المصطفى العمري
07-14-2011, 09:34 PM
ثاو على صخر
تصوروا معي وأنتم أهل الوعود و القرارات الغليظة. تصوروا معي يوما بلا شمس- وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون - فيه النساء والرجال وحتى الأطفال، كلهم يغسلون دموعهم من أملاحها، ويستنشقون عطـــر الغدر والخديعة. ثم يمضون جماعات ليقبلوا الصخرة التي شكا لها مطران حزن الخليل. تصوروهم ينقشون فوق تلك الصخرة صراخ خريفهم و لياليه الباردة و بعد حين تنزلق الصخرة متدحرجة نحو أعماق البحر ثم يرتمون وراءها فيرجعونها إلى مكانها ليتموا نقشهم فتتدحرج ثانية ثم يرجعونها تماما كما كان يفعل "سيزيف".لكن الصخرة عنيدة تعشق أعماق البحر. وتتكرر العملية ثالثة ورابعة و... وفي كل مرة ينقش النساء و الرجال وحتى الأطفال بعضا من أحلامهم، بعضا من وعودكم و بعضا من خريف آمالهم، حتى إذا كلوا و ملوا من إرجاع الصخرة إلى مكانها كلما تدحرجت، تركوها في ظلمات البحر وقد نقش عليها مثلث كبير: قمته وعودكم و قاعدته من يمينه أحلامهم و من يساره آمالهم.
بعضهم فضل الإرتماء في البحر ليغرق و هو يتأمل ذلك المثلث العجيب الذي ضم شيئا من أحلامهم، من وعودكم ومن خريف آمالهم.و البعض الثاني اختار البقاء بين صخور لم ينتبه إليها مطران،ولم تسمع شكوى الخليل. وأنا بين هذا البعض وذاك البعض أشكو و أستغيث خالقي والبعضين.
المصطفى العمري: أكادير ،صيف 1994
تصوروا معي وأنتم أهل الوعود و القرارات الغليظة. تصوروا معي يوما بلا شمس- وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون - فيه النساء والرجال وحتى الأطفال، كلهم يغسلون دموعهم من أملاحها، ويستنشقون عطـــر الغدر والخديعة. ثم يمضون جماعات ليقبلوا الصخرة التي شكا لها مطران حزن الخليل. تصوروهم ينقشون فوق تلك الصخرة صراخ خريفهم و لياليه الباردة و بعد حين تنزلق الصخرة متدحرجة نحو أعماق البحر ثم يرتمون وراءها فيرجعونها إلى مكانها ليتموا نقشهم فتتدحرج ثانية ثم يرجعونها تماما كما كان يفعل "سيزيف".لكن الصخرة عنيدة تعشق أعماق البحر. وتتكرر العملية ثالثة ورابعة و... وفي كل مرة ينقش النساء و الرجال وحتى الأطفال بعضا من أحلامهم، بعضا من وعودكم و بعضا من خريف آمالهم، حتى إذا كلوا و ملوا من إرجاع الصخرة إلى مكانها كلما تدحرجت، تركوها في ظلمات البحر وقد نقش عليها مثلث كبير: قمته وعودكم و قاعدته من يمينه أحلامهم و من يساره آمالهم.
بعضهم فضل الإرتماء في البحر ليغرق و هو يتأمل ذلك المثلث العجيب الذي ضم شيئا من أحلامهم، من وعودكم ومن خريف آمالهم.و البعض الثاني اختار البقاء بين صخور لم ينتبه إليها مطران،ولم تسمع شكوى الخليل. وأنا بين هذا البعض وذاك البعض أشكو و أستغيث خالقي والبعضين.
المصطفى العمري: أكادير ،صيف 1994