كوكب البدري
07-11-2011, 02:07 PM
أمل بورتر ، الغيمة السّومرية
بقلم / كوكب البدري
http://www.brob.org/bohoth/immage/amalporter.jpg
إنّها سحابة ٌ من الألون ، بل إنّها تجيد ان تمنح الدفءَ كلماتٍ ؛تجعله يتحدث بها عن نفسه ، فبين لوحاتها ورواياتها ومؤلفاتها ..تنمو الدهشة وتكبر، حتى تصير غابات من ذهول ..
فحين التمعن بتاريخ وظروف ولادتها ؛تهبط أمطار اليقين صوب القلب بأن ّ الحب أقوى من مسميات الحرب ، وسطوة جنرالاتها ، فالأب ، المهندس الأنگليزي ؛عشق العراق وعشق فتاة عراقية في زمان حرب ٍ واحتلال ،فكانت أمل ثمرة زواج وحب في العام 1941- الذي كان من أقسى الأعوام التي مرت على العراق -، فنبتت محبة للفن والجمال في تلك الأرض الغارقة بالثورات والدّماء والأحلام ...
أنهت دراستها في معهد الفنون الجميلة في بغداد ، ونالت شهادة الماجستير من الإتحاد السوفيتي، لتعود إلى العراق مجددا ،وتحديدا حيث سحر العصور والتاريخ متجمعا في المتحف العراقي ، فبدأت بتدريس التاريخ والآثار لطلبة المدارس عن طريق الرّسم ، وكأنّها كانت تحاول ترميم الجسر بين التاريخ والأجيال المتعاقبة ، لكن الظروف السياسية قد صادرت منها فرصة إكمال بناء هذا الجسر ، فتودعه غارقة في النّكبات نحو لندن متخذة الفن من جديد ملاذا وجسرا روحيا وسماويا يربطها بالعراق ، وكي تغالب صدمة وفاة زوجها؛ المخرج يوسف جرجيس تفرغت للدراسة من جديد في لندن فحصلت على ماجستير ثانية في الفن وواصلت المسير كباحثة ٍ أكاديمية في الفن وأستاذة في احد الجامعات الأنگليزية والسويد والدنمارك وعمان ..ومستشارة العلاقات الفنية – الثقافية للأقليات العرقية .
وفي منفى الاغتراب تطل عيناها نحو العراق ، صوب المرأة العراقية ، تفتش عن جسر ٍ جديد يمكنها من مسح دموع العراقيات الصابرات المحتسبات خلف أسوار حصار ٍ أهلك فلذات اكبادهن ،وطمس معالم أنوثتهن وعمرهن ، وبين نيران الاحتلال والإرهاب ، فكانت لوحاتها "عراقيات " كحكايات وجع ٍ وهم ٍّ عراقي موغل في الليل والانتظار لصبحٍ مجهول الملامح ، بات بعيدا ، "لكنَّها هذه المرأة العراقية لن تسقط ؛ فقد رسمتها واقفة ًَ تتطاول مع الزمان والنّخيل وترد غوائله "
ولو عدنا إلى الوراء قليلا ً لوجدنا أنّها أتجهت لرسم الغيوم ، هذا الأسلوب اتبعته بعد محنتها وخروجها من العراق وموت زوجها لتفتش عن الغيوم المعطاء للخير والمطر عن الأنسانية ، فكانت هذه اللوحات مفعمة بالألوان ، تبعد الضغينة والسوداوية ... والفتن" (1)
إنّها في كل دورة للدماء والتشظي ؛تنقب في تاريخ الحضارة العراقية ،لتصنع بألوانها جسورا من جمال وألفة ،وفراشات نقاء ،وظلال وارفة من العشق ... فهو الحل الأمثل لشوارعنا المصبوغة بالدم ،وسماواتنا المفعمة بالضغينة ...
