محمد ذيب سليمان
08-09-2011, 11:52 AM
"بديـــا"(1)بذار العمر
على شـفةِ الغُروبِ نثـرتُ نفسي
بِــذاراً يســـتريــحُ علـى ذُراهــــا
وتغْرسُـني يدُ المحـراث صرحـــاً
تَجــــذََّرَ واعتلـى قِممـــاً بَناهــــــا
فتحضنني وتُغــرقُ حيـن أدنـــــو
مُـداعِبــةً وتأسِــــرني رُؤاهــــــا
هي الدُّنيــا وثغرُ الــوردِ حُســـناً
وأوراق البنفســج من نـَداهـــــا
وهطْـلُ المُـزنِ في ســتيين مرَّت
كطّيـفٍ هـاربٍ فقََــــدتْ صِِباهـــا
هـي التنهيـــدةُ الحــرّى بِقلبــي
إذا ضـاقت دُروبيَ من خُطاهـــــا
هي الشَّـوقُ المُؤجَّج في الحنايـا
وإجهــاشُ الغيـومِ ندى شــذاهـــا
هي الوطـن المُكبَّل كيفَ عمــري
بَدتْ بالحـزنِ تحرســـها دِماهـــــا
وألهبنـي جُنــون الشَّـــوق لمّـــــا
نـــأى التَّيـــارُ بي عنهــا وتاهــــا
وصـار المــوجُ من حولي حيــاةً
تقشَّـــر وجهَهـــا وطغـتْ يَداهــــا
ودوَّنَتِ المـرافيءُ جُــرح قلبــي
بــأنواءٍ وقـــد فَقَــدَتْ هُداهــــا
وأضحى الحزنُ رُبانـــاً يحــاذي
سـنين العمر إن ضحِكتْ طواهـــا
وتمنحني رُؤى الأشــواقُ طيفـــاً
يُـداوي النفــس من جرحٍ بَراهـــا
وأحســـبها تُعيـــد إلـيَّ لـونـــــــاً
من الفَــرَح المغــــادِرِ إذ رآهـــــا
فـــأبـدو مثـل عُصفــــورٍ طليــقٍ
تمــــرَّد وابتنـى عُشَّــــاً وتاهــــــا
وزهـر الـرّوض يحضنُـهُ فيغفــو
على غُصنِ توضَّـــأَ في هواهـــــا
وطيـن الأرض يرضعـــه فيغـــدو
حسـاماً يســـتميتُ فِدى ثَراهـــــا
وصدر الغيْـــم يفتـح في حبـــورٍ
نوافِــذهُ لينْهـــلَ من ســـماهــــا
وأحيـانــــــاً تُؤرِّقنـــي وتُـــــدمي
قـروح العيـنِ من دمــعٍ بََكاهــــا
أيـا "بديــــا" اليــكِ تَتـوق نفـسي
وقــد بَلغـــتْ حيــاتيَ مُنتهاهـــــا
تـراودنــي خيـــــالاتٌ فتجلـــــو
عن النفـــسِ الكئيبـةِ مـا دَهاهـــا
وأطيـــافُ الأحبَّـــة بيْـنَ وهْـــــمٍ
وأحضـان الحقيقـــة في ذُراهـــــا
ترافقـنـــي وتســـلب دون قيــــــدٍ
طـــوال الليـل من عيني كَراهـــــا
وقيـدُ البعـــد يصدمني فـــأمضي
على وجـــعٍ تعلــَّق فـي رُباهــــــا
أيـا " بديـــا " بأشـــواقـي لهيـبٌ
يُحـّــِرك من حـكايـــاتي صَداهــــا
ويحملنـي علـى قَــــدمٍ تراخـــــت
لميعــــادٍ عشــــقتُ ومـا سـَـلاها
تُسـائِلني الدقـــائقُ كيـف تغفـــو
ومعراجُ الرسـول يصيح آهــا ؟!
وشـــهوةُ الاحتــــلال كعنكبـــوت
تعــــاني من غوائلهـــــا يداهـــــا
وكيـفَ ترومُ في الدنيــا انطلاقـــاً
إذا أمسـيت فـي وطنٍ سِــواها ؟!
