي ، ينجرف خلف أهوائه دون الإكتراث بما خلف وراءه ولا ما هو أمامه بالتالي هو انسان اناني مغرور ، يعتمد على عصا المشاعر في كل غزوة جديدة .. ( حفنة كلمات + خيال خصب + اقنعة مختلفة ) وهذه هي مقومات نجاحه للأسف ..
ثم تقول له : إهنأ بهذا القلب وانها متنازل عنه وعن حبه وليبحث له عن مكان آخر بين
غنائمه إذا وجد من هي مثلها او مثل إخلاصها ووفائها وتحملها وحبها له لذلك ثم تترك له رجاء في ان يضع قلبه في مكان يكون مثل قصتهما او أكثر .



إقتباس :



لا تشعر بالذنب عزيزي اذا ما لفحك الحنين ذات فراغ،


لإنني حتماً سأكون قد تحررت من استبداد ذاكرتي التى أحتكرتها تفاصيلك وسأحلق كاليمامة بذاكرة عذراء الى اللامكان.



** ** ** ** ** ** ** **


ثم تأتي الخاتمة فتختم مؤكدة على رحيل ، وتقول له : لا تظن أنك إذا ما اجتاحك الحنين إلى حبي ( بسبب فراغ عاطفي ما ) أن تعود .. ( حتما ) وهنا توكيد على أنها سوف يكون مكانه في عالم النسيان ، حيث تقول ( سأكون قد تحررت من استبداد ذاكراتي التي احتكرتها تفاصيلك )
وأيضا تصف حالتها الجديدة بعد الإنعتاق من حبه أنها سوف ( سأحلق كاليمامة بذاكرة عذراء إلى اللامكان ) ، إذا تحرر يليه تحليق ، يليه ذاكرة عذراء خالية من تفاصيله ، ومن اللامكان دليل على الحرية التي ستشعر بها بعد أن تطير من سجن حبه ..

ولكن كل هذا يأتي من خلال حديث مستقبلي في علم الغيب لا تعكس الحالة الحقيقية لها أثناء كتابة الرسالة فهي تحبه لدرجة العبادة ، وهي قادرة على مسامحته إذا ما تراجع وشعر بغلطه وإلتزم معها ،
و أن هذه الرسالة كتبتها في لحظة يائسة فهي أيضا تعترف أنها تتطلب وقت غير محدد لنسيانه ،، وهذا ليس بالأمر البسيط بعد كل هذا الحب الذي فاق المعقول ،، ويبقى الحل عنده دوما حيث الرد والموقف الذي يتخذه بعد استلامه الرسالة تحدد ملامح المستقبل ،، وأيضا أن من يحب كل هذا الحب لا يستطيع ان ينسى أبدا ومستحيل أن تعود الذاكرة عنده عذراء حتى لو امتلأت بالأسى وبالمواقف المحزنة فهي قابعة في مكان ربما يبتعد قليلا ولكن لابد من أن يطفو على السطح من جديد كل ما تهيئت الظروف الداخلية والخارجية ، وتساقطت الأحداث عليها .

الغالية سلوى : هذا النص من أجمل ما قرأته لك ، حيث استطعت ان تتحدث باستفاضة عن حالة واقعية وشخصيات تتكرر في حياتنا اليومية من خلال الولوج إلى عالم العلاقة بين حبيبين بأسلوب مميز وحبكة جميلة بنيت عليها الحالة الشعورية ، وكانت القفلة ايضا غير محددة الملامح وهذا يضيف للنص ، بحيث من يقرأها للوهلة الأولى يعتقد ان الحسم كان في النهاية لكن ربما تكون هي ذاتها نقطة للبداية .. وقد كان البناء متنامي مع استخدام الأفعال بصيغة الماضي لتخدم حالة التذكر.. وأخرى في المستقبل .. وكان طاغيا الذات المتألمة تراكم جواني مع التقاء بواقع صادم براني انتج هذه الكلمات التي تعال فيها صوت حديث النفس ..


انتـــــــــــــــهى

)(
)(
)(

( سفـانة بنت ابن الشاطئ )

سلوى حماد
07-14-2011, 02:46 PM
الرائعة سفانة،

مازلت تحت تأثير دهشتي وإعجابي لهذا التشريح الأدبي الباذخ،

سأعود بتعليق يليق بهذا الإبداع،

قبلة لقلبك ومشاتل من التوليب،:1 (41):

سلوى حماد

سفانة بنت ابن الشاطئ
07-15-2011, 01:06 PM
الرائعة سفانة،

مازلت تحت تأثير دهشتي وإعجابي لهذا التشريح الأدبي الباذخ،

سأعود بتعليق يليق بهذا الإبداع،

قبلة لقلبك ومشاتل من التوليب،:1 (41):

سلوى حماد


الغالية سلوى حماد صباحك محمل بعبير الأمل وجمعة مباركة
يسعدني غاليتي أن تنال القراءة إعجابك ..
أسعدني هذا المرور الجميل .. سأنتظر مرورك الثاني
بكل حب مع مشاتل من الياسمين الدمشقي

:1 (5): مودتي المخلصة :1 (5):

سفـــــــــانة

عواطف عبداللطيف
08-13-2011, 02:23 PM
ذائقة مميزة
وأسلوب جميل
وأنتِ تغوصين في عمق النص
ابنتي الغالية
دمت بخير
محبتي

وللغالية سلوى
كل التقدير

سفانة بنت ابن الشاطئ
09-19-2011, 10:32 PM
ذائقة مميزة
وأسلوب جميل
وأنتِ تغوصين في عمق النص
ابنتي الغالية
دمت بخير
محبتي

وللغالية سلوى
كل التقدير
سيدة النبع الفاضلة أديبتنا وشاعرتنا مساء يرفل بالمحبة والأمل

شكرا لهذا التقدير .. ولحضورك المميز الذي أضاء

المتصفح .. سرني ان تلقى هذه القراءة مكانا

رفيعا لدى ذائقتك المميزة

تقبلي مني كل التقدير ومشاتل من الياسمين


مودتي المخلصة

سفــانة