المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أوجاع صغيرة


محمد ذيب سليمان
07-30-2011, 11:59 PM
أوجاع صغيرة



بـأجنِحـةٍ تـُـرفرفُ في الفَضــاءِ
كطيـــرٍ تــائـهِ الخفقـــاتِ نــــاءِ

تركتُ الحُلـم يســبحُ دون قيــدٍ
الى حيـثُ انفـلاتي من خُـوائي

أُحلِّــقُ والنُّجـــومُ إلـيَّ تَدنــــو
وهمْـسُ الوَجــدِ يهتفُ للــرُّواء

فـأَلمَسُــها مـواويــــلاً بروحي
وأقطِفُهـــا كَحبـَّــاتِ الضِّيـــــاء

أُنَضِّدُهـــا مـع الأَحـــلامِ عِقـْــداً
يُزيِّنُ لحظـــةً حَبَكـتْ صَفـــائي

بأَحـلامي الصَّغيـرةِ كِـدتُ أَرقى
الى ســحر ٍ, ففـاجأني مسـائي

*********

جَفاني النَّومُ وانْفـرطتْ دُموعي
وغضُّ الحلـــمِ دَثَّــــرهُ بُكـــائي

فَهذا اليــوم مثل الأمـسِ يبــدو
على وجـَــعٍ تَعلَّــق في دمـائي

وأحـلامي الصَّغيرة في الحَنايـا
تُفتـِّــش في المَرايـــا عن دَواء

عُيـوني والغُيــومُ على اتِّســاقِ ٍ
تَبُــثُّ الـدَّمعَ مُثقَلـــة َ العَــــزاء

فأينَ السـِّـحر في لحظاتِ فَجْـرٍٍ
يُــباغتُهـــا جـِـــدارُ الإِنْطِفــــاء

وأيـنَ النـّـايُ من غنّى لِحُلمي
أناشــيداً يموســـقُها صَفـــائي

*********

شـِـفاهُ الأُمنيـاتِ غَـدَت حُروقــاً
وأَحـــلامُ الطُّفولـة ِفي جفـــــاء

تحُرِّكهـا الحَيـــاةُ بوجـهِ عُمـْــرٍ
ويَسـرقُها الغِيـابُ الى الشَّــقاء

فتُــزهـِرُ في رِمـــالِ القلـبِ آهاٌ
وشـَـهقتُها البَقايــا من رجـائي

وتَصطَبِــغُ النَّـوافـِـذُ لـون هجرٍ
ضَبـــاباً لا يـَــروقُ لعيــن راءِ

وأَحلامي الصَّغيرةُ عن سـِواها
مُحَجَّلــــةً مُنمنَمَــــةَ البنـــــاء

فهلْ في العُمر ِغيرَ الرّيح سِفرٌ
يُلمْلِمُهــــا ويُلبســــها ردائي ؟

*********

فيـا طُرقاتُ من خَبِرتْ هُمومي
تُبـرِّح ُمُهجتي شَـكوى التَّنـائي

أَغيثينـــي وأَلــــــقيني بِليْــــــلٍ
يُســامِرُني , فأمِنُحــه ســقائي

وأَرْخي من سُدولِكِ فوق نفسي
ظـِــلالا ًيَســــتَحمُّ بِهـــا نــدائي

لعلَّ الروحَ تَســكَنًُ في الحَنايــا
وتَحـرِِقُ من مواسِــمِها عَنائي

*********

سأَسكبُ في شِراعكِ بعض نفسي
وأُبحـر فيـكِ نحــوكِ لاحْتِــوائي

واَرشـفُ منكِ رغمَ البُعــدِ نُوراً
يُبـــدِّدُ ظُلمــــــةً رقــدَت إزائي

فـَما الصَّحراءُ لو وَقَفت جِـداراً
تُؤَخِّر لحظـــة ً فصل الشـــِّـتاء

ولا الأشواكُ إذ سَكَنتْ جِراحي
تـُؤَرِّقُ شـَــهْقةً مِلكِـتْ هــوائي

لأَحـلامي الصغيــرة درب بـَوْحٍ ٍ
يُحـــرِّكُ فيــكِ آهـــات اللِّقـــــاء

سَـأحمِلُها طَهـوراً فوقَ صَمتي
وأُغرقُهـــا بِحـــاراً من وَفائي

سمير عودة
07-31-2011, 12:21 AM
أخي الحبيب أبا الأمين
حمداً لله على وصولك سالماً
وأهلاً برجوعك إلى بيتك الدافئ نبع العواطف
......
قصيدة رائعة استفزت مشاعري
وجعلتني أشعر أنني صغُرت ثلاثين عاماً
دام إبداعك
محبتي