1) اللون الأحمر مقتبس من مقال للفنان التشكيلي العراقي حسين الهلالي
http://www.alnoor.se/images/gallery/gallari_2/news/news_23/38.jpg
بقلم / كوكب البدري
http://www.brob.org/bohoth/immage/amalporter.jpg
إنّها سحابة ٌ من الألون ، بل إنّها تجيد ان تمنح الدفءَ كلماتٍ ؛تجعله يتحدث بها عن نفسه ، فبين لوحاتها ورواياتها ومؤلفاتها ..تنمو الدهشة وتكبر، حتى تصير غابات من ذهول ..
فحين التمعن بتاريخ وظروف ولادتها ؛تهبط أمطار اليقين صوب القلب بأن ّ الحب أقوى من مسميات الحرب ، وسطوة جنرالاتها ، فالأب ، المهندس الأنگليزي ؛عشق العراق وعشق فتاة عراقية في زمان حرب ٍ واحتلال ،فكانت أمل ثمرة زواج وحب في العام 1941- الذي كان من أقسى الأعوام التي مرت على العراق -، فنبتت محبة للفن والجمال في تلك الأرض الغارقة بالثورات والدّماء والأحلام ...
أنهت دراستها في معهد الفنون الجميلة في بغداد ، ونالت شهادة الماجستير من الإتحاد السوفيتي، لتعود إلى العراق مجددا ،وتحديدا حيث سحر العصور والتاريخ متجمعا في المتحف العراقي ، فبدأت بتدريس التاريخ والآثار لطلبة المدارس عن طريق الرّسم ، وكأنّها كانت تحاول ترميم الجسر بين التاريخ والأجيال المتعاقبة ، لكن الظروف السياسية قد صادرت منها فرصة إكمال بناء هذا الجسر ، فتودعه غارقة في النّكبات نحو لندن متخذة الفن من جديد ملاذا وجسرا روحيا وسماويا يربطها بالعراق ، وكي تغالب صدمة وفاة زوجها؛ المخرج يوسف جرجيس تفرغت للدراسة من جديد في لندن فحصلت على ماجستير ثانية في الفن وواصلت المسير كباحثة ٍ أكاديمية في الفن وأستاذة في احد الجامعات الأنگليزية والسويد والدنمارك وعمان ..ومستشارة العلاقات الفنية – الثقافية للأقليات العرقية .
وفي منفى الاغتراب تطل عيناها نحو العراق ، صوب المرأة العراقية ، تفتش عن جسر ٍ جديد يمكنها من مسح دموع العراقيات الصابرات المحتسبات خلف أسوار حصار ٍ أهلك فلذات اكبادهن ،وطمس معالم أنوثتهن وعمرهن ، وبين نيران الاحتلال والإرهاب ، فكانت لوحاتها "عراقيات " كحكايات وجع ٍ وهم ٍّ عراقي موغل في الليل والانتظار لصبحٍ مجهول الملامح ، بات بعيدا ، "لكنَّها هذه المرأة العراقية لن تسقط ؛ فقد رسمتها واقفة ًَ تتطاول مع الزمان والنّخيل وترد غوائله "
ولو عدنا إلى الوراء قليلا ً لوجدنا أنّها أتجهت لرسم الغيوم ، هذا الأسلوب اتبعته بعد محنتها وخروجها من العراق وموت زوجها لتفتش عن الغيوم المعطاء للخير والمطر عن الأنسانية ، فكانت هذه اللوحات مفعمة بالألوان ، تبعد الضغينة والسوداوية ... والفتن" (1)
إنّها في كل دورة للدماء والتشظي ؛تنقب في تاريخ الحضارة العراقية ،لتصنع بألوانها جسورا من جمال وألفة ،وفراشات نقاء ،وظلال وارفة من العشق ... فهو الحل الأمثل لشوارعنا المصبوغة بالدم ،وسماواتنا المفعمة بالضغينة ...
1) اللون الأحمر مقتبس من مقال للفنان التشكيلي العراقي حسين الهلالي
http://www.alnoor.se/images/gallery/gallari_2/news/news_23/38.jpg