عمر ابو غريبة
08-05-2011, 02:27 AM
المستعربون
تعلّلَ بالأخبارِ قلبٌ معذَّبُ=طروبٌ من الأشجانِ والشجوُ يُطربُ
أدافعُ يأساً إن تسرَبَ ليلةً=ويفجؤني يأسٌ له الصبحَ مسرَبُ
أمنْ خبرٍ تسلو به النفسُ ساعةً=لآخرَ تبكي منه يوماً وتندبُ
تُحيطُ بيَ الأمواجُ فوق (جزيرةٍ)=مدافعَ باٍلأرزاءِ نحوي تُصوّبُ
فيا لك من قلبٍ يٌمزّقُ لوعةً=ويا لك من شعبٍ يُضامُ ويُنكبُ
تعوّدَ جرحاً في فلسطينَ راعفاً=وها هي أقطاري رواعف تشخبُ
وكنا بأرضٍ من حشانا سليبة=وتلك الأراضي كلُّها ثَم تُسلبُ
كأن الطُّغى مستوطنٌ في ديارِنا=فليس سوى أرضي يعيثُ وينهبُ
وكلَّ جراحِ الكونِ ضخّتْ دماءها=هنا نهَراً ينثالُ نزفاً ويخضبُ
وكلَّ دموعِ الأمهاتِ تقاطرتْ=على أفقِنا غيماً يسحُّ ويسكبُ
وهذا الردى مَن يطفئُ اليومَ نهمَه=ويطردُ أشباحاً له تتعقّبُ
أحاطت بنا كلَّ الجهاتِ مطامعٌ=وناءَ بقيدِ العسفِ شرقٌ ومغربُ
ذئابٌ على لحمي الرخيصِ تكالبتْ=وقد صرعتْني من بني العُرْبِ أذؤبُ
بأيدي حُماتي حُزَّ نحري ومنهمُ=مخالبُ في جسمي الممددِ تنشبُ
وخلفهمُ أرضي السليبةُ جنةٌ=فلا نصَبٌ فيها ولا الجندُ يصخبُ
همُ روّعوا طفلي وثمةَ آمنٌ=وراء حدودي يستخفُّ ويلعبُ
فمَن يستردُّ الشمسَ من قعرِ مظلمٍ=فقد طالَ بي ليلٌ ثقيلٌ وغيهبُ
ومَن لحليبِ الطفلِ إذ عَزَّ مصدراً=وما غيرُ أثداءِ المنيةِ تحلبُ
ومن يرتقُ الخِدرَ المهتَّكَ سترُه=وقد ولغتْ في زمزمِ الطهرِ أكلُبُ
تطاول عهدٌ بالمظالمِ مترعٌ=وقد حُقَّ للمظلومِ دَينٌ ومكسبُ
ونغبطُ إخواناً هجيرَ احتلالِهم=لرمضاءِ قُربى تحتَنا تتلهّبُ
فليت غريباً حازَ من قبلُ قريةً=يُثَني على كلِّ البلادِ ويغصبُ
وأغيظٌ ما في الأمرِ أن عدوَّنا=أرقُّ من المستعربينَ وأطيبُ
يجوسُ خلالَ الدورِ جندٌ فرنجةٌ=ويفجعني أن الفرنجةَ يعربُ
هنا فارسٌ يصطادُ في السُّوحِ أعزلاً=وعندَ نفيرِ الحربِ في الجحرِ أرنبُ
تناوشُ أشلائي مناسرُ غابةٍ=وفي سِكةٍ شلوي يطاف ويسحبُ
ورأسيَ قد حزّته سكينُ مجرمٍ= وكلّ إهابي بالرصاصِ مثقّبُ
فسلْ قاتلاً عن ذنبِ مَن صاح هاتفاً=كرامَتنا فاغتاله أهْوَ مذنبُ
صبرنا على قهرِ العزيز وعسفِه=فقال هنيئاً إن شعبي مؤدَّبُ
وفاض كظيمُ الصدرِ إذ ضاقَ ذَرعُه=فما صدّق المأفونُ أنك تشغبُ
يهددنا بالموتِ والذلُّ أرعبُ=ويُرْغبنا بالعيشِ والعزُّ أرغبُ
ويُوعدنا حريةً طالَ شَيمُها=ووعدُ كَنودِ الخيرِ لا ريبَ خُلَّبُ
ويغلبنا في جولةٍ ثَم غيرُها=ولا جَرْمَ يا فرعونُ فاللهُ أغلبُ
وآخرُ قولي مثلما قلث أولاً=تعلل بالأخبارِ قلبٌ معذّبُ.