مصطفى السنجاري
07-31-2011, 10:11 PM
أيها الصديق الحبيب

الكبير محمد ذيب

مساء رمضاني جميل على شدوك العذب

وعلى تراتيل وجعك الجميل

أحكمت ترويضها يا صاحبي فجاءت أليفة

تتسرّب إلى القلوب

كما هي روحك

تحيتي لك وتقديري

تستحق التحليق في الأعالي

دمت سامقا وامقا

عواطف عبداللطيف
08-01-2011, 01:50 AM
أهلا بعودتك بالسلامة على أرض النبع

وبهذه الإطلالة الراقية

من نغمات الوجع الخارجة من العمق

عزفت على وتر المحبة والوفاء

دمت بخير

رمضان مبارك

تحياتي

الوليد دويكات
08-01-2011, 03:01 AM
قرأتها وتأملتها
وجدتها باذخة
جميلة الموضوع
والبناء والنظم ..
سلسة تتهادى فتلامس الروح


رائع أنت ..

الوليد

ميرفت بربر
08-01-2011, 03:41 AM
لله دركم أيها الشعراء ..
ما أجمل و أرقّ ما قرأت هنا ..
و لا أدري لماذا اختلطت مشاعري، فتارة كنت أشعر بالحزن
و تارة بالحب ..
فما الذي جمع بينهما في نفسي ؟..
هي عذوبة الحب بدون شك ..
و أظن بأن شاعرنا كان حزيناً أثناء كتابتها؟..
لست أدري ..

أبدعت شاعرنا
دام لك الألق رغم أنف الحزن
الذي أدعو الله عز وجل أن يبعده عنك
و ينثر السعادة بدروبك ..

كل التقدير

رمضان كريم


ميرفت

محمد ذيب سليمان
08-01-2011, 09:27 AM
ابا تيسير

لك الشكر العظيم على هذا الحرف الجميل الذي نثرت

بين حروفي فازدادت رونقا وفاح عبيرها

اتمنى ان اراك دائما في ثوب الشباب المبكر لنستمتع منك
بما تفيض به قريحتك من شعر يلامس اعمار المراهقة
وما يحمل من جمال واحتراق
لك ود لا ينتهي

محمد ذيب سليمان
08-02-2011, 11:18 AM
أخي وصديقي

مصطفى السنجاري

شكرا لك على التثبيت هذا اولا

وثانيا فانت القرب الى نفسي

وانت تعلم ذلك ولهذا فاعتبر شهادتك فيّ مجروحة وقد منحتني الكثير

لك ود لا ينتهي

فما تزال الأقرب

شاكر السلمان
08-02-2011, 06:54 PM
ما أطيبك ومن كتب لك في متصفحك هذا

دمتم اخوة في الله متحابين

وما اروع ما نثرت من عطرٍ

تحية تليق

محمد ذيب سليمان
08-04-2011, 09:13 AM
المكرمة .. سيدة النبع

أشكر تفضلك بالمرور على هذا النص

وما نثرت من طيب القول

وكل عام وانت والمسلمين بخير

لك التحايا

تواتيت نصرالدين
08-04-2011, 05:05 PM
الشاعر محمد ديب سليمان
أوجاع صغيرة في همزية جميلة
كانت بلسما للجراح .رمضان كريم
تقبل تحياتي ودمت في رعاية الله وحفظه

محمد ذيب سليمان
08-09-2011, 01:46 AM
الوليد دويكات

وافر الحب وخالص التحايا

لمرورك الراقي وعزفك الجميل

كل الحب

محمد ذيب سليمان
09-03-2011, 11:51 AM
مرفت برير

الراقية المتأنية

سعدت والله بمداخلتك الرائعة التي قالت

كم انت متأنية في قراءة ودخول النص

وكم كان رائعا هذا الدخول الى ما بين السطور

واستشراق حتالة الكاتب ساعة كتابة النص

كل التقدير لك سيدتي

رمزت ابراهيم عليا
09-04-2011, 05:49 AM
أخي محمد ذيب
تحلق بي وأنا المتعب من التحليق
وتأسرني وأنا الأسير بطبعي لحرفك
وتتوه بي في متاهات الجمال وأنا ممن يسحره الجمال
فأقول : سلمت الأنامل التي كتيبت
ودام الجمال من قلب وروح وعطاء

رمزت

محمد ذيب سليمان
08-25-2013, 09:29 AM
ما أطيبك ومن كتب لك في متصفحك هذا


دمتم اخوة في الله متحابين

وما اروع ما نثرت من عطرٍ


تحية تليق



شكرا ايها الحبيب على مرورك الرائع
مودتي لقلبك .. أتمنى لك السلامة
ايها الغالي