" 1 " مسقط رأس الشاعر
على شـفةِ الغُروبِ نثـرتُ نفسي
بِــذاراً يســـتريــحُ علـى ذُراهــــا
وتغْرسُـني يدُ المحـراث صرحـــاً
تَجــــذََّرَ واعتلـى قِممـــاً بَناهــــــا
فتحضنني وتُغــرقُ حيـن أدنـــــو
مُـداعِبــةً وتأسِــــرني رُؤاهــــــا
هي الدُّنيــا وثغرُ الــوردِ حُســـناً
وأوراق البنفســج من نـَداهـــــا
وهطْـلُ المُـزنِ في ســتيين مرَّت
كطّيـفٍ هـاربٍ فقََــــدتْ صِِباهـــا
هـي التنهيـــدةُ الحــرّى بِقلبــي
إذا ضـاقت دُروبيَ من خُطاهـــــا
هي الشَّـوقُ المُؤجَّج في الحنايـا
وإجهــاشُ الغيـومِ ندى شــذاهـــا
هي الوطـن المُكبَّل كيفَ عمــري
بَدتْ بالحـزنِ تحرســـها دِماهـــــا
وألهبنـي جُنــون الشَّـــوق لمّـــــا
نـــأى التَّيـــارُ بي عنهــا وتاهــــا
وصـار المــوجُ من حولي حيــاةً
تقشَّـــر وجهَهـــا وطغـتْ يَداهــــا
ودوَّنَتِ المـرافيءُ جُــرح قلبــي
بــأنواءٍ وقـــد فَقَــدَتْ هُداهــــا
وأضحى الحزنُ رُبانـــاً يحــاذي
سـنين العمر إن ضحِكتْ طواهـــا
وتمنحني رُؤى الأشــواقُ طيفـــاً
يُـداوي النفــس من جرحٍ بَراهـــا
وأحســـبها تُعيـــد إلـيَّ لـونـــــــاً
من الفَــرَح المغــــادِرِ إذ رآهـــــا
فـــأبـدو مثـل عُصفــــورٍ طليــقٍ
تمــــرَّد وابتنـى عُشَّــــاً وتاهــــــا
وزهـر الـرّوض يحضنُـهُ فيغفــو
على غُصنِ توضَّـــأَ في هواهـــــا
وطيـن الأرض يرضعـــه فيغـــدو
حسـاماً يســـتميتُ فِدى ثَراهـــــا
وصدر الغيْـــم يفتـح في حبـــورٍ
نوافِــذهُ لينْهـــلَ من ســـماهــــا
وأحيـانــــــاً تُؤرِّقنـــي وتُـــــدمي
قـروح العيـنِ من دمــعٍ بََكاهــــا
أيـا "بديــــا" اليــكِ تَتـوق نفـسي
وقــد بَلغـــتْ حيــاتيَ مُنتهاهـــــا
تـراودنــي خيـــــالاتٌ فتجلـــــو
عن النفـــسِ الكئيبـةِ مـا دَهاهـــا
وأطيـــافُ الأحبَّـــة بيْـنَ وهْـــــمٍ
وأحضـان الحقيقـــة في ذُراهـــــا
ترافقـنـــي وتســـلب دون قيــــــدٍ
طـــوال الليـل من عيني كَراهـــــا
وقيـدُ البعـــد يصدمني فـــأمضي
على وجـــعٍ تعلــَّق فـي رُباهــــــا
أيـا " بديـــا " بأشـــواقـي لهيـبٌ
يُحـّــِرك من حـكايـــاتي صَداهــــا
ويحملنـي علـى قَــــدمٍ تراخـــــت
لميعــــادٍ عشــــقتُ ومـا سـَـلاها
تُسـائِلني الدقـــائقُ كيـف تغفـــو
ومعراجُ الرسـول يصيح آهــا ؟!
وشـــهوةُ الاحتــــلال كعنكبـــوت
تعــــاني من غوائلهـــــا يداهـــــا
وكيـفَ ترومُ في الدنيــا انطلاقـــاً
إذا أمسـيت فـي وطنٍ سِــواها ؟!
" 1 " مسقط رأس الشاعر