تعلّلَ بالأخبارِ قلبٌ معذَّبُ=طروبٌ من الأشجانِ والشجوُ يُطربُ
أدافعُ يأساً إن تسرَبَ ليلةً=ويفجؤني يأسٌ له الصبحَ مسرَبُ
أمنْ خبرٍ تسلو به النفسُ ساعةً=لآخرَ تبكي منه يوماً وتندبُ
تُحيطُ بيَ الأمواجُ فوق (جزيرةٍ)=مدافعَ باٍلأرزاءِ نحوي تُصوّبُ
فيا لك من قلبٍ يٌمزّقُ لوعةً=ويا لك من شعبٍ يُضامُ ويُنكبُ
تعوّدَ جرحاً في فلسطينَ راعفاً=وها هي أقطاري رواعف تشخبُ
وكنا بأرضٍ من حشانا سليبة=وتلك الأراضي كلُّها ثَم تُسلبُ
كأن الطُّغى مستوطنٌ في ديارِنا=فليس سوى أرضي يعيثُ وينهبُ
وكلَّ جراحِ الكونِ ضخّتْ دماءها=هنا نهَراً ينثالُ نزفاً ويخضبُ
وكلَّ دموعِ الأمهاتِ تقاطرتْ=على أفقِنا غيماً يسحُّ ويسكبُ
وهذا الردى مَن يطفئُ اليومَ نهمَه=ويطردُ أشباحاً له تتعقّبُ
أحاطت بنا كلَّ الجهاتِ مطامعٌ=وناءَ بقيدِ العسفِ شرقٌ ومغربُ
ذئابٌ على لحمي الرخيصِ تكالبتْ=وقد صرعتْني من بني العُرْبِ أذؤبُ
بأيدي حُماتي حُزَّ نحري ومنهمُ=مخالبُ في جسمي الممددِ تنشبُ
وخلفهمُ أرضي السليبةُ جنةٌ=فلا نصَبٌ فيها ولا الجندُ يصخبُ
همُ روّعوا طفلي وثمةَ آمنٌ=وراء حدودي يستخفُّ ويلعبُ
فمَن يستردُّ الشمسَ من قعرِ مظلمٍ=فقد طالَ بي ليلٌ ثقيلٌ وغيهبُ
ومَن لحليبِ الطفلِ إذ عَزَّ مصدراً=وما غيرُ أثداءِ المنيةِ تحلبُ
ومن يرتقُ الخِدرَ المهتَّكَ سترُه=وقد ولغتْ في زمزمِ الطهرِ أكلُبُ
تطاول عهدٌ بالمظالمِ مترعٌ=وقد حُقَّ للمظلومِ دَينٌ ومكسبُ
ونغبطُ إخواناً هجيرَ احتلالِهم=لرمضاءِ قُربى تحتَنا تتلهّبُ
فليت غريباً حازَ من قبلُ قريةً=يُثَني على كلِّ البلادِ ويغصبُ
وأغيظٌ ما في الأمرِ أن عدوَّنا=أرقُّ من المستعربينَ وأطيبُ
يجوسُ خلالَ الدورِ جندٌ فرنجةٌ=ويفجعني أن الفرنجةَ يعربُ
هنا فارسٌ يصطادُ في السُّوحِ أعزلاً=وعندَ نفيرِ الحربِ في الجحرِ أرنبُ
تناوشُ أشلائي مناسرُ غابةٍ=وفي سِكةٍ شلوي يطاف ويسحبُ
ورأسيَ قد حزّته سكينُ مجرمٍ= وكلّ إهابي بالرصاصِ مثقّبُ
فسلْ قاتلاً عن ذنبِ مَن صاح هاتفاً=كرامَتنا فاغتاله أهْوَ مذنبُ
صبرنا على قهرِ العزيز وعسفِه=فقال هنيئاً إن شعبي مؤدَّبُ
وفاض كظيمُ الصدرِ إذ ضاقَ ذَرعُه=فما صدّق المأفونُ أنك تشغبُ
يهددنا بالموتِ والذلُّ أرعبُ=ويُرْغبنا بالعيشِ والعزُّ أرغبُ
ويُوعدنا حريةً طالَ شَيمُها=ووعدُ كَنودِ الخيرِ لا ريبَ خُلَّبُ
ويغلبنا في جولةٍ ثَم غيرُها=ولا جَرْمَ يا فرعونُ فاللهُ أغلبُ
وآخرُ قولي مثلما قلث أولاً=تعلل بالأخبارِ قلبٌ معذّبُ.